هل بالفعل المؤمنين مطلوب منهم ان يعطوا اي شيئ لاي احد يطلب منهم ؟ متي 5: 42



Holy_bible_1



الشبهة



يقول المسيح في متي 5: 42 من سالك فاعطه ومن اراد ان يقترض منك فلا ترده

وهذا الكلام ياتي بطريقه مطلقه فهل مطلوب حرفيا من المسيحيين ان من يسالهم اي شيئ يعطوه بلا حدود ؟



الرد



الحقيقه هذا الامر ليس كما تقول الشبهة فالمسيح وضح بعض ملابسات الامر فاعط لكل من يطلب منك وهو يحتاج بالفعل ولكن من يطلب للاستغال وبخاصه هو يريد ان يسرق النقود المخصصه لاخوة الرب فلا نعطه وكلام الرب يسوع المسيح واضح ولكن لايجب الا يقتطع العدد من سياقه لان كلام الرب يسوع المسيح يقول

انجيل متي 5

5: 38 سمعتم انه قيل عين بعين و سن بسن

فهذا الجزء من وصايا السيد المسيح مسؤله عن تكميل الوصيه بالمحبة وتوضيح خطأ تطبيق شريعة عين بعين وسن بسن

واوضح ما تكلم به الرب في العهد القديم

خروج 21

22 وَإِذَا تَخَاصَمَ رِجَالٌ وَصَدَمُوا امْرَأَةً حُبْلَى فَسَقَطَ وَلَدُهَا وَلَمْ تَحْصُلْ أَذِيَّةٌ، يُغَرَّمُ كَمَا يَضَعُ عَلَيْهِ زَوْجُ الْمَرْأَةِ، وَيَدْفَعُ عَنْ يَدِ الْقُضَاةِ.
23
وَإِنْ حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْسًا بِنَفْسٍ،
24
وَعَيْنًا بِعَيْنٍ، وَسِنًّا بِسِنٍّ، وَيَدًا بِيَدٍ، وَرِجْلاً بِرِجْل،
25
وَكَيًّا بِكَيٍّ، وَجُرْحًا بِجُرْحٍ، وَرَضًّا بِرَضٍّ.
26
وَإِذَا ضَرَبَ إِنْسَانٌ عَيْنَ عَبْدِهِ، أَوْ عَيْنَ أَمَتِهِ فَأَتْلَفَهَا، يُطْلِقُهُ حُرًّا عِوَضًا عَنْ عَيْنِهِ.
27
وَإِنْ أَسْقَطَ سِنَّ عَبْدِهِ أَوْ سِنَّ أَمَتِهِ يُطْلِقُهُ حُرًّا عِوَضًا عَنْ سِنِّهِ.

ويفهم من (18،19) أن الإصابة كان يدفع عنها غرامة يقدرها القضاء لذلك

كان لكل عضو يفقد تقدر دية يدفعها المعتدي. وكان الشخص لا ينتقم لنفسه

بل يتم كل شئ على يد القضاء. وشريعة عين بعين تناسب الحالة التي كان

عليها الشعب وهذه أفضل من أن يرد المعتدي عليه الاعتداء مضاعفاً. أما

المسيحية فطالبت برد الضرر بالحب ومقاومة الشر بالإحسان (مت43:5-48).

لاويين 24

19 وَإِذَا أَحْدَثَ إِنْسَانٌ فِي قَرِيبِهِ عَيْبًا، فَكَمَا فَعَلَ كَذلِكَ يُفْعَلُ بِهِ.
20
كَسْرٌ بِكَسْرٍ، وَعَيْنٌ بِعَيْنٍ، وَسِنٌّ بِسِنٍّ. كَمَا أَحْدَثَ عَيْبًا فِي الإِنْسَانِ كَذلِكَ يُحْدَثُ فِيهِ.
21
مَنْ قَتَلَ بَهِيمَةً يُعَوِّضُ عَنْهَا، وَمَنْ قَتَلَ إِنْسَانًا يُقْتَلْ.
22
حُكْمٌ وَاحِدٌ يَكُونُ لَكُمْ. الْغَرِيبُ يَكُونُ كَالْوَطَنِيِّ. إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ».



وفى (19، 20) شريعة عين بعين وسن بسن

أ - هذا ليس إنتقام بل هو عدل دقيق، هو تشريع للقضاة. وبعد ذلك قدروا

فدية لكل عضو بناء على خر 21 : 18، 19 + عد 35 : 31.

ب -هى ليست إنتقام شخص بل عدل علنى عام. وهذا حتى لا ينتقم المصاب

لنفسه وحتى لا يزيد الإنسان فى الإنتقام لنفسه، فيقتل من كسر له سناً

مثلاً أو فقأ عينه

تثنية 19

21 لاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ. نَفْسٌ بِنَفْسٍ. عَيْنٌ بِعَيْنٍ. سِنٌّ بِسِنٍّ. يَدٌ بِيَدٍ. رِجْلٌ بِرِجْل.

