أنواع البشر 3 الانتخاب الطبيعي وتأثيره على التنوع البشري والجزء السادس والعشرون
Holy_bible_1
بعد أن عرفنا في الاجزاء السابقة تاريخ سؤال من أين اتى انواع البشر؟ وان هذا سؤال موجه للكل الفكر الخلقي والتطوري سواء لأننا أصبحنا متفقين معا جينيا أن البشر يجمعهم ادم واحد من دراسة كروموزوم Y وتجمعهم ام حواء واحدة من دراسة DNA ميتوكوندريا حواء من زمن قريب. وعرفنا ان تنوع البشر جينيا رغم لأنهم من جد واحد هذا يتفق مع الابحاث العلمية بتأثير البيئة سواء الجينات السائدة والمتنحية والمتراكمة والطفرات وجينات متعددة التعبيرات وتعدد الطرز المظهرية للجينات والبولي بيبتيد المتغير والتأثيرات البيئية المورثة Epigenetics والعلامات الجينية وتغيير بروتينات ربط DNA. كل هذا كافي إلى حد ما لتفسير التنوع البشري المختلفين فقط في نسبة 0.01%. ولكن هذا قد لا يكفي لتفسير الصفات النقية فلهذا عرفنا أنه بينما فشل الفكر التطوري الذي ينادي بتطور البشر وارتحالهم في خطوط متصلة تتناسل معا وهذا يخالف نقاء الصفات الخارجية المختلفة في الاعراق البشرية، نجح الفكر الخلقي بتفوق لأنه تكلم بوضوح عن انعزال البشر في مجموعات صغيرة مستقلة في حادثة برج بابل ووانهم تفرقوا أي انعزلوا بطريقة تخالف كل مجموعة الأخرى وتفرقوا بطريقة صفاتهم الظاهرية مناسبة لتقسيم الارض لهم بظروفها البيئية ولكل مجموعة صغيرة أصبح لهم لسان أي لغة مختلفة أي شبه انعزلوا تماما وهذا ما اثبتته ابحاث جينية ولغوية وبيئية موسعة. ولكن بعد انعزالهم وبدأت تؤثر البيئة على التعبير الجيني أيضا يوجد عامل أخر بدأ يعمل على هذه المجموعات البشرية المنفصلة وهو الانتخاب الطبيعي وأيضا الانتخاب البشري معه.
تكلمت في ثلاث محاضرات سابقة في القسم الرابع عن الانتخاب الطبيعي بشيء من التفصيل
التطور الكبير الجزء الخامس الانتخاب الطبيعي
التطور
الكبير الجزء السادس الانتخاب الطبيعي
ضد التطور
التطور
الكبير الجزء السابع الانتخاب الطبيعي
وتجربة بومبوس واقوال العلماء
وتم توضيح انه ليس قوة خلاقة فهو لا يطور شيء بل يحافظ على سلامة الاجناس واستمرار تاقلمها. فالانتخاب الطبيعي لا يضيف جينات أو صفات جديدة من العدم بل هو ينتخب من الصفات الموجودة بالفعل لو فيها تنوع ينتخب النوع المناسب للبيئة. من يدقق في هذا يجد أن الانتخاب الطبيعي يتفق تماما مع ما قاله الكتاب المقدس أن البشر كانوا معا أي بغناء جيني ثم انعزلوا في مجموعات صغيرة في برج بابل أي بهم محتوى جيني تفرق. ولكن هو يخالف الفكر التطوري الذي ينادي بتطور الصفات وليس وجودها في التصميم الأصلي.
فالانتخاب الطبيعي هو البقاء للأصلح وليس ظهور الاصلح
Survival of the fittest not arrival of the fittest
البقاء للأصلح ليس هو المشكلة فبالفعل الكائنات مناسبة لبيئتها لهذا تبقى فهي أصلح، والمعيوب المخالف الذي حدثت له طفرة يزال أي هو ضد ادعاء التطور في حقيقته. المشكلة للتطور ليست في نجاة الاصلح survival of the fittest ولكن هي كيف أصبح أصلح arrival of the fittest فهل بطفرات عشوائية أصبح أصلح ام بتصميم رائع كجعله أصلح ليستمر والانتخاب الطبيعي يحافظ على صلاحه ومناسبته للبيئة بإزالة المعيوب. أيضا ليس إزالة المعيوب فقط بل هو أيضا يزيل المخالف للمجموعة المناسبة لو رحلت لبيئة جديدة. بمعنى ان لو نتخيل اثناء انعزال البشر لو حدث ان مجموعة صغيرة مثلا من نسل أبناء نوح انعزلت كلهم بهم اللون الأسود ولكن ارتحل معهم بهم فرد ابيض او اصفر صغير في منطقة حارة جدا أو العكس. هذا لن يتحمل ظروف المنطقة وبخاصة نتكلم عن زمن من قرب 4500 سنة مضت لم تكن فيه تكنولوجيا تحسن أحوال المعيشة فهذا الفرد الصغير لن يتحمل الحرارة والاشعة القوية لو كان ابيض في بيئة حارة جدا أو أسود في بيئة باردة جدا. ولن تعمل الأدوات التي تم شرحها سابقا لتغير تعبير الجينات بسرعة لأنها تستغرق أحيانا عدة أجيال فهو سيعاني التهابات مستمرة وقد تصل لسرطان في الجلد ويموت مبكرا في عدد الوفيات التي كانت مرتفعة في الماضي. هذا انتخاب طبيعي يتفق مع الفكر الكتابي ويوضح انه كيف زاد من نقاء المجموعات البشرية التي تفرقت وانعزلت في حادثة برج بابل لو كان بها بعض الاختلاط. ولكن مرة أخرى لابد ان تكون الصفات موجودة بالفعل في التصميم وهذا ما يؤكد صحة الفكر الخلقي عن التطوري.
