اختلاف ألوان جلود البشر والجزء السابع والعشرون من اختلاف البشر والقردة جينيا وتشريحيا.
Holy_bible_1
بعد أن عرفنا في الاجزاء السابقة تاريخ سؤال من أين اتى انواع البشر؟ وعرفنا ان الفكر الخلقي والتطوري يتفقان معا جينيا أن البشر يجمعهم أب واحد من دراسة كروموزوم Y ادم وتجمعهم ام حواء واحدة من دراسة DNA ميتوكوندريا حواء من زمن قريب. وبعد ان درسنا تأثير البيئة الذي أدى لتغير الصفات في البيئات المختلفة التي تؤثر على التعبير الجيني لنفس الجينات، وأيضًا انعزال البشرية لمجموعات بشرية صغيرة مميزة في حادثة برج بابل وتأثير هذا على فقد التنوع الجيني ثم وظيفة الانتخاب الطبيعي الذي يعمل مع الانعزال وملائمة كل مجموعة للبيئة الجديدة وان يزداد نقاء صفاتها، وبهذا فهمنا من اين اتى أنواع البشر بما فيها الصفات النقية في بعض المجموعات مثل اختلاف لون الجلد والشعر والعيون. وأن هذا تنوع في التصميم وليس تطور.
فنبدأ الان في دراسة اختلاف بعض هذه الصفات المميزة من منظور جيني واحدة تلو الأخرى من هذه النقاط لتوضيح أن هذا تنوع وليس تطور.
شرح لون الجلد
لأثبات ان لون الجلد ليس تطور ولم يتطور قرد اسود لإنسان ابيض كما يدعي الملحدين التطوريين حتى الان بطريقة مباشرة وغير مباشرة كذبا. ويشهد على هذا صورهم التي تمثل قرد اسود تطور لإنسان ابيض.
فالمؤمنون بالتطور عنصريين بوضوح لأنهم يؤمنوا بان الانسان الذي اتى من قردة افريقيا السوداء ومستمرة في التطور فلهذا بعض سلالات البشر أكثر تطور من الاخرين
فالبيض في منظور التطور العنصري أكثر تطور من السود (وبعضهم كان يؤمن لكي يتطور الانسان أكثر يجب ان يباد الأقل تطور وسندرس هذا لاحقا في القسم الحادي عشر والرد على علماء التطور).
فلتعرفوا ان التطور كاذب وعنصري؛ فحتى في لون الجلد ليس فيه أي شيء من التطور بل تنوع بتأثير البيئة. لا يوجد أي جينات مختلفة أضيفت على البشر السود ليصبح جلدهم قمحي ثم اصفر ثم أبيض. هذا ليس له وجود فلا يوجد أي اكتساب وتطور. بل تنوع بشري طبيعي.
لون الجلد وهو يعتمد على صبغة الميلانين وهو في هذا يعتمد على جينات تراكمية تكونه وتساعد في تراكمه في الجلد. موجودة في كل البشر وفقط متنوعة تنوع طبيعي وكل البشر شبه متطابقين فيها. وأيضا جينات تحكم في سرعة تكسير هذه الصبغة.
هذا توزيع ألوان البشر بناء على التعبير الجيني من الجينات الأساسية في لون الجلد
لون الجلد نتيجة عمل جينات كثيرة الأساسية فيها MC1R KITLG ASIP SLC24A5 SLC45A2 OCA2 ولكن يوجد جينات أخرى ثانوية وأخرى تحكمية وهكذا.
اول مفاجأة وهي حقيقة علمية وهي أن كل البشر متشابهين في هذه الجينات حتى في جين اللون الفاتحSLC24A5 ولا يوجد شيء جينيا اسمه رجل ابيض واصفر واحمر واسود وقمحي بل القصة كلها في الجينات التي بعد هذا تكسر صبغة الميلانين والتي تؤثر على معدل تراكمها وأيضا قلة قليلة من العيوب الجينية لصبغة
كل البشر لون جلدهم واحد والجينات التي تنتج صبغة الميلانين هي شبه متطابقة. ولكن صبغة الحماية ميلانين Melanin ومعدل تراكمها ومعدل تكسيرها وتأثيرها بالبيئة هو الذي يختلف
فالميلانين هو عائلة بروتينات ينتج بنفس الجينات وبنفس الطريقة في كل أنواع البشر وله في البداية نفس اللون. ولكن بتأثير البيئة وبخاصة اشعة الشمس لعدة أجيال هو يميل للأسود او للأحمر او البني أو الأبيض ليس بسبب معدل انتاجه بل حسب تركيز أي مجموعة بروتين في المجموعة وحسب معدل تكسيره. وعندما يبقى حسب تأثير البيئة يعطي الألوان الغامقة ولكن لو يتكسر بسرعة يعطينا الأصفر والأبيض.
