الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى التجديف علي الروح القدس

مت 12: 32  مر 3: 29  لو 12: 10

التجديف علي الروح القدس

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

لازال يستغل البعض العدد الموجود في انجيل متي البشير 12 وايضا لوقا البشير 12 في ان هناك فرق بين المسيح وبين الروح القدس في الرتبه ويدعوا منها ان الروح القدس اعلي من المسيح وهو جبريل 

فيقولوا

وعند سؤال اليهود للمسيح  ـ عليه السلام ـ عن الملاك الذي يؤيده الله به ، أخبرهم أنه الروح القدس ، فردوا على المسيح رداً قبيحاً ، وزعموا أنه روح نجس ، ومرة أخرى زعموا أن الروح القـدس (( بلعزبول )) يعني رئيس الشياطين، ففي الإنـجيل : (( أما الفريسيون فلما سمعوا ( أي عن شفاء المسيح للمجنون ) قالوا هذا لا يخرج الشياطين إلا ببلعزبول رئيس الشياطين ، فعلم يسوع أفكارهم ، وقـال لهم ... إن كنت أنا ببلعزبول أخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يخرجون ، لذلك هم يكونون قضاتكم ، ولكن إن كنت أنا بروح الله أخـرج الشيطان فقـد أقبـل عليكم مـلكوت الله )) .

 ثم حذرهم  ـ عليه السلام ـ من القول على الروح القدس إنه روح نجس ، فقال : (( لذلك أقول لكم كل خطية وتجديف يغفر للناس وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس ، ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له ، وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي ))  . وقال أيضاً : (( الحق أقول لكم إن جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها ، ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد ، بل هو مستوجب دينونة أبدية ، لأنهم قالوا إن معه روحاً نجساً )) .

فما هو معني ان من يجدف علي ابن الانسان يغفر له ومن يجدف علي الروح القدس لا يغفر له ؟

الرد 

 

ساقسم ردي الي اربع اجزاء 

اولا الجزء اللفظي 

ثانيا المعني المقصود مؤيد بادله كتابيه 

ثالثا مقارنة بالفكر الاسلامي 

رابعا المعني الروحي من اقوال الاباء والبابا شنوده الثالث 

 

الجزء اللفظي

وهو عن معني الروح القدس لفظيا ومعني جدف 

الروح 

G4151

πνεῦμα

pneuma

pnyoo'-mah

From G4154; a current of air, that is, breath (blast) or a breeze; by analogy or figuratively a spirit, that is, (human) the rational soul, (by implication) vital principle, mental disposition, etc., or (superhuman) an angeldaemon, or (divine) God, Christ’s spirit, the Holy spirit: - ghost, life, spirit (-ual, -ually), mind. Compare G5590.

اصل كلمه من ريح او تيار هواء او تنفس او نفس ( شهيق وزفير ) ونفس ( النفس الحيه ) وتستخدم بمعني روح وتستخدم ما هو اعلي من انسان بمعني روح ملاك وروح شيطان وروح الله ( القوه الالهية ) وروح المسيح والروح القدس وحياه 

وهي اتت 385 مره في العهد الجديد 257 مره بمعني روح و92 مره عن الروح القدس و 32 ارواح 

ومره حياه ومره روحي ومره بالروح ومره رياح 

فعندما يتكلم عن ارواح ملائكه او شياطين يتكلم بالجمع اما عندما يتكلم عن روح الله يقول روح الله او الروح القدس وبالمفرد 

القدس 

G40

ἅγιος

hagios

hag'-ee-os

From ἅγος hagos (an awful thing) compare G53, [H2282]; sacred (physically pure, morally blameless or religious, ceremonially consecrated): - (most) holy (one, thing), saint.

هاجوس اي شئ مروع مقدس بمعني نقي بلا عيب كديانه ومراسم مقدسه وكلي القداسه وقديس 

واتت في العهد الجديد 168 مره عن الروح القدس و60 مره عن القديسين 

 

فنلاحظ الاتي ان الروح ممكن يطلق علي روح الله القدوس وعلي ايضا الارواح الاخري 

وكلمة قدس تطلق كوصف علي روح الله وعلي القديسين 

ولكن تركيب اجيون بنيوما الروح القدس لم يستخدم ولا مره واحده علي البشر ولا علي ملائكه ولكن علي روح الله القدوس 

والدليل 

إنجيل متى 1: 20

 

وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.

فالملاك يتكلم عن الروح القدس الذي به تم الحمل المقدس بيسوع المسيح فلو كان لقب الروح القدس علي ملاك لكان قال ان الروح القدس ملاك الرب وهذا لم يحدث فالملاك جبرائيل يختلف تماما عن الروح القدس الذي هو روح الله القدوس  

 

المسيح يعمدنا بالروح القدس فهل يعمدنا بملاك ؟؟؟

إنجيل متى 3: 11

 

أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ، وَلكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ.

فنري بوضوح ان يوحنا يشهد بان من ياتي بعده الذي هو المسيح سيعمد بالروح القدس والنار 

وايضا لا يمكن ان يطلق علي ملاك روح الله القدوس 

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 30

 

وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ.

( بنيوما تو اجيو تو ثيؤو )

ويشرح الانجيل ان الروح القدس يتكلم من خلال المؤمنين 

إنجيل مرقس 13: 11

 

فَمَتَى سَاقُوكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ، فَلاَ تَعْتَنُوا مِنْ قَبْلُ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ وَلاَ تَهْتَمُّوا، بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَبِذلِكَ تَكَلَّمُوا. لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ الرُّوحُ الْقُدُسُ.

سفر أعمال الرسل 1: 16

 

«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ الَّذِي سَبَقَ الرُّوحُ الْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ، عَنْ يَهُوذَا الَّذِي صَارَ دَلِيلاً لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ،

فهل ملاك يتكلم من خلالنا ؟ وهل الملاك غير محدود ؟

ويوحنا المعمدان 

إنجيل لوقا 1: 15

 

لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ، وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ

فهل امتلاء يوحنا المعمدان من ملاك ؟

وايضا زكريا وسمعان الشيخ والتلاميذ وغيرهم فهل كلهم اتلبسوا بجبريل ؟

كلمة جدف 

G987

βλασφημέω

blasphēmeō

blas-fay-meh'-o

From G989; to vilify; specifically to speak impiously: - (speak) blaspheme (-er, -mously, -my), defame, rail on, revile, speak evil.

التكم بشكل اثم لعن تحدث بشر كلام والتصرف بشكل شرير 

 

ثانيا المعني المقصود

ونقراء الاعداد معا 

 

إنجيل متى 12: 32

 

وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.

كلمه علي ابن الانسان ومن قال كلمه علي الروح القدس 

إنجيل مرقس 3

28 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ، وَالتَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا.
29 وَلكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً».

 

 

هنا وضح ان الكلمه علي ابن الانسان هو المقصود به اي نوع من الخطايا 

وهنا يوضح ان القول علي الروح القدس المقصود به تجديف 
إنجيل لوقا 12: 10

 

وَكُلُّ مَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلاَ يُغْفَرُ لَهُ.