فأمر أخر وهو ان من يدرس هذا بتدقيق يجد ان الانتخاب الطبيعي يعتمد على عدد الأبناء أي حتى لو اقوى فرد أو أصلح أو أسرع أو في منظور البعض أكثر جاذبية أو غيره ولكن لم ينجب لأنه غير مناسب للبيئة هو لن يبقى ومقابله لو فرد أضعف أو أقصر أو اقل جاذبية أو غيره ولكن بطريقة ما مناسب للبيئة فنجح في إنجاب أكثر يستمر جيناته تنتشر. فلهذا لو قردة تنجب أكثر من قرد مخالف تطور لمراحل الانسان وينجب اقل لأنه مخالف لما انتشرت طفرات تقود للإنسان أصلا فهذا يمكن ان يسمى differential reproduction
وفي نقطة تنوع البشر ليس من هو أفضل في التنوع القمحي أم الأسود أم الأبيض أم الأصفر أم الأحمر فكلهم تنوع متساوي، ولكن بانعزالهم في مناطق مستقلة من كان مناسب للبيئة هو الأفضل في البيئة أي القمحي للمعتدلة والأسود للحارة والأبيض للباردة وهكذا فهو تأقلم أفضل فأنجب أكثر هذا الذي ساد في هذه البيئة وأصبحت هذه الصفة نقية أكثر في هذه البيئة. فلا الأسود تطور للأبيض ولا الأبيض للأسود او الأصفر ولا غيره.
والانتخاب الطبيعي ليس نقطة خلاف بين الخلق والتطور فنحن الاثنين نتفق عليه وهو يحافظ على سلامة الانواع فقط نرفض ادعائهم أنه قوة خلاقة فهو لا يخلق شيء ولكن هو يختار من التصميم الموجود بالفعل. فهو عملية فيها الافراد التي تعبر عن صفات متنوعة ولكن تعطي ميزة نجاة في بيئات مختلفة ففي بيئة محددة بظروف مميزة ينتخب ويقود لنجاة نوع منهم مع اختلاف الظروف ونسله يستمر.
بمعنى الانسان فيه تنوع من الأصل ولكن بانعزاله لمجموعات صغيرة فالمناسب للبيئة التي ذهبت إليها هذه المجموعة هو الذي يستمر فمثلا الذي لونه افتح في بيئة باردة ولونه أغمق في بيئة حارة هذا تنتخبه الطبيعة. ولو استمر ينتج نسل فهو ينتشر في هذه البيئة ويصبح سائد.
هذا أيضا يدمر تماما رد التطوريين الغير علمي في ان البشر رغم ان كلهم أتوا من ادم واحد من دراسة كروموزوم Y واتوا من حواء واحدة من دراسة ميتوكوندريا ايف وكانوا معا من زمن قريب بحجة انهم لم يكونوا اول البشر بل نسلهم الذي نجى، لأن بالانتخاب الطبيعي نسل هؤلاء لو كان معهم بشر اخرين كثيرين لن ينجوا في كل البيئات في نفس الوقت بل سينجو في بيئة واحدة أو اثنين بالكثير فقط. فادعائهم ان البشر كلهم أتوا من امرأة واحدة ولكنها ليست الوحيدة التي كانت موجودة ولكن نسلها هو الذي نجى، هي فرضية خطأ تخالف الانتخاب الطبيعي واختلاف ظروف البيئات المختلفة أي فرضية ضد العلم والصحيح علميا انها فعلا الوحيدة التي كانت موجودة وهي مصدر كل البشرية. وكانت تتمتع بغناء في التنوع بسبب تصميمها فنجنى تنوع نسلها في كل البيئات.
الانتخاب الطبيعي في الحقيقة هو يشهد على روعة التصميم الذي من البداية وضع تنوع مناسب للبيئات المختلفة في التصميم الأصلي فسيستمر جنس الكائن ينجوا حتى لو تغيرت ظروف الطبيعة ورحل لمنطقة أخرى او انعزل. هو بالفعل سيخسر تنوع جيني ولكنه نجى.
أضرب مثال توضيحي على تنوع الصفات مثل لون الجلد وغيره وتأثير البيئة والانعزال بتنوع صفة الشعر بمثال هو ما يحدث لتنوع الكلاب. بمعنى كلاب متنوعة جينات طول الشعر وتنجب جميع الأنواع في بيئة متنوعة
ولكن لو تغير الطقس وهاجمهم فترة برودة أكثر من المعتاد او انعزلت ورحلت مجموعة منها شمالا لمناطق تضرب بشتاء بارد باستمرار ولكن قلة من افرادها كان بها تنوع فستنتخب الطبيعة التي بشعر طويل وتنجو والتي بشعر قصير لن تستطيع ان تنجو فلن تتناسل وتزال هذا التنوع الجيني
وبعد عدة أجيال ستبقى التي بتنوع جينات طويلة الشعر نقية وأصبحت متأقلمة. وتصبح هذه الصفة نقية.