هل العدد القائل يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة ينكر لا هوت المسيح : لوقا 2: 52

 

Holy_bible_1

 

الشبهة

 

هل عيسى رب ؟؟ هل المسيح أله ؟؟

فكيف ينمو

نشأة ((الله)) العقلية والطبيعية والخلقية

(وأما يسوع فكان يتقدم فى الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس). (لوقا 2:52)

أى أن الله كان يكتسب الحكمة من الحياة والدنيا 

قول لوقا ان يسوع كان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الإله والناس, فهذا القول يشير الى أن يسوع لا يحمل أي صفة من الصفات التي ألصقتها به الكنائس إذ لو كان ما تقوله الكنائس عنه صحيحاً لما احتاج للتقدم في الحكمة والنعمة والقامة عند الرب وعند الناس! إذ كيف يتقدم في الحكمة من يُفترض به أن يكون منبع وأصل الحكمة؟ وأما تقدمه في النعمة عند الرب فهذا أكبر دليل على خطأ قانون الأقانيم الثلاثة ووحدتها في الجوهر والقدرة,

تعالى الله عما يصفون

 

الرد 

 

الرد وباختصار هو ان العدد واضح تماما انه يتكلم عن الطبيعة البشرية للمسيح فالرب يسوع المسيح هو إله كامل وانسان كامل والانسان يسوع شابها في كل شيء ما خلا الخطية.

ولكن دعنا ندرس أكثر ولهذا سأقسم الرد الي خمس اجزاء 

لغويا 

المعني المقصود من سياق الاعداد  

تماشيا مع المعني المفترض

المعني الروحي المقصود

اقوال الاباء 

 

اولا الجزء اللغوي 

ماذا يقول معلمنا لوقا ؟ 

إنجيل لوقا 2: 52

 

وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ.

 

وهو يستخدم تعبير يتقدم وليس تعبير ينمو

ومعني كلمة يتقدم بروكوبتو

قاموس سترونج 

G4298

προκόπτω

prokoptō

prok-op'-to

From G4253 and G2875; to drive forward (as if by beating), that is, (figuratively and intransitively) to advance (in amount, to grow; in time, to be well along): - increase, proceed, profit, be far spent, wax.

هي من مقطعين الاول برو بمعني امام ومقطع كوبتو بمعني يهزم او يقطع او ينتصر وهي تعني تقدم علي اخر بمعني ينتصر بمعني مجازي او بلاغيا , يتقدم ( عن اخر في الكبر او الوقت او يكون الجيد لوحده ) يزيد يمضي قدما يعطي يمضي في الانفاق,

فأدق معنى هو التقدم بمعنى الانتصار 

قاموس ثيور

G4298

προκόπτω

prokoptō

Thayer Definition:

1) to beat forward

1a) to lengthen out by hammering (as a smith forges metals)

1b) metaphorically to promote, forward, further

2) to go forward, advance, proceed

2a) of time: the night is far spent

2b) metaphorically to increase, make progress

يتقدم بالنتصار اي الفوز ( يطيل بالطرق مثل الحداد علي المعادن )

لفظيا يترقي ويتقدم الي الامام علي او يتقدم أكثر من (اخرين) يمضي الي الامام متقدما علي ويستمر أفضل في الوقت مجازا يحرز تقدم 

إذا معني الكلمة لا يقصد بها النمو الجسدي ولكن انتصار على الاخرين او يتقدم أفضل من اخرين 

ونجد هذا المعني متماشي تماما مع سياق الكلام انه يتقدم عن الكهنة والكتبة وهذا الذي ساعرضه فيما بعد ببعض التفصيل 

وهي استخدمت 6 مرات بمعني يتقدم في شيئ وليس لها علاقه بالنمو الجسدي 

مثل

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 1: 14

 

وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي، إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي.

يعني معلمنا بولس الرسول كان أفضل ويتقدم في المرتبة على زملاؤه  

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 13: 12

 

قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ.

 أي يتقدم

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 16

 

وَأَمَّا الأَقْوَالُ الْبَاطِلَةُ الدَّنِسَةُ فَاجْتَنِبْهَا، لأَنَّهُمْ يَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَكْثَرِ فُجُورٍ،

 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3: 9

 

لكِنَّهُمْ لاَ يَتَقَدَّمُونَ أَكْثَرَ، لأَنَّ حُمْقَهُمْ سَيَكُونُ وَاضِحًا لِلْجَمِيعِ، كَمَا كَانَ حُمْقُ ذَيْنِكَ أَيْضًا.

 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3: 13

 

وَلكِنَّ النَّاسَ الأَشْرَارَ الْمُزَوِّرِينَ سَيَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَرْدَأَ، مُضِلِّينَ وَمُضَلِّينَ.

 

فنفهم منها أن الكلمة ليس عن النمو الجسدي ولكن التقدم على الاخرين كأفضلية

اما كلمة ينمو المقصود بها نمو جسديا فهي كلمة ايوكسانو 

G837

αὐξάνω

auxanō

owx-an'-o

A prolonged form of a primary verb; to grow (“wax”), that is, enlarge (literally or figuratively, actively or passively): - grow (up), (give the) increase. 

