كيف يحل روح الرب علي شاول بعد ان رفض من الرب ؟ 1 صموئيل 19: 23



Holy_bible_1



الشبهة



يخبرنا سفر صموئيل الاول 19 ان روح الله كان علي شاول فبدا يتنبا ولكن يخبرنا السفر سابقا في الاصحاح 16: 14 ان روح الرب فارق شاول وباغته روح رديئ . فكيف يحل روح الرب علي شاول بعد ان رفض من الرب وغادره روح الرب ؟



الرد



يجب ان نفهم ان روح الرب قادر علي القيام بعدة ادوار فهو في العهد القديم قام باعمال في اشياء كثيره مثل

1- في الخليقة المادية:
الخلق والتجديد
: "ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض" (مزمور 30:104)
2-
في البشر والخطاة
:
"
لا يدين
(يجاهد معهم) روحي في الإنسان إلى الأبد" (تكوين 3:6)
3-
في أفراد لأغراض متنوعة
:

بصللئيل لعمل خيمة الاجتماع (خروج 2:31-3) .

يوسف لتفسير الأحلام (تكوين 38:41-39) .

الشيوخ السبعون ليقضوا للشعب مع موسى (عدد 25:11) .

يشوع لقيادة الشعب (تثنيه 9:34) .

عُثنيئيل ليقضي للشعب (قضاة 9:3) .

جدعون للانتصار (قضاة 24:6) .

شمشون للقوة (قضاة 25:13) .

داود للملك (1صموئيل 13:16) .

بنو الأنبياء للنطق بكلام الرب (2صموئيل 2:23) (2أخبار 1:15-2) حتى بلعام العراف (عدد 2:24-5) .

فحلول الروح القدس لشاول كان لغرضين اولا للملك فهو مسيح الرب كملح ولو اطاع الروح القدس لكان قاده الي ملك صالح يقود فيه الشعب بطريقه جيده بارشاد روح الله القدوس

هذا يختلف عن دور الروح القدس كموهبة التنبؤ علي الانبياء

وايضا يختلف في دوره في التبكيت للخطاه



ومن هذا فهمنا انه لا يوجد تعارض

ولكن دعنا ندرس معا ترتيب الاحداث باختصار

سفر صموئيل الاول 10

10: 5 بعد ذلك تاتي الى جبعة الله حيث انصاب الفلسطينيين و يكون عند مجيئك الى هناك الى المدينة انك تصادف زمرة من الانبياء نازلين من المرتفعة و امامهم رباب و دف و ناي و عود و هم يتنباون

10: 6 فيحل عيلك روح الرب فتتنبا معهم و تتحول الى رجل اخر

10: 7 و اذا اتت هذه الايات عليك فافعل ما وجدته يدك لان الله معك

10: 8 و تنزل قدامي الى الجلجال و هوذا انا انزل اليك لاصعد محرقات و اذبح ذبائح سلامة سبعة ايام تلبث حتى اتي اليك و اعلمك ماذا تفعل

10: 9 و كان عندما ادار كتفه لكي يذهب من عند صموئيل ان الله اعطاه قلبا اخر و اتت جميع هذه الايات في ذلك اليوم

10: 10 و لما جاءوا الى هناك الى جبعة اذا بزمرة من الانبياء لقيته فحل عليه روح الله فتنبا في وسطهم

10: 11 و لما راه جميع الذين عرفوه منذ امس و ما قبله انه يتنبا مع الانبياء قال الشعب الواحد لصاحبه ماذا صار لابن قيس اشاول ايضا بين الانبياء

وهنا يتكلم عن حلول روح الرب لاعطاؤه قلب اخر كملك

وايضا يحل عليه روح الرب كموهبة النبوة

وروح الرب كموهبة النبوه كان حلول مره واحده في جبعه وهذا لم يتكرر الا مره واحده وساتي اليها



ولكن بعد ذلك الموقف فقط كان يحل روح الرب كمسحة الملك

سفر صموئيل الاول 11

11: 5 و اذا بشاول ات وراء البقر من الحقل فقال شاول ما بال الشعب يبكون فقصوا عليه كلام اهل يابيش

