الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى تفسير الاصحاح الاول من سفر الرؤيا الجزء الاول
رؤ 1
سفر الرؤيا الإصحاح الأول 1-8
Holy_bible_1
2009
المصادر:
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
تفسير القمص انطونيوس فكري
تفسير القمص ارميا بولس
مقدمة القمص انطونيوس فكري
قاموس الكتاب المقدس
قاموس ثيور اليوناني
قاموس سترونج اليوناني
قاموس برون العبري
قاموس بابيليون
دائرة المعارف الكتابية
تفسير جون جيل
تفسير آدم كلارك
تفسير روبرت بارنز
تفسير ماثيو هنري
تفسير فنست
The net bible
Early fathers faith
Ant-Nicene, Nicene, Post-Nicene fathers
التراجم المختلفة للإنجيل مثل العربي وانجليزي ويوناني ولاتيني وارامي من برنامج ايسورد
كتابات بروس متزجر في المخطوطات والنقد النصي
فليب كامفورت
روجر اومانسون
ريتشارد ويلسون
بعض المواقع المتخصصة في صورة المخطوطات القديمة
وكل من كان له تعب خدمه وتعلمت منه
اقسام السفر: -
اولا: الرؤيا الاولى: -الكنيسة على الارض ص1 -ص 3
الافتتاحية 1: 1 -3.
2. السلام الرسولي للكنائس 4–6.
3. مجيء المعلن عنه 7–8.
الراسل والمرسل إليهم 1: 4 -8.
4. شخص المُعلنِ 9-20.
التكليف الإلهي ليوحنا 1: 9 -11.
المسيح المجيد وسط المنائر 12:1 -20.
قبل البداية واثناء العبور بالسفر حتى النهاية سنظل نقول " امين تعال أيها الرب يسوع".
الجزء الاول
1 "اعلان يسوع المسيح الذي اعطاه اياه الله ليري عبيده ما لا بد ان يكون عن قريب وبينه مرسلا بيد ملاكه لعبده يوحنا".
إعلان وهو REVELATION من REVEAL أي يكشف القناع أو شيء ينكشف للعيان أو يُباح به فيظهر ما كان خفياً، فهو كشف الأسرار الإلهية للبشر. ويسمى أيضاً الجليان من جعل الشيء جلى أي واضح. وكلمة إعلان باليونانية هي أبوكاليبسيس أى رفع الغطاء ومنها جاء تعبير ليلة أبوغالمسيس التي نطلقها على ليلة سبت النور إذ نقرأ فيها سفر الرؤيا كاملاً.
لقد استخدم الله كلمة اعلان كثيرا وبخاصه اولاده المحبوبين. لأنه نور العالم فسفر الرؤيا يبدا بنور للإعلان. فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ، سفر التكوين 18: 17. فإن كان الله لم يشأ أن يصنع شيئًا بسدوم وعمورة إلا بعدما يعلن ذلك حبيبه إبراهيم، كما لم يرد إلاّ أن يعلن لدانيال الرجل المحبوب لديه ما سيحدث، لهذا يليق بالأولى أن يتقدم إلى كنيسته، العروس التي دفع مهرها على الصليب، بهذا "الإعلان"، ليكشف لها "ما لا بد أن يكون عن قريب". فهو يكشف ليوحنا ولنا ايضا ويتعزى قلبنا بان الله اعتبر كل من يقرا سفر الرؤيا برجاء هو حبيبه. فكلمه جميله يبدا بها سفر الرؤيا لان العلماء والحكماء يتنبؤا عن الاحداث الي تحدث ولكنهم غالبا لا يصدقوا ولكن الهنا أخبرنا بكل شيء لأنه قال وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ، رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ». إنجيل لوقا 10: 21. فاعلان ليس لتملك العالم بل لكيلا ترتبط بالعالم فحينما تسمع بشرور كثيره في العالم لا تفقد شيء لأنه ليس في قلبك محبة العالم لان غضب الله معلن على العالم. لذلك هدف اعلان سفر الرؤيا ان الانسان لا يبذل مجهود وتفكير كثير في العالم لأنه فاني ووضع في الشرير.
اعلان يسوع المسيح فهذا الاعلان هو سلطان للمسيح ان يعطيه لأولاده في الوقت المناسب ولان هذا العلان هو عطية الاهيه فيجب ان يتم من لقب الوسيط وهو يسوع الانسان المسيح الاله فهو أعلن لنا نحن البشر من الوسيط يسوع الناسوت المتحد بكلمة اللاهوت المنبثق من الله. ولهذا قال في ترتيب دقيق جدا إعلان يسوع المسيح الذي أعطاه إياه الله أي الرب يسوع هو الذي اقتبل هذا الإعلان كرأس للكنيسة. وإذ هو فكر الله الأزلي والحكمة الإلهية فهو يعرف كل شيء من ذاته. ولكن المقصود هنا أن الآب أعطى للابن أن يكشف للكنيسة عن هذه الأسرار ودائماً الآب يريد والابن والروح القدس يحولان هذه الإرادة إلى فعل. فالآب يريد أن الجميع يخلصون والابن نفذ هذا بتجسده وصليبه والروح القدس يعمل في الكنيسة الآن ليثبتها في المسيح. وهنا الآب أراد أن يعلن للكنيسة هذه الأسرار، والابن نفذ هذا وما كان هذا ممكناً لولا أن الكنيسة أصبحت مقبولة بسبب دم المسيح، وأن المسيح صار رأساً لها. وصار يوحنا بل صارت الكنيسة كلها في المسيح، فنحن نعرف هذه الأسرار من خلال وجودنا وثباتنا في المسيح يسوع. لذلك هو ايضا قال لا يعرف أحد الساعة ولا الابن لان الابن هو وسيط للإنسان بين الطبيعة الالهية والإنسانية فهو يوضح علامات ولكن الساعة لا.
يسوع = المخلص الفادي الحقيقي ولكي يكون فادي فهو ابن الانسان وليس هلاميا او ملائكيا.
