الرد على فرضية الإنسان يتطور إلى أكثر ذكاء الجزء الأول الإضاءة المصرية القديمة والمرايا





د. غالي

تم اعداده في 2013

تم عرضه في 15 يوليه 2025





مقدمة

بالطبع بناء على فرضية التطور التي تنادي بأن الإنسان تطور من ثدييات إلى قردة دنيا إلى قردة عليا إلى الإنسان. والإنسان حاليًا هو أذكى بكثير من القردة، فبناء عليه وأمر بديهي هو أن الإنسان يتطور لأكثر ذكاء من أشباه القردة بمخ 500 سم 3 إلى الإنسان الحضاري الذكي بمخ متوسط 1350 سم 3. ولان التطور لا يتوقف فالمفترض أن الإنسان يتزايد في معدل ذكاؤه. ولكن فرضية أن الإنسان كان أغبي في الماضي هي فكره غير صحيحة بل هي ضد الكتاب المقدس الذي خلق الإنسان حسن. فهل الإنسان كان في الماضي غبي أم ذكي؟ بالطبع الحضارات القديمة تشهد على ذكاء الإنسان فهو بدون التكنولوجيا الحديثة صنع أشياء تفوق العقل حاليًا. ولتوضيح المقصود من التكنولوجيا، فالإنسان حاليا باستخدام الألة الحاسبة يستطيع أن يقوم بعمليات حسابية كثيرة ولكن بدون آلة حاسبة هل يستطيع ذلك؟ فلو حاليا بدون آلة حاسبة رغم تلقيه علم الحساب لكن لا يستطيع ان يقوم بعمليات حسابية معقدة فكيف يوصف أكثر ذكاء من إنسان في الماضي بدون آلة حاسبة كان يستطيع بسهولة القيام بعمليات حسابية معقدة؟ يصبح الواضح من هذا أن الإنسان في الماضي أكثر ذكاء. نفس الأمر في البناء؛ الإنسان حاليًا باستخدام روافع ومعدات ثقيلة وآلات ميكانيكية كثيرة يستطيع أن يبني بناء كبير، ولكن بدون الآلات الميكانيكية والروافع ووسائل النقل لا يستطيع أن يقوم بهذا. فالإنسان حاليًا أقل مقدرة ومهارة وذكاء من الإنسان في الماضي الذي بدون هذه المعدات استطاع أن يبني بناء كبير لا نستطيع أن نبنيه الأن مثل الهرم الأكبر وغيره. فكيف الإنسان القديم مثبت بوضوح أنه تفوق على التكنولوجيا الحديثة في أشياء كثيرة ولا يزال يؤمن البعض أنه كان غبي وكان ذكائه قليل ما بين القرد والإنسان؟

الموضوع

للأسف هذا الفكر الخطأ المبني على فرضية التطور موجود بوضوح من أيام دارون. فالإيمان بالتطور يدعي أن الإنسان كان غبي في الماضي مثل القردة وبدا يتطور شيء قليل. فدارون يعتقد ان مخ الانسان أفضل من مخ القرد بشيء بسيط بل يعتقد ان مخ الانسان لا يستطيع ان يقدم أسلوب منطقي مقنع لأنه أفضل من القرد بقليل. فيقول دارون: "لديّ دائمًا شكٌّ مُريعٌ حول ما إذا كانت قناعات عقل الإنسان، المُنبثقة من عقول الحيوانات الدنيا، ذات قيمةٍ أو جديرةٍ بالثقة. هل يثق أحدٌ بقناعات عقل قرد، إن وُجدت فيه أي قناعات؟"

With me the horrid doubt always arises whether the convictions of man’s mind, which has been developed from the minds of the lower animals, are of any value or at all trustworthy. Would anyone trust in the convictions of a monkey’s mind, if there are any convictions in such a mind?”

Charles Darwin, Life and Letters of Charles Darwin, quoted in Francis Darwin, (1903; 1971 reprint), Vol. 1, 285.

