الجزء السابع والثلاثين تأكيد خدعة تشابه جنين الإنسان مع أجنة الحيوانات كدليل على التطور 2
د. غالي
تم اعداده في 2010
تم عرضه في 26 يناير 2025
مقدمة
في الجزء السابق تم شرح تاريخ خدعة أن جنين الإنسان يشبه اجنة الحيوانات وأن جنين الإنسان يمر بمراحل نمو تشبه مراحل تطور اسلاف الإنسان من سمك لبرمائي لزاحف لثديي وهكذا والذي اعتبروه دليل على التطور بل من أول أدلة التطور. وهو مع حفريات مزورة مثل جاوا وبلتدون جعل التطور الذي كان فرضية غير مثبتة (بل خطأ لأنها تخالف الملاحظات العلمية) فأصبحت حقيقة علمية خدع بها العالم. ورغم أن المزور الذي اخترع هذا أيرنيست هيكل الألماني عالم الأجنة تم كشف تزويره من قبل زملاؤه واعترف وعاقبته جامعته إلا ان المراجع وبعض كتب التعليم لا تزال تستشهد بهذه الخدعة حتى الأن كدليل مهم على التطور بعد مرور 150 سنة على اعترافه بالتزوير. في هذا الجزء تقديم تأكيد أكثر على تزوير الصور واعترافات علماء التطور لماذا لن يتخلوا عنها رغم معرفتهم انها تزوير وكذب.
الموضوع
تأكيد أكثر على تزوير الصور: ففي الصورة التالية رسمه المزور اعلي والصور الحقيقية للأجنة أسفل؛
وكما قدمت من أدلة أنه تم الاعتراف بوضوح انها صوره كاذبه وهذه هي الشكل الحقيقي للأجنة كما تقدمها الموسوعة البريطانية والذي واضح فيه انه لا يوجد هذا التشابه الكاذب.
ورغم اننا لو نظرنا من الامام سنجدهم مختلفين تماما وبطريقة أكثر وضوح عن الصور الجانبية؛ ولكن سأعرض ايضا صور جانبية بدرجة وضوح أفضل. فصورة جنين الانسان الحقيقية في المراحل العمرية الأولى حتى يتخذ شكل إنسان
وصورة جنين الخنزير على سبيل المثال
وجنين السلحفاة
وجنين السمك
فهم مختلفين من ناحية الشكل تماما حتى من الصور الجانبية. هذا من ناحية الشكل وهو كافي.
ولكن بالإضافة لذلك؛ لو بحثناها من ناحية الحجم هو مختلف تماما وليس كما يظهرون بهذه الطريقة المزورة المتشابهين في الحجم بطريقة خادعة. فجنين الانسان أكبر بكثير من جنين الفرخة من حيث الوزن والحجم. فالتالي جنين الدجاجة من حيث الحجم الذي يرسموه بطريقة مساوية لجنين الإنسان
في اليوم الاول هو 0.0002 جم
وفي اليوم السابع هو 0.57 جم
وفي اليوم 14 هو 9.74 جم
وفي اليوم 21 هو 30.21 جم
الإنسان التالي:
ونري أن الاشكال مختلفة تمامًا عما يعرضوه في الصورة المزورة فلا يصلح أن أتخذ مرحلة واحدة وأقدم لها أكثر من صورة لكي ادعي التشابه. وهذا معدل نمو جنين الإنسان في 21 يوم
فهو في اليوم الأول تقريبًا 1 جم وليس 0.0002 جم
في اليوم السابع 5 جم وليس 0.57 جم
في اليوم 14 200 جم وليس 9.74 جم
في اليوم 21 700 جم وليس 30.21 جم
فنحن نتكلم عن متوسط خمسين ضعف فرق حجم، فلا يصلح أن يضعوهم في مقارنة بحجم واحد بطريقة خادعة كما في صورة مناهج التعليم. ورأينا بهذا أولا أن الشكل غير صحيح وثانيا الحجم غير صحيح.
