«  الرجوع   طباعة  »

هل لو لم يقصر تلك الأيام لن يخلص أحد ام جمع لا يحصى؟ متى 24 ومرقس 13 ورؤيا 7 و13 و17



Holy_bible_1

17 September 2020



السؤال



كيف في نهاية الأزمنة لولا لم تقصر تلك الايام لن يخلص أحد ولكن يقول من كل الامم والألسنة ربوات وقوف امام الرب؟



الرد



الإجابة باختصار في البداية ان الجمع الكثير المتكلم عنه في سفر الرؤيا هو في الملكوت أي نتيجة الاضطهاد والاستشهاد فيصل كثير الى الملكوت ولكن بالطبع بكثرة الاستشهاد وذهابهم الى الملكوت في أواخر الأيام يكون المتبقي منهم قليل على الأرض.

ولكن عندما ندقق في سياق الكلام نجد ترتيب مهم فما يقول في انجيل متى في هذا الجزء هو عما حدث في سنة 70 م ولكن مناسب لأواخر الأيام أيضا

كما شرحت في ملف

هل السيد المسيح اخطأ في تحديد ميعاد انقضاء الدهر بقول لا يمضي هذا الجيل؟ متي 24 ومرقس 13

انجيل متى 24

انجيل مرقس 13

نلاحظ شئ هام جدا في سؤال التلاميذ هو انهم سالوه بدون قصد سؤال مركب من ثلاث اجزاء ولو نظرنا اليهم هم مختلفين عن بعض فهو تكلم فقط عن هدم الاحجار لكنهم سالوه عن

1 متي يكون هذا ( اي هدم احجار الهيكل )

2 ما هي علامات مجيئك

3 انقضاء الدهر الذي سيكون بعد مجيئ المسيح الثاني

ولان مجئ المسيح الثاني بعده مباشره انقضاء الدهر فهنا المسيح عن دون قصد سئلوه عن زمانين لاعلاقه بينهما وهذا ما وضحه ايضا مرقس البشير انهم زمنين متي يكون هذا عن الهيكل وما هي العلامه عندما يتم الجميع هو الزمن الثاني

فمن يفهم جيدا سؤال التلاميذ الذي سألوه بطريقه بديهية مركبه سيدرك معني اجابة رب المجد الرائعة المركبة ايضا

ويتكلم عن الاضطهاد في أواخر الأيام

24: 9 حينئذ يسلمونكم الى ضيق و يقتلونكم و تكونون مبغضين من جميع الامم لاجل اسمي

13: 9 فانظروا الى نفوسكم لانهم سيسلمونكم الى مجالس و تجلدون في مجامع و توقفون امام ولاة و ملوك من اجلي شهادة لهم

ويبدأ قبل التكلم عن الاوجاع الاخيره يتكلم عن تلاميذه لذلك يكلمهم بصيغة المخاطب انهم بينهم محبه ولكن العالم يبغضهم ويشرح لهم انه سيسلمون الي مجالس ويجلدون ويشهدون امام ملوك بقوة وقد تقودهم هذه الشهاده الي قتلهم

24: 10 و حينئذ يعثر كثيرون و يسلمون بعضهم بعضا و يبغضون بعضهم بعضا

13: 12 و سيسلم الاخ اخاه الى الموت و الاب ولده و يقوم الاولاد على والديهم و يقتلونهم

وهذا من الامور الصعبه لان الاضطهاد الاول كان من اعداء المسيحيه وكانت المحبه قويه جدا وكان المسيحين يبذلون انفسهم لخدمة اخوتهم المسيحيين وايضا اسم المسيح ويقبلون الاستشهاد بفرحه

اما في نهاية الزمان المسيحيين لان نسبة مرتفعة ستكون لاودكية أي اسميين سيسلمون بعضهم بعضا ويبغضون بعضهم بعضا وهذا امر محزن جدا وهذا حدث ايضا وسيزداد

24: 13 و لكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص

13: 13 و تكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي و لكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص

وهي رسالة تعزيه ولكن الصبر والعمل والجهاد بالصلاة والتمسك بالمحبة فهذا يكون محفوظ في يد الرب. ولكن هذا العدد يؤكد ان المؤمنين المتبقيين من الاستشهاد سيكون قليل.

