الجزء السادس والثلاثين وخدعة تشابه جنين الانسان مع أجنة الحيوانات كدليل على التطور 1
د. غالي
تم اعداده في 2010
تم عرضه في 11 يناير 2025
مقدمة
هل سمعت عن تشابه أجنة الإنسان مع الحيوانات؟
هل سمعت أن جنين الإنسان يمر بمراحل تطور في نموه تشبه مراحل تطور الكائنات؟
هل سمعت عن أن بعض الناس يوجد به مشاكل في الرقبة لأن جنين الإنسان اثناء نموه يمر بمرحلة يكون فيها ما يشبه الخياشيم؟
هل سمعت أن الجنين قبل أن ينمو هو ليس إنسان بعد؟
كل هذا متعلق بموضوع اليوم وخدعة أخرى قاموا بها الملحدين لإثبات التطور. فالملحدين الذين يرفضون الخلق والخالق ويؤمنون بأن الكائنات ومنها الإنسان أتت بالتطور؛ ينادوا بأن هناك أدلة كثيرة تؤيد التطور منها الحفريات (وتكلمنا عنها بالتفصيل) والجينات والطفرات (وأيضًا درسناها بشيء من التفصيل) ونقاط أخرى درسنا أغلبها تباعا. ولكن منها نقطة في البيولوجي تسمى نظرية الإعادة recapitulation. أغلبنا سمع عنها بطريق أو أخر حتى ولو بطريقة مبسطة ولكن لم يدرك أبعادها. وهي أن الأجنة للأجناس المختلفة في البداية تكون متشابهة وفي أثناء نموها تمر بمراحل ما تشبه مراحل التطور التي مر بها أجدادها فمثلا جنين الإنسان في أثناء نموه يمر بمرحلة تشبه السمكة بما فيها ما يشبه الخياشيم وأخرى تشبه البرمائيات فالزواحف فالثدييات حتى يتخذ شكل إنسان. ولهذا يعتبروا الأجنة ونموها هو دليل على تاريخ التطور.
الموضوع
يمكن تلخيص نظرية الإعادة (المعروفة أيضًا باسم القانون الحيوي) في العبارة الشهيرة في المدارس الثانوية، "التطور الجيني يلخص التطور الجدي" أي أن الجنين يمر بمراحل تطور أثناء نموه مثلما مر اسلافه بمراحل تطور من سمك لبرمائي لزاحف لثديي وهكذا. هذه نظرية اخترعها شخص اسمه هيكل
وهذا يدرس للطلبة حتى الأن على أنه حقيقة علمية في مراجع كثيرة على سبيل المثال
وحتى الكتب المدرسية في القرن الحادي والعشرين تدرس هذا الاحتيال (وسنعرف لماذا) الذي يعود إلى القرن التاسع عشر. على سبيل المثال، تتضمن طبعة سيلفيا مادير لعام 2010 من مجلة علم الأحياء أجنة ملونة تشبه صورة أنتجها هيكل، وتعلم: "في هذه المراحل التنموية المتشابهة، تتمتع أجنة الفقاريات بالعديد من السمات المشتركة التي تشير إلى أنها تطورت من سلف مشترك".
“Current Textbooks Misuse Embryology to Argue for Evolution,” Evolution News Views, http://www.evolutionnews.org/2010/06/current_textbooks_misuse_embry035751.html.
فكل فترة يخرج أحدهم ويقول إن من أدلة التطور هو تشابه مراحل الجنين للإنسان مع غيره من الكائنات مثل الزواحف والطيور وغيره وأن الجنين يمر بمراحل تطور مثل مراحل التطور الكبيرة وهذا سمي الإعادة “recapitulation.” وهذا بدأ منذ عام 1874م وإلى الأن للأسف مع تعديلات بسيطة.
ويقولوا إن الاجنة احتفظت بذاكرة للتطور ولهذا هم متشابهين وينموا بمراحل تشبه مراحل التطور. ويقولوا إن هذا الامر هو قانون حيوي بل الكثيرين من مؤيدي التطور اعتبروا هذا أقوى دليل على التطور. والحقيقة ما يتكلموا عنه هنا هو فقط الشكل الظاهري فهم يأخذوا بالشكل الظاهري المزور فقط وهذا ليس أمر علمي على الاطلاق بل هذه الصورة خدعة غير مقبولة لأن الاشكال غير دقيقة والاحجام ليست بهذه المقاييس.