يتمدد ينمو يتضخم ينمو يزيد

وهي استخدمت 22 مره بمعني نمو كنمو جسدي وهذه لم تستخدم في هذا العدد

إذا العدد لا يتكلم كنمو جسدي أي ينموا جسديا في النعمة والحكمة او صفات تكوينية لا. ولكن يقصد ان المسيح ينتصر ويتميز ويتفوق ويتقدم على اخرين في كل مرة يقارن بهم حتى لو كانوا شيوخ وهو طفل أو شاب

ثانيا تصريف الكلمة هو في اليوناني ماضي ناقص ويعني الاستمرارية فالفعل يعني كان متقدما أي استمرارية أفضليته على الكل سواء أطفال او شباب او شيوخ في أي وقت يقارن بهم. وليست تقدم في وقت وانتهي.

 

الثلاث صفات لغويا

حكمه قامه نعمه 

الحكمة وهي باليوناني صوفيا وهي من كلمة صوفوس اي يوضح 

وصفة الحكمة: لا اقول على صبي ينمو الي رجل انه ينمو في الحكمة فقد يكون صبي حكيم وقد يكون كهل جاهل ولكن متقدم في الحكمة على اخرين أي يكون احكم منهم متى قورن بهم.

 

القامة وهذا هو تعبير مهم وهي كلمة هيليكيا وهي من كلمة هيليكوس وتعني عظيم او كبير 

وقد تفهم في الظاهر انها تشير الي نمو جسدي واستخدمت بالفعل بمعني الطول الجسدي ولكن في الحقيقه في هذا العدد هي لا تشير الي ذلك بل تشير الي قامة ملء المسيح

وشرحها معلمنا بولس الرسول فقال 

 رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 13

 

إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِل. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ.

إذا تعبر عن معرفتنا الي عمق عطية المسيح وامتلائنا من قامة المسيح فهو متميز ومتفوق في عمق قامته الروحية التي لا يستطيع أحد ان يصل اليها

فهي لا تشير الي طول جسدي ولكن الي غني عطايا المسيح الروحيه فيتقدم في القامة اي هو متقدم في قامته الروحية وفي اعطاؤه امور روحية للاخرين ويتقدم ويتغلب على المعلمين اليهود في قامته الروحية

 

والتعبير الثالث وهو النعمة 

والنعمه ( خاريس ) هي لاتكبر ولا تتجزأ ولكن هي حكم الاخرين علي انسان فاقول هذا طفل او صبي او رجل او شيخ به نعمه الله  

ودائما تستخدم للمقارنه بين شخص واخرين فهو شخص به نعمه من الله او وجد نعمه من الله اي اكثر من الذين هم حوله

سفر التكوين 6: 8

 

وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.

 

وقبل ان انتهي من الجزء اللغوي اوضح كلمتين مهمتين 

جملة عند الله والناس 

هي في اليوناني بارا ثيؤس كاي انثروبوس 

وكلمة بارا تعني مع او من او عند 

قاموس سترونج

G3844

παρά

para

par-ah'

A primary preposition; properly near, that is, (with genitive case) from beside (literally or figuratively), (with dative case) at (or in) the vicinity of (objectively or subjectively), (with accusative case) to the proximity with (local [especially beyond or opposed to] or causal [on account of]). In compounds it retains the same variety of application: - above, against, among, at, before, by, contrary to, X friend, from, + give [such things as they], + that [she] had, X his, in, more than, nigh unto, (out) of, past, save, side . . . by, in the sight of, than, [there-] fore, with. In compounds it retains the same variety of application.

المعني هو مع بمصاحبة بسبب باتحاد بمقابل عند قبل بواسطة من قوه ( قوه شخص ) وغيرها من المعاني 

فتعبير اليوناني 

ايسوس بروكوبتو بارا ثيؤس 

هو في الحقيقه يعبر ان يسوع يتقدم الي الامام لانه قوة ثيؤس ( الله ) وبمعني يسوع يتقدم للامام لانه متحد بثيؤس او من قبل ثيؤس او هو اصلا من عند ثيؤس 

ففي الحقيقه هذا العدد يشهد للاهوت المسيح انه قوة الله المتحد بالله الاتي من عند الله المتقدم على الناس لأنه الله المتقدم مثلما كان يتقدم يهوه شعب إسرائيل في رحلة العبور.

 

اما تعبير كاي انثروبوس الذي ترجم والناس 

فكلمة كاي

G2532

καί

kai

kahee

Apparently a primary particle, having a copulative and sometimes also a cumulative force; andalsoevensothentoo, etc.; often used in connection (or composition) with other particles or small words: - and, also, both, but, even, for, if, indeed, likewise, moreover, or, so, that, then, therefore, when, yea, yet. 

بمعني تكميلي وقوي تراكمية , ايضا , و , حتي, الي, وتستخدم للربط بمعي ايضا وايضا معا 

لان المسيح طبيعة واحدة مكونه من طبيعتين الله والانسان 

 

اذا العدد لغويا في مفهومي يعبر عن 

ان يسوع من عند الله (متحد بالله) ولهذا هو متقدم على الناس في الحكمة والقامة الروحية والنعمة  

 

المعني المقصود من سياق الاعداد 

 

الحقيقة هذا العدد كغيره كثير من الاعداد يمكن فهمه بوضوح شديد في سياقه واقتطاعه قد يجعل البعض يخطئ في فهمه 

مناسبة العدد. يخبرنا لوقا البشير بقصة كلام السيد المسيح وهو في سن 12 سنه مع المعلمين واندهاشهم من روعة اجوبته وهذا كان في الهيكل في عيد الفصح اي في يوم من أكثر ايام السنة ازدحام في الهيكل فلم يسمع الصبي يسوع شخص بل الاف كثيره لا يوجد فيهم من يضاهي المسيح لا في الحكمة ولا في القامة الروحية ولا في النعمة الخارجة من فمه سواء شيوخ او شباب.

