هل لا نقاوم الشر ام نشتري سيفا ونكون مستعدين لمقاومة الشر ؟ متي 5: 39 و لوقا 22: 36 و يعقوب 4: 7



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في متى 5 :39 »39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًاولكن جاء في لوقا 22 :36 »36فَقَالَ لَهُمْلكِنِ الآنَ، مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفًا.ً«. وهذا تناقض.



الرد



الحقيقه يبدوا علي المشككين انهم لا يفهمون المعني الحقيقي للعددين لان مقارنتهم ببعض واعتبارهم تناقض يكشف ذلك

اولا

انجيل متي 5

5: 38 سمعتم انه قيل عين بعين و سن بسن

في البداية الرب قال لشعبه في القديم عن شريعة التعويض لمن يتسبب في خساره لاخر

سفر الخروج 21

22 وَإِذَا تَخَاصَمَ رِجَالٌ وَصَدَمُوا امْرَأَةً حُبْلَى فَسَقَطَ وَلَدُهَا وَلَمْ تَحْصُلْ أَذِيَّةٌ، يُغَرَّمُ كَمَا يَضَعُ عَلَيْهِ زَوْجُ الْمَرْأَةِ، وَيَدْفَعُ عَنْ يَدِ الْقُضَاةِ.
23
وَإِنْ حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْسًا بِنَفْسٍ،
24
وَعَيْنًا بِعَيْنٍ، وَسِنًّا بِسِنٍّ، وَيَدًا بِيَدٍ، وَرِجْلاً بِرِجْل،
25
وَكَيًّا بِكَيٍّ، وَجُرْحًا بِجُرْحٍ، وَرَضًّا بِرَضٍّ.
26
وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَيْنَ عَبْدِهِ، أَوْ عَيْنَ أَمَتِهِ فَأَتْلَفَهَا، يُطْلِقُهُ حُرًّا عِوَضًا عَنْ عَيْنِهِ.
27
وَإِنْ أَسْقَطَ سِنَّ عَبْدِهِ أَوْ سِنَّ أَمَتِهِ يُطْلِقُهُ حُرًّا عِوَضًا عَنْ سِنِّهِ.

الإصابة كان يدفع عنها غرامة يقدرها القضاء لذلك كان لكل عضو يفقد تقدر دية يدفعها المعتدي. وكان الشخص لا ينتقم لنفسه بل يتم كل شئ على يد القضاء. وشريعة عين بعين تناسب الحالة التي كان عليها الشعب فيتضح انها كانت شريعه للقضاه فقط وليس للشعب بدون قاضي وهذا يتضح من كلمات الرب يغرم ويدفع عن يد القاضاة لكي يمنع الرب افراد الشعب من الانتقام لاانفسهم. وهذه أفضل من أن يرد المعتدي عليه الاعتداء مضاعفاً. أما المسيحية فطالبت بمقابلة الضرر بالحب ومقاومة الشر بالإحسان

لان وصايا العهد القديم عالجت الامر من الخارج وهو العدل في القضاء ولكن ماذا عن قلب الانسان الذي هو مصدر الخير او الشر

5: 39 و اما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا

فهذا العدد هو مرتبط بتكميل الشريعه العادله في العهد القديم باضافة عنصر المحبة فيتم العدل بمحبة

بمعني اثناء تطبيق العدل احرص ان الشيئ الغير ظاهر امام الناس ولكن ظاهر امام الله وهو القلب يكون مرضي امام الله فيقول

لاتقاوموا ومعني تقاوم في اليوناني

G436

ἀνθίστημι

anthistēmi

anth-is'-tay-mee

From G473 and G2476; to stand against, that is, oppose: - resist, withstand.

تقف امام , تضاد الشيئ بالشيئ , تقاوم, تقف امام

فالمسيح يطلب مننا لانقف امام الشر ولا نقابل الشر بالشر

لا تقاوموا الشر وليس الشرير فالشر

G4190

πονηρός

ponēros

pon-ay-ros'

From a derivative of G4192; hurtful, that is, evil (properly in effect or influence, and thus differing from G2556, which refers rather to essential character, as well as from G4550, which indicates degeneracy from original virtue); figuratively calamitous; also (passively) ill, that is, diseased; but especially (morally) culpable, that is, derelict, vicious, facinorous; neuter (singular) mischief, malice, or (plural) guilt; masculine (singular) the devil, or (plural) sinners: - bad, evil, grievous, harm, lewd, malicious, wicked (-ness). See also G4191.

