أنواع البشر 2 الانعزال والجزء الخامس والعشرون والفرق بين الإنسان والقردة جينيًا



Holy_bible_1

June 15th 2024.



بعد ان عرفنا في الجزء السابق تاريخ سؤال من أين اتى انواع البشر؟ وان هذا سؤال موجه للكل الفكر الخلقي والتطوري سواء لأننا أصبحنا متفقين معا جينيا أن البشر يجمعهم ادم واحد من دراسة كروموزوم Y وتجمعهم ام حواء واحدة من دراسة DNA ميتوكوندريا حواء. وعرفنا ان تنوع البشر جينيا هذا يتفق مع الابحاث العلمية بتأثير البيئة سواء الجينات السائدة والمتنحية والمتراكمة والطفرات وجينات متعددة التعبيرات وتعدد الطرز المظهرية للجينات والبوليبيبتيد المتغير والتأثيرات البيئية المورثة Epigenetics والعلامات الجينية وتغيير بروتينات ربط DNA. كل هذا كافي إلى حد ما لتفسير التنوع البشري.

ولكن هذا قد لا يكفي لتفسير الصفات النقية بطريقة واضحة في أغلب المجموعات البشرية وبخاصة الموجودة في المجموعات البشرية المميزة. لأن الفكر التطوري ينادي بان المجموعات البشرية أثناء رحلتها التطورية ومراحل ارتحالاها المتتالية والمتكررة كانت تتناسل معا وكانت مجموعات تغير على مجموعات أخرى وتخطف نساء مجموعات أخرى لأن الفكر التطوري ينادي بأن توزيع البشر ليس انفصال مجموعات معا بل خط متصل خرج من أفريقيا ثم ذهب للشرق الأوسط وخرج منه فرع ذهب لأسيا الصغرى ثم استمر متصل حتى وصل أوروبا واخر ذهب شرق أسيا ثم استمر حتى وصل السكا واستمر حتى وصل أمريكا الشمالية ثم أستمر حتى أمريكا الجنوبية. أي بالفكر التطوري صعب جدا أن يكون هناك نقاء للصفات. ولكن ماذا عن الكتاب المقدس؟

فنكمل في جزء اليوم وندرس العامل الثاني الهام وهو الانعزال وما سببه من تنوع البشر وهذا شيء تفرد فيه الكتاب المقدس عن الفكر التطوري بوضوح.

البشر ينقسمون الي ثلاث اجناس رئيسية وهم الافريقي والقوقازي والمغولي

ولكن هناك تقسيمات أكثر وهي كالاتي

وبعد أن كنت سأتكلم عنها بشيء من الاستفاضة لغيت هذا لكيلا أطيل على المستمع بالتكلم عن أنواع البشر الكثيرة. ولكن المهم الذي أريد ان أؤكد عليه من البداية هو أن كل هذه الأعراق البشرية من الممكن أن تنتج من تنوع جينات (وليس اختلاف جينات) نسبتها لا تتعدي 0.012% من جينات الانسان

Dr. Harold Page Freeman, chief executive, president, and director of surgery at North General Hospital in Manhattan, reiterates, “If you ask what percentage of your genes is reflected in your external appearance, the basis by which we talk about race, the answer seems to be in the range of 0.01 percent.

N. Angier, Do races differ? Not really, DNA shows, New York Times web, Aug. 22, 2000.

وهذه النسبة من التنوع وتقريبا 0.01% بالفعل من الممكن أن يكونوا موجودين كتنوع جينات في ادم وحواء كما شرحت في الجزء الماضي ومثال لون الجلد كما وضحت للتبسيط لو بثلاثة جينات فقط يصلح ان يكون فيها هذا التنوع. وأيضا هذه النسبة تسمح ان تكون من جينات التي تسمي تعدد الاشكال وهو نفس الجين يعبر عن صفات مختلفة بأساليب تحكم مختلفة في ظروف مختلفة كما شرحت سابقا. وتوضيح صغير؛ مثلا الانسان الافريقي الزنجي الذي يبدوا نقي هو لو ذهب الي منطقة باردة وتزوج زنجية واجيالهم استمروا يتزاوجوا زنوج معا حتى الجيل العاشر (مثلما حدث في زمن الاستعمار) سيبدؤا يكونوا ملونين أو يقل نسبة اللون الغامق إلى حد ما. ليس بسبب اختلاط جينات ولا باكتساب جينات من العدم ولكن بسبب تعدد التعبير الجيني الواحد وبداية تغير تعبيرات نفس الجين في بيئة مختلفة. هم لن يصبحوا قوقازيين ولكن فقط تقل النسبة. والعكس أسهل فالأبيض في وسط افريقيا بعد عدة أجيال رغم التزاوج من بيض سيبدأ ينتج ميلامين أكثر ويبدأ تدريجيا ولو بنسبة متفاوتة يغمق لون أنساله رغم انه لم يكتسب جين واحد من العدم وهذا ذكر بالصور في دائرة المعارف المبسطة. هو لن يصبح أفريقي ولكن يغمق قليلا. هذا يسمي تنوع وليس تطور. لان المعلومة المهمة وهو الطبيعة تؤثر على تعبير الجين ولكنها لن تخلق جين جديد. فالبشر في الجينات التي تعبر عن صفاتهم الخارجية شبه متطابقين واختلافات بنسبة 0.01% وجزء منها اختلاف تعبير الجين نفسه في بيئات مختلفة.

