هل اقتبست المسيحية من اسطورة بيرسيوس

Holy_bible_1

May 13, 2020

1

يحاول ان يدعي بعض المهاجمين للمسيحية انها اقتبست من اساطير وثنية مثل اسطورة بيرسيوس وبخاصة في موضوع الميلاد من عذراء. وتكلمت سابقا¹ في عدة أجزاء عن ادعاء ان المسيحية اخذت من اساطير سابقة واتضح خطا كل هذا. وهنا أقدم شخصية أخرى التي تكلموا عنها في ادعاء ان المسيحية اخذت منهم لتأليف شخصية المسيح وميلاده من عذراء وصلبه وقيامته.

وهنا أتكلم عن اسطورة بيرسيوس Perseus وهي من الاساطير اليونانية² التي ادعوا ان المسيحية اقتبست منها. والمشهور عنه بانه ابن زيوس الذي قطع رأس ميدوزا Gorgon Medusa وأنقذ الاميرة اندروميدا Andromeda من الوحش الأسطوري سيتوس Cetus.

أولا هذه شخصية اسطورية³ وليست تاريخية أصلا والعلماء يؤكدوا انه متضاربة قصته والأشياء الاثرية والمكتوبة عنه في صورها الأخيرة هي بعد المسيحية وبوضوح شديد ليس لهل علاقة بالمسيحية بل تناقض الفكر اليهودي والمسيحي. وسأستعين بعدة مراجع مثل الموسوعة البريطانية والمراجع التي قدمت في الويكيبيديا وغيرها كما سأقدمها هنا.

هذه الأسطورة مختلف على مصدرها هل يوناني ام لا وهل هي تطور من اسطورة phérthein وهل هو أصلا إله الموت ام لا⁴. ثانيا المصدرين الاقدم لاسطورته⁵ وهما أولا Pausanias ⁶ وهو ولد 110 م ومات 180 م⁷ أي بعد المسيح باكقر من قرن. والمصدر الثاني وهو Bibliotheca (Pseudo-Apollodorus) وتعود الى نهاية القرن الأول او القرن الثاني

2

الميلادي⁸. أي أيضا بعد المسيحية بقرن او أكثر. فرغم اننا سنعرف انه لا يوجد تشابه ولكن لو تماشينا جدلا مع وجود تشابه فمن سيكون نقل من من؟ إذا كان اقدم كتابات عنه بعد المسيحية بقرن وقرنين.

أولا ميلاده

الأسطورة تقول ان ام برسيوس وهي داناي Danaë ابنة الملك اريسيوس ملك ارجوس Acrisius of Argos الذي كان حزين لانه لم ينجب ابن فاستشار ساحرات oracle فاخبروه نبوة ان ابن ابنته سيقتله. فلكي يجعل ابنته لا تنجب حبسها في برج برونزي مفتوح للسماء في قصره فأتى اليها الاله الأسطوري زيوس في شكل مطر ذهبي. وبدون الدخول الى الأمور الجنسية في هذه الأسطورة المهم ان هذا المطر الذهبي دخل فيها وخصبها وجعلها تحبل ببيرسيوس الذي أصبح ابن داناي وابن زيوس⁹. فابوها الملك أراد ان يتخلص منه ولكن لخوفه من زيوس وضعها هي ورضيعها في صندوق خشبي والقاهم في البحر¹⁰. ملحوظة هذا الجزء من قصة ميلاده لا يدعى العلماء انه اخذت منه المسيحية بل بعضهم يدعي ان قصة موسى اخذت منه واخرون يقولوا انه اخذ من صقة موسى¹¹. فالحقيقة المشككين غير أمناء فلم تنقل المسيحية شيء من قصة ميلاد برسيوس بل لو فرضا يوجد نقل تكون الأسطورة نقلت من قصة موسى.

• فبينما المسيحية الرب يسوع ازلي وتجسد من مريم العذراء بيرسيوس ليس له وجود قبل معاشرة زيوس لداناي.

• وبينما مريم العذراء مخطوبة ولا يوجد إشكالية ان تتزوج وتلد بينما داناي هي ممنوعة من الانجاب ومحبوسة في برج.