المسيح = أي الممسوح والمفرز والمخصص ليفدي الكنيسة ويكون كاهناً ونبياً وملكاً عليها. والمسيح مُسِحَ بالروح القدس على هيئة حمامة (شيء كامل لأن الروح القدس حل على المسيح كاملاً). اما الأنبياء والملوك ورؤساء الكهنة في العهد القديم، وكل فرد مؤمن في الكنيسة الآن فهو يحصل بقدر ما يحتمل لذلك حل الروح القدس على هيئة ألسنة نارية منقسمة على التلاميذ يوم الخمسين، أي ليس حلولاً كاملاً. وفى العهد القديم كانوا يمسحون بدهن المسحة ليتمكنوا من القيام بأعمالهم (كأنبياء وملوك ورؤساء كهنة فقط). فحين يقول الله أعطى ليسوع المسيح فهذا بحسب ناسوته وكرأس للكنيسة لكي يعلنه لها، والمسيح أعطاه ليوحنا ليعطيه يوحنا للكنيسة التي هي جسد المسيح.
عبيده = المسيح يقول لا أسميكم عبيداً لكنى قد سميتكم أحباء (يو15:15) ولكننا نحن نتلذذ بأن نستعبد أنفسنا لله، فالعبودية لله تحرر، بل إن حتى إخوة المسيح بالجسد مثل يعقوب ويهوذا لم يسموا أنفسهم إخوة المسيح بل سموا أنفسهم عبيداً له (يع1:1) + (يه1) + (رو1:1) لقد صرنا أسرى محبة المسيح، تذوب إرادتنا في إرادته، ونطيعه حتى الموت. فنحن ابناء الله كمخلصين ولكن مسؤولية الخدمة يكون خادم (سيرفنت اي عبد). فهو كابن الانسان خدمنا وجعلنا ابناء له فانا كابن الله لابد ان اخدمه والا لا استحق البنوة. اي ان الاعلان لأولاده خدامه لأنه صعب.
ما لابد أن يكون = وهي يقصد بها التالي:
1. مقاصد الله حتمية.
2. الله يرى المستقبل حاضراً أمامه كأنه الآن.
لذلك احفظه واستعد له لأنه سيتم ولا يوجد طريقه لتحاشيه أو منعه ولا نستطيع ان نخفي رؤوسنا في الرمال كالعالم.
عن قريب= اي في نظر الله لكل انسان سيكون قريبا حتى ولو بدي للإنسان بمقاييسه بعيد
وبينه= تأكيد لإظهاره فهو اعلان موضح.
مرُسلاً بيد ملاكه = فالملائكة هم خدام الإعلانات منذ العهد القديم ولهم دور محوري في الإعلانات.
سفر الرؤيا به ملائكة كثيره دلاله على كثرة العمل والاحداث والملاك لا يتدخل في الخطة لكنه مسؤول عن التنفيذ فقط فدلاله على ان هذه الامور لن تتغير. نجد في غالبية العهد الجديد دور الملائكة محدود لان هذا عمل الله اما في سفر الرؤيا فمرسل بيد ملاكه لأنه فكر دينونة والروح القدس ليس من عمله الدينونة بل اعطي كل الدينونة للابن فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً». سفر التكوين 6: 3. فلا يديننا الروح ولا الاب بل المسيح بإرسال خدامه يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ، إنجيل متى 13: 41. وهذا معناه انه بدا بإرسال الملائكة المعدين لخدمة الابن للدينونة فيدل بوضوح ان الدينونة قريبه
التدرج في الخدمة والإعلانات: المسيح هو الله، ولكنه يتكلم عنه هنا كوسيط بين الله والناس، ليس الابن الأزلي فقط بل الابن المتجسد الوسيط الابن هو أقنوم المعرفة والحكمة وكل ما هو للآب هو للابن. وقيل عن الابن أنه مخبأ فيه كل كنوز الحكمة. وقيل لا يعرف الآب إلا الابن، فهو أقنوم المعرفة في الثالوث القدوس، وفى 1 كو 24:1 قيل عنه أنه حكمة الله. وهو بهذا يعرف كل الأشياء فالمعرفة هي للآب والابن لكنها في سلطان الآب وحده، يعلنها حين يريد، ويعلنها عن طريق الابن للكنيسة كرأس للكنيسة. مثال: الوزراء كلهم يعرفون الأسرار ولكن هناك وزير واحد له سلطة الإعلان، فالآب والابن يعرفان ولكن السلطان هو للآب. وتشبيه آخر نقول إن العقل أعطى أن يظهر الفكر للناس والمسيح حين أراد أن يظهر الفكر للناس (عن طريق يوحنا) أعطى الملاك والملاك أعطى ليوحنا ويوحنا أعلن للكنيسة. فالله يحب الترتيب. نقول هذا لمن يقولون لا داعي لأن يوجد كهنوت، فلنتصل بالله مباشرة ونرد على هذا، أولاً بالتدرج الذي رأيناه هنا وثانياً بمعجزة الخمس خبزات حيث أعطى المسيح لتلاميذه، والتلاميذ أعطوا الجموع. فالأب للابن للملاك ليوحنا للكنائس؛ فكما ان يوحنا ليس هو أفضل في المرتبة عن اخوته في الكنائس كذلك الاب ليس بأفضل من الابن لكنه تمايز وظيفي. ولكن لمن يشكك ويقول ان هذا دليل على ان المسيح نبي فهذا غير مقبول لان الترتيب في هذه الحالة الله للملاك ليسوع للكنائس. وان يكون يسوع موجود بالجسد على الارض
وهذا لا ينطبق على هذه الحالة لذلك يكون العدد دليل علي لاهوته بناء على هذا الترتيب وهو المتسلط على الملائكة.