ثالثًا تركيب الانسجة فهي مختلفة وكل نسيج له وظيفة مختلفة. ومن أمثلة كثيرة أركز على أشهر مثال يستشهدوا به: فما يقولوا عنه انه ذيل ضامر في الانسان هو من الانسجة الاولي الثلاثة Ectoderm Mesoderm Endoderm ومنها تتكون المراحل التالية. فهو ليس ديل على الاطلاق كما يدعوا ولا يوجد به أي ضمور بل لو مجموعة خلايا قليلة لهذا دور مهم ومناسب لاختلاف سرعة نمو خلايا الطبقات المختلفة. وهذه الخلايا التي يدعوا انها ذيل ضامر لو ضمرت فيه سينتج طفل مشوه ناقص عضو. وسأشرح هذا أكثر في الرد على ادعاء الأعضاء الأثرية قريبًا.
رابعًا هذا يختلف في الترتيب الزمني وايضا في ترتيب الاسابيع فنعرف ان من زيجوت إلى كتكوت هو 21 يوم وليس تسع شهور
وسأستخدم تاريخ الدورة الشهرية لأنه هو الاسلوب المتبع في العد أكثر. البداية زيجوت وينقسم.
وتمكن الأطباء من تسجيل كل مراحل نمو الجنين بواسطة fetoscope
19-21
21- 23
26 - 27
28-32
31 – 35
37- 42
44- 48
51- 53
56 – 60
في كل هذه المراحل لا يشبه أجنة أخرى. وبالطبع نعرف ان كل مرحلة من مراحل نمو جنين الانسان مميزة جدا وكل نسيج وعضو ومرحلة مميز ومناسب جدا لنمو الجنين. فيقول هوتنر
“As a law, this principle has been questioned, it has been subjected to careful scrutiny and has been found wanting.”
A.F. Huettner, Fundamentals of Comparative Embryology of the Vertebrates, p. 48.
لقد تم التشكيك في هذا المبدأ المعتبر قانونًا، وخضع لفحص دقيق، وتبين أنه خطأ.
فيقول كيث تومبسون "من المؤكد أن القانون الحيوي الوراثي قد مات تمامًا. وقد تم طرده أخيرًا من كتب علم الأحياء في الخمسينيات. وكموضوع للبحث النظري الجاد، انقرض في العشرينيات."
Surely, the biogenetic law is as dead as doornail. It was finally exorcised from biology textbooks in the fifties. As a topic of serious theoretical inquiry, it was extinct in the twenties.
Keith Thompson, “Ontogeny and Phylogeny Recapitulated.” American Scientist, 5/6, 1988, 273.
فاين التشابه في الاعمار في الاشكال التي يدعوا انها متشابهة كدليل على التطور؟ وهذا القانون اعترف من البداية 1876 أنه خطأ واستمر يبحث رغم هذا حتى العشرينات أي خمسين سنة رغم يعرفوا انه خطأ ورغم هذا استمر شيء أساسي في المراجع حتى الخمسينات أى ثلاثين سنة أخرى. ونفاجأ انه لم يختفي بل استمر في كتب التعليم حتى الان ويدرس على انه حقيقة. رغم اعتراف بعض علماء التطور بان هذه الخدعة ثبت فشلها، بل كما قلت هيكل نفسه اعترف بانها مزوره وتم ادانته
Embryonic Fraud Lives on, New Scientist, P.23, 9/6/97.
ونص اعترافه مسجل
لكن للأسف لاتزال موجودة في الكتب حتى الحديث من المراجع للأسف والكثير من البسطاء يصدقوها. بل تقول مجلة اخبار التطور ان هذه الكذبة لا تزال تستخدم في الكثير من المراجع ولكن يحرفوا فيها أشياء بسيطة (أي يضيفوا كذبا على كذب).
وليس البسطاء فقط بل العلماء ايضا رغم معرفتهم بتزويرها وحتى قانون الاحياء ان الاحياء تحتفظ بذاكرة التطور في المراحل الجينية يقروا بخطئه، ولكنهم يعلنوا رغم خطؤه هم لا يقدروا ان يتخلوا عنه لأنه أصبح له جزور عميقة مرتبط بصحة التطور فسيستمر ولن يزال من أدلة التطور رغم ثبات خطاه من علماء كثيرين.