24: 14 ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم ثم ياتي المنتهى

وهذا ما سيحدث في عصر انتشار البشاره في العالم كله

ونلاحظ انه اكد ان البشاره للعالم كله وهذا بالطبع يستغرق اجيال كثيره وليس جيل واحد

ولذلك كل الاعداد الماضيه من العدد العاشر يتكلم بصيغة الغائب ( يعثر ويقوم وتبرد ويكرز ) فبعدما تكلم عن جيل تلاميذه يتكلم عن الاجيال الغائبه لانها في المستقبل وهذا دليل واضح جدا علي تسلسل كلامه

فبعد المسيح والمحبة القوية يرتب فيقول

اولا اضطهاد تلاميذه من العالم (ولذلك كلمهم بصيغة المخاطب)

ثم خلافات كنسيه وتسليم بعضهم بعضا (بصيغة الغائب)

ثم عصر الهرطقات والانبياء الكذبة

ثم عصر الظلمة والضعف والاحتياج للصبر والاحتمال

ثم عصر البشارة القوية والنهضة

ثم بداية النهاية

وبعدما انهي المسيح شرح تفصيلي مبسط عن التسلسل الزمني للأجيال قال

24: 15 فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ

13: 14 فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي ليفهم القارئ

ويعود مره اخري الي اول جيل وهو جيل تلاميذه

ويبدأ في الإجابة على الجزء الاول من السؤال وهو متي يكون خراب اورشليم ولا يترك حجر علي حجر الا وينقض بعد ان شرح ووضح الجزء الثاني وهو علامات الانقضاء

ويبدأ في الرسالة المهمة التي انقذت كنيسته لما حفظوها وتذكروها حينما حدثت سنة 70 ميلاديه

في حصار تيطس لاورشليم الذي استمر فتره وفشل فيها وكاد ان يياس في محاوله اخير أرسل بعض جنوده فتسلقوا الحائط المجاور للهيكل ودخلوا الهيكل ووضعوا النسر الروماني في المكان المقدس ولكن اليهود شعروا بهم فقاموا عليهم وقتلوهم وفشلت المحاوله الاخيره لتيطس القائد الروماني فقرر الانسحاب وفك الحصار وترك اورشليم وغادر مسيره ثلاث ساعات اثنائها حدث رد فعل مختلف

اليهود بدؤا في اقامة الاحتفالات بفك الحصار والنصره بشده اما المسيحيين فتذكروا كلمات رب المجد ونفذوا كلامه الاتي

24: 16 فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال

فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال

وهذا تأكيد انه الان لا يتكلم عن كل الامم ولكن اليهودية فقط لانه لو كان يتكلم علي العالم لما كان هناك حاجه للهروب

24: 17 و الذي على السطح فلا ينزل لياخذ من بيته شيئا

13: 15 و الذي على السطح فلا ينزل الى البيت و لا يدخل لياخذ من بيته شيئا

وهو يكلم المسيحيين لان اليهود رفضوه ورفضوا تحزيره

24: 18 و الذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه لياخذ ثيابه

24: 19 و ويل للحبالى و المرضعات في تلك الايام

13: 17 و ويل للحبالى و المرضعات في تلك الايام

دليل انها حادثه في يوم واحد وليسة سنوات طويله او حروب طويله وهذا ايضا تاكيد انه يتكلم الان عن اورشليم فقط

24: 20 و صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء و لا في سبت

13: 18 و صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء

وهذا ما فعله المسيحيين في اورشليم هربوا الي الجبال بسرعه شديده اما اليهود فكانوا منشغلين بالاحتفال ورفضوا تحزيرات المسيحيين وبعد الثلاث ساعات هذه وفي طريق رجوع تيطس القائد الروماني قابله جيش ضخم اتي من قيصر ومعهم اوامر لتيطس بابادة اليهود تماما فعاد تيطس بقيادة هذا الجيش الكبير الي اورشليم مره اخري بعد ستة ساعات من بدئ مغادرته اورشليم وهجم عليها وهد اسوارها وقتل 1200,000 شخص يهودي واسر الباقين وباعهم كعبيد فنجي فقط المسيحيين الذين انتشروا بعدها مبشرين في كل مكان