ولهذا كان استخدام التعبير اليوناني دقيق عدما قال (ديدومي) التي تعني يعطي او يصل to reach out, extend, present او يصل او اعطاء يد لأخر to give, hand out. ونرى أن الملاك صار مرافقاً ليوحنا خلال هذه الرؤيا، وهذا يشير للمحبة والصداقة التي صارت بين الملائكة والبشر (أف10:1). ونلمس خلال السفر فرح الملائكة بالمجد المعد للبشر، وأن الملائكة صاروا ينذرون الأشرار، فهم يفرحون بخاطئ واحد يتوب. وكان الملاك يشرح ليوحنا ما يحتاج إليه من إيضاحات، فالملائكة أرواح خادمة (عب14:1). كلما أحب العريس عروسه فتح قلبه لها لترى فيه أسراره خاصة ما يتعلق بحبه تجاهها، وما يعده لأجلها في يوم زفافها. كان يمكن للرب أن يرسل "إعلانه" ليوحنا مباشرة، لكنه "بيَّنه مرسلاً بيد ملاكه" حتى يعطى للملائكة هذه البركة أن تشترك مع ربها في لذته بكشف أسراره لعروسه. إنه يقدم لهم على الدوام كل فرصة لخدمة العتيدين أن يرثوا الخلاص (عب 10: 14) ليعلن أيضًا حبهم تجاه عروسه. ويثبت اتمام عمل مصالحة السمائيين بالأرضيين
ونلاحظ نفس الشهادة والاعلان ينطبق ايضا على اول عدد في رسالته ويقول في رسالته اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. رسالة يوحنا الرسول الأولى 1: 1. فهو شاهد للكلمة باستمرار. وفي شهادته يقر بلاهوته انه كلمة الله اللوغوس وبناسوته انه هو يسوع المسيح. ويتشابه كثيرا مع بداية انجيله الذي شهد فيه بلاهوت المسيح بشريته في البدئ كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله، والكلمة صار جسدا
The phrase “the word of God” - τὸν λόγον τοῦ Θεοῦ ton logon tou Theou - occurs frequently in the New Testament (compare Joh_10:35; Act_4:31; Act_6:2, Act_6:7; Act_11:1; Act_12:24);
ويجب ان نشهد مثله باستمرار ليسوع المسيح. ويؤكد بانه هو كاتب الانجيل وكاتب الرسائل الثلاث وكاتب سفر الرؤيا وكتب وشهد بكل ما راه الذي لم يتخلى عن المسيح في وقت صلبه والذي راي شهد وشهادته حق. وقد اشترك أيضًا يوحنا الحبيب في الخدمة إذ أُرسل الملاك إليه وهو بدوره قد سجل الرؤيا للكنيسة.
ولكن من هو يوحنا هذا؟
2 "الذي شهد بكلمة الله وبشهادة يسوع المسيح بكل ما راه".
الذي شهد = فيوحنا كان شاهداً ينقل ما رآه وسمعه من المسيح وفى بطمس. ويوضح ان يوحنا كان امينا في شهادته وتبشيره بالمسيح. وهو مجرد شاهد ينقل ما يراه أو يسمعه، كأنه يقول إنني مجرد "صوت صارخ في البرية" (مر 1: 3). ليس لي فضل في ذاتي، بل وهبني الرب هذه النعمة أن أشهد له. ونري يوحنا يكتب اسمه في اول عدد ليؤكد مصداقية السفر وفي العدد الثاني يؤكد ان ليس من ذاته ولكنه يقدم شهادة الابن ويكررها بصيغتين للتأكيد (شهادة كلمة الله) و (شهادة يسوع المسيح) ويؤكد مصداقيته انه شهد بكل ما راه ولم يخفي او يغير شيء الا ما طلب منه الملاك ختمه من الاصوات السبعة. فائدة الإعلان:
3 "طوبى للذي يقرا وللذين يسمعون اقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها لان الوقت قريب".
يقراء كتبشير وهنا تأكيد لأهمية التبشير فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 10: 14. فكيف يسمعون ان لم يقرأ لهم المبشرين. والدرجة الاولي من القبول هو السماع.
ويحفظون = من تكرار السماع وحينما يحفظون ليس بمعني تكرار فمي فقط بل حفظ فعلي بمعني.
وللذين يسمعون = يسمعون أي ينفذون ما يقرأون، ويصبروا على الضيقات التي تواجههم، هؤلاء يتعزون ويزداد اشتياقهم للسماء. الطوبى هي لكل من يخبئ كلام الله في قلبه ويحيا بحسبه. والتنفيذ الفعلي هو:
1. ينفذون وصايا السفر.
2. يتجنبون ما حذر منه السفر.
3. يتعلمون التسابيح التي في السفر وهي لغة السماء.
4. يقرأونه كثيراً ليحفظونه ويحفظون كلماته.
ولاحظ فالله لم يطوب من يفهم أسرار سفر الرؤيا، وتوقيت كل حدث بل طوب من يحفظ ما جاء بالسفر. مبارك هو ذاك الذي يقرأ هذه النبوة في مخدعه، وللذي يقرأها في الكنيسة أو يسمعها مع إخوته. لأنه إذ يحفظها في قلبه يلتهب قلبه نحو التحقيق. الله من خلال هذا السفر يعطينا شعله لنتمسك به. لا تحزن علي ظلم العالم من صاحب او اخ او غريب او صاحب عمل او غيره لأنه كل هذا سيفني سريعا. فالسفر مكتوب بأسلوب نبوي، والنبوات لا يمكن فهمها إلا حينما تتم ومثال ذلك:
1. من كان يستطيع ان يفهم ان العذراء تلد ابنا (أش 14:7).
2. من كان يستطيع أن يفهم أن هناك من يموت ويقوم بعد 3 أيام (هو 2، 1:6).
3. من كان يستطيع أن يفهم ان الله الأزلي سيولد في بيت لحم (مى 2:5).
إذاً المطلوب فهم السفر روحياً وحفظ ما جاء فيه، أما النبوات الغامضة فلن نفهمها إلا في حينه، حين يريد الله أن يكشف القناع عن النبوة، وربما حينئذ نكتشف أمراً يوجهه لنا الله لننفذه. وهناك دراسات تحدد يوم المجيء الثاني، وهناك من حدده بانه في سنة كذا أو يوم كذا.... ولا نستطيع أن نعلق على هذا إلا بأن هؤلاء يلزمهم أن يتعلموا التواضع، فإن كان السيد المسيح يقول إن هذه الساعة لا يعلمها أحد ولا الملائكة ولا الابن إلا الآب (مر32:13) فمن هذا الذي يستطيع أن يحدد هذا اليوم. وبعد ما قلناه سابقاً فما معنى أن المسيح لا يعلم هذه الساعة؟
1. هو لا يريد أن يعلنها، فحين يقول لا أعرف فالمعنى لا أريد أن أعلن كما قال عن بعض الأشرار لا أعرفكم (مت 23:7) بمعنى أنه يستنكر تصرفاتهم.
2. الآب لا يريد أن يعلن، فهو لم يعط للابن أن يعلن.
