المعمودية من اجل الأموات 1كو 15: 29



Holy_bible_1

Jun 3 2021



السؤال

1كو 15: 29، هل كان هناك أناس يعتمدون من أجل الأموات كممارسة إيمانية أم هرطقة؟ ولو هرطقة لماذا لم يرد عليها الرسول بولس؟

الرد

باختصار في البداية هناك عدة اراء في معنى كلام معلمنا بولس الرسول أحدهم هو إشارة لهرطقة المعمودية لأجل الأموات ولو كان هذا ما يشير اليه فهو لم يرد عليها هنا لأنه يجيب عن هرطقة أخرى في هذا الجزء.

ولندرس باختصار نقسم الرد الى

أولا ملخص الآراء المختلفة

ثانيا هل ممارسة ام هرطقة

ثالثا لماذا لم يجيب عن الهرطقة



أولا الآراء المختلفة عما يعنيه كلام معلمنا بولس الرسول

الحقيقة يوجد اراء كثيرة لتفسير مقصد معلمنا بولس الرسول اشهرهم هم اربع اراء اجملهم تفسير ابونا انطونيوس فكري

"هناك أراء متعددة:-

(1) الوثنيون لهم إخوة أو أحباء صاروا مسيحيين، وكان هؤلاء المسيحيين يحثونهم على الإيمان والمعمودية، وحدث أن مات هؤلاء المسيحيين. ولأن الوثنيون كانوا يحبون هؤلاء المسيحيون، ذهب الوثنيون ليعتمدوا ويصيروا مسيحيين مثلهم فيتقابلوا في الأبدية، ويبدو أن هذا كان يحدث كثيرًا في كورنثوس واستغله الرسول لإثبات حقيقة القيامة.

(2) رأى آخر يقول إنه يقصد من يعتمد بمعمودية الدم أي يقبل الاستشهاد لأنه رأى آخرين من المسيحيين يستشهدون وهم في حالة من السلام والفرح فأرادوا لأنفسهم نفس نهايتهم.

(3) من يذهب للمعمودية تمثلًا بالأموات والشهداء الذين قبلوها من قبلهم واثقين في القيامة وقد تكللوا بالمجد.

(4) كان الوثنيون الذين آمنوا واعتمدوا وصاروا مسيحيين، كان لهم أقارب وأصدقاء ماتوا دون أن يؤمنوا أو يعتمدوا، فكان هؤلاء المسيحيون لأجل محبتهم في هؤلاء الموتى دون معمودية، يعتمدون ثانية بالنيابة عنهم. وهذا الرأي هو الأقرب للصحة. وما فعله هؤلاء كان ممارسة خاطئة فالمعمودية لا تكرر. لكن الرسول بالرغم من عدم موافقته على ما يفعل أهل كورنثوس إستغل ما يفعلونه وكأنه يسألهم. هل تفعلون هذا وأنتم لا تؤمنون بالقيامة، فما معنى ما تفعلونه إذًا. هو يريد أن يقول أن حقيقة القيامة في داخلكم، فأنتم مشفقين على من مات دون معمودية، إذ تعتقدون أنه ليس له نصيب في الأبدية، فلماذا هذه المحادثات الغبية عن أنه لا توجد قيامة. المقصود إنكم ترددون مثل هذه المناقشات وراء الفلاسفة الوثنيون لا لأنكم تعتقدون فعلًا أنه لا قيامة من الأموات، بل لأنكم وجدتموها فرصة للإرتداد لشهواتكم الخاطئة "نأكل ونشرب لأننا غدًا نموت"."

ويوجد اراء أخرى انها عادة وثنية عند اهل كورونثوس بدليل ان معلمنا بولس الرسول يقول

وإلا فماذا يصنع الذين يعتمدون من أجل الأموات؟ إن كان الأموات لا يقومون البتة فلماذا يعتمدون من أجل الأموات؟

فهو يقول الذين وليس نحن وهو بهذا كما رفض أشياء وعادات كثيرة خطأ عند اهل كورونثوس. وأيضا بالفعل كانت المعمودية نيابة عن الأموات ممارسة شائعة في الديانات الوثنية في اليونان، وليس المسيحية.

