هل الرابع عشر من نيسان والفصح هو خميس العهد أم الجمعة العظيمة؟
متى 26 ومرقس 14 ولوقا 22 ويوحنا 13
د. غالي
June 23, 2015
الاعتراض:
العشاء الأخير الذي أقامه المسيح مع تلاميذه والمسجل في الثلاث اّناجيل متى ومرقس ولوقا بأنه عشاء الفصح. ويقول عنه المسيحيين هو الرابع عشر من نيسان وأن يوم أحد الشعانين هو اليوم العاشر من نيسان وقت اختيار خروف الفصح للحفظ فيكون الخميس هو الرابع عشر من نيسان. ولكن الجمعة العظيمة هي التي ذبح فيها الفصح، والمفترض أن الفصح يذبح في الرابع عشر من نيسان أي الجمعة كان المفروض هو الرابع عشر من نيسان فيكون أحد الشعانين ليس العاشر من نيسان وعشاء المسيح ليس الفصح. فأي منهما هو الرابع عشر من نيسان الصحيح ولماذا التناقض؟
الرد:
تم التطرق لفكرة مشابهة في موضوع "الرد على ادعاء اختلاف بين الثلاث اّناجيل مع إنجيل يوحنا في توقيت عشاء الفصح." ولهذا ما سيقدم هنا هو تلخيص لبعض النقاط وإضافة نقاط أخرى.
وباختصار بدراسة التاريخ اليهودي سيتضح أنه لا يوجد تناقض رغم أنه يبدوا ظاهريًا. لأن ذبح الفصح هذا مثبت أنه يحدث في نهاية اليوم الرابع عشر من نيسان. ولكن أيضاً ما أكله الرب يسوع المسيح مع تلاميذه يوم خميس العهد مساء اليهود يلقبونه بوضوح عشاء الفصح. ولكن لو الفصح هو الجمعة العظيمة الذي صلب فيه الرب يسوع المسيح هو 14 نيسان وقت ذبح خروف الفصح، فيصبح خميس العهد هو 13 نيسان والأربعاء 12 نيسان والثلاثاء 11 نيسان والإثنين 10 نيسان وأحد الشعانين هو 9 نيسان وفي نهايته ليلة 10 نيسان. وفي 10 نيسان تبدأ شريعة الحفظ بعد ان يكون تم اختيار الرب يسوع المسيح (سواء يوم أحد الشعانين أو يوم الإثنين الذي كان الرب يسوع المسيح أيضًا في الهيكل).
ولكن لو كان الفصح الذي وقت عشاء الفصح يوم الخميس مساء الذي حول فيه الرب يسوع المسيح الفصح إلى سر التناول أي هو 14 نيسان فيكون الرب يسوع المسيح صلب الجمعة 15 نيسان ويكون الأربعاء 13 نيسان والثلاثاء 12 نيسان والإثنين 11 نيسان وأحد الشعانين 10 نيسان. لمعرفة هذا يجب أن يتم تأكيد هل البداية هي الصلب الجمعة العظيمة وذبح خروف الفصح 14 نيسان، أم 15 نيسان. والرسم التالي يوضح الفرق بين الإثنين
شكل 1. العشاء الأخير نهاية 14 نيسان والصلب 15 نيسان.
شكل 2. العشاء الأخير نهاية 13 نيسان أي بداية ليلة 14 نيسان والصلب 14 نيسان.
وسيتم تقسيم الرد عدة أجزاء، ما قاله العهد القديم والتاريخ والتقليد اليهودي وما قاله المبشرين الأربعة. وكيف كلامهم يتطابق مع الفكر اليهودي. وبهذا سيتضح الموقف بالكامل.
أولا ما قاله العهد القديم:
ما هو توقيت عيد الفصح والفطير باختصار مؤكدًا بآيات من العهد القديم. اليوم اليهودي هو مساء وصباح بدليل: " وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلًا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا." (سفر التكوين 1: 5). فهو يبدأ ببداية المساء وينتهي بنهاية النهار.1 أي بعد اختفاء أخر شعاع شمس لليوم السابق ويسود الظلام هو بداية اليوم ويستمر حتى أخر شعاع شمس النهار التالي. فعندما يقال يوم 14 نيسان يقصد به مساء ثم نهار. وعندما يقال يوم 15 يقصد به مساء ونهار أي الليلة التي بعد انتهاء نهار 14 نيسان ونهار 15 حتى انتهاء الغروب.
الفصح كان يذبح بين العشاءين " فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ." (سفر اللاويين 23: 5). وتعبير العشاءين له قصة كبيرة سيتم شرحها أكثر في التقليد اليهودي. ولكن هو باختصار ساعتين ونصف بعد انتصاف الشمس في النهار وبعد الذبيحة المسائية.2 أي لو انتصفت الشمس الساعة الثاني عشر ظهرًا يكون بعد الثانية ونصف ظهرًا (أي نهاية الساعة السادسة ونحو الساعة التاسعة). وأيضًا يوجد عدة تنظيمات لها مرتبط بالتقدمة المسائية ومرتبط بهل اليوم سبت أم جمعة سابق لليلة السبت وأمور أخرى كثيرة.
ومع الفصح لا يؤكل مختمر بل فقط فطير " وَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «اذْكُرُوا هذَا الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ خَرَجْتُمْ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، فَإِنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَا. وَلاَ يُؤْكَلُ خَمِيرٌ." (سفر الخروج 13: 3). فلا يؤكل خمير مع الفصح، " لاَ تَذْبَحْ عَلَى خَمِيرٍ دَمَ ذَبِيحَتِي، وَلاَ تَبِتْ إِلَى الْغَدِ ذَبِيحَةُ عِيدِ الْفِصْحِ." (سفر الخروج 34: 25). وهو أول أيام الفطير أي الذي يؤكل فيها الفطير، " سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. الْيَوْمَ الأَوَّلَ تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيرًا مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابعِ تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ" (سفر الخروج 12: 15). ولا يؤكل أي مختمر بداية من قرب انتهاء يوم 14 نيسان " وَأَكَلُوا مِنْ غَلَّةِ الأَرْضِ فِي الْغَدِ بَعْدَ الْفِصْحِ فَطِيرًا وَفَرِيكًا فِي نَفْسِ ذلِكَ الْيَوْمِ." (سفر يشوع 5: 11). ويلقب عيد الفصح مع عيد الفطير " فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، يَكُونُ لَكُمُ الْفِصْحُ عِيدًا. سَبْعَةَ أَيَّامٍ يُؤْكَلُ الْفَطِيرُ." (سفر حزقيال 45: 21). لأن في الفصح أيضَا لا يؤكل فطير. ثم بعد ذلك يستمر سبعة أيام عيد الفطير من الخامس عشر إلى الحادي والعشرين. وعيد الفطير فيه يومين عظيمين اليوم الأول وفيه يؤكل الفصح في نهاية 14 نيسان واليوم الأخير محفل مقدس. وأيضًا أي سبت يأتي في عيد الفطير يعتبر سبت عظيم. أعداد أكثر من العهد القديم،
"1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً:2 «هذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ الشُّهُورِ. هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ. (هذا شهر نيسان ويعرف بدايته من رؤية هلال الشهر وعندما يرى الهلال يعتبر هذه ليلة أول يوم في الشهر) 3 كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: فِي الْعَاشِرِ مِنْ هذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ، شَاةً لِلْبَيْتِ.4 وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْوًا لِشَاةٍ، يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أُكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. 5 تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَرًا ابْنَ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ. 6 وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ". (يبقي من اليوم العاشر إلى اليوم الرابع عشر. ويوم الرابع عشر قبل نهايته يذبح خروف الفصح بين العشاءين). 7 وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. 8 وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ. (أي يؤكل بعد ذبحه بساعات قليلة فقد تكفي لرش الدم ثم شويه فيذبح قبل أخر نهار 14 نيسان ويؤكل ومع بداية ليل 15 نيسان. واليوم الرابع عشر قبل نهايته مع عشاء الفصح لا يكون خمير. وأول يوم الخامس عشر مساء أول يوم يؤكل فيه الفطير فقط لمدة سبع أيام من 15 نيسان إلى 21 نيسان).9 لاَ تَأْكُلُوا مِنْهُ نِيئًا أَوْ طَبِيخًا مَطْبُوخًا بِالْمَاءِ، بَلْ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ. رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ. 10 وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ، تُحْرِقُونَهُ بِالنَّارِ. (أي ما يتبقى من خروف الفصح إلى صباح 15 نيسان يحرق بالنار) 11 وَهكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. 12 فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هذِهِ اللَّيْلَةَ، وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَامًا بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا الرَّبُّ. 13 وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ. 14 وَيَكُونُ لَكُمْ هذَا الْيَوْمُ تَذْكَارًا فَتُعَيِّدُونَهُ عِيدًا لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. 15 «سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. الْيَوْمَ الأَوَّلَ تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيرًا مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابعِ تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. 16 وَيَكُونُ لَكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. لاَ يُعْمَلُ فِيهِمَا عَمَلٌ مَا إِلاَّ مَا تَأْكُلُهُ كُلُّ نَفْسٍ، فَذلِكَ وَحْدَهُ يُعْمَلُ مِنْكُمْ. 17 وَتَحْفَظُونَ الْفَطِيرَ لأَنِّي فِي هذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فَتَحْفَظُونَ هذَا الْيَوْمَ فِي أَجْيَالِكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. 18 فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، مَسَاءً، تَأْكُلُونَ فَطِيرًا إِلَى الْيَوْمِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً.19 سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ يُوجَدْ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ مُخْتَمِرًا تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، الْغَرِيبُ مَعَ مَوْلُودِ الأَرْضِ. 20 لاَ تَأْكُلُوا شَيْئًا مُخْتَمِرًا. فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا». (سفر الخروج 12: 1-20).