فمن هذا الذي يستطيع أن يعلن الساعة التي لا يعلنها ابن الإنسان؟! ولكن السيد المسيح أعطى لكنيسته هذه العلامات للاستعداد والسهر دائماً (مر33:13) اسهروا وصلوا وأيضاً في (مر7:13) يقول لا ترتاعوا فإذا كان الله يعلم وقد أخبرنا بما سيحدث قبل 2000 سنة فهو إذاً ضابط الكل الذي كل شيء بيده، ويعرف كيف يحفظ أولاده وسط هذه الضيقات ولكن علينا نحن أولاده أن نصبر كما قال في (مر13:13) ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص. ونلخص ما سبق فالمسيح يكشف لنا كل هذا حتى:
1. لا نرتاع،
2. نستعد ونسهر،
3. أن نصبر.
فالله سبق وأخبرنا أنه سيكون هناك ضيقات ولكنه طلب الصبر في الضيقة والسهر والصلاة، ومن يصبر ولا يتذمر يفتح الله عينيه على المجد المعد لمن يصبر ويعطيه الله تعزيات تسنده في ضيقته فيزداد صبراً واحتمالا ومن ثم تنفتح عينيه بالأكثر ويزداد عزاؤه وهكذا.
النبوة = سفر الرؤيا هو السفر النبوي في العهد الجديد.
"ما هو مكتوب فيها، لأن الوقت قريب" أو كما جاء في النص اليوناني "لأن الفرصة سانحة وقريبة".
يقول الأسقف فيكتورينوس: يبدأ السفر بالوعد بتطويب من يقرأه ويسمعه ويحفظه، حتى أن من يثابر على القراءة يتعلم تنفيذ الأعمال وحفظ الوصايا.
4 "يوحنا الى السبع الكنائس التي في اسيا نعمة لكم وسلام من الكائن والذي كان والذي يأتي ومن السبعة الارواح التي امام عرشه".
السلام الرسولي للكنائس؛ نؤمن بكنيسه واحده مقدسه جامعه رسوليه. إذا سبعه اي مراحل الكنيسة المختلفة.
إلى السبع الكنائس = ربما تشير للسبع كنائس التي خدمها يوحنا في آسيا الصغرى والتي سترد أسماءها في الإصحاحين 3،2. ولكن لأن رقم 7 هو رقم كامل، فالكلام إذن موجه إلى كل الكنائس أو كل الكنيسة في كل زمان ومكان. ولكن هنا في الرسائل كلام يصلح لهذه الكنائس التي عرفت يوحنا كرسول عاش بينهم ويصلح للكنيسة عبر العصور. ويوحنا الحبيب بشر في أكثر من سبع كنائس فهو بالحقيقة سبع كنائس كرمز للكمال لكل الحلات.
اسيا= أكبر قطعة ارض يابسه فهي أكبر قارة ويعبر عن الصلابة والقسوة. اي ان الكنيسة في العالم القاسي.
نعمة لكم وسلام = النعمة هي إرسال الروح القدس ليحل على البشر باستحقاقات دم المسيح، وهو يعطى شفاء للنفس ويهبها سلام. لذلك فمن ثمار الروح القدس السلام (غل23، 22:5) وفى آية 9 يقول يوحنا في تواضعه "أخوكم وشريككم" ولكنه كرسول له أن يعطيهم السلام ولكن الذي يمنح السلام هو الله. نعيش في قسوة ولكن نأخذ نعمه من الله ليعوض قسوة العالم. وحينما نقول لبعضنا بعضا نعمه وسلام ليس من سلطاننا ولكن من رب المجد لنا جميعا فليحل روحه. القدوس الذي يمنحنا سلام. وسلام هو رمز العهد القديم لذلك تحية اليهود سلام شالوم والعهد الجديد رمزه النعمة جراس يوناني. لذلك نعمة العهد الجديد الذي أكمل السلام الذي خطط له في العهد القديم وبحث عنه
ومن يعطي النعمة والسلام.
الكائن = الكائن الآن بذاته، غير معتمد على أحد في كيانه بينما كيان الإنسان معتمد على الله. وهو يطلق علي اهيه اي الكائن وهو يهوه ايضا تتراجراماتونTetragrammaton, יהוה Yehovah ;
يطلق عليه
Rabbi Jose said, By the name Tetragrammaton, (i.e. יהוה, Yehovah), the higher and lower regions, the heavens, the earth, and all they contain, were perfected; and they are all before him reputed as nothing; והוא היה והוא הוה והוא יהיה vehu hayah, vehu hoveh, vehu yihyeh;
فيهو هيه فيهو هوفيه فيهو يهييه. في اعلي وأسفل السماء وفي الارض
الذي كان = الأزلي، أنا كائن منذ الأزل أي لا بداية له.
الذي يأتي = الأبدي، الدائم للأبد، وسيأتي للدينونة وهذا شرح لكلمة يهوه.
In Chasad Shimuel, Rab. Samuel ben David asks: “Why are we commanded to use three hours of prayer? Answer: These hours point out the holy blessed God; שהוא היה הוה ויהיה shehu hayah, hoveh, veyihyeh; he who Was, who Is, and who Shall Be
شيهيه يهيه هوفيه فييهيه
وكشف لنا العلامة ترتليان سرّ منح النعمة الرسولية قبل السلام بقوله إنه كانت العادة القديمة بين الشعب أن يفتتحوا ملاقاتهم بالسلام، وقد استخدم السيد المسيح نفس الأمر مع تلاميذه، لكن بعد صعوده أضافوا عليها "النعمة" وقدموها عن "السلام" إذ هي موضوع كرازتهم التي ينالونها بالسيد المسيح. ويهتم الرسول بوصف الرب ب "الكائن والذي كان والذي يأتي" في أكثر من موضوع في هذا السفر ليؤكد أن واهب النعمة وينبوعها هو الرب الحال في الكنيسة التي رعاها ويرعاها ويبقى راعيًا لها، عمل ويعمل وسيعمل من أجلها.
يقول الأسقف فيكتورينوس: هو "كائن" لأنه يحتمل لأجلنا على الدوام، و"الذي كان" أيّ أنه مع الآب خلق كل شيء، كما أخذ له بداية (بالجسد) من العذراء. و"الذي يأتي" لأنه سيأتي حتمًا للدينونة.