ويقول الاتي 

انجيل لوقا 2

2: 41 و كان ابواه يذهبان كل سنة الى اورشليم في عيد الفصح 

2: 42 و لما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا الى اورشليم كعادة العيد 

2: 43 و بعدما اكملوا الايام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في اورشليم و يوسف و امه لم يعلما 

2: 44 و اذ ظناه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم و كانا يطلبانه بين الاقرباء و المعارف 

2: 45 و لما لم يجداه رجعا الى اورشليم يطلبانه 

2: 46 و بعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم و يسالهم 

2: 47 و كل الذين سمعوه بهتوا من فهمه و اجوبته

اذا كما قلت الموقف حدث في عيد الفصح الذي يكون فيه الهيكل اشد ازدحام من اي يوم اخر وهو يتكلم ويناقش المعلمين اي اكثر ناس معرفه في اليهود لانهم يعلموا في هيكل سليمان الذي هو رئيس كل المجامع اليهوديه 

وهو يناقشهم امام هذا الحشد الضخم من الناس وجعلهم يبهتوا من فهمه واجوبته 

وكلمة فهمه تعبر عن حكمته وهي في الحقيقه مقصود بها ان الناس حكموا عليه انه أكثر حكمة من المعلمين بكثير. فهو كان متقدما عليهم وايضا اجوبته والمقصود بها ان الناس والشعب حكموا عليه بان كلامه ممتلئ بالنعمه أكثر بكثير من المعلمين وقامته أعلى بكثير من الكل حتى من شيوخ اليهود.

إذا هو موقف مقارنه بينه وبين المعلمين اليهود والحكام هم الشعب الذي رؤا تفوقه على المعلمين بانه أكثر حكمه وأكثر نعمة وايضا أكثر قامه روحيه لإرشاد الاخرين باجوبته  

2: 48 فلما ابصراه اندهشا و قالت له امه يا بني لماذا فعلت بنا هكذا هوذا ابوك و انا كنا نطلبك معذبين 

2: 49 فقال لهما لماذا كنتما تطلبانني الم تعلما انه ينبغي ان اكون فيما لابي 

2: 50 فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما

حتى ابويه رغم مستواهم الروحي هم اقل بكثير من مستوي حكمته ونعمته وقامته الروحية لانهما لا يدركان عمق معني كلماته فهو مقارنه باي انسان يتفوق ويثبت انه أكثر حكمة وأكثر قامه روحية وأكثر نعمه رغم انه في سن 12 سنة  

2: 51 ثم نزل معهما و جاء الى الناصرة و كان خاضعا لهما و كانت امه تحفظ جميع هذه الامور في قلبها 

2: 52 و اما يسوع فكان يتقدم في الحكمة و القامة و النعمة عند الله و الناس 

واستمر تفوق يسوع وتقدمه على الكل ليس فقط في هذا اليوم كحادثة فردية بل في الناصرة وفي اي مكان يذهب اليه وواضح ان هذا الامر تككر ما يشببه وامثاله من المواقف التي تثبت عمق بصيرته وانه أكثر حكمة وأكبر قامه روحيه وأكثر نعمه من اي انسان اخر بغض النظر عن عمر يسوع وعمر الانسان الاخر فهو احكم من الكل. ولكنه كان يخفي ذاته.

لان هذه المقارنه حدثت بين يسوع صبي ومعلمين شيوخ 

اذا نفهم جيدا ان العدد يتكلم علي تقدم وتفوق المسيح من صغره علي معلمين اليهود في امور الحكمة والقامه الروحية والنعمه ولا يتكلم علي نموه الجسدي وانه كان ناقص حكمه او نعمه وكانت تزيد بل يؤكد انه كل موقف يتفوق علي المعلمين متى قورن بهم.

والعدد يقول ايسوس بروكوبتو بارا ثيؤس 

اي يتقدم بمعني يتفوق على الناس لأنه قوة الله ولأنه متحد بثيؤس واحد مع الله ولانه من قبل ثيؤس واصلا من عند ثيؤس والذي يحكم بهذا هم البشر أنفسهم بانه متفوق على المعلمين والكل

 فاري بالحقيقه هذا العدد يشهد للاهوت يسوع المسيح وبكل قوة ويؤكد انه الله الظاهر في الجسد وليس معلم او انسان تاله 

 

ولكن لما اراد لوقا البشير يتكلم عن نمو الطبيعة البشرية ليسوع قال تعبير أخر في نفس الاصحاح قبل ان يتكلم عن يسوع في سن 12 انه قوة الله. فقال

انجيل لوقا 2

2: 40 و كان الصبي ينمو و يتقوى بالروح ممتلئا حكمة و كانت نعمة الله عليه 

اي انه ينمو جسديا بالفعل وهو التعبير (يوكسانين ηυξανεν من ايوكسانوا) الذي كما شرحت يعني النمو الجسدي لان لا يوجد مسيحي حقيقي ينكر ناسوت المسيح ايضا فهو انسان كامل شابهنا في كل شيء ايضا حتى الجسد البشري خلا الخطية بالإضافة الي انه الله المتجسد 

فهو بالجسد ينموا ويتقوى بالروح ولكنه منذ بداية التجسد والميلاد ممتلئ بروح الحكمة وممتلئ بنعمة الله ومتقدم على الكل ولا ينموا فهو اقنوم الحكمة الكامل.

