كيف يستخدم الله روح كذب لتنفيذ مقاصده ؟ 1 ملوك 22: 20-23 و 2 اخبار 18: 18-22

Holy_bible_1

الشبهة

جاء في 1ملوك 22 :20 ـ23 أن روحاً خرج ووقف أمام الرب وقال إنه يخرج ويكون رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَاء إسرائيل.

»²⁰فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هذَا هكَذَا، وَقَالَ ذَاكَ هكَذَا. ²¹ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ ²²فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ، فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هكَذَا. ²³وَالآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هؤُلاَءِ، وَالرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرّ». «.

فهل يستعمل الله أرواحاً شريرة لتنفذ مقاصده؟.

الرد

في البداية اوضح جزء لغوي

معني كلمة يغوي

قاموس سترونج

H6601

פּתה

pâthâh

paw-thaw'

A primitive root; to open, that is, be (causatively make) roomy; usually figuratively (in a mental or moral sense) to be (causatively make) simple or (in a sinister way) delude: - allure, deceive, enlarge, entice, flatter, persuade, silly (one).

من جذر بمعني يفتح ويعني مسبب, يتسع, مجازي بمعني امر عقلي , يتسبب , يجذب, يخدع, يغري, يتملق, يقنع, سخيف,

وبالفعل الكلمه اتت بمعني يتملق ( قضاه 14: 15 ) و( امثال 1: 10 )

بمعني يقنع ( ارميا 20: 7 )

وبمعني ارعن في ( هوشع 7: 11 )

وبمعني غيظ في ( ايوب 5: 2 )

يفسح مجال او مكان ( تكوين 9: 27 )

هذا بالاضافه الي معني الاغواء ولكن ما يهمني معني المجازاه بالشر

فالرب يريد ان اخاب يعاقب علي خطاياه ويسال كقاضي هل احد له شكوي علي شاول ويريد ان يجربه فلهذا يقول من يجازي اخاب

اولا ما يتكلم عنه الكتاب هنا هو رؤية وليس الواقع الفعلي

بمعني ان ميخا مثله مثل بقية الانبياء يري رؤية يقدر يستطيع ان يراها بعقله المحدود ويفهمها ويصفها بقدراته المحدوده فالله غير محدود وملائكته كثيره جدا صعب عدهم في رؤية والله ليس له عرش بالمعني المقصود

ولكن اعطي الرب لميخا مشهد تشبيهي ليصف كما لو كان الرب جالس علي عرش وحوله الارواح يمين ويسار وهذا منظر تخيلي وليس حقيقة عرش الله

ثانيا هل يوجد اي شيئ في الخليقه غير خاضع للرب ؟

الاجابه الخليقه بكل ما فيها خاضعه للرب خالقها بما فيها الشيطان الذي كان رئيس ملائكه وسقط ولهذا وجود الشيطان في محضر الرب اعلان عن خضوعه لسلطان الرب هذا امر ليس غريب

ونلاحظ ان العدد يقول عن يمينه وعن يساره فالملائكه المقبولين من الرب عن يمينه والارواح الشريره المرفوضه من الرب عن يساره لكن الكل خاضع له

وكما قال السيد المسيح شارحا

إنجيل متى 25: 33

فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ.

والشيطان بسماح من الرب ياتي ليقف

سفر أيوب 1: 6

وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ.

سفر أيوب 2: 1

وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا فِي وَسْطِهِمْ لِيَمْثُلَ أَمَامَ الرَّبِّ.

وهو كما شرح لنا الكتاب المقدس كان يقف ليشتكي

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 10

وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلاً فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلاً.

وهو المقصود به الروح في الاعداد

وبخاصه يوضح الرب لهذا الشعب الذي انتشرت في الشعوب المحيطه به فكرة وجود الهين احدهما للخير والاخر للشر فالرب يوضح انه الاله الوحيد لا يوجد اله اخر غيره وهو الذي يريد الخير ويسمح بالشر ايضا

ثالثا الله لا يضل احد وملائكته غير مضلين ولكن يسمح للشيطان واتباع الشيطان بان يجرب من يستحقوا التجريب والشيطان لا يستطيع ان يفعل شيئ الا بسماح الله

رسالة يعقوب 1: 14

وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.