في نهاية اليوم الرابع عشر الوقت الذي يذبح فيه الفصح لا يجب أن يكون هناك أي خمير متبقي في البيت أي يكون تم نزعه قبل ذلك وهذا المساء هو بداية عيد الفطير لأن الفصح هو أول أيام الفطير فعيد الفطير من 15 إلى 21 ولكن يوم 14 يعتبر أول أيام الفطير لأنهم قبل عشاء الفصح لابد أن ينزعوا الخمير من البيت. ويستمروا أسبوع لا يأكلون الخمير بل فقط فطير وهو من نهاية اليوم الرابع عشر وقبل بداية الخامس عشر وقت ذبح خروف الفصح والسبعة أيام التاليين هم 15 و16 و17 و18 و19 و20 و21.
نفس الشرح يتكرر في "6 سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُ فَطِيرًا، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ عِيدٌ لِلرَّبِّ. 7 فَطِيرٌ يُؤْكَلُ السَّبْعَةَ الأَيَّامِ، وَلاَ يُرَى عِنْدَكَ مُخْتَمِرٌ، وَلاَ يُرَى عِنْدَكَ خَمِيرٌ فِي جَمِيعِ تُخُومِكَ." (سفر الخروج 13: 6-7). وأيضًا "14 «ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تُعَيِّدُ لِي فِي السَّنَةِ. 15 تَحْفَظُ عِيدَ الْفَطِيرِ. تَأْكُلُ فَطِيرًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ كَمَا أَمَرْتُكَ فِي وَقْتِ شَهْرِ أَبِيبَ، لأَنَّهُ فِيهِ خَرَجْتَ مِنْ مِصْرَ. وَلاَ يَظْهَرُوا أَمَامِي فَارِغِينَ. 16 وَعِيدَ الْحَصَادِ أَبْكَارِ غَلاَّتِكَ الَّتِي تَزْرَعُ فِي الْحَقْلِ. وَعِيدَ الْجَمْعِ فِي نِهَايَةِ السَّنَةِ عِنْدَمَا تَجْمَعُ غَلاَّتِكَ مِنَ الْحَقْلِ." (سفر الخروج 23: 14-16). وعيد الباكورة هو يوم 16 من نيسان وهو ثاني أيام الفطير أو ثالث يوم من ذبح خروف الفصح. والفصح مؤكد أنه في نهاية نهار اليوم الرابع عشر.
"4 «هذِهِ مَوَاسِمُ الرَّبِّ، الْمَحَافِلُ الْمُقَدَّسَةُ الَّتِي تُنَادُونَ بِهَا فِي أَوْقَاتِهَا: 5 فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. 6 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ عِيدُ الْفَطِيرِ لِلرَّبِّ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. 7 فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. وهو محفل مقدس لأنه يأكل في الفصح بعد ذبحه في نهاية اليوم الرابع عشر 8 وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. فِي الْيَوْمِ السَّابعِ يَكُونُ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا»." (سفر اللاويين 23: 4-8)
فكما شرح سفر الخروج وسفر اللاويين أن بين العشاءين توقيت ذبح الفصح هو نهاية نهار الرابع عشر قبل بداية ليلة الخامس عشر ويبدأ الاستعداد قبل نهار الرابع عشر. وبعد هذا يأتي اليوم الخامس عشر الذي هو مساء وصباح هو أول أيام عيد الفطير ولكن أكل الفطير بدأ من عشاء الفصح نهاية يوم 14 نيسان فيحسب أيضًا أنه أول أيام الفطير. واليوم السابع كما تم تقديمه هو نهاية عيد الفطير الذي بدايته أكل الفصح ونهايته اليوم 21 نيسان محفل مقدس. وهذا يتكرر عدة مرات للتأكيد:
1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ قَائِلاً: 2 «وَلْيَعْمَلْ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْفِصْحَ فِي وَقْتِهِ. 3 فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ تَعْمَلُونَهُ فِي وَقْتِهِ. حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِهِ وَكُلِّ أَحْكَامِهِ تَعْمَلُونَهُ». 4 فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا الْفِصْحَ. 5 فَعَمِلُوا الْفِصْحَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى هكَذَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ. (سفر العدد 9: 1-5).
"16 «وَفِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. 17 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ عِيدٌ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ يُؤْكَلُ فَطِيرٌ. 18 فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا" (سفر العدد 28: 16-18).
1 «اِحْفَظْ شَهْرَ أَبِيبَ وَاعْمَلْ فِصْحًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ، لأَنَّهُ فِي شَهْرِ أَبِيبَ أَخْرَجَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ مِصْرَ لَيْلاً. 2 فَتَذْبَحُ الْفِصْحَ لِلرَّبِّ إِلهِكَ غَنَمًا وَبَقَرًا فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ. 3 لاَ تَأْكُلْ عَلَيْهِ خَمِيرًا. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُ عَلَيْهِ فَطِيرًا، خُبْزَ الْمَشَقَّةِ، لأَنَّكَ بِعَجَلَةٍ خَرَجْتَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لِكَيْ تَذْكُرَ يَوْمَ خُرُوجِكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 4 وَلاَ يُرَ عِنْدَكَ خَمِيرٌ فِي جَمِيعِ تُخُومِكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَلاَ يَبِتْ شَيْءٌ مِنَ اللَّحْمِ الَّذِي تَذْبَحُ مَسَاءً فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْغَدِ. (سفر التثنية 16: 1-4)
فمن وقت ذبح الفصح في نهاية اليوم الرابع عشر لا يؤكل خمير ويكون نزع من قبله. ومن اليوم الخامس عشر إلى اليوم 21 وهو سبعة أيام عيد الفطير ولكن العيدين يلقبان بعيد الفطير لأن من بداية الفصح ينزع خمير. من هذا ظهر بوضوح العهد القديم الذي وضح أن خروف الفصح يذبح يوم 14 في نهايته ويؤكل في نهاية يوم 14 نيسان وبداية ليلة يوم 15 نيسان وهذا هو التوقيت الذي كان المسيح فيه على عود الصليب وقدم الكفارة عنا لأنه فصحنا. ولكن أرجو ألا يتسرع أحد ويقول إن هذا يعني أن العشاء الأخير كان قبل الفصح. لأن مع دراسة التاريخ اليهودي سيتضح مفاجئات لا يدركها المعترضين. وهي توضح ما فعل المسيح وتلاميذه اليهود أنه هو الأمر المعتاد والطقس اليهودي.
ثانيًا التاريخ والتقليد اليهودي:
محتوى عشاء الفصح اليهودي هذه تم إفراد مستقل به وصف عشاء الفصح بشيء من التفصيل لما بها من رموز كثيرة عن المسيح بعنوان " بعض معاني عشاء الفصح اليهودي".
باختصار شديد أولًا قطعة الفطير وهي خبز غير مختمر به ثقوب وهذه تسمى ماتزا matzah وهي هامة جدًا بما فيه المنديل التي توضع فيه وهو المصنوع من كتان بثلاث تجاويف وهو يعتبر ثاني أهم شيء بعد خروف الفصح. وحاليًا هي الأهم لأنه لا يوجد ذبح لخروف الفصح من وقت هدم الهيكل. وهي تكسر نصفين يأكلون نصف ويتركون الثاني في التجويف الأوسط في المنديل الذي يلقب عندهم بالدفن The horseradish. وهي ترمز لجسد المسيح والمنديل بثلاث طبقاته يرمز للثالوث. وبقية المائدة بقدونس – الأعشاب المرة – خليط المكسرات المطحون مع تفاح – بيض مشوي مكسور – ماء بملح – برتقال -مع إضافة عظمة مشوية لخروف في الطبق ذكرى لخروف الفصح الذي لا يذبحوه لأنه لا يوجد هيكل حاليًا. وكل شيء منهم له رمزه لكن لا يتسع له المجال الأن. وبالطبع مع هذا أربع كؤوس من النبيذ (عصير الكرمة).
