كيف يصف سفر مراثي ارميا الله بهذه القسوة؟ مراثي 3



Holy_bible_1



السؤال



في مراثي ارميا الاصحاح الثالث نجد تعبيرات قاسيه جدا يصف بها ارميا الله ويتالم مما فعله به الله. فكيف يصف ارميا ان الله بهذه القسوه مثل ابلي لحمي ويصد صلاتي وهو لي دب كامن وتعبير مزقني وغيرها؟



الرد



الحقيقه ارميا لا يصف الرب بالقسوه ولا بانه عدو ولكن يصف الاعداء بذلك، أي انهم القاسي وهو فقط بسماح من الرب بسبب شرور الشعب حتى لو يبدوا بانه قسوة ولكنه لا ينهي كلامه بذلك بل يكمل بتاكيد ان هذا بسبب شرورهم وان صفات الرب بانه طيب جدا ومراحمه باقيه واحساناته لا تزول فليس الرب هو القاسي بل لو تركنا الرب يتركنا لحريتنا ولارادتنا ويسمح بما اخترناه رغم انها ليست ارادته، فنسقط في يد القاسي الذي يفعل فينا هذا ولكن ان رجعنا الى الرب يظهر حقيقته بانه طيب وحنون

ربنا لا يجبر أحد فرغم ان لذته مع بني ادم كمحبة الاب للأبناء الا انه لا يجبرهم كأبناء ان يحبوه ويبقوا معه ضد ارادتهم. ولو تركوه وغادروا لن يجبرهم ان يستمروا تحت حمايته ولكن بابتعادهم عنه هم ابتعدوا عن حمايته له فيتعرضوا للاتعاب على يد القساة (المذكورين بالمفرد هنا) ولان هذا بسبب رفع حمايته عنهم باختيارهم فينسب هذه الاتعاب بسبب الرب الذي سمح بهذا رغم انها ليست ارادته

فالقاسي المقصود في الاعداد هم الأشرار ولكن بسماح الرب بسبب الخطية

والموقف الذي كتب فيه ارميا هذا

ارميا في مشاعر الحزن على ما يحدث في اورشليم من خراب ودمار وقتل وسبي وحرق الهيكل وهدم الاسوار ومن فعل هذا هو بابل القاسية التي تمثل الشيطان. وارميا انطلق الي كهف خارج اورشليم وهو كهف أسفل جبل يشبه الجمجمة سواء هو موضوع الصلب او يرى منه موقع صلب المسيح

وفي داخل الكهف الجنوبي سكب دموع كثيره

سفر مراثي إرميا 3: 48

سكبت عيناي ينابيع ماء على سحق بنت شعبي

وأرميا يتكلم بالمفرد الا انه يتألم على عدة اشياء

اولا على الامه هو الشخصيه الكثيره جدا التي بسماح من الله وفعلها به الشعب عندما كان يحذرهم من عقاب الخطية وقرب مجيء السبي فهو ضرب كثيرا وأهين ووضع في المقطره وفي السجن وفي البئر لكي يموت وغيره من الالام الكثيرة وأيضا الامه بعد سبي الشعب فهو يبكي على كل هذه الالام

ثانيا يتالم علي شعب اسرائيل الذي ايضا سمح الله له ان يهان ويذل ويقتل منه الكثير ويهدم الهيكل فخرهم فهو يري نساء تضرب ورجال تذبح وتقيد ويجروا الي السبي والبيوت والحقول تخرب وحتى انية هيكل الرب الذهبية المقدسه نهبت واخذوها الي بابل القاسية

وكل هذا سمح به الله لأجل خطايا الشعب الذين ليس فقط اختاروا بل صروا على رفض الرب والبعد عنه وعن حمايته رغم انذاراته الكثيرة فالرب لأجل احترامه للحرية تركهم لما اختاروه ورفع حمايته عنهم فنالوا ما كان يحذرهم منه كثيرا

