هل رجل الله يجب ان يكون غني ام يكون في ضيق ؟ مزمور 112: 1-3 و يوحنا 16: 33



Holy_bible_1



الشبهة



في مزمور 112: 1-3 «هللويا. طوبى للرجل المتقي الرب، المسرور جداً بوصاياه. نسله يكون قوياً في الأرض. جيل المستقيمين يُبَارك. رغَدٌ وغِنى في بيته، وبرُّه قائم إلى الأبد« ولكن هذا منقوض بقول المسيح في يوحنا 16: 33 «قد كلمتُكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق. لكن ثقوا. أنا قد غلبت العالم».



الرد



في الظاهر يختلف مقياس العهد القديم عن العهد الجديد في البركه لان في العهد القديم كانت البركه في الاولاد لانهم ينتظروا المخلص الذي سيولد الذي وعد به الرب في سفر التكوين

سفر التكوين 3: 15


وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».

وكان كل رجل يسعي لان يكون نسله كثير وقوي لكي ياتي من نسله المخلص المبارك الذي تتبارك فيه جميع قبائل الارض

اما في العهد الجديد فبركة انتظار المخلص اكتملت لان المسيح ولد من مريم العذراء وتمم الفداء المنتظر

ولكن بالنسبه للبركه الروحيه هي واحد في العهد القديم والجديد بما فيها من بركة الاضطهاد والالام الذي دائما يتحول للخير والرب ينقذ في النهاية



والشاهد الاول الذي استشهد به المشكك

سفر المزامير 112

112: 1 هللويا طوبى للرجل المتقي الرب المسرور جدا بوصاياه

هذا الكلام ينطبق علي العهدين القديم والجديد فبالفعل الرجل الذي يحب وصايا الرب لانه احب الرب اولا يكون مطوب ويشعر بسلام داخلي عميق سواء كان في عيشه مريحه او حتي في اتون النار

112: 2 نسله يكون قويا في الارض جيل المستقيمين يبارك

ليس فقط بشرط النسل الجسدي فايليا هو من رجال العهد القديم وكان بتول ولكن كان له نسل روحي قوي من تلاميذه مثل اليشع وتلاميذ مدرسة الانبياء

وايضا ارميا كان بتول وتعرض لاتعاب كثيره لكن كان له نسل روحي قوي يطوبه وحتي دانيال كان يتتبع خطوات ارميا .

ويوحنا المعمدان اخر انبياء العهد القديم ايضا كان بتول ولكن كان له نسل روحي ضخم وقوي جدا اكثر من الذين لهم نسل جسدي وكم من نسله الروحي تابوا علي يديه ورجعوا الي الله وجعل جيل مستقيم يبارك الرب واثمر ثلاثين وستين ومائة

112: 3 رغد و غنى في بيته و بره قائم الى الابد

هذا العدد لا يفهم ايضا علي المستوي المادي فقط لانه يقول الي الابد ولن يظل احد غني الي الابد لانه لن يبقي الي الابد ولكن بالحقيقه المؤمن يبقي غني الي الابد بنصيبه السماوي

وهذا ما اكده العهد القديم

سفر الأمثال 15: 16


اَلْقَلِيلُ مَعَ مَخَافَةِ الرَّبِّ، خَيْرٌ مِنْ كَنْزٍ عَظِيمٍ مَعَ هَمٍّ.



سفر الأمثال 22: 4


ثَوَابُ التَّوَاضُعِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ هُوَ غِنًى وَكَرَامَةٌ وَحَيَاةٌ.



سفر إشعياء 33: 6


فَيَكُونُ أَمَانُ أَوْقَاتِكَ وَفْرَةَ خَلاَصٍ وَحِكْمَةٍ وَمَعْرِفَةٍ. مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ كَنْزُهُ.



