«  الرجوع   طباعة  »

معنى قدامه ذهب الوباء حبقوق 3



Holy_bible_1

December 10 2020



السؤال



يقول الكتاب (قُدَّامَهُ ذَهَبَ الْوَبَأُ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْحُمَّى.) هل هذا يعني ان الله يعاقب بالوبأ والحمى أم انه يطردهما من امامه لان المفسرين قالو المعنيين



الرد



بالفعل المفسرين قالوا التفسيرين ولكن باختصار اميل أكثر الى انه يعني حمى شعبه وطرد الوباء

سفر حبقوق 3: 5

قُدَّامَهُ ذَهَبَ الْوَبَأُ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْحُمَّى.

هذا العدد يذكره الرب في سياق كلام عما يفعله مع شعب إسرائيل وانه يتمجد معهم

سفر حبقوق 3

1 صَلاَةٌ لِحَبَقُّوقَ النَّبِيِّ عَلَى الشَّجَوِيَّةِ:

الشجوية وهي آلة وترية
2
يَا رَبُّ، قَدْ سَمِعْتُ خَبَرَكَ فَجَزِعْتُ. يَا رَبُّ، عَمَلَكَ فِي وَسَطِ السِّنِينَ أَحْيِهِ. فِي وَسَطِ السِّنِينَ عَرِّفْ. فِي الْغَضَبِ اذْكُرِ الرَّحْمَةَ.

سمعت خبرك فجزعت = حين عرف ما سيفعله البابليون جزع. ثم تأتي صلاة النبي وشفاعته عن شعبهعملك في وسط السنين أحيه = هو نظر إلى أعمال الله العظيمة في الماضي، والله قد أراه المستقبل وخطته للخلاص. ولكن الآن وسط هاتين الحقبتين، وها نحن مقبلون على التأديب أحيي يا رب عملك وأظهر مجدك في وسط سنين الضيق التي ستأتي علينافي وسط السنين عرف = في وسط سنين الضيق أظهر قوتك ليعرفك شعبك.

3 اَللهُ جَاءَ مِنْ تِيمَانَ، وَالْقُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ. سِلاَهْ. جَلاَلُهُ غَطَّى السَّمَاوَاتِ، وَالأَرْضُ امْتَلأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ.

وهذا العدد شرحته بشيء من التفصيل في ملف

هل تيمان التي في سفر حبقوق 3 نبوة عن الرسول ؟

كيف يقول حبقوق عن الله انه ياتي من تيمان رغم انه في كل مكان ؟ حبقوق 3: 3

فهنا يتذكر امجاد الرب مع شعبه سابقا

أو أن الله يريه أن هذه الأمجاد سوف تتكرر ثانية وأنه سوف يخلص شعبه (راجع تث2:33 + خر20:19 + 17:24). هذه الآيات تشير لظهور الله في مجده أمام الشعب و"كما كان فهكذا يكون من جيل إلى جيل". وحين يأتي الله تمتلئ السموات من جلاله فهو ساكن في السموات، والسموات تشير للنفس البشرية التي التصقت بالله فتحولت لسماء. والأرض امتلأت من تسبيحه = هذا هو الجسد الذي يسبح الله. تيمان في أدوم وفاران في سيناء وقوله الله جاء من تيمان = أي ظهر وتجلي مجده في تيمان. ثم يقول والقدوس من جبل فاران. وحينما نعود لأصل الآية في كلمات موسى (تث2:33) نجدها معكوسة، فموسى يقول جاء الرب من سيناء (حيث ظهر في مجده) وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران" فموسى يقصد أن مجد الرب سيظهر أولًا للشعب اليهودي في سيناء ثم يظهر بعد ذلك لسعير (رمز انتشار معرفة الله في الأمم. أما حبقوق فيبدأ بسعير رمز لدخول المسيحية للأمم ثم جبل فاران حيث كان الشعب اليهودي تائهًا وذلك رمزًا لإيمان اليهود في أواخر الأيام. والأرض امتلأت من تسبيحه = إشارة للكنيسة الممتدة في العالم.
4 وَكَانَ لَمَعَانٌ كَالنُّورِ. لَهُ مِنْ يَدِهِ شُعَاعٌ، وَهُنَاكَ اسْتِتَارُ قُدْرَتِهِ.

كان لمعان كالنور = الله نور، بل موسى حين رأي على قدر ما يحتمل من مجد الله إستنار وجهه، ولمع جلد وجهه. ونور الله يكشف الظلمة، وهكذا شريعة الله التي أخذوها على جبل سيناء، وحين ظهر لهم الله رأوا نورًا (خر10:24، 17). وكأن النبي يريد أن يقول "حين سمعت بخبر الكلدانيين تصورت أن أمورنا في يدهم وهم خارجين عن سلطانك، لكن الآن قد علمت أنك تعلم كل شيء نورك يفضح هؤلاء السالكين في الظلمة. له من يده شعاع = هو البرق الذي يصاحب العاصفة، 5 قُدَّامَهُ ذَهَبَ الْوَبَأُ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتِ الْحُمَّى.

فلهذا في سياق الكلام يكون العدد هنا ان الرب الذي اتى من تيمان والقدوس من جبل فاران لشعبه في رحلة الخروج هو الذي حماهم من الوبأ ومن الحمى. وهذا أكده العهد القديم

سفر الخروج 12: 13

وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ.

سفر المزامير 91: 3

لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ.

سفر العدد 8: 19

وَوَهَبْتُ اللاَّوِيِّينَ هِبَةً لِهَارُونَ وَبَنِيهِ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِيَخْدِمُوا خِدْمَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَلِلتَّكْفِيرِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِكَيْ لاَ يَكُونَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَأٌ عِنْدَ اقْتِرَابِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الْقُدْسِ».

وأيضا عندما يكمل يؤكد ان الكلام عن خروج الرب مع شعبه
6
وَقَفَ وَقَاسَ الأَرْضَ. نَظَرَ فَرَجَفَ الأُمَمُ وَدُكَّتِ الْجِبَالُ الدَّهْرِيَّةُ وَخَسَفَتْ آكَامُ الْقِدَمِ. مَسَالِكُ الأَزَلِ لَهُ.

وقف وقاس الأرض = حين قسمها لشعبه على يد يشوع. نظر فرجفت الأمم = الكل رجفوا من شعب الله مثل الكنعانيين والموآبيين. ودكت الجبال الدهرية= الله له القدرة على دك الجبال، وقد تعني الأمم المتكبرة أو ملوك هذه الأمم أو تعني الشياطين فهم أول المتكبرين. مسالك الأزل له = كل طرق الله متفقة مع مشورته الأزلية، وكما عمل في القديم في جبل سيناء، هكذا سيعمل في تأديب شعبه وإهلاك أعدائهم بعد أن يؤدبوا شعبه

ولكن مع هذا لا يوجد عندي أي إشكالية انه عن انه أرسل الوباء وعاقب الأشرار مثل مصر عندما ظلموا شعب إسرائيل وغيره.

المهم الرب هو المتحكم في كل شيء حتى الوبأ والحمى



والمجد لله دائما