ومن السبعة الأرواح = قيل إن السبعة الأرواح هم سبعة ملائكة للسبع الكنائس أو هم ميخائيل وغبريال وروفائيل وسوريال... وهذا رائ لا اقتنع به. لان هذا الفكر لم يكتب في الانجيل ولكن في بعض كتب التلمود في التقليد اليهودي القديم نقلا عن بعض الافكار الفارسية ان العرش في الشرق وسبع ملائكة هم رؤساء القوات (in Jonathan ben Uzziel’s Targum) والرأي المقبول أن هذا وصف لعمل الروح القدس الكامل، فرقم 7 هو رقم كامل. فالروح القدس يعمل فى السبع الأسرار وهو الذي يعطى الثمار والمواهب، هو يعمل كل شىء للكنيسة، يقود ويبكت ويعلم ويذكر ويخبرنا بكل ما هو للمسيح. هو يملأ الكنيسة ويملأ كل مؤمن على حدة ليثبت الكل فى المسيح (هذا طبعاً لمن يريد ويجاهد) والرأي الثاني هو المرجح فاسم المسيح جاء بعد السبعة الأرواح ولا يعقل أن اسم المسيح يأتي بعد الملائكة في الترتيب.
التي أمام عرشه = في (زك14:4) رأينا ابنا الزيت الواقفان عند سيد الأرض كلها، وكان هذا إشارة لاهتمام الاب واشتياقه لإرسال الابن والروح القدس للأرض لإعداد الكنيسة كعروس للمسيح ورجوعها للأحضان الأبوية. والآن وقد أرسل الابن لذلك نرى الروح القدس أمام العرش بمعنى ان الله الآن اهتمامه الأول بعمل الروح القدس في تجديد الخليقة لتصبح عروساً للمسيح لتعود للأحضان الإلهية الأبوية. أمام عرشه أي أمام عينيه، أنظاره أي اهتمامه موجه لهذا العمل ولقد ذكر الروح القدس قبل المسيح لأن الكلام سيكمل بعد ذلك عن المسيح.
وهو شهادة للثالوث عن طريق الكائن هو الاب والذي كان ويأتي هو المسيح والارواح هو الروح القدس. أنه وصف الروح القدس الذي يعمل في الكنيسة خلال مواهبه الكاملة في الأسرار السبعة.
والدليل انه يقول عن الروح القدس هو وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. سفر إشعياء 11: 2. ويتضح ان الآيات التي تتكلم عن اللاهوت لا تفصل بين الذات الالاهية فالروح القدس هو روح الرب وروح مخافة الرب. ولم يطلق في الانجيل لقب روح الرب علي ملاك. ولكن أطلق على الملائكة روحا فقط ولم تنسب لله. وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ، وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. سفر صموئيل الأول 16: 14. وروح الرب لا يقاس
مَنْ قَاسَ رُوحَ الرَّبِّ، وَمَنْ مُشِيرُهُ يُعَلِّمُهُ؟ سفر إشعياء 40: 13. وبخاصه ان السلام من الاب والابن والروح ثم هذا السلام ياتي من وظيفة الروح القدس وايضا من عمل المسيح الكفاري فيقول، وقال عنها هنري ان هو سبع طرق الله في العمل معنا ويعني كمال عمل الله. وايضا يرفض راي انهم ملائكة بسبب:
1 كيف يأخذون نفس مرتبة الله والمسيح لان رتبتهم بين اسماء المسيح الذي كان والذي يأتي ومن يسوع المسيح.
2 كيف يكون لهم دور من ذاتهم في مباركة السبع كنائس وهذا سلطه الاهية.
3 يذكر في العددين اقنومين بوضوح وهو الاب والابن فاين عمل الروح القدس في البركة.
4 كيف يقول عنهم ملائكة ويعود فيقول عنهم في رؤ 4: 5 بوضوح. وَمِنَ الْعَرْشِ يَخْرُجُ بُرُوقٌ وَرُعُودٌ وَأَصْوَاتٌ. وَأَمَامَ الْعَرْشِ سَبْعَةُ مَصَابِيحِ نَارٍ مُتَّقِدَةٌ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ. وأيضا "وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ. سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 5: 6.
5 لقب روح الله لقب إلهي في كل الانجيل لن يأخذه مخلوقات حتى لو كانت ملائكية.
6 تصريف مفرد (تون) مش جمع ولو كان سبع ملائكة لكان اخذ تصريف جمع (kai apo TWN epta pneymatown).
7 يتكلم عن عمل الله الكامل (سبعة ارواح) وعمل الملائكة غير كامل.
ولكن كلمة امام العرش لا تعني مكان لان الله غير محدود ولكن تعني الاستعداد للعمل وان هذا تأكيد لكلمة لان الوقت قريب.
5 "ومن يسوع المسيح الشاهد الامين البكر من الاموات ورئيس ملوك الارض الذي احبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه".
ويتضح معني عمل الثالوث:
الاب الكائن والذي سمح بالكينونة والذي سمح بالدينونة.
ومن الروح القدس وعمله الكامل.
ومن يسوع المسيح وعمله الشهادة والفداء والملك والتطهير.
الشاهد الأمين = هو الذي كان في حضن الآب وأتى ليخبرنا بكل شيء ويشهد للحق بأمانة (يو37:18) وكل من يطيع وصاياه يخلص فهذا هو الحق. وهو شهد لنا بمحبة الآب ببذله نفسه على الصليب. البكر من الأموات= هو بكرنا (1 كو 23:15) فكما قام المسيح سنقوم، فنحن نستمد قيامتنا منه. هو يختلف عمن قاموا قبله لأنهم قاموا وماتوا وقاموا بنفس الجسد الفاني. لكن المسيح اقام نفسه بدون موت في جسد القيامة فهو قام ولن يرجع للموت ففيه حياه للكل.
رئيس ملوك الأرض = هو ملك الجميع، ومعطى كل ذي سلطان سلطانه (رو 2،1:13) وهو ملك على دوميتيانوس فلماذا الخوف منه أو من غيره. في اي ضيقه ارضية وبخاصه الضيقة العظيمة وفقد الرجاء تذكر انه رئيس ملوك الارض لذلك ارمياء يقول من ذا الذي يقول فيكون والرب لم يأمر وان كان الله معنا فمن علينا.
