الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى هل الرب يجرب لانه يجهل ما في قلب الانسان ؟ تثنية 8: 2 اعمال 1: 24
تث 8: 2 أع 1: 24هل الرب يجرب لانه يجهل ما في قلب الانسان ؟ تثنية 8: 2 اعمال 1: 24
الشبهة
جاء في تثنية 8: 2
» 1«جَمِيعَ الْوَصَايَا الَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا الْيَوْمَ تَحْفَظُونَ لِتَعْمَلُوهَا، لِكَيْ تَحَيَوْا وَتَكْثُرُوا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآبَائِكُمْ. 2وَتَتَذَكَّرُ كُلَّ الطَّرِيقِ الَّتِي فِيهَا سَارَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْقَفْرِ، لِكَيْ يُذِلَّكَ وَيُجَرِّبَكَ لِيَعْرِفَ مَا فِي قَلْبِكَ: أَتَحْفَظُ وَصَايَاهُ أَمْ لاَ؟ .«
» 2واَذكُرْ جميعَ الطُّرقاتِ التي سيَّركَ فيها الرّبُّ إلهُكَ في البَرِّيَّةِ هذِهِ الأربعينَ سنَةً، ليقهَرَكَ ويمتحِنَكَ حتى يعرفَ ما في قلبِكَ، أتحفظ وصاياهُ أم لا؟ .«
وهذا ينسب عدم المعرفة لله، وهو مستحيل! كما أنه يناقض ما قاله رسل المسيح في أعمال الرسل 1: 24 «أيها الرب العارف قلوب الجميع.«
» 24وَصَلَّوْا قَائِلِينَ:«أَيُّهَا الرَّبُّ الْعَارِفُ قُلُوبَ الْجَمِيعِ، عَيِّنْ أَنْتَ مِنْ هذَيْنِ الاثْنَيْنِ أَيًّا اخْتَرْتَهُ، 25لِيَأْخُذَ قُرْعَةَ هذِهِ الْخِدْمَةِ وَالرِّسَالَةِ الَّتِي تَعَدَّاهَا يَهُوذَا لِيَذْهَبَ إِلَى مَكَانِهِ». .«
الرد
ساقسم الرد الي عدة اجزاء
لغويا
سياق الكلام
الاعداد الاخري التي توضح الفكر
لغويا
الرب يقول
سفر الثنية 2
2 وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب إلهك هذه الأربعين سنة في القفر، لكي يذلك ويجربك ليعرف ما في قلبك: أتحفظ وصاياه أم لا
وندرس معا بعض معاني الكلمات مثل
يجرب
H5254
נסה
nâsâh
naw-saw'
A primitive root; to test; by implication to attempt: - adventure, assay, prove, tempt, try.
من جذر اختبر من معني ضمني يحاول , مغامره فحص تثبت يجرب يحاول
قاموس برون
H5254
נסה
nâsâh
BDB Definition:
1) to test, try, prove, tempt, assay, put to the proof or test
1a) (Piel)
1a1) to test, try
1a2) to attempt, assay, try
1a3) to test, try, prove, tempt
يختبر يحاول يثبت يغري يفحص يضع للاثبات
يقدم اختبار محاولة في محاوله فحص حاول يختبر يجرب يثبت يغري
فهي جائت 36 مره منهم 27 مره بمعني اثبات شيئ
فالكلمه تقدم معني انه يختبر ليثبت شيئ الرب يعرفه جيدا ولكن لكي لا يتحجج احد فهو يضعهم في اختبار ليثبت
الكلمه الثانية
ليعرف
H3045
ידע
yâda‛
yaw-dah'
A primitive root; to know (properly to ascertain by seeing); used in a great variety of senses, figuratively, literally, euphemistically and inferentially (including observation, care, recognition; and causatively instruction, designation, punishment, etc.): - acknowledge, acquaintance (-ted with), advise, answer, appoint, assuredly, be aware, [un-] awares, can [-not], certainly, for a certainty, comprehend, consider, X could they, cunning, declare, be diligent, (can, cause to) discern, discover, endued with, familiar friend, famous, feel, can have, be [ig-] norant, instruct, kinsfolk, kinsman, (cause to, let, make) know, (come to give, have, take) knowledge, have [knowledge], (be, make, make to be, make self) known, + be learned, + lie by man, mark, perceive, privy to, X prognosticator, regard, have respect, skilful, shew, can (man of) skill, be sure, of a surety, teach, (can) tell, understand, have [understanding], X will be, wist, wit, wot.