ورغم كل هذا لا يزال هناك سؤال عن الصفات النقية فحتى الأشقر في أفريقيا بعد عدة أجيال صعب ان يصبح انساله بها صفات أفريقية نقية. فهل هناك عامل اخر؟ الإجابة نعم وهنا اتي الي الجزء الثاني وهو العامل الذي يؤدي إلى اختلاف الصفات الظاهرية لأنواع الجنس الواحد وهو الانعزال الذي يجعل الصفات نقية. وندرس الانعزال من الكتاب المقدس.

الكتاب المقدس تكلم عن الانعزال بوضوح ولكن الفكر التطوري فشل في هذا ولم يقدمه بوضوح ولم يستطيع تفسيره بل هو تكلم عن عكسه وهو استمرار اختلاط المجموعات البشرية كما ذكرت أنها خطوط متصلة. فهل هناك أي إشارة الي انقسام أنواع الانسان أي الانعزال في الكتاب المقدس؟

قبل إجابة هذا السؤال نعرف الحلول التي اقترحت لتنوع البشر؛

الحل الاساسي هو لا يوجد حاجة لان الجينات كما شرحت سابقا تكفي. ولكن أيضا انعزال البشر عن بعض جعلهم يفقدوا التنوع الجيني عندما كانوا مجموعة واحدة غنية بالتنوع الأصلي في اجدادهم وبانعزالهم أصبحت كل مجموعة صغيرة متميزة لأنها فقدت بقية التنوع.

ولكن بعض المفسرين في الماضي قالوا نظريات لتفسير أنواع الانسان ملخصها أربع نظريات بعضهم ارفضهم بشدة واقبل جزء من الاولى والرابعة كاحتمالية وسأقول لماذا والثانية والثالثة ارفضهم بشدة من الكتاب المقدس وعلميا أيضا. والاولي اقبلها بالتفسير الجيني الذي شرحته في الجزء العلمي السابق

1 ادم وحواء لونهم قمحي وعيونهم ملونة وأنتجوا اولاد مختلفين الالوان بالجينات والاحتمالات فالتنوع من الاسود والمغولي والقوقازي من ايام ادم. (اقبله الي حد ما كمحتوى جيني متسع)

2 البعض يعتقد ان علامة قايين في تكوين 4: 15هي لون الجلد الاسود وبزواج اولاده من بقية ابناء ادم اختلطت الالوان ولكن بقي ابناء قايين الانقياء سود. هذه في راي مرفوضة تماما وايضا تخالف ان اسرة نوح فقط نجت من الطوفان. فلا اقبلها وبشدة لان اللون الأسود ليس عقاب ولكنه صنع يد الله مثله مثل الأبيض والاصفر والأحمر على صورة الله ومثاله.

3 والبعض يغير هذا ويقول نوح عندما قال عن كنعان ملعون فهو وضع عليه اللعنة وهي اللون الاسود فأصبح كنعان اسود هو ونسله. وهذا ايضا غير مقبول ومرفوض تماما لان اللون الأسود ليس لعنة ولا عقاب بل كثير من نسل كنعان لونهم قمحي وليس اسود مثلهم مثل بعض نسل سام.

4 التنوع جاء في وقت برج بابل. وهذا ما أقبله ولكن تم بالانعزال. وفعلا هذا ما تكلم عنه الكتاب المقدس في التفرق.