ويؤكد ان الكلمه مقصود بها تجديف 

وبمقارنة الثلاث اعداد نفهم ان 

1 القول المقصود به هو التجديف وهو المقصود به الخطايا 

2 التجديف علي ابن النسان ليس بمعني تجديف عليه فقط ولكن صنع اي خطيه من الخطايا تعتبر تجديف علي ابن الانسان 

ولكي نفهم معني التجديف علي ابن الانسان يجب بسرعه ان نعرف جيدا من هو ابن الانسان

 الذي هو رب السبت (  متي 12: 32 ومرقس 2: 28 ولوقا 6: 5  ) وابن الانسان الذي يغفر الخطايا (  متي 9: 6 و مرقس 2: 10 ولوقا 5: 24 ) وابن الانسان هو الذي ياتي للدينونه لانه الديان  ( متي 10: 23 ومتي 16: 27 يوحنا 5: 27 ) وهو الذي خلق الملائكه ويرسلهم للحصاد في يوم الدينونه ( متي 13: 41 ) وهو المخلص ( متي 18: 11 ولوقا 9: 56 ) وهو الجالس علي العرش ( متي 19 : 28 و متي 25: 31 ) وعن يمين القوه (  مرقي 14: 62 و لوقا 22: 48 واعمال 7: 56 )  وهو الذي في كل وقت في السماء ( يو 3: 13 )

 فبالطبع طالما هو الله الظاهر في الجسد اذا اي خطيه هي موجهه ضد الله ولذلك اي خطيه هي تجديف علي ابن الانسان 

وبنفس المقياس بعد ان اوضحت في الجزء اللفظي من هو الروح القدس الذي هو روح الله القدوس فلكي نعرف معني التجديف اي صنع الخطية يجب ان نعرف عمل الروح القدس 

إنجيل يوحنا 16: 8

 

وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ:

 

سفر المزامير 94: 10

 

الْمُؤَدِّبُ الأُمَمَ أَلاَ يُبَكِّتُ؟ الْمُعَلِّمُ الإِنْسَانَ مَعْرِفَةً.

 

سفر أيوب 40: 2

 

«هَلْ يُخَاصِمُ الْقَدِيرَ مُوَبِّخُهُ، أَمِ الْمُحَاجُّ اللهَ يُجَاوِبُهُ؟».

 

سفر يشوع بن سيراخ 18: 13

 

يوبخ ويؤدب ويعلم ويرد كالراعي رعيته

 

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 5

 

وَقَدْ نَسِيتُمُ الْوَعْظَ الَّذِي يُخَاطِبُكُمْ كَبَنِينَ: «يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ.

 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 19

 

إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ

ومن هذا نفهم بوضوح ان الروح القدس الذي يبكت ويوبخ لو انسان اخطأ ( اي جدف علي ابن الانسان لو صنع اي خطية ) ورد فعل الانسان علي تبكيت الروح القدس مهم جدا فلو ندم تغفر له خطيته 

إنجيل يوحنا 6: 37

 

كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ، وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا.

 

رسالة يوحنا الرسول الأولى 1: 9

 

إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.

والاعتراف يجب ان يكون فيه ندم والا 

سفر يشوع بن سيراخ 20: 4

 

ما احسن ابداءك الندامة اذا وبخت فانك بذلك تجتنب الخطيئة الاختيارية

وهنا يشرح لنا يشوع ابن سيراخ المعني واضح جدا فمن يخطي يتوب ويعترف بخطيته ويبدي الندامه وهذا يكون بسبب الروح القدس الذي يبكت والانسان يستجيب لهذا التبكيت وان رفض يعتبر انه يستمر مستمر في الخطيه وهي باختياره وهو رافض للروح القدس ومجدف عليه وبهذا يكون هو الذي يصر علي اختيار الظلمه الخارجيه ورفض ربنا تماما وهو مشروح في 

إنجيل يوحنا 3: 20

 

لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ

هذا ان رفض توبيخ الروح القدس ويصبح خطيته بلا مغفره الي الابد لانه رفض تبكيت الروح القدس وطالما رفض التبكيت فلم يندم ولم يطلب التوبه فلم يغفر له لانه يصنع خطية اكبر بمحاولته اطفاء الروح القدس الذي فيه

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 19

 

لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ.

 وهي خطية هي المقصودة بالتجديف. وبها يكون الانسان نصب نفسه عدو لروح الله متحديا له بعدم التوبة الي نهاية حياته مثل الشيطان فهذا لا يغفر له.

إنجيل لوقا 13: 3

 

كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ.

فالتجديف علي الروح القدس هو رفض التوبة حتي الموت

وهذا ما شرحه القديس استفانوس ايضا 

سفر أعمال الرسل 7: 51

 

«يَا قُسَاةَ الرِّقَابِ، وَغَيْرَ الْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَالآذَانِ! أَنْتُمْ دَائِمًا تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ. كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذلِكَ أَنْتُمْ!

 

لان الله لايغفر للانسان باجباره ولكن الانسان يجب ان يختار ان يسمع لتبكيت الروح القدس ويتوب بارادته فيغفر له الله فالتجديف علي الروح القدس هو الرفض الكامل الدائم لكل عمل للروح القدس في القلب رفض يستمر مدى الحياة بدون توبة ولا ندم  

وللانسان حق الاختيار 

سيراخ 15

  1. هو صنع الانسان في البدء وتركه في يد اختياره 

  2. و اضاف الى ذلك وصاياه واوامره 

  3. فان شئت حفظت الوصايا ووفيت مرضاته 

  4. و عرض لك النار والماء فتمد يدك الى ما شئت 

  5. الحياة والموت امام الانسان فما اعجبه يعطى له 

 

وحذر الرب كثيرا من رفض توبيخ الروح القدس لانه بذلك يكون الانسان مرفوض 

سفر الأمثال 1: 25

 

بَلْ رَفَضْتُمْ كُلَّ مَشُورَتِي، وَلَمْ تَرْضَوْا تَوْبِيخِي.

سفر الأمثال 1: 30

 

لَمْ يَرْضَوْا مَشُورَتِي. رَذَلُوا كُلَّ تَوْبِيخِي.

 

سفر الأمثال 3: 11

 

يَا ابْنِي، لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ وَلاَ تَكْرَهْ تَوْبِيخَهُ،

وملخص الفكر في هذا الجزء 

الانسان عندما يخطي اي خطيه فهو بذلك يجدف علي ابن الانسان وان تاب تغفر له خطيته مهما كانت والروح القدس يبكت هذا الانسان علي الخطيه ولكن ان رفض الانسان ان يسمع لتبكيت الروح القدس يصبح برفضه مجدف علي الروح القدس وعمله وهو غير تائب واختار الظلمه لانه احب الظلمه اكثر من نور الروح القدس فلا تغفر له خطيته في هذا العالم لانه لم يتب ولا في العالم الاتي في الاخره لان الله لن يجبر انسان 

ومن تفسير ابونا انطونيوس فكري 

مت 31:12-32) ما معنى التجديف على الروح القدس + (لو 10:12):-

يستغل إبليس هذه الآيات ليحطم بعض النفوس، فيشككها أنه قد مر على فكرها تجديفاً على الروح القدس وبالتالى تبعاً لهذه الآيات فلا غفران وبالتالى إغلاق باب الرجاء أمامها.

ولكن علينا أن نفهم أن أى خطية يقدم عنها توبة يغفرها الله، وهذا وعده (1يو 7:1-9) لاحظ قوله يطهرنا من كل خطية ولكن المقصود بالتجديف على الروح القدس هو الإصرار على مقاومة صوت الروح القدس الذى يبكت على الخطية داعياً للتوبة، أى أن يصر الإنسان على عدم التوبة حتى آخر نسمة من نسمات حياته. من قال كلمة على إبن الإنسان يُغفر له= فالإنسان غير المؤمن قد يتعثر فى المسيح إذ يراه إنساناً عادياً فيتكلم عليه كلاماً غير لائق، لكنه حين يؤمن ويعترف بهذه الخطية تغفر لهُ.