اذي وشر كصفه وخاصية , مرض اخلاقي, وخبث, الامور المؤلمة, فسق, ...

لان الشرير هو الشيطان وهذا يجب ان نقاومه

رسالة يعقوب 4: 7


فَاخْضَعُوا للهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ.

ولا يجب ان نخلط بين الاشرار والشرير فالذي يخونني هو انسان شرير ولكن الشرير الحقيقي وهو الشيطان هو الذي اغواه لفعل ذلك فاقاوم ابليس ولكن الذي خانني لا ابادله الخيانه بل اظهر له المحبه واظهار المحبه له هي في مضمونها مقاومة لابليس الذي لا يحتمل المحبة

رسالة بطرس الرسول الاولي 5

8 اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ.
9
فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ
.

وايضا نقاوم ابليس بالرسوخ في الايمان واحتمال الالام بشكر

اذا فما هو الشر الذي لا نقاومه ؟ هو الطبيعه الشريره في الاشخاص الذين امامنا والنتائج الشريره لتصرفاتهم ولا نقاومها بالشر ولا نقف امام شر انسان بشر مقابل له لمقاومته ومجاهدته للانتصار عليه بنفس اسلوب شره بل انتصر علي هذا الشر بمقابلته بالخير

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 21


لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ.

وباظهار ان الشر مكروه وان الخير هو المحبوب

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 9


اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ. كُونُوا كَارِهِينَ الشَّرَّ، مُلْتَصِقِينَ بِالْخَيْرِ.



ويكمل الرب يسوع المسيح ويقول بل من لطمك علي خدك الايمن

والخد دائما يمثل الكرامه واللطم عليه يمثل اهانة . والخد الايمن ليس هو الذي يلطم عاده ولكن الايسر لان الانسان دائما يستخدم يده اليمني ولكي يلطم انسان مقابله يلطمه باليد اليمني علي خده الايسر وليس الايمن . ولكن لكي يلطم انسان علي خده الايمن هو عن طريق ان يلطم من الخلف علامه علي الخيانة والغدر او يلطم بقلبة اليد اليمني علامه علي السخريه

فالمسيح لا يقصد اللطم بمعني المباشر فقط ولكن كلمات المسيح تحمل معاني عميقه فهو يقصد لو انسان غدر بك وخانك لا تقاومه ولا تقابله بخيانه مماثله وايضا من يسخر بك لا تسخر به ولا تستهزئ به لان لو فعلت هذا تكون بتشابهه ونزلت لمستواه الاخلاقي ولكن الافضل ان تحول له الاخر ايضا اي تدير له الجانب الايسر وهو الجانب الذي يميل اليه القلب اي تظهر له المحبة وبهذا انت ترفعه اليك وتكسبه ابنا للرب ولا تنزل اليه الي شره

وهذه الوصيه تطبق علي جميع المستويات بالفعل فتطبيقها بمعني ان كل من يخونك تسامحه وكل من تعرف انه استهزء بك ايضا تسامحه وتتنازل عن حقك في مقاضاته

وهناك من طبق الوصية حرفياً فهزم الشيطان. إذ ذهب أحد القديسين ليصلى لفتاة بها روح شرير، ولما فتحت هي له الباب تحرك فيها الشيطان ولطمت القديس فحول لها الخد الآخر، فخرج الشيطان حالاً صارخاً هزمتنى بتنفيذك للوصية،

ولكن المسيح لما لطم من العبد رد عليه موضحا

انجيل يوحنا 18

22 وَلَمَّا قَالَ هذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفًا، قَائِلاً: «أَهكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟»
23
أَجَابَهُ يَسُوعُ
: «إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟»

