هل الربي يختن القلوب ام الانسان يختن قلبه ؟ تثنية 10: 16 و تثنية 30: 6



Holy_bible_1



الشبهة



في سفر التثنية 10: 16 يوصي موسي الشعب ان يختنوا غرلة قلوبهم

ولكن في التثنية 30: 6 يقول الرب علي لسان نبيه موسي انه سيختن قلب كل واحد هو ونسله

فهل هذا تناقض ؟



الرد



الحقيقه العددين مكملين لبعض بطريقه رائعه ويوضحان عمل الله وعمل الانسان فلا يلغي الرب دور الانسان في خلاصه الذي يقدمه للانسان مجانا

فالرب يترك للانسان ان يقوم بالدور الذي يستطيع فعله وما بعد ذلك وما هو فوق مقدرة الانسان يقوم به الرب

وموسي هو كاتب العددين وهو يفهم هذا الامر جيدا فنحن يجب ان نبدا والرب يتمم

فالشاهدين يتكلموا عن دور الرب ودور الانسان في تطهير قلب الانسان الذي يعبر عنه الكتاب هنا بختان القلب اي جعله في عهد مع الرب فالرب يبدا بطلب الانسان والانسان يسمع ويقترب من الرب ويطهر قلبه وهذا ما يسمي بختان القلب من الانسان نفسه ثم يكمل الرب بفيض على قلب الانسان وتجهيزه افضل وايضا هذا ختان القلب بواسطة الرب



الشاهد الاول

سفر التثنية 10:

12 «فَالآنَ يَا إِسْرَائِيلُ، مَاذَا يَطْلُبُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلاَّ أَنْ تَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَكَ لِتَسْلُكَ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَتُحِبَّهُ، وَتَعْبُدَ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ،

وهنا الرب يتكلم علي لسان موسى ماذا يريد من الشعب فهو يبدا بطلب ان يقترب منه الانسان .والانسان يستجيب اي الدور الايجابي للشعب هو ان يحب الرب من كل القلب ويتقي الرب ويعبدوه بكل قدرتهم

ويكمل


13 وَتَحْفَظَ وَصَايَا الرَّبِّ وَفَرَائِضَهُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ لِخَيْرِكَ.

وايضا من الدور الايجابي هو حفظ الوصايا نصوص وتطبيق . وبهذا يثبت انه يحب الرب ويثبت انه نقي قلبه من اي شر او من اي فكر شرير متعلق بشيئ اخر وبهذا يكون الانسان سلم قلبه للرب لكي يملاؤه بما فيه الخير


14 هُوَذَا لِلرَّبِّ إِلهِكَ السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهَا.
15 وَلكِنَّ الرَّبَّ إِنَّمَا الْتَصَقَ بِآبَائِكَ لِيُحِبَّهُمْ، فَاخْتَارَ مِنْ بَعْدِهِمْ نَسْلَهُمُ الَّذِي هُوَ أَنْتُمْ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ.

وهنا الرب يوضح دوره ايضا انه احب الاباء من اول ابراهيم واسحاق بعده ثم يعقوب والسبب انهم نقوا قلوبهم وسلموها للرب فاختارهم الرب ومن بعدهم الاسباط ومنهم اختار ان يكون لهم شعب مميز بين بقية الشعوب بعلاقة المحبه المتبادله بين الرب وبين الشعب . فهم ينقوا قلوبهم ويسلموها للرب


16 فَاخْتِنُوا غُرْلَةَ قُلُوبِكُمْ، وَلاَ تُصَلِّبُوا رِقَابَكُمْ بَعْدُ.

والختان من وقت ما اوصى الرب ابراهيم هو علامة عهد دم . عهد مقدس بين الانسان والله وهدفه ربط الانسان بالله ولكن الانسان لن يرتبط بالرب لو كان قلبه مبتعد عن الرب ولهذا فالانسان يختن قلبه بالوصايا السابقه عن طريق طرد كل شهوه شريره وخطيه وحب لالهة ولافكار غريبه

فكما في الختان ينزع الجزء الزائد بعهد دم ايضا في ختان القلب ينزع الاشياء الميته في قلبه ليكون قلب حي كله بالله ومليئ بحب الرب

ولا تصلبوا قلوبكم هو كما قال معلمنا بولس لا تقسوا قلوبكم ( عبرانيين 3: 15 و عبرانيين 4: 7 )

ومتى فعلوا ذلك فيقوم الرب بدوره


17 لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ إِلهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، الإِلهُ الْعَظِيمُ الْجَبَّارُ الْمَهِيبُ الَّذِي لاَ يَأْخُذُ بِالْوُجُوهِ وَلاَ يَقْبَلُ رَشْوَةً.
18 الصَّانِعُ حَقَّ الْيَتِيمِ وَالأَرْمَلَةِ، وَالْمُحِبُّ الْغَرِيبَ لِيُعْطِيَهُ طَعَامًا وَلِبَاسًا.
19 فَأَحِبُّوا الْغَرِيبَ لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أَرْضِ مِصْرَ.
20 الرَّبَّ إِلهَكَ تَتَّقِي. إِيَّاهُ تَعْبُدُ، وَبِهِ تَلْتَصِقُ، وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ.
21 هُوَ فَخْرُكَ، وَهُوَ إِلهُكَ الَّذِي صَنَعَ مَعَكَ تِلْكَ الْعَظَائِمَ وَالْمَخَاوِفَ الَّتِي أَبْصَرَتْهَا عَيْنَاكَ.
22 سَبْعِينَ نَفْسًا نَزَلَ آبَاؤُكَ إِلَى مِصْرَ، وَالآنَ قَدْ جَعَلَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ فِي الْكَثْرَةِ.