أما من قال على الروح القدس فلن يغفر لهُ= السيد يقول هذا للفريسيين الذين قالوا أنه يخرج الشيطان بواسطة بعلزبول، فهم بهذا يقولون عن الروح القدس الذى به يخرج السيد الشياطين أنه بعلزبول، وهذا فيه تجديف على الروح القدس. وحتى من هؤلاء من سيقدم توبة بعد إيمانه ستغفر لهُ، أما لو إستمر مقاوماً للحق فلن تغفر خطيته.ولنلاحظ أن الروح القدس هو الذى يبكت على الخطايا (يو8:16 ). ولكن أمام إصرار الإنسان على المقاومة لصوت الروح القدس ينطفىء صوته. لذلك يحذر الرسول بولس " لا تطفئوا الروح " و"لا تحزنوا الروح" وإذا إنطفأ الروح داخل إنسان لعناده (مثل هؤلاء الفريسيين) سيصبح غير قادراً على التوبة ( لأنه لا يسمع صوت الروح القدس) وإذ لا يقدم توبة لا تغفر خطيته، وهذا هو التجديف على الروح الذى لا يُغفر. ولكن لا يُفهم الكلام حرفياً فغير المؤمنين طالما جدفوا على الروح القدس فهل حينما يؤمنون لن يغفر لهم ما قالوه ؟!! ويفهم التجديف على الروح القدس لإنسان مسيحي تذوق الموهبة السمائية وإختار طريق التجديف (عب4:6-6).

ملحوظة: الله في محبته يظل يحاول مع أولاده حتى لو أطفاؤا الروح القدس وقد يكون ذلك بالضربات     مثل يونان والإبن الضال بل في بعض الأحيان بعطايا جيدة ربما ليخجل هذا الخاطئ، أما نزع الروح القدس فهي حالة نادرة لم تذكر سوى مرة واحدة مع شاول الملك.

مر(28:3-30):-

الحق أقول لكم أن جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها. ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد بل هو مستوجب دينونة أبدية. لأنهم قالوا أن معه روحا نجسا.

لاحظنا هنا أن خطاب السيد المسيح جاء بعد أن قال أقرباء المسيح عنه أنه مختل فهذا يعتبَر تجديفاً على إبن الإنسان إذ هم تعثروا فيه ولم يعرفوا حقيقته وجاء الخطاب بعد تجديف الفريسيين وقولهم على الروح القدس أنه بعلزبول وبمثل هذا التجديف على الروح لو إستمروا فى عنادهم فلن يغفر لهم أبداً.

 

التفسير التطبيقي

التجديف على الروح القدس هو إنكار عملية تبكيت الروح القدس على الخطية، لأنه لا يمكن أن يخلص إنسان، إلا بعمل الروح القدس. ورفض التوبة والاعتراف بالخطية، هو رفض لغفران الله. وقد يساور المؤمنون القلق أحيانا من جهة احتمال اقترافهم هذه الخطية التي لا غفران لها، ولكن يجب ألا يقلق إلا الذين تحولوا عن الله، ورفضوا كل إيمان. لقد قال الرب يسوع إنه لن يغفر لهم، ليس لأن خطيتهم أشر من كل خطية أخرى، بل لأنهم لم يلتمسوا الغفران. فكل من يرفض عمل الروح القدس، يحرم نفسه من القوة الوحيدة التي تستطيع أن تقوده إلى التوبة والعودة إلى الله.

 

مقارنه بالفكر الاسلامي

 

وساقارن في نقتطين ولكن ساكون مختصر لانه نقاط طويله في الفكر الاسلامي 

الاولي معني الروح في الاسلام 

ثانيا رفع الخطايا والمغفره 

 

اولا معني الروح في الاسلام 

الاسراء 85

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا

وَيَسْأَلُونَك عَنْ الرُّوح " الْآيَة فَقَالُوا تَزْعُم أَنَّا لَمْ نُؤْتَ مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا وَقَدْ أُوتِينَا التَّوْرَاة وَهِيَ الْحِكْمَة " وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَة فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا

http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=17&nAya=85

الحجر 29

فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ

إِنِّي خَالِق بَشَرًا مِنْ طِين فَإِذَا سَوَّيْته وَنَفَخْت فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ" قَالُوا لَا نَفْعَل فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ نَارًا فَأَحْرَقَتْهُمْ

http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=15&nAya=29

ص 72

فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ

http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=38&nAya=72

السجدة 9

ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ

http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KORTOBY&nType=1&nSora=32&nAya=9

 

يوسف 87

وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ

لَا تَقْنَطُوا مِنْ فَرَج اللَّه ; قَالَهُ اِبْن زَيْد , يُرِيد : أَنَّ الْمُؤْمِن يَرْجُو فَرَج اللَّه , وَالْكَافِر يَقْنَط فِي الشِّدَّة . وَقَالَ قَتَادَة وَالضَّحَّاك : مِنْ رَحْمَة اللَّه

http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KORTOBY&nType=1&nSora=12&nAya=87

النحل 102

قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ
فَقَالَ تَعَالَى مُجِيبًا لَهُمْ " قُلْ نَزَّلَهُ رُوح الْقُدُس " أَيْ جِبْرِيل " مِنْ رَبّك بِالْحَقِّ " أَيْ بِالصِّدْقِ وَالْعَدْل

http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=16&nAya=102

النبأ 38

يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا

http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=78&nAya=38

غافر 15

يُلْقِي الرُّوحَ
أَيْ الْوَحْي وَالنُّبُوَّة " عَلَى مَنْ يَشَاء مِنْ عِبَاده " وَسُمِّيَ ذَلِكَ رُوحًا لِأَنَّ النَّاس يَحْيَوْنَ بِهِ ; أَيْ يَحْيَوْنَ مِنْ مَوْت الْكُفْر كَمَا تَحْيَا الْأَبَدَان بِالْأَرْوَاحِ . وَقَالَ اِبْن زَيْد : الرُّوح الْقُرْآن ; قَالَ اللَّه تَعَالَى : " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْك رُوحًا مِنْ أَمْرنَا " [ الشُّورَى : 52 ] . وَقِيلَ : الرُّوح جِبْرِيل ; قَالَ اللَّه تَعَالَى : " نَزَلَ بِهِ الرُّوح الْأَمِين عَلَى قَلْبك " [ الشُّعَرَاء : 193 - 194 ] وَقَالَ : " قُلْ نَزَّلَهُ رُوح الْقُدْس مِنْ رَبّك بِالْحَقِّ " [ النَّحْل : 102 ] 

http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KORTOBY&nType=1&nSora=40&nAya=15

البخاري 4352

انواع الروح كثير

فمن الذي في القرآن ( نزل به الروح الأمين ) , ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) , ( يلقي الروح من أمره ) , ( وأيدهم بروح منه ) ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا ) , ( تنزل الملائكة والروح فيها ) : فالأول جبريل , والثاني القرآن , والثالث الوحي , والرابع القوة , والخامس والسادس محتمل لجبريل ولغيره . ووقع إطلاق روح الله على عيسى . وقد روى ابن إسحاق في تفسيره بإسناد صحيح عن ابن عباس قال : الروح من الله , وخلق من خلق الله وصور كبني آدم , لا ينزل ملك إلا ومعه واحد من الروح . وثبت عن ابن عباس أنه كان لا يفسر الروح , أي لا يعين المراد به في الآية وقال الخطابي : حكوا في المراد بالروح في الآية أقوالا : قيل سألوه عن جبريل , وقيل عن ملك له ألسنة . وقال الأكثر : سألوه عن الروح التي تكون بها الحياة في الجسد . وقال أهل النظر : سألوه عن كيفية مسلك الروح في البدن وامتزاجه به , وهذا هو الذي استأثر الله بعلمه . وقال القرطبي : الراجح أنهم سألوه عن روح الإنسان لأن اليهود لا تعترف بأن عيسى روح الله ولا تجهل أن جبريل ملك وأن الملائكة أرواح

