كيف يامر الرب المجوس باتباع النجوم رغم ان الرب حرم اتباع النجوم؟ متي 2: 2



Holy_bible_1



الشبهة



نجد في متي 2: 2 ان الرب أعلن للمجوس بنجم وهذه طريقه مرفوضة لان الرب قال في تثنيه 18: 10 واشعياء 8: 19 بتحريم التوابع أي النجوم



الرد



الحقيقه يوجد اختلاف كبير بين ما تكلم عنه متي البشير وبين عبادة الكواكب

وهو الفرق بين عالم الفلك وبين الذي يعبد النجوم

واولا كلمة المجوس

شرحت هذا بشيء من التفصيل في ملف

ميلاد رب المجد الجزء الاول من هم المجوس

ولهذا اشرح باختصار شديد لتغطية الزاوية الجديدة في الشبهة

أولا كلمة مجوس لا تعني وثني عابد نجوم كما في الفكر الإسلامي بل تعني عالم فلك

كلمة مجوس في العبري تعني عالم فلك. أي فلكي

بدليل أن دانيال النبي المعروف بانه يعبد الاله الحي الحقيقي وحده لقب بكبير المجوس اي كبير الحكماء وعلماء الفلك

سفر دانيال 4: 9


«يَا بَلْطَشَاصَّرُ، كَبِيرُ الْمَجُوسِ، مِنْ حَيْثُ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ فِيكَ رُوحَ الآلِهَةِ الْقُدُّوسِينَ، وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ سِرٌّ، فَأَخْبِرْنِي بِرُؤَى حُلْمِي الَّذِي رَأَيْتُهُ وَبِتَعْبِيرِهِ.



سفر دانيال 5: 11


يُوجَدُ فِي مَمْلَكَتِكَ رَجُلٌ فِيهِ رُوحُ الآلِهَةِ الْقُدُّوسِينَ، وَفِي أَيَّامِ أَبِيكَ وُجِدَتْ فِيهِ نَيِّرَةٌ وَفِطْنَةٌ وَحِكْمَةٌ كَحِكْمَةِ الآلِهَةِ، وَالْمَلِكُ نَبُوخَذْنَصَّرُ أَبُوكَ جَعَلَهُ كَبِيرَ الْمَجُوسِ وَالسَّحَرَةِ وَالْكَلْدَانِيِّينَ وَالْمُنَجِّمِينَ. أَبُوكَ الْمَلِكُ.

واليوناني

سترونج

G3097

μάγος

magos

mag'-os

Of foreign origin [H7248]; a Magian, that is, Oriental scientist; by implication a magician: - sorcerer, wise man.

اي رجل حكيم وعالم فلك

ثايلور

G3097

μάγος

magos

Thayer Definition:

1) a magus

1a) the name given by the Babylonians (Chaldeans), Medes, Persians, and others, to the wise men, teachers, priests, physicians, astrologers, seers, interpreters of dreams, augers, soothsayers, sorcerers etc.

1b) the oriental wise men (astrologers) who, having discovered by the rising of a remarkable star that the Messiah had just been born, came to Jerusalem to worship him

ويشرح تفصيليا

وهم

الرجال الحكماء وهم معلمون كهنة اطباء علماء فلك مفسرون احلام متوقعون وايضا سحره

وهنا اريد ان اوضح ان من يحكم انهم كلهم كفرة عبدة نار فهو أخطأ

لاتيني

1 Cum ergo natus esset Jesus in Bethlehem Juda in diebus Herodis regis, ecce magi ab oriente venerunt Jerosolymam,

وقاموس لاتيني

Magus, Magi

N M
wise/learned man; magician (Persian); astrologer

ويؤكد نفس المعني حكيم مثقف ....

وبهذا اتضح من العبري واليوناني واللاتيني والانجليزي ان معني كلمة مجوس هو رجل حكيم وعالم وبخاصه عالم فلك

والمفهوم الوحيد الخطأ هو العربي الذي وصفهم انهم فقط عبدة نار ومشعوذين ومنجمين

لان كلمة مجوس ليس لها اي علاقة بديانتهم ولا تعني بالضرورة انهم منجمين ومشعوذين بل تعني بالأكثر حكيم وعالم فلك وليس مشعوذ

المجوس تاريخيا

موسوعة الوكبيديا

Magi (Latin plural of magus, ancient Greek magos, Persian "مغ", English singular 'magian', 'mage', 'magus', 'magusian', 'magusaean') is a term, used since at least the 4th century BCE,

http://en.wikipedia.org/wiki/Magos

كلمة مأخوذة عن كلمة "ماجو" البابلية، والتي تعني حكيما أو عالماً بالفلك.