وثالثا وهو الاهم في وسط كل هذه المشاعل واثناء وجوده في هذا الكهف يرى منه الموضوع الذي صلب فيه رب المجد (بعد ارميا بستة قرون) فهو كان جالس يرى المصلوب الذي صلب لأجل خطايانا أي عوض عنا فأعطاه الوحي الالهي ان يري هذه المنظر وقاده الوحي الالهي ان يعبر بمشاعر الحزن الكثيره التي في قلبه باقوي نشيد عن الام المصلوب الذي نال هذا بسبب خطايا البشرية. والبشرية قاسية القلب فعلت فيه كل هذه الالام رغم انه يفديهم. فالام المسيح الموصوفة هنا هي المفروض الام البشرية على يد القاسي باختيارهم البعد عن الرب ولكن الرب تحملها عنهم

فيا لروعة دقة الله في قيادة ارميا ان يبكي في هذا المكان قبل الصلب باكثر من 620 سنه

فنتخيل معا ارميا جالس يرى المصلوب وقلبه مليء بالحزن على نفسه وعلى شعبه وعلي ربه المصلوب

ولهذا جائت تعبيرات ارميا مختلطة بعضها ينطبق على شخصه وبعضها ينطبق على الشعب ومدينة اورشليم والهيكل وبعضها ينطبق على المسيح ومن يدقق يجد اغلبها ينطبق على الثلاثه ارميا واورشليم والمسيح ولهذا كان قال له الرب (فمثل فمي تكون)

سفر ارميا 15: 19

19 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «إِنْ رَجَعْتَ أُرَجِّعْكَ، فَتَقِفْ أَمَامِي. وَإِذَا أَخْرَجْتَ الثَّمِينَ مِنَ الْمَرْذُولِ فَمِثْلَ فَمِي تَكُونُ. هُمْ يَرْجِعُونَ إِلَيْكَ وَأَنْتَ لاَ تَرْجعُ إِلَيْهِمْ.

فيالها من بركة ان يعطي الرب لراميا ان يكون فم الله الناطق فالنبى هنا في إحساسه الصادق بالألم، ألام الهوان والإضطهاد ثم ألام الحزن على أورشليم كان لساناً للمسيح الذي كان حزيناً على هلاك البشر وعلى اضطهاد البشر القساة لهُ. وكما أحب المسيح العالم هكذا أحب أرمياء شعبه فإستحق أن يكون لساناً لله.

ومراثي ارميا مكونه من خمسة اصحاحات شعريه أي قصائد الاول والثاني والرابع والخامس 22 عدد او بيت شعري حسب الحروف العبرية القديمة مرتبة بروعة والثالث الذي نقرأه وهو قلب المراثي 66 عدد يمثل الانسان الناقص بسبب الخطيه وينتظر السابع المخلص لنصير فيه خليقة جديده

وهذا الاصحاح الثالث هو قلب المراثي وهو الذي يدور حوله هذا الملف باختصار

إذا ارميا يتكلم بأسلوب يصف فيه صلب رب المجد فهو لا يصف الرب بالقسوه بل يصف القسوه التي تعرض اليها الرب عوضنا من القاسي بسبب خطايانا فهو وصف تقريبا خمسه وعشرين نوع من الالام

فهنا نحن نقف مره ثانيه امام اصحاح يشبه جدا المعاني التي قدمت في اشعياء 53 عن الام المسيح وكل هذا لكي نعود الي حضن الاب

فمثلا نجد تعبيرات تنطبق علي ارميا فيقول قرضوا في الجب حياتي وطفت المياه راسي وهذا علي ارميا الذي ألقوه في جب المياه لان اورشليم لم تلقي في جب ولكن المسيح ليلة خميس العهد بعد المحاكمتين الأوليتين وضع في جب به ماء وايضا العدد يرمز للمسيح بذهابه الي الجحيم

وتعبيرات لا تنطبق الي على اورشليم مثل كسروا كل عظامي لان لا ارميا لم تنكسر عظامه ولا المسيح ولكن اورشليم التي تكسرت اعمدتها او كان ايضا العدد يشير الي الام المسيح

وايضا تعبيرات لا تنطبق الا على المسيح مثل ارواني افسنتينا فلم يشرب ارميا المر ولا اورشليم ولكن المسيح قدموا له خل ممزوج بمراره على عود الصليب ان كانت ايضا تشير الي الام اورشليم والام ارميا

وبهذا نري ان المعاني مختلطة عن ارميا الشخص واورشليم الشعب والمسيح الرب

بل هناك بعد رابع ايضا رائع وهو عن كل نفس بشريه تعرض للتجارب من الشيطان بسماح من الرب بسبب خطاياها للتنقية فهو يعبر عن كل انسان في تجربة