الاشكالية انهم يقولوا فرضية ويصدقوها بدون دليل بل ويبدؤوا يطبقوا عليه رغم معرفتهم بتزويرها. وتدرس في أماكن كثيرة من العالم كله حتى الان. فكتاب هولت للبيولوجي يقدمها للطلبة على انها حقيقة
ويستشهدوا بها في المراجع على خطأ الخلق وصحة التطور
ومرجع بايولوجي الذي يدرس للطلبة لكينيث ميلر يذكرها على انها حقيقة
وغيره الكثير
ولهذا يقر به بعض كتب التطور انه تعليم خطأ "إن العديد من المؤسسات التعليمية المزعومة، أو ما يسمى "الجامعات"، ليست مؤسسات تعليمية على الإطلاق أو جامعات؛ بل هي معاهد للتعليم الخاطئ."
“Many so-called educational institutions, so-called ‘universities,’ are not educational institutions at all or universities; they are institutes for miseducation.”
Op. cit., p. 120.
بل هذا ليس تزوير فقط بل يصفه بعض العلماء انه جريمة علمية تشبه جريمة القتل ولكن من الناحية الاكاديمية كما قال ريتشاردسون وزملاؤه
M. Richardson and G. Keuck, “Haeckel’s ABC of Evolution and Development,” Biological Reviews of the Cambridge Philosophical Society 77 no. 04 (2002): p. 495–528.
ولا تزال تتزايد المراجع التي تستشهد بها بل تنتشر أكثر في العقود الأخيرة لأنهم لم يجدوا أدلة على التطور فاضطروا ان يرجعوا الى هذه الكذبة مرة أخرى.
فيقول ريتشاردسون وزملاؤه: "لقد استعادت فكرة المرحلة المحفوظة من الناحية التطورية شعبيتها في السنوات الأخيرة".
M. Richardson et al., “There is no highly conserved embryonic stage in the vertebrates: implications for current theories of evolution and development,” Anatomy and Embryology 196 no. 2 (1997): 91–106.
وتشير ورقة بحثية عام 2012 شارك في تأليفها ريتشارد لينسكي بعنوان "التطور يميل إلى تلخيص علم الأنساب في الكائنات الحية الرقمية"، إلى أن "مشاعر ماير لا تزال شائعة على نطاق واسع اليوم، وأن فكرة أن التطور يلخص علم الأنساب في شكل ما لها أنصارها المعاصرون".
J. Clune et al., “Ontogeny Tends to Recapitulate Phylogeny in Digital Organisms,” The American Naturalist, 180 no. 3 (2012): E54–E63.
بل يعتبروا هيكل هو أبو لعلم الاجنة التطوري حتى الأن. فيقول ريتشاردسون
وعلى الرغم من عيوبه الواضحة، يمكن اعتبار هيكل أباً لعلم الأجنة التطوري القائم على التسلسل.
M. Richardson and G. Keuck, “Haeckel’s ABC of Evolution and Development,” Biological Reviews of the Cambridge Philosophical Society 77 no. 04 (2002): p. 495–528.
فمزور ومضل وكاذب ومعترف بكل هذا. ورغم هذا يعتبروه أبو علن الأجنة التطوري بل يحالوا الدفاع عنه الأن ويقولوا إن ما فعله هو لسد الفراغات ونوع من أنواع التخمين
"ممارسة هيكل المتمثلة في ملء الفجوات في السلسلة الجنينية بالتخمين"
Richardson and Keuck, Biological Reviews of the Cambridge Philosophical Society, p. 495–528.
تزوير صور أجنة عن عمد يعتبروه الان ملء فراغات وتخمين؟ تخيلوا لو كان قام بهذا عالم مسيحي ما هو مستوى الفضيحة التي نشروها له ولكن فعل هذا التزوير ليثبت التطور وكلام دارون فيعتبروه أبو علم الأجنة التطوري. ورغم معرفتهم بالتزوير لا يزالوا يكرروها لأنه يثبت التطور الذي لا يريدوا ان يعترفوا بخطاه.