فالمسيح لم يقاوم الشر فلم يلطم الخادم وصحح خطؤه باظهار ان ما فعله غير مقبول

وبالطبع اظهر المسيح محبته له لنه مات عنه لان المسيح مات عن الجميع

فالانسان المسيحي متي وقعت عليه خيانه او سخريه يتحمل علي المستوي الشخصي ولا يقابل الذي فعل ذلك بخيانه مثلها ولا بسخريه مثلها بل يظهر له المحبه ولكن البعض من المشككين يسخرون من الايه وبعضهم يقول اذا سطا علي لصا في بيتي هل استدعي له الشرطه ام اظهر له المحبه واترك له كل شيئ. وبالطبع في هذه الحاله نفكر فيها كمصلحة السارق ومصلحت اسرتي وايضا المصلحه العامة فالسارق لو ترك له ان يكمل سرقته فهو لن يفهم ان هذا محبه ولكن يعتقد انه انتصر بالشر وان قاومته بالقوه وبالضرب فهذا نزولا لمستواه ولكن استدعاء الشرطه هو التصرف القانوني وفيه مصلحه ومحبة الاسره بالحفاظ علي ممتلكاتهم لان هذه ليست ممتلكاتي الشخصيه لوحدي فقط ولكن اخرين ايضا يجب علي ان اكون امين علي ممتلكاتهم وهذا محبه للمسروقين

وايضا المصلحه العامه لان اللص لو تمم عمليته بنجاح للشر سوف يكررها وبهذا ايذاء وعدم محبه للاخرين فيجب ان اسلمه للشرطه وهذا محبة للاخرين

وايضا هو محبة للص نفسه لاني بتسليمه للعداله وعدم تركه لشروره فانا باحميه من شرور نفسه التي قد تؤدي بحياته للخطر لو كررها مره اخري فبتسليمه للعداله هذا ايضا محبه له وحمايه له من نفسه ومن الاخرين ولاوكد واظهر محبتي له بعد تسليمه اتنازل عن حقي المدني ولا اطالب باي تعويض منه لمحاولته السرقه

وبالطبع لا ابادله الشره بعد تسليمه بالسخريه منه وغيره ولكن اظهر له المحبه باعلان اني اسامحه علي ما فعل ومن قلبي اتمني له التوبه الحقيقيه واصلي له

فهناك محبة الاعداء والتنازل علي الحقوق الشخصيه وايضا هناك الامانه علي حقوق الاخرين التي من واجبي ان اكون امين عليها واحميها

ومثال اخر قاتل ياتي ليعتدي علي بيت انسان مسيحي وعلي اسرته فالمسيحي لا يقتل المعتدي ولكن يمنعه بكل مقدرته من ايذاء الاسره حتي لو وصل الامر ان المسيحي يفدي اسرته بحياته ولكن ان تمكن من منعه ايضا يسامحه علي خطيته ويتنازل عن حقه الشخصي فقط ويخبره بانه لن يتوقف عن الصلاه لاجله ليتوب ويرجع الي الرب

هذه هي الوصايا المسيحيه التي تركها لنا رب المجد واهم شيئ وهو الغاية من الوصيه نقاء القلب اي لا تكن مشاعر عداء فهو محبة مع عدالة وامانه ايضا ولهذا عين بعين وسن بسر بقصد التعويض هي للقضاء وليس للانتقام الشخصي و هذه الوصايا كانت لازمة لمنع التوحش والإنتقام الرهيب، إذ أن الإنسان البدائى مستعد أن يقتل من يفقده عينه. وجاء المسيح ليطلب أن نقابل الشر بالخير وهذه درجة عالية جداً، لا يملك الإنسان البدائى أن ينفذها، فما يساعدنا الآن على تنفيذها هو حصولنا على النعمة.



العدد الثاني

انجيل لوقا 22

22: 35 ثم قال لهم حين ارسلتكم بلا كيس و لا مزود و لا احذية هل اعوزكم شيء فقالوا لا

الاعداد تتكلم عن وقت تسليم المسيح ويوضح لهم انه حين كان معهم طيلة مدة خدمته كان يعزيهم ولم يدعهم معوزين لأي شئ. ولكن ستأتي ساعة حين يفارقهم، عليهم فيها أن يواجهوا بعض الشدائد وعليهم أن يتعلموا كيف يواجهونها.

وكأن المسيح هنا يريد أن يقول حين تأتي أيام الضيق وهي ستأتي تذكروا أنني حينما كنت معكم لم يعوزكم شئ، وأنا مازلت معكم، ولكن ربما تنقضي فترة حتى أتدخل لرفع الضيق. ويقول الأنبا أنطونيوس أن الله غالباً ما يعطي للتائبين في بداية توبتهم تعزيات كثيرة ليرفعهم ويسندهم لكنه يسمح فينزع هذه التعزيات إلى حين لكي يجاهدوا وسط الآلام فيتزكون وينالون أعظم من الأولى.