أول من قام بهذه الخدعة هو شخص ملحد يسمي إيرنيست هيكل Ernst Haeekel
وهو حسب كلامه اقتنع بالتطور عندما قرأ كتاب دارون مصدر الأنواع سنة 1860م عندما ترجم للألمانية وبدأ يبحث عن أدلة التطور ووجدها في الأجنة وأطلق عليها قانون إعادة الأجنة
Biogenetic Law or Recapitulation: “This theory is indispensable for the consistent completion of the non-miraculous history of creation.”
Ernst Haeckel, The History of Creation (1876), Vol. 1, p. 348.
فيقول هذه النظرية لا غنى عنها لاستكمال تاريخ الخلق غير المعجزي بشكل متماسك (أي بدون خالق). وهو الذي قال إن جنين الانسان يعبر بمراحل التطور الاربعه الأساسيين وهم سمكة برمائي زاحف ثديي. هو أول من رسم هذه الصورة (وسنعرف انها مزورة) سنة 1868 م الموجوده في المراجع حتى الأن بما فيها من 24 رسم لمراحل نمو اجنة ثمان أجناس إنسان وأرنب وثور وخنزير ودجاجة وسلحفاة وسلمندر وسمكة
وهذه الصورة معروف إنها مزورة وسنعرف هذا حالا. ولكن العديد من المراجع حتى الأن إما تضعها كما قدمت في المثال السابق أو تضع أجزاء منها في كتب التعليم مثل كتاب علم أجنة مقارن
ومنها اتي ادعاء ان جنين الانسان كان له خياشيم مثل السمكة لأن الجنين يمر بمراحل التطور مثل أسلافه اسماك وبرمائيات وزواحف وثدييات حتى يصل للإنسان. ففي مرحلة تشبه السمك يكون في رقبته خياشيم.
كل هذا قام به بسبب اقتناعه بكلام دارون. فهو بنفسه يقول إن نقطة التحول وسبب الاكتشاف إنه قراء كتاب دارون سنة 1860 م عندما ترجم كتابه إلى الألمانية ولأنه لم يجد أدلة لكلام دارون الذي اقتنع به فبدأ يبحث عن أدلة لتثبت كلام دارون. وقال إنه وجدها في الأجنة. وبعدها صنع صورته المشهورة
وللأسف لأنه استاذ اجنة شهير في ألمانيا في هذا الوقت خدع المان كثيرين وأقنعهم بالإلحاد والتطور وليس ألمان فقط بل جنسيات غيرهم وذهب إلى مؤتمرات كثيرة يثبت هذا وصدقه الكثيرين جدًا. بل دارون نفسه أعلن أنه أقوى دليل علي صدق نظريته (نظرية دارون أصل الأنواع). فللأسف كلامه قُبل ونُشر بدون أن يختبره أحد. فيقول جافين دي بير:
“Seldom has an assertion like that of Haeckel’s theory of recapitulation, facile, tidy, and plausible, widely accepted without critical examination, done so much harm to science.”
Gavin De Beer, A Century of Darwin (1958).
وترجمته: نادرًا ما كان هناك تأكيد مثل مراجعة نظرية هيكل عن الإعادة، السهل والمرتب والمقبول على نطاق واسع دون فحص نقدي، والذي ألحق ضررًا كبيرًا بالعلم.
فدارون الذي فرح بكلام هيكل ولم يراجعه مع أي أحد أخر، واعتبره أهم دليل علي نظرية دارون. لهذا دارون في كتابه Descent of Man سنة 1871م وضع رسومات هيكل المزورة على إنها حقيقة مثبتة. وأصبح كلام هيكل مصدق على أنه حقيقة علمية لا تقبل الجدل تثبت نظرية دارون. وأصبح هيكل هو وتوماس هيكسيل الإنجليزي من أكبر مؤيدي دارون واعطوا لكلامه عن فرضيت التطور وزن أكثر ومصداقية وخدعت الكثيرين وأصبحت مصدقة عندهم كحقيقة مثبتة (بالإضافة لخديعة جاوا وبلتدون وغيرهم). ودارون تكلم كثيرا في لقاءاته عن كتابي هيكل م1863 و1874م. فللأسف جاء كلامه في توقيت خطير أضيف على بعض الحفريات المزورة التي درسناها سابقا مثل جاوا وبيلتدون وظن الكثيرين بهذا أن فرضية التطور أصبحت حقيقة.