ونقارن العددين معا لؤاكد ما اقول 

2: 40 و كان الصبي ينمو و يتقوى بالروح ممتلئا حكمة و كانت نعمة الله عليه 

2: 52 و اما يسوع فكان يتقدم في الحكمة و القامة و النعمة عند الله و الناس 

فأحدهما 40 يؤكد انه ينمو ولكن في كل مراحله نموه الجسدي هو ممتلئ بروح الحكمة وممتلئ بالنعمة باستمرار ولا يتدرج في النمو فيها 

والثاني 52 كما شرحت يوضح انه بسبب هذا الامتلاء منذ البداية يتقدم ويتفوق على كل البشر بنعمة الله الحال فيه 

وهو يتقدم ويتفوق علي احكم اليهود وهم المعلمين في الحكمة والقامة والنعمة بشهادة الناس  

وسبب هذه الشهاد وهذا التفوق على المعلمين رغم صغر سنه لان في ناسوته ملئ النعمة من لاهوته من البداية ولا يتدرج فيها.

 

ولا يوجد احد من البشر منذ ميلاده ممتلئ حكمة وممتليئ نعمه فالبشر ممكن ان يتقوي بالروح وينمو ولكن لا يكون ممتلئ منذ الميلاد أو من قبل الميلاد

ولذلك عندما وصف يوحنا المعمدان الملاك الذي يعد طريق الرب يسوع المسيح قيل في الاصحاح السابق  

انجيل لوقا 1

1: 80 اما الصبي فكان ينمو و يتقوى بالروح و كان في البراري الى يوم ظهوره لاسرائيل 

فهو ينمو ويتقوى بالروح مثله مثل ناسوت المسيح ولكنه ليس ممتلئا حكمة ونعمه فهذا يتفرد به ناسوت المسيح فقط لأنه متحد باللاهوت من اول لحظة في التجسد فلم يوصف لا يوحنا ولا غيره بانه من البداية ممتلئ نعمة وحكمة.

وبهذا يكون الكتاب المقدس وضح من بداية المسيح انه ناسوت ينمو ولكن هذا الناسوت متحد باللاهوت الذي لا ينمو ولكنه ممتلئ حكمة ونعمة وهذا يجعل المسيح في أي مرحلة نموة جسدي عندما يقارن بأي أحد سواء شيوخ او حكماء يكون المسيح متقدم ومتفوق في الحكمة والقامة الروحية والنعمة لانه طبيعة واحدة نتيجة اتحاد الطبيعة اللاهوتية الكامل بالطبيعة الناسوتية الذي ينمو.

 

وايضا نفس الوصف عن التدرج انطبق على صموئيل النبي في

سفر صموئيل الاول 2 

وَأَمَّا الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ فَتَزَايَدَ نُمُوّاً وَصَلاَحاً لَدَى الرَّبِّ وَالنَّاسِ أَيْضاً. 

ولكن صموئيل يتدرج في النمو ويتزايد في الصلاح ولم يكن ممتلئ من بدايته. إذا الرب يسوع المسيح بالجسد اي بالطبيعه البشريه الناسوتيه في مرحلة الصغر ينمو ويتقوى بالروح مثل اي انسان. ولكنه يفرق عن كل انسان بانه من بدايته ممتلئ بروح الحكمة وممتلئ بالنعمه لانه كما شرح عدد 52 هو قوة الله وواحد مع الله فلهذا هو متقدم ويتفوق علي أكبر المعلمين والحكماء من اليهود حتى في صغره في أي مرحلة عمرية

 

المعني المفترض 

 

رغم كل ما شرحت الا إني سأتماشى مع ما يقوله المشككين المصرين ان هذه العدد يتكلم عن نمو المسيح ويغيروا كلمة يتقدم الي ينموا ليعني انه ينموا في الحكمة تدريجيا وينموا في النعمة تدريجيا وليس كامل الحكمة والنعمة

2: 52 واما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس 

ويصروا ان كلمة قامه هي طوله الجسدي 

فما الاشكاليه في اخد العدد علي المعني المادي الجسدي فهل اللاهوت له طول ينمو فيه 

فهل اقول ان اللاهوت طوله متر ونصف واصبح طول اللاهوت مترين ؟ هذا خرافات بالطبع 

اذا لو اصروا علي ان المعني اللفظي بانه القامه الجسديه فايضا ما المشكله في ان يسوع جسديا ينموا في الحكمة وجسديا ينموا في القامة وجسديا ينمو في النعمه ؟ 

الم يشابهنا في كل شيئ خلا الخطية ؟

الم يتجسد الله الكلمه في بطن السيده العذراء 

إنجيل لوقا 1: 35

 

فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.

 

الم يشرح لنا معلمنا يوحنا بانه رغم التجسد الا انه قوة الله واللوغس المتجسد ؟

انجيل يوحنا 1

1 فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.
2 هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ.