ويذكر هيرودت "المجوس" (magi) على أنهم فئة كهنوتية من الماديين، ويقول المؤرخون اليونانيون (هيرودت وبلوتارك وسترابو) إن "المجوس" كانوا مسئولين عن العلوم وبخاصه الفلكية، كما كانوا يعملون مستشارين للبلاط الملكي في الشرق، فقد كان حكام الشرق يؤمنون بأن أحداث التاريخ تنعكس على حركة النجوم وبعض الظواهر الفلكية الأخرى. ويقول هيرودت إن الحكام الشرقيين كانوا عادة يستخدمون معرفة المجوس بالتنجيم وتفسير الأحلام، للاسترشاد بها في إدارة شئون البلاد.

إذا لغويا الرب لا يتكلم عن عبدة الكواكب ولكن يتكلم عن علماء فلك

اما الذي كان يقصدهم المشكك فهم مختلفين هم الذين يعبدون الكواكب ويعتبرونهم الهة (او بنات الالهة)

سفر اللاويين 20: 6


وَالنَّفْسُ الَّتِي تَلْتَفِتُ إِلَى الْجَانِّ، وَإِلَى التَّوَابعِ لِتَزْنِيَ وَرَاءَهُمْ، أَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ تِلْكَ النَّفْسِ وَأَقْطَعُهَا مِنْ شَعْبِهَا.

سفر التثنية 4: 19

وَلِئَلاَّ تَرْفَعَ عَيْنَيْكَ إِلَى السَّمَاءِ، وَتَنْظُرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ، كُلَّ جُنْدِ السَّمَاءِ الَّتِي قَسَمَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّتِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ، فَتَغْتَرَّ وَتَسْجُدَ لَهَا وَتَعْبُدَهَا.

وهو يوضح الرب ان المقصود من الذين يتبعون الكواكب ليعبدوها كعبادة وثنية هم المرفوضين تماما وليس علماء الفلك الذين يحددون الطقس والتواريخ ومواسم الزراعه والفيضان وغيرها ولكن الذين يزنون بعبادة الكواكب

إذا المجوس ليسوا المقصودين بالتحريم ولكن التحريم هو عن عابدي الكواكب الاشرار

والرب لم يحرم استخدام النجوم في تحديد التقويم والطقس والمواسم والزراعه وغيرها بل الرب خلق النجوم لهذا الغرض أي لتحديد المواسم وبدراستها بطريقة علمية يعرف التوقيتات

سفر التكوين 1: 14


وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ.

سفر باروخ 6: 59

إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ تُضِيءُ وَتُرْسَلُ لِمَنْفَعَةِ الْخَلْقِ وَتُطِيعُ مُرْسِلَهَا.

إذا ليس الخطأ في النجوم ودراستها ومتابعة التاريخ والاوقات من خلاله ولكن المحرم هو ترك الرب وعبادة الكواكب والشعوذة ولكن علم الفلك رائع والرب خلق النجوم لدراستها

فهل ناسا مؤسسة شعوذة لأنها تدرس الفلك؟

الامر الثاني كيف عرف المجوس ميلاد رب المجد وعلامة النجم؟ هل بامور شعوذة؟

الإجابة لا بل عن طريق معرفتهم بنبوات الكتاب المقدس فالجواب الواضح من الانجيل

فدنيال النبي الذي لقب بكبير المجوس

والقصه مشروحه في الانجيل تفصيليا

دانيال 5

5: 7 فصرخ الملك بشدة لادخال السحرة و الكلدانيين و المنجمين فاجاب الملك و قال لحكماء بابل اي رجل يقرا هذه الكتابة و يبين لي تفسيرها فانه يلبس الارجوان و قلادة من ذهب في عنقه و يتسلط ثالثا في المملكة

5: 8 ثم دخل كل حكماء الملك فلم يستطيعوا ان يقراوا الكتابة و لا ان يعرفوا الملك بتفسيرها

