الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى هل استراح تعني ان الرب يتعب في سفر التكوين 2 ؟

تك 2 : 2   أش 40: 28

هل استراح تعني ان الرب يتعب في سفر التكوين 2 ؟

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

هل من اللائق في حق الله عز وجل أن يوصف بالتعب «يقول تكوين 2:2 إن الله «استراح» بينما يقول إشعياء 40: 28 »إن الله لا يكلّ ولا يعيا. «.

وهذا تناقض، فالذي يتعب هو الذي يستريح.

 

الرد 

 

وللتوضيح ساقسم الرد الي جزء لغوي وشرح المقصود بامثله 

 

اولا لغويا 

 

ما معني كلمة استراح عبريا 

نجد ان الكلمه تعني فعل سبت ( شبث ) 

من قاموس سترونج 

H7673

שׁבת

shâbath

shaw-bath'

A primitive root; to repose, that is, desist from exertion; used in many implied relations (causatively, figuratively or specifically): - (cause to, let, make to) cease, celebrate, cause (make) to fail, keep (sabbath), suffer to be lacking, leave, put away (down), (make to) rest, rid, still, take away.

جذر للفعل يستريح او يكف عن ممارسة شئ معين وتستخدم في تطبيقات وعلاقات سببيه وتوضيحيه 

توقف احتفل انتهي ترك وضع جانبا يستريح تخلص يااخذ بعيدا 

من قاموس برون العبري 

H7673

שׁבת

shâbath

BDB Definition:

1) to cease, desist, restيوقف شئ انهي استراح 

1a) (Qal)

1a1) to ceaseينهي امر 

1a2) to rest, desist (from labour)

1b) (Niphal) to ceaseيتسبب 

1c) (Hiphil)

1c1) to cause to cease, put an end toيتسبب في انتهاء 

1c2) to exterminate, destroyينهي 

1c3) to cause to desist from

1c4) to removeينزع 

1c5) to cause to failيتسبب في فشل

2) (Qal) to keep or observe the sabbathيلاحظ السبت 

 

وهذه الكلمه اتت في العهد القديم 74 مره 

منهم 47 بمعني ينهي بتصريفاته  و11 بمعني يستريح و 2 بمعني ابطال 2 بمعني يجعل او يضع جانبا 2 بمعني يؤسس وبعض المعاني الاخري 

 

فنري ان الكلمه هي اعمق بكثير مما ظن المشكك فهي تعني التوقف عن عمل ما ووضعه جانبا مع عدم تركه ولكن بداية ملاحظة والاشراف علي هذا العمل 

وهي ليس لها علاقه بالتعب من قريب او بعيد ولكن انتهاء من تكوين شيئ وبداية الاشراف عليه 

 

اما كلمة راحه التي يقصدها المشكك والتي تاتي بعد تعب فهي تختلف تماما 

الكلمه الاولي 

سفر أيوب 3: 17

 

هُنَاكَ يَكُفُّ الْمُنَافِقُونَ عَنِ الشَّغْبِ، وَهُنَاكَ يَسْتَرِيحُ الْمُتْعَبُون.

وهي نواش

H5117

נוּח

nûach

noo'-akh

A primitive root; to rest, that is, settle down; used in a great variety of applications, literally and figuratively, intransitively, transitively and causatively (to dwellstaylet fallplacelet alonewithdrawgive comfort, etc.): - cease, be confederate, lay, let down, (be) quiet, remain, (cause to, be at, give, have, make to) rest, set down. Compare H3241.

وتعني يستريح او يتوقف او يتمدد

وهي اتت 94 مره بمعني الراحه من التعب والتوقف عن تعب او مجهود معين 

وايضا

سفر صموئيل الثاني 16: 14

 

وَجَاءَ الْمَلِكُ وَكُلُّ الشَّعْبِ الَّذِينَ مَعَهُ وَقَدْ أَعْيَوْا فَاسْتَرَاحُوا هُنَاكَ.

وهي عبريا نافاش 

H5314

נפשׁ

nâphash

naw-fash'

A primitive root; to breathe; passively, to be breathed upon, that is, (figuratively) refreshed (as if by a current of air): - (be) refresh selves (-ed).

يستريح ويلتقط انفاسه من التعب ويجدد نشاطه بعد تعب 

 

وتوجد كلمه ثالثه راحه التي تعني انتهاء امر تماما ويبقي بدون صنع هذا العمل الذي كان متعب

سفر يشوع 14: 15

 

وَاسْمُ حَبْرُونَ قَبْلاً قَرْيَةُ أَرْبَعَ، الرَّجُلِ الأَعْظَمِ فِي الْعَنَاقِيِّينَوَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ مِنَ الْحَرْبِ.