في هذه الافتتاحية يلقب الرسول شخص ربنا يسوع بألقاب تهيئ روح القارئ للتلامس مع غاية هذا السفر، فيلقبه:
1.الشاهد الأمين: يدور السفر كله حول شهادتنا لربنا على الأرض ليشهد لنا الرب أمام أبيه وملائكته. وكيف نكون شهودًا أمناء؟ بالرب يسوع "الشاهد الأمين"، إذ يقول عن نفسه "لهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق" (يو 18: 37). هذه الشهادة لم تقف عند حد الكلام بل قدم شهادة عملية باذلة أوضحها بالتجسد، ونقشها على الصليب، وأكدها بموته وأعلنها بقيامته!
بالإنجيل كله هو فقط شهادة عن المسيح. يقول الأسقف فيكتوريينوس: لقد قدم شهادة في العالم بأخذه ناسوتًا حتى تألم فيه أيضًا، محررًا إيانا من الخطية بدمه، منتصرًا على الهاوية، قائمًا من الموت بكرًا، لا يسود عليه الموت بعد (رو 6: 9) بل بملكه هدم مملكة العالم.
2. البكر من الأموات: ما يؤكده لنا هذا السفر هو أن الرب بكرنا، وكما قام الرأس هكذا تقوم معه وبه كل الأعضاء، "المسيح باكورة ثم الذين في المسيح" (1 كو 15: 23).
يقول البابا أثناسيوس الرسولي: لم يُدعَ هكذا لأنه مات قبلنا بل لأنه كابد عنا الموت وأبطله... فإذ هو قد قام نستمد قيامتنا منه، وبسببه نقوم حتمًا من الأموات.
وكما يقول ذهبيّ الفم إن الرب بكرنا لأنه قدم ذاته ذبيحة مقبولة بلا عيب، تسلمها الآب برضا، فصارت البشرية مقبولة فيه ومقدسة فيه.
فخلال البكر نرث في "كنيسة الأبكار"، ونتمتع بالمجد السماوي الموصوف في الرؤيا
الذي احبنا = هل تعلم من سمح بانك تجرب هو الذي احبك فلابد ان يرتفع ايمانك فالذي سمح بالتجارب هو الذي احبنا لذلك حينما يقول كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله هو يعلم ما هو للخير فقط ثق في كلامه. وأعظم صورة من صور المحبة انه فدانا بدمه
وقد وغسلنا من خطايانا بدمه فمن من تخاف وتنطق غسّلنا لأنها مره واحده لأنه يوجد فرق بين غسلنا وغسّلنا
ولكن احيانا نقول لماذا التجارب يقول لنا معلمنا بولس الرسول يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 11: 33. لكن ثق انه يخطط لما هو في نهاية التجربة او قد يكون في نهاية الحياة لحياه أفضل رتبتك فيها.
6 "وجعلنا ملوكا وكهنة لله ابيه له المجد والسلطان الى ابد الابدين امين".
جعلنا ملوكاً = الله أعطانا طبيعة جديدة متحررة من حتميات الإنسان العتيق وعبوديته المرة، فصرنا ملوك ذواتنا بنعمة المسيح ولا يسيطر علينا الجسد الذي أماته الرب على الصليب. فجسدنا الذي مات معه على عود الصليب هو قام معه بسلطان وكهنوت مختفي في صورة جسدنا لكن يستعلن في تصرفاتنا لو كنا ابناء المسيح الحي فينا. (وبالمعمودية متنا معه) ولا العالم الذي فضحه الرب وكشف زيفه ولا الشيطان الذي أسقطه الرب مثل البرق من السماء. فصرنا نسيطر على ذواتنا فلا تستعبدنا الخطية ولا يقتادنا الشيطان لنخالف إرادة الله ولا يستهوينا العالم فنحن نراه فانياً. ونحن صرنا ملوكاً لأننا أولاد ملك الملوك، والمسيح يملك علينا كملك الملوك. ونحن كأولاد الله سندين العالم (1 كو 2:6) ونحن نملك وعوداً بميراث سماوي في عرش المسيح سنمتلكه في الدهر الآتي. وكهنة = هناك كهنوت عام يشترك فيه كل المسيحيين، وبهذا المفهوم فكل المسيحيين كهنة. والكاهن يقدم ذبائح، فما هي الذبائح التي يقدمها المؤمنين.
1. ذبيحة التسبيح (عب 15:13).
2. ذبيحة فعل الخير (عب 16:13).
3. ذبيحة الانسحاق (مز 17:51).
4. أجسادنا كذبيحة حية (رو 1:12).
5. الصلاة (مز 2:141).
كهنوت عام وكهنوت خاص مثل ملك عام وملك خاص. ولكن هناك كهنوت خاص يُسام فيه الأساقفة والكهنة لخدمة الأسرار وهناك من فهم هذه الآية خطأ واعتبر أن كل مؤمن هو كاهن بالمفهوم الخاص والعام وهذا خطأ. فكيف يفهمون قوله ملوكاً إذاً بالمفهوم الخاص والعام. فالكتاب يطلب الخضوع للملوك (رو1:13) + (1بط13:2). ولهذا التلاميذ كانوا يعينوا شمامسة وقسس واساقفه. هل نطبق الآية خطأ ونقول كلنا ملوك فلا تخضع للملوك والرؤساء بلا شك فهذا الفهم متعارض مع الكتاب كما قلنا وما يثبت الكهنوت الخاص:
1. (أش 21:66) فيها يتكلم عن إيمان الأمم ويقول "وأتخذ منهم أيضاً كهنة ولاويين قال الرب" ولم يقل يكون الكل كهنة.
2. (أش 19:19) "يكون مذبح في مصر" والمذبح يخدمه كهنة.
3. حديث بولس الرسول عن الأساقفة والكهنة والشمامسة (أع 3:13) + (2 تى6:1) + (1 تى14:4) + (1 تى22:5) + (تى5:1).
4. نرى فى (رو16:15) بولس مباشراً لإنجيل الله ككاهن.
5. سلطان الحل والربط ومسحة الزيت للمرض والمعمودية وحلول الروح القدس أعطى للرسل فقط وخلفاؤهم من رجال الكهنوت. والسيد المسيح أعطى هذا السلطان لتلاميذه عندما نفخ فيهم الروح القدس (يو23:20).