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=0&ID=42881&SearchText=الروح&SearchType=exact&Scope=0,1,2,3,4,5,6,7,8&Offset=0&SearchLevel=QBE

البخاري 6908

روح عيسي مختلف عن البشر 

وقد أطلق الله لفظ الروح على الوحي في قوله تعالى ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) وفي قوله ( يلقي الروح من أمره على من يشاء ) وعلى القوة والثبات والنصر في قوله تعالى ( وأيدهم بروح منه ) وعلى جبريل في عدة آيات وعلى عيسى بن مريم ولم يقع في القرآن تسمية روح بني آدم روحا بل سماها نفسا في قوله : النفس المطمئنة , والنفس الأمارة بالسوء , والنفس اللوامة , وأخرجوا أنفسكم , ونفس وما سواها , كل نفس ذائقة الموت ,

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=0&ID=63364&SearchText=الروح&SearchType=exact&Scope=0,1,2,3,4,5,6,7,8&Offset=0&SearchLevel=QBE

الروح في الاسلام

1

الإسراء

17

85

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا 

2

الشعراء

26

193

نَـزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ 

3

غافر

40

15

رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ 

4

النبأ

78

38

يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا 

 

1

يوسف

12

87

يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ 

2

النحل

16

102

قُلْ نَـزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ 

 

البغوي

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }

واختلفوا في الروح الذي وقع السؤال عنه، فرُوي عن ابن عباس: أنه جبريل، وهو قول الحسن وقتادة.

ورُوي عن علي أنه قال: هو ملك له سبعون ألف وجه، لكل وجه سبعون ألف لسان، يسبِّح الله تعالى بكلها.

وقال مجاهد: خَلْقٌ على صُوَرِ بني آدم، لهم أيدٍ وأرجل ورؤوس، وليسوا بملائكة، ولا ناس، يأكلون الطعام.

وقال سعيد بن جبير: لم يخلق الله تعالى خلقاً أعظم من الروح غير العرش، لو شاء أن يبتلع السموات السبع والأرضين السبع ومن فيها بلقمة واحدة لفعل، صورة خلقه على صورة خلق الملائكة وصورة وجهه على صورة الآدميين، يقوم يوم القيامة عن يمين العرش وهو أقرب الخلق إلى الله عزّ وجلّ اليوم عند الحجب السبعين، وأقرب إلى الله يوم القيامة وهو ممن يشفع لأهل التوحيد، ولولا أن بينه وبين الملائكة ستراً من نور لاحترق أهل السموات من نوره.

وقيل: الروح هو القرآن.

وقيل: المراد منه عيسى عليه السلام، فإنه روح الله وكلمته، ومعناه: أنه ليس كما يقول اليهود ولا كما يقوله النصارى.

وقال قوم: هو الروح المركب في الخلق الذي يحيا به الإِنسان، وهو الأصح.

وتكلم فيه قوم فقال بعضهم: هو الدم، ألا ترى أن الحيوان إذا مات لا يفوت منه شيء إلا الدم؟

وقال قوم: هو نَفَسُ الحيوان، بدليل أنه يموت باحتباس النفس.

وقال قوم: هو عَرَض.

وقال قوم: هو جسم لطيف.

وقال بعضهم: الروح معنًى اجتمع فيه النور والطيب والعلوُّ والبقاء، ألا ترى أنه إذا كان موجوداً يكون الإِنسان موصوفاً بجميع هذه الصفات، فإذا خرج ذهب الكل؟

وأولى الأقاويل: أن يوكل علمه إلى الله عزّ وجلّ، وهو قول أهل السنة. قال عبدالله بن بريدة: إن الله لم يُطْلِعْ على الروح مَلَكاً مقرَّباً، ولا نبياً مرسلاً.

وقوله عزّ وجلّ: { قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى } قيل: من علم ربي.

{ وَمَآ أُوتِيتُم مِّن ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } أي: في جنب علم الله. قيل: هذا خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم.

وقيل: خطاب لليهود لأنهم كانوا يقولون أوتينا التوراة وفيها العلم الكثير.

وقيل: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم معنى الروح، ولكن لم يخبر به أحداً لأن ترك إخباره به كان عَلَماً لنبوته.

والأول أصح؛ لأن الله عزّ وجلّ استأثر بعلمه.

http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=2&tTafsirNo=13&tSoraNo=17&tAyahNo=85&tDisplay=yes&Page=2&Size=1&LanguageId=1

النحل 2

يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ

يَقُول تَعَالَى " يُنَزِّل الْمَلَائِكَة بِالرُّوحِ " أَيْ الْوَحْي كَقَوْلِهِ" وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْك رُوحًا مِنْ أَمْرنَا مَا كُنْت تَدْرِي مَا الْكِتَاب

http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=16&nAya=2

والخلاصه انهم لا يعرفون وهم اختلفوا 

فاتسائل كيف الذين لا يعرفون معني الروح في دينهم يتجرؤون ويتكلمون عن معني الروح في الفكر المسيحي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

النقطه الثانيه وهي المغفره 

ونجد في الفكر الاسلامي لايوجد تبكيت ولا ندم ولكن المغفره اجبار وتغشيش بمعني 

الاعراف 22

فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ

23

قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

24

قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ

البقرة 36

فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ

37

فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

اي ان ادم بدون اي مجهود ولا توبه تلقي كلمات غير معروفه وتاب عليه الله وهذا ليس فيه اختيار 

البقره 253

وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ

http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=2&nAya=253

 

مريم 83

أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا

http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=19&nAya=83

 

العنكبوت 21

يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ

http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&nSora=29&nAya=21&taf=KATHEER&l=arb&tashkeel=0

196008 - إن الله تعالى قبض قبضة فقال : إلى الجنة برحمتي ، وقبض قبضة فقال : إلى النار ولا أبالي 
الراويأنس بن مالك  -  خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]  -  المحدثابن خزيمة  -  المصدرالتوحيد  -  الصفحة أو الرقم: 187/1 

195996 - قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في القبضتين : هذه في الجنة ولا أبالي ، وهذه في النار ولا أبالي 
الراويأبو سعيد الخدري  -  خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]  -  المحدثابن خزيمة  -  المصدرالتوحيد  -  الصفحة أو الرقم: 186/1 

 

 

http://dorar.net/enc/hadith/قبضة/%20d1%20y

 

مسند احمد

أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏تلا هذه الآية ‏ 

أصحاب اليمين ‏ 

 

وأصحاب الشمال ‏ 

فقبض بيديه قبضتين فقال هذه في الجنة ولا أبالي وهذه في النار ولا أبالي

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=6&ID=51132&SearchText=أبالي&SearchType=exact&Scope=0,1,2,3,4,5,6,7,8&Offset=0&SearchLevel=QB

وبعض الايات التي تتكلم عن ان اله الاسلام هو المضل نفسه 

م

السورة

رقمها

الآية

الآية

1

النساء

4

155

فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا 

2

النحل

16

108

أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ 

3

محمد

47

16

وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ 

 

 

م

السورة

رقمها

الآية

الآية

1

البقرة

2

7

خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ 

 

9

المائدة

5

13

فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 

10

المائدة

5

41

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ 

 

12

الأنعام

6

25

وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ 

33

الإسراء

17

46

وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا 

 

35

الكهف

18

57

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا 

 

وفكره غريبه عن عدم التوبه 

5 - يجيء الناس يوم القيامة ، ناس من المسلمين ، بذنوب أمثال الجبال . فيغفرها الله لهم . ويضعها على اليهود والنصارى . فيما أحسب أنا . قال أبو روح : لا أدري ممن الشك . 

الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم المصدر: صحيح مسلم - لصفحة أو الرقم: 2767
خلاصة حكم المحدث: صحيح 

 

وفكرة ان الله يرفع خطايا الانسان ويضعها علي يهودي او نصراني فكر مرفوض جدا لانه بمعني ذلك ان الله اغصب هذا المسلم ولا يوجد تبكيت او خلافه ولهذا فلا يوجد في الفكر الاسلامي دور للروح القدس اولا لانهم لا يعرفونه ثانيا المغفره اجبار وليس اختيار

بل الانسان في الاسلام لا يحتاج ان يتوب اصلا لان مبدأ الحسنات يذهبن السيئات هو كارسة وتشجيع علي عدم التوبة مهما كانت الخطية . بل يوكمل هذا المبدأ بمدأ السيئة بمثله والحسنة بعشرة امثالها فيفعل خطية ولا يتوب ثم يفعل حسنة فيكون المحصلة تسع حسنات ضمن بها الجنة وهذا ايضا تشجيع علي عدم التوبة. 

ولا اعلق كثيرا علي هذا الفكر فالمقارنه واضحه 

 

رابعا المعني الروحي من اقوال الاباء والبابا شنوده

 

وشرح الفكر العلامه ترتليان والعلامه اوريجانوس والقديس يوحنا ذهبي الفم والبابا اثناسيوس وغيرهم كثيرين 

وعلي سبيل المثال 

لأنه كما قال الآباء مثل القديس اثناسيوس: "الآب يفعل كل الأشياء من خلال الكلمة فى الروح القدس" (من الرسالة الأولى إلى سيرابيون فصل 28 عن الروح القدس). وقد كرر القديس أثناسيوس هذا المعنى فى رسالته الثالثة إلى سيرابيون الفصل الخامس أيضاً فى مقاله عن الروح القدس، كما وردت فى مواضع أخرى من تعليمه.

ومثله قال القديس غريغوريوس أسقف نيصص: "كل عملية تأتى من الله إلى الخليقة  بحسب فهمنا المتنوع لها (نسميها طاقة أو قدرة أو خلاص أو هبة أو موهبة أو عطية... إلخ)، لها أصلها من الآب وتأتى إلينا من خلال الابن وتكتمل فى الروح القدس."[1] 

وقد شرح القديس يوحنا ذهبى الفم خطأ تعليم مقدونيوس، فى شرح عبارة أن الروح القدس لا يتكلم من نفسه، كما يلى:

أولاً: إن الله حينما أراد أن يقيم سبعين شيخاً لمعاونة موسى النبى فى رعاية شعب إسرائيل قال الرب لموسى "آخذ من الروح الذى عليك وأضع عليهم" (عدد 11: 17) فهل كان الله أقل من موسى النبى.. حاشا؟! وهل الله يستدين (يستلف) من موسى الروح القدس أى مواهبهإن السبب فى ذلك طبعاً، وبدون أى جدال ويستد كل فم، أن الله أراد أن يثبت للشيوخ السبعين أنهم يعاونون موسى ولا ينفصلون عنه، بل يعملون فى انسجام ووحدانية، لكى لا يحدث انقسام فى الجماعة. 

هكذا أيضاً الروح القدس يأخذ مما للسيد المسيح ويخبرنا ليس لأنه أقل من الابن، كما إدّعى مقدونيوس، بل لكى يؤكد أن المسيح هو رأس الكنيسة. وتكون العطايا والمواهب التى تمنح لنا هى من خلال السيد المسيح، ونكون نحن أعضاء فى جسده الواحد. فالروح القدس كما أنه هو روح الآب فهو أيضاً روح الابن أو روح المسيح كما هو مكتوب.

ثانياً: الروح القدس يأخذ مما للمسيح ويخبرنا، لأن أى إنسان يستطيع أن يدّعى أن الروح القدس يحل عليه، وأنه يأخذ وحياً من الروح القدس. والقديس يوحنا الرسول يقول "لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هى من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم. بهذا تعرفون روح الله.كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء فى الجسد فهو من الله" (1يو 4: 1-2). ونظراً لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم فكيف نعرف الروح القدس الحقيقى (أى روح الله) إلا إذا كان لا يتكلم من نفسه، أى أنه يشهد للمسيح ولا يشهد له فقط بل يشهد الشهادة الحقيقية، أن المسيح هو الابن المولود من الآب قبل كل الدهور. كما قال القديس يوحنا الإنجيلى فى نفس الرسالة: "ونعلم أن ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق. ونحن فى الحق فى ابنه يسوع المسيح. هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية" (1يو5: 20) فالروح الذى يشهد لألوهية السيد المسيح ولتجسده من أجل خلاص العالم تكون شهادته هى شهادة حق. 

 

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال القديس اغسطينوس 

يستغل عدوّ الخير كلمات السيّد بخصوص عدم مغفرة التجديف على الروح القدس لتحطيم بعض النفوس، فيشكِّكها أنه قد مرّ على فكرها تجديفًا على الأرواح ليُغلق أمامها باب الرجاء في الخلاص! وإذ عانى القدّيس أغسطينوس كأسقف من هذا الأمر وسط شعبه أراد أن يبعث فيهم روح الرجاء محطّما كل تشكيك شيطاني، فبدأ بتأكيد أن كل إنسان معرّض لفكر تجديف، إن لم يكن بالنطق بكلمة تجديف خاصة قبل إيمانه. فهل يُغلق باب الخلاص أمام الجميع؟

يقول القدّيس أغسطينوس:

[من ذا الذي لم يخطئ بكلمة ضدّ الروح القدس قبل كونه مسيحيًّا أو قبل كونه تابعًا للكنيسة الجامعة؟

1. الوثنيون: أليس الوثنيّون الذين يعبدون آلهة كثيرة باطلة، ويسجدون للأصنام، ويقولون بأن الرب يسوع صنع معجزاته بقوة السحر، يكونون كمن قالوا بأنه برئيس الشيّاطين يُخرج الشيّاطين، وإذ يجدّفون على مقدّساتنا يوميًا... ألا يكون ذلك تجديفًا على الروح القدس؟!

2. اليهود: أليس اليهود بنطقهم تلك الكلمات أثاروا المناقشة التي أعالجها؟! ألا ينطقون إلى اليوم بكلمة تجديف ضدّ الروح القدس بإنكارهم حلوله في المسيحيّين؟!

لقد أنكر الصدّوقيّون الروح القدس، أمّا الفرّيسيّون فلم ينكروه مؤكِّدين وجوده، لكنهم أنكروا علاقته بالرب يسوع المسيح، إذ حسبوه برئيس الشيّاطين يُخرج الشيّاطين مع أنه أخرجها بالروح القدس.

3. الهراطقة: كل من اليهود والهراطقة الذين يعتقدون بوجود الروح القدس ينكرون علاقته بجسد المسيح، أي كنيسة الواحدة الوحيدة الجامعة، هؤلاء بلا شك كالفرّيسيّين الذين رغم اعترافهم بوجود الروح القدس إلا أنهم أنكروا وجوده في السيّد المسيح، ناسبين إخراج الشيّاطين إلى كونه رئيسًا للشيّاطين...

