كيف الله الحنون العادل يقتل الابكار ؟ خروج 11

 

Holy_bible_1

 

الشبهة

 

يقول البعض

 كيف الله الحنون يقتل كل الابكار ؟ وما ذنب الابكار في خطية فرعون ؟ وهل هذا عدل ؟

 

الرد 

 

اولا الرب قال سابقا قتل الجسد ليس النهاية 

إنجيل متى 10: 28

 

وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ.

فالحياة على الأرض هي اختبار يسمح بها الرب لكل انسان. ولكل انسان له وقت يتمم فيه اختباره في ارض الاتعاب. البعض تنتهي اتعابه في الكبر وحسب قلبه يكون مصيره الابدي والبعض ينهيها في الصغر. والوسيلة تختلف سواء بسلام او بسكتة قلبية او بمرض او بكارثة طبيعية او حتى يقتل. فالموت واحد. 

أحيانا يكون أفضل للشخص ان يموت مبكرا لكيلا يكون أكثر الأخطاء ولا تكون عاقبته أشر وأحيانا أفضل للإنسان ان يستمر لأنه قد يتغير للأفضل في نهاية حياته. هذا لا يستطيع ان يعرفه انسان اما الله فاحص القلوب وعالم بكل شيء يعرف هذا جيدا.  

فضربة الابكار وقتلهم ليس معناه هلاكهم الابدي ولا أستطيع ان اقول خلاصهم ايضا فهم قتلوا جسديا ولكن مصيرهم الابدي في يد الرب الحنان القاضي العادل الذي يعرف ما في قلوبهم من قبل ولادتهم. 

هم فترة اختبارهم في الأرض كانت قصيرة فقط. 

واتوقف قليلا وأتساءل لو طفل سيكبر في الشر ومصيره شبه معروف انه سيكون انسان شرير سيغوي الاخرين بالشر ويستحق الموت والعذاب الابدي والدليل على هذا كل الاجيال التي سبقته فجيل بالكامل ولا يخرج منهم صغير يكبر ويكون صالح بل يفعل الشر مثل اباؤه وجيل بعد جيل. فأتساءل هل سيختلف ان مات صغير او كبير؟ الحقيقة اقول ان موته صغير أفضل بكثير لان لو كبروا هؤلاء فهم بالمقياس سيكونون اشرار وسينشرون الشر أكثر بل موتهم كأطفال قد يكون رحمة لا ندركها لأننا لسنا ديانين اما الرب الديان هو رحمهم من مصير أبدى شرير بموتهم صغار فيكون لهم فرصة في تجنب بحيرة النار والكبريت لأنهم ماتوا في سن الطفولة قبل تمييز الخير عن الشر واختيار الشر فيدانوا فالصغير لا يدان كما قال  

إنجيل متى 19: 14

 

أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ».

وتكررت في مرقس 10: 14 ولوقا 18: 16 

إنجيل متى 18: 3

 

وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.

واكرر انا لست ديان ولا اعرف مصيرهم تفصيلا ولكن اثق ان الرب سمح لهم بهذا رحمة لهم من مصير أبدى صعب. المهم في هذا ان الانسان لا يستطيع ان يتحكم في مصير اخر فلا يحكم انسان على اخر بإنهاء عمره لأنه يخالفه في الدين وان يقتل أولاده لأنهم أبناء وذرية من يخالفوه في الدين ولكن لو امر الله بهذا فهو اكيد لخيرهم الابدي. 

 

ثانيا كم انسان مات متالم اما هؤلاء فبدون الم ماتوا. ونقارنهم بما فعله المصريين باولاد العبرانيين باوامر فرعون كانوا يلقونهم احياء في النهر ليغرقوا ويتعذبوا في لحظات الغرق 

فالموت ليس دليل عدم رحمه ولكن من يقتل وهو ليس له سلطان فهو ليس الخالق هو الذي بدون رحمه 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 9: 20

 

بَلْ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ اللهَ؟ أَلَعَلَّ الْجِبْلَةَ تَقُولُ لِجَابِلِهَا: «لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هكَذَا؟»

وقتل الرب للبعض كما شرحت في موضوع الطوفان وموضوع سدوم وعموره ليس معناه هلاك أبدى وفي هذه الحالة الابكار وبخاصه الصغار منهم هم قضوا فتره اختبارهم سريعا 

 

ثالثا هذا موقف محدد في زمان محدد لموقف محدد وليس وصية عامة على الاطلاق 

 

رابعا لماذا من يعترض يوحي انهم كلهم أطفال؟ 

الحقيقة أن هؤلاء الابكار كانوا كبار وصغار وكل الاعمار وليس أطفال فقط. فمنهم من هو في بداية حياته ومنهم الذي فعلوا شرور كثيرة جدا ومنهم من هو في نهاية حياته.