فدارون ليس فقط كان يؤمن أن الإنسان في الماضي غبي متخلف يشبه تفكير القردة، بل حتى الإنسان في زمن دارون هو يشك أن كان تفكيره ذو قيمه لأنه منبثق من عقل الحيوانات الغبية. ولو استخدمنا مقياس دارون في الحكم على تفكير دارون نفسه لوجدنا بالمنطق انه لما كان يجب ان نثق في تفكيره وفرضيته التي مصدرها عقل قرد غبي غير جدير بالثقة.

أيضًا بعد أخر وهو الذكاء هو سرعة تفكير باستخدام العقل، وليس مقدار من المعلومات المتاحة وليس في استخدام تكنولوجيا توفر عليه المعاناة في التفكير. فقد نكون نعلم أكثر بكثير الأن ونستطيع أن نستخدمها ولكن لا نستطيع أن نقول على الإنسان في الماضي أنه أغبى لأنه يجب أن نقيس نفس معدل سرعة التفكير بنفس مقدار المعلومات أي لنقارن يجب أن ننزل لنفس مستوي المعرفة ونري انتاج عقل الإنسان المجرد من أمور تدل على ذكاؤه بنفس مقدار المعرفة.

أنواع الذكاء

يوجد ثمان أنواع ذكاء. ندرس منهم خمسة في عجالة ومقارنة بالماضي.

النوع الأول: الذكاء اللفظي أو اللغوي.

هو ذكاء الكلمات وكل ما له علاقة أو ارتباط بالكلمات، فنجد هذا الشخص يعشق الحفظ والتراكيب اللغوية. وبعضهم نجده لا يميل للرياضيات. هذا الذكاء قد نجده في مجتمعنا في الأديب والشاعر والصحفي والمذيع والمحاور والروائي والمترجم وكل المهن التي ترتبط باللغة بصفة عامة.

وفي هذا المجال نلاحظ أن الشعر القديم أفضل من الشعر الحديث. واللغات القديمة أفضل وأعقد من الجديدة. أيضًا نلاحظ أن معدل تطور اللغات قل جدا ومعدل اضافة لهجات قل. بل والمفردات التي تضاف هي سطحية وأقل عمق من المفردات الماضية. هذا يشير أن الإنسان في الماضي كان أكثر ذكاء لغوي.

النوع الثاني: الذكاء المنطقي/الرياضي/الرقمي.

هم أذكياء في الرياضيات. بعضهم يكرهون مادتي النصوص ومواضيع التعبير، فهم سهل لهم حسابات أشياء بناء على المعطيات المقدمة. طريقة تفكيرهم مثل مادة الهندسة وإثبات وتطبيق النظريات الهندسية، فنجد الفرد منهم لا يحتاج أكثر من معطيات واعمال العقل لإعطاء البرهان على استنتاجه وحل. عاشق للأرقام والمسائل الحسابية والمعادلات (إثباتاً لا حفظاً) يركز كثيراً مع الأرقام ودلالاتها في الحياة، كالمسافة بين الأرض والشمس، والمساحة الفارغة في الغرفة، وارتفاع السقف. يحب الرسم التخطيطي والهندسة الفراغية. عاشق للألغاز والأمور الغير مكتملة ليضع فيها اللمسة الأخيرة. هذا الشخص من عائلة (نيوتن وأينشتاين) الرياضية.

نلاحظ أن الإنسان في الماضي بمعلومات أقل بكثير تمكن من حساب أشياء صعبة جدًا مثل بناء الأهرام والأثار القديمة. والرسومات الأرضية العملاقة بل وبعض الحسابات للفلك والطقس وفي وقت قصير. هذا يوضح أن الإنسان لم يكن أقل ذكاء رياضي في الماضي بل أكثر.

النوع الثالث: الذكاء الحسي أو الحركي.