فيتضح انها كانت شريعه للقضاه فقط وليس للشعب بدون قاضي وهذا يتضح من كلمات الرب يغرم ويدفع عن يد القاضاة لكي يمنع الرب افراد الشعب من الانتقام لاانفسهم. ولكن اليهود فهموا ان هذا شريعه لهم شخصيه وهكذا ينبغي ان يتعاملوا فمن فقأ عين جاره يصر جاره علي فقأعينه وهذا مخالف لشريعة ربنا فيوضح انه لم يقل لهم هذا بل الذي اعطاهم هذا المفهوم الخاطئ هو الكتبه والفريسيين

ولكن المسيح لم يتوقف عند هذا الحد بل يكمل من العقوبه الي تطهير القلب



5: 39 و اما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا

فهذا العدد هو مرتبط بتكميل الشريعه العادله في العهد القديم باضافة عنصر المحبة فيتم العدل بمحبة

بمعني اثناء تطبيق العدل احرص ان الشيئ الغير ظاهر امام الناس ولكن ظاهر امام الله وهو القلب يكون مرضي امام الله

ويكمل الرب يسوع المسيح ويقول بل من لطمك علي خدك الايمن

والخد دائما يمثل الكرامه واللطم عليه يمثل اهانة . والخد الايمن ليس هو الذي يلطم عاده ولكن الايسر لان الانسان دائما يستخدم يده اليمني ولكي يلطم انسان مقابله يلطمه باليد اليمني علي خده الايسر وليس الايمن . ولكن لكي يلطم انسان علي خده الايمن هو عن طريق ان يلطم من الخلف علامه علي الخيانة والغدر او يلطم بقلبة اليد اليمني علامه علي السخريه

فالمسيح لا يقصد اللطم بمعني المباشر فقط ولكن كلمات المسيح تحمل معاني عميقه فهو يقصد لو انسان غدر بك وخانك لا تقاومه ولا تقابله بخيانه مماثله وايضا من يسخر بك لا تسخر به ولا تستهزئ به لان لو فعلت هذا تكون بتشابهه ونزلت لمستواه الاخلاقي ولكن الافضل ان تحول له الاخر ايضا اي تدير له الجانب الايسر وهو الجانب الذي يميل اليه القلب اي تظهر له المحبة وبهذا انت ترفعه اليك وتكسبه ابنا للرب ولا تنزل اليه الي شره

وهذه الوصيه تطبق علي جميع المستويات بالفعل فتطبيقها بمعني ان كل من يخونك تسامحه وكل من تعرف انه استهزء بك ايضا تسامحه وتتنازل عن حقك في مقاضاته

وهناك من طبق الوصية حرفياً فهزم الشيطان. إذ ذهب أحد القديسين ليصلى لفتاة بها روح شرير، ولما فتحت هي له الباب تحرك فيها الشيطان ولطمت القديس فحول لها الخد الآخر، فخرج الشيطان حالاً صارخاً هزمتنى بتنفيذك للوصية،

ولكن المسيح لما لطم من العبد رد عليه موضحا

انجيل يوحنا 18

22 وَلَمَّا قَالَ هذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفًا، قَائِلاً: «أَهكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟»
23
أَجَابَهُ يَسُوعُ
: «إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟»

فالمسيح لم يقاوم الشر فلم يلطم الخادم وصحح خطؤه باظهار ان ما فعله غير مقبول

وبالطبع اظهر المسيح محبته له لنه مات عنه لان المسيح مات عن الجميع

فالانسان المسيحي متي وقعت عليه خيانه او سخريه يتحمل علي المستوي الشخصي ولا يقابل الذي فعل ذلك بخيانه مثلها ولا بسخريه مثلها بل يظهر له المحبه ولكن البعض من المشككين يسخرون من الايه وبعضهم يقول اذا سطا علي لصا في بيتي هل استدعي له الشرطه ام اظهر له المحبه واترك له كل شيئ. وبالطبع في هذه الحاله نفكر فيها كمصلحة السارق ومصلحت اسرتي وايضا المصلحه العامة فالسارق لو ترك له ان يكمل سرقته فهو لن يفهم ان هذا محبه ولكن يعتقد انه انتصر بالشر وان قاومته بالقوه وبالضرب فهذا نزولا لمستواه ولكن استدعاء الشرطه هو التصرف القانوني وفيه مصلحه ومحبة الاسره بالحفاظ علي ممتلكاتهم لان هذه ليست ممتلكاتي الشخصيه لوحدي فقط ولكن اخرين ايضا يجب علي ان اكون امين علي ممتلكاتهم وهذا محبه للمسروقين

وايضا المصلحه العامه لان اللص لو تمم عمليته بنجاح للشر سوف يكررها وبهذا ايذاء وعدم محبه للاخرين فيجب ان اسلمه للشرطه وهذا محبة للاخرين