3 كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.

4 فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،

5 وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.

يوحنا الحبيب يقول ان الكلمة اللوغوس اقنوم العقل تجسد وهو عند الله منذ الازل وكان الكلمة الله فالمتجسد هو الله نفسه لان الله لاينقسم وهو من البدء في ذات الله وهو هذا المتجسد الذي منذ البداية خالق كل شيئ وهو واهب الحياة 

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1

14 الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا.
15 الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.
16 فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ.
17 الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ
18 وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ.
19 لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ،
20 وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ.

 

ويوحنا الحبيب يكمل بكلمات مهمة تكمل المعني الذي قدمه لوقا البشير فيقول 

14 وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.

فنحن لم نري اللاهوت المتجسد ولكن رائنا الجسد المتجسد فيه اللاهوت ورئينا مجد هذا الجسد ومن البدايه هو مملوء نعمه وليس يمتلئ تدريجيا.

وهذا ما قاله لوقا لما وصف انه مملوء حكمة ونعمه من صغره ويوحنا الحبيب يؤكد ان ذلك تفرد له فهو مملوء نعمه وحقا اي حكمة من البداية لأنه اقنوم الحكمة
15 يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى قِائِلاً: «هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي».

16 وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ.
17 لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا.

فهو ليس مملوء نعمه وحكمه فقط منذ البطن ولكنه يفيض بهذه النعمه لانه هو واهب النعمه وواهب الحكمة لأنه هو الله

إنجيل لوقا 21: 15

 

لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا.

فهو لا يأخذ حكمة ولكن يعطي حكمة 

إنجيل لوقا 4: 22

 

وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ، وَيَقُولُونَ: «أَلَيْسَ هذَا ابْنَ يُوسُفَ؟»

وهو ايضا يعطي نعمه 

فالكتاب وضح انه ممتلي نعمه وحكمة ويعطي نعمه وحكمة ورغم انه لا يقارن لكنه لو قورن كان يظهر بوضوح انه متقدم على الكل

ولكن مع هذا لاننكر ان بشرية المسيح مثلنا في كل شئ في النمو والتقوى لأنه أخلى نفسه اخذا صورتنا 

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2

6 الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ.
7 لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.

8 وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.

فهو من الحبل به شابهنا في طبيعته البشريه في كل شيئ من الميلاد الي الصلب 

لكي يكون مجرب كل شيئ

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 18

 

لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.



 
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 4: 15

 

لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.

وبهذا الناسوت الذي شابهنا تماما بلا خطية كان ينمو في القامة كانسان كامل فهو جنين كامل متحد باللاهوت الذي هو ملئ الحكمة والنعمة وطفل متحد بمليء اللاهوت وصبي وشاب ورجل متحد بملئ اللاهوت 

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 9

 

فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا.

 

ولكنه بالجسد ينمو ويتقوي اما اللاهوت فلا ينمو ولا يتقوي فاللاهوت لا محدود فلا يحتاج ان ينمو وهو كلي الحكمة وكلي الوجود وازلي ابدي  

وبالجسد كان يتقوي بالروح لانه انسان كامل يحتاج ان يتقوي وبلاهوته هو القوي لا يحتاج الي احد ولكن يفيض علي الاخرين 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 24

 

وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُودًا وَيُونَانِيِّينَ، فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ.

 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 12: 9

 

فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ.

 

رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 16

 

لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ.

إذا فهو بلاهوته كلي النعمه والحكمة والقوه وبناسوته يتقوي وينمو ويزداد

وبروحه اي لاهوته هو الله القدوس 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 9

 

وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَذلِكَ لَيْسَ لَهُ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 1: 19

 

لأَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ هذَا يَؤُولُ لِي إِلَى خَلاَصٍ بِطَلْبَتِكُمْ وَمُؤَازَرَةِ رُوحِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ،

 

رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 11

 

بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ، وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا.

 

اما بروحه الانسانيه فهي ممتلئة من الروح القدس  

إنجيل لوقا 4: 1

 

أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ

 

ويتقوي بالروح القدس

إنجيل لوقا 2: 40

 

وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ، مُمْتَلِئًا حِكْمَةً، وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.

 

فروحه القدوس مقوي ذاته (اي اللاهوت يقوي الناسوت) 

وروحه القدوس مقدس جسده 

إنجيل يوحنا 17: 19

 

وَلأَجْلِهِمْ أُقَدِّسُ أَنَا ذَاتِي، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسِينَ فِي الْحَقِّ

 

فهو يقدر من الميلاد اظهار ملئ الحكمة والنعمه والقامة الروحيه ولكن في حجاب الجسد يظهره في الوقت المناسب بالطريقه المناسبه تدريجيا بما يتناسب مع النمو الجسدي ولذلك سار الصبي على قوانين الطبيعة البشرية وكان ينمو مثل اي طفل لان طبيعته البشريه كامله ولكن هو يحل فيه ملئ اللاهوت فهو ملء الحكمة والقامة والنعمة.