نلاحظ ان سفر التكوين يوضح ان الانقسام ليس فقط اللسان ولكن الامم ايضا انقسمت حتى الأنواع بملامحهم التي فيما بعد أصبحت نقية والدليل

تكوين 10: 5

10: 5 من هؤلاء تفرقت جزائر الامم باراضيهم كل انسان كلسانه حسب قبائلهم باممهم

هذا العدد خطير في شرح الانعزال لو فكرنا فيه بطريقة علمية، فهو يقول تفرقت وكلمت نيبردو أي انعزلت وتقسمت لأجزاء ويتكلم عن عدة أنواع من التفرق أي الانعزال قد نظن بعضها مكرر ولكنه لا يقصد التكرار بل يحمل معاني أعمق ومن يدقق فيه يجده من الروائع العلمية في الكتاب المقدس لمن يدرس الأنواع البشرية

1 جزائر (أراضي منفصلة)

2 الأمم (الامميين في العبري وتعني أنواع أو أعراق بشر)

3 أراضي (انقسم الأرض نفسها)

4 بشر (انسان مجموعة بشر)

5 السنة (لغة)

6 قبائل او عائلات

7 أمم أنواع بشر

وفي العبري

(IHOT+) מאלהH428 נפרדוH6504 divided אייH336 הגויםH1471 of the Gentiles בארצתםH776 in their lands; אישׁH376 every one ללשׁנוH3956 after his tongue, למשׁפחתםH4940 after their families, בגויהם׃H1471 in their nations.

وترجمته

(JPS) Of these were the isles of the nations divided in their lands, every one after his tongue, after their families, in their nations.


(KJ2000) By these were the coastlands of the nations divided in their lands; everyone after his tongue, after their families, in their nations.

كلمة تفرقت نبرادو من باراد

H6504

פּרד

pârad

paw-rad'

A primitive root; to break through, that is, spread or separate (oneself): - disperse, divide, be out of joint, part, scatter (abroad), separate (self), sever self, stretch, sunder.

تقسيم توزيع فصل تنوع اقسام تشتيت ....

فالكلمة تعني ان المجموعة البشرية انقسمت مجموعات صغيرة.

كلمة أيي وترجمت جزائر (أراضي منفصلة) ولكن كلمة ايي איי لها معنى أخر مهم

H336

אִי

̂y

ee

Probably identical with H335 (through the idea of a query); not. (Job_22:30): - island (Job_22:30).

فهي أتت بمعنى غير ولم تستخدم مرة أخرى الا في سفر أيوب بمعنى "غير" مع كلمة بريء

بل كلمة جزيرة في العبري هو لفظ مختلف. فهي قد لا تعني جزائر فقط بل قد تعني اختلافات مغايرة أي المجموعات البشرية التي انقسمت في هذا الحادث هي انقسمت بطريقة كانوا مغايرين لبعضهم تماما أي كل مجموعة مغايرة للأخرى.

الأمم جويم

H1471

גּי גּוי

gôy gôy

go'ee, go'-ee

Apparently from the same root as H1465 (in the sense of massing); a foreign nation; hence a Gentile; also (figuratively) a troop of animals, or a flight of locusts: - Gentile, heathen, nation, people.

أمم غريبة امميين نوع حيوانات او سرب جراد أمم أنواع أمم بشر.

وتكررت مرتين واعتقد لها قصد مهم في معني تفرق أنواع البشر بصفات جينية شبه نقية لكل مجموعة انفصلت. أي كل أمة أصبحت لها مميزات ظاهرية مميزة.

باراضيهم وذكرت جمع أي انفصلت الأراضي وتقسمت في هذا الوقت وأيضا تقسمت المجموعات البشرية في مناطق واراضي مختلفة سواء معزولة تماما او حتى غير معزولة

ثم بعدها يقول انسان ايش وهو بشر وليس ادم أي انسان وتحمل معني شخص مميز أي مجموعات بشرية مميزة.

وهؤلاء تقسيمهم كان معه أو تابع له او مكمل لانقسام اللغة وتقسم عائلة وقبيلة واسرة

H4940

משׁפּחה

mishpâchâh

mish-paw-khaw'

From H8192 (compare H8198); a family, that is, circle of relatives; figuratively a class (of persons), a species (of animals) or sort (of things); by extension a tribe or people: - family, kind (-red).

اسرة او دائرة الأقارب او قبيلة او سبط او نوع

ومنهم خرجت الأمم جويم

فالسبعة (او ستة) تقسيمات توضح ان الرب لم يقسم شيء واحد بل قسم وقت برج بابل عدة أشياء فهو قسم بطريقة كل مجموعة صغيرة مميزة ومختلفة عن الاخرى وقسم الأمم الي أجزاء وقسم الأراضي التي قسمت عليها المجموعات البشرية المميزة وقسمهم أنواع بشر اعراق أي مغولي وقوقازي وافريقي وشرق اوسطي وبحر متوسط وغيره الكثير وقسم الالسنة بمعني لغات لكل منهم لغة وهذا التقسيم جعله في الأسرة أي الاقرباء والمتقاربين جينيا. وكل مجموعة جعل لها لسان.

