الأربع مزامير الإضافية في النسخة السريانية 152-155



Holy_bible_1

18 November



يتكلم البعض عن ان سفر المزامير في بعض الكنائس السريانية هو 155 مزمور وليس 150 او 151. فكيف يكون الكتاب المقدس معتمد لكل الكنائس ولكنه يختلف في شيء مثل هذا؟

في البداية رغم احترامي للكل ولكن بالطبع انا انتمى للكنيسة التقليدية التي تؤمن بقانونية مزمور 151 بأدلة كثيرة وشرحت هذا في ملف

مزمور 151 وقانونيته

على سبيل المثال لا الحصر

وجوده في السبعينية من القرن الثالث ق م

موجود في مخطوطات قمران

موجود في كثير من الترجمات القديمه بعد الميلاد مثل

التلمود البابلي القديم كما يقول الباحث سانديريس )

بعض مخطوطات البشيتا التي تعود الي القرن الرابع

بعض الترجمات السريانيه

موجود في الترجمه الحبشيه التي تعود الي القرن السادس

بعض مخطوطات الفلجاتا التي تعود الي القرن الرابع

موجود في الترجمات القبطي التي تعود الي اخر القرن الثالث الميلادي

وشهادة اقوال الإباء

وتحليلات لغوية للعلماء تؤكد انه لداود

وغيرها



اما عن هذه المزامير الأربع فباختصار شديد

هي غير موجودة في نص الانجيل السرياني لا القديم مثل البشيتا ولا الحديث ولكن هي وجدت فقط في مخطوطتين كتابيتين مخطوطة منهم في كامبريدج من القرن 17 م

W. WRIGHT, Some Apocryphal Psalms in Syriac, in Proceding of the Society of Biblical Archaeology, IX (London, 1887), p. 257-266

وأخرى في برلين تعود لسنة 1699 م

وفي بعض مخطوطات كتاب الياس الانباري من القرن 14

Herbert Edward Ryle; Montague Rhodes James, eds. (2014). Psalms of the Pharisees. Cambridge University Press. p. 161.



فهي أصلا ليست في انجيل السريان انما في مخطوطات قد تكون تحتوي على صفحات زائدة فأضافوا اليها هذه المزامير للقراءة فقط

وشرحت هذا الامر في المخطوطة السينائية كيف لانها احتوت على صفحات زائدة ولان ثمن مخطوطات هذه باهظ جدا في هذا الزمان فكانت تستخدم هذه الصفحات في كتابت أشياء مهم سواء للتعليم او للصلاة ليس كضمها للكتاب المقدس بل فقط لاهميتها واستغلالا للصفات المتبقية في المخطوطة

لا يوجد دليل على انها قانونية

فهي غير موجودة في الترجمة السبعينية من القرن الثالث ق م

وغير موجودة في كتابات اليهود القديمة

ولا الترجمات السريانية القديمة

من اين أتت؟ القصة باختصار شديد هي عبارة عن ترانيم مبنية على سفر المزامير مثلما نقوم به الان وجد اثنين منها في المخطوطات السريانية التي ذكرتها فقط وهما 153 و154 واثنين منهم وجدت في مخطوطات قمران كترانيم التي كانت عند الاسينيين أي مجموعة قمران وواضح انها بطريقة ما نقلها بعض الإباء السريان

فسفر المزامير في مخطوطات قمران يوجد منه نسخ مصنوع منها ترانيم تسمى مزامير الشكر التي كانت لليهود والتي كتبوها قبل الميلاد بفترة وجيزة 

فكما شرحت في ملف

الرد على شبهة اختلاف سفر المزامير في مخطوطات قمران والمزامير الاضافية

ففي مخطوطات قمران يوجد 34 مخطوطة للمزامير بعضهم يطابق العبري يوضح انه هو سفر المزامير الكتابي وبعضهم نص وترتيب مختلف يوضح انهم ترانيم مبنية على سفر المزامير لهذا يختلف ترتيبها بما هو مناسب للصلوات كما نفعل في كتب الترانيم والاجيبية

فقمران التي كان يسكنها الاسينيين المتدينين بعض كتاباتهم كانت تفسيرات للمزامير وبعض كتاباتها كانت ترانيم تبنى على المزامير فلا يوجد أي إشكالية في ان يكتبوا ترانيم بين المزامير فهي ليست مزامير ضاعت ولكن تاملات وترانيم وشرح للمزامير

أيضا اختلاف بعض ترتيب المزامير هو فقط لاستخدامها بما يناسب الصلوات مثلما نفعله في صلاوات السواعي فنغير ترتيب المزامير ولكن هذا لا يعني ان ترتيبهم الحالي خطأ