 

ولهذا لو اصر البعض ان المعني المقصود ليس عن تفوقه وقامته الروحيه لكن عن نموه وقامته الجسديه فايضا لا يوجد اي انكار للاهوته بل اثبات لعمل اللاهوت مع الناسوت فبحسب الناسوت كان السيد المسيح ينمو في القامة والحكمة والنعمة، وبحسب اللاهوت هو الكامل في كل شئ، فعندما نقرأ أن الرب يسوع كان ينمو في القامة والحكمة والنعمة أو أنه جاع أو تعب أو بكى أو تألم أو مات او غيره فإن الإنجيل هنا يشير للناسوت، وعندما نقرأ عن الرب يسوع انه الخالق وهو الحياة والقيامة وغافر الخطايا وغيره من الصفات الالوهية فإن الإنجيل هنا يشير لللاهوت، وفي كلتا الحالتين لا ينفي الإنجيل الإتحاد بين الطبيعتين في طبيعة واحده وهو الرب يسوع المسيح ولا يفصل بين اللاهوت والناسوت، وكل مايخص الناسوت أو اللاهوت فانه ينسب لله المتأنس المتجسد.

 

المعني الروحي المقصود 

 

شرحت ان المعني اللغوي والمقصود من سياق العدد ان المسيح الصبي يسوع المسيح كان يتفوق علي المعلمين اليهود في الحكمة والقامه الروحية والنعمه بشهادة الناس لانه قوة الله ومن عند الله فهو جسديا ممتلي حكمة ونعمه وينمو بالجسد ولكنه باستمرار فيه الملئ وامام الناس يتفوق علي احكمهم واكثرهم علم بالامور الروحيه وهم المعلمين في كل النواحي مثل الحكمه والقامة الروحية والنعمه 

وحتي لو تماشيت ان المعني يتكلم عن نموه الجسدي فلا اشكاليه في ان الناسوت ينمو في الحمة والقامه والنعمه التي يتملي بها من لاهوته  

ولكن يوجد في الحقيقه معني روحي رائع شرحه القديس جيروم عندما قال عن الكنيسه جسد المسيح  

 ليتها تنمو مع عريسها في الحكمة والقامة أمام الله والناس (2: 52)! لتذهب مع والديها إلى هيكل أبيها الحقيقي، ولا تخرج معهما من الهيكل. ليطلبانها بين طرق العالم وسط الجماهير والأقرباء فلا يجدانها هناك، بل يجدانها في مقادس (هيكل) الكتاب المقدَّس، تسأل الأنبياء والرسل عن مفاهيم الزواج الروحي الذي تكرَّست له 

فهو يوضح انه ايضا يشير الي مفهوم اشمل واهم كثير لان الكنيسه هي جسد المسيح والرب يسوع المسيح المتجسد مكانته الراس والكنيسه جسده فهو يقوي جسده الكنيسه ويعد من صغره ان ينموا جسده ويتقوي ويزداد في النعمه والقامه والحكمة عند الله والناس 

فيشمل المعني الروحي هو كنيسته جماعة المؤمنين الذي يعدها الي ان تصل الي معرفة قامة ملئ المسيح الذي هو الراس 

 

واخير القوال الاباء

 

من تفسير ابونا تادرس يعقوب ومن كتاب ابونا عبد المسيح اذا كان المسيح الها فكيف كان يتقدم في الحكمة والقامة 

•  ويقول القديس أثناسيوس الرسولي   

" الكلمة باعتباره الكلمة ليس هو الذي تقدَّم ، فهو الكامل من الآب الكامل ، وهو لا يحتاج شيئًا بل هو يأتي بالآخرين إلي التقدُّم ، ولكن كُتِبَ هنا أنَّه يتقدَّم إنسانيًا ، حيث أنَّ التقدُّم هو خاص بالبشر ، ولذا فالإنجيلي وهو يتكلَّم بدقَّة وحذر قد ذكر القامة عندما تحدَّث عن التقدُّم ، ولكن لكونه الكلمة واللَّه فهو لا يُقاس بالقامة ، التي تخصّ الأجساد ، إذًا فالتقدُّم هو للجسد ، لهذا ففي تقدُّمِه كان يزداد أيضًا ظهور اللاهوت أكثر فأكثر كلما ازدادت نعمته كإنسان أمام كلِّ الناس ، فهو كطفلٍ حُمل إلي الهيكل ، وحينما صار صبيًا بقي هناك في الهيكل وكان يسأل الكهنة حول الناموس . وكان جسده ينمو شيئًا فشيئًا والكلمة كان يُظهر نفسه فيه (في الجسد) أنَّ التقدُّم في الحكمة ، ليس هو تقدمًا للحكمة ذاتها ، لكن بالأحري هو تقدُّم للناسوت في الحكمة لأنَّ يسوع " كَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ " لأنَّه هكذا بازدياد الجسد في القامة كان يزداد فيه ظهور اللاهوت أيضًا ويظهر للكل أنَّ الجسد هو هيكل اللَّه ، وأنَّ اللَّه كان في الجسد وكما قلنا ، أنَّه تألَّم بالجسد ، وجاع بالجسد ، وتعب بالجسد ، هكذا يكون معقولاً أيضًا أنْ يُقال   

