لماذا من دم هابيل رغم انه قبل اليهود؟ متى 23



Holy_bible_1

30 December 30, 2020



السؤال



الرب يسوع قال [الفانديــك][متى 23 35]-[لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الارض من دم هابيل الصدّيق الى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح.] فلماذا من دم هابيل رغم انه من قبل اليهود وليس لليهود أي علاقة بسفك دمه؟



الرد



الموضوع باختصار شديد هو له علاقة بأول جريمة سفك دم في العهد القديم كتاب اليهود تكوين 4 لأخر جريمة سفك دم ذكرت في العهد القديم اخبار الأيام الثاني 24. واليهود هم المسؤولين عن استلام وفهم العهد القديم

وأيضا دم هابيل لان اليهود استلموا العهد القديم ويعرفوا خطورة سفك دم بريء أي هي دينونة قياس لمن يعرف أكثر يجازى أكثر لذلك يعاقبوا أكثر على قتلهم للرب يسوع المسيح. فدم هابيل هو فقط إشارة للمعرفة وان ليس لديهم حجة عدم معرفة

مع ملاحظة انه في البداية لن اتطرق لموضوع زكريا ابن براخيا فهذا رددت على الشبهة تفصيلا في ملف

زكريا ابن براخيا

ولكن فقط نقطة لماذا هابيل وباختصار

ما يوضح هو سياق الكلام وعن ماذا كان يتكلم الرب يسوع

انجيل متى 23

في هذا الجزء الرب يوبخ اليهود بوضوح على كثرة خطاياهم وبالأخص الكتبة والفريسيين والقادة وإذ أصرّوا على مقاومتهم له سقطوا تحت الويْلات، ليس غضبًا منه عليهم، وإنما نتيجة طبيعيّة للمقاومة. فما أعلنه السيِّد من ويْلات هو ثمر طبيعي للحياة الشرّيرة التي قبلوها بإرادتهم فهذا نتيجة افعالهم. وقد أبرز السيِّد بحديثه ثمار تصرُّفاتهم لكي يعطيهم فرصة لمراجعة أنفسهم، وفي نفس الوقت يُحذِّرهم مما سياتي عليهم. وفي الجزء الذي جاء فيه العدد هو كان يعلن انهم مقاومين للحق وأبناء الشيطان ولهذا يستحقوا العقاب الذي سياتي عليهم

مت 23 :27 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة و هي من داخل مملوءة عظام اموات و كل نجاسة 

مت 23 :28 هكذا انتم ايضا من خارج تظهرون للناس ابرارا و لكنكم من داخل مشحونون رياء و اثما 

مت 23 :29 ويل لكم ايها الكتبة و الفريسيون المراؤون لانكم تبنون قبور الانبياء و تزينون مدافن الصديقين 

مت 23 :30 و تقولون لو كنا في ايام ابائنا لما شاركناهم في دم الانبياء 

مت 23 :31 فانتم تشهدون على انفسكم انكم ابناء قتلة الانبياء 

ببنائهم لقبور الأنبياء فهم يشهدون أن آباءهم قتلة الأنبياء، وها هم يكملون مكيال آبائهم بتدبيرهم المؤامرات لقتل المسيح فهم قتلة أبناء قتلة ب اكثر شر من ابائهم لانهم يخططوا لقتل راسل الأنبياء نفسه. وكان الأهم من بناء قبور للأنبياء أنهم يحفظون أقوالهم ويفهمونها، ولو كانوا قد فعلوا لعرفوا المسيح إذ هو هدف النبوات. ونلاحظ تصاعد الخطايا فأولًا هم تكبروا وتعظموا (الويل الأول) ثم صاروا جشعين يأكلون أموال الأرامل (الويل الثاني) ثم صاروا سبب عثرة بريائهم للدخلاء (الويل الثالث) ثم اهتمامهم الكامل بالماديات حتى أنهم شوهوا التعاليم الروحية (الويل الرابع) ثم في سبيل امتلاء بطونهم اهتموا بوصية العشور لأنهم يكسبون منها وسكتوا عن الخطايا الكبيرة التي كالجمل (الويل الخامس) ثم ريائهم (الويل السادس) وأخيرًا وصلوا لحالة الموت الداخلي (الويل السابع) وماذا بعد ذلك إلاّ أنهم يقاومون الحق ويهدرون ويسفكون دماء الأبرياء وعلى رأسهم السيد المسيح (الويل الثامن)