فمن هنا ظهر الصفات النوعية الجديدة للبشر بسبب معجزة من الرب. ويؤكده بأنواع واراضي وصفات ولغات البشر.

الشيء الرائع ان هذا أثبته علم الجينات أيضا. ففي بحث موسع تم في 2015 قال التالي

A fairly recent secular study of direct interest to the creation science community was reported in 2015. It supports a language-based mechanism for the biblical account of human ethnic group origins, i.e. the confusion of languages and the Babel dispersal shortly after the Flood. This study was unique because it combined data from three important fields: language, genetics, and demographics. The researchers analyzed the largest available datasets of distinct sound units in a language, called phonemes, in 2,082 global languages and combined this with genetic profiles based on common DNA variants derived from 246 different people groups.

في عام 2015، تم الاعلان عن دراسة علمية حديثة نسبيًا ذات أهمية مباشرة لعلماء الخلق. وهي تدعم آلية قائمة على اللغة للتاريخ الكتابي لأصول المجموعات العرقية البشرية، أي تبلبل اللغات وتشتت بابل بعد فترة وجيزة من الطوفان. كانت هذه الدراسة فريدة من نوعها لأنها جمعت بيانات من ثلاثة مجالات مهمة: اللغة، والجينات، والديموغرافيا. قام الباحثون بتحليل أكبر مجموعات البيانات المتاحة لوحدات الصوت المميزة في لغة ما، والتي تسمى الفونيمات، في 2082 لغة عالمية ودمجوا ذلك مع المعلومات الجينية القائمة على الاختلافات الشائعة للدي ان أيه المستمدة من 246 مجموعة بشرية مختلفة.

Creanza, N. et al., A comparison of worldwide phonemic and genetic variation in human populations, PNAS 112:1265–1272, 2015

هذه الدراسة تخالف تماما الفكر التطوري وبخاصة ادعاء الخروج من أفريقيا. وتؤكد تفرق البشر في نفس الوقت (أي حادثة واحدة) من الشرق الأوسط (أي بابل). وهذه الدراسة التي اعتمدت على اختلاف اللغات وتنوع الجينات والمناطق الجغرافية وضحت ان التشتت لم يكن خط خرج من أفريقيا ثم ذهب للشرق الأوسط وخرج من فرع ذهب لأسيا الصغرى ثم أوروبا واخر ذهب شرق أسيا ثم استمر حتى وصل السكا واستمر حتى وصل أمريكا الشمالية ثم أمريكا الجنوبية. بل حادث تفرقت فيه المجموعات البشرية للغات وجينات مختلفة أي مجموعات بشرية صغيرة انفصلت في مناطق وأصبح لكل مجموعة بشرية من هذا الوقت خط بداية مستقل وليس خط مستمر. فحتى لو الدراسة لم تعترف بحادثة برج بابل بطريقة مباشرة ولكن كل ما اظهرته الدراسة من نتائج هو يطابق ما يحدث جينيا ولغويا كما وصف الكتاب المقدس في حادثة برج بابل

هذه ليست الدراسة الوحيدة بل دراسة أخرى أقدم أشارت لهذا ولكن على اعداد أقل

Templeton, A.R., Haplotype trees and modern human origins, Am. J. Phys. Anthropol. Suppl 41:33–59, 2005

فعلم الجينات ليس فقط اثبت ادم وحواء وليس فقط اثبت انخفاض عدد البشرية أي وقت الطوفان وليس فقط أثبت نوح وأولاده وزوجات أولاده الثلاثة بل أيضا أثبت بوضوح حادثة برج بابل الكتابية والمجموعات البشرية التي انفصلت مرة واحدة في حادثة بابل. وهذا دليل علمي اخر يؤكد التاريخ الكتابي الخلقي وليس التطوري ويفسر كيف يوجد مجموعات بشرية بصفات نقية.