يوم الاحتفال بعيد الفصح: بينما يوم السبت اليهودي سهل تحديده لكل أسرة يهودية لأنه اليوم السابع من كل أسبوع. ولكن تحديد بداية شهر نيسان والأعياد المعتمدة على يوم محدد في الشهر هو يعتمد على تحديد رسميًا بداية الشهر. ولأن الشهور العبرية هي شهور قمرية وليست عدد ثابت فهو يبدأ من رؤية الهلال لبداية الشهر القمري. وهذا كان مسؤولية الكهنة والمجمع في أورشليم الذين يراقبون متى يظهر هلال بداية الشهر. وعندما يظهر الهلال ينفخون في الأبواق إعلانًا أن الشهر بدأ هذه الليلة. وبناء عليه يبدأ الشعب يحسبون الأيام للعيد. فهذه الليلة ليلة أول أيام الشهر وفي شهر نيسان يحسبون أربعة عشر ليلة وتكون الليلة رقم أربعة عشر هي ليلة يوم 14 نيسان يوم ذبح الفصح الذي يذبح الفصح في بعد منتصف نهار التالي لهذه الليلة. فقبل تحديد بداية الشهر من غير المستطاع تحديد متى سيكون العيد بالضبط. لأنه صعب في بعض الأحوال تخمين متى سيظهر هلال الشهر التالي وهل سيكون هذا الشهر القمري تسعة وعشرون يوم أم ثلاثون يوم. لأن ممكن يختفي القمر ولا يري له أي هلال في نهايته لمدة يوم أو أثنين قبل أن يظهر هلال الشهر الجديد كما تم شرحه سابقًا. ولكن برؤية الهلال يعلنوا بداية الشهر الجديد وبهذا يعلنوا أن الشهر الماضي كان تسعة وعشرون يوم أي شهر ناقص chaser أم ثلاثون يوم شهر كامل malei. لأنه شهر قمري يستغرق فلكيا 29.5 يوم تقريبًا. وأول يوم يسمى رأس الشهر وهو Rosh Chodesh وهو عيد " انْفُخُوا فِي رَأْسِ الشَّهْرِ بِالْبُوقِ، عِنْدَ الْهِلاَلِ لِيَوْمِ عِيدِنَا." (سفر المزامير 81: 3). مع ملاحظة أن اليهود أحيانًا كانوا يحتفلون برأس الشهر يومًا واحدًا، وأحيانًا كانوا يحتفلون به يومين وهذا لو الشهر تسعة وعشرون يوم يحتفلون برأس الشهر يوم واحد وهو أول يوم في الشهر ولو كان ثلاثون يوم يحتفلوا برأس الشهر يومين وهو يوم 30 من الشهر السابق ويوم 1 من الشهر الجديد. 3
السبب في الاحتفال يومين برأس الشهر هو التالي: قديمًا متى عرفوا إنها أول ليلة في الشهر وهي بداية أول يوم في الشهر (مساء وصباح) يعلنوا بالأبواق هذا ليعرف الشعب في أيام موسى في البرية لم يكن هناك أي إشكالية لأن عندما يعلنون بالأبواق وخيمة الاجتماع في الوسط كل الشعب في المحلة يعرف. ولكن بعد يشوع وتقسيم أرض الموعد وأصبح هناك أسباط في أماكن بعيدة جدًا مثل أسباط الشمال مثل إفرايم (الجليل)، بل وعبر النهر رأُوبين وجاد ونصف سبط منسى. وأيضًا بعد هذا بناء الهيكل في زمن سليمان وما بعده. هؤلاء الأسباط بالطبع لن يسمعون صوت الأبواق فهم يبعدون 170 كم وأكثر عن أورشليم. وهؤلاء أيضًا لا يصلح أن يرسل لهم مرسال أو خطاب لأنه سيستغرق مشي أسبوع من أورشليم للشمال أو بالخيل أكثر من ثلاث أيام. فكان المجمع في أورشليم بعد معاينة هلال بداية الشهر لكي يخبر الأسباط البعيدة بخبر بداية الشهر مباشرة كانوا يشعلون النار في كومة خشبية كبيرة فوق قمم الجبال. وكل مجموعة حراس على رأس الجبال الأخرى يرون النار اشتعلت فيشعلون النار مباشرة وبهذا ينتقل الخبر من جبل لأخر مما يخلق سلسلة من الاتصالات تقود إلى مجتمعات أبعد. وبهذا يرى الأسباط الشمالية والمجتمعات في جميع أنحاء إسرائيل وفي الشتات أيضًا ستعرف أنه بداية الشهر في نفس الليلة ويبدؤون احتفالات بداية الشهر كما يشرح موقع شاباد.4
شكل 3. صور توضيحية لنظام اشعال النيران فوق الجبال للإعلام.
وهذا النظام استمر حتى بعد السبي والرجوع من بابل. بل استمروا يفعلوا هذا حتى للذين بقوا في بابل ليخبروهم ببداية الشهر وحتى زمان الرجوع من السبي كانوا يحتفلون بعيد الفصح بداية من يوم الاستعداد اليوم الذي يبدؤا فيه ينزعون أي خميرة من البيت وهو يوم 14 نيسان قبل ذبح خروف الفصح بعد الظهر أي بعد عبور 14 مساء وصباح. فيعتبرون من أول 14 نيسان العيد بدأ ثم ذبح الفصح في نهاية يوم 14 نيسان بين العشاءين قبل بداية ليلة يوم 15 نيسان في كل مكان سواء في أورشليم واليهودية في الجنوب والجليل في الشمال وغيرها من المناطق ويستمر حتى يوم 21 نيسان. وكل هذا يعتمد على معرفة بداية الشهر وإعلان المجمع في أورشليم لباقي المناطق.
ولكن بدأت تحدث إشكالية كبيرة لليهود بعد الرجوع من السبي بفترة ما بين القرن الخامس والرابع ق م وهي أن السامريين الذين يقعون في منتصف الطريق بين اليهودية والجليل.
شكل 4. خريطة إسرائيل تحت الحكم الفارسي E-Sword.
والسامريين الذين بدأ يكون بينهم وبين اليهود عداء بسبب طرد اليهود لهم وموضوع سنبلط والعداء الشديد جدًا الذي أصبح بينهم بداية من نهاية القرن الخامس ق م. فبدوءا يضايقون اليهود عن طريق اشعال نار غريبة تضليلية في يوم خطأ فيأتوا في الشهر الذي هو 30 يوم. ويوم 29 لم يظهر الهلال يشعلون نار خطأ على قمم الجبال فينخدع الذين في الجليل ويعتقدوا أن المجمع في أورشليم يقول لهم أن الشهر بدأ أول ليلة فيه وأن الشهر السابق 29 يوم، رغم أن الشهر الجديد لم يبدأ بعد والشهر الذي لم ينتهي هو 30 يوم. بل وبدوءا أيضًا يقوموا بالعكس ففي الشهر القصير 29 يوم وبعد أن عرفوا في الجليل أن الشهر انتهى وهو قصير والشهر الجديد بدأ، يشعل لهم السامريين نار في اليوم التالي فيعتقد الجليلين أنهم خدعوا في اليوم السابق. وهذا يقود يهود الجليل في الشمال أنهم يحتفلون بالأعياد في يوم خطأ قبل أو بعد العيد بيوم وهذا سبب انزعاج شديد وبخاصة في عشاء الفصح الهام جدًا.
فاضطر اليهود في أورشليم أن يستخدموا الرسل بالخيل الذين يستغرقون يومين أو ثلاثة أحيانا ليصلوا من اليهودية للجليل وغيره فيكون يهود الشمال خسروا عيد أول الشهر ولكن على الأقل سيعرفون الفصح بدقة. ولكن هؤلاء الرسل كان بعضهم لا يصلوا بسبب قطاع الطرق والسامريين. وبهذه الطريقة أصبح اليهود في الجليل يحتفلون في أول الشهر في ميعاد خطأ إما قبل بيوم أو بعد بيوم حسب الشهر طويل أم قصير وأيضًا يحتفلون بالفصح في يوم خطأ. فمن هذا الوقت صدر قرار من المجمع أن اليهود في اليهودية يحتفلون بالأعياد في أوقاتها حسب إعلان المجمع، أما اليهود في الشتات مثل الجليل وغيره يحتفلون الأعياد Yom Tov مثل راس الشهر Rosh Chodesh وغيره من الأعياد الهامة في يومين بدل من يوم واحد وأصبح الشهر الذي 29 يوم الشهر التالي له يحتفلون يوم 1 و2 من الشهر. أما الشهر 30 يحتفلون بيوم 30 ويوم 1. واليومين أصبحوا محفل متساوي القيمة والقداسة. وبهذا بكل تأكيد سيحتفلون باليوم الحقيقي مع يهود أورشليم ويوم زائد قبله أو بعده.
ولأن تحديد عيد الفصح والفطير يعتمد على رأس الشهر الذي أصبح يومين بدل من يوم، بناء عليه قرر المجمع أن يبدؤوا يحتفلون في الجليل بعشاءين يسميان كل منهما عشاء الفصح Seder meals عشاء أول للفصح First Seder meal وعشاء ثاني للفصح Second Seder meal ويسمى Yom Tov Sheni. والإثنين متساويين تمامًا في القدسية والقيمة التاريخية والروحية عندهم. وبخاصة أن الكتاب المقدس سمح بأن يتكرر عشاء الفصح من ثاني فصح.5
"1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ قَائِلاً: 2 «وَلْيَعْمَلْ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْفِصْحَ فِي وَقْتِهِ. 3 فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ تَعْمَلُونَهُ فِي وَقْتِهِ. حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِهِ وَكُلِّ أَحْكَامِهِ تَعْمَلُونَهُ». 4 فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا الْفِصْحَ. 5 فَعَمِلُوا الْفِصْحَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى هكَذَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ. 6 لكِنْ كَانَ قَوْمٌ قَدْ تَنَجَّسُوا لإِنْسَانٍ مَيْتٍ، فَلَمْ يَحِلَّ لَهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا الْفِصْحَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. فَتَقَدَّمُوا أَمَامَ مُوسَى وَهَارُونَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، 7 وَقَالُ لَهُ أُولئِكَ النَّاسُ: «إِنَّنَا مُتَنَجِّسُونَ لإِنْسَانٍ مَيِّتٍ. لِمَاذَا نُتْرَكُ حَتَّى لاَ نُقَرِّبَ قُرْبَانَ الرَّبِّ فِي وَقْتِهِ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟» 8 فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «قِفُوا لأَسْمَعَ مَا يَأْمُرُ بِهِ الرَّبُّ مِنْ جِهَتِكُمْ». 9 فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 10 «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيل قَائِلاً: كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ أَوْ مِنْ أَجْيَالِكُمْ كَانَ نَجِسًا لِمَيْتٍ، أَوْ فِي سَفَرٍ بَعِيدٍ، فَلْيَعْمَلِ الْفِصْحَ لِلرَّبِّ. 11 فِي الشَّهْرِ الثَّانِي، فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ يَعْمَلُونَهُ. عَلَى فَطِيرٍ وَمُرَارٍ يَأْكُلُونَهُ. 12 لاَ يُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ وَلاَ يَكْسِرُوا عَظْمًا مِنْهُ. حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِ الْفِصْحِ يَعْمَلُونَهُ. 13 لكِنْ مَنْ كَانَ طَاهِرًا وَلَيْسَ فِي سَفَرٍ، وَتَرَكَ عَمَلَ الْفِصْحِ، تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا، لأَنَّهَا لَمْ تُقَرِّبْ قُرْبَانَ الرَّبِّ فِي وَقْتِهِ. ذلِكَ الإِنْسَانُ يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ" (سفر العدد 9: 1-13).