فرغم ان ابونا انطونيوس فكري يقول الرابع أقرب للصحة وبالطبع احترم رأي قدسه جدا واتعلم منه كثيرا الا أنى لا اميل الى ان هذا هو الرأي الا ضعفي يميل الى انه يتكلم عن إشارة لمن يتعمد يعترف بالأيمان بالقيامة لأجسادنا الميتة فان لم توجد قيامة يكون عمادنا بلا معنى لاننى نستمر موتى فهي معمودية لأجل الموتى وليس لأجل القيامة. وهذا الرأي هو من أحد الآراء التي قالها القديس يوحنا ذهبي الفم واورده ابونا تادرس يعقوب في تفسيره

 جلبت الخطية الموت إلى العالم، ونحن نعتمد برجاء أن أجسادنا الميتة ستقوم في القيامة. فإن لم توجد قيامة يكون عمادنا بلا معنى، وتبقى أجسادنا ميتة كما الآن.

القديس يوحنا الذهبي الفم

وأيضا كما يقول ابونا تادرس يعقوب

أنه وجدت عادة إذا مات إنسان لم يعتمد، يعتمد إنسان على جثمانه الميت باسمه ولحسابه. لكن لا يوجد أي دليل تاريخي على وجود هذه العادة في أيام الرسول بولس.

وأيضا قال ابونا تادرس يعقوب في كتاب الروح القدس بين الميلاد الجديد والتجديد المستمر التالي

التفسير الغالب بين الآباء الشرقيين هو أن هذه العبارة تعني الذين يعتمدون بالنظر إلى قيامة الأموات [484]. غير أن العلامة ترتليان يرى أن الرسول بولس ربما أشار بهذه العبارة إلى عادة العماد التي يمارسها شخص حيّ لينتفع بها إنسان مات بغير عماد [485]، وقد تبعه كثيرون من بعده في هذا الرأي.

[484] St. Chrys: In Epis. 1 ad Cor., hom 40:1,2.

[485] De Resur. Carn. 48; Adv. Marc. V 10.

أي ان التفسير الذي كان سائد هو يقصد المعمودية على رجاء القيامة فلو ليس هناك رجاء قيامة يكون المعمودية للأموات فقط لأنهم سيستمرون اموات. ولكنه يوضح ان رأي انها تعني معمودية لاجل شخص مات هو انتشر لاحقا بعد كلام ترتليان

فلهذا أرى على قدر ضعفي ان معلمنا بولس يقول انهم كأموات يتعمدوا ليقوموا فلو كانت معموديته بدون رجاء قيامة الأجساد فمعموديتهم هي معمودية موتى فقط. وهذا الحقيقة المناسب للإصحاح الذي يتكلم فيه بوضوح عن رفضه لادعاء انه لا يوجد قيامة للأجساد

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15

12 وَلكِنْ إِنْ كَانَ الْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ؟
13
فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ!
14
وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ،
15
وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضًا شُهُودَ زُورٍ للهِ، لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ.
16
لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ، فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ.
17
وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!
18
إِذًا الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضًا هَلَكُوا!
19
إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ.

فأميل لراي انه يقول من تعمد ولا يؤمن بقيامة الأجساد هو تعمد من اجل الموت وليس القيامة.

ثانيا لو كان المعنى انه يتعمد حي لأجل شخص مات هذه هرطقة

هي بالطبع هرطقة والكتاب المقدس واضح في انها معمودية واحدة. وانا في رأي ضعفي اعتقد انها انتشرت مع هرطقة ماركيون واعتمدت في انتشارها كتفسير خاطئ لكلام معلمنا بولس الرسول. وأكرر أقول هذا كرأي هي قتد تكون ليست هرطقة موجودة يشير اليها معلمنا بولس الرسول بل قد تكون هرطقة انتشرت بتفسير خطأ لكلام معلمنا بولس الرسول أي بعده وليس قبله.