فكما قلت مزمورين 152 و153 ليسوا في قمران واثنين في مخطوطة للمزامير ولكن التسبيحية وليست الرسمية وهي 11Q5

هي اكتشفت في مكتبة قمران في الكهف 11 وترقم 11Q5 او ايضا تسمى 11QPs-a وسبب الف لان هناك مخطوطات بها اجزاء من سفر المزامير القانوني فهي مخطوطة من 6 مخطوطات لسفر المزامير

هي اكتشفت بواسطة بدوي سنة 1956 م فيما يعرف الان بكهف 11. المخطوط السليم واربع اجزاء (من A الي D) نشرت رسميا بواسطة جيمس سانديرس باسم مخطوطة المزامير لقمران كهف 11  QPsa11  

Discoveries in the Judaean Desert of Jordan, vol. 4; Oxford: Clarendon Press, 1965

ومخطوطة E نشرت في سنة 1966 مع ترجمة انجليزي 

The Dead Sea Psalms Scroll [Ithaca, N.Y.: Cornell University Press, 1967]

وترجم معهم ايضا المزامير الغير كتابية للانجليزي 

García-Martínez 304-311; Vermes 301-307; Wise, Abegg & Cook 447-52 

وصفها 

11QPs-a هي مكونة من لفافة وخمس قطع صغيرة ومحتواهم كلهم هو 48 مزمور اغلبهم مزامير الكتاب ومضاف اليهم اناشيد يهودية وايضا قطعة نثرية واحدة. المخطوطة هي جلد حيواني مصبوغ اصفر غامق (غالبا عجل) وهي طولها تقريبا 4 امتار. للاسف حافتها السفلية متحللة بشكل سيء ولكن طرفها العلوي بحالة جيدة 

Sanders, Psalms Scroll, 3

المخطوطة بها بقايا 34 عمود مكوتب به 51 مجموعة. البداية غير موجودة وهذا بناء على تحليل بعض العلماء 

Qumran and Old Testament," 169-70

يقول البعض انها تبدأ بمزمور 101 وهي مكتوبة في شكل النثر فيما عدا مزمور 119 المكتوب بطريقة شعرية الذي به 8 سطور في المقطع

المخطوطة ارخت بعلم الخطوط الي نهاية عهد هيرودس وهى ما بين 30 الي 50 م مع ملاحظة ان المخطوطة استخدمت خطوط عبري قديمة لاسم يهوه. والمخطوطة متميزة بقواعد الاملاء كاملة.

ملحوظة هذه المزامير لا يوجد بها 152 ولا 153 الموجودين في السرياني فقط فمزمور 152 وهو كلام منسوب لداود عندما وقف امام الاسد والذئب عندما خطف شاة 

ولغته توضح انها في فترة الهلنستيين في القرن الثاني ق م

James H. Charlesworth (2010). The Old Testament Pseudepigrapha. Hendrickson Publishers. p. 615.

فهذا يؤكد انه احدث بكثير من سفر المزامير وايضا مزمور 153 الذي هو منسوب لداود يسبح الرب بعد ان نجاه من الاسد وتظهر نفس السمة اللغوية 

title from W. Wright Some Apocryphal Psalms in Syriac, Proceedings of the Society of Biblical archaeology 9 [1887] 257–266

ولكن الموجود في قمران هو المزمور 154 الذي فيه ينادي ان الانسان ينضم للصلاح وللكمال ليمجد العلي وايضا يشير الي الوجبات المشتركة وهذا هو اسلوب الاسينيين من جماعة قمران فهو يؤكد انهم هم الذين كتبوه 

"And in their eating shall be satisfying in truth, and in their drinking, when they share together"'.

مزمور 155 وهو يشبه جدا مزمور 22 وغالبا هو ما يشبه الطرح لمزمور 22  

A. Chadwick Thornhill (2015). The Chosen People: Election, Paul and Second Temple Judaism. InterVarsity Press. p. 31.

حلل العلماء طريقة هذا التركيب واتضح انه ليس نسخة للسفر المزامير بل هو كتاب للصلاة والتسبيح (اي ما يشبه كتب القراءات الكنسية الماخوذ اغلب نصوصها من الكتاب المقدس مع بعض الصلوات الاخري للاباء) فشرح سكيهان التركيب بهذه الطريقة انه اسلوب صلوات

Skehan, Patrick W. "A Liturgical Complex in 11QPsa." CBQ 34 (1973): 195-205. 