أنَّه تقدَّم بالجسد لأنَّ أيّ تقدُّم مثل الذي شرحناه لا يمكن أنْ يحدث للكلمة بدون الجسد . لأنَّ فيه كان الجسد الذي وهو يدعوه جسده ، وذلك لكي ما يظلّ تقدُّم البشر مستمرًا ولا يضعف ، بسبب وجود الكلمة في الجسد . أذًا، فالتقدُّم ليس للكلمة كما أنَّ الجسد لم يكن هو الحكمة ، ولكن الجسد صار جسد الحكمة ، لذلك فكما سبق أنْ قلنا ـ ليست الحكمة كحكمة هي التي تقدَّمت في ذاتها ، ولكن الناسوت هو الذي تقدَّم في الحكمة ، بأنْ يرتفع شيئًا فشيئًا فوق الطبيعة البشريًة وبأنْ يتألَّه ويصير ظاهرًا للجميع كأداة الحكمة لأجل عمل اللاهوت وإشراقه . لذلك فالبشير لم يقل : " أن الكلمة تقدم " ، لكن " يسوع " وهو الاسم الذي دُعي به الربّ عندما صار إنسانًا حتي يكون التقدم هو للطبيعة البشريّة. [ ضد الأريوسيين 3: 51-53 ] 

•  ويقول القديس كيرلس عامود الدين في رسالة له إلى نسطوريوس : 

" لو أنَّه أبان وهو طفل من الحكمة ما يليق به كإنسان ، لظهر للجميع كأنه كائن غريب شاذ عن الجميع . ولكنه كان يتدرَّج في إظهار حكمته   

بالنسبة إلى تقدُّمه في العمر بحسب الجسد. وهكذا أراد أنْ يظهر للكل كأنَّه هو نفسه كان يزداد في الحكمة بما يتلاءم مع سنه ففي تأكيدنا أنَّ ربنا يسوع المسيح هو أحد، وفي نسبتنا له خواص اللاهوت والناسوت نؤكِّد حقيقة أنَّه ملائم لقياسات تواضع المسيح حتي أنَّه قبل زيادة جسدية ونمو في الحكمة. فأعضاء الجسد كانت تصل بالتدريج إلي تمام بلوغها ، ومن جهةٍ ثانيةٍ يظهر كأنَّه امتلأ حكمة بنسبة ظهور الحكمة الكامنة فيه كأنها تبرز بدرجة ملائمة لنمو الجسد فهو يعرف من جهة اللاهوت لأنَّه حكمة الآب ولكنه إذ أخضع نفسه إلي القياس الناسوتي إتّخذ لنفسه بحسب التدبير ذلك القياس . ولم يكنْ كما قلت سابقًا يجهل شيئًا لكن يعلم كلّ شيء كما يعلم الآب. [ مجموعة الشرع الكنسي ص 314؛ تاريخ الفكر المسيحي القس يوحنا الخضرسي ج3: 130 ].   

•  ويقول في عظة له علي ( لو 2/4ـ52 ) 

" أنْ يُقال أنَّ " الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ مُمْتَلِئاً حِكْمَةً وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ “، هذا الكلام ينبغي أنْ يُؤخذ على أنَّه يُشير إلى طبيعته البشريّة، وأرجو أنْ تفحصوا في عمق التدبير: فالكلمة يَحتمل ويقبل أنْ يُولد في صورة بشريّة، رغم أنَّه في طبيعته الإلهيّة ليس له بداية وليس 

خاضعًا للزمن. والذي هو إله كامل تمامًا من كل ناحية ، فإنَّه يخضع للنموّ الجسديّ ، وغير الجسديّ ، صارت له أطراف تنمو مع نموّ بشريّته والذي هو نفسه الحكمة كلها يمتلئ بالحكمة . وماذا نقول عن هذا ؟ ـ فإنَّ الذي كان في صورة الآب ـ قد صار مثلنا ، والغني أخذ صورة الفقر ، والعالي أخذ صورة الاتضاع ، والذي له الملء يثقال عنه أنَّه ينال ويأخذ . وهكذا لأنَّ الله الكلمة نفسه أخلي نفسه ! لأنَّ كلّ الأشياء التي كُتبت عنه كإنسان تُظهر طريقة إخلائه . لأنَّه كان أمرًا مستحيلاً بالنسبة للكلمة المولود من اللَّه أنْ يسمح بمثل هذه الأشياء أنْ تكون في طبيعته الخاصّة . ولكن حينما صار جسدًا أي صار إنسانًا مثلنا ، فإنَّه حينئذ وُلد بالجسد من امرأة . وقيل عنه أنَّه كان خاضعًا للأمور التي تختصّ بحالة الإنسان ، وبرغم أنَّ الكلمة لكونه إله كان يستطيع أنْ يجعل جسده يبرز من البطن في قامة رجل ناضج مرةً واحدةً ، إلاَّ أنَّ هذا يكون أعجوبة ومعجزة ، ولذلك فإنَّه أعطي لعادات وقوانين الطبيعة البشريّة أنْ يكون لها سلطان علي جسده. 

لذلك لا تعثروا في أنفسكم حينما تقولون كيف أنَّ الله ينمو؟ وكيف ينال حكمة جديدة ذلك الذي يعطي النعمة للملائكة والبشر؟ فتأمّلوا السر العظيم الذي يُعطي لنا. لأنَّ البشير الحكيم لم يقدّمْ الكلمة في طبيعته المجرّدة غير الجسديّة ولم يقلْ عنه وهو في هذه الحالة أنَّه يزداد في القامة والحكمة والنعمة ، ولكنّه بعد أنْ أوضح أنَّه قد وُلد في الجسد من امرأة وأخذ شكلنا ، فحينئذ ينسب إليه هذه الخصائص البشريّة ، ويدعوه طفلاً ويقول أنَّه كان يتقوّي في القامة ، إذ أنَّ جسده نما قليلاً قليلاً خاضعًا للقوانين الجسديّة . 