الخلايا التي تنتج الميلانين هي اسمها Melanocytes وتوجد في قاع او الطبقة السفلى في طبقة الابيديرم Epidermis للجلد (الجلد طبقتين أساسيتين داخلية ديرم وخارجية ايبيديرم)
فعندما نكون اجنة في بطون امهاتنا اقل من 3 شهور كلنا متطابقين نفس اللون تماما ولا يوجد أي صبغة. ثم تبدأ من هذا شيء اسمه نيوروكريست في الشهر الرابع من الحمل وهذه ترحل للجلد وتبدأ في انتاج الميلانين وبروتينات الميلانين تخرج من الميلانوسيت وتذهب الى بقية خلايا طبقة الايبيديرم لتبدأ تحمي الجلد من اشعة الشمس التي بعض اطوالها الموجية يكون لها تأثير تدميري على خلايا الابيديرم. فالميلانين يمتص الاشعة الفوق بنفسجية ultraviolet light
ويحمي باقي الخلايا منها. وحسب نسبة وقوة اشعة الشمس تسبب الاحتياج الى ان تتكسر بمعدل أكثر او اقل.
والأشخاص التي لا ينتجون ميلانين مثل الالبينو يكونوا متشابهين وهم على فكرة في كل الاجناس
فهذه افريقية ولكن البينو وهذه مغولية البينو وهذه قوقازية البينو
فهم كلهم لم يعمل فيهم الميلانوسايت ولهذا كلهم لهم نفس لون الجلد الأصلي متطابق بدون حماية الميلانين وهم عندهم إشكالية في الحماية من الميلانين بنفس الطريقة ويتعرضوا الى سرطان الجلد basal cell carcinoma
واما الذين يعمل عندهم الميلانوسايت فهم يختلف عندهم نسبة الحماية فلهذا السود أكثر الانواع حماية من هذا النوع من السرطان وأيضا حماية من التهابات الجلد. ويقسم إلى 6 درجات حماية
ونسبة الإصابة بالسرطانات والاتهابات تتناسب عكسيا مع نسبة صبغة الحماية
https://www.researchgate.net/figure/Skin-type-chart-a-numerical-classification-scheme-for-the-colour-of-the-skin-according_fig2_278742711
فأفضل لون للحماية في الشمس القوية هو الأسود. فالمهم الميلانين او بروتين الصبغة هو يفرز من الخلية ويرحل ويتجمع أكثر في الخلايا على سطح الجلد
فشكل الخلية هو مثل العنكبوت وترحل الصبغة لأعلى الى طبقة الجلد الخارجية
والخلايا فوقها تبتلع هذا البروتين وتحمله لجدار الخلايا الخارجي وهي تكون ما يشبه الكاب او المظلة حول الجزء من النواة المواجه للشمس
وبهذا تحمي النواة وما بداخلها من دي ان ايه من اشعة الشمس وبعض موجاتها الضارة التي تكسر الدي ان ايه. في بهذا تحميه مثل شخص يرتدي طاقية. وبدون هذا بسبب الشمس سيحدث تدمير للدي ان ايه في خلايا الجلد ويصاب بالتهابات وممكن سرطانات ومشاكل كثيرة.
وهذا منظره تحت الميكروسكوب الالكتروني
وفي المنتصف النواة وبها الدي ان ايه واعلاها الميلانين الذي يحميه.
ملحوظة هي لا تمنع تماما ولكن تقلل تأثيره الضار بشدة أي حتى في وجودها أيضا يحدث تكسير في الدي ان ايه من الاشعة ولكن بنسبة أقل كلما تزايد. وكلما قل معدل التكسير تزايد. وأيضا نظام تصحيح التكسير مستمر ولو لم يكن له وجود لما عاش أي كائن حي. ولكن حسب تركيزها تزيد الحماية.