هو ذكاء الرياضيين ومحبي الحركة والتفوق في رد فعل العضلي العصبي، لذلك فهو يكون رياضي ماهر. هو يتميز بالمجهود البدني ويتحمل مشاق أكثر. يصلح أن يمتهن في المجتمع المهن التي تحتاج مجهود بدني أكثر كعامل أو محارب.

اعتقد واضح أن المجهود البدني للبشر في الماضي لا يقارن حاليًا. ومذكور قصص عن جيوش لا تستطيع الجيوش الحالية ان تقوم بها ولا تتحمل نفس ظروفها.

النوع الرابع: الذكاء الاجتماعي أو التفاعلي.

الشخص المتحمس لعقد صداقات وتكوين مجموعات وقيادة المجموعة. يحب الظهور، ومؤهل للقيادة بشكل رائع، شعبي النزعة، ثوري الغضب، حريص على مظهره أمام الناس، وهو الذي يساعد على تضامن المجتمعات وكبرها وتوسعها وترابطها مع بقوة.

ورغم أنه مقياس غير واضح إن كان أقل في الماضي من حاليًا ولكن الإنسان في الماضي كون مجتمعات أفضل من الإنسان الحالي. والإنسان الحالي يخضع للأنظمة أكثر من أن يسعي لتكوين مجتمعات. بل الإنسان الغربي أقل اجتماعيًا بكثير عن الماضي وتتناقص الحياة الاجتماعية. وواضح أن المجتمعات حاليًا تتفكك وليس تتضامن وتتوسع ويتزايد ترابطها بل العكس.

النوع الخامس: الذكاء الذاتي أو الفردي.

هذا النوع من الذكاء صاحبه يكون شديد الاهتمام بالتطوير والتنمية الذاتية الفردية، فهو يستطيع لوحده أن ينمي او يطور أو يخترع شيء معقد بجميع جوانبه بدون الاستعانة بمجموعات متخصصة، هو من فريق المبدعين في المجتمع، من أصحاب الأفكار الجديدة.

ونلاحظ أن البشر في الماضي كانوا يفكرون في الاختراعات فرادى وليس بأسلوب منظم مثل الشركات حاليًا التي توظف عقول متخصصة ولكن لا يستطيع أن يخترع شيء متكامل لوحده إلا بالتعاون مع باقي المتخصصين. بل نسبة وتناسب إلى المخترعين في الماضي مع عدد البشرية القليل أعلى بكثير من نسبة المخترعين حاليًا مع عدد البشرية العملاق.

النوع السادس: الذكاء الموسيقي أو النغمي.

النوع السابع: الذكاء الصوري/البصري/المكاني.

النوع الثامن: الذكاء الحيوي أو البيئي

فبالمقارنة بأنواع الذكاء نجد أن الإنسان في الماضي كان أكثر ذكاء. ولمن يكن نصف إنسان نصف قرد متخلف غبي. فالفكر التطوري خطأ بناء على مقاييس الذكاء وثمر هذا الذكاء، بينما الإيمان بالخلق في كل هذه الانواع الانسان الاسرع في التفكير بناء على معدل البشر وبناء على الإمكانيات المتوفرة نستطيع أن نقول إنه كان في الماضي أفضل.

أمثلة

فهل يوجد ادلة أن الانسان في الماضي كان أكثر غباء ام أكثر ذكاء او على الأقل يساوي الانسان الحالي في الذكاء؟

الأدلة كثيرة ستشير الي انه كان أذكى بالفعل. ولو تكلمت على الأمثلة فهي كثيرة جدًا من بناء الأهرامات وتصميمها المليئة بالعجائب لدرجة دفعت البعض أن يعتقد كائنات فضائية أكثر تطور قامت ببنائها من شدة الذكاء الظاهر في تصميمها وبنائها. فالهرم الاكبر هو أكبر بناء من حيث الحجم وكم الاحجار على مستوي العالم حتى الأن. والعجائب الأخرى القديمة الكثيرة جدًا بل روعتها فوق الخيال. وليس البناء فقط بل الاكتشافات بما نجده الأن من معرفتهم بأشياء عن الفضاء لم نكتشفها إلا حديثا. وأيضا كيميائيا مثل التحنيط وغيره. بل حتى الصناعات المعدنية والمواد اللاصقة التي كان يستخدمها نياندرثال في أدواته هي أفضل مما يسمى هذه الأيام Super Glue.