لقد اتّضح أن كلاً من الوثنيّين واليهود والهراطقة قد جدّفوا على الروح القدس، فهل يُهمل هؤلاء، ويفقدون الرجاء بحسب العبارة "وأما من قال كلمة على الروح القدس فلن يغفر له، لا في هذا الدهر، ولا في الآتي". هل لا يمكن أن يوجد من لم يجدّف على الروح القدس إلا المسيحي الذي نشأ منذ طفولته في الكنيسة الجامعة؟

حقًا إن كل الذين آمنوا بكلمة الله وتبعوا الكنيسة الجامعة، سواء كانوا وثنيّين أو يهودًا أو هراطقة، نالوا نعمة المسيح وسلامه. فلو لم يكن لهم غفران عن الكلمات التي تفوّهوا بها ضدّ الروح القدس لكان وعدنا لهم وتبشيرنا بالرجوع إلى الله لينالوا السلام وغفران الخطايا أمرًا باطلاً... لأن العبارة لم تقل: "لا تُغفر إلا بالمعموديّة" بل قال "لا يُغفر له لا في هذا الدهر ولا في الآتي".

4. المسيحيّون: قد يظن البعض بأنه لا يخطئ إلى الروح القدس غير الذين اغتسلوا في جرن الولادة الجديدة، فخطيتّهم هذه تكون بجحدهم العطيّة العُظمى التي وهبهم المخلّص إيّاها، ملقين بأنفسهم ـ بعد نوالهم العطيّة ـ في الخطايا المهلكة كالزنا والقتل والارتداد عن المسيحيّة أو عن الكنيسة الجامعة... ولكن كيف يمكننا أن نُبرهن على صحّة هذا؟ إنّني لا أستطيع القول بهذا، لأن الكنيسة لن ترفض التوبة عن أي خطيّة كانت. والرسول بولس يقول بأنه يمكن توبيخ الهراطقة (أي المسيحيّين الذين انحرفوا) لأجل نوالهم التوبة: "عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق، فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اِقتنصهم لإرادته" (2 تي 2: 25-26). وما الفائدة من إصلاحهم إن لم يكن لهم رجاء في نوال المغفرة؟ كذلك لم يقل الرب: "المسيحي المعمَّد الذي يقول كلمة على الروح القدس"، بل قال "وأما من قال كلمة..." أي من قال كلمة سواء كان وثنيًا أو يهوديًا أو مسيحيًا أو هرطوقيًا.]

رابعًا: هل يقصد بالتجديف المعنى الشامل، أم معنى خاص؟

بعد أن أكّد القدّيس أغسطينوس أن أبواب مراحم الله مفتوحة للجميع حتى الذين تعرّضوا للتجديف على الروح القدس سواء قبل الإيمان بالسيّد المسيح من اليهود أو أمم أو حتى بعد الإيمان مثل السقوط في هرطقات ضدّ الروح القدس أو اِرتكاب خطايا مرّة، بدأ يوضّح كلمات السيّد المسيح عن "التجديف على الروح القدس" في العبارة التي بين أيدينا ليظهر أنه لا يقصد المعنى الشامل، أي كل تجديف ضدّ الروح القدس وإنما يقصد معنى خاصًا.

يقول القدّيس أغسطينوس:

[لم يقل الرب "لا يُغفر كل تجديف على الروح" أو "من قال أيّة كلمة" بل "وأما من قال كلمة". فلو ذُكرت كلمة "كل" لما أمكن للكنيسة أن تحتضن الخطاة والأشرار والمقاومين لتعطيهم المسيح ومقدّسات الكنيسة، سواء كانوا يهودًا أو أمميّين أو ثنيّين أو هراطقة... أو حتى الضعفاء من المسيحيّين الذين ينتمون للكنيسة الجامعة نفسها. حاشا أن يكون ذلك هو قصد الرب!

أقول، حاشا أن يقول الرب "كل" أو "أي" تجديف أو كلمة على الروح القدس ليس لها مغفرة... إذن فبلا شك توجد تجديفات وكلمات معيّنة لو قيلت على الروح القدس لا يكون لها غفران. فما هي هذه الكلمة؟ هذه هي إرادة الله أن نسأل هذا السؤال ليوضّحه لنا؛ إرادته أن نسأله لا أن نعترض على كلامه.

غالبًا ما يستخدم الكتاب المقدّس هذه الطريقة، وهي أن يعبّر عن أمر ما دون تحديد إن كان يقصد به معنى عامًا أم خاصًا، وبذلك لا توجد ضرورة ملزمة لفهمه بالمعنى العام أو الخاص؛ فهو لا يستخدم كلمة "كل" ولا "بعض"؛ لا يتحدّث بصيغة عامة ولا صيغة خاصة.

أمثلة:

أ. لكي يظهر لكم ذلك بأكثر وضوح تأمّلوا قول الرب نفسه عن اليهود: "لو لم أكن قد جئت وكلمتهم لم تكن لهم خطيّة" (يو 15: 22). هنا لم يحدّد المعنى، كما لو أنه قصد بأن اليهود ما كان لهم أي خطيّة لو لم يكن قد جاء المسيح وكلّمهم. لكن الحقيقة هي أنه جاء ووجدهم مثقّلين بالخطايا (مت 11: 28، رو 5: 20، مت 9: 13)... فكيف إذن لو لم يكن قد جاء المسيح لم تكن لهم خطيّة؟... إنه لم يقل "أيّة خطيّة" لئلا يكذب الحق، ولا قال بصيغة محدّدة "بعض خطايا معيّنة" لئلا لا نتدرّب على الشغف بالبحث. فإن الكتاب المقدّس غني بالأجزاء الواضحة لكي نتغذى بها والأجزاء الغامضة لكي نتدرّب بها. بالأولى يُنزع الجوع والثانية ننال اللذّة.

إذ نعود إلى قوله نجد أن اليهود بالضرورة ارتكبوا بعض الخطايا، لكن ليس جميعها، هذه التي لم تكن موجودة قبل مجيئه وهي إنكار الإيمان به... فبقوله "لم تكن لهم خطيّة" لا نفهمها بمعنى "لم تكن لهم أيّة خطيّة"، وإنما بعضها. كذلك إذ نسمع إنجيل اليوم "التجديف على الروح القدس لن يغفر" لا نفهمه على أنه كل تجديف بل أنواع معيّنة منه...

ب. وإذ قيل "الله لا يجرِّب أحدًا" (يع 1: 3)، لا يفهم أن الله لا يجرِّب أحدًا بأي نوع من التجارب بل لا يجرِّبه بأنواع معيّنة، لئلا يكون المكتوب باطلاً: "الرب إلهكم يمتحنكم (يجرّبكم)" (تث 13: 3). فالله لا يجرِّبنا بالتجربة التي تقودنا للخطيّة، لكنّه يهبنا أن نُجرَّب بالتجربة التي بها يمتحن إيماننا.

ج. وهكذا أيضًا عندما نسمع: "من آمن واِعتمد خلص" (مر 16: 16)، بالطبع لا نفهمها على كل من يؤمن أيّا كان إيمانه، "فالشيّاطين يؤمنون ويقشعرٌّون" (يع 2: 19). ولا نفهمها على كل من اِعتمد، فسِيمون الساحر بالرغم من قبوله المعموديّة إلا أنه لم يكن ممكنًا أن يخلُص... فقوله "من آمن واِعتمد" لم يقصد به جميع الذين يؤمنون ويعتمدون، بل بعضهم، هؤلاء الراسخون في ذلك الإيمان الذي يوضّحه الرسول بأنه "العامل بالمحبّة" (غل 5: 6)...]