من جذر يعرف ( غالبا بمعني تاكيد بالعيان ) وتستخدم بمعاني كثيره متنوعه معنويا ولفظيا ومجازي بشكل استنتاجي ( بما في ذلك مراقبه ورعاية واعتراف ويسبب تعليم وتعيين وعقاب وما الي ذلك ) يعرف ( اخر ) تعارف ( مع اخر ) ينصح يجاوب يعين يؤكد يدرك ( يعلم الغير مدرك ) تاكيد يقين فهم عيان اعلان مثابرة يسبب في تمييز واكتشاف موهوب وشهره وشعور وارشاد ...
فاعتقد معني الكلمه اتضح انه ليس يعلم شيئ يجهله ولكن يجعل شيئ بدل ما هو مخفي يصبح معلن وواضح ويكشف
ولهذا التراجم الانجليزيه كتبت بوضوح
(JPS) And thou shalt remember all the way which the LORD thy God hath led thee these forty years in the wilderness, that He might afflict thee, to prove thee, to know what was in thy heart, whether thou wouldest keep His commandments, or no.
(KJV) And thou shalt remember all the way which the LORD thy God led thee these forty years in the wilderness, to humble thee, and to prove thee, to know what was in thine heart, whether thou wouldest keep his commandments, or no.
بمعني يثبت ما في قلبك علنا
فالكلمتين تركيبهما ومعناهما واضح انه يختبر ليعلن امام الكل
بمعني لو هناك مدرس يعرف مستوي تلاميذه جيدا ولكنه لن يستطيع ان يعطيهم تقديرات بدون ان يمتحنهم لان بدون امتحان يستطيع اي منهم ان يعترض علي تقديره اما بالامتحان لايستطيع احد ان يعترض
وههكذا الرب يعرف ما بداخل قلب كل انسان ولكن يضع الانسان في امتحان علني ليظهر ما بقلبه امام الكل الذي كان قبل الامتحان يعرفه الرب فقط لكي يعاقبه او يكافؤه بعد الامتحان رغم ان الرب يعرف تصرف الانسان قبل ان يمتحنه بعلمه المسبق
وكلمه اخيره قبل ان انتهي من الجزء اللفظي وهي كلمة يذلك في العبري اتت بمعني يجعلك متواضع
قاموس سترونج
H6031
ענה
‛ânâh
aw-naw'
A primitive root (possibly rather identical with H6030 through the idea of looking down or browbeating); to depress literally or figuratively, transitively or intransitively (in various applications). (sing is by mistake for H6030.): - abase self, afflict (-ion, self), answer [by mistake for H6030], chasten self, deal hardly with, defile, exercise, force, gentleness, humble (self), hurt, ravish, sing [by mistake for H6030], speak [by mistake for H6030], submit self, weaken, X in any wise.
من جذر بمعني يضغط وينظر الي اسفل وهي لفظيا ومجازيا بمعني يذل نفسه او يجاوب نفسه او يتعامل بشده مع وتمارين وقوه وبرفق ويتواضع ويؤذي ويجعل حكيم
قاموس برون
H6031
ענה
‛ânâh
BDB Definition:
1) (Qal) to be occupied, be busied with
2) to afflict, oppress, humble, be afflicted, be bowed down
2a) (Qal)
2a1) to be put down, become low
2a2) to be depressed, be downcast
2a3) to be afflicted
2a4) to stoop
2b) (Niphal)
2b1) to humble oneself, bow down
2b2) to be afflicted, be humbled
2c) (Piel)
2c1) to humble, mishandle, afflict
2c2) to humble, be humiliated
2c3) to afflict
2d4) to humble, weaken oneself
2d) (Pual)
2d1) to be afflicted
2d2) to be humbled
2e) (Hiphil) to afflict
2f) (Hithpael)
2f1) to humble oneself
2f2) to be afflicted
وتؤكد نفس المعني ويركز كثيرا علي معني يجعلك متواضع
سياق الكلام
سفر التثنية 8
1 جميع الوصايا التي أنا أوصيكم بها اليوم تحفظون لتعملوها، لكي تحيوا وتكثروا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي أقسم الرب لآبائكم