 

اما عن هل من العدل ان يخطئ فرعون فيقتل الله ابكار المصريين؟ 

ودعنا نحدد اولا من اخطأ هل هو فرعون فقط ؟ 

الاجابه لا الكتاب يقول كل الشعب

سفر الخروج 1

8 ثُمَّ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ.
9 فَقَالَ لِشَعْبِهِ: «هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ شَعْبٌ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا.

10 هَلُمَّ نَحْتَالُ لَهُمْ لِئَلاَّ يَنْمُوا، فَيَكُونَ إِذَا حَدَثَتْ حَرْبٌ أَنَّهُمْ يَنْضَمُّونَ إِلَى أَعْدَائِنَا وَيُحَارِبُونَنَا وَيَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ».

11 فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِأَثْقَالِهِمْ، فَبَنَوْا لِفِرْعَوْنَ مَدِينَتَيْ مَخَازِنَ: فِيثُومَ، وَرَعَمْسِيسَ.

12 وَلكِنْ بِحَسْبِمَا أَذَلُّوهُمْ هكَذَا نَمَوْا وَامْتَدُّوا. فَاخْتَشَوْا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.

13 
فَاسْتَعْبَدَ الْمِصْرِيُّونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِعُنْفٍ،
14 وَمَرَّرُوا حَيَاتَهُمْ بِعُبُودِيَّةٍ قَاسِيَةٍ فِي الطِّينِ وَاللِّبْنِ وَفِي كُلِّ عَمَل فِي الْحَقْلِ. كُلِّ عَمَلِهِمِ الَّذِي عَمِلُوهُ بِوَاسِطَتِهِمْ عُنْفًا.
 

لم يرفض المصريين كلام فرعون بل قبلوه ووافقوا فرعون علي الاحتيال على العبرانيين وازلالهم ويؤكد النص الكتابي ان المصريين كلهم اشتركوا في تصرفات فرعون 

وهذا لان المصريين كانوا اقل عدد من العبرانيين فلكي يزلوا العبرانيين اشتركوا اغلبهم كبيرهم وصغيرهم في هذا الامر 

وقتل ابناء العبرانيين كان بموافقة المصريين اغلبهم

والاعداد التي تؤكد اشتراك اغلب المصريين كثيره 

سفر الخروج 3: 9

 

وَالآنَ هُوَذَا صُرَاخُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَتَى إِلَيَّ، وَرَأَيْتُ أَيْضًا الضِّيقَةَ الَّتِي يُضَايِقُهُمْ بِهَا الْمِصْرِيُّونَ،

 

سفر الخروج 6: 5

 

وَأَنَا أَيْضًا قَدْ سَمِعْتُ أَنِينَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَسْتَعْبِدُهُمُ الْمِصْرِيُّونَ، وَتَذَكَّرْتُ عَهْدِي.

 

سفر الخروج 6: 6

 

لِذلِكَ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ. وَأَنَا أُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُنْقِذُكُمْ مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ وَأُخَلِّصُكُمْ بِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ وَبِأَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ،

 

سفر الخروج 6: 7

 

وَأَتَّخِذُكُمْ لِي شَعْبًا، وَأَكُونُ لَكُمْ إِلهًافَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي يُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ.

ولهذا الرب قال أنقذهم من يد المصريين وليس فرعون فقط

سفر الخروج 3: 8

 

فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمِصْرِيِّينَ، وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَوَاسِعَةٍ، إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً، إِلَى مَكَانِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزَّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ.

 

وفي قتل ابناء العبرانيين يقول الكتاب المقدس

سفر الخروج 1

22 ثُمَّ أَمَرَ فِرْعَوْنُ جَمِيعَ شَعْبِهِ قَائِلاً: «كُلُّ ابْنٍ يُولَدُ تَطْرَحُونَهُ فِي النَّهْرِ، لكِنَّ كُلَّ بِنْتٍ تَسْتَحْيُونَهَا».

إذا دم ابناء العبرانيين على كل الاسر المصرية التي اشتركت في ذلك 

فمن يقول ان المصريين ابرياء وهذا ذنب فرعون فقط فقد أخطأ

مع ملاحظة أن كل بكر من المصريين كان قتل قبله عشرات من ذكور أبناء إسرائيل فحتى العقاب لم يكن بالمثل بل اقل بكثير. 