فللأسف يصر مؤيدي التطور على استمرار استخدامها رغم انها مزورة وقال بعضهم انها أعمق من ان نزيلها وأصبحت من اساسيات علم الاحياء رغم ثبات خطاها فيقول والتر
لقد أصبح القانون الحيوي الوراثي متجذرًا بعمق في الفكر البيولوجي لدرجة أنه لا يمكن التخلص منه على الرغم من إثبات خطأه من قبل العديد من العلماء اللاحقين
“The biogenetic law has become so deeply rooted in biological thought that it cannot be weeded out in spite of its having been demonstrated to be wrong by numerous subsequent scholars.” *Walter J. Bock, Science, May 1969 [Department of Biological Sciences at Columbia University].
أهذا يسمى علما من علوم التطور؟ هذا عار لكلمة العلم ان يلقب بها هذه الأمور المزورة.
ويقول ريتشاردسون
أن "رسومات هايكل للأجنة مهمة باعتبارها فرضيات فيلوجينية، ووسائل تعليمية ـ بل وحتى أدلة علمية... وتوضح الرسومات التشابه الجيني، والتكرار، والاختلاف الظاهري".
Richardson and Keuck, Biological Reviews of the Cambridge Philosophical Society, p. 495–528.
بل وصلت بهم الجرأة انهم لا يخجلوا بان يعترفوا بأنهم سيظلون يستخدمونها وستظل باقية في علم الحيوان فيقول ويستون
نظرية مفادها أنه على الرغم من تعرضها للانتقاد، فإن آثارها لا تزال باقية في زوايا وشقوق علم الحيوان.
“[It is] a theory that, in spite of its exposure, its effects continue to linger in the nooks and crannies of zoology.”
G.R. De Beer and *W.E. Swinton, in *T.S. Wastell (ed.), Studies in Fossil Vertebrates.
وسيظلون يدرسون هذه الكذبة حتى يجدوا كذبه اخري أكثر اقناع تثبت التطور او تثبت فرضية اخري تنكر وجود إله خالق لان هذا هو الهدف الحقيقي.
ويطبقوا عليها ان جنين الانسان والسمكة والطائر هو واحد بسبب علم الاجنة والذي هو معتمد على صورة معترف بتزويرها
واقر بهذا ستيفين جول انها لا تزال في أغلب كتب التعليم والمراجع حتى الان
لذا، لا ينبغي لنا أن نتفاجأ من دخول رسوم هايكل إلى الكتب المدرسية في القرن التاسع عشر. ولكنني أعتقد أن من حقنا أن نندهش ونخجل من قرن كامل من إعادة التدوير غير المدروسة التي أدت إلى استمرار هذه الرسوم في عدد كبير، إن لم يكن في أغلب الكتب المدرسية الحديثة.
We should therefore not be surprised that Haeckel's drawings entered ninteenth century textbooks. But we do, I think, have the right to be both astonished and ashamed by the century of mindless recycling that has led to the persistence of these drawing in a large number, if not majority, of modern textbooks.
Stephen Jay Gould, “Abscheulich! (Atrocious!),” Natural History, 109 no. 2 (2000): p. 44–45, quoted in “Revisiting Those Pesky Embryo Drawings — Evolution News & Views,” http://www.evolutionnews.org/2010/06/revisiting_those_pesky_embryo035741.html.
فكل هذا يؤكد انها كذبة ويعرفون أنها كذب في كذب ولكن سيستمرون يستشهدوا بها على صحة التطور.
الخاتمة
وأكرر السؤال لماذا يتمسكوا بكذبة معروف إنها كذبة وخدعة وصاحبها اعترف بكذبة وتزويره وحُوكم؟ السبب أنه لا يوجد دليل واحد علمي حقيقي على التطور، بل لو اعترفوا بان الاجنة تشهد على التصميم وليس التطور هذا سيصبح دليل علمي اخر قوي من ادلة كثيرة تؤكد خطا التطور وصحة التصميم بطريقة علمية واضح. فلهذا يستشهدوا بحفريات مزورة كما درسنا وابحاث جينية مزورة كما درسنا وصور مزورة للأجنة لتستمر عقيدة التطور الإلحادية. فقط لأنهم اختاروا رفض التصميم رغم أن العلم الحقيقي المثبت المتكرر يؤكد التصميم والخلق. وسنكمل في هذا الأمر الجزء التالي لتأكيد خطأ كلامه أكثر وأثارها.
والمجد لله دائما