هدف ما يعمله الرب هو ان يحفظ شعبه وصاياه لكي يحيوا بها بمعني يحفظوها عمليا وتطبيقيا وليس نظريا فقط وبهذا ياخذوا ثمرة حفظ الوصايا وهي ارض الموعد وعليهم ان يسلموا وصاياها وتطبيقها الي اولادهم من جيل الي جيل
وهدف الوصايا ليس لكي يتحكم الله في الانسان بل لكي ينال بركه بسبب الاستماع الي الوصايا وسيشرح هذا المفهوم اكثر فيقول
2 وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب إلهك هذه الأربعين سنة في القفر، لكي يذلك ويجربك ليعرف ما في قلبك: أتحفظ وصاياه أم لا
فهو يريد منهم ان يتذكروا اعماله العظيمه وعجائبه القويه التي عملها معهم من اول الضربات العشره وحتي قبل عبور الاردن وهو فعل ذلك لكي يثبت ما في قلب كل انسان فالذي اخطا نال عقابه والذي تمسك بوصايا الرب نال مكافئته خلال الاربعين سنه وهو عمل ذلك لكي يذلك بمعني تتعلم التواضع كتدريب روحي وهدف هذه التجارب هو ان يكشف ما هو خفي في داخل قلبك ويجعلك تعرف نفسك هل عندما قلت علانيه انك ستسمع وصايا الرب هل بالفعل تفعل ذلك ام لا فهو عمل ذلك لكي يكتشفوا نقاط ضعفهم ويعالجوها
وانواع التجارب
3 فأذلك وأجاعك وأطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك، لكي يعلمك أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان
وكانت التجارب ضيقات ليتعلموا التواضع والجوع الي انواع طعام مثل التي في مصر واعطائهم بدل منها المن السماوي وهدف ذلك ان يعتمد الانسان علي الرب وكلمته لان وكما أن الجائع وحده هو الذي يقدر قيمة الخُبز هكذا لا يعرف قيمة كلمة الله إلا من عرف أنها تقود حياته الداخلية الخفية وتُعطيها حياة، بل وحياته العملية
4 ثيابك لم تبل عليك، ورجلك لم تتورم هذه الأربعين سنة
والرب يوضح انه لم يذلهم بالمعني المعروف ولكن تجربه فيها تثبيت من طرق اخري مثل الطعام السماوي والحفاظ عليهم من اخطار الطريق حتي ثيابهم بقيت سليمه بطريقه اعجازيه طوال الاربعين سنه
5 فاعلم في قلبك أنه كما يؤدب الإنسان ابنه قد أدبك الرب إلهك
وهنا يكشف الرب هدف التجربه ليس ان الرب لا يعرف اي يجهل ولكن كاب يؤدب ابنه ويتركه يعبر في اختبارات ليتحمل المسؤليه ويستحق المكافئه بانه يتولي اعمال مهمه مع ابيه
اذا فكلام الرب واضح انه يتكلم عن امتحان ليظهر به ما في قلب الانسان الشيئ الذي يعلمه الله فقط فيريد ان يكون واضح وبناء عليه يكون الانسان بلا عذر او يكافئ الله الانسان ولا يكون لاناسن اخر حق الاعتراض
وفي نفس الاصحاح يوضح ايضا الرب سبب انه جربهم فيقول
16 الذي أطعمك في البرية المن الذي لم يعرفه آباؤك، لكي يذلك ويجربك، لكي يحسن إليك في آخرتك
واقدم بعض الاعداد التي تؤيد نفس الفكر
« هُوَذَا طُوبَى لِرَجُل يُؤَدِّبُهُ اللهُ. فَلاَ تَرْفُضْ تَأْدِيبَ الْقَدِيرِ. |
2)
سفر
الأمثال 3:
12
لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَكَأَبٍ بِابْنٍ يُسَرُّ بِهِ. |
3)
سفر
المكابيين الثاني 10:
4
وبعدما اتموا ذلك ابتهلوا الى الرب وقد خروا بصدورهم ان لا يصابوا بمثل تلك الشرور لكن اذا خطئوا يؤدبهم هو برفق ولا يسلمهم الى امم كافرة وحشية |
4) رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 6
لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ». |
5)
رسالة
بولس الرسول إلى العبرانيين 12:
7
إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ |
اي 42 :5 بسمع الاذن قد سمعت عنك والآن رأتك عيني.
اي 42 :6 لذلك ارفض واندم في التراب والرماد
اش 2 :17 فيخفض تشامخ الانسان وتوضع رفعة الناس ويسمو الرب وحده في ذلك اليوم.
لو 18 :14 اقول لكم ان هذا نزل الى بيته مبررا دون ذاك.لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع
يع 4 :6 ولكنه يعطي نعمة اعظم.لذلك يقول يقاوم الله المستكبرين واما المتواضعون فيعطيهم نعمة.