وقبل ان ندرس المجموعات البشرية المذكورة في تكوين 10 ندرس باختصار التنوع هو يشير الي التغييرات الموجودة في الانواع للجنس الواحد بناء علي تنوع الجينات في مجمع الجينات الموجود للجنس الواحد. هو وجود الأنواع من حيث اللون والشكل والحجم للجنس الواحد

التنوع من الممكن ان يحدث بسبب عوامل بيئية وانعزال (وهو المذكور في الكتاب المقدس بوضوح). فمثلا لو عندك التنوع في صفة من كل الاشكال منها عشرات التنوعات (مثل لون الجلد أو غيره) ولكن انعزل منها اثنين فقط متشابهين من المجتمع. فهم ينموا وتخرج مجموعة بشرية منهم هو يكون فيه صفات وتنوع جينات الاثنين فقط ولن يوجد فيه بقية التنوع

أي لو انعزال البشر كان افراد قليلة متشابهين لبعض ومختلفين عن باقي المجموعات (نفس وصف الكتاب انتشار البشر من برج بابل) هذه يقول لقلة تنوع واختلاف في المجموعات البشرية لأنهم لم يذهبوا مجموعات كبيرة بل صغيرة ولو كانوا الاثنين مثلا أصفر (الكتاب أشار الى انهم مميزين أي متشابهين معا ومختلفين عن الاخرين) فيكون كل المجموعة أصفر فقط.

وتصبح الصفات في هذه المجموعة الصغيرة مميزة لها وتختلف عن مجموعة صغيرة أخرى انعزلت بتنوع جيني مختلف. يوجد أيضا أنواع وهي اختلاف نسب ولكن لا اريد تعقيد الامر أكثر.

فللتوضيح بمثال مبسط جدا من المرة الماضية. فكما عرفنا لون الجلد أكثر من 11 جين الذين نعرفهم حتى الان. المهم 11 جين يعطوا تنوع قبل الانعزال ولكن كلهم ممكن يكونوا في ادم وحواء لو كانوا قمحيين فقط. فبدل ما نتكلم عن الجينات الكثيرة للصفة الواحدة كمثال في لون الجلد لأنه سيصبح معقد جدا فلو اختصرناهم الي ثلاثة للتبسيط والتوضيح سائد ومتنحي ومتراكم فلو ادم وحواء مثلا لو كل منهما متشابه ولو جدلا قمحيين AaBbCc

سيحمل في طياته كل الأنواع. فيخرج منه النوع الأول الأسمر والثاني الأبيض والثالث الأحمر والرابع الأصفر والخامس القمحي. هذا فقط للتوضيح ولكن اللون يتحكم بها 11 جين لهم 13 تنوع قادر على إعطاء كل تنوع البشر.

ولكن لو كل عرق متشابه انعزل بمعنى أن كل نوع من السابق انعزل (ABC غامق abc فاتح وكلما زاد عدد الحروف الكابيتال أغمق اللون وكلما زاد عدد الحروف الصمول فتح اللون ولكن بطرق مختلفة حسب عمل الجين)

AABBCC AABBCc AABBcc AABbCC AAbbCC AABbCc AABBcc AAbbCc AAbbcc AABbcc AaBBCC aaBBCC AaBBCc AaBbCC AaBbCc aaBBCC aaBBCc aaBbCC aaBbCc aaBbcc aabbCc aabbcc

وهكذا وغيرها من الاحتمالات

لو نتخيل وكل مجموعة من نسل أبناء نوح مميزين سواء أنواع سابقة في حادثة برج بابل انعزلوا في وقت واحد الى مجموعات صغيرة فكل منهم يحتفظ بجزء قليل من التنوع الأصلي. بعض هذه المجموعات بها صفات نقية تماما ولا يوجد بها متبادلات جينية. وباستمرار تناسلهم من بعض فقط بدون الاختلاط بالاخرين تصبح هذه الصفات نقية ومختلفة عن باقي المجموعات. وبعضهم يصلح ان يكون فيه تنوع بسيط ومجموعات أخرى فقدت كل التنوع فتصبح نقية تماما. هذا يوضح بالانعزال فقد التنوع الغني الذي كان موجود أصلا واصبحت كل مجموعة انقسمت مميزة بصفاتها الظاهرية. هذا بثلاثة جينات من 11 جين أي هذا ليس فقط يعطينا المجموعات البشرية بل قادر على إعطاء اضعاف المجموعات البشرية الموجودة. وأيضا يتحكم في هذا نسبة التداخل اثناء الانعزال وما يسببه من تنوع.

قسم التنوع مع الانعزال علميا الي أربع أنواع كبيرة تحتها تقسيمات أخرى ولكن لا داعي للإطالة فباختصار

التنوع التبايني allopatric speciation

بسبب انعزال جغرافي وكل منهم خذ جزء من التنوع الجيني وأيضا يتعرضوا الي ظروف بيئية مختلفة فيحدث فهم تنوع. ولو عادوا معا يتزاوجوا مرة اخري تختلط ملامحهم وأحيانا يظهر شكل مختلف.