وهو نفس قدسية واهمية الفصح الأول. وتكرر هذا في:
1 وَأَرْسَلَ حَزَقِيَّا إِلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا، وَكَتَبَ أَيْضًا رَسَائِلَ إِلَى أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى أَنْ يَأْتُوا إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ لِيَعْمَلُوا فِصْحًا لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. 2 فَتَشَاوَرَ الْمَلِكُ وَرُؤَسَاؤُهُ وَكُلُّ الْجَمَاعَةِ فِي أُورُشَلِيمَ أَنْ يَعْمَلُوا الْفِصْحَ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي، 3 لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَعْمَلُوهُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ، لأَنَّ الْكَهَنَةَ لَمْ يَتَقَدَّسُوا بِالْكِفَايَةِ، وَالشَّعْبَ لَمْ يَجْتَمِعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. 4 فَحَسُنَ الأَمْرُ فِي عَيْنَيِ الْمَلِكِ وَعُيُونِ كُلِّ الْجَمَاعَةِ. (سفر اخبار الأيام الثاني 30: 1-4).
وبناء عليه تكرار عشاء فصح ليكون مناسب لكل اليهود في كل مكان هذا كان غير مخالف للكتاب. وكان حسب الشهر قصير أم طويل. فيحتفل بعشاء الفصح الأول في الليلة السابقة رغم أنه لا يذبح فيه خروف الفصح إلا في النهار التالي. وأحيانا يأتي العشاء الثاني بعد العشاء الأول الذي يكون فيه ذبح خروف الفصح وأُكِل. وأصبح تنقية الخمير تبدأ من يوم 13 نيسان ويأكلون فطير لأن في نهايته ومع بداية ليلة يوم 14 نيسان سيكون عشاء الفصح الأول رغم أن خروف الفصح لم يذبح بعد وسيذبح في نهاية نهار يوم 14 نيسان. وسيأكلون عشاء الفصح الثاني مع بداية ليلة يوم 15 نيسان. وبدأ يعتبر هذا اليوم هو بداية عيد الفطير الذي يذبح فيه الفصح.6
واستمر اليهود من هذا الوقت يهود أورشليم يحتفلون عيد الفصح بعشاء فصح واحد فقط وهو بعد ذبح خروف الفصح في نهاية يوم 14 نيسان (التوقيت الذي فيه الرب يسوع المسيح أسلم الروح) ويأكلون الفصح مع بداية ليلة يوم 15 نيسان. ولكن يهود الجليل والشتات كلهم أصبح أمر مهم جدًا طقسي ومقدس أن يحتفلون بعشاءين للفصح الإثنين متساويين في الأهمية والقداسة حسب ما يأتي الفصح بعد شهر طويل أم قصير. فقد يكون العشاء الفصح الذي ليس فيه خروف الفصح سابق للذبح والثاني بعد الذبح مباشرة أي بعد يوم 13 نيسان وليلة يوم 14 نيسان يكون عشاء أول فيه كل مكونات عشاء الفصح فيما عدا خروف الفصح ولكن فقط مكانه عظمة مشوية. والثاني نهاية يوم 14 نيسان يذبح الفصح ومع بداية ليلة يوم 15 نيسان يأكلون عشاء الفصح الثاني وفيه خروف الفصح نفسه (وهذا ما حدث في فصح صلب المسيح) ويبدأ عيد الفطير من بداية نزع والتنقية من الخمير يوم 13 نيسان يعتبر بداية أيام الفطير لتاتي ليلة 14 نيسان لا يوجد فيها خمير لأكل أول عشاء للفصح.
أو أحيانًا العكس، فيكون يذبح الفصح في نهاية 14 نيسان ويأكلون عشاء الفصح الأول في نهاية 14 نيسان ومع بداية ليلة يوم 15 نيسان. والعشاء الثاني للفصح الذي لا يكون فيه خروف الفصح الليلة التالية وهي ليلة يوم 16 نيسان.7 وحتى الذكور اليهود الجليليين الذين يذهبون من الشتات ومن الجليل لليهودية إلى أورشليم في عيد الفصح أيضا يفعلون هذا ويأكلون عشاء الفصح مرتين لأنهم احتفلوا ببداية الشهر في يومين.8 واستمر هذا الأمر حتى خراب أورشليم سنة 70 م.
ولكن بسبب خراب أورشليم وهدم الهيكل وأصبح اليهود هم كلهم يهود شتات فأصبح كلهم يحتفلون بعشاءين للفصح. لأنه لا يوجد يهود أورشليم فقد خربت اورشليم وانهدم الهيكل. والتغيير الثاني هو أنه لا يوجد هيكل يسفك دم الفصح في فناؤه فأصبح اليهود لا يذبحون خروف فصح أصلًا بل فقط في عشاءين الفصح يأكلوا كل مكونات عشاء الفصح ولكن بدل من الخروف يضعون في العشاءين عظمة فقط رمز لخروف الفصح الذي لا يذبح.
واستمروا عشاءين الفصح، مرة في ليلة 14 نيسان وليلة 15 نيسان ومرة في ليلة 15 نيسان وليلة 16 نيسان. وكان بها خلاف بسيط بين مدرستي شمعي وهيليل، ولكن متفقين إنها ممكن تأتي قبل عشاء الفصح الذي يذبح فيه الفصح حسب طول الشهر. وبهذا يطول العيد يوم وهو اليوم السابق. وبهذا يقول التقليد اليهودي إن عيد الفطير وهو سبعة أيام يستمر في الحقيقة ثمان أيام لمن هم في الشتات من 14 نيسان إلى 21 نيسان.9 بل ويلقب اليوم 13 نيسان الذي يبدأ فيه تنقية البيت من الفطير بأنه بداية أيام الفطير،10 الذي سيذبح فيه الفصح في نهاية اليوم التالي لان الفطير أصبح يبدأ قبل الفصح بليلة.
حتى أتى القرن الرابع الميلادي وقرر رؤساء اليهود ومنهم ساجي هيليل أن يثبتوا النتيجة لأنه كما قال التلمود الخوف من لخبطة رأس الشهر انتهى. ولكن لأهمية العشاء الثاني الذي أصبح قانون للراباوات فثبتوه فانتهى احتمالية أن يأتي في ليلة 14 ولكن ثبتوه بأن يكون بعد العشاء الأول فالعشاء الأول في ليلة يوم 15 نيسان والعشاء الثاني في ليلة يوم 16 نيسان ومتساويين في القداسة والأهمية التاريخية والروحية. ومن يخالف العشاء الثاني يكون خاطئ بل وينزع من الشعب لأنه خالف الفصح.11 بل المعلمون اليهود يصروا على توضيح أهمية قيمة العشاء الثاني وأنه نفس أهمية ومعاني ورموز عشاء الفصح الأول. بل ينتهروا من يريدوا أن يحتفلوا حاليًا بعشاء فصح واحد. وهم يوضحوا لو أن أحد يعتبر عشاء الفصح الثاني أقل أهمية هو يعتبر ينطق باسم الرب إلهه باطلاً عندما يقول بركة اسم الرب الذي قدس هذا اليوم.12 ويستشهدوا بالعدد التالي " لكِنْ مَنْ كَانَ طَاهِرًا وَلَيْسَ فِي سَفَرٍ، وَتَرَكَ عَمَلَ الْفِصْحِ، تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا، لأَنَّهَا لَمْ تُقَرِّبْ قُرْبَانَ الرَّبِّ فِي وَقْتِهِ. ذلِكَ الإِنْسَانُ يَحْمِلُ خَطِيَّتَهُ." (سفر العدد 9: 13). وهو ليس عشاء استثنائي بل عشاءي الفصح متساويين في القدسية والاهمية. وأي يهودي وبخاصة الأرثوذكس المتحفظين في الشتات سواء في أوروبا أو أمريكا أو غيره يحتفل بعشاء الفصح الثاني وهو" The Second Seder meal أو “Yom Tov Sheni.13 14
ولكن التغيير الأخير هو تم سنة 1846 م وفيها لغوا تمامًا اليوم الثامن للفطير بسبب تحسين وسائل الاتصالات، فانتهى أي شيء يتم في يوم 13 من نيسان ولا يؤكل عشاء فصح في ليلة 14 نيسان. ولكن أصبح فقط يحتفل بالفصح يوم 14 نيسان مساء ويؤكل في ليلة 15 نيسان وعشاء الفصح الثاني في ليلة يوم 16 نيسان. وأصبح 7 أيام وتم الغاء تمامًا اليوم الثامن. وهذا ذكر في أماكن كثيرة على سبيل المثال منها مجلة شهيرة وهي التايم في مقال فيها عن هذا:
شكل 4. عشاء الفصح الثاني. Time magazine, April 18, 2011, http://content.time.com/time/specials/packages/article/0,28804,2065531_2065534_2065674,00.html
ففي زمن الرب يسوع المسيح الذي هو يعتبر هو وتلاميذه أغلبهم جليليين، فكان للجليليين في هذه السنة عشاءين، عشاء الفصح الأول الذي به كل المكونات الهامة قبل ذبح خروف الفصح بيوم وأكلوه بعد نهاية 13 نيسان ليلة 14 نيسان. والعشاء الثاني للفصح بعد ذبح الفصح بعد نهاية يوم 14 نيسان في بداية ليلة 15 نيسان. واليوم السابق كان الاستعداد ونزع الفطير ويعتبر يوم ثامن ضمنًا للعيد رغم أنه ليس اليوم الأول للفطير لكنه يلقب بهذا. هذا ما يعلنه التاريخ اليهودي.