خامسًا: ما هو المعنى الخاص الذي قصده بالتجديف على الروح القدس؟

يفسر القدّيس أغسطينوس أن ما قصده الرب هنا هو "الإصرار على عدم التوبة" حتى آخر نسمة من نسمات حياتنا. يقول بأن الروح القدس هو روح الآب والابن، من خواصه الشركة بين الأقنومين، كما أنه هو الذي يعطينا الشركة مع الله، إذ به تنسكب محبّة الله فينا، فتستر خطايانا، بهذا فإن عمله هو غفران الخطايا ومصالحتنا مع الله. ومن ناحية أخرى فإن الروح هو الذي يعطي الشركة بين أعضاء الكنيسة الواحدة في الرب، وهو الذي يهب العضو التوبة والتبكيت كما يعطي للكنيسة حق حلّ خطاياه... إذن عمل الروح القدس في حياتنا هو التوبة لنوال الحلّ... فالتجديف هو الإصرار على عدم التوبة وبالتالي الحرمان من العضويّة الكنسيّة الحقيقية.

يقول القدّيس أغسطينوس:

[أحبّائي... أنتم تعلمون أن سرّ التثليث غير المنظور... الذي يقوم عليه إيماننا، وتعتمد عليه الكنيسة الجامعة وتكرز به، أن الآب ليس أبًا للروح القدس بل للابن، والابن ليس ابنًا للروح القدس بل للآب، وأما الروح القدس فليس روح الآب وحده ولا الابن وحده بل روح الآب والابن... لقد سلَّمت إلينا فكرة العلّة في الآب (أي المصدر)، والبنوّة في الابن، والشركة في الروح القدس، والمساواة في الثلاثة. بذلك صارت مسرة الله أن ننال بواسطة من هو رابطة الوحدة بين أقنومي الآب والابن، الشركة مع بعضنا البعض ومع الثالوث القدّوس... بنفس العطيّة نجتمع معًا في وحدانيّة... ننالها بواسطة الروح القدس الذي هو الله وفي نفس الوقت عطيّة الله...

عطيّة الله الأولى في الروح القدس هي "مغفرة الخطايا"؛ هذا ما بدأت به بشارة يوحنا المعمدان السابق للرب... قائلاً "توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات" (مت 3: 1-2)، وهو أيضًا ما بدأ به ربّنا بشارته (مت 4: 17). ومن الأمور التي تحدّث بها يوحنا إلى الذين جاءوا ليعتمدوا منه قوله: "أنا أعمِّدكم بماء للتوبة ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى منّي، الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه، هو سيعمّدكم بالروح القدس ونار" (مت3: 11). وقال الرب أيضًا: "يوحنا عمّد بالماء وأما أنتم فستعمِّدون بالروح القدس، ليس بعد هذه الأيام بكثير" (أع 1: 5)... فالنار بالرغم من إمكان فهمها على أنها الضيقات التي يتحمَّلها المؤمنون من أجل المسيح، لكن من المعقول هنا أن المقصود بها الروح القدس نفسه. لذلك عندما حلّ الروح القدس قيل: "وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرّ ت على كل واحد منهم" (أع 2: 3). وقد قال الرب نفسه: "جئت لأُلقي نارًا على الأرض" (لو 12: 49)، ويقول الرسول: "حارِّين في الروح" (رو 12: 11)، لأن من الروح القدس (النار) تأتي غيرة (حرارة) الحب، "لأن محبّة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطَى لنا" (رو 5: 5)، وعلى العكس قال الرب: "تبرد محبّة الكثيرين(مت 24: 12). إذن الحب الكامل هو عطيّة الروح القدس (النار) الكاملة، لكن عطيّته الأولى هي غفران الخطيّة التي بها أنقذنا من سلطان الظلمة (كو 1: 13)، ومن رئيس هذا العالم (يو 12: 31) الذي يعمل الآن في أبناء المعصية (أف 2: 2)... فالروح القدس الذي به يجتمع شعب الله في واحد يُطرد الروح الشرّير المنقسم على ذاته.]

هكذا يبلغ بنا القدّيس أغسطينوس إلى أن عمل الروح القدس هو حياة الشركة مع الله ومع إخوتنا، خلالها لا يكون لإبليس موضع فينا، وذلك بالتوبة، لهذا يكمّل قائلاً: [فالقلب غير التائب ينطق بكلمة ضدّ الروح القدس، ضدّ هذه العطيّة المجّانيّة، وضد النعمة الإلهيّة. عدم التوبة هو التجديف على الروح القدس الذي لن يغفر لا في هذا العالم ولا في الآتي.]

هل يمكن الحكم على إنسان بالتجديف على الروح القدس؟

يقول القدّيس أغسطينوس: [عدم التوبة أو القلب غير التائب أمر غير مؤكّد طالما لا يزال الإنسان حيًا في الجسد. فعلينا ألا نيأس قط من إنسان مادامت أناة الله تقود الشرّير إلى التوبة، ومادام الله لم يأخذه سريعًا من هذا العالم: "هل مسرَّةً أُسرُّ بموت الشرّير يقول الرب، إلا برجوعه عن طرقه فيحيا؟!" (حز 18: 23). قد يكون الإنسان اليوم وثنيًا لكن من أدراك فقد يصبح مسيحيًا في الغد... ليحثك الرسول أيها الأخ قائلاً: "لا تحكموا في شيء قبل الوقت" (1 كو 4: 5)... أكرّر قولي بأن التجديف لا يمكن أن يثبت على إنسان بأي حال من الأحوال مادام على قيد الحياة.]

لماذا يغفر لمن يجدّف على ابن الإنسان ولا يغفر لمن يجدّف على الروح القدس؟

يقول القدّيس أغسطينوس: [حقًا إن كل خطيّة وتجديف يُغفر للبشر ليس فقط، ما يقال ضدّ ابن الإنسان. فمادامت لا توجد خطيّة عدم التوبة، هذه التي توجّه ضدّ الروح القدس الذي به تغفر الكنيسة جميع الخطايا، فإن جميع الخطايا تُغفر... إن قول رب المجد: "من قال كلمة على ابن الإنسان يُغفر له وأما من قال على الروح القدس فلن يُغفر له" لا يعني أن الروح القدس أعظم من الابن، فإنّنا لم نسمع عن هرطقة نادت بهذا. إنّما يُقصد بهذا أن من يقاوم الحق ويجدّف عليه، أي على المسيح بعد إعلانه عن ذاته بين البشر، إذ "صار جسدًا وحلّ بيننا(يو 1: 14)... ولم يقل كلمة على الروح القدس أي عاد فتاب عن مقاومته وتجديفه على المسيح فإن خطاياه تغفر له... الروح القدس مساوٍ للآب والابن الوحيد في الجوهر حسب لاهوته.]

هكذا يوضّح القدّيس أغسطينوس أن كل تجديف يغفر، إنّما خص "التجديف على الروح القدس" يقصد عدم التوبة وليس تمييزًا له عن الآب والابن. 

أوضح القدّيس أيضًا أن الآب يغفر الخطايا (مت 6: 14) والابن يغفر الخطايا (مت 9: 6)، لأن المغفرة هي عمل الثالوث القدّوس، لكنها تخص الروح القدس بكونه روح التبنّي (رو 8: 15)، وواهب الشركة (في 2: 1).... لذلك فإن غفران الخطايا لا يوهب إلا بالروح القدس خلال الكنيسة الجامعة التي لها الروح القدس!