فلا يصلح ان نقول ان ارميا يصف الرب بالقسوه لان ليست التعبيرات علي الرب فقط بل ما تعرض له الرب في صلبه من قسوة القساة وهو ايضا يصف الرب ومراحمه كثيرا في هذا الاصحاح ويكشف ان القسوة هي نابعه من خطايانا وأيضا من مراحم الرب الذي يسمح ببعض الام وقتيه لكي يعطي خلاص أبدى بعد التطهير من الخطية

واسلوب الرموز او ما يسمي

Typology

لا نجده في اي كتاب اخر الا الكتاب المقدس وهو اسلوب رائع يصف أكثر من شيئ في نفس الوقت فيتكلم عن موقفه وعن الشعب ونبوة عن الام المسيح ايضا وهو اسلوب يثبت وحي وروعة وعمق الكتاب المقدس وأقدم امثله

سفر مراثي ارميا 3

سنجد ان المتالم هو ارميا واورشليم والمسيح

والعدو لارميا هم الانبياء الكذبة والشعب القساة ولاورشليم هم الكلدانيين القساة وللمسيح هم رؤساء الكتبة والكهنة وشيوخ الشعب القساة. ومن يحرك كل هؤلاء هو قاسي واحد يكره البشرية وعدو لله وهو الشيطان. ففي الخلفيه الشيطان الشرير عدو كل نفس بشريه يوقع الانسان في التجارب بسماح من الله مؤقتا

3: 1 انا هو الرجل الذي راى مذلة بقضيب سخطه

وهنا الكلمات عن ارميا وارشليم والمسيح والقضيب هو كل من اذوهم والذي سمح بهذا هو الله رغم ان هذا ليس ارادته.

فارميا اذله شعبه بسماح من الرب ليكون رمز للمسيح

والشعب راي المذلة علي يد بابل بسبب كثرة خطاياهم أيضا بسماح من الرب فبابل القاسية هو المقصود بقضيب سخطه مثلما قال

سفر إشعياء 10: 5

«وَيْلٌ لأَشُّورَ قَضِيبِ غَضَبِي، وَالْعَصَا فِي يَدِهِمْ هِيَ سَخَطِي.

فبابل مثلها قضيب سخط وغضب الله والسبب انه قال هذا في نهاية الاصحاح الثاني

22 قَدْ دَعَوْتَ كَمَا فِي يَوْمِ مَوْسِمٍ مَخَاوِفِي حَوَالَيَّ، فَلَمْ يَكُنْ فِي يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ نَاجٍ وَلاَ بَاق. اَلَّذِينَ حَضَنْتُهُمْ وَرَبَّيْتُهُمْ أَفْنَاهُمْ عَدُوِّي».

فبسبب خطاياهم سقطوا في يد القاسية بابل قضيب السخط بسماح من الرب

وأيضا تنطبق على المسيح الذي تحمل الالام كبديل لنا كلنا فراي مذله فداء عنا وتحمل قساوة العقاب بدلا عنا رغم ان كان هذا يجب ما يتحمله كل واحد فينا بسماح من الرب بسبب الخطية

وهذا الذي قاله إشعياء حسبناه مصابًا مضروبًا من الله ومذلولاً، وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه" (إش 53: 4-5). وهو احتمل مذلتي ليعطيني شركه في المجد الابدي

3: 2 قادني وسيرني في الظلام ولا نور

وايضا هذه الكلمات عن ارميا والشعب والمسيح والذي قاد هو في كل حالة الذين قاموا بهذه الأفعال الشريرة أي اليهود لأرميا وبابل لأورشليم والكهنة للمسيح وأيضا بسماح من الرب وليس ارادته

فارميا وضعوه في جب مظلم كمثال للمسيح والشعب قادوهم البابليين في ظلام المجهول في السبي والرب برفضهم النور تركهم لحريته فبقوا في الظلمة فلم يروا النور عقابا لهم على حبهم للخطية

وعن المسيح لان المسيح وضع في قبر مظلم رغم انه مصدر النور وايضا هو ذهب الي الظلمه الخارجيه وارض السكوت اي الهاوية ليحرر الذين رقدوا على الرجاء