وايضا 

The earliest Jewish prayer-book, as M. H. Goshen-Gottstein (no. 1377c)

وايضا 

The Old Testament Pseudepigrapha, vol. 2, p. 610

فهو وضح ان هذا الترتيب هو واضح جدا انه ترتيب صلوات توضع فيه المزامير مجموعات للتسبيح (يشبه الايجيبية حيث يوضع المزامير في السواعي بترتيب مختلف تماما عن ترتيب المزامير في الكتاب المقدس فهي وضعت بطريقة مناسبة لصلاة كل ساعة

وهو قدم بهذا دليل انها ليست مخطوطة رسمية لسفر المزامير ولكنها مخطوطة كتاب صلوات 

the scroll was a liturgical rearrangement of the MT Psalter

وجيرالد ويلسون في 

Wilson, Gerald H. "The Qumran Psalms Scroll (11QPsa) and the Canonical Psalter: Comparison of Editorial Shaping." CBQ 59 (1997): 448-464. [Wilson’s works refine and further tose of Sanders. This particular article explores the structure of 11QPsa.] 

شرح خمس مقاطع (مثل السواعي) تركز على الامل في المسيح ابن داود 

بل وايضا بيتر فلنت 

Flint, Peter W. The Dead Sea Psalms Scroll & the Book of Psalms. Studies on the Texts of the Desert of Judah 17. Leiden: Brill, 1997. [This revision of the author’s thesis is the most significant study in recent years on the Psams scrolls in English]

قدم تركيب ان المخطوطة هي مقسمة بتركيبات حسب النتيجة الشمسية توضح دور داود وابن داود 

وجودها بهذا الترتيب الذي يوضح انها معدة للصلاة يؤكد انها ليست قانونية ولكن لتروجية فقط

حينما حاول البعض ادعاء ان هي مزامير قانونية اصلية ولم توضع في الماسوريتك مثل جيمس ساندرس. خطاه كثير من العلماء مثل ويلسون وفلينت بادلة توضح انها من جماعة قمران انفسهم وليست مزامير داود الاصلية واكدوا ان تاريخا يرجع بحد اقصي الي القرن الثاني ق م فقط 

Towards the Date for the Old Greek Psalter,” in The Old Greek Psalter: Studies in Honour of Albert Pietersma [R. Hiebert, C. Cox, and P. Gentry, eds.; JSOTSup 332; Sheffield: Sheffield Academic Press, 2001] 248-276

بل ايضا من يدرس المخطوطة يفهم جيدا ان الكاتب يعرف جيدا ترتيب سفر المزامير الاصلي بصورته في الماسوريتك ولكن يرتبه بما يناسب جماعة قمران وهذا يقضي تماما على ادعاء انها مزامير اصلية ضاعت.

Flint, Peter W. The Dead Sea Psalms Scroll & the Book of Psalms. Studies on the Texts of the Desert of Judah 17. Leiden: Brill, 1997. [This revision of the author’s thesis is the most significant study in recent years on the Psams scrolls in English]

وايضا 

Ulrich Dahmen. Psalmen- und Psalter-Rezeption im Frühjudentum: Rekonstruktion, Textbestand, Struktur und Pragmatik der Psalmenrolle 11QPsa aus Qumran. Leiden: Brill, 2004. [An entire reconstruction and examination of the great Psalms Scroll from Qumran. Argues that 11QPsa is a qumranic composition and an example for the reception of biblical texts and books in early Judaism.]

فهذه الأربع مزامير هي للصلاة فقط وأكرر غير موجودة في الكتاب المقدس للسريان لا البشيتا ولا الحديث بل فقط مخطوطات مناسبة للقراءة والتسبيح

وأخيرا نص هذه المزامير لمن يريد ان يقرأها

مزمور 152

1 إلهي إلهي، تعال إلى معونتي، ساعدْني وخلِّصني، ونجِّ نفسي من القاتلين.

2 هل أنزلُ إلى الجحيم في فم الأسد؟ أم يَظفُر بي الأسد فلا أكون؟

3 لم يكفهما أنّهما كمنا لغنم أبي، ومزَّقا نعجة من القطيع. هما يطلبان نفسي ليُهلكانها!

4 أشفقْ أيّها الربّ على مَن اخترت، ونجِّ مَن طهَّرتَ من الهاوية. لبِثَ على تسابيحك كلَّ أوقات حياته ويسبِّح اسمك العظيم.

5 فأنت خلَّصته من الموت المفسد، وأعدتني من الأسر من فم الوحوش.

6 أسرع يا سيّدي. أرسل من أمامك منقذًا، وانتشلْني من الهوّة التي تفغر فاها وتريد أن تحبسني في أعماقها.



مزمور 153

1 هلّلوا للربّ يا كلَّ الشعوب، سبّحوه وباركوا اسمه.

2 لأنّه نجّى نفس صفيِّه من أيدي الموت، وأنقذ تقيَّه من الهاوية.