سادسًا: الظروف المحيطة التي نطق فيها السيّد هذه الكلمات

يقول القدّيس أغسطينوس: [لقد شرح الرب بوضوح ما رغب أن يعرِّفنا إيّاه: وهو أن من يجدف على الروح القدس - أي يقاوم بعدم توبته - ويقاوم وحدة الكنيسة التي فيها يعطي الروح القدس مغفرة الخطايا، لا يأخذ هذا الروح القدس... ولئلا يظن أحد أن ملكوت المسيح منقسم على ذاته بسبب هؤلاء الذين يجتمعون في جماعات شاذّة خارج الحظيرة تحت اسم المسيح، لذلك أردف قائلاً: "من ليس معي فهو عليّ ومن لا يجمع معي فهو يفرق" (مت 12: 30)... فالذي يجمع بدون المسيح، مهما جمع باسمه لا يكون معه الروح القدس. وبهذا يجبرنا على أن نفهم بأنه لا يتمّ الغفران عن أي خطيّة أو تجديف - بأي حال من الأحوال - إلا باتّحادنا معًا في المسيح الذي لا يفرق...]

كأن السيّد المسيح في حديثه عن "التجديف على الروح القدس" ليس فقط يحذِّر من عدم نوال المغفرة بسبب عدم التوبة، إنّما يطالب بما هو إيجابي: وهو "العمل لحساب المسيح"، فمن لا يعمل معه يكون كمن هو مقاوم له! فالمسيحي ملتزم بالعمل لحساب المسيح لبنيان الكنيسة، وإلا حُسب كمن يهدم مملكته. وكما يقول القدّيس جيروم: [من ليس للمسيح فهو لضد المسيح[543].]، ويقول القدّيس كبريانوس: [من يكسر سلام المسيح واتّفاقه يصنع هذا في مضاداة له؛ من يجمع في غير الكنيسة (جماعات الهراطقة) يبعثر الكنيسة[544].] لهذا يقول القدّيس أمبروسيوس: [إنه يتحدّث هنا عن الذين يخرِّبون وحدة الكنيسة[545].]

حين قاومت عائلة هليودرسHeliodrus ذهابه إلى الدير بطريقة قاسية ومرّة، كتب إليه القدّيس جيروم يذكره بقول السيّد المسيح: "من ليس معي فهو عليّ، ومن لا يجمع معي فهو يفرق"، قائلاً: [تذكَّر اليوم الذي سُجِّل اسمك في سجلاّت الكنيسة حينما دُفنت مع المسيح في المعموديّة، وتعهَّدت أن تكون مخلصًا له، معلنًا أنك لأجله تترك أباك وأمك. حقًا إن العدوّ يجاهد أن يذبح المسيح في صدرك... فلتهرب بعيون باكية إلى الصليب.]

 

والبابا شنوده يقول 

ليس التجديف على الروح القدس هو عدم الايمان بالروح القدس ولاهوته وعمله ... وليس هو ان تشتم الروح القدس ...

فالملحدون اذا امنوا , يغفر الله لهم عدم ايمانهم القديم وسخريتهم بالله وروحه القدوس ...

كذلك كل الذين تبعوا مقدونيوس فى هرطقته وانكاره لاهوت الروح القدس , لما تابوا قبلتهم الكنيسة واعطتهم الحل والمغفرة ...

اذن ما هو التجديف على الروح القدس ؟؟ وكيف لا يغفر ؟؟؟؟؟

التجديف على الروح القدس

هو الرفض الكامل الدائم لكل عمل للروح القدس فى القلب , رفض يستمر مدى الحياة ...

وطبعا نتيجة لهذا الرفض , لا يتوب الانسان , فلا يغفر الله له ...

ان الله من حنانه سقبل كل توبة ويغفر .. وهو الذى قال " من يقبل الى , لا اخرجه خارجا - يو 6 : 37 , وصدق القديسون فى قولهم :

لا توجد خطية بلا مغفرة , الا التى بلا توبة ...

فأذا مات الانسان فى خطاياه , بلا توبة , حينئذ يهلك , حسب قول الرب " ان لم تتوبوا , فجميعكم كذلك تهلكون " لو 13 : 5 ...

اذن عدم التوبة حتى الموت , هى الخطية الوحيدة التى بلا مغفرة .. فأن كان الامر هكذا , يواجهنا هذا السؤال :

ماعلاقة عدم التوبة بالتجديف على الروح القدس ؟؟؟؟؟؟؟

علاقته واضحة .. وهى ان الانسان لا يتوب , الا بعمل الروح فيه .. فالروح القدس هو الذى يبكت الانسان على الخطية - يو 16 : 8 .. وهو الذى يقوده فى الحياة الروحية ويشجعه عليها .. وهو القوة التى تساعد على كل عمل صالح ...

ولا يستطيع احد ان يعمل عملا روحيا , بدون شركة الروح القدس ...

فأن رفض شركة الروح القدس " 2 كو 13 : 14 " , لا يمكن ان يعمل خيرا على الاطلاق . لان كل اعمال البر , وضعها الرسول تحت عنوان " ثمر الروح " " غل 5 : 22 " ...

والذى بلا ثمر على الاطلاق , يقطع ويلقى فى النار كما قال الكتاب " مت 3 : 10 " , " يو 15 : 4 , 6 " ...

الذى يرفض الروح اذن : لا يتوب , ولا يأتى بثمر روحى ...

فأن كان رفضه للروح , رفضا كاملا مدى الحياة , فمعنى ذلك انه سيقضى حياته كلها بلا توبة , وبلا اعمال بر , وبلا ثمر الروح ...

وطبيعى انه سيهلك .. 

وهذه الحالة هى التجديف على الروح القدس ...

انها ليست ان الانسان يحزن الروح " اف 4 : 30 " , ولا ان يطفئ الروح " اتس 5 : 19 " , ولا ان يقاوم الروح " أع 7 : 51 " , انما هى رفض كامل دائم للروح , فلا يتوب , ولا يكون له ثمر فى حياة البر ...

وهنا يواجهنا سؤال يقوله البعض , ويحتاج الى اجابة :

ماذا ان رفض الانسان كل عمل للروح , ثم عاد وقبله وتاب ؟؟؟؟؟

نقول ان توبته وقبوله للروح , ولو فى اخر العمر , يدلان على ان روح الله مازال يعمل فيه , ويقتاده للتوبة ...

اذن لم يكن رفضه للروح رفضا كاملا دائما مدى الحياة ...

فحالة كهذه ليست هى تجديفا على الروح القدس , حسب التعريف الذى ذكرناه ...

ان الوقوع فى خطية لا تغفر , عبارة عن حرب من حروب الشيطان ...

لكى يوقع الانسان فى اليأس , ويهلكه باليأس . ولكى يوقعه فى الكأبة التى لا تساعده على اى عمل روحى ...

اما صاحب السؤال فأقول له :

مجرد سؤالك يدل على اهتمامك بمصيرك الابدى . وهذا من عمل الروح فيك ... 

اذن ليست هذه حال التجديف على الروح ...

بقى ان نجيب على الجزء الاخير من السؤال :

هل تتفق عدم المغفرة , مع مراحم الله ؟؟؟

اقول ان الله مستعد دائما ان يغفر , ولا يوجد شئ يمنع مغفرته مطلقا ... ولكن المهم ان يتوب الانسان ليستحق المغفرة ...

فأن رفض الانسان التوبة ,

يظل الرب ينتظر توبته ولو فى اخر لحظات الحياة , كما حدث مع اللص اليمين ...

فأن رفض الانسان ان يتوب مدى الحياة , ورفض كل عمل للروح فيه الى ساعة موته , 

يكون هو السبب فى هلاك نفسه ,

وليس الله الرحوم هو السبب ..

تبارك اسمه ...

مكتوب من كتاب( منقول )  ...

سنوات مع اسئلة الناس 

اسئلة لاهوتية وعقائدية " 

قداسة البابا شنودة الثالث 

 

والمجد لله دائما