يع 4: 10 اتضعوا قدام الرب فيرفعكم
1بط 5: 5 كذلك ايها الاحداث اخضعوا للشيوخ وكونوا جميعا خاضعين بعضكم لبعض وتسربلوا بالتواضع لان الله يقاوم المستكبرين واما المتواضعون فيعطيهم نعمة.
1بط 5 :6 فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه
تث 8 :16 الذي اطعمك في البرية المنّ الذي لم يعرفه آباؤك لكي يذلّك ويجربك لكي يحسن اليك في آخرتك.
تث 13 :3 فلا تسمع لكلام ذلك النبي او الحالم ذلك الحلم لان الرب الهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب الهكم من كل قلوبكم ومن كل انفسكم.
تك 22 :1 وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم.فقال له يا ابراهيم.فقال هانذا.
خر 15 :25 فصرخ الى الرب.فاراه الرب شجرة فطرحها في الماء فصار الماء عذبا.هناك وضع له فريضة وحكما وهناك امتحنه.
خر 16 :4 فقال الرب لموسى ها انا امطر لكم خبزا من السماء.فيخرج الشعب ويلتقطون حاجة اليوم بيومها.لكي امتحنهم أيسلكون في ناموسي ام لا.
2اخ 32: 31 وهكذا في أمر تراجم رؤساء بابل الذين ارسلوا اليه ليسألوا عن الاعجوبة التي كانت في الارض تركه الله ليجربه ليعلم كل ما في قلبه.
مز 81 :7 في الضيق دعوت فنجيتك.استجبتك في ستر الرعد.جربتك على ماء مريبة.سلاه
ام 17 :3 البوطة للفضة والكور للذهب وممتحن القلوب الرب.
مل 3 :2 ومن يحتمل يوم مجيئه ومن يثبت عند ظهوره.لانه مثل نار الممحص ومثل اشنان القصّار.
مل 3 :3 فيجلس ممحصا ومنقيا للفضة فينقي بني لاوي ويصفيهم كالذهب والفضة ليكونوا مقربين للرب تقدمة بالبر.
يع 1 :3 عالمين ان امتحان ايمانكم ينشئ صبرا.
1بط 1: 7 لكي تكون تزكية ايمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح
ار 17 :9 القلب اخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه.
ار 17 :10 انا الرب فاحص القلب مختبر الكلى لاعطي كل واحد حسب طرقه حسب ثمر اعماله.
يو 2 :25 ولانه لم يكن محتاجا ان يشهد احد عن الانسان لانه علم ما كان في الانسان
رؤ 2: 23 واولادها اقتلهم بالموت فستعرف جميع الكنائس اني انا هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب اعماله
فالرب لا يريد ان يجرب للشر وهو غير مجرب بالشرور
رسالة يعقوب 1
12
طُوبَى
لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ
التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى
يَنَالُ «إِكْلِيلَ
الْحَيَاةِ»
الَّذِي
وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ
يُحِبُّونَهُ.
13
لاَ
يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ:
«إِنِّي
أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»،
لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ،
وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا.
14
وَلكِنَّ
كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ
وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.
15
ثُمَّ
الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ
خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ
تُنْتِجُ مَوْتًا.
16
لاَ
تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ.
17
كُلُّ
عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ
تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ
مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي
لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ
دَوَرَانٍ.
ومن تفسير ابونا تادرس يعقوب
الله في حبه للإنسان يهبه وصيته المحيية ليعطيه ذاته، يدخل معه في علاقة حب، ويقدم له بركات بفيضٍ. بذات الحب يدخل به في الطريق الضيق؛ لماذا؟
1. للتزكية: "لكي يذلَّك ويجربك ليعرف ما في قلبك أتحفظ وصاياه أم لا؟!" [2].
2. لتكليلنا، إذ تتزكى أمانتنا خلال الضيق نُحسب أهلا لنوال بركات أعظم: "لأن الرب إلهك آت بك إلى أرض جيدة أرض أنهار من عيون وغمار..." [7–10].
3. للتأديب: "كما يؤدب الإنسان ابنه قد أدبّك الرب إلهك" [5].
4. كي لا نسقط في كبرياء أو برّ ذاتي: "لئلاَّ تقول في قلبك قوتي وقدرة يدي اصطنعت لي هذه الثروة" [17].