فيقول القديس يوحنا ذهبي الفم

 استخدام نفس المحاورين كشهودٍ بتصرفاتهم على تأكيد الأمر يعتبر برهانًا له دوره غير القليل. ماذا يعني بهذا؟ أتريدون أولًا أن أشير إليكم كيف أن الذين تأثروا بالهرطقة الخاصة بمرقيون يفسدون هذا التعبير؟ إني بالحق أعلم سأجعلكم بالأكثر تضحكون. ومع هذا فإنني سأشير إليها حتى أزيل بالأكثر هذه الداء. أعني بهذا عندما يموت أحد الموعوظين عندهم يخفون أحد الأحياء تحت مرقد الميت. يقتربون من الجثمان ويتحدثون معه ويسألونه إن كان يريد أن يعتمد، وإذ لا يجيب يقول ذاك الذي يختفي تحته: أريد أنا أن اعتمد نيابة عنه. عندئذ يقومون بعماده نيابة عن الراحل، وكأنهم أناس يمزحون على مسرح.

القديس يوحنا الذهبي الفم

ولكن قد يكون انها كانت موجودة ويرفضها معلمنا بولس الرسول الا انى لا اميل لهذا

ثالثا لو بالفعل هي هرطقة يشير اليها معلمنا بولس الرسول فلماذا لم يجيب عليها؟

كما قلت انه لا يشير لهذه الهرطقة ولكن لو كان بالفعل يشير اليها فهنا لا يتكلم عن هذه الهرطقة كموضوع بل موضوعه كما رأينا هو الرد على هرطقة عدم قيامة الأجساد. هذا ما يجيب عنه فهو يقول لهم أنه إذا لم تكن هناك قيامة أموات فما الداعي لهذه الممارسة الخطأ؟ 

أيضا معلمنا بولس الرسول الفيلسوف الرائع هو لا يشتت القارئ فهو لن يدخل في الرد على هرطقة أخرى وقت رده على على هرطقة عدم قيامة الأجساد.

فمعلمنا بولس الرسول كثيرا في سياق كلامه يتطرق لشيء خطا ولا يرد عليه وقتها لانه يتكلم عن موضوع اخر ويرد عليه في رسالة أخرى فمثلا تكلم النساء في الاجتماعات العامة ولم يوبخهم على ذلك بل وبخهم وقتها على ظهوره بلا غطاء (1كو 11: 6)،ولكنه وبخهم في الكلام في الاجتماعات في جزء اخر في (1كو 14: 34) 

وأيضا مثل هذا أشار الى ولائم الهياكل الوثنية في وقت كلامه عن عثرة للأخ الضعيف (1كو 10: 8) ولان نرى رفضه بوضوح ولكنه في موضع اخر رفضها بوضوح وقال "ليس سوى عبادة أوثان" 1كو 10: 14 – 22 فلهذا لم يجيب عنها بالتفصيل بل حين يأتي اليهم "ويرتب الامور الباقية" 1كو 11: 34 رغم انه يفهم انه يرفضها فهو لم يقل فماذا نصنع نحن الذين نعتمد من أجل الاموات بل قال " ماذا يصنع الذين يعتمدون" لتوضيح لرفضهِ لهذه الهرطقة.

وهو سابقا أشار ان الانسان يتعمد معمودية واحدة

رسالة بولس الرسول الى أهل رومية 6

3 أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ،
4 فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟
5 لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ.
6 عَالِمِينَ هذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضًا لِلْخَطِيَّةِ.
7 لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ.
8 فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ.
9 عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضًا. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ.
10 لأَنَّ الْمَوْتَ الَّذِي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخَطِيَّةِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَالْحَيَاةُ الَّتِي يَحْيَاهَا فَيَحْيَاهَا للهِ.

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 5

رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ،

وأيضا معلمنا بولس الرسول مثل الكل يعرف كلام الرب يسوع المسيح الواضح الذي قال

إنجيل يوحنا 13: 10

قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ، بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ».

ورغم هذا اميل للرأي الذي ذكرته في البداية انه يقول من تعمد ولا يؤمن بقيامة الأجساد هو تعمد من اجل الموت وليس القيامة.



والمجد لله دائما