وهي عبريا شاقات 

 

H8252

שׁקט

shâqaṭ

shaw-kat'

A primitive root; to repose (usually figuratively): - appease, idleness, (at, be at, be in, give) quiet (-ness), (be at, be in, give, have, take) rest, settle, be still.

يستجيب لا يصنع شئ يهدا يستريح يظل ساكن يبقي ساكن 

فالكتاب يقول ان استراح الرب التي تعني انه انهي عمل وبدا في ملاحظته 

ومن هذا نري ان الكتاب بلغاته الاصليه دقيق جدا ورغم وضوح الترجمات ولكن لو شكك احدهم فاللغه الاصليه تثبت انه لا يوجد شبهة من اصله 

 

ثانيا المعني المقصود 

 

رغم وضوح المعني من الجزء اللفظي الا اني اشرحه في عجاله 

فستراح عبريا تعني ان الرب انهي تاسيس المسكونه وبدا الاشراف عليها فيقول 

1 فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا.

اي ان الخلق اكتمل تاسيسيا وخلقت الانواع كلها وبدا بعد ذلك فقط التناسل والاستمراريه في النوع من كائن حي 
2 وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ.

فهو انتهي من تاسيس كل شئ في ستة ايام وفي اليوم السابع بدا عمله الاشرافي ومتابعة كل ما عمل 
3 وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا.

وهنا يشرح اكثر ويوضح ان المقصود بكلمة استراح هو انتهاء عمل الخلق الاصلي 

لان الله لا يتعب ولا يعيا كما ذكر 

سفر إشعياء 40: 28

 

أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَالَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ.

وهو مستمر في العمل 

إنجيل يوحنا 5: 17

 

فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ».

ولكنه يفرح باعماله كما قال 

سفر المزامير 

104: 31 يكون مجد الرب الى الدهر يفرح الرب باعماله

والعدد يقول انه قدس اليوم السابع وهذا عمل ايضا يختلف عن عمل الخلق ولكنه عمل محبب للرب 

سفر التكوين 2: 3

 

وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا.


سفر الخروج 20: 11

 

لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ. لِذلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ.

 

 

واضرب عدة امثله توضيحيه 

عندما ابدا تاسيس مشروع ملكي من المبني وتعيين الموظفين وشراء الالات المناسبه لبداية المشروع وعندما انتهي من التاسيس ويبدا عمل الشركه وانا لازلت صاحب الشركه وكل شئ تحت اشرافي فانا استرحت من التاسيس هذا لا يعني اني تعبت ولكن انتهت مرحله وبدات مرحله 

ومثال اخر الانسان الذي ياخذ عطله من عمله هل هذا يعني انه لا يفعل شئ ؟ بالطبع لا فهو يبدا في عمل اشياء محببه له مثل ممارسة رياضه او قراءة اشياء معينه وغيرها فمعني اخذ سبت فترة راحه اي من عمل معين وبدا عمل اخر محبب له 

وبالطبع الله اعد كل شئ لاجل حبيبه الانسان فبدا عمل الله واشرافه علي الانسان هو عمل محبب لله ولذلك يعتبر الرب انه في راحه 

وللعلم بالمعني الروحي رغم اليوم السابع هو السبت اليوم بالمعني المعروف وهو بداية التعامل مع الانسان ولكن ايضا نحن لا نزال في اليوم السابع حتي الان بالمعني الروحي الذي بدا بالمساء وهو العهد القديم عهد الظلمه وبتجسد رب المجد وبصلبه بدا فجر الاحد وهذا الذي نحيا فيه الان وبانتهاء اليوم السابع نبدا الابديه مع رب المجد وهو ما خطط له الرب من الاول ولهذا السبت هو يوم راحه يعمل فيه الرب مع الانسان 

 

واخيرا المعني الروحي 

 

من تفسير ابونا انطونيوس فكري 

 

أكمل الله خليقته في اليوم السادس ورأي ذلك أنه حسن جداً والتطابق عجيب ففي اليوم السادس بل في الساعة السادسة أكمل الله فداء البشرية قائلا علي الصليب "قد أكمل" فبالصليب أعيدت خلقتنا من جديد وبالقيامة أخذنا الحياة. ومعني أن الله يستريح في اليوم السابع أي هو يفرح ويسر بالإنسان موضع حبه وحينما سقط الإنسان وفسدت طبيعته جدده الله روحياً وفتح له باب السماء، في خلال اليوم السابع (الذي بدأ بعد خلقة آدم وينتهي بمجئ المسيح الثاني)، ففي خلال اليوم السابع كان الفداء الذي به أنهي الله أعماله كلها للإنسان وإستراح الله لأنه قدم للإنسان طريق السماء. وراحة الإنسان الحقيقية أنه يكتشف أنه ليس تراباً فقط فيكون كل إهتمامه للعالم، بل هو خليقة روحية لا يستريح سوي في الله ومع الله، بل هو يقضي فترة خاطفة علي الأرض ويكمل بعد ذلك حياته الأبدية في السماء في حضن الله. وحتي يطبع الله هذه المفاهيم في الإنسان نري الله يطلب من الإنسان أن لا يعمل يوم السبت بل يخصصه لله وللعبادة. فالإنسان كجسد لابد ان يعمل وهذا هو ما طلبه الله من آدم " لكن الإنسان كروح لن يرتاح وتكون له راحة إلا في الله.