التنوع الخارجي peripatric speciation

وهو دخول بعضهم الي منطقة جديدة منعزلة ويحدث فيه ضغوط بيئية قد تصل الي انه لا يتزاوج مع الأصلي فيختلف في بعض الصفات ولا تعود الا بعدة أجيال يكتسب فيها ما فقده وأحيانا لا يستطيع ان يستعيد ما فقده.

التنوع المحازي parapatric speciation

يكون انعزال جزئي وليس كلي فيكونوا متداخلين ولكن يتباين نوع عن الاخر ويميلوا للتزاوج من بعض في المنطقتين باستقلالية رغم وجود النوع الاخر (مثال البيض في مناطق سوداء والعكس)

التنوع التماثلي Sympatric speciation

يشير إلى تشكل نوعين سليلين أو أكثر من نوع واحد انعزلوا دون وجود حواجز جغرافية بينهم، أي أنهم يحتلون نفس المكان الجغرافي. فالنطاقات تتداخل أو تكون متطابقة

فمثلا البشر (وحتى سواء طيور او كلاب او غيره) انعزلوا في مناطق مختلفة

وأحيانا انعزال وبعد هذا يحدث تداخل يسبب لون اخر مختلف عن الأصلي فمثلا الانعزال من القمحي سبب السود والبيض ولكن بالاختلاط أصبحوا ملونين وليسوا قمحيين. وأيضا اصفر واسود ينتج مختلف قليا عن القمحي وهكذا في الفرق بين الأبيض والاصفر باختلاطهم أنتج نوع متوسط ولكنه ليس القمحي.

ولكن كلهم لأنهم جنس واحد يتزاوجون معا. لو تغيرت الظروف البيئية ممكن تتغير ملامحهم في أجيال عديدة. هذا ما أنطبق على البشر بعد برج بابل

ما قاله سفر التكوين من مجموعات قد تكون كلها او جزء منها أصبحت منعزلة

سفر التكوين 10

10: 1 و هذه مواليد بني نوح سام و حام و يافث و ولد لهم بنون بعد الطوفان

10: 2 بنو يافث جومر و ماجوج و ماداي و ياوان و توبال و ماشك و تيراس

10: 3 و بنو جومر اشكناز و ريفاث و توجرمة

10: 4 و بنو ياوان اليشة و ترشيش و كتيم و دودانيم

10: 5 من هؤلاء تفرقت جزائر الامم باراضيهم كل انسان كلسانه حسب قبائلهم باممهم

10: 6 و بنو حام كوش و مصرايم و فوط و كنعان

10: 7 و بنو كوش سبا و حويلة و سبتة و رعمة و سبتكا و بنو رعمة شبا و ددان

10: 8 و كوش ولد نمرود الذي ابتدا يكون جبارا في الارض

10: 9 الذي كان جبار صيد امام الرب لذلك يقال كنمرود جبار صيد امام الرب

10: 10 و كان ابتداء مملكته بابل و ارك و اكد و كلنة في ارض شنعار

10: 11 من تلك الارض خرج اشور و بنى نينوى و رحوبوت عير و كالح

10: 12 و رسن بين نينوى و كالح هي المدينة الكبيرة

10: 13 و مصرايم ولد لوديم و عناميم و لهابيم و نفتوحيم

10: 14 و فتروسيم و كسلوحيم الذين خرج منهم فلشتيم و كفتوريم

10: 15 و كنعان ولد صيدون بكره و حثا

10: 16 و اليبوسي و الاموري و الجرجاشي

10: 17 و الحوي و العرقي و السيني

10: 18 و الاروادي و الصماري و الحماثي و بعد ذلك تفرقت قبائل الكنعاني

10: 19 و كانت تخوم الكنعاني من صيدون حينما تجيء نحو جرار الى غزة و حينما تجيء نحو سدوم و عمورة و ادمة و صبوييم الى لاشع

10: 20 هؤلاء بنو حام حسب قبائلهم كالسنتهم باراضيهم و اممهم

10: 21 و سام ابو كل بني عابر اخو يافث الكبير ولد له ايضا بنون

10: 22 بنو سام عيلام و اشور و ارفكشاد و لود و ارام

10: 23 و بنو ارام عوص و حول و جاثر و ماش

10: 24 و ارفكشاد ولد شالح و شالح ولد عابر

10: 25 و لعابر ولد ابنان اسم الواحد فالج لان في ايامه قسمت الارض و اسم اخيه يقطان

