مقدمة في النقد النصي الجزء الثالث النقد النصي وعلاقته بالوحي الكتابي



Holy_bible_1



هذا العلم دوره في الوحي الكتابي الاتي

عندما قدمت ان الوحي مراحل

من الرب لكاتب الوحي

من كاتب الوحي الي الورق او اداة الكتابه الذي يكتب مسوق بالروح القدس ولكن يعبر باسلوبه عن الوحي وثقافته وبيئته عن الوحي الالهي والروح القدس يقوده بان تعبيراته لايكون فيها خطأ

من الوحي المكتوب الي قلب وعقل القارئ

( فحتي لو قراء البعض من نسخه تفسيرية او غيره, الروح القدس يقود القارئ الي الفهم والي ان يعمل بالمكتوب فهو ليس كلام جاف ولكن روح وحياه ) فكثير من يهود الشتات قبل المسيحية وكثير من المسيحيين الاوائل كانوا يقراؤن العهد القديم من الترجمه السبعينية فقط رغم انها ترجمه تفسيرية في معظمها.

ولكن علم النقد النصي ياتي بين المرحله الثانيه والثاله وهي مرحلة بعد كتابة الوحي الصحيح الدقيق المساق بالروح القدس وقبل قراءته في هذا الزمان وهي مرحلة نقل الوحي المكتوب من جيل الي اخر او نسخه

لان النسخ اليدوي تحدث به اخطاء ولكن المهم معرفة الاخطاء وتصحيحها والتاكد اني امتلك النص الصحيح وايضا النص الذي به خطأ لاني لو اخترت واحد وحرقت الاخر واصبحت اجهله فانا لا اعرف هل ابقيت الصحيح ام الخطأ

ولهذا الناقد يحتاج الي الاتي

اولا ان يقراء النص قراءه صحيحه متانيه فيحتاج الي اجادة اللغه واستخدام القواميس المتخصصه

ثانيا ادراك النص جيدا ومضمونه بعد فهم خلفيته وبيئة الكاتب وثقافته وتطبيق النص ومعناه اللفظي اللغوي ومعناه التاريخي ومعناه الرمزي والروحي ( وهو علم التفسير ) وملخصها

1-) التعرف على مدى تاثر النص بالبيئة التي نبع منها وعلى مدى تاثيره في هذه البيئة.

2-) التعرف على تاثر الكاتب بالوسط الذي عاش فيه وعلى مدى تاثيره في هذا الوسط.

3-) التعرف على الاطوار التي مر بها نوع النص المُراد نقده.

4-) التعرف على الاراء التي قيلت فى النص المُراد نقده او ما شابهه و فى كاتب هذا النص ، للموازنة بين هذه الاراء ، والتعرف من خلال ذلك على خصائص العصر الذى نشأ فيه النص من خلال مجالات التيارات السائدة فيه.

5-) التعرف على خصائص نوعية النص المطلوب نقده في الامة التى خرج منها النص ، لمعرفة الظروف التي احاطت بها.

ثالثا مراجعة مصادر النص المختلفة للتاكد من صحته ومعرفة تاريخ النص وانتقاله

رابعا تقسيم النص وهذا فقط في حالة النص الطويل المكون من اكثر من مقطع لدراسة المقاطع جيدا وبخاصه لو كان بها اكثر من فكرة

وساعود لاحقا الي مصادر النص ودراسة تاريخ انتقاله لاحقا ولكن اريد التركيز علي ان ناقد بهدف اثبات تحريف هو ليس ناقد ولكنه ناقض بدون علم لانه ان لم يكن فهم النص جيدا من علم التفسير فمن ياتي ويقول ان النص محرف بدليل المخطوطات فقط هو ليس بعالم او حتي باحث لعلم النقد النصي ولكن هو فقط معترض بجهل

وقبل ان اكمل في هذا الموضوع اوضح وجود ثلاث مدارس في هذا الامر

اولا مدرسة التقليديين هم الاكثر عدد والاقل شهرة واستطيع ان اقول هي تقريبا معظم الاباء وهي التي تؤمن علي اساس راسخ ان النص الموجود في يدنا الان هو يطابق النص الذي كتبه كتاب الوحي وضعفي واحد من هذه المدرسه وايماني ايضا علي اساس وساقدم امثله اثناء كلامي تؤكد ان النص الذي بين ايايدنا هو النص التقليدي هو الصحيح ويطابق ما كتبه كتاب الوحي ومعظم هذه المدرسه مسيحيين وكثير من علماء النقد النصي من هذه المدرسه ولكنهم غير مشهورين لانهم لا يهاجمون ولكن يؤكدون ما هو معروف منذ الفي سنه فكتاباتهم غير مشهوره