3

• وبينما مريم العذراء الملاك جبرائيل أخبرها أولا بالبشارة وقبلت اختيار الرب لها بينما داناي لم يخيرها زيوس ولا أي شيء من هذا بل بدون ارادتها دخل فيها ماؤه الذهبي (أي ما يشبه اغتصاب).

• وبينما الرب يسوع المسيح حبل به بالروح القدس ليس عن طريق أي علاقة او شيء مادي بينما بيرسيوس حبل به عن طريق ماذ ذهبي من زيوس.

• وبينما الرب يسوع هو الله الظاهر في الجسد بينما بيريسيوس هو ليس ظهور او تجسد لزيوس بل فقط ابنه.

• وغيرها الكثير جدا من الاختلافات التي ترونها ولا يوجد أي تشابه.

حياته

فوجدهما صياد سمك اسمه ديكتيس Dictys الذي ربى الصبي وكان اخو هذا الصياد هو بوليديكتيس Polydectes الذي كان ملك جزيرة. بعد ان كبر بيرسيوس الملك بوليديكتيس احد داناي فدافع عنها بيرسيوس وحماها منه. اقام الملك بوليديكتيس وليمة ودعا من يرغب ان يتقدم لطلب ابنته وفي قصة أخرى لطلب يد هيبوداميا Hippodamia ابنة اوينوماوس Oinomaos وفي قصة ان يقدم هدية حصين ولكن بيرسيوس لا يمتلك حصين، فبيرسيوس وعد الملك بوليديكتيس ان ينفذ أي طلب يطلبه فطلب منه الملك ان يحضر رأس ميدوزا¹². وبقية القصة تستمر حتى اصبح ملك لفترة طويلة. فلا يوجد في هذا أي تشابه مع حياة والام الرب يسوع المسيح.

وفاته

لكيلا اطيل انتقل لقصة وفاته. بيرسيوس قصة وفاته مكتوبة في Suda وهو كتاب يعود للقرن العاشر الميلادي¹³ وحسب هذا الكتاب انه بعد ان تزوج اندروميدا واسس مدينة اماندرا وقام بصراعات عدة مع وحوش المهم شاخ وتقدم في الأيام وذهب ل Persia وعلم الكهنة عن Gorgon وعندما سقطت كرات نارية من السماء اخذ النار لهم ليحرسوها وبعدها في حرب أراد استخدام رأس

4

ميدوزا ثانية ولكن لانه كان شيخ عجوز وبصره اصبح ضعيف ظن ان الرأس لا تعمل جيدا في تحويل الأعداء لحجارة فلانه ظن ان رأس ميدوزا عديمة الفائدة وجهها لنفسه فتحول لحجر ومات فاخذ ابنه Merros راس ميدوزا واحرقها¹⁴. فاي تشابه في هذا مع صلب وموت وقيامة وصعود الرب يسوع المسيح؟

فلهذا كما قلت كل عناصرها لا نجد فيه أي شيء يتشابه مع المسيحية. ولن تجدوا أي كلام قديم عنه لا تجسد ولا صلب ولا قيامة بالطبع فهذا ليس له أي علاقة بالمسيحية. فكما قلت لا احتاج ان اطيل في اسطورته واكن اردت ان أوضح كيف الذين يحاولون الهجوم على شخصية الرب يسوع يلجؤون حتى لتزوير الاساطير ليقوموا بهذا. ما قيل هو خطأ يصل الى مستوى الكذب

ولكن رغم كل هذا لا يزال يكرر الملحدين هذه الادعاءات الخطأ ان المسيحية اخذت فمن اسطورة رومولوس. فما يقوله هؤلاء المشككين غير صحيح بالمرة وكعادتهم للهجوم المسيحية بهذه الأساليب الشيطانية لكي يشككوا البسطاء ويعثروهم يحاولوا يدعوا التشابهات التي ليس لها أصل ولو يوجد أي تشابه يكون الشيطان المقلد دفع الوثنيين ليسرقوا من المسيحية أفكار كثيرة لتشتيت الناس عن الطريق الوحيد. رغم ان هذا في حقيقته يشهد على اصالة المسيحية ولهذا يحاول الاخرين تقليدها فهم لا يقلدون المزور مثل بوزا ولا ميثرا ولا محمد ولا حورس ولا كريشنا ولكن فقط المسيح لأنه هو الأصل الوحيد.

والمجد لله دائما