ولكن البعض يقول الأمر أقدم من القرن الخامس ق م. فيقولوا إن عشاء الفصح الثاني كان موجود من أيام يشوع بن نون. فيوجد بعض الربوات مثل رابي هايج ايون من القرن الحادي عشر يقولوا إن العشاء الثاني للفصح الذي يأتي قبل ذبح الفصح هو ليس من زمن بعد السبي ولا من زمن الأنبياء قبله بل بدايته من أيام يشوع ابن نون نفسه عند تقسيم الأرض ووضع نظام يومين بدل من يوم لأجل اختلاف رؤية الهلال قبل تنظيم أمر اشعال النار.15 16 وهذا ذكره أخرين من المعلمين أن اليهود وبخاصة خارج أورشليم لابد أن يحتفلوا بعشاءين للفصح من قبل بناء الهيكل الثاني وحتى الأن.17 18
الأن يتم الانتقال لنقطة أخرى تاريخية هامة تنقلها الموسوعة اليهودية. وهذه ستوضح لماذا في سنة 33 م أقاموا عشاء الفصح الأول قبل ذبح الفصح وليس بعده. وباختصار الفكرة أنه لو الفصح في سنة أتى يوم سبت ماذا يفعلوا. وكان هناك خلاف ما بين الراباوات في أورشليم هل الفصح أهم من السبت أم السبت أهم من الفصح. السبت هو بالطبع ممنوع أن يتم فيه أي عمل ولا حتى تنقية البيت أو شوى أو غيره لأنه مقدس فيه راحة وتقديس وعبادة للرب. ولكن الفصح فيه أوامر هامة وهي بعد الذبح تجهيز الخروف وشيه وأكله وكل ما به من اعدادات للعيد بل وإنهاء أعمال استعداد. وهذا يستلزم مجهود ممنوع صنعه في أيام السبوت الطبيعية. أغلبهم يعتبرون الفصح أعلى من السبت. ولهذا لو اّتى الفصح يوم سبت يذبح الفصح قبل نهاية نهار الجمعة بداية من الثالثة بعد الظهر نهار 14 نيسان) ويعد في ليلة السبت بما فيه كل الاستعدادات التي تعتبر اعمال ويؤكل في ليلة السبت وما يتبقى منه لبداية نهار السبت يحرق بالنار. ولكن قلة من الفريسيين كانوا يصروا أن السبت أعظم من الفصح ولهذا لو أتى الفصح سبت يذبح الفصح ليلة الجمعة أي اليوم السابق ويؤكل ليلة الجمعة. وما يتبقى منه لنهار الجمعة يحرق بالنار والسبت بداية من ليلة السبت يأكلون العشاء الثاني المعد مسبقًا ويستريحوا ولا يفعلوا شيء. وكان هذا الأمر بالنسبة لليهود مسموح الإثنين سواء ذبح واكل ليلة 14 نيسان أو ليلة 15 نيسان ولكن لو جاء الفصح 14 نيسان سابق للسبت فيعد عشاء الفصح الأول اليوم السابق أي 13 نيسان ويؤكل ليلة 14 نيسان أي الخميس مساء ويذبح الفصح نهار 14 نيسان متقدمًا. ويعدونه قبل بداية ليلة السبت 15 نيسان ويأكلونه ليلة 15 نيسان السبت. هذا فقط في موقف السبت حسب كل طائفة كما في Bacher in "J. Q. R." v. 683-686.19. فلهذا في سنة 33 م رغم أن شهر اّدار كان 29 يوم ولكن بسبب هذا التنظيم فيكون عشاء الفصح الأول للجليليين والشتات هو في نهاية 13 نيسان ومع بداية ليلة 14 نيسان الخميس قبل ذبح خروف الفصح. ويذبح الفصح بين العشاءين أي ما بين الثالثة والخامسة بعد الظهيرة في نهاية نهار 14 نيسان الجمعة ويؤكل الفصح في نهاية نهار 14 نيسان وبداية ليلة 15 نيسان ليلة السبت.
ثالثًا ما قالته الاناجيل الأربعة:
بعد معرفة التاريخ والتقليد اليهودي، فالرب يسوع المسيح وتلاميذه جليليين. والجليليين يحتفلون بعشاءين للفصح أحدهما قد يأتي قبل أو بعد ذبح خروف الفصح ولكن في هذه السنة بسبب السبت هو جاء سابق لذبح خروف الفصح الخميس مساءً وهو ليلة 14 نيسان. وهو عشاء مقدس هام جدًا ويسمى عشاء الفصح Seder meal وهو الذي أسس فيه المسيح الإفخارستيا. وبعد هذا ذبح الرب يسوع المسيح فصحنا على الصليب في نفس وقت ذبح خروف الفصح. فالرب يسوع المسيح هو وتلاميذه لأنهم جليليون فلكيلا يكسروا الناموس أكلوا عشاء الفصح الأول بعد نهار 13 نيسان (الخميس مساء) بداية ليلة 14 نيسان. وصلب الرب يسوع وقت ذبح خروف الفصح نهاية نهار 14 نيسان الجمعة 3 إبريل 33 م.
شكل 5. شكل توضيحي لترتيب الأحداث.
فالرابع عشر من نيسان هو الجمعة 3 أبريل 33 م. وفي نهاية الخميس أي الخميس مساء ليلة 14 نيسان أكل الرب يسوع المسيح الفصح الأول مع تلاميذه واسس فيه سر الأفخارستيا في عشاء الفصح، وصلب في نهار 14 نيسان الجمعة وقت ذبح خروف الفصح لأنه فصحنا. وبناء عليه الخميس 13 نيسان والأربعاء 12 نيسان والثلاثاء 11 نيسان والإثنين 10 نيسان والأحد 9 نيسان أحد الشعانين. وبعد الجمعة 14 نيسان السبت 15 نيسان ثم الأحد 16 نيسان عيد الباكورة الذي قام فيه رب المجد من الأموات.
الأن بناء على هذا يطبق على ما قاله المبشرين الأربعة الذين هم من خلفية يهودية ويعرفون ويطبقون الطقس اليهودي. والأعداد من العهد الجديد، " وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ الْفَطِيرِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟" (إنجيل متي 26 :17). فأول أيام الفطير هو يوم نزع الفطير وهو يوم الخميس 13 نيسان لكي يأتي عشاء الفصح الأول نهاية 13 نيسان وليلة الجمعة 14 نيسان بدون خمير. مع ملاحظة أن الكلمة المستخدمة في اليوناني ليست "أون" أي الترتيب الأول ولكن بروتون πρωτη التي تعني أول وأيضًا تعني قبل وسابق لأن المقطع الأول من الكلمة برو وتعني السابق.20 واستخدمت عدة مرات بمعنى قبل مثل يوحنا 1: 15 و1: 30. فأول تعبير صحيح وهو الأقرب لأنه يوم نزع الخميرة ولكن قبل صحيح لأنه قبل وقت ذبح الفصح. ويقول متى البشير التالي من التفصيلات:
17 وَفِي أَوَّلِ أَيَّامِ الْفَطِيرِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ لَكَ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» 18 فَقَالَ: «اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ: إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي». 19 فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ وَأَعَدُّوا الْفِصْحَ. 20 وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ اتَّكَأَ مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ. 21 وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي». 22 فَحَزِنُوا جِدًّا، وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟» 23 فَأَجَابَ وَقَالَ: «الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي! 24 إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!» 25 فَأَجَابَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ وَقَالَ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟» قَالَ لَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ». 26 وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي». 27 وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، 28 لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. 29 وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هذَا إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ أَبِي». (إنجيل متى 26: 17-29).
متي البشير اليهودي الذي يعرف أن الفصح يُأكل في أول أيام الفطير ليلة 15 نيسان وهو ليلة السبت وهذا صحيح من العهد القديم الذي فيه الفصح يذبح في نهاية اليوم 14 من نيسان الجمعة ويؤكل في ليلة 15 نيسان أول يوم الفطير. ولكن لأنه جليلي فهنا هو يتكلم عن عشاء الفصح الأول الذي يؤكل في ليلة 14 نيسان الخميس مساء. ويستمر نزع الخمير من قبل ليلة 14 نيسان وهذا يعتبر بداية عيد الفطير. ويقول يوسيفوس المؤرِّخ اليهودي الروماني أن عيد الفصح وعيد الفطير كانا يُعتبران معاً عيداً واحداً ممتداً لمدة ثمانية أيام وكانت هذه الأيام الثمانية تدعى بصفة إجمالية: “أيام الفطير”. فكان في اللغة الدارجة: “أول أيام الفطير”.21 فعيد الفطير يبدأ من بداية نزع الخمير فلهذا نهار يوم الخميس 13 نيسان هو يعتبر أول أيام الفطير. ويؤيد هذا ألبرت بارنز فى تفسيره.22 وغيرهم الكثيرين.
وهذا العشاء الخميس مساءً به كل المكونات التي تم توضيحها سابقًا بما فيه الماتزا فيما عدا بدل خروف الفصح الذي لم يذبح بعد يوضع عظمة مشوية. وهذا العشاء مهم جدا التجهيز ولابد ان ينزع الخمير نهار هذا اليوم قبل العشاء ويأكلون فطير فقط فيحسب أن هذا بداية عيد الفطير. وهذا ما يتفق معه مرقس البشير.
12 وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الْفَطِيرِ. حِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ الْفِصْحَ، قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ وَنُعِدَّ لِتَأْكُلَ الْفِصْحَ؟» 13 فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ. 14 وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: إِنَّ الْمُعَلِّمَ يَقُولُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ 15 فَهُوَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً مُعَدَّةً. هُنَاكَ أَعِدَّا لَنَا». 16 فَخَرَجَ تِلْمِيذَاهُ وَأَتَيَا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا. فَأَعَدَّا الْفِصْحَ. 17 وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ جَاءَ مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ. (إنجيل مرقس 14: 12-17).