وثانيا مدرسة المتحررين وهم احترمهم كثيرا ولكن ايمانهم ان نص الكتاب المقدس به قله من الاخطاء الغير مؤثره علي العقيده ويمكن تصحيحها وبعض من افراد هذه المدرسه مسيحيين واكثرهم غير مسيحيين ولكن يجب ان اشير الي ان معظم المشهورين في مجال النقد النصي من هذه المدرسه لانهم يكتبون بما هو مخالف الي حد ما للاغلبيه فهم اكثر شهره ( تكتب عن ما هو معتاد لن يهتم به احد ولكن تكتب امر يخالف المعتاد سيكون مشهور )

وثالثا مدرسة الرافضين لوحي الكتاب المقدس وهم الذين ينادوا بان الكتاب المقدس حدثت به اخطاء ولا يمكن اعادة تصحيحه وتقريبا كل افراد هذه المدرسه غير مسيحيين منهم الملحدين وبالطبع من اكثرهم شهره بارت ايرمان الذي كان من المدرسه الثانيه ولكن بعد ترك الايمان المسيحي بسبب مشكلة الالم كما اعلن في كتابه مشكلتي مع الالم ( ملخص فكره طالما يوجد الم في الدنيا هذا يثبت عدم وجود اله ) اتجه الي مهاجمة الكتاب المقدس واصبحت كتاباته الاكثر شهره في هذا المجال رغم ان كتاباته السابقه لم تكن بهذه الشهره لان اصبح يخالف تقريبا الجميع وهو بهذا اصبح المثل الاعلي للمشككين المسلمين الذين يستشهدون بكلامه رغم انه لا يصمد امام لااساتذة المدرسه الاولي ولا الثانيه

ولكن الصدمه الحديثه للمسلمين في هذا الشخص عندما سؤل هل سيكتب في النقد النصي في القران فقال انه عندما يتوقف عن الشعور بقيمة حياته سيفعل هذا اي ان القران اقل قيمه من ان يضيع دقيقه من وقته في حتي مهاجمته. وهو لشعورة باهمية الكتاب المقدس العظيمه يتجه الي مهاجمته



واعود الي موضوعي وساتكلم احيانا بفكر المدرسه الثانيه وهذا لان علم النقد النصي كان تلقائي ولكن اصحاب المدرسه الثانية بداية من القرن الثامن عشر بدؤا بوضع قواعد مهمة

ولكن ساوضح في بعض الوقت لماذا انا لا اتفق معها بالكليه ولكن نتفق في اغلبه

والنص للكتاب المقدس بعهديه اختلف في انتشاره نتيجه لظروف مختلفه لان نص العهد القديم كان قومي لليهود ونص العهد الجديد كان مسكوني للعالم كله

وايضا اسلوب نسخ الكتاب المقدس اختلف بعهديه نتيجه لاختلاف اسلوب النساخ بين يهود فقط وبين جنسيات مختلفة

وايضا اختلف الكتاب المقدس في ترجمته بين ترجمة العهد القديم وبين ترجمة العهد الجديد

وتفاصيل هذا الموضوع ( نسخ وانتشار وترجمه ) تكلمت عنه سابقا في موضوعين الاول الانجيل ونسخه وترجماته والثاني ادوات كتابة المخطوطات وساضع ايضا كل المقالات في ملف واحد فيما بعد ولكن ما يهمني من ان نسخ العهد الجديد اختلفت مناطقه وظروفه واساليبه وحتي المواد المستخدم فيه ولهذا خطأ نسخي قد ينتشر في منطقه ولايوجد له اثر في مناطق اخري

ولشرح هذه النقطه

نسخه كتبت مثلا في القرن الاول وانتقاله يكون كالاتي

وايضا لو اضفنا عامل اخر وهوافتراض ان كل النسخ تنسخ من اخر نسخه ولكن لو وضعنا في الحسبان ان نسخ تنسخ من نسخ حديثه وبعضها من نسخ قديمه لتعقد الامر الي حد ما