مت 23 :32 فاملاوا انتم مكيال ابائكم 

كان لليهود عادة أن يغسلوا القبور قبل الفصح أولًا للزينة وثانيًا حتى لا يحتك بها المارة فيتنجسون، وكانوا يدهنوها باللون الأبيض لتصير واضحة (راجع عد16:19). هنا يشرح السيد أن هؤلاء المظهريين صاروا أمواتًا. فكل من لا يتطهر من خطاياه تقتله الخطية "لك اسم إنك حي وأنت ميت" (رؤ1:3) والعكس فمن يقدم توبة كالابن الضال يحيا "إبني هذا كان ميتًا فعاش". من يهتم بالظاهر، والداخل ميت يكون كالقبر المبيض من الخارج له اسم أنه حي، والناس يمدحونه. بينما داخله ميتًا والله هو الذي يري الداخل (رؤ18:2، 23).

ببنائهم لقبور الأنبياء فهم يشهدون أن أباءهم قتلة الأنبياء، وها هم يكملون مكيال أبائهم بتدبيرهم المؤامرات لقتل المسيح. وكان الأهم من بناء قبور للأنبياء أنهم يحفظون أقوالهم ويفهمونها، ولو كانوا قد فعلوا لعرفوا المسيح إذ هو هدف النبوات (رؤ10:19) "فإن شهادة يسوع هي روح النبوة". ونلاحظ تصاعد الخطايا فأولًا هم تكبروا وتعظموا (الويل الأول) ثم صاروا جشعين يأكلون أموال الأرامل (الويل الثاني) ثم صاروا سبب عثرة بريائهم للدخلاء (الويل الثالث) ثم اهتمامهم الكامل بالماديات حتى أنهم شوهوا التعاليم الروحية (الويل الرابع) ثم في سبيل امتلاء بطونهم اهتموا بوصية العشور لأنهم يكسبون منها وسكتوا عن الخطايا الكبيرة التي كالجمل (الويل الخامس) ثم ريائهم (الويل السادس) وأخيرًا وصلوا لحالة الموت الداخلي (الويل السابع) وماذا بعد ذلك إلاّ أنهم يقاومون الحق ويهدرون ويسفكون دماء الأبرياء وعلى رأسهم السيد المسيح (الويل الثامن)

لهذا يقول لهم المسيح انهم بهذا وبرفض التوبة نصيبهم هو جهنم 

مت 23 :33 ايها الحيات اولاد الافاعي كيف تهربون من دينونة جهنم 

  أيها الحياتفالحيات تقتل حتى من لا يؤذيها وهي تزحف على الأرض إشارة للأفكار الأرضية فهم صلبوا المسيح واضطهدوا تلاميذهأولاد الأفاعيفآبائهم أيضًا قتلوا الأنبياء. وهذا شهادة انهم أبناء ابليس بشرهم المتعاظم

ولنلاحظ أن كل إنسان مسئول عن نفسه، وهم غير مسئولين عن خطايا آبائهم، لكنهم إذ يعملون ليس فقط نفس الشيءبل يزيدوا على شر ابائهم جدافإملأوا أنتم مكيال أبائكم، وهم ملأوه بشرورهم ثم بقتلهم للمسيح أي غطوا وتعاظموا بكثير عن ابائهم قتلة الأنبياء فهم اشر من ابائهم، هنا تأتي عليهم العقوبة وهي دينونة جهنم

مت 23: 34 لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً، فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ، وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ،

والمسيح يخبرهم بأنه سيرسل لهم تلاميذهأرسل إليكم أنبياء وحكماء واستخدمها بتعبير المضارع مساويا تلاميذه بالانبياءويتنبأ لهم بأنهم سيضهدونهمفمنهم تقتلون وتصلبون

وهنا نصل للعدد في سياقه الذي يقول فيه

مت 23: 35 لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ.

 لماذا قال الرب يسوع المسيح هذين الاسمين؟

الرب يسوع المسيح يذكر اول بار قتل في العهد القديم واخر بار ذكر انه قتل في العهد القديم فبحسب التقسيم العبري لأسفار العهد القديم، وضع اليهود هذه الأسفار ضمن ثلاثة مجموعات: الأولى هي الناموس أولها تكوين وأول شهيد في تكوين هو هابيل البار تكوين 4، الثانية هي الأنبياء، والثالثة هي الكتابات واخرها اخبار الأيام الثاني واخر من استشهد فيه هو زكريا 2 أي 24. فعندما ذكر السيد المسيح هابيل وزكريا، فالأول قد ورد ذكره في أول أسفار العهد القديم والذي هو ضمن المجموعة الأولى، أي الناموس وهو سفر التكوين وهو بالطبع اول بار يقتل على الارض؛ أما اسم زكريا فقد ورد في سفر أخبار الأيام الثاني والذي كان آخر سفر في العهد القديم والذي يقع ضمن المجموعة الثالثة، أي الكتابات وهو اخر واحد ليس حسب التاريخ ولكن حسب العهد القديم يرد ذكره انه بار وقتل