وهو يتجمع في الخلايا الحية ولكن الخلايا الميتة لا يدخل اليها بالطبع ولا يتجمع.
المهم ان كل البشر ليس فقط لهم نفس اللون حتى الشهر الثالث وليس فقط لهم نفس الجينات التي تنتج الميلانين. بل لهم أيضا نفس عدد خلايا الميلانوسيت في البوصة المربعة بل وأيضا ينتجوا تقريبا نفس كمية بروتين الميلانين (مع اختلافات بسيطة جدا وأيضا كما وضحت في المثال السابق استثناء الالبينو). فمن اين اتى الاختلاف؟
الاختلاف هو ليس في تكوينه بل هو في سرعة تكسير الميلانين بعد تكوينه ودخوله الخلية. فمتى توقفت الخلية عن الانقسام وبدأت ترحل للطبقة العليا في الابيديرم وفي طريقها للموت لتتراكم كخلايا ميتة على سطح الجلد وهي التي تقوم فيما بعد بحماية الجلد اسفلها من الجفاف وغيره، اثناء هذا الوقت في الارتحال تبدأ في التغذي على البروتينات ومنها بروتين الميلانين فتكسره. الاختلاف كله في سرعة تكسير الميلانين. فهو الذي يختلف في الشعوب المختلفة حسب تنوع الجينات وحسب تأثير البيئة في سرعة تكسيره وكيف تكسره وما ينتج من تكسيره. وهذه التنوعات الجينية تورث بالطبع وأيضا تأثير البيئة على التعبير الجيني تورث وتستمر لأجيال طويلة. فبينما في الشعوب البيضاء والصفراء يتكسر بسرعة بسبب التنوع الجيني وأيضا لقلة أشعة الشمس أي العامل البيئي، بينما العكس في الافريقيين يتكسر ببطء فيستمر لون الجلد غامق وفي القمحيين يتكسر بمعدل متوسط ما بين الاثنين ولهذا هم في الشمس يغمقوا بطريقة أسرع عن البيض ويفتحوا قليلا في البيئات الأقل اشعة شمس أيضا أسرع من السود.
ولكن الموضوع أكثر من هذا فهو يتدخل فيه عدة عوامل منهم أربعة أساسيين وهم أولا تنوع الجينات وفقد تنوع الذي حدث بالانعزال لمجموعات صغيرة وثانيا تأثير البيئة على التعبير الجيني الذي أيضا يورث وثالثا تأثير الانعزال والتي عمل عليها الانتخاب الطبيعي وسبب نقاء في بعض الصفات ورابعا تأثير بعض الطفرات.
فالبيئة وتاثيرها على التعبير الجيني
البيئة تؤثر على لون الجلد مع باقي العوامل كما درسنا سابقا وبخاصة أشعة الشمس كثيرة أو قليلة ونسبة الغيوم وهل اشعة الشمس عمودية ام مائلة وتأثير هذا على الطول الموجي وطول النهار وأيضا انعكاس الاشعة على التربة التي تغير طول الموجي المنعكس بناء على نوع التربة السطحية ما بين طيني ام رملي أم مائي وغيره من الكثير من العوامل. كل هذا له تأثير على انتاج الميلانين الذي شرحته سابقا ومعدل تكسيره. المهم العامل البيئي وجد ان له نتيجة تراكمية وراثية أي تتراكم عبر الأجيال بنسبة متفاوتة كما شرحت سابقا.
لهذا الأفارقة الذين ذهبوا لأوروبا في عصور العبودية الذي تزايد بسبب الفكر التطوري واستمروا بسبب العنصرية والطبقية يتزوجوا من بعضهم فقط ومع هذا في عدة أجيال قليلة بدأ يظهر فيهم ملونين ويقتربوا من اللون القمحي أي بدأ لون الجلد يفتح فقط لتأثير البيئة.