22: 36 فقال لهم لكن الان من له كيس فلياخذه و مزود كذلك و من ليس له فليبع ثوبه و يشتر سيفا

المسيح لم يرسل تلاميذه في رحله في البريه ليطلب منهم ان ياخذوا مؤن للطريق وايضا لم يطلب منهم تجهيز جيش لمحاربة الرومان ولكن يعدهم لفترة الحزن علي صلب المسيح ولهذا فالعدد لا يفسر بطريقه حرفية

الكيس والمزود المقصود به هو الاحتياج الي الجهاد بمزود اي الطعام الروحي وهو الصلاه والصوم ولهذا قال لهم المسيح

إنجيل متى 9: 15


فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ.

فالمسيح يوضح لهم ان الزخيره التي وفروها اثناء حياتهم مع المسيح سيحتاجوا الان ان يعيشوا عليها فتره اثناء صلب المسيح وموته حتي قيامته

ثم يقول من ليس له والسؤال هو ما هو الذي ليس له ؟ ويكمل المسيح موضحا فليبع ثوبه ويشتري سيفا

والثوب هو رمز الاملاك العالميه فمعني يبيع ثوبه اي لا يتمسك بالامور العالمية بل يتمسك بالسيف وكلمة سيف

G3162

μάχαιρα

machaira

makh'-ahee-rah

Probably feminine of a presumed derivative of G3163; a knife, that is, dirk; figuratively war, judicial punishment: - sword.

يقصد به السكينه او المشرط وتعني حرب او عقاب وسيف

ولغويا في اليوناني اتي كلمتين مختلفتين في اليوناني بمعني سيف الاولي ( مكايرا ) والثاني هو ( رومفايا ) وهو سيف افكار الشيطان

فسيف الذي يقصده هنا هو سيف كلمة الرب

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 4: 12


لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ.



رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 6: 17


وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ.



سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 16


وَمَعَهُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ، وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا.



سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 16


فَتُبْ وَإِّلاَّ فَإِنِّي آتِيكَ سَرِيعًا وَأُحَارِبُهُمْ بِسَيْفِ فَمِي.



سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 19: 15


وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.

فالرب يتكلم عن سيف الكلمة وهو تعاليم الرب الذي اطاهم اياه خلال فترة خدمته معهم فالان يجب ان يستعدوا بكلمة الرب ان يواجهوا حرب ابليس

والذي يؤكد ذلك ان المسيح قال لهم

22: 37 لاني اقول لكم انه ينبغي ان يتم في ايضا هذا المكتوب و احصي مع اثمة لان ما هو من جهتي له انقضاء

وهذا يؤكد ان المعني الحرب الروحية مع ابليس اثناء صلب المسيح وبعده

ولكن التلاميذ في هذه الفتره كانت خبرتهم الروحية ضعيفة ففهموا خطأ مثل المشككين واعتقدوا ان الرب يسوع المسيح يتكلم عن السيف المادي فقالوا

22: 38 فقالوا يا رب هوذا هنا سيفان فقال لهم يكفي

فقالوا له انهم عندهم سيفان فهم يتكلموا عن السيوف الماديه ولكن المسيح حاول تصحيح مفهومهم المادي الخاطئ فقال لهم يكفي وهي باليوناني ايكانون وهي تعني في اليوناني هذا كثير او اكثر من المطلوب ولكن المعني المقصود هو المعني بالعبري ديير كما قال ابونا انطونيوس فكري و (دَيّير) التي كان معلمو اليهود يستخدمونها ليسكتوا بها جهالة بعض تلاميذهم. وكأن السيد المسيح أراد أن يسكت تلاميذه الذين إنصرفت أفكارهم إلى السيف المادي لا سيف الروح. ولا تعني يكفي بالمعنى المباشر فماذا يعمل سيفان في مقابل جماهير اليهود وجنود الرومان الآتين للقبض عليه.

وايضا ما يؤكد ذلك ان بطرس لما اخطأ واستخدم سيف لقطع اذن عبد رئيس الكهنه السيد المسيح وبخه

إنجيل متى 26: 52


فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!



ولوقا البشير في نفس الاصحاح يقول

48 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا يَهُوذَا، أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟»
49
فَلَمَّا رَأَى الَّذِينَ حَوْلَهُ مَا يَكُونُ، قَالُوا
: «يَا رَبُّ، أَنَضْرِبُ بِالسَّيْفِ؟»
50
وَضَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى
.
51
فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ
: «دَعُوا إِلَى هذَاوَلَمَسَ أُذْنَهُ وَأَبْرَأَهَا.