والعهد الجديد ايضا

إنجيل متى 6: 20


بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ،



بل ويفهم في بيته علي بيت الرب وهو قلب الانسان قبل ملكوت السموات إذ يلتصق خائف الرب بالله، يسكن الله فيه، ويقيم من قلبه بيتًا له، يفيض فيه من غنى نعمته وعطاياه الإلهية، فلا يحتاج إلى شيءٍ، بل يصير مصدر عطاء للآخرين ويصير غني في ثمار الروح القدس

وكثير من رجال العهد القديم كانوا اغنياء روحيا فقط فموسي بعد هروبه من مصر لم يكن يمتلك شيئ وحتي ما فعله في بيت حماه تركه وذهب لينقذ شعبه فقط بعصاه وفي النهاية لم يملك حتي شبر واحد في ارض الموعد ولكن موسي كان من اغني الاغنياء روحيا



ففهمنا من الشاهد انه لا يقصد فقط غني مادي ولكن الاهم الغني الروحي وايضا لا يقصد فقط اولاد جسديين ولكن ايضا يشمل اولاد روحيين

وراينا امثله من رجال العهد القديم



ولكن نفس المزمور لم يقل ان اولاد الرب لا يقعون في ضيقه بل قال

112: 7 لا يخشى من خبر سوء قلبه ثابت متكلا على الرب

112: 8 قلبه ممكن فلا يخاف حتى يرى بمضايقيه

اذا حتي اولاد الله في العهد القديم يضايقهم عدو الخير باخبار سيئة وضيقات شديده واعداء كثيرين ولكن من جميعها ينجيه الرب لذلك داود نفسه اكد ذلك وقال

سفر المزامير 34: 19


كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ، وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ.



سفر المزامير 37: 40


وَيُعِينُهُمُ الرَّبُّ وَيُنَجِّيهِمْ. يُنْقِذُهُمْ مِنَ الأَشْرَارِ وَيُخَلِّصُهُمْ، لأَنَّهُمُ احْتَمَوْا بِهِ.



سفر المزامير 41: 1


طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمِسْكِينِ. فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ.



اذا فداود لا يقول ان ابناء الرب يكونوا اغنياء ماديا بدون تجارب ولا اي مضايقات ولكن يقصد انهم اولا اغنياء روحيا قبل ماديا واولاد روحيين قبل الجسديين وتكون تجاربهم وضيقاتهم كثيره ولكن الرب معهم في كل حين وداود نفسه كان مثال علي ذلك فهو تعرض لضيقات كثيره منذ صغره ولكنه لم يترك الرب الذي تمسك به في كل حين والرب انقذه من جميع شدائده التي كان بعضها صعب للغايه مثل محاولات شاول المستمره قتله وغيرها من الذين تامروا عليه حتي ابنه بالجسد ابشالوم



الشاهد الثاني وهو لا يناقض الشاهد الاول ولكن هو اولا جاء في العهد الجديد بعد تتميم المواعيد ومجيئ النسل المبارك وايضا جاء ليكمل المواعيد الروحيه ويظهرها اكثر ليكمل العهد القديم بتوضيح اكثر للابعاد الروحية

انجيل يوحنا 16

16: 32 هوذا تاتي ساعة و قد اتت الان تتفرقون فيها كل واحد الى خاصته و تتركونني وحدي و انا لست وحدي لان الاب معي

16: 33 قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا انا قد غلبت العالم

اولا المسيح يتكلم عن ساعة القبض عليه وصلبه التي ستكون ضيقه شديده علي تلاميذه وهذا بالفعل حدث

وهو سبق فاخبر ليكون حينما يري تلاميذه ذلك يزداد ايمانهم ويكون لهم سلام. لكم فيّ سلام ولم يقل لكم سلام فقط السلام ليس في حل مشكلتي بل في وجود المسيح في حياتي فلا سلام حقيقي سوى في المسيح إذا آمنا به لا تبحث عن السلام في العالم وملذاته بل إطلبه في الإتحاد بالمسيح وفي شخص المسيح.

ثم يتكلم المسيح عن اولاده ليس التلاميذ فقط ولكن في كل مكان ان اولاد الرب في العالم سيكونوا في ضيق ولكن بالمسيح منتصرين علي اي ضيق

وحدوث تلك التجارب، لا تعنى مطلقاً تخلى الله عمن أصابتهم تلك المتاعب والضيقات. كما لا تعنى غضبه عليهم أو عدم رضاه

بل أنه قد يسمح بالتجربة لمنفعتهم. ويكون معهم فى التجربة، يعينهم ويقويهم ويحافظ عليهم، ويسندهم أيضاً

