هل الجنين يفعل خطيه في بطن امه وكيف يوصف بانه شريرا ؟ مز 51: 5 و مز 58: 3 و الجامعه 7: 29

Holy_bible_1



الشبهة



يخبرنا كاتب المزامير في مزمور 51: 5 " هانذا بالاثم صورت و بالخطية حبلت بي امي " فكيف يصور الاجنبة بالاثم واي اثم يفعله الجنين ؟

ويكرر في مزمور 58: 3 " زاغ الاشرار من الرحم ضلوا من البطن متكلمين كذبا " فكيف يوصف جنين بانه شرير وضال ومتكلم كذبا ؟

واليس هذين العددين يخالفا ما كتب في سفر الجامعه 7: 29 " الله صنع الانسان مستقيما "



الرد



ابدا اولا بشرح ما يتكلم عنه سليمان الحكيم لتوضيح الصوره

سفر الجامعه 7

7: 29 انظر هذا وجدت فقط ان الله صنع الانسان مستقيما اما هم فطلبوا اختراعات كثيرة

بالفعل الرب صنع الانسان مستقيما بدون خطية والمقصود هنا هو ادم

والعدد العبري يقول ادم

לבד ראה־זה מצאתי אשׁר עשׂה האלהים את־האדם ישׁר והמה בקשׁו חשׁבנות רבים׃

a rə’ēh-zeh māā’î ’ăšer ‘āśâ hā’ĕlōhîm ’e-hā’āām yāšār wəhēmmâ

iqəšû iššə

ōnwō rabîm:

ومن قاموس برون

H120

אדם

'âdâm

BDB Definition:

1) man, mankind

1a) man, human being

1b) man, mankind (much more frequently intended sense in OT)

1c) Adam, first man

1d) city in Jordan valley

Part of Speech: noun masculine

A Related Word by BDB/Strong’s Number: from H119

Same Word by TWOT Number: 25a



اذا فهمنا ان الكلام في سفر الجامعه ليس عن كل انسان يخلق اليوم ولكن عن ادم الاول الذي خلق كاملا بدون خطيه



ولهذا عندما خلقه في البداية وخلق الجنس البشري فيه قال الرب

سفر التكوين 1: 31

وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا



فبالفعل هذا العدد دقيق عن خلق ادم وانه خلق بدون خطيه لان الله البار لن يخلق شيئ ملوث بالخطيه

ولكن الانسان اخطأ وخالف وصية الله ودخلة طبيعة الخطية الي الجنس البشري في ادم وحواء

رسالة بولس الرسول الي اهل رومية 5: 12

كانما بانسان واحد دخلت الخطيه الي العالم وبالخطيه الموت وهكذا اجتاز الموت الي جميع الناس واذا اخطأ الجميع



وهكذا اصبح الانسان يحبل به وفي داخله طبيعة الخطيه ولهذا قال عنه الرب

سفر المزامير 51

51: 5 هانذا بالاثم صورت و بالخطية حبلت بي امي



فهو يشرح كما لو وضعت في عجين خميره فاسده فهو في الاصل عجين جيد من دقيق نقي ولكن بدخول طبيعة الخميره الشريره اصبح كل العجين فاسد ومهما اقتطعت جزء من هذا العجين لصنع خبز فاني اصنع خبز فاسد لان الخميره الشريره افسدت العجين كله وان اخذت منه لتخمير عجين اخر بدون خميره لفسد ايضا ولا يوجد حل الا بوضع مضاد حيوي من الخارج يقتل هذه الخميره الفاسده ويضع غيرها جيده من الخارج

وتطبيقا على هذا المثال فان ادم هو بداية العجين والخطيه هي الخميره الفاسده وانا اصبحت جزء من هذا العجين المستمر . ولاني انا جزء من هذا العجين ما ذنبي في العقاب ؟ ذنبي فقط ان رفضت العلاج ولكن انا حملت صفت الفساد واصبحت خبز فاسد فان قبلت التطهير تنقيت وان رفضت التطهير رفضت من صاحب العجين



ونلاحظ ان داود تكلم عن ان امه هي خادمه للرب اي تقية

سفر المزامير 86

86: 16 التفت الي و ارحمني اعط عبدك قوتك و خلص ابن امتك



سفر المزامير 116

116: 16 اه يا رب لاني عبدك انا عبدك ابن امتك حللت قيودي



فهذا تاكيد علي انه يتكلم عن طبيعة الخطيه التي ورثها من ابيه ادم وهو حامل لهذه الطبيعه من بطن امه