فهو يقدر ينقي قلوبهم ويباركهم ويكثرهم عدديا وايضا يبارك في ثمرة قلوبهم من سلام ومحبه وفرح



الشاهد الثاني

سفر التثنية 30

1 ومتى أتت عليك كل هذه الأمور، البركة واللعنة، اللتان جعلتهما قدامك، فإن رددت في قلبك بين جميع الأمم الذين طردك الرب إلهك إليهم

2 ورجعت إلى الرب إلهك ، وسمعت لصوته حسب كل ما أنا أوصيك به اليوم، أنت وبنوك، بكل قلبك وبكل نفسك

وهنا تسليم القلب للرب الذي شرحه الشاهد السابق في تثنية وهو الذي اطلق عليه تعبير انهم يختنوا قلوبهم

3 يرد الرب إلهك سبيك ويرحمك، ويعود فيجمعك من جميع الشعوب الذين بددك إليهم الرب إلهك

4 إن يكن قد بددك إلى أقصاء السماوات، فمن هناك يجمعك الرب إلهك، ومن هناك يأخذك

5 ويأتي بك الرب إلهك إلى الأرض التي امتلكها آباؤك فتمتلكها، ويحسن إليك ويكثرك أكثر من آبائك

وهنا يتكلم عن رجوعهم من بعض العقاب وبسبب ما فعلوا يكون تلوث قلبهم وهم فعلوا ما يستطيعوا في ان ياتوا للرب وينقوا قلوبهم قدر المستطاع

وبعد هذا يكمل الرب



6 ويختن الرب إلهك قلبك وقلب نسلك، لكي تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك لتحيا

فهم رجعوا للرب ولكن يريدوا ان يكمل الرب بعطيه قلبيه فيفيض عليهم بالمحبه فيتمكنوا بعطيته ان يحبوه اكثر ويحيوا في هذه المحبه

وفي عمل روح الله القدوس تطهير اكثر فهو ايضا ختان

يشبه الامر المعمودية لان الانسان ياتي طالبا للمعموديه ليختن قلبه والرب يستجيب لسؤال قلبه ويعطيه عطية الروح القدس التي تكمل عمل الختان بتطهير القلب اكثر من اي شيئ

7 ويجعل الرب إلهك كل هذه اللعنات على أعدائك، وعلى مبغضيك الذين طردوك

8 وأما أنت فتعود تسمع لصوت الرب، وتعمل بجميع وصاياه التي أنا أوصيك بها اليوم

9 فيزيدك الرب إلهك خيرا في كل عمل يدك، في ثمرة بطنك وثمرة بهائمك وثمرة أرضك. لأن الرب يرجع ليفرح لك بالخير كما فرح لآبائك

10 إذا سمعت لصوت الرب إلهك لتحفظ وصاياه وفرائضه المكتوبة في سفر الشريعة هذا. إذا رجعت إلى الرب إلهك بكل قلبك وبكل نفسك



فالانسان يختن قلبه بسماع صوت الرب ويحفظ وصياه وينفزها وقترب للرب

والرب يختن قلب الانسان اكثر بتطهيره بفيض محبته وفيض نعمته

فلهذا في خلاص الانسان يبدا الرب بالبحث عن الانسان وطلبه ويستجب الانسان بان يطهر قلبه ( ختان القلب من الانسان ) وبعمل اعمال ترضي الرب وتثبت بانه يحب الرب ويكمل الرب باعطاء فيض محبه ونعمه لقلب الانسان ( ختان القلب بعمل الرب ) وينتهي الطريق بالخلاص للانسان عن دون استحقاق وهي عطيه لا تقدر بثمن ولكن مجانيه من الرب لحبيبه الانسان



وكما اوضحت سابقا الختان كرمز هو عهد دم والعهد يشترك في طرفين في عقد ممضي من الطرفين وبدون اشتراك الطرفين في الامضاء لا يكون العهد ذو فاعليه

والعهد الذي يتكلم عنه سفر التثنيه هنا هو عهد بين طرفين الله والانسان والانسان والماده المتعاقد عليها هو قلب الانسان فان لم يختن الانسان قلبه مثل الامضاء وايضا ان لم يختن الرب قلب الانسان لا يصبع العهد فعال ولا يكون هذا القلب نال عطية الرب



وايضا بمعني الدورين او الوظيفتين المشتركين الذين بدون احدهما تكون الثانيه بدون فائده