رغم أنه بعد فتره بسيطة أعلن إنها مزورة وبعدها سنة 1875 م تم تأكيد تزويرها ونشر هذا ولكن نشر الكذبة لم ينتشر مثلما انتشرت الكذبة التي صدقها الكثيرين. بل هو عوقب من الجامعة على كذبه. فسير ويلهيلم هيس Wilhelm His أيضا عالم اجنة الماني كشف تزوير هيكل وأعلنه في Unsere Korperform الألماني وأعلن أن هيكل مزور وأعد كتاب يعتبر الأن من الكتب المهمة في علم الاجنة وشرح فيه كذب هيكل. وهذا نشر في مجلة البحث الصور الصحيحة وأسفلها الصور المزورة للأجنة:
ورغم هذا الكشف وأن هذه الصورة عرف إنها مزورة وهذه النظرية هي خدعة؛ إلا أنها حتى الأن بعد 150 سنة لا تزال تستخدم هذه الصورة المزورة كدليل على التطور. ولا يزال يدرس هذا الأمر المزور للطلبة على أنه حقيقة علمية حتى الأن. الأكثر من هذا أنه اعترف بالفعل أنه زور الصورة لكي يخلق مراحل وسيطة ليثبت نظرية التطور
وفي التحقيق معه في الجامعة وأمامه ست أساتذة اخرين اثبتوا أن كلامه خطأ واعترف امامهم بخطاه هذا في سنة 1874 م في جامعة جينا.
ورغم هذا وإثبات تزويرها وإعترافه بهذا؛ إلا لأن الملحدين يبحثوا عن أي قشة يتشبثون بها لتثبتوا عقيدتهم التطورية تمسكوا بهذا التزوير كما لو كان ثبت ادعاؤه بل وحولوه لقاعدة ولقبوه بقانون الأجنة المؤيد للتطور حتى الأن، وهي خدعه فقط ولا أساس له من الصحة. ويقروا أنهم لا يقدروا ان يزيلوه رغم ثبات تزويره.
واستمرت الاكتشافات لتزويراته أكثر فيقول بيرلوف
“At Jena, the university where he taught, Haeckel was charged with fraud by five professors and convicted by a university court. His deceit was thoroughly exposed in Haeckel’s Frauds and Forgeries (1915), a book by J. Assmuth and Ernest J. Hull. They quoted nineteen leading authorities of the day. F. Keibel, professor of anatomy at Freiburg Unviersity, said that ‘it clearly appears that Haeckel has in many cases freely invented embryos or reproduced the illustrations given by others in a substantially changed form. L. Rutimeyer, professor of zoology and comparative anatomy at Basle University, called his distorted drawings a sin against scientific truthfulness deeply compromising to the public credit of a scholar.’”
James Perloff, Tornado in a Junkyard, p. 112.
في جامعة يينا، حيث كان يدرس، اتهم خمسة أساتذة هايكل بالاحتيال وأدانته محكمة جامعية. وقد تم الكشف عن خداعه بشكل كامل في كتاب "الاحتيال والتزوير" (1915)، وهو كتاب من تأليف ج. أسموث وإرنست ج. هال. وقد استشهدا بتسعة عشر من كبار السلطات في ذلك العصر. قال ف. كيبل، أستاذ التشريح في جامعة فرايبورغ، "يبدو بوضوح أن هيكل اخترع في كثير من الحالات أجنة غير حقيقية أو أعاد إنتاج الرسوم التوضيحية التي قدمها آخرون في شكل متغير بشكل كبير". وصف ل. روتيماير، أستاذ علم الحيوان والتشريح المقارن في جامعة بازل، رسوماته المشوهة بأنها خطيئة ضد الصدق العلمي مما يضر بشدة بالسمعة العامة للباحث.
وأيضا يقول ريتشاردسون
“This is one of the worst cases of scientific fraud. It’s shocking to find that somebody one thought was a great scientist was deliberately misleading. It makes me angry. . What he [Haeckel] did was to take a human embryo and copy it, pretending that the salamander and the pig and all the others looked the same at the same stage of development. They don’t . . These are fakes.”
Michael Richardson, quoted in “An Embryonic Liar,” The London Times, August 11, 1997, p. 14.
إن هذه واحدة من أسوأ حالات الاحتيال العلمي. ومن المروع أن نجد شخصاً ظننا أنه عالم عظيم قد تعمد تضليل الناس. وهذا يجعلني أشعر بالغضب. إن ما فعله [هايكل] هو أخذ جنين بشري ونسخه، متظاهراً بأن السمندر والخنزير وكل الكائنات الأخرى تبدو متشابهة في نفس المرحلة من التطور. ولكن هذا ليس صحيحاً. هذه مجرد خدع. (ريتشاردسون هذا رغم اعترافه بهذا إلا انه حتى الأن يحاول بأي شكل تجميل هذا الأمر وجعله يستمر.