فهو ما يقال عنه فسد في ابيه وامه



والشاهد الاخر

سفر المزامير 58

58: 3 زاغ الاشرار من الرحم ضلوا من البطن متكلمين كذبا

هذا الشاهد يؤكد نفس المعني السابق لان كل جنين يرث من امه الخطية الاصلية

ولكنه في سياق الكلام يقصد بعض الاشرار الذين ولودا بالخطيه وعاشوا فيها واستمروا عليها ولم يحاولوا مقاومتها

فداود يتكلم عن الظلم الذي انتشر في الارض ويقول لهم انه ليس مندهش من شرهم فهم حملوا الشر من بطن امهاتهم ولا يتكلم فقط عن الخطيه الاصليه ولكن ايضا يقصد انهم من نسل شرير يسمعون الكذب من بطون امهاتهم ويتكلمون الكذب ايضا مثل اهلهم

فالرب يعرف كل انسان بعلمه المسبق ولهذا يقول

سفر إرميا 1: 5

«قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ، وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيًّا لِلشُّعُوبِ».



رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 1: 15

وَلكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ



والاشرار ايضا من بطن امهاتهم يعرف الرب اعمالهم وشرورهم واقوالهم الاكاذيب التي سيقولوها والضلال الذي سيفعلوه

والحقيقه العدد يحمل حقيقه مهمه وهي ان الجنين بالفعل يشعر في بطن امه ويتفاعل مع الوسط المحيط ويعطي بعض ردود الافعال فمثلا لو سمع صوت مرتفع ينزعج ويعبر عن غضبه بحركه فجائيه او ركله مثلا وهذه افعال قد تبدو لنا ببساطه انها مضحكه ولكن لو انسان بالغ سمع صوت مرتفع فركل الذي امامه سيوصف بانه انسان شرير

ولكن المهم ان العدد لا يشير الي افعال ولكن الي الي طبيعة الخطيه والخطيه التي محتمل ان يصنعها لانه يحمل الطبيعه الشريره

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 2

الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،



فهو لم يتطور وعيه بعد ولكنه يميل للخطيه ويتجه اليها حتي لو لم يفعلها بوضوح لانه لا يدرك



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادري واقوال الاباء

كأن المرتل يقول لهم: إنني لست أدهش لما تمارسونه من ظلم وشرور، فإن أعمالكم تتناغم مع طبيعتكم وأنتم بعد في البطن، فأنتم أشرار، نسل شرير من سلف شرير".

إن كان هذا هو حالهم، فإننا نحن أيضًا نشاركهم في الفساد الذي يحلّ بكل البشرية. لكن نعمة الله هي التي تضمنا إليه، وتهبنا البنوة له. ليس لنا فضل في ذلك. يقول المرتل: "متكلمين بالكذب".لأنه كما يقول القديس أغسطينوس إن ينطقوا بالحق أو بالظلم، فهم ينطقون بالكذب، لأنهم يحملون الشر مخفيًا في قلوبهم.

ارتكاب الخطية والانغماس في الشر تغرب عن الله وعن ناموسه. يقول الرسول بولس: "أنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء في الفكر، في الأعمال الشريرة" (كو 1: 21).

يرى العلامة أوريجينوس أنه لا يمكن تفسير هذه العبارة حرفيًا، لأنه لا يستطيع أحد أن يتكلم بمجرد ولادته، ولا أن يزوغ نحو الشر وهو في رحم أمه. إنما يُفهم من هذا أنه كما يوجد أبكار للرب، يكرسون حياتهم لله، هكذا يوجد أبكار لإبليس، يكرسون كل طاقتهم لمقاومة الحق الإلهي[168].

اعتمد بعض الهراطقة على هذه العبارة كما على قول الرسول بولس إن الله أفرزه قبل أن يُولد ودعاه لنعمته (غل 1: 15)، ناسبين للأشرار طبيعة الشر قبل ميلادهم، بينما للقديسين طبيعة صالحة. ويجيب عليهم العلامة أوريجينوس قائلاً: [نقول إن بولس قد اُختير ليس مصادفة، ولا لأن له طبيعة مختلفة، وإنما هو نفسه ينسب علة اختياره إلى ذلك الذي يعرف كل شيء قبل أن يحدث... إذ سبق فرأى الله بولس سيجاهد بفيضٍ أكثر من غيره في الإنجيل... ولهذا السبب كرسه يسوع وهو في رحم أمه لخدمة الإنجيل. لو أنه اختير قضاءً وقدرًا كما يقول الهراطقة، أو لأنه ورث طبيعة أفضل من غيره، لما كان يخشى من أن يُدان إن فشل في الكرازة بالإنجيل (1 كو 16: 9)[169].]