24: 21 لانه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الان و لن يكون

13: 19 لانه يكون في تلك الايام ضيق لم يكن مثله منذ ابتداء الخليقة التي خلقها الله الى الان و لن يكون

وبالفعل هذه الضيقه لم ولن تحدث في اورشليم منذ ابتداء العالم الي زمن المسيح ولن يكون ايضا وهذا تاكيد ان بعد هذا الاضطهاد ليس المنتهي لانه يتكلم عن زمان سيكون بعد اضطهاد اورشليم

24: 22 و لو لم تقصر تلك الايام لم يخلص جسد و لكن لاجل المختارين تقصر تلك الايام

13: 20 و لو لم يقصر الرب تلك الايام لم يخلص جسد و لكن لاجل المختارين الذين اختارهم قصر الايام

ويتكلم عن الفرق ان الاضطهاد الاخير أقوى بكثير ولكنه أقصر لانه لو طول فتره لن يخلص أحد فلاجل محبة الله لاولاده الباقيين سيجعلها ايام قصيره.

ففهمنا ان الكلام بوضوح عن خراب اورشليم واضطهاد الرومان والذبح الشديد ولو لم يقصر الرب تلك الأيام لما كان نجى أحد من مجاعة الحصار ثلاث سنوات وبعدها المذابح

ولكن أيضا ينطبق على أواخر الأيام الذي سيكون فيه اضطهاد كثير وقتل للمسيحيين كثير ولو لم يقصر الرب تلك الأيام لاستشهد كل المسيحيين الحقيقيين ولم يتبقى مؤمن

ولكن عرفنا أيضا ان انجيل متى 24 ومرقس 13 الذين يتكلموا عن الاضطهاد الشديد والاستشهاد الكثير أيضا يوضح ان البشارة ستصل لجمع غفير وذكرت الاعداد في

24: 14 و يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم ثم ياتي المنتهى

13: 10 و ينبغي ان يكرز اولا بالانجيل في جميع الامم

وهذا ما سيحدث في عصر انتشار البشارة في العالم كله

وبعد ذلك يشرح ان سيكون في نهاية الايام ضيق أكثر من عصر الاضطهاد وبغضه لاسم المسيح صعبه وهذا حدث بالطبع في عصر الاضطهاد وايضا سيحدث في الايام الأخيرة بصوره أصعب

ففهمنا ان لا يوجد تناقض بين انتشار البشارة ولكن أيضا مع كثرة الاضطهاد والاستشهاد فيتبقى قليلين ولكن هؤلاء الشهداء هم يصبحوا جمع غفير في الملكوت

سفر الرؤيا 7

9 بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ

هؤلاء الجمع الذي من كثرته لا يستطيع أحد عده هم امام العرش وليس في الأرض أي في الكنيسة السماوية وهم بثياب بيض = رمز النقاوة والبر فقد غفرت خطاياهم بكفارة دم المسيح فهم تحملوا الاضطهاد حتى الدم لأجل المسيح.

فالوحش البحري بالفعل سيصنع حرب مع القديسين ويغلبهم

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 13: 7

وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ.

وأيضا يؤكد هذا سفر الرؤيا ان دم الشهداء سيكون كثيرا جدا

سفر الرؤيا 17

6 وَرَأَيْتُ الْمَرْأَةَ سَكْرَى مِنْ دَمِ الْقِدِّيسِينَ وَمِنْ دَمِ شُهَدَاءِ يَسُوعَ. فَتَعَجَّبْتُ لَمَّا رَأَيْتُهَا تَعَجُّبًا عَظِيمًا!

اذا انجيل متى 24 ومرقس 13 اكدوا ان الكلمة والبشارة لكل العالم وسيقبل الكثير ولكن الاضطهاد شديد والاستشهاد كثير فلو لم يقصر الأيام لاستشهد كل القديسين. وأيضا سفر الرؤيا اكد نفس الامر ان العدد ضخم الذي يصل للسماء ولكن على الأرض دم الشهداء سيكون كثير.



والمجد لله دائما