وايضا الاختراعات وبدا في أول مثل وهو البطاريات الكهربائية الفخارية التي يعود عمرها على الأقل إلى 250 سنة قبل الميلاد وقد يصل إلى 640 ق.م. لأنها من الفترة الساسانية.

Arran Frood, "Riddle of 'Baghdad's batteries'". BBC News. (February 27, 2003). http://news.bbc.co.uk/2/hi/science/nature/2804257.stm

وجدوها في منطقة العراق بواسطة فريق من الباحثين مع مشرف الماني من المتحف العراقي

The Baghdad Ancient Culture: Two Thousand Years Old Battery - Photo Taken from Baghdad Muesum

عبارة عن مزهرية مصنوعة من الطين، ارتفاعها حوالي ١٤ سنتيمترًا، وأكبر قطر لها ٨ سنتيمترات. كان قطر الفتحة الدائرية في أعلى المزهرية 33 مليمترًا. وُجد داخلها أسطوانة مصنوعة من صفائح نحاسية عالية النقاء، ارتفاعها 10 سنتيمترات وقطرها حوالي 26 مليمترًا. تم تغطية الطرف السفلي من الأسطوانة النحاسية بقطعة من صفائح النحاس، بنفس سمك وجودة الأسطوانة نفسها. كان السطح الداخلي لهذه الصفيحة النحاسية المستديرة التي تُشكّل الجزء السفلي الداخلي للأسطوانة المجوفة مُغطى بطبقة من الأسفلت، سُمكها 3 ملليمترات. دُفعت سدادة سميكة وثقيلة من نفس المادة إلى الطرف العلوي للأسطوانة. كان مركز السدادة مصنوعًا من قطعة حديد صلبة يبلغ طولها الآن 75 مليمترًا، وقطرها الأصلي سنتيمترًا واحدًا تقريبًا. يُظهر الجزء العلوي من قضيب الحديد أنه كان مستديرًا في البداية، وبينما تآكل طرفه السفلي جزئيًا. وهذا التصميم يجعله مولد للكهرباء أي بطارية.

فقبل ان تخترع البطارية حوالي 1800م بواسطة فولتا. القدماء كانوا يستخدمون بطاريات كهربائية لا نعرف حتى الأن كيف صمموها وفي ماذا كانوا يستخدمونها. ولكن عندنا دليل مادي انهم استخدموا البطاريات الكهربائية من قبل الميلاد. نحن نتكلم عن أربع معادن مختلفة يستخرجوا كل منهم على حدة وهذه تحتاج ذكاء وتقنيات. وينقوا كلهم وبشدة وبمنتهى الذكاء ثم يركبوا معا بنسب دقيقة ويضاف إليهم حمض ترك اثاره مثل الخل لينتجوا كهرباء قوتها 1.1 فولت. بل أحدهم غير معروف بدقة حتى الأن.

ردا على التساؤل تستخدم في ماذا، حاول المدافعين عن التطور ان يردوا ردا بائسا فقالوا انها كانت تستخدم لحفظ المخطوطات. وبالطبع هذا رد فاشل لأنه أولا هي غير معزولة للمياه ثانيا الحديد والنحاس سيترك اثار وبقع سيئة على المخطوطات. كل هذا لكيلا يعترفوا بحقيقتها لأنها تشهد على خطأ تطور الانسان.