وأيضا مثال أوضح وهم اليهود الذين بسبب الاضطهاد تفرقوا منذ 2000 سنة ومن ذهب منهم لأوروبا ورغم حفاظهم الشديد على نقاء نسلهم حسب التقليد وحسب ما حدث في سفر عزرا ونحميا في اقل من 2000 سنة أصبحت ملامحهم قوقازية تماما وليست شرقية وفي المقابل من ذهب منهم لأفريقيا مثل نيجيريا وغيرها أصبحت ملامحهم افريقية ومن ذهب منهم للهند أصبحت ملامحهم شبه هندية ومن ذهب منهم لليمن وأسيا نفس الأمر. فكل هؤلاء يهود من موقع شاباد
https://www.chabad.org/library/article_cdo/aid/498027/jewish/Are-Jews-a-Race.htm
فهو رغم ان نفس العرق بنفس الجينات وتنتج نفس البروتينات بنفس الطريقة الا ان عامل اخر وهو معدل التكسير يختلف من شخص واخر بسبب تأثير البيئة المختلفة من مكان لأخر ويظهر التأثير البيئي كلما ازدادت الاجيال لأنه تأثير تراكمي
فمن ناحية الجلد كلنا واحد جينيا وتشريحيا وليس أي مننا تطور من الاخر ولا أي مننا تطور من قردة ولا أقرب من ولا أبعد عن القردة، بل كلنا واحد من ادم وحواء كما وضحت الأبحاث الجينية. ولكن القوقازيين بسبب الانعزال وبعد أجيال طويلة في هذه البيئة بظروفها وتأثيرها على التعبير الجيني أصبح معدل تكسير الميلانين اعلى (هذا ميزة في بيئتهم ولكن عيب وليس ميزة في بيئات أخرى وتغير ظروف البيئة) مع وجود فروق في نوع وناتج التكسير ولكن لا اريد تعقيد الامر أكثر من هذا. والعكس الأسود. والقمحي في المنتصف. فادم وحواء غالبا ما كانوا يشبه القمحيين ولكن أكثر غناء وهذا المناسب لكل البيئات.
دراسة مفاجئة وهي تمت على جثث في افريقيا عمرها تعدى 2000 سنة مضت ودرس جيناتهم واكتشف ان في افريقيا لم يكن السواد القاتم هو السائد بل كانوا يقتربوا للقمحي أي حتى الأفارقة في اخر 2000 سنة ازداد اللون الغامق بسبب تأثير البيئة
Crawford, N.G., Kelly, D.E., Hansen, M.E.B., Beltrame, M.H., Fan, S., Bowman, S.L., Jewett, E., Ranciaro, A., Thompson, S., Lo, Y. et al. (2017) Loci associated with skin pigmentation identified in African populations. Science, 358, eaan8433.
Recent genomic studies show that the ancestral alleles of many predicted functional pigmentation variants in Africa are associated with lighter skin, suggesting our human ancestors may have had light or moderately pigmented skin
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC8117430/
ودراسة جينية وضحت أنه بدأ اللون الافتح في وسط افريقيا وانتشر لشرق والجنوب
ولكن للأسف بدل ما ان يعترفوا بخطأ الفكر التطوري العنصري الكاذب بدؤا يغيروا كلامهم ويدعوا كذبا ان الأسود والأبيض تطوروا من القمحي
these results suggest that dark skin may be a derived trait in the Homo genus, and that both light and dark skin have continued to evolve over hominid history
Crawford, N.G., Kelly, D.E., Hansen, M.E.B., Beltrame, M.H., Fan, S., Bowman, S.L., Jewett, E., Ranciaro, A., Thompson, S., Lo, Y. et al. (2017) Loci associated with skin pigmentation identified in African populations. Science, 358, eaan8433.
Jablonski, N.G. and Chaplin, G. (2017) The colours of humanity: the evolution of pigmentation in the human lineage. Philos. Trans. R. Soc. Lond. Ser. B Biol. Sci., 372, 20160349.
رغم انه تنوع وليس تطور
المهم انهم اعترفوا ان الأصل قمحي والأبيض والأسود فقط تنوع منهم وليس تطور قرد اسود لانسان اسود ثم تطور لقمحي ثم تطور لابيض. أي كالعادة ثبت خطا الفكر التطوري الأسطوري العنصري الكاذب. وهنا السؤال كيف اتى اللون القمحي بالتطور أولا ومنه خرج الأسود والأبيض رغم ان نصف انسان نصف قرد المزعوم كان اسود؟
بالطبع هذا يوضح خطا التطور فالإنسان لم يأتي بالتطور من نصف قرد اسود بل بالتصميم والخلق بداية من أدم وحواء الذين كانوا مثل القمحيين ولكن أكثر غناء.
فكل ألوان الجلد رائعة وكلهم من ادم وحواء.
وسأكمل هذا الموضوع في الجزء القادم.
والمجد لله دائما.