*     عندما ينطقون بالظلم إنما ينطقون بالباطل، لأن الظلم مخادع. وعندما ينطقون بالعدل يتكلمون أيضًا بالباطل، لأنهم ينطقون بشيءٍ، ويخفون في قلوبهم شيئًا آخر.

القديس أغسطينوس

*     لا يصنع الجنين قبل ولادته خيرًا ولا شرًا، وإنما يفعل ذلك بعد ولادته وبلوغه. أما قوله "من الحشا البطن"، فمعناه أن الأشرار بما أنهم مولودون من والدين أشرار غير عارفين الله، ولم يتعلموا أنه معتني بالعالم، لهذا صنعوا أعمالاً تقصيهم عن العدل، ومارسوا أعمال الظلم، وتكلموا بالكذب من بدء ولادتهم.

أيضًا يعني أن الله بسابق علمه يعرف الذين سيكونون صديقين كقوله لإرميا النبي: "قبلما صورتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدستك" (إر 1: 5). وبهذا المعنى أيضًا جاء قول الله لفرعون: لهذا الأمر نفسه أقمتك لكي أُظهر فيك قدرتي، ولكن سابق علم الله لم يكن سببًا في أن يصير إرميا قديسًا وفرعون شريرًا.

وأيضًا جرن المعمودية هو بطن ورحم، لأن المعمودية تلد ولادة روحية. أما الخطاة والذين زاغوا عن حقيقة الإيمان ابتعدوا عنها بكذب اعتقاداتهم وتزييف كلامهم، وقد ضلوا، لأنهم فضلوا الكذب عن الحق.

أما القديس غريغوريوس النيسي فيقول: إن الكنيسة هي بطن ورحم، لأنها تلد المسيحيين، وتأتي بهم إلى النور الإلهي والحياة الأبدية. وأما الهراطقة فقد أقصوا منها وتغربوا عنها. وأيضًا المرء في بدء نشأته إذا عمل فضيلة أو رذيلة يُقال إنه من الرحم صنع هذا. وكما جاء في سفر أيوب: "إن أكلت لقمتي وحدي، فما ناولت منها يتيمًا، بل منذ البطن كنت أهديهم وأعولهم كأب" (راجع أي 31: 17-18). أيضًا التعليم الفاسد هو البطن والرحم الذين نشأوا فيه، فالذين يقبلونه أقصوا عن الله، وتغربوا عنه منذ بطن أمهاتهم التي هي غريبة منه.

الأب أنثيموس الأورشليمي

*     حسب الكلمة النبوية، عندما انحرف الناس عن الرحم واهب الحياة الذين فيه تشكلوا، نطقوا بالباطل عوض الحق (مز 58: 3). لهذا اتخذ الوسيط بكر طبيعتنا العامة، وجعلها مقدسة خلال نفسه وجسده، بغير امتزاج ودون أية نزعة نحو الشر، محتفظًا بها في نفسه Himself. فعل هذا لكي ما إذ يصعد بها إلى أب عدم الفساد خلال عدم فساده، تنسحب الجماعة كلها معها بسبب الطبيعة المشتركة، حتى يهب الآب المحرومين من الميراث "البنوة" (غل 4: 5؛ أف 1: 5)، كأبناء لمن فقدوا الميراث، ويجعل من أعداء الله أن يشاركوا في اللاهوت (الحياة المقدسة)[170].

القديس غريغوريوس النيسي

يرى القديس أغسطينوس في تعبير "زاغ الأشرار من الرحم"، إشارة إلى الذين بعدما وُلدوا من الكنيسة تغربوا عنها، وحملوا لها روح العداوة؛ تغربوا عن الحق!

*     ممن تغربوا؟ عن الحق!

من أين تغربوا؟ عن المدينة المطوَّبة، عن الحياة المطوَّبة...

يوجد من وُلدوا من أحشاء الكنيسة... وهو أمر صالح! أنهم تشكَّلوا هكذا ولم يُجهضوا. لتحملكم الأم، ولا تُجهضكم. إن كنتم في طول أناة تبقون حتى تتشكلوا، ويكون فيكم تعليم الحق الأكيد، فإن الأحشاء الملموسة تحتفظ بكم. ولكن إن كنتم في غير صبرٍ تترجون أمكم، فإنها ستتخلص منكم وهي في ألمٍ، لكن خسارتكم أعظم من خسارتها.

لهذا فإن هؤلاء زاغوا من الرحم، لأنهم نطقوا بأمور باطلة... لقد زاغوا من الرحم، لأن الحق يقطن في أحشاء الكنيسة.



والمجد لله دائما