فالكلام مرتبط بكتابهم العهد القديم. واليهود هم المسؤولين عن استلام وفهم العهد القديم وتطبيقة ولكنهم يفعلوا العكس ويزيد هذا الجيل من مخالفته للعهد القديم وتعاظم دم الأبرياء الذي سفكوه في العهد القديم

فدم هابيل لان اليهود استلموا العهد القديم ويعرفوا خطورة سفك دم بريء أي هي دينونة قياس لمن يعرف أكثر يجازى أكثر

إنجيل لوقا 12: 48

وَلكِنَّ الَّذِي لاَ يَعْلَمُ، وَيَفْعَلُ مَا يَسْتَحِقُّ ضَرَبَاتٍ، يُضْرَبُ قَلِيلًا. فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ، وَمَنْ يُودِعُونَهُ كَثِيرًا يُطَالِبُونَهُ بِأَكْثَرَ.

لذلك يعاقبوا أكثر على قتلهم للرب يسوع المسيح. فدم هابيل هو فقط إشارة للمعرفة وان ليس لديهم حجة عدم معرفة فهم يعرفوا من اول دم هابيل الى اخر دم زكريا. ويكون قصد المسيح أنهم يتحملون دم كل الشهداء الأبرياء الذين إحتواهم الكتاب المقدس، فهم أشر من آبائهم لقتلهم المسيح. فاليهود أصلا عندهم مقولة عن دم هابيل ان العدد في العبري يذكر دماء اخيك فيقصد كل الدماء التي من نسل هابيل التي لم تاتي لان أخيه قتله

Abot. R. Nathan, c. 31.

وامر اخر اهم وانهم بمعرفتهم لن يسفكوا دم نبي كإبائهم بل سيسفكون دم المسيح نفسه. فان الرب يسوع المسيح الذي فيه يقوم الكل فهو فيه دم هابيل ودم كل بار ودم الأنبياء لان هؤلاء ليس ابرار من ذواتهم بل ابرار بالمسيح خالقهم ومرسلهم فلهذا. اليهود بسفكهم لدم الرب يسوع المسيح هم أولا يسفكوا دم كل الابرار والبر فيه وأيضا هم يعلنوا انهم يقبلوا سفك دم كل الابرار بداية من هابيل البار. فهم ينطبق عليهم مثل قتلة الابن

انجيل متى 21

33 اِسْمَعُوا مَثَلًا آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْمًا، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجًا، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ.
34
وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ.
35
فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضًا وَقَتَلُوا بَعْضًا وَرَجَمُوا بَعْضًا.
36
ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذلِكَ.
37
فَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلًا: يَهَابُونَ ابْنِي!
38
وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الابْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هذَا هُوَ الْوَارِثُهَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ!
39
فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ.
40
فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟»
41
قَالُوا لَهُ: «أُولئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكًا رَدِيًّا، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا».

فهم بأنفسهم حكموا انهم يستحقوا الهلاك السريع على قتل الابن أكثر حتى من قتل وطرد العبيد لان الفعل الأخير أشر. فعلاقة هابيل هو توضيح المعرفة وتوضيح الاستحقاق لان دمه صارخ في المسيح. والمسيح بالطبع اعلى بكثير من هابيل ومن زكريا فسفك دمه سيكون أشر عليهم. وأيضا هو يتكلم على العقاب الأرضي على خطاياهم الشخصية وسفك دم المسيح وهم المسؤولين عنه بأنفسهم وليس عن خطايا ابائهم ولكن في دم المسيح يوجد كل ابرار العهد القديم وهم يعرفوهم. فهذا ما سياتي عليهم كعقاب ارضي لانهم لم يسمعوا لتحذيره لهم.

وهذا ما يقوله في العدد التالي

مت 23: 36 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هذَا الْجِيلِ!

وفعلًا فخراب أورشليم على يد تيطس الروماني سنة 70 م. تم بعد كلام السيد المسيح بحوالي 37 سنة.

فاكتفي بهذا القدر



والمجد لله دائما