5: 9 ففزع الملك بيلشاصر جدا و تغيرت فيه هيئته و اضطرب عظماؤه

5: 10 اما الملكة فلسبب كلام الملك و عظمائه دخلت بيت الوليمة فاجابت الملكة و قالت ايها الملك عش الى الابد لا تفزعك افكارك و لا تتغير هيئتك

5: 11 يوجد في مملكتك رجل فيه روح الالهة القدوسين و في ايام ابيك وجدت فيه نيرة و فطنة و حكمة كحكمة الالهة و الملك نبوخذنصر ابوك جعله كبير المجوس و السحرة و الكلدانيين و المنجمين ابوك الملك

5: 12 من حيث ان روحا فاضلة و معرفة و فطنة و تعبير الاحلام و تبيين الغاز و حل عقد وجدت في دانيال هذا الذي سماه الملك بلطشاصر فليدع الان دانيال فيبين التفسير

5: 13 حينئذ ادخل دانيال الى قدام الملك فاجاب الملك و قال لدانيال اانت هو دانيال من بني سبي يهوذا الذي جلبه ابي الملك من يهوذا

فدنيال هو كبير المجوس

هل يعلم دنيال عن السيد المسيح؟

الإجابة نعم

سفر دانيال 7
7: 13
كنت ارى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء الى القديم الايام فقربوه قدامه

7: 14 فاعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض

7: 15 اما انا دانيال فحزنت روحي في وسط جسمي وافزعتني رؤى راسي

7: 16 فاقتربت الى واحد من الوقوف وطلبت منه الحقيقة في كل هذا فأخبرني وعرفني تفسير الامور

وايضا

9: 2 في السنة الاولى من ملكه انا دانيال فهمت من الكتب عدد السنين التي كانت عنها كلمة الرب الى ارميا النبي لكمالة سبعين سنة على خراب اورشليم

اي هو دارس لنبوات الكتاب وهي كثيرة عن المسيح

9: 23 في ابتداء تضرعاتك خرج الامر و انا جئت لاخبرك لانك انت محبوب فتامل الكلام و افهم الرؤيا

9: 24 سبعون اسبوعا قضيت على شعبك و على مدينتك المقدسة لتكميل المعصية و تتميم الخطايا و لكفارة الاثم و ليؤتى بالبر الابدي و لختم الرؤيا و النبوة و لمسح قدوس القدوسين

9: 25 فاعلم و افهم انه من خروج الامر لتجديد اورشليم و بنائها الى المسيح الرئيس سبعة اسابيع و اثنان و ستون اسبوعا يعود و يبنى سوق و خليج في ضيق الازمنة

9: 26 و بعد اثنين و ستين اسبوعا يقطع المسيح و ليس له و شعب رئيس ات يخرب المدينة و القدس و انتهاؤه بغمارة و الى النهاية حرب و خرب قضي بها

9: 27 و يثبت عهدا مع كثيرين في اسبوع واحد و في وسط الاسبوع يبطل الذبيحة و التقدمة و على جناح الارجاس مخرب حتى يتم و يصب المقضي على المخرب

فهل المجوس الذين تعلموا في مدرسة دانيال النبي يجهلون كتاباته ونبواته ؟؟؟؟؟؟ .

ومن تلك النبوة عن مجيء المسيح استخلص مجوس المشرق الاتي

1 ستظهر حادثة او ظاهرة فلكية سماوية.

من قوله: (وإذا مع سحب السماء مثل ابن انسان اتى وجاء)

وهذا راه وقت " الليل “!

بقوله: (كنت ارى في رؤى الليل)!

حيث الافلاك والنجوم.

2 وهذا الملك الاتي...

هو انسان متجسد بقوله: (مثل ابن انسان).

فالمسيح المنتظر الاتي من السماء ولد انساناً كطفل متجسد.

3 وهذا المسيح وظيفته هي انه " ملك الملوك “. بقوله: (واعطي مجداً وملكوتاً).

وقوله:

(سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض)

فهو الملك صاحب الملكوت الابدي.

4 وهذا الملك الاتي والمسيح السماوي المتجسد.

سيكون من بني اسرائيل (راجع دانيال 27:7)

ومن هذا نعلم سبب توجه المجوس الى ارض اسرائيل فور ظهور النجم. اذ لم يتوجهوا الى اي جهة اخرى في العالم الا صوب اسرائيل. لان نبوات " كبيرهم " دانيال تنبأت عن المسيح الاتي لشعبه اسرائيل اولاً.