11: 6 فحل روح الله على شاول عندما سمع هذا الكلام و حمي غضبه جدا

وروح الرب فارق شاول بعد ذلك بسبب خطاياه

سفر صموئيل الاول 18

18: 10 و كان في الغد ان الروح الردي من قبل الله اقتحم شاول و جن في وسط البيت و كان داود يضرب بيده كما في يوم فيوم و كان الرمح بيد شاول



ولكن الرب يستمر في التبكيت للخطاه واسلوب تبكيت الرب تختلف من تبكيت مباشر للضمير او من تبكيت خارجي ولكن كثيرين منهم يصروا ان يعموا عيونهم واذان قلوبهم ويرفضوا تبكيت روح الرب



وهذا ما حدث مع شاول

سفر صموئيل 19

19: 20 فارسل شاول رسلا لاخذ داود و لما راوا جماعة الانبياء يتنباون و صموئيل واقفا رئيسا عليهم كان روح الله على رسل شاول فتنباوا هم ايضا

وهذا شرحه التلمود انه التاثر بجو الصلاة وروح التسبيح

19: 21 و اخبروا شاول فارسل رسلا اخرين فتنباوا هم ايضا ثم عاد شاول فارسل رسلا ثالثة فتنباوا هم ايضا

19: 22 فذهب هو ايضا الى الرامة و جاء الى البئر العظيمة التي عند سيخو و سال و قال اين صموئيل و داود فقيل ها هما في نايوت في الرامة

19: 23 فذهب الى هناك الى نايوت في الرامة فكان عليه ايضا روح الله فكان يذهب و يتنبا حتى جاء الى نايوت في الرامة

وهنا كما ذكر التلمود وذكرته سابقا ان التنبؤ هو روح الصلاه والتسبيح ولكن بالنسبه لشاول فهو جرب روح النبوة من قبل في جبعه يوم ما مسحه صموئيل عندما كان شاب نقي القلب

فحلول روح النبوة كان بسبب الجو الروحي من تسبيح وصلاه وايضا لتبكيت شاول

ودور مهم ايضا وهو منع شاول من ان يؤذي داود مثلما منع رسل شاول من ان يقبضوا علي داود

فهو حلول ليس كمثل حلوله كمسحة الملك فهذا هو خسره الي الابد ولكن هو حلول لمقاومة شره فهو لم ياخذ بركه من هذا الحلول ولكن اعتبر مقاوما لارادة الرب في مسح داود ولكن الرب يثبت ان في وجود روحه القدوس لا يمكن ان يكون الروح الرديئ موجود فعندما فارق روح الرب شاول حل الروح الرديئ ولكن الان شاول في محضر روح الرب فالطبع الروح الرديئ لن يتحمل ذلك وغادره وحل روح الرب واعلن سيطرته علي شاول في محاوله اخيره ليعطي شاول فرصه للتوبه عن خطاياه الكثيره جدا ولكنه ايضا هذه الفرصه



وملحوظه هامة جدا

ان بعد هذا الامر لم يكتب الكتاب المقدس ان الروح الردئي باغت شاول مره ثانيه ولكن شاول استمر في شروره فالرب اعطاه فرصه بتخليصه من الروح الشرير لكي يتوب ولكنه لم يقدم اي توبه بل استمر في شره لذلك فهو دمه علي راسه



وشرح ابونا انطونيوس فكري

هروب داود إلى صموئيل هو هروب إلى الله ليسمع صوت الله ونصيحة صموئيل لهُ. وهو ذهب لصموئيل في نايوت: مسكن مدرسة الأنبياء. هناك سكن صموئيل مع داود ليحميه بسلطانه الروحى. ولعّل شاول يهاب هذا المكان المقدس لكن هذا لم يحدث بل أرسل شاول إرسالية إلى هناك للقبض على داود. وعندما وصلت الإرسالية إلى هناك نسيت هدفها إذ تأثرت بالجو الروحى التعبدى وحلّ روح الرب عليهم فصاروا يتنبأون أي إشتركوا مع الأنبياء في العبادة والتسبيح وهكذا كان صموئيل يحمى شاول. وهكذا بالسلطان الروحى لم يستطع الرجال أن يلقوا القبض على المسيح أول مرّة (يو6:18) ثم سمح لهم أن يقبضوا عليه وراجع أيضاً (يو7: 45،46). وتكرر هذا الأمر مرتين بعد ذلك وشاول لا يرجع إلى نفسه ولا يتعظ، بل قرر أن يذهب بنفسه. وإذا أراد الله أن يتمجد حلّ عليه هو أيضاً روح الله وكانت هذه فرصة جديدة للتوبة فهو تأثر بشدة بالمسبحين والموسيقى والصلاة فخلع رداءه وجبته الملكية وعدته الحربية وبقى بلباسه الأبيض الداخلى منطرحاً النهار والليل يسبح ويرنم. ودهش كل من رآه. لقد حاول الله مع شاول كل المحاولات (يوناثان-ميكال– رسله الذين تنبأوا– بل هو تنبأ) لكنه رفض كل شئ. ولنرى كيف خلّص الله داود: ليس بسيف ولا برمح بل بروحه. هم أتوا ليقتنصوا داود فإقتنصهم الروح القدس بل تنبأوا. وهناك من قال أنهم تنبأوا بملك داود. فصاروا كبلعام الذي طلبوه ليلعن إسرائيل فبارك إسرائيل.