6. ثم صار في الكنيسة بعد ذلك بوضع اليد والنفخة المقدسة من الأسقف للكاهن ومن الكاهن للمعمد وهكذا (مر13:16) + (مت19:28) + (مت19:16) + (مت18:18).
7. قول بولس الرسول " لنا مذبح لا سلطان للذين يخدمون المسكن (أي هيكل اليهود) أن يأكلوا منه" (عب10:13).
8. وهذا واضح من تاريخ الكنيسة لمدة 1500 سنة، ولم يعترض أحد إلا مع بداية الكنيسة البروتستانتية فكانت ثورتهم على الكهنوت كثورة قورح.
وهنا نستطيع بكل جرأة أن نقول إننا إذ لبسنا "ربنا يسوع" صرنا منتسبين لملك الملوك ورب الأرباب رئيس الكهنة الأعظم، وبهذا "جعلنا ملوكًا وكهنة". فنحن ضعفاء بذواتنا جدًا لكننا به أقوياء للغاية. نحن كلا شيء نخور أمام أقل الخطايا، وبه ندوس على الحيات والعقارب وكل قوات العدو. لا مطروحين في ضعف أمامه، لكننا بسلطان روحي نترجى ونفرح. ليس لنا ما نقدمه، لكننا به نرفع تقدمات روحية مقبولة أمام الله.
لقد صرنا "ملوكًا وكهنة" بمعنى روحي فلا نخلط بين السلطان العام الموهوب للمسيحي، وبين الذين عينوا من قبل الله أو بسماح منه ملوكًا ورؤساء. نخضع لهم ونقدم لهم الكرامة التي تليق بهم كما أوصانا الكتاب. ويجدر بنا ألاّ نخلط بين الذين تقدسوا وتكرسوا مفروزين للخدمة والكرازة بسرّ الكهنوت وبين الكهنوت العام الذي يسميه القديس إيرونيموس[16] (الكهنوت العلمانيLaic Priesthood) الذي يناله المؤمن بسر المعموديّة. ولهذا يقول اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ. رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 4. اي في المسيح نتحد بناسوته الممجد المتحد بلاهوته فنصير ملوكا وكهنة لأننا سنصير شركاء الطبيعة الالهية وهذا كان اهمية ان يقوم بناسوته ويصعد بناسوته. وتأكيد لناسوته واهميته يقول:
7 "هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الارض نعم امين".
هوذا يأتي مع السحاب = السحاب إشارة لمجد الله الذي يحل. هكذا كان السحاب مرافقاً دائماً لحلول مجد الله فى الخيمة والهيكل وذلك لأن الإنسان لا يحتمل مجد الله فكما أن الشمس لا يحتمل حرها والسحاب يلطف حرارتها هكذا مجد الله يخفيه السحاب حتى نحتمل نوره ومجده. عموماً فالأشرار لن يروا مجده، أما الأبرار فسيعاينون مجده ولكن بقدر ما يحتملون، إلا أن الله سيزيد من طاقة احتمالهم ليتمتعوا بضياء مجده للأبد. وقوله هوذا هي إشارة للانتباه أن المسيح قد يأتي الآن أو في أي لحظة وستنظره كل عين = سيظهر عياناً للكل وليس سراً.
وأتسأل كيف ستكون نظرتي له، نظره فرحه بمجيئه ولا حزين على ضياع الفرصة ولا نادمه على رفضه؟ كأن الرسول يبوق للكنيسة قائلاً "لقد اقترب مجيء العريس! إنه حتمًا آتٍ فتأملي!"
"يأتي مع السحاب" والسحاب يشير إلى بهاء مجده كما في التجلي. ويشير السحاب إلى غضبه ضد الشر وفاعليه، كقول المرنم: "السحاب والضباب حوله... قدامه تذهب نار وتحرق أعداءه حوله" (مز 97: 2، 3). ويرى القديسون كيرلس وأوغسطينوس وجيروم أن السحاب رمز لناسوته الذي يخفي اللاهوت. ويعلل القديس أوغسطينوس ذلك بأن الرب يخفي عن الأشرار مجد لاهوته فلا يرونه، أما الأبرار فيتمتعون بأمجاد الإله المتأنس ويتكشف لهم بهاءه وينعمون به وحدهم.
والذين طعنوه وينوح عليه = سينظره الأشرار ولكنهم لن يتمتعوا بمجده بل سيرتعبون أمامه وينوحون لسابق رفضهم له إذ كانوا بأعمالهم يصلبون ابن الله ثانية ويشهرونه (عب6:6) ينوحون لأن فرصة التوبة انتهت. والمؤمنين ينوحون فرحاً بجراحاته التي كانت سبباً في خلاصهم. أما الذين طعنوه بإنكارهم له وبخطاياهم وزناهم... الخ سينوحون لأنهم سيدركون خسارتهم الأبدية وأن الفرصة الممنوحة لهم قد انتهت، ومن هيبة الجالس على العرش سيقولون للأرض إنفحتي وإبتلعينا وللجبال غطينا من وجه الجالس على العرش (رؤ15:6-17) وراجع (مت 30:24).
فالرفض نوعين رفض كامل بقبوله. ورفض عملي بصلبه ثانيه بالأعمال الشريرة وادموه مره اخري بالمسيحية الإسمية لهذا كلمة طعنوه توبيخ للكل. والطعن هو الالم الذي تم بعد قد أكمل بعد انهاء الامات الكفارة اي هو الاصرار على الرفض.
وينوح عليه جميع قبائل الارض = سيستعلن للكل. فهل حينما يأتي في اي لحظه هل نحزن ونخبئ أنفسنا لأننا طعناه بأفعالنا ولا سنفرح بالخلاص ونقول؛
نعم آمين = عبارة مصادقة أوردها يوحنا بلفظين أحدهما عبري والآخر يوناني، والمعنى أن دينونة الله هي لكل العالم.
يراه الأشرار فينوحون، ويراه الأبرار فيبتهجون. يرى الأشرار جراحاته فييأسون. ويراها الأبرار كما يقول القديسين أغناطيوس النوراني وذهبيّ الفم وكبريانوس ظاهرة ومنيرة! لهذا لا يكفّون عن القول "نعم آمين!" أيّ ليكن يا رب، فإننا منتظرون مجيئك للتمتع بك. ومن هو الذي يأتي ليدين! أنه يقول عن نفسه:
آية 8 "انا هو الالف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء".