فالانسان يجهز قلبه والرب يعطيه عطيه قلبيه فلو لم يجهز الانسان قلبه لا ينال العطيه القلبيه

ولهذا قلت سابقا ان العددين مكملين لبعضهما وتوضح ان الرب لا يلغي دور الانسان ولا يوجد فكر ان هناك من يختار مثلما قال الفكر الاخر ان الههم يقبض قبضه ويدخلها الجنه ولا يبالي ويقبض قبضه من الناس ويدخلهم النار ولا يبالي



فالفكر المسيحي نجتهد ونحيا حياة الجهاد لنسلم القلب للرب ولا نستطيع ان نخلص انفسنا لان الخلاص ليس بالاعمال ولكن الاعمال هي تعد القلب وتثبت انه نقي ثم يعطينا الرب عطية الخلاص المجانيه ليس عن استحقاق لان باعمالنا لا ننال الخلاص ولكن اعمالنا تثبت ان ايماننا حي فينا وبدون الاعمال يصبح القلب ميت



اعداد مشابهة

سفر ارميا 4

4 اِخْتَتِنُوا لِلرَّبِّ وَانْزِعُوا غُرَلَ قُلُوبِكُمْ يَا رِجَالَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، لِئَلاَّ يَخْرُجَ كَنَارٍ غَيْظِي، فَيُحْرِقَ وَلَيْسَ مَنْ يُطْفِئُ، بِسَبَبِ شَرِّ أَعْمَالِكُمْ.



سفر ارميا 4

14 اِغْسِلِي مِنَ الشَّرِّ قَلْبَكِ يَا أُورُشَلِيمُ لِكَيْ تُخَلَّصِي. إِلَى مَتَى تَبِيتُ فِي وَسَطِكِ أَفْكَارُكِ الْبَاطِلَةُ؟



رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 2

28 لأَنَّ الْيَهُودِيَّ فِي الظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيًّا، وَلاَ الْخِتَانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحْمِ خِتَانًا،
29 بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ، وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ.



رسالة بولس الرسول الي أهل كلوسي 2

11 وَبِهِ أَيْضًا خُتِنْتُمْ خِتَانًا غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، بِخَلْعِ جِسْمِ خَطَايَا الْبَشَرِيَّةِ، بِخِتَانِ الْمَسِيحِ.
12 مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.



اتمني ان اكون اوضحت الفكر



والمعني الروحي



من تفسير ابونا تادرس يعقوب

واضح أن الله منذ العهد القديم لا يطلب من فرائضه ووصاياه ممارسات جسدية بحتة، بل يطلب ما يمس كياننا الداخلي. فإن كان قد وضع ختان الجسد علامة قبول الميثاق مع الله، فإن ما يطلبه هو ختان القلب والروح. لا يطلب بتر جزء من جسم الإنسان، بل بتر جذور الفساد والخطية من أعماق النفس. بختان القلب يمكن للمؤمن أن يتمم الوصية العظمى التي هي الاستماع لله والحب له من كل القلب ومن كل النفس ومن كل القوة، وبهذا يتمم كل الناموس. وكما يقول الرسول بولس: "لأن اليهودي في الظاهر ليس هو يهوديًا، ولا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختانًا، بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي، وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان" (رو 2: 28-29).

يربط النبي بين ختان القلب وعدم تصلب الرقبة، لأن من يقبل الختان الروحي، ويمارس بالروح الموت عن شهوات الجسد تنحني أعماقه بالطاعة لله في فرح شديد، ويكون الإنسان مستعدًا في الداخل لحمل نير المسيح بلذةٍ وشوقٍ.



قد يتساءل البعض "ماذا نفعل ونحن عاجزون على تنفيذ الوصايا؟ كيف نحب الله من كل القلب؟" إنه عمل الرب نفسه فينا إن سلّمناه حياتنا. "ويختن الرب إلهك قلبك وقلب نسلك لكي تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك لتحيا" [6]. يستطيع الإنسان أن يختن جسده أو جسد الآخرين، لكن من يقدر أن يختن القلب وقلوب نسله إلا الله وحده الذي يفحص القلوب وينتزع الشر عنها ويجددها؟! وكما يقول الرسول بولس: "وبه أيضًا خُتِنتم ختانًا غير مصنوعٍ بيدٍ بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح، مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضًا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات" (كو 2: 11-12). "لأن اليهودي في الظاهر ليس هو يهوديًا، ولا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختانًا، بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي. وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان. الذي مدحه ليس من الناس بل من الله" (رو 2: 28-29).

ما دام الختان هو ختم العهد، فيليق بهذا الختم أن يمس لا الجسد وحده بل القلب، لينسحب بالكامل في محبة الله، ويلتزم بشروط العهد. لنرجع إليه فيعمل بروحه القدوس فينا، هذا الذي يستطيع وحده أن يختن القلب. "ارجعوا عند توبيخي، هأنذا أفيض لكم روحي؛ أعلمكم كلماتي" (أم 1: 23).



والمجد لله دائما