ولكن لماذا توجهوا له وهم ليسوا يهود؟ لانه ايضاً لجميع الشعوب والامم والالسنة بقوله:

(لتتعبّد له كل الشعوب والامم والألسنة)

وقوله: (ملكوته ملكوت أبدى وجميع السلاطين اياه يعبدون ويطيعون).

ولهذا السبب اتوا من ارضهم ليتعبدوا لهذا الملك السماوي العجيب القدير.

اذ قد حقق الرب نبوة " كبيرهم دانيال " حول مجيئه.

إذا فهم يعرفون ليس علامة النجم بل يعرفون ايضا توقيت ظهور النجم تقريبا او الفتره الزمنيه التي لو ظهر فيها هذه العلامه الفلكيه يعرفون ان المسيح قد ولد

وايضا نبوة مهمة جدا يعرفها دانيال جيدا وعلمها للمجوس تلاميذه

سفر العدد 24

24: 15 ثم نطق بمثله و قال وحي بلعام بن بعور وحي الرجل المفتوح العينين

24: 16 وحي الذي يسمع اقوال الله و يعرف معرفة العلي الذي يرى رؤيا القدير ساقطا و هو مكشوف العينين

24: 17 اراه و لكن ليس الان ابصره و لكن ليس قريبا يبرز كوكب من يعقوب و يقوم قضيب من اسرائيل فيحطم طرفي مواب و يهلك كل بني الوغى

ومن نبوة بلعام نستخلص الاتي:

لقد تنبأ بحادثة فلكية 1

فهو تكلم عن تبصر، " أبصره "

او رؤيا في السماء والفلك. ويربط هذا التبصر بظهور " كوكب " او نجم

ظهور هذا " الكوكب " متعلق بمجيئ شخص عظيم في (يعقوب) اي " من اسرائيل "2

وليس من اي شعب اخر او مملكة اخرى

ان هذا الشخص العظيم هو ملك 3

بدليل قوله: (قضيب من اسرائيل)

ويقصد الصولجان الملكي الذي يحمله الملوك دلالة لاستقامة ملكهم

وهذه النبوة احتفظ بها المجوس سواء من دانيال او لان بلعام من نفس المنطقة لانه من جبال المشرق كما في عدد 23: 7

ولا نعرف بالطبع ما هو كل تفاصيل ما يعرفه المجوس فليس كل شيء كتب في الكتاب المقدس ولكن حتى الان فهمنا ان المجوس وهم علماء الفلك وعرفنا انهم يعرفوا جيدا نبوات ميلاد المسيح ونجم الميلاد من معلمهم دانيال النبي

لهذا هم اتوا الي المسيح وتحملوا شقاء الرحلة وسجدوا له كما اوضحت انهم ليسوا كفره وايضا هم يعلمون جيدا عن المسيا المنتظر وعلامات مجيؤه وهم من أكثر الناس علما في هذا الزمان

والنجم علامة عن ميلاد رئيس هذا العالم الذي تخضع له الملائكه وكل الخليقه وتعلن عن مجيؤه

سفر المزامير 19: 1


اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ

وهم نظروا للنجوم وعرفوا هذا وليس ليعرفهم بالطالع او امور عرافه للحظ او للتشاؤم وغيرها بل دراسة علم الفلك

اما عن لماذا استخدم الرب النجم بالذات وليس وسيلة اخرى

فالأمر باختصار الرب المتواضع هو مثل اب لا يتعامل مع ابنه الصغير بمستوى تفكير الاب بل بمستوى تفكير الابن الصغير فيكلمه باللغة التي يفهمها الاب حتى لو كانت اقل وابسط من علم ومعرفة الاب بكثير. فلهذا الرب كلم الراعي مثل داود بأسلوب الراعي والحكيم مثل سليمان بأسلوب الحكمة والفليسوف مثل بولس بأسلوب الفلسفة وجابي الضرائب كمتى بأسلوب الأرقام والطبيب كلوقا بسلوب طبي وهكذا. فلهذا الرب كلم المجوس أي علماء الفلك هؤلاء بأسلوب يفهموه او بمعنى اخر في تخصصهم.