فالرب يرفض استخدام السيف المادي ولم يقصد هذا ولكن يتكلم عن السيف بمعني كلمة الرب

ولهذا لايوجد تناقض بين وصية الرب يسوع المسيح بعدم مقاومة الشر بمعنة عدم مقابلة الشر بالشر مع كلام انجيل لوقا البشير الذي يطلب فيه الرب يسوع المسيح من تلاميذه ان يتمسكوا بسيف الكلمة



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

يرى القدّيس أغسطينوس[238]أن السيّد المسيح قد دخل بنا إلى درجة الكمال المسيحي كأعلى درجات الحب التي تربط الإنسان بأخيه، إذ يرى العلاقة التي تقوم بين البشر تأخذ ست درجات:

الدرجة الأولى: تظهر في الإنسان البدائي الذي يبدأ بالاعتداء على أخيه.

الدرجة الثانية: فيها يرتفع الإنسان على المستوى السابق، فلا يبدأ بالظلم، لكنّه إذا أصابه شر يقابله بشرٍ أعظم.

الدرجة الثالثة: وهي درجة الشريعة الموسويّة التي ترتفع بالمؤمن عن الدرجتين السابقتين فلا تسمح له بمقاومة الشرّ بشر أعظم، إنّما تسمح له أن يقابل الشرّ بشر مساوٍ. أنها لا تأمر بمقابلة الشرّ بالشرّ، إنّما تمنع أن يرد الإنسان الشرّ بشرٍ أعظم، لكنّه يستطيع أن يواجه الشرّ بشر أقل أو بالصمت أو حتى بالخير إن أمكنه ذلك.

الدرجة الرابعة: مواجهة الشرّ بشرٍ أقل.

الدرجة الخامسة: يقابل الشرّ بالصمت، أي لا يقابله بأي شر، أي عدم مقاومته.

الدرجة السادسة: التي رفعنا إليها السيّد وهي مقابلة الشرّ بالخير، ناظرين إلى الشرّير كمريض يحتاج إلى علاج.

يُعلّق القدّيس يوحنا الذهبي الفم على مقاومة الشرّ بالخير، قائلاً: [لا تُطفأ النار بنارٍ أخرى، وإنما بالماء... ليس ما يصد صانعي الشرّ عن شرّهم مثل مقابلة المضرور ما يصيبه من ضرر برقّة. فإن هذا التصرّف ليس فقط يمنعهم عن الاندفاع أكثر، وإنما يعمل فيهم بالتوبة عما سبق أن ارتكبوه، فإنهم إذ يندهشون بهذا الاحتمال يرتدّون عما هم فيه. هذا يجعلهم يرتبطون بك بالأكثر، فلا يصيروا أصدقاءً لك فحسب، بل وعبيدًا عِوض كونهم مبغضين وأعداء[239].]

ماذا يقصد بالخد الأيمن والآخر؟

قدّم لنا السيّد أمثلة لمقابلة الشرّ بالخير في مقدّمتها إنه إذا لطمنا شخص على خدّنا الأيمن نحوّل له الآخر أيضًا. ولقد أوضح الآباء أن السيّد في تقديمه الوصيّة لم يقصد مفهومها بطريقة حرفيّة، لأن الإنسان لا يُلطم على خدّه الأيمن بل الأيسر اللهم إلا إذ كان الضارب أشولاً. إنّما الخدّ الأيمن يُشير إلى الكرامة الروحيّة أو المجد الروحي، فإن كان إنسان يسيء إلينا ليحطّم كرامتنا الروحيّة فبالحب نقدّم له الخد الأيسر أيضًا، أي الكرامة والأمجاد الزمنيّة والماديّة.

ويحذّرنا الأب يوسف من تنفيذ الوصيّة حرفيًا بينما لا يحمل القلب حبًا حقيقيًا نحو الضارب، خاصة وأن البعض يعملون على إثارة الآخرين ليضربوهم، الأمر الذي يسيء إلى الوصيّة الإلهيّة[240]. ويختم حديثه بقوله: [إن كان خدّك الأيمن الخارجي يستقبل لطمة من الضارب فليقبل الإنسان الداخلي بتواضع أن يتقبّل الضربة على خدّه الأيمن. بهذا يحتمل الإنسان الخارجي بلطف، ويخضع الجسد لمضايقات الضارب فلا يضرب الإنسان الداخلي[241].]