فإستراح

في العبرية لا تعني الكف عن العمل بل الراحة والإستقرار والرضي لأن الله لا يكل ولا يعيا. وراجع مز 31:104 + صف 17:3 لتري ان الله يفرح ويسر بأعماله. وما يتعب الله خطايانا أش 24:43. والإنسان كان سيظل في راحة لو لم يخطئ. ولكن الخطية والموت الذي إستتبعها كانا شيئاً عابراً وبعده ستعود الراحة. لذلك يعيش الإنسان مدة حياته علي الأرض يعمل ويشقي ويتعب (رمزياً مدة عمر الإنسان 6 أيام) وبعد الستة الأيام يذهب الإنسان للفردوس حتي يرتاح. وصارت راحة الله في إتحادنا بالمسيح القائم، وراحة الإنسان في المسيح القائم، لذلك إستبدلت الكنيسة يوم السبت بيوم الأحد يوم القيامة. وصار هذا اليوم هو راحة للجسد من التعب واهتمامات العالم لترتاح الروح في علاقتها بالله. فراحة الله= راحة الذين يستريحون في الله.

 

ومن تفسير ايونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

 

ماذا يعني "استراح في اليوم السابع"؟ بلا شك الراحة هنا لا تعني التوقف عن العمل، وإنما استراح براحة خليقته، وكما يقول القديس أغسطينوس: [راحة الله تعني راحة الذين يستريحون في الله[79]]. راحته كأب سماوي أن يجد محبوبيه ينعمون بالراحة الداخلية الحقة، لذلك يقول القديس أغسطينوس: [إننا نستريح عندما نصنع أعمالاً صالحة. كمثال لذلك كُتب عن الله أنه "استراح في اليوم السابع"، وذلك عندما صنع كل أعماله وإذا بها حسنة جدًا. إنه لم يتعب ولا احتاج إلي راحة، كما أنه لم يترك عمله حتى الآن، إذ يقول ربنا المسيح بصراحة: "أبي يعمل حتى الآن" (يو 5: 17)[80]].

لقد ختم الرب حديثه عن أعمال الخلق بإعلان راحته في خليقته التي حملت آثار محبته خاصة الإنسان الذي حمل صورته ومثاله، ويبقي الله في راحته مادام الإنسان أيضًا يستريح في حضن أبيه السماوي. لهذا رأي كثير من الآباء أن وصية "حفظ السبت" والتي تعني في العبرية "الراحة" إنما هي رمز للثبوت في السيد المسيح بكونه راحة الآب، فيه يجد لذته من جهتنا، وراحتنا نحن إذ فيه ندخل إلي حضن الآب. وكأن السيد المسيح نفسه هو سبتنا الحقيقي[81]... هذا هو سر اهتمام الله بحفظ وصية السبت، وجعلها خطًا رئيسيًا في خطة خلاص شعبه، من يكسرها يكون قد نقض العهد الإلهي وحرم نفسه من عضويته في الجماعة المقدسة. لنحفظ إذًا السبت الحقيقي بقبولنا السيد المسيح القائم من الأموات كسر راحتنا الحقيقية، لنقبله قائمًا من الأموات فنحفظ السبت كل أيام حياتنا خاصة في اليوم الأول من الأسبوع، كما كان الرسل يجتمعون معًا في أول الأسبوع (الأحد) يمارسون العبادة الجماعية حول الأفخارستيا كموضوع راحتهم الحقة.

إن كان السيد المسيح هو "اليوم السابع" أو (السبت الحقيقي) الذي فيه تصالحنا مع الآب بدم صليبه، فإننا إذ نثبت فيه نحمل سماته فينا ونمتلئ ببره ونصير نحن أنفسنا موضع راحة فنحسب به "سبتًا" أو (يومًا سابعًا)، وكما يقول القديس أغسطينوس: [نصير نحن أنفسنا اليوم السابع عندما نمتلئ ببركات الله وتقديسه ونفعم بها[82]].

هذا ويلاحظ أن الكتاب المقدس لم يقل عن اليوم السابع: "وكان مساء وكان صباح يومًا سابعًا"، وكما يقول القديس أغسطينوس: [لا نجد في السبت مساءً، لأن راحتنا بلا نهاية، إذ يضع المساء نهاية[83]].

 

والمجد لله دائما