هل العدد المتكلم عن ان يوسف اراد تخليتها سرا يناقض اعلان الملاك للعذراء قبل الحبل المقدس



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في متى 1 :19 أن يوسف أراد تخلية مريم سراً بسبب حبَلها، حتى كلَّمه الملاك في متى 1 :20 » 18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا. «.

مع أن الملاك كان قد أعلن لمريم قبل ذلك أنها ستحبل كما هو في لوقا 1 :26 و27:

». 26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. «.

وعليه فيكون أن هذين النصَّين متناقضان«.



الرد



الحقيقه لا اعلم وجه التناقض الذي يتكلم عنه المشكك فهل هو يعتقد ان العذراء عندما تتلقي النبوه تذهب الي خطيبها وعائلتها وكل اقاربها وتقول لهم انها ستحبل قريبا من الروح القدس ؟ هل هذا يعقل ؟

فلندرس الاعداد بدقه لنتاكد انه لا يوجد تناقض

الترتيب التاريخي للوقا اولا لانه يبدا من البشاره بيوحنا المعمدان اولا وهذا حدث اولا بالطبع لان يوحنا المعمدان اكبر من الرب يسوع المسيح بستة اشهر

انجيل لوقا 1

1: 26 و في الشهر السادس ارسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة

في الشهر السادس من حمل اليصابات

1: 27 الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف و اسم العذراء مريم

هي مخطوبه ليوسف ولم يتمموا الزواج بعد وهي في فترة السنه الاعداد للزواج لان الخطوبه اليهودية التي تسمي الكتوب هي تستغرق سنة اعدادا للزواج

1: 28 فدخل اليها الملاك و قال سلام لك ايتها المنعم عليها الرب معك مباركة انت في النساء

1: 29 فلما راته اضطربت من كلامه و فكرت ما عسى ان تكون هذه التحية

1: 30 فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند الله

1: 31 و ها انت ستحبلين و تلدين ابنا و تسمينه يسوع

اي ان العذراء حتي الشهر السادس لم تحمل بعد ولكن ستبدا الحمل

1: 32 هذا يكون عظيما و ابن العلي يدعى و يعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه

1: 33 و يملك على بيت يعقوب الى الابد و لا يكون لملكه نهاية

1: 34 فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا و انا لست اعرف رجلا

فهي مخطوبه فقط ليوسف ولم تتمم الزواج وليس في نيتها او بمعني ان اتفاقها مع يوسف ان يحافظ عليها فقط ولن يكون لها كزوج بالمعني المعتاد لانها نذيرة الرب منذ البطن ولهذا فهي تعجبت كيف انها ستحبل وهي لم وفي نيتها ان لن تعرف رجل

1: 35 فاجاب الملاك و قال لها الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله

1: 36 و هوذا اليصابات نسيبتك هي ايضا حبلى بابن في شيخوختها و هذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا

1: 37 لانه ليس شيء غير ممكن لدى الله

1: 38 فقالت مريم هوذا انا امة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك

1: 39 فقامت مريم في تلك الايام و ذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا

اذا مريم بعد البشاره كتمت الامر في قلبها وذهبت الي اليصابات ولم تخبر يوسف بإعلان الملاك لها، لأنها كانت تعلم أن كلماتها وحدها لن تقنع يوسف بأن حَبَلها هو من الروح القدس. فهذا امر لم يحدث من قبل

ثانيا هي تترك الامر علي الرب فهي تعتمد علي الرب في كل حياتها

ثالثا العذراء مثل كل القديسين تتميز بفضيلة الصمت

وما حدث بعد ذلك اكد لها ان الرب هو الذي يعلن وليس هي

1: 40 و دخلت بيت زكريا و سلمت على اليصابات

1: 41 فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها و امتلات اليصابات من الروح القدس

1: 42 و صرخت بصوت عظيم و قالت مباركة انت في النساء و مباركة هي ثمرة بطنك

1: 43 فمن اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي

1: 44 فهوذا حين صار صوت سلامك في اذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني

1: 45 فطوبى للتي امنت ان يتم ما قيل لها من قبل الرب

وطبعا من هذا فهمت وتاكدت العذاراء ان الرب هو الذي يعلن في الوقت المناسب فالروح القدس اعلن لاليصابات ولهذا لاتحتاج العذراء ان تعلن او تحاول تقدم ادله بان الحبل المقدس الذي بدا هو معجزه لان الرب سيتولي اعلان ذلك بالطريقه المناسبة

1: 46 فقالت مريم تعظم نفسي الرب

1: 47 و تبتهج روحي بالله مخلصي

1: 48 لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني

1: 49 لان القدير صنع بي عظائم و اسمه قدوس

1: 50 و رحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه

1: 51 صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم

1: 52 انزل الاعزاء عن الكراسي و رفع المتضعين

1: 53 اشبع الجياع خيرات و صرف الاغنياء فارغين

1: 54 عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة

1: 55 كما كلم اباءنا لابراهيم و نسله الى الابد

1: 56 فمكثت مريم عندها نحو ثلاثة اشهر ثم رجعت الى بيتها

وهي بقيت عن اليصابات ثلاث اشهر وبالطبع في الشهر الثالث وما بعده تظهر علامات الحمل ولهذا عندما رجعت الي بيت يوسف عرف انها حبلي ولكن هي لم تخبره بنفسها

ولكن انجيل متي لوقا البشير لا يكمل ولكن يترك فراغ من الشهر الثالث الي وقت ولادة العذراء اي يقفز زمنيا 6 شهور وهي التي عرف اثنائها يوسف النجار ان مريم العذراء حبلي وبدا يتفكر في تخليتها سرا ثم اعلن له الملاك انها حبلي من الروح القدس وهذا الذي ذكره انجيل متي البشير

انجيل متي 1

1: 18 اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس

وهذا حدث قبل ذهابها الي اليصابات مباشره كما عرفنا من انجيل لوقا البشير وبعد ثلاثة اشهر رجعت ووقتها لم تكن اخبرت يوسف النجار خطيبها ولكنه عرف انها حبلي لانها في الشهر الثالث وما بعده

1: 19 فيوسف رجلها اذ كان بارا و لم يشا ان يشهرها اراد تخليتها سرا

فهو حتي الان لم يعلم لان العذراء لم تخبره ولكن عرف انهي حبلي فبدا يتفكر في ذلك

1: 20 و لكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تاخذ مريم امراتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس

1: 21 فستلد ابنا و تدعو اسمه يسوع لانه يخلص شعبه من خطاياهم

1: 22 و هذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل

1: 23 هوذا العذراء تحبل و تلد ابنا و يدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا

1: 24 فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما امره ملاك الرب و اخذ امراته

1: 25 و لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر و دعا اسمه يسوع



اذا لوقا اولا بالبشاره ثم زيارة اليصابات ثم الرجوع ثم يكمل متي بطريقه رائعه موقف يوسف في الشهر الثالث وبشارة الملاك له

اذا لاتناقض ولك الاعداد تعرض القصه بطريقه تكميليه رائعه



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

فيوسف رجلها إذ كان بارًا ولم يشأ أن يشهرها،

أراد تخليتها سرًا" [19].

كانت علامات الحمل قد بدأت تظهر على القدّيسة مريم، الأمر الذي كان كافيًا لإثارة الغضب، بل وتعطيه الشريعة حق تقديمها للكهنة لمعاقبتها بالرجم، لكنّه إذ كان بارًا، وقد لمس في القدّيسة عفّتها وطهارتها ارتبك للغاية. في حنو ولطف لم يفتح الأمر مع أحد حتى مع القدّيسة نفسها، ولا فكّر في طردها وإنما "أراد تخليتها سرًا" أيضًا تطليقها. فنحن نعرف أن الخطبة في الطقس اليهودي تعطي ذات الحقوق والالتزامات الخاصة بالزواج فيما عدا العلاقة الزوجيّة الجسديّة. هذا هو السبب لدعوة الملاك إيّاها "امرأتك" [20]، الأمر الذي سبق لنا دراسته[62].