*     كثيرون تعلّموا كيف يقدّمون الخدّ الآخر، ولكنهم لم يتعلّموا كيف يحبّون ضاربهم. المسيح رب المجد، واضع الوصيّة ومنفّذها الأول، عندما لُطم على خدّه بواسطة عبد رئيس الكهنة ردّ قائلاً: "إن كنت قد تكلَّمت رديًا فاشهد على الردي، وإن حسنًا فلماذا تضربني؟!" (يو 18: 23). فهو لم يقدّم الخدّ الآخر، ومع ذلك فقد كان قلبه مستعدًا لخلاص الجميع لا بضرب خده الآخر فقط من ذلك العبد، بل وصلب جسده كله[242].

القدّيس أغسطينوس



وايضا

يرى القديس أمبروسيوس أن السيف الذي طلب السيد من تلاميذه أن يقتنوه هو "كلمة الله" التي تُحسب كسيفٍ ذي حدين.

v   "ومن ليس له، فليبع ثوبه ويشترِ سيفًا" [36].

لماذا تأمرني يا رب بهذا الشراء، بينما تمنعني من الضرب (مت 26: 52)؟

لماذا تأمرني باقتناء ما تمنعني عن إخراجه من غمده، حتى ولو للدفاع عن النفس؟!

كان الرب قادرًا على الانتقام، لكنه فضل أن يُذبح! يوجد أيضًا السيف الروحي الذي يجعلك تبيع ميراثك لتشتري الكلمة التي تكتسي بها أعماق الروح.

يوجد أيضًا سيف الألم الذي به تخلع الجسد لتشتري بنفايات جسدك المذبوح إكليل الاستشهاد المقدس...

ربما يقصد بالسيفين العهد القديم والعهد الجديد، اللذين بهما نتسلح ضد مكائد إبليس (أف 6: 11)، لذا قال الرب "يكفي" حتى نفهم أن التعلم الوارد في العهدين ليس فيهما نقص[887]

القديس أمبروسيوس

هذا ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن هذين السيفين لم يكونا سوى سكينين كبيرين كانا مع بطرس ويوحنا، اُستخدمتا في إعداد الفصح (إن كان قد قُدم يوم خميس العهد).

ثالثًا: يلاحظ أن السيد المسيح يحدث التلاميذ عن الجهاد الروحي حالاً بعد مناقشتهم بخصوص أحاديثهم عمن يحتل المركز الأول، وكأنه يريد أن يوجههم إلى الجهاد عوض الانشغال بالكرامات الزمنية. كأنه يقول لهم أنه ليس وقت لطلب المجد، وإنما للصراع ضد عدو الخير، والجهاد لحساب الملكوت، وكما يقول القديس يوحنا كاسيان إننا الآن في وادي الدموع الذي يعبر بنا إلى الأمجاد الأبدية.

v     بينما كانوا يتشاحنون فيما بينهم من يكون الأكبر، قال لهم: أنه ليس وقت الكرامات إنما هو وقت الخطر والذبح. انظروا، أنا سيدكم أُقاد للموت البشع، مُحتقرًا من العصاة!

الأب ثيؤفلاكتيوس

رابعًا: إذ حلّ وقت آلامه وصلبه، تحدث عن السيف لكي يهيئ أذهانهم لما سيحل به من أتعاب، فلا تكون مفاجئة لهم.

خامسًا: بلا شك وجود سيفين في أيدي أثنى عشر صيادًا لا يساويان شيئًا أمام جماهير اليهود وجنود الرومان القادمين للقبض عليه، خاصة إن كان السيفان مجرد سكينتين، حتى إن كانا سيفين حقيقيين فإن هؤلاء الصيادين بلا خبرة في استخدام السيوف، لهذا يرى البعض أن كلمة السيد المسيح "يكفي" إنما ترجمة للكلمة العبرية "دَييّر" التي كان معلمو اليهود يستخدمونها ليسكتوا بها جهالة بعض تلاميذهم. وكأن السيد المسيح أراد أن يسكت تلاميذه الذين انصرفت أفكارهم إلى السيف المادي لا سيف الروح.



والمجد لله دائما