والمصريين استطاعوا ان يقنعوا فرعون بان يطلق العبرانيين بعد ضربة الابكار فلماذا لم يقنعوه قبل هذه الضربة؟  

وأيضا بعد الضربة طلبوا ان يخرج ليحارب إسرائيل 

سفر الخروج 14

14 :5 فلما أخبر ملك مصر ان الشعب قد هرب تغير قلب فرعون وعبيده على الشعب فقالوا ماذا فعلنا حتى أطلقنا اسرائيل من خدمتنا

فالحقيقة المصريين فعلوا شرور وظلموا شعب إسرائيل بل وقتلوا أبناء العبرانيين ولو كان الرب عاقب مصر بضربة مميته للكل لما لامه أحد مثل سدوم وعمورة وشعوب ما قبل الطوفان التي قتل فيها الكل. ولأصبح هذا عبرة مثل سدوم وعمورة. ولكن الله لمحبته للمصريين سمح بموت الابكار فقط نسبة صغيرة من الشعب من الصغار والكبار كضربة أخيرة لكي يرجع الباقي ويتوب

سفر الخروج 14: 4

 

وَأُشَدِّدُ قَلْبَ فِرْعَوْنَ حَتَّى يَسْعَى وَرَاءَهُمْ، فَأَتَمَجَّدُ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ جَيْشِهِ، وَيَعْرِفُ الْمِصْرِيُّونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ». فَفَعَلُوا هكَذَا.

 

واسال هل أنذرهم الرب قبل ضربة الابكار ام لا؟ 

بالطبع الرب انذرهم كثيرا وارسل عليهم الضربات الواحده تلو الاخري وفي الضربات كان بعض المصريين سمعوا لموسي فحماهم الرب من بعض الضربات 

سفر الخروج 9 

9: 19 فالان ارسل احم مواشيك و كل ما لك في الحقل جميع الناس و البهائم الذين يوجدون في الحقل و لا يجمعون الى البيوت ينزل عليهم البرد فيموتون 

9: 20 فالذي خاف كلمة الرب من عبيد فرعون هرب بعبيده و مواشيه الى البيوت 

9: 21 و اما الذي لم يوجه قلبه الى كلمة الرب فترك عبيده و مواشيه في الحقل 

حتى ضربة الابكار لجأ بعض المصريين حسب ما ذكر التقليد اليهودي الي بيوت العبرانيين فلم يضربوا 

ودليل ان بعض المصريين قبلوا كلام الرب وانضموا الي العبرانيين 

سفر الخروج 12

12: 37 فارتحل بنو اسرائيل من رعمسيس الى سكوت نحو ست مئة الف ماش من الرجال عدا الاولاد 

12: 38 و صعد معهم لفيف كثير ايضا مع غنم و بقر مواش وافرة جدا 

فهذا اللفيف الكثير هم اغلبهم من المصريين وهؤلاء التجأوا الى بيوت العبرانيين ولم يموت ابكارهم

إذا من لم يؤمن بكلام موسي من المصريين عوقب بقتل بكره فهو قاسي الاحزان لكي يتوب اما البكر فذهب حيث المكان الذي اختاره له الرب بناء على عدله ورحمته 

والمصريين الذين تمسكوا بالرب نجاهم اما الذين أصروا على عبادة الالهة الوثنية ورفض الرب عوقبوا بان هذه الالهه لم تنقذ ابناؤهم بل عرفوا ان ما فعلوه سابقا كان خطأ 

 

اما عن قتل ابناء العبيد فهو يشير الي خدام فرعون من المصريين

وعن قتل ابناء الحيوانات فهي حيوانات مقدسه للمصريين عبدوها ورؤا ان ابكارها تقتل امامهم فاين هذه الآلهة؟ 

ونلاحظ 

1 لم تكن بحجة انهم كفره على الاطلاق فالرب لم يقتلهم لأنهم عبدوا اوثان فهذا ليس اسلوب الرب ولكن عقاب على قتل أبناء العبرانيين  

2 لم تكن لفرض السلطة والفكر اليهودي ولم يفرض على أحد ان يتهود بل عقاب أقرب منه للرحمة مع بعض العدل

3 لم تكن لغرض فرض الجزية وسلب ونهب ولا لأجل غنائم او التربح بل كانت عقاب ضد الخطية ورفض التوبة فقط. 