وهو يستخدم نفس تعبير بروتون الذي يعني أول وقبل. وتعبير يذبحون الفصح كما تم توضيحه لأنه سيكون في نهاية نهار 14 نيسان بعد العشاء الأول وهذا عشاء الفصح الأول المقدس. فالعشاء الأول هو ليلة 14 نيسان (الخميس مساء) وفي نهار 14 نيسان (الجمعة بعد الظهيرة) يذبحون الفصح. وهذا صحيح كما تم توضيحه من العهد القديم والمراجع اليهودية، فاليوم الأول من أعياد الفطير الثمانية أيام هو عيد الفصح فعيد الفصح الذي هو يوم 14 نيسان وأهم ما فيه ذبح الفصح في نهاية يوم 14 نيسان الجمعة قبل ليلة يوم 15 نيسان ليلة السبت. ولكن الجليليين في هذه السنة يأكلون عشاء الفصح الأول في ليلة يوم 14 نيسان الخميس مساءً وعشاء الفصح الذي بعد الذبح 14 نيسان الجمعة مساء في ليلة يوم 15 نيسان أي ليلة السبت. وأيضًا يتفق مع هذا لوقا البشير.
"7 وَجَاءَ يَوْمُ الْفَطِيرِ الَّذِي كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْبَحَ فِيهِ الْفِصْحُ. 8 فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلًا: «اذْهَبَا وَأَعِدَّا لَنَا الْفِصْحَ لِنَأْكُلَ». 9 فَقَالاَ لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّ؟» 10 فَقَالَ لَهُمَا: «إِذَا دَخَلْتُمَا الْمَدِينَةَ يَسْتَقْبِلُكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ إِلَى الْبَيْتِ حَيْثُ يَدْخُلُ، 11 وَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: يَقُولُ لَكَ الْمُعَلِّمُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟ 12 فَذَاكَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً. هُنَاكَ أَعِدَّا». 13 فَانْطَلَقَا وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا، فَأَعَدَّا الْفِصْحَ. 14 وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ اتَّكَأَ وَالاثْنَا عَشَرَ رَسُولًا مَعَهُ، 15 وَقَالَ لَهُمْ: «شَهْوَةً اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ، 16 لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ». 17 ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْسًا وَشَكَرَ وَقَالَ: «خُذُوا هذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ، 18 لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ اللهِ». 19 وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». 20 وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلًا: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ." (إنجيل لوقا 22: 7-20).
لوقا البشير تكلم عن جاء الفطير أي العيد بأجماله ثم يتكلم عن عشاء ليلة 14 نيسان أي الخميس مساءً ليلة الجمعة بنفس الطريقة التي تتفق مع السابق. وهو يشير إلى كأسين من الأربعة التي يشربها اليهود في عشاء الفصح وهم:
1 كاس الشكر على عبور المهلك والعبودية (الغضب أو المرارة) وهي في البداية.
2 كاس الفصح المذبوح لأجل الكفارة (كأس الفرح) مع بداية العشاء.
3 كاس البركة (الخلاص) بعد العشاء.
4 كاس التهليل (الملكوت) لم يشربها المسيح.
بل المسيح يوضح أنه ليس فقط لن يشرب الكاس الرابعة، ولكن أيضًا لن يأكل عشاء الفصح الليلة التالية (شهوة اشتهيت أن اّكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم) لأنه سيكون هو الفصح فيتألم ويقدم نفسه كفصح حقيقي عن العالم. فهو يكمل الفصح والفداء الحقيقي وتتميم الكفارة المطلوب الملكوت (أنى لا أكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله) وهذا تعبير رائع بإرشاد الروح القدس وهذا يتم فهمه أكثر بعد أن اتضح التقليد اليهودي المبني على العهد القديم ومعناه. فعشاء الفصح الأول أكله مع تلاميذه وأسس فيه سر الإفخارستيا فصح العهد الجديد فبدل الخبز (الماتزا) والكاس الذي هو عشاء الفصح المسيح قدم لنا جسده ودمه للعهد الجديد في التناول.
أيضا يوحنا الحبيب يعرف هذا ويقول "أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ، وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ، إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى." (إنجيل يوحنا 13: 1). ويوحنا الحبيب يستخدم تعبير برو προ الذي يشبه السابق بروتون ولكن يترجم قبل.23 فيتكلم أيضًا عن عشاء خميس العهد 13 نيسان ليلة 14 نيسان. وهذا الطقس الذي تمارسه الكنيسة وفي القراءات الكنسية المؤسس من القرن الاول الميلادي ويعرفه القديس يوحنا جيدًا وهو بالفعل الذي يوازي يوم 13 نيسان أي خميس العهد. والقديس يوحنا الحبيب لا يشرح الإفخارستيا فقد شرحه بقية المبشرين. وقد أكد هذا كثير من المفسرين وكمثال فقط جيل،24 وكلارك.25 ولكنه بدأ يشرح حادثة غسل الأرجل التي حدثت بعد العشاء الأخير الإفخارستيا. نهاية يوم الخميس وبداية ليلة الجمعة العظيمة وهو ليلة 14 نيسان الذي في نهاية نهاره التالي يذبح خروف الفصح.
ولكن يكمل يوحنا الحبيب ويقول ما يؤكد انه يتكلم عن عشاء الفصح الاول " فَحِينَ كَانَ الْعَشَاءُ، وَقَدْ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِ يَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ أَنْ يُسَلِّمَهُ،" (إنجيل يوحنا 13: 2). هذا عشاء الفصح الأول قبل ذبح الفصح كما قال نصًا يوحنا الحبيب. فهو يتفق مع باقي المبشرين في وجود عشاءين للفصح. وهنا يتكلم عن خميس العهد وهو يوم 13 نيسان ليلة 14 نيسان ولكن بدون أن يذكر اليوم لأنه شرح تفصيلًا في بقية الاّناجيل قبل أن يكتب يوحنا الحبيب إنجيله بفترة. " أَجَابَ يَسُوعُ: «هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!» فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ." (إنجيل يوحنا 13: 26)، وهذا ما يفعله رئيس المتكأ في عشاء الفصح. وهذا حدث بعد يوم 13 نيسان في ليلة يوم 14 نيسان وهو الخميس مساءً ليلة الجمعة العظيمة التي تم فيها عشاء الفصح الأول التي بعد العشاء خرج الرب يسوع المسيح لبستان جثسيماني وتم القبض وتسليمه ومحاكماته في منتصف الليل وبداية النهار التالي وهو نهار 14 نيسان الذي سيذبح اليهود خروف الفصح بعد منتصف نهاره وهذا هو الوقت الذي أسلم الرب يسوع فيه الروح. فما يقوله يوحنا الحبيب هو يطابق ما تم تقديمه من الفكر اليهودي وما قاله المبشرين الثلاثة.
ويوحنا الحبيب وضح ذلك أكثر " ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ، وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ لِكَيْ لاَ يَتَنَجَّسُوا، فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ" (إنجيل يوحنا 18: 28). فهم لم يذبحوا الفصح بعد ولكن الجليليين أكلوا عشاء الفصح الأول، ويستعدوا لعشاء الفصح الثاني. وأيضا بيلاطس يعرف هذا وكان يطلق لهم أسير يوم عيد الفصح صباحًا قبل ذبح الفصح ليتحرر كتعبير الحرية في عيد الفصح ويطلق قبل الظهيرة ليتطهر فيستطيع أن يأكل الفصح أي صباح الرابع عشر من نيسان وهو يوم الجمعة قبل الظهيرة، " وَلَكُمْ عَادَةٌ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِدًا فِي الْفِصْحِ. أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟»." (إنجيل يوحنا 18: 39). وهذا ما أكده المبشرين أيضًا في إطلاق سجين في عيد الفصح أي اليوم التالي لعشاء الفصح الأول، "15 وَكَانَ الْوَالِي مُعْتَادًا فِي الْعِيدِ أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ أَسِيرًا وَاحِدًا، مَنْ أَرَادُوهُ. 16 وَكَانَ لَهُمْ حِينَئِذٍ أَسِيرٌ مَشْهُورٌ يُسَمَّى بَارَابَاسَ. 17 فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟»" (إنجيل متى 27: 15-17). وأيضًا "6 وَكَانَ يُطْلِقُ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ أَسِيرًا وَاحِدًا، مَنْ طَلَبُوهُ. 7 وَكَانَ الْمُسَمَّى بَارَابَاسَ مُوثَقًا مَعَ رُفَقَائِهِ فِي الْفِتْنَةِ، الَّذِينَ فِي الْفِتْنَةِ فَعَلُوا قَتْلاً. 8 فَصَرَخَ الْجَمْعُ وَابْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَفْعَلَ كَمَا كَانَ دَائِمًا يَفْعَلُ لَهُمْ. 9 فَأَجَابَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟»." (إنجيل مرقس 15: 6-9)، وأيضًا "17 وَكَانَ مُضْطَرًّا أَنْ يُطْلِقَ لَهُمْ كُلَّ عِيدٍ وَاحِدًا، 18 فَصَرَخُوا بِجُمْلَتِهِمْ قَائِلِينَ: «خُذْ هذَا! وَأَطْلِقْ لَنَا بَارَابَاسَ!»" (إنجيل لوقا 23: 17-18). وهذا الذي يطلقه بيلاطس في عيد الفصح. وتم شرح هذا في ملف مستقل بعنوان "هل يحق لبيلاطس أن يطلق سجين بدون الرجوع لروما؟".
فتم التأكد أن كل المبشرين يخبرون بأن المسيح أكل عشاء الفصح الأول ليلة 14 نيسان خميس العهد مساءً ثم الذهاب إلى البستان والقبض عليه قرب منتصف ليلة 14 نيسان ثم المحاكمات الست ثم الحكم عليه منتصف نهار 14 نيسان الجمعة العظيمة ثم صلب المسيح والظلمة بين السادسة والتاسعة وهو قرب نهاية الساعة السادسة إلى التاسعة أي من 12 ظهراً إلى 3 عصرًا وبأكثر تحديدا الثانية والنصف بعد الظهيرة كما قدم سابقا والثالثة عصرًا. وبعد هذا الرب يسوع الذي دمه لا زال يسفك على عود الصليب أسلم الروح قبل انتهاء النهار ولا يزال هذا في نهاية يوم 14 نيسان ما بين العشاءين وقت ذبح خروف الفصح في الهيكل فالمسيح سفك دمه في نفس وقت سفك دم خروف الفصح بعد الفحص وقبل بداية ليلة يوم 15 نيسان التي يؤكل فيها الفصح وعشاء الفصح الثاني الذي تم شرحه سابقًا وهو ليلة السبت.