إنه يسمح بالضيقة، ولكنه يقف معنا فيها

وهكذا يغنى المرتل فى المزمور ويقول "لولا أن الرب كان معنا، حين قام الناس علينا، لابتلعونا ونحن أحياء، عند سخط غضبهم علينا... نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا. عوننا من عند الرب الذى صنع السماء والأرض" (مز 124)

إنه اختبار جميل: أن نرى معونة الله فى خلال ضيقاتنا

وأن نختبر حنو الله ومحبته وعمله من أجلنا. وهذه هى إحدى فوائد التجارب التى فيها نشعر أن بعض القوات السمائية تقف معنا، وتصد عنا. ونختبر أيضاً قول المزمور "ملاك الرب حالّ حول خائفيه وينجيهم"

من أجل هذا، فإن المؤمن لا يمكن أن تتعبه الضيقات. ذلك لأنه يؤمن بتدخل الله وعمله وحفظه. ويؤمن بأن الله يهتم به أثناء الضيقة أكثر من اهتمامه هو بنفسه

وكلما حلّت به مشكلة، يؤمن أن الله قادر على حلها، بل أن الله عنده حلول كثيرة. لذلك فالمؤمن لا يفقد سلامه الداخلى أثناء التجارب، ولا يفقد اطمئنانه، وثقته بعمل الله

إن كل تجربة هى بلاشك مجال لخبرة روحية جديدة، تعمّق مفاهيم الانسان برعاية الله وعمله وانقاذه

على أن الله فى شفقته وحنانه قد وضع قواعد معينة للضيقات التى يسمح لها ان تحدث. وفى مقدمتها

إن الله لا يسمح بتجربة هى فوق طاقتنا البشرية

إنه جلّت قدرته يعرف مقدار احتمال كل واحد منا، ولا يسمح أن تأتيه التجارب إلا فى حدود احتمال طاقته البشرية

ولعل أحدهم يسأل: ما أصعب التجربة التى وقعت على أيوب الصديق، فى موت أولاده، وضياع ثروته، وفقد صحته، وتخلى أصدقائه... من كان يستطيع أن يحتمل كل هذا؟

ونجيب بأن الله كان يعلم أن الطاقة الروحية لأيوب كانت تقدر أن تحتمل كل هذا، لذلك سمح بما حدث

أما أنت فلا تخف. لو كنت فى قامة روحية مثل أيوب، لأمكن أن تتعرض لمثل تجاربه. ولكن الله لا يسمح. لك أن تجرب إلا فى حدود احتمالك

كورنثوس الاولي 10 : 13

ولكن الله امين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربه المنفذ



وايضا تجربة ابونا ابراهيم التي نالي بسببها بركات كثيره جدا

الشرط الثانى ان الله لا يسمح بالضيقة إلا ومعها المنفذ

أى تأتى المشكلة ومعها الحل. فلا توجد تجربة وهى حالكة الظلام، دون أية نافذة من نور... فليس هناك مجال لليأس. إن الحل موجود، وربما يحتاج إلى شئ من الوقت، يمنح صاحب التجربة فضيلة الصبر وانتظار الرب. حيث ينظر إلى المشكلة فى رجاء، يرى الحل بعين الايمان قادماً من خلال محبة الله وقدرته. والله قادر أن يمنح الاحتمال والصبر.

ينبغى أن نعلم أيضاً أن التجارب التى يسمح بها الله، هى للخير. أو تنتهى بالخير

فكل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الرب

حتى إن كانت المشكلة تبدو شراً فى ذاتها، فإن الله بصلاحه قادر أن يحوّلها إلى خير. وهكذا فالإنسان المؤمن يؤمن بخيرية التجارب، سواء فى وقتها أو فيما بعد ولهذا فإن التجارب لا تطحنه، ولا تضغط عليه، ولا تفقده سلامه. وكثيراً ما كنت أقول

إن الضيقة سُميت ضيقة، لأن القلب قد ضاق عن أن يتسع لها. أما القلب الواسع فلا يتضيّق بشئ

شرط رابع للتجربة: إن لها زمناً محدداً تنتهى فيه

فلا توجد ضيقة دائمة تستمر مدى الحياة. ولهذا ففى كل تجربة تمرّ بك، سيأتى وقت تعبر فيه بسلام. إنما عليك خلال هذا الوقت أن تحتفظ بهدوئك وبسلامة أعصابك. فلا تضعف ولا تنهار، ولا تصغر نفسك أمام التجربة. ولا تفقد الثقة فى تدخل الله ومعونته وحفظه