وهكذا أيضًا قيل عنه أنَّه كان يتقدَّم في الحكمة ، لا كمن ينال مؤونات جديدة من الحكمة ـ لأنَّ اللَّه معروف بأنَّه كامل تمامًا في كلِّ شيء ولا يمكن بالمرة أنْ يكون ناقصًا في أيّ صفة مناسبة للاهوت ـ بل ازدياده في الحكمة هو بسبب أنَّ الله الكلمة أظهر حكمته بالتدريج بما يُناسب مرحلة العمر التي يبلغها الجسد . 

إذًا فالجسد يتقدَّم في القامة والنفس تتقدَّم في الحكمة ، لأنَّ الطبيعة الإلهيّة غير قابلة للازدياد لا في القامة ولا في الحكمة إذ أنَّ كلمة اللَّه كامل تمامًا . ولذلك فإنَّه لسببٍ مناسبٍ ربط بين التقدُّم في الحكمة ونموّ القامة الجسديّة ، بسبب أنَّ الطبيعة الإلهيّة أعلنت حكمتها الخاصّة بما يتناسب مع قامة النموّ الجسديّ " [ تفسير إنجيل لوقا الجزء الأول ]. 

ومع ذلك فقد كان الربّ يسوع حتي وهو طفل في الثانية عشر من عمره، بالجسد ، أكثر فهمًا وعلمًا من كبار الشيوخ والعلماء وكل من كانوا حوله ، يقول الكتاب ؛ " وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ (يوسف ومريم) فِي الْهَيْكَلِ جَالِساً فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ. فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!» فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي ؟». فَلَمْ يَفْهَمَا الْكَلاَمَ الَّذِي قَالَهُ لَهُمَا. " ( لو2/46-50 ) . لقد كانت حقيقة ذاته أكبر من أنْ يعرفها مجرد بشر حتي عندما كان طفلاً بالجسد .   

•  يقول القديس كيرلس الإسكندري تعليقا على ذلك : 

" هنا يذكر لأوّل مرّة علانية من هو أباه الحقيقيّ ، ويُعلن عن لاهوته هو نفسه ، لأنَّه حينما قالت العذراء القدِّيسة : " يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ " فحينئذ في الحال أظهر نفسه أنَّه يفوق قامة الأشياء البشريّة ، وعلمّها أنَّها قد صارت أداة للتدبير بولادته بالجسد ، ولكنّه بالطبيعة والحقيقة هو إله وابن الآب الذي في السماء . ولذلك يقول " أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي " [ تفسير إنجيل لوقا ج1 : ص 54 ].

القديس كيرلس عمود الدين 

يقول القديس أثناسيوس الرسولي " إن ناسوت المسيح إزداد حكمة من الكلمة (اللاهوت) وقتاً بعد وقت، وقد كان له جسد بشري، واختبر في حياته كل أحوال البشر، فكان طفلاً فصبياً فشاباً فرجلاً " وكون ظهور الحكمة تدريجياً هذا يؤكد حقيقة الناسوت، وانه شابهنا في كل شئ ماخلا الخطية وحدها، وكون ظهور الحكمة فهذا يظهر عظم اتضاعه وتنازله ومحبته ومشاركته لنا في كل شئ.

وإن كان الإنسان يحصل على الحكمة من الخارج بالتعلُّم والدرس والفحص والتأمل، لكن بالنسبة للسيد المسيح فكانت الحكمة ذاتية نابعة من الداخل لأن فيه مذخَّر كل كنوز الحكمة، ودائماً وأبداً ستظل حكمة الإنسان ناقصة تشوبها بعض الأخطاء ولكن حكمة الرب يسوع فانها كاملة وخالية من كل نقص أو خطأ أو فساد أو شر، فيقول القديس كيرلس الكبير " على الرغم من انه قيل عن يسوع انه كان ينمو في القامة وفي الحكمة وفي النعمة (لو 2: 52) فان هذا يخص التدبير (التجسد) لأن كلمة الله سمح لبشريته أن تنمو حسب خواصها وحسب قوانينها وعاداتها، ولكنه أراد شيئاً فشيئاً أن يعطي مجد ألوهيته إلى جسده كلما تقدم في العمر حتى لا يكون مرعباً للناس إذا بدر منه عدم الاحتياج المطلق إلى أي شئ، ومع هذا تكلموا عنه {كيف عرف هذا الإنسان الكتب وهو لم يتعلم} (يو 7: 15) فالنمو يحدث للجسد، كما ان التقدم في النعمة والحكمة تتلائم مع مقاييس الطبيعة البشرية. وهنا يلزمنا أن نؤكد أن الله الكلمة المولود من الآب هو نفسه كل الكمال لا ينقصه النمو أو الحكمة أو النعمة، بل إنه يُعطي للمخلوقات الحكمة والنعمة وكل ما هو صالح " (1).

 

واكتفي بهذا القدر واعتذر لو كنت أطلت رغم ان الكتاب به الكثير لاضيفه في هذا الامر وايضا اعتذر لو كنت اخطأت في تعبير او لفظ

 

والمجد لله دائما