أيضًا ما أكده بقية المبشرين الذين كلهم اتفقوا معًا أن وقت صلب المسيح هو وقت الاستعداد لأكل الفصح. فلفظ "الاستعداد" هو لفظ يستخدم عن عيد الفصح بكل تفاصيله وعن الاستعداد لأكل الفصح. " وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ" (إنجيل متى 27: 62)، " وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ، إِذْ كَانَ الاسْتِعْدَادُ، أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ،" (إنجيل مرقس 15: 42)، " وَكَانَ يَوْمُ الاسْتِعْدَادِ وَالسَّبْتُ يَلُوحُ." (إنجيل لوقا 23: 54). فالاستعداد هو لعشاء الفصح ولأنه جاء قبل يوم سبت وهو اليوم التي ليلته يأكل فيها الفصح وهو سبت في عيد الفطير، "5 فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. 6 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ عِيدُ الْفَطِيرِ لِلرَّبِّ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. 7 فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا." (سفر اللاويين 23: 5-7). أي يوم 15 نيسان مساءه وصباحه ممنوع أي عمل فيه. ولهذا فهو سبت عظيم. ولهذا فهم أقاموا عشاء الفصح الأول ليلة 14 نيسان وليكون ذبح الفصح في نهاية يوم 14 نيسان وبعده في المساء ليلة 15 نيسان عشاء الفصح الثاني وبهذا لا يقوموا بأي عمل في السبت 15 نيسان. وهذا أيضًا يقوله يوحنا الحبيب ويتفق مع المبشرين الثلاثة تمامًا "14 وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ!» . . . 30 فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. 31 ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ، فَلِكَيْ لاَ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ، لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا، سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا 42 فَهُنَاكَ وَضَعَا يَسُوعَ لِسَبَبِ اسْتِعْدَادِ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْقَبْرَ كَانَ قَرِيبًا." (إنجيل يوحنا 19: 14 و30-31 و42). فهو عيد اليوم الأول من الفطير وأيضًا هو يوم سبت. فالمسيح ذبح في نهاية يوم الفصح وهو وقت الاستعداد وهو وقت ذبح خروف الفصح ولهذا المسيح هو فصحنا الذي ذبح وقت ذبح خروف الفصح لأجلنًا "إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 5: 7). والمسيح دفن قبل بداية ليلة يوم 15 نيسان أول أيام الفطير الذي لا يتم فيه أي عمل وهو ايضًا السبت ولهذا عظيم. " فَرَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطًا وَأَطْيَابًا. وَفِي السَّبْتِ اسْتَرَحْنَ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ." (إنجيل لوقا 23: 56). فلا يوجد أي تناقض في هل عشاء الفصح الخميس ام الجمعة ولا يوجد تناقض بين الاّناجيل الأربعة بل كلهم اتفقوا أن العشاء الإفخارستيا هو عشاء الفصح الأول ليلة 14 نيسان الخميس مساء وهو 2 أبريل 33 م. وصلب الرب يسوع المسيح بعد منتصف نهار يوم 14 نيسان الجمعة وبعد الظهر بين العشاءين وحدث وقتها ظلمة وأسلم الروح ودفن مباشرة قبل بداية ليلة يوم 15 نيسان ليلة السبت.
وهذا أيضا مناسب لما قاله يوحنا الحبيب بوضوح "ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ." (إنجيل يوحنا 12: 1) وهذا عشاء بعد نهاية يوم السبت مساء وهو 8 نيسان ليلة الأحد ولهذا يقول "12 وَفِي الْغَدِ سَمِعَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ الَّذِي جَاءَ إِلَى الْعِيدِ أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ،" (إنجيل يوحنا 12: 12). أي يوم الأحد صباحًا أي قبل الفصح بخمس أيام وهو 9 نيسان 29 مارس 33 م. ويكون كل يوم مساء وصباح الإثنين 10 نيسان الثلاثاء 11 نيسان الأربعاء 12 نيسان الخميس 13 نيسان (خميس العهد وعشاء الفصح الأول) الجمعة 14 نيسان (الصلب وخروف الفصح) السبت 15 نيسان الأحد 16 نيسان (الباكورة).
وبهذا في كل أحداث ليلة ويوم الصليب كما وردت بالأناجيل الأربعة ما ينفي تمامًا أن أحداث الصلب قد تمت بعد أكل الفصح حين يبدأ سبت العيد وحيث لا ينبغي القيام بأي عمل حسب الناموس. فهل يمكن لمجمع السنهدريم أن يجتمع ويقوم بمحاكمة السيد المسيح في وقت أو بعد أكل الفصح؟ ثم يستمر طوال ليلة الاحتفال بالعشاء الفصح وحتى الصباح في محاكمة وتعذيب السيد المسيح؟ وهل ممكن في صباح سبت العيد أن يتركوا العيد ليسلموا السيد المسيح لبيلاطس؟ وهل من الممكن أن يتجمع الشعب أمام بيلاطس بهذه الأعداد الغفيرة في ذلك اليوم؟ فالجليليين الذين يحتفلون بعشاءين للفص تناولوا العشاء الأول قبل ذبح خروف الفصح وليس بعده بسبب السبت. بل وإنجيل مرقس ولوقا يذكر أمرًا هامًا ينفي كل ذلك: " فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ." (إنجيل مرقس 15: 21)، " وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ أَمْسَكُوا سِمْعَانَ، رَجُلاً قَيْرَوَانِيًّا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَوَضَعُوا عَلَيْهِ الصَّلِيبَ لِيَحْمِلَهُ خَلْفَ يَسُوعَ." (إنجيل لوقا 23: 26). فسمعان القيراواني كان آتيا من الحقل أي أن ذلك اليوم كان يوم عمل وليس يوم سبت العيد الذي يلي ليلة وليمة الفصح حيث ممنوع القيام بأي عمل حسب الناموس. وبذلك يتضح الإتفاق الكامل بين الأناجيل في التوقيتات المختلفة بما في ذلك توقيت العشاء الأخير. فما يؤكد ذلك أن ليلة 14 نيسان يمكن أن يعملوا فيها أعمال مثل القبض على المسيح ومحاكمته طوال الليل والصباح ولكن ليلة 15 نيسان لا يمكن حسب الوصية في لاويين كما قدم لا يمكنهم القبض على المسيح ولا محاكمات ولا غيره. وهذا يؤكد أن عشاء الإفخارستيا هو عشاء الفصح الأول ليلة 14 نيسان والرب يسوع المسيح أسلم الروح نهاية يوم 14 نيسان في وقت ذبح خروف الفصح. وما قدم مناسب لتعبير الاستعداد أي أن السبت 15 نيسان وهو يوم السبت وهو يوم الأول من عيد الفطير الذي لا يعمل فيه أي عمل ويكون الجمعة وهو نهار 14 نيسان مسموح فيه بإنهاء الأعمال ومناسب أيضًا أن يكون يوسف يحضر كتان ويكفن المسيح لأن السبت لم يبدأ بعد، "46 فَاشْتَرَى كَتَّانًا، فَأَنْزَلَهُ وَكَفَّنَهُ بِالْكَتَّانِ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ مَنْحُوتًا فِي صَخْرَةٍ، وَدَحْرَجَ حَجَرًا عَلَى بَابِ الْقَبْرِ." (إنجيل مرقس 15: 46)، "52 هذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ، 53 وَأَنْزَلَهُ، وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ مَنْحُوتٍ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ وُضِعَ قَطُّ." (إنجيل لوقا 23: 52-53). أيضا هذا مناسب أن التلاميذ يظنوا أن الرب يسوع المسيح وهو في عشاء الفصح الأول يقول ليهوذا اشتر ما نحتاجه للعيد لأن العيد رسميًا وليس مجازيًا هو اليوم الأول من الفطير وذبح الفصح النهار التالي " لأَنَّ قَوْمًا، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئًا لِلْفُقَرَاءِ." (إنجيل يوحنا 13: 29).
أمر أخر يتم توضيحه هنا من التقليد اليهودي وهو أن اليهود كانوا يذهبون للهيكل لذبح خروف الفصح يوم 14 نيسان بعد الظهر على ثلاث دفعات. وبعد دخول كل دفعة باب الفناء الخارجي يقفل ويذبح خراف الفصح للمجموعة الأولى ويسكب دمه وبعد الإنتهاء تخرج المجموعة الأولى وتدخل الثانية. وكان لأجل هذا يبدؤون بعد الظهيرة أي بعد الساعة السادسة اليهودية وتستمر الثلاث مجموعات حتى قبل الغروب مباشرة وقبل التقدمة المسائية ولكن لو كان هذا ليلة السبت يقدم قليلا لتكون التقدمة المسائية للهيكل في وقت الخامسة مساء أي الحادية عشر اليهودية. وهذا حدث في سنة صلب الرب يسوع المسيح. فالمسيح بداية من رفعه على عود الصليب هو يسفك دمه من بعد السادسة (بعد 12 ظهرًا) حتى أسلم الروح قبل الغروب. لأن المسيح هو فصحنا الحقيقي.
أيضًا أمر هام تم الإشارة إليه وهو أن الرب يسوع المسيح قام في فجر عيد الباكورة الذي هو يوم 16 نيسان اليوم الثاني في عيد الفطير.