4 لم تكن حرب اغتيالات وتصفية اعداء وغزوات في الليل  

5 لم تكن بسبب ان أحدهم قال شعر مسيء او كلمه غير لائقة علي موسي اي انها لم يكن فيها اهداف انتقام شخصي

6 لم تقم علي اساس عرقي او جنس فقط بدون خطايا معروفه. بل خضع لها حتى شعب اسرائيل نفسه لما أخطأ وقتل ابناؤهم

7 لم يفرضوا فيها اختيارات مثل الجزية او القتل او الخضوع للفكر اليهودي اجباري. لأنها ليست لنشر دين او توسع ديني اجباري وفرضها بالذل على الاخرين وهم صاغرون.

8 لم يكن هناك تشريع يسمح بالتحريم وقتل اي أحد كحكم عام طول القرون ولكن هي ضربة لحظية في زمان معين لشعب خاطئ محدد ليس بها استمرارية  

9 صاحبتها معجزات ظاهره علنيه قوية من الرب فقام هو بحكم الدينونة وبالعقاب فقط بعد ضربات انذارية معجزيه من الرب 

10 تمت بعد ان اعطي الرب إنذارات كثيره جدا واضحة في الضربات السابقة  

11 هذه الضربة هي للشعب قتل ويستحق العقاب فهذه الخطية يعاقب عليها الناموس سواء كان فاعلها يهودي او مصري.

12 كان غرضها فقط اخراج شعب إسرائيل مقابل رفض فرعون والمصريين اخراجهم. وأيضا ليتوب المصريين عن خطاياهم. 

 

هي ضربه موجعه ولكن كانت لخلاص كثيرين 

 

والمعني الروحي

من تفسير ابونا انطونيوس فكري

تأتي هذه الضربة في نهاية ضربات كثيرة هُزِم فيها الشيطان (العامل مع فرعون وسحرته) على يد موسى. وهما ضربة الأبكار وهي تشير لقطع كل جذور الشر وهذا تم بالصليب. وإذا كان الأبكار يشيرون للقوة (تك3:49) فقد ضرب الله الشيطان وقوته وربطه بالصليب ليحررنا من عبوديته. والصليب رمزه في العهد القديم هو خروف الفصح، وهذا ما يشرح ارتباط هذه الضربة الأخيرة (موت الأبكار أي سحق قوة الشيطان) بخروف الفصح الذي نجد قصته وطقسه وشريعته تأتي وسط أحداث الضربة العاشرة (الآيات 1:12-28) وارتباط هذا بخروج الشعب في نفس الليلة ويكون المعنى أن المسيح بصليبه داس قوة الشيطان ليحررنا من عبوديته لنخرج وننطلق إلى كنعان. وبهذه الضربة دفع المصريين ثمن ما فعلوه بقتلهم أولاد العبرانيين فأدبهم الرب بذات فعلهم وبالصليب دفع الشيطان ثمن هلاك أولاد الله. هذه الصورة ترمز كيف أباد الله الشر. وفي هذه الضربة ماتت أيضاً أبكار الحيوانات المقدسة عند المصريين هذه التي يؤلهونها

 

ومن تفسير ابونا تادرس يعقوب

قتل الأبكار:

أ. يرى العلامة ترتليان أن المصريين قد دفعوا ثمن ما فعلوه بقتلهم أولاد العبرانيين وإلقائهم في النهر، فأدبهم الرب بذات فعلهم[169].

ب. سمح الله بقتل جميع الأبكار، ولا تترك ماشية واحدة في مصر، هذه صورة رمزية لعمل الله الذي سيُبيد الشر، أما أولاده فحتى شعور رؤوسهم محصاة وتحت رعايته.

ج. يرى القدِّيس غريغوريوس أسقف نيصص في هذا الأمر إشارة رمزية لإبادة كل علَّة للخطية، إذ يقول: [يليق بمن يمسك بشر خلال الفضيلة أن يقتله منذ بدايته، بهذا يُحطم ما يأتي وراءه. هذا ما يعلمنا به الرب في الإنجيل فيدعونا بكل وضوح أن نقتل أبكار الشر... إذ أمرنا بإبادة الشهوة والغضب فلا نخاف من وصمة الزنا وجريمة القتل (مت 5: 22، 28). فإن هذين لا يأتيان فجأة، إنما الغضب يُنتج قتلاً، والشهوة تولِّد زنا... فبتحطيم الأبكار (الشهوة والغضب) نقتل بلا شك ما ينجم وراءهما. فلو أخذنا الحيّة مثالاً، فإنه يسحق رأسها يكون جسدها قد قتل في نفس الوقت[170]].

 

والمجد لله دائما