3 خلّصَني من أشراك الجحيم وأخرجَ نفسي من الهوّة التي لا تُسبر أعماقها.

4 فلولا قليل، لو لم يأتِ (يخرج) خلاصي من عنده، لصرتُ قطعتين لوحشين.

5 ولكنّه أرسل ملاكه، فسدَّ عنّي الأفواه الفاغرة، وأنقذ حياتي من الهاوية.

6 لتسبِّحْه نفسي، ولتعظِّمْه على كلِّ نعمه التي صنعها ويصنعها لي.



مزمور 154

1 سبّحوا الله بصوتٍ عالٍ، أسمعوا تمجيده في الجماعة الكبيرة.

2 بين المستقيمين الكثيرين سبّحوه وامدحوه، ومع الأمناء أخبروا بتسبيحه.

3 شاركوا الأخيار والودعاء في تسبيح العليّ.

4 إجتمعوا معًا وعرّفوا بقدرته، ولا تضجروا من إظهار مجده للبسطاء.

5 ولكي يعرف محبّو الربّ، أُعطيَت الحكمة.

6 ولكي تُروى أعماله، عُرفتِ الحكمة لدى البشر.

7 ليعرّفوا البسطاء بقوّته، وليُفهموا مجده للناقصي اللب،

8 البعيدين عن مدخله، المفصولين عن بابه.

9 لأنّ ربّ يعقوب عليٌّ هو، وعظمته فوق كلِّ صنائعه.

10 والإنسان الذي يسبّح العليّ، يرضى عنه العليّ كما لو قرّب السميذ،

11 كما لو قرّب تيوسًا وعجولاً، كما لو صبَّ دهنًا على المذبح بوقائد عديدة، ومثل رائحة الأطياب من يد الصدّيقين.

12 من أبواب الصدّيقين يُسمع صوتَه، ومن قول الأبرار نصيحتَه.

13 عندما يأكلون يشبعون بالحقّ، وعندما يشربون على مائدتهم معًا.

14 أحاديثُهم في نشر شريعة العليّ، وكلامُهم للتعريف بقوّته.

15 ما أبعد كلامه عن الأشرار ومعرفتَه عن كلِّ الأثمة.

16 ها عين الربّ على أهل الخير لترحمهم.

17 وعلى مسبّحيه يُكثر المراحم، ومن الزمن الشرّير يُنقذ نفوسهم

18 تبارك الربّ الذي خلّص البائسين من يد الأغراب، وأنقذ الودعاء من يد الأشرار.

19 الذي يقيم قرنًا من يعقوب وقاضي الأمم من إسرائيل.

20 الذي يُديم مسكنه في صهيون ويُهيّئه في أورشليم إلى أبد الآبدين.



مزمور 155

1 أيّها الربّ إليك أصرخ، أنصتْ إليّ

2 بسطتُ يديَّ نحو ديارك المقدَّسة.

3 أمِل أذنك وهب لي ما أسأل،

4 ولا ترفضْ لي طلبتي،

5 أطلبْ نفسي ولا تخرِّبها،

6 ولا تعرِّها أمام الأشرار.

7 يا ديّان الحقّ، رُدَّ عنّي الذين يتجاوزون الشرّ.

8 أيّها الربّ لا تحكم عليّ بحسب خطاياي، لأنّه لا يبرُّ أمامك كلُّ حيّ.

9 أفهمْني أيّها الربّ شريعتك، وعلِّمْني أحكامك.

10 فيسمع الكثيرون بصنائعك ويمدح الشعوب وقارك.

11 أذكرْني ولا تنسَني، ولا تُدخلْني بين الذين يقسون عليّ.

12 أجز عنّي خطايا صباي، ولا تذكر لي تمرُّدي.

13 نقّني أيُّها الربّ من البرص السيّئ فلا يَعُد إليّ من بعد.

14 إجعل أصولَه يابسة فلا تنبت أوراقُه فيّ.

15 منيع وعظيم أنت يا ربّ، لهذا تستجيب سؤالي أمامك.

16 إلى مَن أرفع شكواي، فيهبني (الخلاص)، وماذا تزيدُني قوّةُ البشر؟

17 من عندك أيّها الربُّ اتّكالي. دعوتُ الربّ فأجابني وشفى كسر قلبي.

18 رقدتُ ونمتُ وحلمتُ واستيقظتُ،

19 والربّ عضدني. أشكر الربّ لأنّه نجّاني.

20 الآن أشاهدُ خزيَهم. رجوتُك فلا أخزى. هب المجد لك إلى الأبد وإلى أبد الآبدين.

21 خلِّص إسرائيل صفيَّك وبيت يعقوب الذي اخترته



والمجد لله دائما