أنا هو الألف والياء = إن كان هناك لغة نعرف بها السماويات ونعرف بها محبة الآب، فهذه اللغة هي المسيح يسوع نفسه، فالمسيح يسوع هو كلمة الله، هو ألف وياء هذه اللغة (ألفا)، (أوميجا) باليونانية أي أول ونهاية الحروف في اللغة فالمسيح أتى ليعلن لنا عن محبة الآب، لذلك قال من رآني فقد رأى الآب، المسيح أتى ليعرفنا على الآب فهو حينما أقام الموتى أعلن أن الآب يريد لنا حياة أبدية ولا يريد لنا الموت، وحينما فتح أعين العميان أعلن لنا أن الآب يريد لنا البصيرة المفتوحة التي ترى وتعرف الآب نفسه وترى مجد السمائيات وليست تلك التي ترى وتدرك الفانيات وحينما علق على الصليب أعلن لنا محبة الآب غير المحدودة للبشر التي بها بذل ابنه عن الخطاة. إذاً كان المسيح هو اللغة، الألف والياء التي بها أعلن الله ذاته وأعلن عن إرادته وعن فكره، هو اللغة التي بها عرفنا الآب.
وحرف الألفا، أوميجا نجدها رمزاً للسيد المسيح في رسومات كثيرة فهما أول وآخر حروف الأبجدية اليونانية ويشيرا أننا كنا لا يمكننا تصور محبة الآب ومداها إلا عندما رأينا المسيح على الصليب. وهل كان يمكننا أن نتصور تواضع الله إلا حينما رأينا المسيح يغسل أقدام تلاميذه ويقبل أن يضرب من عبد رئيس الكهنة. وهل كان لنا أن يحل فينا الروح القدس الذي يعرفنا أسرار الله مالم يتم المسيح فداؤه على الصليب (1كو9:2-13) +(يو39:7) ونحن لن نفهم ولن نرى مجد الله إلا بالمسيح الذى آتى من السماء ليحملني فيه إلى السماء. إذاً المسيح هو الألف والياء وكل الحروف التى بينهما، بل كل ما تعبر عنه كل الكلمات في تشكيلاتها جميعاً من أفعال ومعانٍ وأوصاف وتعبيرات خرجت وتخرج من الله لتعبر عن الله وتعلنه لنا وتعرفنا محبته ومشيئته.
وقد سبق لنا فهم قوله "الكائن والذي كان والذي يأتي".
وهو "الرب" أيّ الإله الديان الذي له أن يحكم.
وهو "القادر على كل شيء" فلا يليق بنا أن نشك في مجيئه أو إمكانياته!
وهو "الألف والياء" وكما يقول العلامة أوريجينوس: [إنه لو وجدت لغة إلهية لقراءة السمائيات فإننا نجد الابن هو أول حروفها وآخرها... فبدونه لا ندرك شيئًا عن السماء، وبغيره لا يقدر الفم أن ينطق بالتسابيح السماوية.
البداية والنهاية = كل شيء قد بدأ بالمسيح، فالمسيح هو الكلمة عقل الله الذي به كان كل شىء (يو1:1-3) وكل شيء راجع له ولمجد اسمه. والمسيح هو محرك التاريخ، لا شيء يجوز من وراء ظهره، بل عبر مشيئته المقدسة. وهو رأس الكل أي خالق الكل، لا يوجد شيء خارجاً عنه هو الذي يحتوي كل شيء ولا شيء يحتويه = غير الموحى. وهو تجسد ليجمع فيه كنيسته ويحتوي الكل فيه، هو جمع الكنيسة كلها فيه. هو البداية والنهاية في الزمان والمكان. هو الخالق خلق كل شيء لمجده وهو تجسد ليحوى كل الكنيسة وقوله البداية والنهاية أي لم يبدأ قبله شيء ولن يبقى بعده شيء فهو الأزلي الأبدي الذي لا يحصره الزمن لأنه واجب الوجود. ولذلك بدئ كل خليقة ارشي اي رئيس كل شيء.
القادر على كل شيء = لو أراد أن ينهى حكم دومتيانوس أو حتى حياته لأنها ها ولو أراد أن يوقف أي اضطهاد لأوقفه فوراً. والكلمة الأصلية " بانطوكراطور" أي ضابط الكل.
وهو "البداية والنهاية" وكما يقول القديس أوغسطينوس: الابن هو البداية الذي فيه خلقت السماء والأرض، إذ قيل "في البدء (البداية) خلق الله السماوات والأرض"، إذ "به كان كل شيء"، ويقول المرتل: "كلها بحكمة (أيّ في المسيح الحكمة) صُنعت" (مز 104: 24).
ويقول العلامة أوريجينوس أنه البداية إذ كان منذ البداية حالاً مع آدم في الفردوس وقد صار النهاية أيّ "آدم الأخير"، محتضنًا بهذا كل البشرية منذ البداية إلى نهاية الدهور، مهتمًا بالجميع إلى انقضاء الدهر.
ويقول القديس أمبروسيوس: ليس لابن الله أية بداية، ناظرين إلى أنه هو فعلاً البداية، وليس له نهاية ذاك الذي هو "النهاية".
فبكونه البداية كيف يمكن أن يتقبل أو يأخذ له ما هو عليه (بداية وجود مادام هو فعلاً موجود، إذ هو البداية). وكيف تكون له نهاية ذاك الذي هو نهاية كل الأمور حتى أننا في هذا "النهاية" نجد لنا مسكنًا نستقر فيه بلا نهاية.
ويقول القديس جيروم والعلامة ترتليان أن هذا يطابق قول الرسول "ليجمع كل شيء في المسيح" (أف 1: 10)، أيّ نجد فيه كل احتياجاتنا، يجمع فيه كنيسته ويحفظها ويصونها ويقدم لها كل مطالبها.
فان لم يكل المسيح بالحقيقة هو بداية كل عمل لنا ونهايته وهل محور حياتنا وكل امورنا لن يكون لنا الخلاص في اسمه ان عشنا للرب نعيش في كل شيء.
والمجد لله دائمًا