شرح عالم وهو Paul T. Keyser, University of Alberta انها كانت تستخدم لإنتاج تيار كهربائي ضعيف لعلاج بعض الامراض الجلدية كفكرة الابر الصينية

Paul T. Keyser, "The Purpose of the Parthian Galvanic Cells: A First-Century A.D. Electric Battery Used for Analgesia", Journal of Near Eastern Studies, vol. 52, no. 2, April 1993, 81–98.

وبالفعل اكتشف في مكان قريب في العراق ابر من حديد تصلح لهذا. المهم في هذا بغض النظر عن الخلافات الكثيرة فيما كانت تستخدم هذه البطارية. النقطة المعنية هنا وهي أن تصميم كهذا يستلزم ذكاء وخبرة وتقنية متوفرة من قبل الميلاد. وبالطبع هذا لا يصلح مع ادعاء أن الانسان في الماضي كان غبي ويتطور لأكثر ذكاء.

مثال أخر مشابه ولكنه أقدم وهو دراسة مثيرة وهي عن أن منارة مصر القديمة هي ليست بالنار ولكن بالكهرباء

An animated picture of the Pharos Lighthouse “A Survey of the Chemistry of Assyria in the Seventh Century B.C.,” Ambix, Vol. II, No. 1, June 1938

ففي مقال نُشر في موسوعة بريتانيكا عام 1929، شرح جي دبليو هايس، وهو كيميائي بحثي في ​​شركة الكربون الوطنية في كليفلاند بولاية أوهايو ومؤلف العديد من المقالات في المجلات التقنية، "الخصائص الثقيلة" لهذه البطارية الأساسية والتي من شأنها أن تؤهلها بالتأكيد لاستخدام ضوء قوس الكربون في كشاف الضوء على منارة فاروس القديمة.

Encyclopaedia Britannica, 14th Edition, Article: "Battery - Lalande Cell," London 1929

وأيضًأ بعض الرسومات على المعابد عن اسلوب انارة المعابد المصرية هي مثيرة وغامضة. ففي أنفاق المعابد حاليًا لا نستطيع ان ندخل لعمقها إلا بمد مراوح قوية لتجدد الهواء في أعماق المعابد المصرية القديمة تحت سطح الأرض وألا لأختنق الباحثين. وهذا يوضح انه في الماضي لا يستطيعوا ان يقوموا باي شيء مثل الرسم والنحت وغيره بدون تجديد للهواء وأيضًا مصدر انارة ولا يستطيعوا استخدام الشعلات النارية في الإضاءة لان هذا سيخنقهم بسرعة أكبر. فكيف اناروا هذه الانفاق ليقوموا بأعمال النحت والرسم والتلوين التي استغرقت سنوات؟

الحل يأتي في رسومات تركوها لنا توضح انهم كانوا يستخدموا إضاءة تشبه المصابيح الكهربية. فبعض الرسومات على المعابد عن اسلوب انارة المعابد المصرية هي كانت تضاء بالكهرباء والمصابيح الكهربائية فهل هذا محتمل؟

أشار السير جون جاردنر ويلكنسون (1798-1875)، عالم مصريات من القرن التاسع عشر، إلى أن في أثار المصريين القدماء،"لا تقدم اللوحات سوى تمثيلات قليلة للمصابيح ولا تقدم نوع آخر من الضوء مثل المشاعل أو غيره".

Sir John Gardner Wilkinson, A Popular Account of the Ancient Egyptians, New York 1988.

كيف يُعقل هذا، وقد زخرف المصريون القدماء آثارهم بكل ابتكار مهم آخر شكّل حياتهم اليومية؟ لعلّ الجواب، كما لاحظ عالم معاصر، روبرت تمبل، بشأن جميع العدسات القديمة التي لم يُكتشف أمرها بعد والموجودة في متاحف العالم، يكمن في أن الناس لا يبحثون عن الأضواء الكهربائية القديمة، لذا فهم ببساطة لا يتعرفون عليها.