3: 3 حقا انه يعود ويرد علي يده اليوم كله

وايضا هذه الكلمات عن ارميا والشعب والمسيح والذي مد يده القاسية هو في كل حالة الذين قاموا بهذه الأفعال الشريرة أي اليهود لأرميا وبابل لأورشليم والكهنة للمسيح وأيضا بسماح من الرب وليس ارادته

ارميا تعرض لآلام متكررة من وقت اختياره نبي وهو حدث وبعدها باستمرار لإنذاره للشعب وكمثال للمسيح

والشعب تعرض لآلام كثيره في السبي الذي تكرر أكثر من مره فالسبي حدث على ثلاث دفعات كبيره

والمسيح رجل الام ومختبر الحزن احتمل الام طول حياته من اليهود ومن البشرية وايضا اليوم كله يوم الصلب على يد صالبيه لان هو اخذ مكان ادم الاول وبنيه في العقاب

3: 4 ابلى لحمي وجلدي كسر عظامي

نفس الامر هذه الكلمات عن ارميا والشعب والمسيح. والذي ابلي وكسر هو في كل حالة الذين قاموا بهذه الأفعال الشريرة أي اليهود لأرميا وبابل لأورشليم والكهنة والرومان للمسيح بديل البشرية وأيضا بسماح من الرب وليس ارادته

ارميا ابلوا جلده في البئر وهو ابلي جلده من الحزن ويقصد بلحمه اي احشاؤه التي وصفها بانها تبكي

سفر مراثي إرميا 2: 11

كَلَّتْ مِنَ الدُّمُوعِ عَيْنَايَ. غَلَتْ أَحْشَائِي. انْسَكَبَتْ عَلَى الأَرْضِ كَبِدِي عَلَى سَحْقِ بِنْتِ شَعْبِي، لأَجْلِ غَشَيَانِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ فِي سَاحَاتِ الْقَرْيَةِ.

وعظامه يقصد به قسوة الحزن

والشعب يقصد بان اسواره حطمت ورجال كثيره قتلت والبيوت والهيكل تكسر على يد بابل

اما عن المسيح بديل البشرية فقد جلد بالسياط على يد الرومان التي كانت تنتهي بقطع من عظم او رصاص حاد فتقطع جلده وايضا لحمه وتالمت عظامه جدا رغم انه لم يكسر منه عظم ولكن الألام التي رآها جعلته غير قادر على أن يتحامل على نفسه فأتوا لهُ بمن يحمل معهُ الصليب (مرا13:1).

3: 5 بنى علي واحاطني بعلقم ومشقة

عن ارميا الذي حاصروه اليهود كثيرا وبنوا عليه روابط في المقطره وايضا غطاء للجب

وارشليم الذي بني عليها البابليين بأدواتهم الحربية وحاصروها

والمسيح الذي حاصره رؤساء الكهنة والاشرار والجنود الرومان وصلبوه واعطوه علقم

3: 6 اسكنني في ظلمات كموتى القدم

وايضا ارميا الذي سكن الجب المظلم مثل الموتي رغم انه لم يكن ميت

وشعب اسرائيل الذين اختاروا الظلمات فسباهم بابل واسكنهم في ارض غريبة ومستقبل مظلم كالموتى

والمسيح الذي سكن القبر مثل موتي القدم رغم انه منبع الحياة لكي يخلصنا من الموت

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 14

فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ،

فهو بالفعل خلصنا بالموت من الموت

3: 7 سيج علي فلا استطيع الخروج ثقل سلسلتي

ارميا قيدوه بالسلاسل والشعب قيد بالسلاسل للسبي وبالمسيح بديلنا حمل سلاسل قيد الخطية لكي يعطينا الحرية بعد ان يحطمها ويقيد الشيطان فظن إبليس أنه قد ربطه ليدخل به إلى الهاوية كسائر بني آدم، ولم يدرك أنه نزل بإرادته لكي يحررنا من قيود الخطية.