5. كفرصة لرؤية الرب والتلامس معه والتمتع بأعماله في خبرات جديدة: "فأذلّك وأجاعك وأطعمك المنّ الذي لم تكن تعرفه ولا آباؤك" [3]. ففي وسط أتون النار نال الثلاثة فتية خبرة جديدة إذ ظهر معهم ابن الله يحوط بهم ويرافقهم محولاً النار إلى ندى. هكذا مع نار الضيق يختبر المؤمن رؤية جديدة لله وتذوق لطعامٍ سماويٍ يُحسب جديدًا بالنسبة له.
6. تحويل الطاقات من الشر إلى طاقات إيجابية للبنيان، إذ نُخرج من صخرة الصوان ماء [15]. فإن كانت حواسنا وطاقاتنا قد تحجرت يُخرج الرب منها ينابيع مياه تروي النفوس الظمآنة، وتحول القفر إلى فردوس إلهي.
قيل في رسالة يعقوب: "الله لا يجرب أحدًا" (يع 1: 13)، بينما هنا يقول: "الرب إلهكم يجربكم" [3]. يقول القدِّيس أغسطينوس: [يلزمنا أن نفهم أنه يوجد نوعان من التجارب، تجربة تخدع والأخرى تزكي. فمن جهة التي تخدع قيل: "الله لا يجرب أحدًا"، أما التي تذكي فقيل عنها: "الله يجربكم"[87]].
يكشف هذا الأصحاح عن أقصر الطرق المؤدية إلى كنعان السماوية وأكثرها أمانًا وهو اكتشاف خطة الله من خلال الأحداث الماضية. تبدو الأحداث التاريخية للبعض أنها أحداث بشرية زمنية، لكن القلب النقي يتلمس إعلانات الله خلال هذه الأحداث. رحلة الحياة وإن كانت تحوي أحداثًا كثيرة، لكن جميعها أشبه بخيوط تُجدل معًا لتعلن خيط رعاية الله الذي لا ينقطع.
وايضا من ردود القس الدكتور منيس عبد النور
قال المعترض: «جاء في تثنية 8: 2 «وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب إلهك هذه الأربعين سنة في القفر لكي يُذلَّك ويجرّبك، ليعرف ما في قلبك: أتحفظ وصاياه أم لا؟». وهذا ينسب عدم المعرفة لله، وهو مستحيل! كما أنه يناقض ما قاله رسل المسيح في أعمال الرسل 1: 24 «أيها الرب العارف قلوب الجميع».
وللرد نقول: لا توجد آية واحدة في الكتاب المقدس تنفي علم الله بكل شيء. أما العبارات التي تفيد أنه يمتحن الناس ليعرف قلوبهم فليس معناها أنه يجهل خفايا القلوب. ولكن معناها أن الله يمتحن الناس ليعلّمنا أنه سبحانه يُدخل الإنسان في ظروف مخصوصة ليتضح بالبرهان صدق معرفة الله السابقة لخفايا القلب ونياته. ومعنى هذا أن اكتشاف قلب الإنسان يكون ببرهان عملي يتفق مع حكم الله عليه.
وللإيضاح نقول مثلاً إن أستاذ الكيمياء، يشرح حقيقة علمية لتلاميذه يقول لهم: دعوني أمزج هذا الحامض بهذه المادة لنرى ماذا تكون النتيجة، وهو يعرف مقدماً نتيجة المزج المزمع عمله. هكذا الحال عندما يرسل الله التجارب إلى الإنسان، فهو يقصد بها امتحاناً ليس هو نفسه في حاجة إليه. ولكنه يقصد خير الإنسان نفسه وتبرير طرق معاملاته للناس. لقد ظهرت طاعة إبراهيم لله عندما قبل أن يضحّي بابنه الوحيد حسب أمر الله، وكان هذا برهاناً عملياً على محبة إبراهيم لله. كما أن إيمان إبراهيم في الوقت نفسه قد تشدد. وإذا شك أحد في أمانة إبراهيم وإخلاصه لله، فتكفيه الإشارة إلى عمل طاعته هذه الفائقة. وعندما قال الله لإبراهيم: «الآن علمتُ أنك خائف الله» (تكوين 22: 12) لم يكن يقصد أنه لم يكن يعرف فعرف، بل إنه أعلن عظمة إيمان إبراهيم ببرهان ملموس.
وعلاوة على ما تقدم نرى أن انتصار أبطال الإيمان يشجع أولاد الله في كل عصر على السير في خطواتهم. فإبراهيم انتصر في هذه القضية انتصاراً باهراً، وسُطِّر خبر هذه النصرة في الكتاب لأجلنا نحن (انظر رومية 4: 23، 24) فالآيتان المشار إليهما إذاً لا تتناقضان.
انظر تعليقنا على تكوين 22: 12.
والمجد لله دائما