واعلم ان التجارب نافعة بلاشك. ولولا منفعتها، ما كان الله الشفوق يسمح بها

وما اكثر الفضائل التى يمكن أن نحصل عليها، إن كنا نتعامل مع الضيقات بطريقة روحية

إنها تقوى النفس، وتمنحها ألواناً من الخبرات، سواء فى معالجة المشاكل، أو فى الرجاء والإيمان بعمل الله. أو فى الحكمة التى يقتنيها المختبرون، أو فى التدرب على الصمود وقوة الثبات أمام الضيقة حتى تنتهى، مع التدرب على الاحتمال والصبر

ولولا الدخول فى بوتقة التجارب، لأصبحت النفوس هشّة مدلّلة لا تقوى على شئ، ولم تتدرب على الدخول فى الصعاب واحتمالها



واخيرا الشرح الرائع للقس الدكتور منيس



(1) يُسَرُّ الله أن يبارك شعبه، لأنه إن كانت رحمته تشمل الأثمة والظالمين، فلا يمكن أن يغفل المتكلين عليه. ومزمور 112 يتضمن العطايا والبركات التي يسبغها الله على أولاده.

(2) الضيقات التي قصدها المسيح متنوعة، منها محاربة إبليس للمؤمن، فيجد المؤمن نفسه في حرب داخلية، إذ يشتهي جسده ما تبغضه روحه. وقد يكون الضيق عوزاً مادياً. وقد يكون اضطهاداً من البشر. وفي هذه جميعها ينتصر المؤمن بقوة الروح القدس، فيشكر في كل حين على كل شيء.

(3) مواعيد الله للكنيسة تختلف عن مواعيده لبني إسرائيل، فقد اعتبر اليهود بركات الله مادية وروحية، أما الكنيسة فقد يقتضي صالحها عدم تمتُّعها بالغِنى المادي وسائر الامتيازات الأرضية. وهل كان يمكن أن تمتد الكنيسة وتتسع بهذا المقدار لو كان المسيحيون الأولون ذوي ثروة طائلة ونفوذ سياسي؟ كلا! بل في بدء تاريخها لم يكن فيها كثيرون حكماء بحسب الجسد ولا كثيرون أقوياء ولا كثيرون شرفاء. وقد وضع المسيح أساس كنيسته في الضيقات والشدائد التي كان لا بد منها لبنائها وامتدادها. ولا يفوتنا أن دم الشهداء كان بذار الكنيسة. ولولا إراقة ذلك الدم لبقيت الكنيسة قاصرة على جماعة قليلة في أرض فلسطين. فكثيراً ما يستلزم امتداد ملكوت الله اجتياز أولاده في ضيقات شتى.

(4) كثيراً ما يقتضي صالح المؤمن كفرد حرمانه من الغنى المادي، لأنه يؤدي إلى الكبرياء. وقد دلَّ الاختبار على أن بعض المؤمنين إذا أُتيح لهم نجاح وقتي، ينسون حاجتهم إلى الاتكال على الله. وكثيراً ما يجعل الله المؤمنين فقراء بسطاء ليحفظهم من الانحطاط الروحي. وعلى المؤمن أن يذكر ما جاء في 1تيموثاوس 6:10 »لأن محبة المال أصلٌ لكل الشرور، الذي إذ ابتغاه قومٌ ضلّوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاعٍ كثيرة«. فبفضل تأملات كهذه يسهل جداً التوفيق بين هذه الآيات. ويستطيع المؤمن أن يقول من كل قلبه «فيملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع» (فيلبي 4:19). وإن كان بحسب حكمته الفائقة لا يعطيني إلا احتياجاتي الضرورية فأنا لا أشك في محبته.

(5) يكون نسل التقي قوياً في الأرض، يباركه الرب بالرضا والسعادة. وهذه أمور يدركها كل من يتَّقي الله ويحيا مستقيماً. ولكن هذا لا يعني أنهم سيعيشون في سلام، فما أكثر الحاقدين. غير أن المتقين لن ينالهم شر الأشرار، لأن الله يجعل سهام الأشرار تطيش، ويرتدّ شرّهم عليهم.



والمجد لله دائما