"5 فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. 6 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ عِيدُ الْفَطِيرِ لِلرَّبِّ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. 7 فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. 8 وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. فِي الْيَوْمِ السَّابعِ يَكُونُ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا». 9 وكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 10 «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: مَتَى جِئْتُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا أُعْطِيكُمْ وَحَصَدْتُمْ حَصِيدَهَا، تَأْتُونَ بِحُزْمَةِ أَوَّلِ حَصِيدِكُمْ إِلَى الْكَاهِنِ. 11 فَيُرَدِّدُ الْحُزْمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ لِلرِّضَا عَنْكُمْ. فِي غَدِ السَّبْتِ يُرَدِّدُهَا الْكَاهِنُ." (سفر اللاويين 23: 5-11).
فأيام الفطير السبعة (التي يجعلوها أيضًا ثمانية) اليوم الثالث من أيام الفطير 16 نيسان هو عيد باكورة الحصاد. وفيه يأتون بحزمة أول حصاد من الشعير لترديدها أمام الرب وفي هذه السنة كان بعد السبت بمعرفة الكاهن رمز لقيامة الحياة من الموت فالبذرة ماتت ودفنت وانتجت حياة جديدة. فعند غروب الشمس بعد السبت يخرج الحصادون إلى أحد الحقول ويتساءلون هل غربت الشمس فيجيب البعض منهم نعم. فيحضرون كمية من الشعير (وقت ما كانت المريمات تعد الحنوط). ويؤتى بها إلى الهيكل في فجر اليوم التالي الأحد فجرًا ويطحنونه عدة مرات ويؤخذ منها ويمزج بالزيت واللبان وتوضع على المذبح مع المحرقات. فالرب يسوع المسيح هو الباكورة الحقيقي " وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 20). وأيضا " وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ: الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 23).
وبهذا يتم التأكد أن الأربعة المبشرين اتفقوا تمامًا في كل شيء ولا يوجد أي خلاف بينهم في التوقيت ويكون هذا مناسب للنبوات ويطابق رموز الأعياد اليهودية التي ترمز للمسيح فالمسيح دخل أورشليم يوم الأحد 9 نيسان ونهايته ليلة 10 نيسان كان تم اختيار المسيح مع وقت اختيار خروف الفصح للحفظ من اليوم العاشر. وأسس الإفخارستيا في عشاء الفصح الأول، وصلب وأسلم الروح وقت ذبح خروف الفصح، وقام يوم الباكورة. ولهذا هو الباكورة. وحل الروح القدس في عيد الخمسين وهو عيد الحصاد يوم الخمسين وبدأ تأسيس الكنيسة وحصاد الأنفس بعظة جلبت 3000 نفس.
جدول 5. 1. ملخص تواريخ أسبوع الألآم بما يقابلها من توقيت عبري ويولياني.
9 نيسان |
10 نيسان |
11 نيسان |
12 نيسان |
13 نيسان |
14 نيسان |
|
مساءً |
ليلة الأحد 28 مارس مساءً |
ليلة الإثنين 29 مارس مساءً |
ليلة الثلاثاء 30 مارس مساءً |
ليلة الأربعاء 31 مارس مساءً |
ليلة الخميس 1 إبريل مساءً |
ليلة الجمعة 2 إبريل مساءً (خميس العهد) أول عشاء للفصح للجليليين |
المسيح في بيت عنيا |
تم اختيار المسيح لتبدأ شريعة الحفظ |
|
|
بداية نزع الفطير من المنازل
|
المسيح كان تمم عشاء الفصح الأول أسس سر الإفخارستيا. |
|
صباحاً |
نهار الأحد 29 مارس |
نهار الاثنين 30 مارس |
نهار الثلاثاء 31 مارس |
نهار الأربعاء 1 إبريل |
نهار الخميس 2 إبريل. بداية الإعداد للفصح |
نهار الجمعة 3 إبريل. بعد الظهيرة ذبح الفصح بين العشاءين |
المسيح دخل أورشليم وأعلن أنه المسيح الملك وتم اختياره. |
|
يهوذا يخون المسيح. |
إعداد الفصح وفي بداية المساء أكلوا الفصح الأول الجليلي. |
نهاراً صلب المسيح وأسلم الروح وقت العشاءين. |
وفي النهاية تم معرفة أنه لا يوجد تناقض بين الأربع اّناجيل في وقت العشاء الأخير وأيضًا تم توضيح أن طقس الكنيسة لا يخالف الكتاب ولا ما فعله الرب يسوع وخميس العهد الثالث عشر من نيسان عشاء الفصح الأول الذي تحول لسر الإفخارستيا والرابع عشر من نيسان توقيت ذبح الفصح في نهاية نهاره صلب الرب يسوع المسيح والسادس عشر من نيسان عيد الباكورة وقت قيامة رب المجد. وبهذا أحد الشعانين هو 9 نيسان. ومن 10 نيسان تبدأ شريعة الحفظ. وعشاء الإفخارستيا كان في وقت عشاء الفصح ومناسب لكل رموزه وأيضًا صلب المسيح كان في وقت ذبح الفصح بكل رموزه. بل أؤمن وبقوة أن الرب سمح بهذا لليهود أن يكون هناك عشاءين للفصح لكي يكمل هذا بالإفخارستيا والصلب.
والمجد لله دائما
1. John M’Clintock and James Strong, Cyclopedia of Biblical, Theological, and Ecclesiastical Literature, s.v. “Day,” (New York: Harper & Brothers, Publishers, 1891), 702. Logos Digital Library System.
2. Michael L. Rodkinson, The Babylonian Talmud: Original Text, Edited, Corrected, Formulated, and Translated into English, vol. 5 (Boston, MA: The Talmud Society, 1918), 106. Logos Digital Library System.
3. Naftali Silberberg, Why is Rosh Chodesh sometimes one day and sometimes two?, Chabad-Lubavitch Media Center. Accessed October 31, 2021, http://www.chabad.org/theJewishWoman/article_cdo/aid/526942/jewish/Why-is-Rosh-Chodesh-sometimes-one-day-and-sometimes-two.htm
4. Nechama Golding and Yehuda Shurpin, Yom Tov, The Jewish Month, Chabad-Lubavitch Media Center. Accessed October 31, 2021, https://www.chabad.org/library/article_cdo/aid/526874/jewish/The-Jewish-Month.htm
5. Baruch S. Davidson, How Important Is The Second Seder?, Chabad-Lubavitch Media Center. Accessed October 31, 2021, https://www.chabad.org/holidays/passover/pesach_cdo/aid/1493558/jewish/How-Important-Is-The-Second-Seder.htm
6. Nechama Golding and Yehuda Shurpin, Yom Tov.
7. Israel National News, Volunteers Save Kathmandu Seder, April 14, 2014, Accessed June 22, 2014, https://www.israelnationalnews.com/flashes/291149#.U6ixzpRX9pA
8. From Kathmandu to Jerusalem, how Jews around the world are celebrating Passover, Global Post, April 15th, 2014, Accessed June 28, 2014
9. Hillel Novetsky and Neima Novetsky, Pesach and Chag HaMatzot – A Two for One?, AlHaTorah.org, April 11, 2022. https://alhatorah.org/Pesach_and_Chag_HaMatzot_%E2%80%93_A_Two_for_One
10. Ben Dreyfus, Is Passover 7 or 8 days?, Reform Judaism.org, Accessed October 31, 2021, https://reformjudaism.org/learning/answers-jewish-questions/passover-7-or-8-days
11. Jacob Neusner, The Babylonian Talmud a Translation and Commentary، “Beitzah" (Peabody: Hendrickson Publisher, 2011), 4b.
12. Baruch S. Davidson, How Important Is The Second Seder?, Chabad-Lubavitch Media Center, Accessed October 31, 2021, https://www.chabad.org/holidays/passover/pesach_cdo/aid/1493558/jewish/How-Important-Is-The-Second-Seder.htm
13. The Passover Calendar, Chabad-Lubavitch Media Center. Accessed October 31, 2021, http://www.chabad.org/holidays/passover/pesach_cdo/aid/1723/jewish/Passover-Calendar.htm
14. John J. Parsons, when does Passover begin, Hebrew for Christians.
15. Otzar HaGeonim, Masechet Yom Tov (Beitzah) 4b, Accessed October 31, 2021, https://seforimcenter.com/showScannedImages.aspx?pfile=12375.gif
16. Nechama Golding and Yehuda Shurpin, Why Do We Still Celebrate Holidays for Two Days in the Diaspora?, Is the Yom Tov Sheini an anachronism?, Chabad-Lubavitch Media Center. Accessed October 31, 2021, https://www.chabad.org/library/article_cdo/aid/527614/jewish/Why-Do-We-Still-Celebrate-Holidays-for-Two-Days-in-the-Diaspora.htm
17. Torat Menachem, talk during the day of Simchat Torah, 5749, vol. 1, 227.
18. Derashot Chatam Sofer, vol. 2, p. 272b.
19. Joseph Jacobs, Kaufmann Kohler, Richard Gottheil and Samuel Krauss, Jewish Encyclopedia, s.v. “Jesus of Nazareth,” Accessed October 25, 2021, https://www.jewishencyclopedia.com/articles/8616-jesus-of-nazareth
20. George v. Wigram, The Englishman’s Greek Concordance of the New Testament, Coded with Strong’s Concordance numbers, s.v.”G4413,” E-Sword.
21. Josephus Flavius, Jewish Antiquities, Book 2, Chapter 15. 1.
22. Albert Barnes, Barnes’ notes on the New Testament, "Matthew 26", (1853), (London: Baker Book House Company, 1983). Logos Digital Library System.
23. George v. Wigram, The Englishman’s Greek Concordance of the New Testament, Coded with Strong’s Concordance numbers, s.v.”G4253,” E-Sword.
24. John Gill, Gill's Exposition of the Whole Bible, Commentary on John 13:1, E-Sword.
25. Adam Clarke, The Holy Bible Containing the Old and New Testaments: Commentary on John 13:1, E-Sword.