10: 26 و يقطان ولد الموداد و شالف و حضرموت و يارح

10: 27 و هدورام و اوزال و دقلة

10: 28 و عوبال و ابيمايل و شبا

10: 29 و اوفير و حويلة و يوباب جميع هؤلاء بنو يقطان

10: 30 و كان مسكنهم من ميشا حينما تجيء نحو سفار جبل المشرق

10: 31 هؤلاء بنو سام حسب قبائلهم كالسنتهم باراضيهم حسب اممهم

10: 32 هؤلاء قبائل بني نوح حسب مواليدهم باممهم و من هؤلاء تفرقت الامم في الارض بعد الطوفان

ونلاحظ ان هؤلاء يناسبوا ليس فقط الثلاث الأنواع الكبيرة بل أيضا والتقسيم الذي تحتهم الذي يصل الي تقريبا من 16 إلى 70 اسم قد يكون سبعين نوع كما في الرسم التالي من تفسير القمص انطونيوس فكري

ومن يوسيفوس

ومن موقع تاريخ الكتاب المقدس

فالكتاب المقدس وضح هذا التقسيم قبل ان يبدا علم اجناس البشر بكثير. وما قاله الكتاب المقدس بدأت تثبت الأبحاث العلمية واتضح أنه الصحيح والخطوط التطورية خطأ.

فكما قلت في الجزء السابق من اين اتى أنواع البشر هذا سؤال موجه للاثنين بطريقة متساوية الخلق والتطور بعد ان أثبت علم الجينات ان البشر كلهم أتوا من ام واحد من ميتوكوندريا حواء ومن اب واحد من كروموزوم واي أدم والاثنين من زمن قريب. فالكتاب المقدس نجح بمهارة كالعادة في إجابة السؤال على الصفات النقية من خلال شرحه للانعزال كمجموعات بشرية صغيرة في حادثة برج بابل وبالطبع تأثير البيئة الذي عرفناه. اما خرافة التطور التي ترفض حادثة برج بابل وتفرق البشر وتدعي التغير البطيء جدا واستمرار تناسل المجموعات البشرية مع بعض فهي لمن يدقق لم تنجح في إجابة السؤال بوضوح مقارنة بنجاح الكتاب المقدس.

فانعزال البشر في مجموعات صغيرة مميزة كما شرح الكتاب وبعد هذا ينطبق عليها العوامل الجينية والبيئية التي تكلمت عنها المرة الماضية هذا يوضح تماما لماذا وجود أنواع بشر متميزين عن بعض في صفاتهم الظاهرية. بينما الفكر التطوري الذي لم يتكلم عن الانعزال بوضوح فالعامل الجيني إلى حد ما ليس كافي بطريقة قاطعة للصفات النقية. فلهذا الفكر التطوري لم ينجح بتفوق في هذه النقطة. فالحقيقة تنوع البشر هو يشهد علميا وجينيا على حادثة برج بابل. فكما شهد علم الجينات على ادم وحواء وعلى الطوفان وشبه فناء البشر وشهد على نوح وابناؤه الثلاثة وزوجاتهم الثلاثة أيضا هو يشهد على حادثة برج بابل من تنوع البشر بصفات نقية.

بل وضح الكتاب انهم في وقت محدد رغم انهم من دم واحد قسمهم ووضع لهم حدود

سفر اعمال الرسل 17

17: 26 وصنع من دم واحد كل امة (الأعراق) من الناس يسكنون على كل وجه الارض وحتم (علم) بالأوقات المعينة وبحدود مسكنهم

هنا الشهيد استفانوس بإرشاد الروح القدس يتكلم عن وضع حدود مناسبة لأماكنهم وازمنتهم وانعزلوا فيها.

والغرض لكيلا يعتمدوا على بعضهم بل يطلبوا الله

17: 27 لكي يطلبوا الله لعلهم يتلمسونه فيجدوه مع انه عن كل واحد منا ليس بعيدا

وهذا يؤكده الاصحاح التالي

سفر التكوين 11

11: 1 و كانت الارض كلها لسانا واحدا و لغة واحدة

11: 2 و حدث في ارتحالهم شرقا انهم وجدوا بقعة في ارض شنعار و سكنوا هناك

11: 3 و قال بعضهم لبعض هلم نصنع لبنا و نشويه شيا فكان لهم اللبن مكان الحجر و كان لهم الحمر مكان الطين