Robert Temple, The Crystal Sun, Rediscovering a Lost Technology of the Ancient World, London 2000

هذا مع ملاحظة ويلكنسون وأيضًا مع لاحظه عالم الفلك السير ج. نورمان لوكير، الذي درس أيضًا المعابد والمقابر المصرية القديمة بعمق، عام ١٨٩٤. وفي كتابه "فجر علم الفلك"، لفت الانتباه إلى لغز في ذلك الوقت، عندما أشار إلى التالي: في جميع المقابر المفتوحة حديثًا، لا توجد أي آثار لأي نوع من الاحتراق، حتى في أعمق تجاويفها. وهذا واضحٌ للغاية لدرجة أن السيد بوريان، أثناء مناقشتنا لهذا الأمر في طيبة، اقترح ضاحكًا احتمال أن يكون الضوء الكهربائي معروفًا لدى المصريين القدماء.

J. Norman Lockyer, The Dawn of Astronomy, M.I.T. Press, Cambridge 1964 (a reprint of Lockyer's 1894 first edition).

فمثلا الصورة التالية وهي من معبد دندرة الذي يعود ما بين 1500 ق.م. إلى ما هو أكثر من 2000 ق.م. نفاجأ بالرسم التالي على جدران المعبد.

فهي صورة لما يشبه مصبايح كهربية تضيء اثناء عمل العمال في جدران المعابد. هذه الصورة حاليًا تفترض انها توصف أنبوبة الخلق من زهرة اللوتس. ولكن عندما دقق فيها علماء وقارنوها بما نعرفه من أنبوب أشعة الكاثود، وأنابيب جيسلر، وأنابيب كروسكس، ومصابيح القوس، وغيره. مع عدم وجود أي أثار لرماد متبقي من مشاعل ولا وجود أي مشاعل، استنتجوا انها تطابق شكل مصباح كهربائي.

Norman Lockyer, The Dawn of Astronomy, (1894), 180-181.

د. اريان اندرو شرح هذا الأمر بتفصيلاتها كيف أنها جهاز كهربائي

بل وضح أنها ليست اللوحة الوحيدة في معبد دندرة بل يوجد لوحات تشير توضيل عدة مصابيح كهربية ببطارية واحدة

photo of ancient electric lights in a Denderah crypt

وايضا في دندرة رسوم اخري عن مصابيح كهربائية بأشكال مختلفة. مع ملاحظة انه اكتشف اثار الكثير من المرايا. ولكن السائد هو تفسير ان هذه المرايا لتعكس اشعة الشمس لتدخلها داخل النفق فتضيئه ولكن يعترض العلماء على هذه الفرضية السائدة، لان المرايا العاكسة للضوء ليست خيارًا جيدًا للمشاريع الملحة والمعقدة التي تتطلب أكثر من ظهور الشمس بشكل دوري في سماء صافية وخالية من الغيوم والغبار وفي ضوء النهار. هذا لا يتوفر في كل الأماكن وبخاصة في داخل المناطق الجبلية التي يصل ضوء الشمس على المدخ فترة زمنية وجيزة غير مستمرة لأيام مع السحب والغيوم. فلا يتوقع ان المصريين القدماء كانوا يعملون ساعة او ساعتين كل عدة أيام.

علاوة على ذلك، كانت متاهة الغرف في بعض المقابر ستسبب مشاكل لا يمكن التغلب عليها للفنيين الذين يحاولون الحفاظ على عدد كبير من المرايا مصفوفة بدقة، وتتابع بعضها البعض باستمرار أثناء محاولتهم التقاط أشعة الشمس المتضائلة والارتداد حولها. وبخاصة مع تغير زاوية الشمس مع تحرك فصول السنة. علاوة على ذلك، كان من الممكن أن يقف فني أو حرفي محصور في مقبرة مصرية معقدة أمام أحد العاكسات، ويكسر حلقة مهمة في سلسلة الضوء المعقدة، تاركًا الآخرين على طول الخط يكافحون في ظلام دامس. فلهذا فرضية ان النظام المعقد من المرايات كان لعكس اشعة الشمس على هذه الأعماق مرفوضة ولم يكتشف تواصل خطوط من المرايات ولكن وجود مراية كبيرة في غرفة مستقلة هي مناسب أكثر ان تعكس نور من مصدره داخل هذه الغرفة وليس نار لكيلا يختنق العمال. وحتى لو المصدر مصباح زيتي فهذا سيترك اثار في سقف الغرفة وهذا ما لم يكتشف له أثر على الإطلاق فهي مصابيح ليست زيتية ولا من نار. فتفسير هذا بما تم اكتشافه انه قد يكون مصدر كهربائي هو الاصلح حسب ما قال العلماء.