وايضا تفسير ابونا تادرس يعقوب


إذ هرب داود ذهب إلى الرامة حيث أقام مع صموئيل النبي في نايوت [تعني مسكنًا]، هو غالبًا مبنى لسكن الملتحقين بمدرسة الأنبياء، وربما اسم الحيّ الذي فيه السكن. على أي الأحوال ترك صموئيل مسكنه الخاص وأقام مع داود ربما ليحميه من شاول لا بسيف أو رمح وإنما بعمل الله وسلطانه الروحي، بكونه رئيس مدرسة الأنبياء ومؤسسها، وبكونه ماسح الملكين شاول وداود.

لعل داود جاء إلى هذا الموضع لأنه سبق أن التحق به إلى حين، فجاء إلى معلمه واضعًا في حسبانه أن شاول يهاب الموضع ورئيسه. لكن شاول الذي امتلأ قلبه حقدًا لم يراجع نفسه ولا ذهب بنفسه ليطلب مشورة صموئيل النبي إنما بعث بإرسالية لأخذ داود كي يقتله. عندما بلغت الإرسالية الموضع نسيت هدفها لأنها ثأثرت بالجو الروحي التعبدي وحل روح الرب عليهم وصاروا يتنبأون أي اشتركوا مع الأنبياء في التسبيح والعبادة. ظن شاول أن هذه الجماعة قد انخدعت أو خافت سلطان صموئيل فأرسل جماعة ثانية وتكرر ذات الأمر معها، وللمرة الثالثة جاءت إرسالية من قبله وصارت تتنبأ... وفي هذا كله لم يرجع شاول إلى نفسه ولا اتعظ.

قرر شاول أن يذهب بنفسه، فجاء إلى الرامة إلى البئر العظيمة التي عند سيخو؛ وإذ أراد الله أن يتمجد حل عليه هو أيضًا روح الله، فذهب إلى نايوت في الرامة وصار يتنبأ. ومن شدة تأثره بالمسبحين بموسيقى رائعة خلع رداءه وجبته وعُدته وبقى بلباسه الأبيض منطرحًا النهار والليل يسبح ويرنم. دهش كل من رآه فقالوا: "شاول أيضًا من الأنبياء؟!" [24].

لقد أراد الله أن يؤكد أنه إله المستحيلات، قادر أن يحوّل قلب شاول المملوء حقدًا إلى قلب ملتهب بالشوق نحو العبادة خاصة التسبيح، خالعًا كل ثياب المجد والكرامة، لكنه لا يلزمه بذلك بل تركه لإرادته الحرة، لذلك سرعان ما ارتد شاول إلى شره.

ظن بعض الدارسين أن صموئيل وداود سخرا من شاول حينما نظراه منطرحًا عريانًا النهار كله وكل الليل، إنما الواقع كان عكس ذلك فقد مجّد هذان النبيان الله على عمله في شاول ولو إلى حين، وقد ترك هذا النظر أثرًا طيبًا في قلب داود لذا مدحه مع ابنه يوناثان قائلاً: "شاول ويوناثان المحبوبان الحلوان.." (2 صم 1: 23). هذا ما تبقى في قلب داود من جهة شاول؛ فقد نسى حسده وحقده ومقاومته له ومؤامراته لقتله، ليراه الإنسان المحبوب الحلو الذي يسبح الله بين الأنبياء.



والمجد لله دائما