واخاب شرير ويستحق العقاب وايضا هو منجذب الي شهوات شريره فيستحق ان يسقط في يد المجرب

وندرس الاعداد معا في عجالة بعد ان فهمنا هذه الحقائق الكتابية

سفر ملوك الاول 22

22: 1 و اقاموا ثلاثة سنين بدون حرب بين ارام و اسرائيل

22: 2 و في السنة الثالثة نزل يهوشافاط ملك يهوذا الى ملك اسرائيل

22: 3 فقال ملك اسرائيل لعبيده اتعلمون ان راموت جلعاد لنا و نحن ساكتون عن اخذها من يد ملك ارام

فلم يرسل الرب شر الي اخاب ولكن اخاب هو من تفكر في ذلك

22: 4 و قال ليهوشافاط اتذهب معي للحرب الى راموت جلعاد فقال يهوشافاط لملك اسرائيل مثلي مثلك شعبي كشعبك و خيلي كخيلك

22: 5 ثم قال يهوشافاط لملك اسرائيل اسال اليوم عن كلام الرب

22: 6 فجمع ملك اسرائيل الانبياء نحو اربع مئة رجل و قال لهم ااذهب الى راموت جلعاد للقتال ام امتنع فقالوا اصعد فيدفعها السيد ليد الملك

22: 7 فقال يهوشافاط اما يوجد هنا بعد نبي للرب فنسال منه

وهذا سؤال يكشف حقيقه هامة ان الانبياء 400 هم انبياء كذبه وهذا امر معروف ليهوشفاط وهم غالبا من تركهم اخاب عندما قتل 400 فقط من 850 نبي كاذب

اذا اخاب يصر علي ان يسمع كلام الانبياء الكذبه لانهم يقولوا كلام حسب شهوته فهو انجذب بشهوته واستحق ان يجربه الشيطان

22: 8 فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط انه يوجد بعد رجل واحد لسؤال الرب به و لكني ابغضه لانه لا يتنبا علي خيرا بل شرا و هو ميخا بن يملة فقال يهوشافاط لا يقل الملك هكذا

وهنا يعترف اخاب ان ميخا بالفعل هو الوحيد النبي الحقيقي للرب بين كل هؤلاء الانبياء الكذبه المعروفين

ورغم معرفة اخاب بذلك يسالهم هم ولا يسال ميخا لانه يعرف ان ميخا سيقول الصدق ضد اخاب واما الانبياء الكذبه ستقول ما يريح اخاب

22: 9 فدعا ملك اسرائيل خصيا و قال اسرع الي بميخا بن يملة

وميخا حسب التقليد اليهودي هو النبي الذي وضع عصابه علي عينه واخبر اخاب بانه سيموت عقابا علي تركه لبنهدد ومن وقتها حبسه اخاب لمدة ثلاث سنوات فقط لامانته في كلام الرب

22: 10 و كان ملك اسرائيل و يهوشافاط ملك يهوذا جالسين كل واحد على كرسيه لابسين ثيابهما في ساحة عند مدخل باب السامرة و جميع الانبياء يتنباون امامهما

22: 11 و عمل صدقيا بن كنعنة لنفسه قرني حديد و قال هكذا قال الرب بهذه تنطح الاراميين حتى يفنوا

22: 12 و تنبا جميع الانبياء هكذا قائلين اصعد الى راموت جلعاد و افلح فيدفعها الرب ليد الملك

22: 13 و اما الرسول الذي ذهب ليدعو ميخا فكلمه قائلا هوذا كلام جميع الانبياء بفم واحد خير للملك فليكن كلامك مثل كلام واحد منهم و تكلم بخير

22: 14 فقال ميخا حي هو الرب ان ما يقوله لي الرب به اتكلم

ميخا لا يستطيع ان يخالف كلام الرب لانه امين

22: 15 و لما اتى الى الملك قال له الملك يا ميخا انصعد الى راموت جلعاد للقتال ام نمتنع فقال له اصعد و افلح فيدفعها الرب ليد الملك

وحسب ما شرح المفسرين هو قالها بتهكم علي ما يفعله بقية الانبياء الكذبه وبخاصه صدقيا ابن كنعنة وكان اسلوب السخريه واضح ولهذا اغتاظ منه صدقيا النبي الكاذب

واخاب فهم سخريته فقال له

22: 16 فقال له الملك كم مرة استحلفتك ان لا تقول لي الا الحق باسم الرب

22: 17 فقال رايت كل اسرائيل مشتتين على الجبال كخراف لا راعي لها فقال الرب ليس لهؤلاء اصحاب فليرجعوا كل واحد الى بيته بسلام

وهنا قال النبوه التي اخبره بها الرب وهي صادقه تماما وتحققت بالفعل

لان الذي مات هو اخاب اما جيس اسرائيل فعاد بسلام ولهذا شبه الجيش كخراف بدون راعي لان الراعي هو الملك اخاب الذي سيموت في المعركة

22: 18 فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط اما قلت لك انه لا يتنبا علي خيرا بل شرا

22: 19 و قال فاسمع اذا كلام الرب قد رايت الرب جالسا على كرسيه و كل جند السماء وقوف لديه عن يمينه و عن يساره

وهنا بدا ميخا يقول له بما معناه انه لا يخشي الملك فهو واقف امام ملكين ولكن عينه علي الملك الحقيقي الملك السماوي