11: 4 و قالوا هلم نبن لانفسنا مدينة و برجا راسه بالسماء و نصنع لانفسنا اسما لئلا نتبدد على وجه كل الارض

11: 5 فنزل الرب لينظر المدينة و البرج اللذين كان بنو ادم يبنونهما

11: 6 و قال الرب هوذا شعب واحد و لسان واحد لجميعهم و هذا ابتداؤهم بالعمل و الان لا يمتنع عليهم كل ما ينوون ان يعملوه

11: 7 هلم ننزل و نبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض

11: 8 فبددهم الرب من هناك على وجه كل الارض فكفوا عن بنيان المدينة

11: 9 لذلك دعي اسمها بابل لان الرب هناك بلبل لسان كل الارض و من هناك بددهم الرب على وجه كل الارض

والسبب الثاني أيضا بالإضافة الي ان يعتمدوا علي الله هو ان التقسيم يجعل انتشار الخطية محدود بحدود اللغات وبحدود الأنواع البشرية وبحدود المناطق الجغرافية والعوازل الطبيعية والبشري، فهذه حماية لهم من انتشار الخطية لكيلا يحدث مثلما حدث قبل الطوفان ويصبح كل البشرة خطاه بالكامل أي هي نوع من أنواع الحدود لمنع انتشار الخطايا في الكل فلا يحتاج الرب ان يبيد البشر مرة ثانية.

والسبب الثالث وهو جعلهم مناسبين للطبيعة الجديدة بالمناخ الجديد والظروف البيئية الجديدة المختلفة من منطقة لأخرى والتي سيعيشون فيها لان الظروف تغيرت عما كانت عليه قبل الطوفان ومستمرة في التغير فازدادت الحرارة في مناطق والبرودة في مناطق اخري وازدادت الاشعة الفوق بنفسجية في مناطق وأيضا مناطق بدا فيها التصحر والرمال التي وغيرها الكثير من العوامل. فالله اعطاهم ملامح جديدة تناسب هذه الظروف الجديدة. فمثلا اعطى للزنوج السواد لكي يحميهم في البيئة الحارة بميلامين كثير والبيض ببشرة بيضاء لقلة اشعة الشمس والبرودة. والاسيويين عيون ضيقة بسبب انعكاس اشعة الشمس وهكذا. فموضوع مناسبة الأنواع البشرية لمناطقهم هذا علم متخصص. ولكن الذي اريد ان أقوله هو في الظاهر التقسيم كان عقاب ولكن أيضا يحمل في طياته ما هو في فائدتهم لحمايتهم من الخطية وجعلهم مناسبين للبيئات المختلفة التي سيعيشون فيها.

ولكن الدراسة اثبتت ان كلهم جنس واحد وهذا ليس كلامي بل علماء التطور أنفسهم

Modern man, Homo sapiens, is the only hominid on Earth today; all living humans belong to this one species.”

R. Milner, Encyclopedia of Evolution (1990), p. 215.

واعتقد ان هذا كما وضحت سابقا انه حدث في زمن ميلاد فالج

سفر التكوين 10

10: 25 و لعابر ولد ابنان اسم الواحد فالج لان في ايامه قسمت الارض و اسم اخيه يقطان

هذا الذي انا مقتنع به مع ما ذكرته في الجزء العلمي.

وأخيرا ليس نوع متطور عن اخر وليس أحدهم معاقب بلونه وليس أحدهم ملعون بلونه بل كلهم واحد متساوين على صورة الله

رسالة بولس الرسول الي أهل كولوسي 3

3: 11 حيث ليس يوناني و يهودي ختان و غرلة بربري و سكيثي عبد حر بل المسيح الكل و في الكل

رسالة بولس الرسول الي أهل غلاطية 3

3: 28 ليس يهودي و لا يوناني ليس عبد و لا حر ليس ذكر و انثى لانكم جميعا واحد في المسيح يسوع

وبعضهم استمر شبه نقي بعد حادثة برج بابل وبعضهم اختلط وبعضهم شبه ذاب في نوع أخر

فتنوع الجينات وتأثير البيئة على الجينات وأيضا الانعزال كافي جدا للرد على التنوع البشري من بعد برج بابل. ولكن أيضا الانتخاب الطبيعي هو عامل اخر وهذا سأتطرق له في الجزء التالي وبعده نبدأ في دراسة اختلافات بعض صفات البشرة المميزة مثل لون الجلد والعين وغيره وما هو في الظاهر بعضه يبدوا أجمل في رأي البعض ولكن هل هو أفضل جينيا أم؟ هذا في الأجزاء التالية.



والمجد لله دائما