3: 8 ايضا حين اصرخ واستغيث يصد صلاتي

ارميا يبدوا كمن يصرخ ولا يستجاب له ولم يسمع له الشعب والشعب ايضا بسبب خطاياهم صرخوا ولكن لم يستجيب لهم الكلدانيين لان الرب أسلمهم لعقاب خطاياهم

اما المسيح فقد قال "إن أمكن تعبر عنى هذه الكأس" ولكن كان يجب أن يشربها حتى لا نشربها نحن. فهو اخذ مكاننا علي عود الصليب وعندما صرخ كان المحيطون يصدوا صلاته ويسخرون ولم يدركوا ان المعلق هو ابن الله الوحيد القابل الصلوات فهو صرخ حتى تصير لنا فرصه للخلاص

وكلمة يصد هي بمعني يغلق فهو اغلق كما قال اليهود في تفسيرهم بيت الصلاة حتى تكتمل العقوبة ثم يستمع لكل هذه الصلوات

3: 9 سيج طرقي بحجارة منحوتة قلب سبلي

وهذا حدث لارميا فهو يريد ان يحذر الشعب وهم يقلبون سبله ويدعوا انه خائن

وارشليم قلب الغزاه سبلها وسيجوا حولها

والمسيح فقد ظنت قوات الظلمة أنه سقط في فخٍ لا خلاص منه، مع أنه هو الطريق الذي يهبنا ذاته، يفتح أمامنا أبواب السماء، ويدخل بنا إلى الاتحاد مع الآب.

3: 10 هو لي دب كامن اسد في مخابئ

وايضا هذه الكلمات عن ارميا والشعب والمسيح والمقصود بالدب هو في كل حالة الذين قاموا بهذه الأفعال الشريرة بالنسبة لأرميا الشعب وارشليم نبوخذنصر وللمسيح ابليس فقد ظن إبليس الأسد الزائر لكي يفترسنا (1 بط 5: 8)، أن الآب ترك يسوع. ولم يدرك أنه الابن الوحيد هو فقط بديلنا، الأسد الخارج من سبط يهوذا، به نحطم إبليس وننعم بسلطانٍ عليه.

ويكمل بنفس المعنى

3: 11 ميل طرقي و مزقني جعلني خرابا

3: 12 مد قوسه و نصبني كغرض للسهم

3: 13 ادخل في كليتي نبال جعبته

3: 14 صرت ضحكة لكل شعبي واغنية لهم اليوم كله

ما يؤكد ما قلت ان الكلام ليس ان الرب هو الذي يفعل هذا مباشرة ان ارميا يقول المقصود به الشعب الذي فعله به هذا

وهو كما وصف إشعياء عن المسيح

سفر إشعياء 53: 5

4 لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولًا.
5 وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا.

ولم يعرفوا ان الاب سمح بهذا والابن قبل هذا ان يكون بديلنا لخلاصنا

3: 15 اشبعني مرائر و ارواني افسنتينا

3: 16 و جرش بالحصى اسناني كبسني بالرماد

3: 17 و قد ابعدت عن السلام نفسي نسيت الخير

3: 18 و قلت بادت ثقتي و رجائي من الرب

3: 19 ذكر مذلتي و تيهاني افسنتين و علقم

هنا يبدا ارميا ان يغير تدريجيا من لحن الحزن الي الرجاء والثقة وهو ايضا ينطبق علي ارميا واورشليم والمسيح. فهنا الرب يبدا يتدخل لينقذ

فارميا رغم كل الالام التي عاناها من اليهود يثق في خلاص الرب وأيضا يقول لاورشليم ان الرب لن يتركهم بل سيتذكرهم ويخلصهم وايضا المسيح لم تكن النهاية بموته ووضعه في القبر ولكن كانت كل هذه الالام والاحزان هي بداية الفرحه بالقيامه والفداء والخلاص والتحرير

ودم المسيح على عود الصليب كان استعادة الرب محبته للبشر بعد تحررهم من الخطيه بدمه

ونلاحظ ان بالنسبه للسيد المسيح ان كل ما قيل سابقا بتطبيقه على المسيح هو يبدوا او قد نحسب وكان الاب قد تركه ورفض صلاته واغلق عليه وسر ان يسحقه بالحزي كما قال اشعياء بدقه في تعبير حسبناه (إشعياء 53: 4) وايضا عبر ارميا في تعبير قلت (ارميا 3: 18) فهو في نظرنا وليس الحقيقه ولكن في الحقيقة الرب لم يفعل ذلك بل سمح بذلك ولكن في النهاية يتدخل وهو يفعل ذلك لأجلنا بقبول منه لانه

رسالة بولس الرسول الي أهل فيلبي 2

6 الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ.
7
لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ.
8
وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.