بل أيضا تاريخ هيكل مخزي فقد كشف عن خيانته لزوجته وعمره 62 سنة مع اخري عمرها 28 سنة وأعلنت هذه الفضيحة وأيضًا هو ينسب للنازية ولكن ما يهمنا هو تزويره الذي يستشهدوا به حتى الأن. وايضا هيكل رسم صورة جنين إنسان وجنين كلب وقال إنهم متطابقين رغم أنه زور الصورة
في هذه الصورة هو مقارنة رغم انهما مزورة لأنه
1 صغر راس جنين الإنسان وكبر رأس جنين الكلب
2 اطال نهاية جنين الانسان لتكون كذيل تشبه الكلب
3 وغير العين لتشابه جنين الكلب
4 ايضا جعله رفيع ليشبه جنين الكلب
بل ما هو أكثر من هذا، فلقد أدت هذه الأفكار إلى ما هو أخطر من هذا فهذا شجع على الإجهاض لاعتقاد الناس بأن ما يوجد في الرحم من جنين هو مجرد حيوان لم يكتمل تطوره لإنسان بعد، وقد تم استخدام هذا الفكر والحجج للترويج للإجهاض والنظرة العالمية الخاطئة للتطور.
بل قام بتزوير اخر وهو أنه قدم صورة لبويضة انسان ووضعها ثلاث مرات بثلاث أسماء انسان وقرد وكلب
وهذا ليجعل أن بويضة الإنسان ليست أدمية مميزة بل تساوي الحيوانات. وأيضا قدم صورة جنين انسان وأيضا كررها وقال انها لكائنات مختلفة كلب ودجاج وسلحفاة:
وهذا أعطى فرصة لمؤيدي الإجهاض ان ينادوا بأن جنين الإنسان في البدياة هو ليس إنسان بل حيوان يمكن إجهاضه. رغم أن كل هذا تزوير.
فكما قلت هي صور مزورة منذ 150 سنة وتستخدم كدليل حتى الان
فيعتقد البعض منا انه طالما اثبت تزويرها وأنها كذب وخدعة فأن أنصار نظرية التطور تخلوا عن نظرية الإعادة أو التكرار. ولكن الحقيقة لا، ومستمرة هذه النظرية في النظام التعليمي ويشهد على أيمانهم بها أو ببعض مبادئها حتى في أيدي أولئك الذين يعتقدون أنها تعاني من بعض المشاكل. فهي تظل أداة لشرح مبادئ التطور للطلاب وإقناعهم بأن التطور صحيح.
على الرغم من أكثر من قرن من الاعتراف الواسع النطاق بأن هيكل زور صوره، فإن مزاعم هيكل وحتى التعديلات الملونة لرسوماته لا تزال تظهر في الصحافة الشعبية وحتى الكتب المدرسية. كما قدمت في المراجع التعليمية السابقة وأيضًا أضيف أمثلة أخرى. فعلى سبيل المثال، ذكرت قصة الغلاف لمجلة تايم (11 نوفمبر/تشرين الثاني 2002) أن الجنين البشري في عمر الأربعين "لا يختلف في مظهره عن جنين الخنزير أو الفرخ أو الفيل. فلكل منها ذيل وكيس صفار وخياشيم بدائية".
Time, November 11, 2002, http://www.time.com/time/magazine/ article/0,9171,1003653,00.html. BROKEN LINK
فلا تزال يستخدمها مؤيدي التطور حتى الأن بما فيها أشهر المجلات العلمية عندما تقدم أدلة صحة نظرية دارون. فمثلا عدد نوفمبر 2004 في ناشونال جوجرافيك نفسها كان عنوانها was Darwin Wrong
والاجابة لا لم يكن مخطئ لأن الأدلة ضخمة
ونفاجأ أن ثاني دليل من حيث الأهمية في هذه المجلة الشهيرة هو نفس صورة هيكل المزورة والمعروف إنها مزورة من 150 سنة. وكما قدمت سابقًا مراجع التعليم التي تدرس هذه الكذبة حتى الان.
الختام
والسؤال لماذا يتمسكوا بكذبة معروف إنها كذبة وخدعة وصاحبها اعترف بكذبة وتزويره وحُوكم؟ السبب أنه لا يوجد دليل واحد علمي حقيقي على التطور، فلهذا يستشهدوا بحفريات مزورة كما درسنا وابحاث جينية مزورة كما درسنا وصور مزورة للأجنة لتستمر عقيدة التطور الإلحادية. رغم أن العلم الحقيقي المثبت المتكرر يؤكد التصميم والخلق. وسنكمل في هذا الأمر الجزء التالي لتأكيد خطأ كلامه أكثر وأثارها وكيف هم يعترفوا بأنهم متمسكين بها رغم معرفتهم أنها تزوير.
والمجد لله دائما