«  الرجوع   طباعة  »

هل اقتبس القديس أوغسطينوس عدد غير موجود في الكتاب المقدس؟



Holy_bible_1



الشبهة



وفي اقتباسات الآباء في عصور المسيحية الأولى نجد إضاءات أو اقتباسات مهمة ضاعت من الكتاب المقدس، فالقديس أوغسطين (ت 430م) فينقل لنا من كتابه المقدس ما لا نجده في كتاب النصارى اليوم، حين يقول: «جاء في الكتاب المقدس: (من لم يكن فيه المخافة فلا شفاء له، وهذه الشواهد وغيرها تشير إلى تراث مسيحي قديم ضاع في القرون اللاحقة، فهذه العبارة لم ترد في أي من أسفار الكتاب المقدس.

() شرح رسالة يوحنا الأولى، أغسطينوس، ص (142).



الرد



رددت على شبهة تشبه هذا في ملف

هل العدد الذي يقول لمعرفة سر الله الاب والمسيح محرف بدليل مقولة القديس اوغسطينوس كلوسي 2

هل العدد الذي يقول بنزع الجسم الخطايا البشري محرف بدليل شهادة اوغسطينوس كولوسي 2

الحقيقة لا يوجد أي شبهة في كلام القديس أوغسطينوس

هذا من المقالة التاسعة

وهو يقتبس لفظا من

سيراخ 1: 28

28 غَضَبُ الأَثِيمِ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَرَّرَ، لأَنَّ وِقْرَ غَضَبِهِ يُسْقِطُهُ.

ولكن لأنه من الإباء اللاتين يقتبس من ترجمة الفلجاتا اللاتينية

nam qui sine timore est non poterit iustificari iracundia enim animositatis illius subversio illius est

For he that is without fear, cannot be justified: for the wrath of his high spirits is his ruin.

من لم يكن فيه المخافة لا شفاء له

وستجدوا هذا أيضا يؤكد عليه فليب شاف

Philip Schaff: NPNF1-07. St. Augustine: Homilies on the Gospel of John; Homilies on the First Epistle of John; Soliloquies - Christian Classics Ethereal Library (ccel.org)

 It is a sentence pronounced by the Scriptures; “For he that is without fear, cannot be justified.”24582458     Ecclus. i. 28

وها هو امامكن يضع شاهد الاقتباس الذي يقوله القديس أوغسطينوس من سيراخ 1: 28

فان كان هذا المشكك يجهل فلماذا يتكلم فيما يجهله؟ وان كان يعرف فلماذا يدلس؟

البعض سيتكلم عن لماذا الترجمة العربي تختلف شيء بسيط عن الفلجاتا؟ لان الترجمة العربي تتبع السبعينية التي تميل للشرح في قلة من الاعداد ولكن الفلجاتا ترجمة لفظية أكثر في بعض الأجزاء

خلفيه عن الترجمة السبعينية

هذه تمت تقريبا في عهد بطليموس تقريبا 285 قبل الميلاد اشترك فيها سبعين شيخ من اليهود ليترجموا العهد القديم من العبري الي اليوناني القديم

تموا العمل بسرعه كبيره في سبعين يوم او اثنين وسبعين يوم ولاجل انها ليست ترجمه فرديه فتغير الاسلوب من مترجم لأخر (وهذا شيء لا يختلف عليه أحد ان اسلوب المترجم هو اسلوب خاص به) ولكن شرح فيه الشيوخ اليهود المفهوم اليهودي للنبوات من قبل الميلاد ولهذا هي ترجمه رائعه تعبر عن تاريخ وفكر هام جدا لليهود في هذه المرحلة وبخاصه فكرهم ومفهومهم عن المسيا ومفهومهم عن نبواته ولكنها ليست بالضرورة تعبر عن الحرف. وقد يقول أحدهم لماذا؟

السبب هو اختلاف انواع الترجمات

انواع الترجمات كثيره لكنها تنقسم بصوره عامه الي ثلاث اقسام

اولا لفظيه

اي ان المترجم يلتزم بالحرف اي اللفظ دون التقيد بالمعني الواضح وينتج عنها ترجمه دقيقه لفظيا ولكن غير واضحة المعني وذلك لاختلاف تصريف الافعال وبعض معاني الكلمات بين لغه واخري

ثانيا متحررة (تفسيرية)

اي ان المترجم يهتم بشرح المعني ولا يلتزم باللفظ فقد يضيف كلمه او اثنين او أكثر لشرح المعني وقد يشير بجمله مقتبسه من فصل اخر لتوضيح المعني. وينتج عن هذا النوع ترجمه واضحة المعني ولكن الفاظها احيانا لا تتطابق مع الالفاظ الأصلية او عدد الكلمات

ثالثا الديناميكية

التي يبذل فيها المترجم مجهودا كبيرا ليشرح المعني بأقصى قدر مع الالتزام بنفس اللفظ بدون اضافات توضيحية وينتج عنها ترجمه مقاربه للفظه وواضحة المعني الي حد ما ولكنها تستغرقا زمانا اطول بكثير من السابقتين

لا يوجد نوع من هذه الانواع الثلاث خطأ بل كلهم تراجم صحيحه ولكن على القارئ المثقف ان يفهم نوع الترجمة لكيلا يتسرع ويقفز الي اتهامات بدون فهم

نوع الترجمة السبعينية

هي خليط بين الكل لأنها اشترك فيها 70 او 72 مترجم ولكنها في قلة من الاحوال التي تختلف عن لفظ العبري فهي تميل الي النوع المتحرر التفسيري ليشرح الفكر والمعني لأنها ترجمة معمولة للأمميين الذين لا يعرفون الفكر اليهودي وايضا بسبب ضيق الوقت والاهتمام بتوصيل المفهوم (ولم يشك أحدهم وقتها انه سياتي اشخاص حرفيون لا يهتمون بالمعني ولكن شغلهم الشاغل التشكيك فقط لأغراض معروفه)

فواضح ان القديس أوغسطينوس اقتبس من الفلجاتا التي ترجمة اللفظ العبري. وبهذا هو لا يقتبس من عدد ضاع بل عدد موجود حتى الان لفظا في كتابنا المقدس.

فارجوا من المشككين التدقيق والاعتذار عن اخطائهم.



والمجد لله دائما