فهو قبل ذلك بارادته ولكن نحن حسبناه ان الرب رفضه وصد صلاته وسيج حوله ووقف امامه كاسد ليفترسه ولكن هذا ليس وصف حقيقي للرب بل هذا عما حسبناه او ظنناه وقلنا انه قاسي ولكنه في الحقيقه انه طيب القلب واحساناته لا تفرغ ولا تزول هو لم يفعل هذا ولكن سمح بهذا لاجل التنقية والخلاص

فيكشف في الاعداد القادمه ان هذا هو كان فقط بسماح من الرب للخلاص وانه ليس قاسي ولكنه طيب جدا فيقول

3: 20 ذكرا تذكر نفسي و تنحني في

3: 21 اردد هذا في قلبي من اجل ذلك ارجو

3: 22 انه من احسانات الرب اننا لم نفن لان مراحمه لا تزول

3: 23 هي جديدة في كل صباح كثيرة امانتك

3: 24 نصيبي هو الرب قالت نفسي من اجل ذلك ارجوه

3: 25 طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه

3: 26 جيد ان ينتظر الانسان و يتوقع بسكوت خلاص الرب

فارميا بعد ان ذرف الدموع يعرف ان الرب ليس هو السبب وهو متأكد من خلاص الرب ويصف الرب الذي يعرفه بطيبته

وهو ايضا يخبر اليهود ان صراخهم ليس بدون جدوى ولكن يجب ان يكون لهم ايمان وثقه ويتوقعون خلاص الرب القريب الذي رفضوه ولكن بعد ان يرجعوا الي الرب بقلوبهم فيرجع إليهم لأنه طيب القلب ورحوم

وايضا يتكلم على كل انسان يتوقع بسكوت خلاص الرب في أصعب التجارب فيفوز بالتنقية والخلاص لان الرب طيب

إذا ملخص ما قلت ان ارميا لا يصف الرب بالقسوه ولكن يصف البشر بالقسوة اليهود وبابل ورؤساء الكهنة وكل انسان شرير. ويصف الشيطان بالقسوة ويعتقد بان الرب بسماحه بذلك فهو قاسي ولكنه يعود فيؤكد ان الشيطان هو القاسي ولكن الرب طيب القلب جدا واحساناته لا تفرغ فهو لو يسمح بعقاب ليس للإفناء ولكن لكي يخلصنا ويجرح ثم يعصب لينقينا

سفر أيوب 5: 18

لأَنَّهُ هُوَ يَجْرَحُ وَيَعْصِبُ. يَسْحَقُ وَيَدَاهُ تَشْفِيَانِ

سفر حزقيال 34

14 أَرْعَاهَا فِي مَرْعًى جَيِّدٍ، وَيَكُونُ مَرَاحُهَا عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ الْعَالِيَةِ. هُنَالِكَ تَرْبُضُ فِي مَرَاحٍ حَسَنٍ، وَفِي مَرْعًى دَسِمٍ يَرْعَوْنَ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ.
15
أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
16
وَأَطْلُبُ الضَّالَّ، وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ، وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ، وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ، وَأُبِيدُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ، وَأَرْعَاهَا بِعَدْل.

فهو يسمح لنا لو ابتعدنا بان نجرح ولو رفضنا بان نكسر فيبدوا كما لو كان قاسي ولكن عندما نعود اليه يعود الينا ويعصب الجراح ويجبر الكسر وتظهر حقيقته بانه طيب جدا وهو سمح بذلك فقط لخلاصنا وحوله للخير

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.

فلارميا لكي يصبح مثال للمسيح وينال كرامة ابدية

ولشعب إسرائيل ليتنقى وينجوا من هلاك أبدى

وللمسيح الذي كان عوضنا ليحمل خطايانا ويفدينا ويخلصنا

فقد يترك الشرير يسمن ولكن عندما نلتجئ اليه يخلصنا من الشرير ويعطينا الطعام السماوي



والمجد لله دائما