الله لم يترك نفسه بلا شاهد فهو ليس لليهود فقطف

ولكن هذا يجيب عنه الاباء أفضل كما في تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

لماذا استخدم النجم؟

أولاً: استخدم الله كل وسيلة للحديث مع شعبه موضّحًا لهم أسرار التجسّد الإلهي وأعماله الخلاصيّة، لكن إذا أظلمت عيون قلوبهم بظلمة الشرّ وتقسّى قلبهم، بعث إليهم غرباء الجنس كعطشى للحق يوبّخونهم. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [لتوبيخ اليهود على قسوتهم، ولينزع عنهم كل عذر يحتجّون به على جهلهم الإرادي[74].] ويقول القدّيس جيروم: [لكي يعرف اليهود بنبأ ميلاد المسيح من الوثنيّين حسب نبوّة بلعام أحد جدودهم، بأن نجمه يظهر من المشرق. وإذ أرشد النجم المجوس حتى اليهوديّة وتساءل المجوس عنه، لم يبقَ لكهنة اليهود عذر من جهة مجيئه[75].] حقًا في كل عصر إذ يتقسّى قلب المؤمنين أبناء الملكوت يحدّثهم الرب أحيانًا خلال الملحدين والأشرار الذي يقبلون الإيمان في غيرة متّقدة توبّخهم.

ثانيًا: الله الذي يحب البشريّة كلها يُعلن ذاته للجميع، محدثًا كل واحدٍ بلغته. فقد تحدّث مع اليهود بالناموس والنبوّات، واستخدم الفلسفات اليونانيّة بالرغم ممّا ضمّته من أضاليل كثيرة كطريق خلاله قبل كثير من الفلاسفة إنجيل الحق. وها هو يحدّث المجوس رجال الفلك بلغتهم العمليّة.

يحدّث الله كل إنسان باللغة التي يفهمها، فأرسل للرعاة ملائكة وللمجوس نجمًا يقول القدّيس أغسطينوس: [أظهر الملائكة المسيح للرعاة، وأعلن النجم عنه للمجوس. الكل تكلم من السماء!... الملائكة تسكن السماوات، والنجم يزيّنها، وخلال الاثنين تُعلن السماوات مجد الله[76].] ويقول الآب غريغوريوس الكبير: [كان من اللائق أن كائنًا عاقلاً، أي ملاكًا هو الذي يخبر هؤلاء الذين استخدموا عقولهم في معرفة الله، أمّا الأمم فإذ لم يعرفوا أن يستخدموا عقولهم في معرفته لم يقدهم الصوت الملائكي بل العلاّمة (النجم). لهذا السبب يقول بولس أن النبوّة ليست لغير المؤمنين بل للمؤمنين، وأما الآية (العلامة) فليست للمؤمنين بل لغير المؤمنين (1 كو 14: 22)[77].]

خامسًا: جاء النجم يكمّل شهادة الطبيعة للسيّد المسيح. إن كانت البشريّة العاقلة لم تعرف كيف تستقبله كما يجب انطلقت الطبيعة الجامدة تشهد له بلغتها الخاصة. يقول القدّيس أغسطينوس: [شهدت له السماوات بالنجم، وحمله البحر إذ مشى عليه (مت 14: 25)، وصارت الرياح هادئة ومطيعة لأمره (مت 23: 27)، وشهدت له الأرض وارتعدت عند صلبه (مت 27: 51)[83].] هكذا قدّمت الطبيعة تمجيدًا لخاِلقها بلغتها، ونحن أيضًا إذ صرنا سماءً يليق بنا أن نشهد له بظهور نجمه فينا يقود الخطاة إلى المسيّا المخلّص، ينحنون له ويتعبّدون بالحق. ما هو هذا النجم إلا سِمة الصليب الحيّ المعلن في حياتنا الداخليّة وتصرّفاتنا في الرب. يقول القدّيس أغسطينوس: [عرفه المجوس بواسطة نجم كعلامة سماويّة وجميلة قدّمها الرب، لكنّه لا يرغب فينا أن يضع المؤمن نجمًا على جبهته بل صليبًا. بهذا يتّضع المؤمن ويتمجّد أيضًا، فيرفع الرب المتواضعين، هذا الذي في تواضعه تنازل.]



والمجد لله دائما