يُعلّق القدّيس يعقوب السروجي على هذا التصرّف النبيل من جانب القدّيس يوسف، قائلاً:

[نظر الشيخ إلى بطنها، تلك المخطوبة له، وتعجّب الصِدّيق!

رأى صبيّة خجولة عاقلة، فبقى داهشًا في عقله!

شكلها متواضع، وبطنها مملوءة، فتحيّر ماذا يصنع؟!

منظرها طاهر، ورؤيتها هادئة، والذي في بطنها يتحرّك!

طاهرة بجسدها، وحبلها ظاهر، فتعجّب من عفّتها والمجد الذي لها، وبسبب حبلها كان غاضبًا...

كان البار حزين القلب على حبل العذراء النقيّة، وأراد أن يسألها فاستحى... وفكّر أن يطلّقها سرًا[63].]

ربّما يتساءل البعض، وهل من ضرورة لتخليتها سرًا؟ يجيب القدّيس جيروم بأن العلامات كانت واضحة، فإن لم يتخلَ عنها يُحسب مذنبًا حسب الشريعة، فإنه ليس فقط من يرتكب الخطيّة يتحمّل وزرها، وإنما من يشاهدها ولا يتخذ موقفًا منها[64].

"ولكن فيما هو متفكر في هذه الأمور،

إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم، قائلاً:

يا يوسف ابن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك،

لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس" [20].

إذ رأى الله ارتباك هذا البار مع سلوكه بحكمة ووقار أراد أن يطمئنه، فأظهر له ملاكًا في حلم يكشف له عن سرّ الحبل. إنه لم يقدّم له رؤيا في يقظته، [إذ كان متزايدًا جدًا في الإيمان وليس في حاجة إلى الرؤية [65]]، كقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم.

يُعلّق القدّيس جيروم على دعوة الملاك للقدّيسة مريم أنها امرأة يوسف، قائلاً: [نحن نعرف أنه من عادة الكتاب المقدّس أن يعطي هذا اللقب للمخطوبات. هذا ما يؤكّده المثل التالي من سفر التثنية: "إذ كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل فوجدها رجل في المدينة واضطجع معها، فاخرجوهما كليهما إلى باب تلك المدينة ورجموهما حتى يموتا؛ الفتاة من أجل أنها لم تصرخ في المدينة، والرجل من أجل أنه أذل امرأة صاحبه، فتنزع الشرّ من وسطك[66]" (تث 22: 23-24) راجع (تث 20: 7)] كما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [هنا يدعو الخطيبة زوجة، كما تعوّد الكتاب أن يدعو المخطوبين أزواجًا قبل الزواج. وماذا تعني "تأخذ"؟ أي تحفظها في بيتك، لأنه بالنيّة قد اخرجها. احفظ هذه التي اخرجتها، كما قد عُهد بها إليك من قبل الله، وليس من قبل والديها[67].]

لقد أعطى الملاك ليوسف البار هذه الكرامة أن يمارس الأبوة مع أن السيّد المسيح ليس من زرعه، فأعطاه حق تسُمّيته، وإن كان الاسم ليس من عنديّاته بل بإعلان إلهي. إنه "يسوع" التي تعني في العبريّة "يهوه يخلّص"، وكما يقول الملاك " لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم". يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [شعبه ليس هم اليهود وحدهم، وإنما يشمل كل من يقتربون إليه، ويتقبّلون المعرفة الصادرة عنه[68].]

أما كلمة "عذراء" ففي العبريّة "آلما Olmah"، هي تخص فتاة عذراء يمكن أن تكون مخطوبة لكن غير متزوجة، وجاءت مطابقة على القدّيسة مريم تمامًا[69]".



والمجد لله دائما