مع ملاحظة وجود شهادات عن إضاءات ليست نارية مثل هذه. فمثلا في القرن الثاني الميلادي، كان أحد المعابد السورية يضم تمثالاً لإلهة مع أحد هذه الأنواع من الأضواء مثبتًا على رأسها. وفي ذلك الوقت كتب لوسيان الساموساطي يقول: تحمل على رأسها حجرًا يُسمى «مصباحًا»، وقد سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى وظيفته. يضيء هذا الحجر في الليل بوضوحٍ عظيم، ويُنير المعبد بأكمله، كما تُنير مصابيح الزيت. أما في النهار، فيضيء بشكلٍ خافت، لكن له مظهرًا ناريًا شديدًا.

Lucian, Loeb Classical Library, Volume IV, New York 1925.

يبدو هذا بوضوح نوعًا من كهربائي أو تفاعل، إذ أطلق لوسيان على الحجر اسم "مصباح" وكان قويًا بما يكفي لإضاءة المعبد بأكمله وبما أنه قال إنه كان له "مظهر ناري للغاية" فهو مصدر إضائة قوي لا يصلح مع شعلة أو مصباح زيتي. علاوة على ذلك، عادةً ما يكون الضوء الكهربائي، مهما كان نوعه، ساطعًا في الليل وخافتًا جدًا في النهار.

القديس اغسطينوس في كتابه مدينة الله يتكلم عن معبد فينوس في مصر الذي يضيؤه بضوء غريب ليس نار ولا يطفأ لا بعاصفة ولا بمطر “no storm or rain extinguishes it.” ويتكلم انه كان مستمر لسنوات عديدة.

Concerning the City of God Against the Pagans, numerous editions are available

ونشرت مجلة العلوم الامريكية انه وجد اثار عن استخدام بطاريات كهربائية ومولدات كهربائية من قبل الميلاد في إضاءة مدن يبنوها داخل الكهوف الكبيرة.

Isis Unveiled, A Master Key to the Mysteries of Ancient and Modern Science and Theology, New York 1877

مرة أخرى النقطة المعنية في هذا الأمر ليس خلاف على تفصيلات الأمر بل عن وجود تصميمات كهذه يشهد على ذكاء القدماء بل أكثر ذكاء من الأن لأنهم بدون تكنولوجيا حديثة صنعوا كل هذا. وحتى لو لم يكونوا صنعوا اضاءات كهربية فكون انه استطاعوا العمل في الأنفاق تحت سطح الأرض وبدون تهوية أي اخترعوا وسائل تهوية هذا في حد ذاته يوضح مدى ذكاءهم. بل موضوع المرايات نفسها وغيرها من الاختراعات التي هي بناء على مقياس المعرفة والادوات المتاحة هي فائقة للذكاء مقارنة بالان.

الخاتمة

هذا يوضح أن الإنسان في الماضي كان أكثر ذكاء. ولم يكن نصف إنسان نصف قرد متخلف غبي. فالفكر التطوري خطأ بناء على ادلة ذكاء الانسان في الماضي. ولكن هذا يؤكد الفكر الخلقي الذي تكلم عن حكمة الانسان وذكاؤه منذ بداية الخليقة. وسأكمل الأدلة في موضوعات قادمة.





والمجد لله دائمًا