وهذا بنسبه بسيطه كل نسخه اثنين ولكن لو جعلنا من النسخه الواحده عشر نسخ لتعقد موضوع الاخطاء والتصحيح ايضا

والنسخه قد تملي الي عشر نساخ من النساخ المحترفين فقد يخطئ احدهم في حرف فتصبح عندي تسع نسخ سليمه وواحده بها خطأ

وكل واحده تنسخ عشر مرات فيصبح الخطأ عشرة نسخ من تسعين نسخه من الخطأ الاول وقد يخطئ بعدهم خطأ ثاني فيكون عندي نسخه من كل عشره بها خطأ ونسخه من كل 100 بها خطأين وقد تتداخل الاخطاء

والمشككين يتمسكون كثيرا بهذه النقطه ويقولوا هذا دليل علي تحريف واعتراف علماء المسيحيه بتحريف الكتاب ولكن الذي لا يدركه المشككين او حتي بعض من باحثي النقد النصي ان هناك عمليه اخري كانت مستمره عبر الاجيال وهي عملية المراجعه والتنقيح علي عدة مستويات وهي اصلا النقد النصي فهم يتكلمون في علم لايعرفون تاريخه وهدفه ( هم يستغلوا الجزء الذي يخدم اغراضهم التشكيكية فقط ويتركوا الباقي المكمل )



وخطوات المراجعه

المستوي الاول هو مراجعة كل نسخه جديده وتنقيح ما بها بمقارنتها بالنسخه التي نسخت منها وهذا فيه تفصيلات كثيره من مراجعت الكلمات والاعداد والجمل وغيره ومراجعة المقاسات

المستوي الثاني هو مراجعة النسخه بكل النسخ القديمه المتاحه والتاكد ان النسخ الحديثه تطابق النسخ القديمه من قرون قبلها او انتاج نسخه من عدة نسخ قديمه وتسمي نسخه قياسية مثلما فعل جيروم وتيتان وغيرهم فنحن عندنا نسخ قياسيه قديمه

وحاليا العلماء يقدروا ان يحددوا ان هناك نص مراجع ونص غير مراجع

Pre-recensional

فمثلا مخطوطه 66 و 75 والفاتيكانيه هي من نوعية نص غير مراجع اي بها اخطاء لم تصحح سواء من الاصل التي اخذت منه او من ناسخها نفسه

واوضح اكثر هذه العمليه لان الله يعرف ان الانسان يخطئ والناسخ غير معصوم من الخطأ ومن يصر علي انكار ذلك هو مخطئ والذي يقول ان كتابه معصوم حتي اثناء نسخه باليد فهو مع الاعتزار جاهل

ولكن الله في لطبيعه دائما واضع طريقه لتصحيح الاخطاء حتي في جسم الانسان والحيوان والنبات والتربه والهواء وحتي علي مستوي الخليه لان اخطاء الطباعه تحدث حتي عند طبع الحمض النووي ولكن دائما يوجد مكانيزم التصحيح

واضرب مثال بالحمض النووي لانه معقد جدا ويتكون من اكواد كثيره جدا يشبه الكتاب المقدس وهو ينسخ ايضا فكل خليه في جسم الانسان تتعرض للنسخ ( ما عدا الخلايا العصبيه مبدئيا )

واثناء نسخه قد يحدث خطأ ولو ترك الخطأ قد ينتج عنه كوراث في جسم الانسان ولكن الله يسمح بالاخطاء ولكن هناك مصحح اسمه

DNA polymerase

هذه تعمل باستمرا علي مدار الاجيال في تصحيح اي خطأ في الحمض النووي وهي

A – B – C – D – X – Y - RT

Proofreading

يحدث وسنجد في ليس الخليه فقط فلو دخل سموم في التربه هناك اسلوبه جعله في التربه لكي تنقي نفسها من اي اخطاء في تركيبها بمرور الوقت وهكذا في كل شيئ

فالله لا يمنع الناسخ من ان يخطئ ولكن الله له طرقه في لو حدث خطأ وابتدا ينتشر كيف يصححه

لان الطبيعه نفسها تعمل ذلك كل لحظة



والمجد لله دائما