ويشرح انه راي الرب جالسا علي عرشه وهي رؤيا رمزيه وجند الخير الملائكه عن يمينه والمشتكي الشيطان وجند الشر عن اليسار

22: 20 فقال الرب من يغوي اخاب فيصعد و يسقط في راموت جلعاد فقال هذا هكذا و قال ذاك هكذا

وقال الرب من يجازي اخاب وكما شرحت في الجزء اللفظي الكلمه تعني ذلك يجازي بتملق

وهنا اخاب شرير وانقطعة صلته برجال الله وملائكة الله ولهذا سقط في يد الشيطان فبدات الارواح المشتكيه تتكلم

22: 21 ثم خرج الروح و وقف امام الرب و قال انا اغويه و قال له الرب بماذا

فقال المشتكي وهو الشيطان انه يقدر ان يجازيه

22: 22 فقال اخرج و اكون روح كذب في افواه جميع انبيائه فقال انك تغويه و تقتدر فاخرج و افعل هكذا

وهو كذاب وابوا الكذب واخاب سقط في يده هو والانبياء الكذبه فاستغل الشيطان الانبياء الكذبه في ان يجازي اخاب بالشر

لان الشيطان يحب ان يؤذي الانسان وهذه فرصه لان اخاب شرير ويحب الشر فسمح الرب ان يسقط في يد الشرير

22: 23 و الان هوذا قد جعل الرب روح كذب في افواه جميع انبيائك هؤلاء و الرب تكلم عليك بشر

لان الرب سمح للشيطان ان يجرب اخاب

22: 24 فتقدم صدقيا بن كنعنة و ضرب ميخا على الفك و قال من اين عبر روح الرب مني ليكلمك

22: 25 فقال ميخا انك سترى في ذلك اليوم الذي تدخل فيه من مخدع الى مخدع لتختبئ

22: 26 فقال ملك اسرائيل خذ ميخا و رده الى امون رئيس المدينة و الى يواش ابن الملك

22: 27 و قل هكذا قال الملك ضعوا هذا في السجن و اطعموه خبز الضيق و ماء الضيق حتى اتي بسلام

22: 28 فقال ميخا ان رجعت بسلام فلم يتكلم الرب بي و قال اسمعوا ايها الشعب اجمعون

فالرب لم يغوي ولم يكذب ولكن سمح لاخاب الذي احب الشر والانبياء الكذبه ان يخدعه الشيطان ويجازيه علي شروره

والشيطان هو الذي يضل ويغوي ولكن لا يستطيع ان يفعل شيئ الا بسماح من الرب

ونفس الكلام الذي جاء في

سفر اخبار الايام الثاني

18: 14 و لما جاء الى الملك قال له الملك يا ميخا انذهب الى راموت جلعاد للقتال ام امتنع فقال اصعدوا و افلحوا فيدفعوا ليدكم

18: 15 فقال له الملك كم مرة استحلفك ان لا تقول لي الا الحق باسم الرب

18: 16 فقال رايت كل اسرائيل مشتتين على الجبال كخراف لا راعي لها فقال الرب ليس لهؤلاء اصحاب فليرجعوا كل واحد الى بيته بسلام

18: 17 فقال ملك اسرائيل ليهوشافاط اما قلت لك انه لا يتنبا علي خيرا بل شرا

18: 18 و قال فاسمع اذا كلام الرب قد رايت الرب جالسا على كرسيه و كل جند السماء وقوف عن يمينه و عن يساره

18: 19 فقال الرب من يغوي اخاب ملك اسرائيل فيصعد و يسقط في راموت جلعاد فقال هذا هكذا و قال ذاك هكذا

18: 20 ثم خرج الروح و وقف امام الرب و قال انا اغويه فقال له الرب بماذا

18: 21 فقال اخرج و اكون لروح كذب في افواه جميع انبيائه فقال انك تغويه و تقتدر فاخرج و افعل هكذا

18: 22 و الان هوذا قد جعل الرب روح كذب في افواه انبيائك هؤلاء و الرب تكلم عليك بشر

وملحوظه اخيره وهي

لو اراد الرب بالفعل ان يغوي شاول بالشر فقط لما اعطي هذه الرؤيا لميخا ليخبر بها اخاب كانذار

فانذار ميخا له واصرار شاول علي العناد وعدم سماع كلام الرب يثبت ان قلب شاول شرير يستحق العقاب ويستحق ان يتركه الرب في يد الشيطان المجرب المغوي بالشر لان شاول احب الشر

والرب ايضا عادل تماما فكما سمح للشيطان ان يجربه اعطي لميخا رؤيا لكي يحزره وهو اختار اغواء الشيطان بحريته فاستحق العقاب كامل

وهذا انذار لاي انسان الرب يضع امامه اعلانين الخير والشر وهو يختار الشر فلا يلقي الذنب علي الرب او علي انسان اخر فانت بلا عذر ايها الانسان

والمجد لله دائما