وايضا هو محبة للص نفسه لاني بتسليمه للعداله وعدم تركه لشروره فانا باحميه من شرور نفسه التي قد تؤدي بحياته للخطر لو كررها مره اخري فبتسليمه للعداله هذا ايضا محبه له وحمايه له من نفسه ومن الاخرين ولاوكد واظهر محبتي له بعد تسليمه اتنازل عن حقي المدني ولا اطالب باي تعويض منه لمحاولته السرقه

وبالطبع لا ابادله الشره بعد تسليمه بالسخريه منه وغيره ولكن اظهر له المحبه باعلان اني اسامحه علي ما فعل ومن قلبي اتمني له التوبه الحقيقيه واصلي له

فهناك محبة الاعداء والتنازل علي الحقوق الشخصيه وايضا هناك الامانه علي حقوق الاخرين التي من واجبي ان اكون امين عليها واحميها

ومثال اخر قاتل ياتي ليعتدي علي بيت انسان مسيحي وعلي اسرته فالمسيحي لا يقتل المعتدي ولكن يمنعه بكل مقدرته من ايذاء الاسره حتي لو وصل الامر ان المسيحي يفدي اسرته بحياته ولكن ان تمكن من منعه ايضا يسامحه علي خطيته ويتنازل عن حقه الشخصي فقط ويخبره بانه لن يتوقف عن الصلاه لاجله ليتوب ويرجع الي الرب

هذه هي الوصايا المسيحيه التي تركها لنا رب المجد واهم شيئ وهو الغاية من الوصيه نقاء القلب اي لا تكن مشاعر عداء فهو محبة مع عدالة وامانه ايضا ولهذا عين بعين وسن بسر بقصد التعويض هي للقضاء وليس للانتقام الشخصي و هذه الوصايا كانت لازمة لمنع التوحش والإنتقام الرهيب، إذ أن الإنسان البدائى مستعد أن يقتل من يفقده عينه. وجاء المسيح ليطلب أن نقابل الشر بالخير وهذه درجة عالية جداً، لا يملك الإنسان البدائى أن ينفذها، فما يساعدنا الآن على تنفيذها هو حصولنا على النعمة.

وبنفس المقياس

5: 40 و من اراد ان يخاصمك و ياخذ ثوبك فاترك له الرداء ايضا

فتربح وقتك وفكرك وربما تربح من يخاصمك بحبك له.والرداء عادة أغلى ثمناً. فالكلام هو التنازل عن حقي الشخصي

5: 41 و من سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين

كان اليهودى تحت الحكم الرومانى مهدداً في أي لحظة أن يسخره جندى رومانى ليذهب حاملاً رسالة معينة على مسافة بعيدة وهذا كان النظام البريدى المتبع في ذلك الحين. أو كانوا يسخرون أحداً لعمل معين كما سخروا سمعان القيروانى ليحمل صليب المسيح. والسيد هنا يطلب أنه إن سخرك أحد لمسافة ميل وتضطر أن تعمله بنظام العبودية فبحريتك سر معه ميل آخر علامة المحبة. والميل الآخر سيزيل مرارة عبودية الميل الأول. أي كن مستعداً للعطاء والبذل بحب، وهذا لخصه السيد بقوله من سألك فأعطه

5: 42 من سالك فاعطه و من اراد ان يقترض منك فلا ترده

نفهم من كلام السيد هنا هو أن لا نهتم بدرجة كبيرة بحقوقنا الشخصية بل نقبل البذل والتضحية والعطاء بحب، والتسامح مع حتى من يوجه لنا إهانة

ولكن كل شيئ بحكمة

بمعني لو كان شخص يسال فقط ليس عن احتياج فهنا انا امين علي اموال اخوة الرب لتصل اليهم وليس للمستغلين وهذا شرحه معلمنا بولس الرسول

رسالة بولس الرسول الثانية الي اهل تسالونيكي 3

3: 10 فاننا ايضا حين كنا عندكم اوصيناكم بهذا انه ان كان احد لا يريد ان يشتغل فلا ياكل ايضا

الكلام عن التكاسل فقله في كنيسة تسالونيكي كانوا قادرين علي العمل ولكن فضلوا التكاسل ويعيشوا علي تبرعات الاخرين وعلي تبرعات التي يجب ان تعطي لاخوة الرب الغير قادرين علي العمل لان العاجز عن العمل علي الكنيسة أن تساعده، أما من لا يريد أن يعمل فهو غير مستحق أن ياخذ تبرعات لكسله



3: 11 لاننا نسمع ان قوما يسلكون بينكم بلا ترتيب لا يشتغلون شيئا بل هم فضوليون

وهؤلاء المتكاسلون يصفهم بانهم فضوليون لانهم نتيجة الفراغ وعدم العمل صار شغلهم هو أمور غيرهم، فيطالبهم بان يبحثوا عن عملاً جديداً يشغلون به وقتهم وبطالتهم وكسلهم

رسالة بولس الرسول الاولي الي اهل تسالونيكي 5

5: 14 و نطلب اليكم ايها الاخوة انذروا الذين بلا ترتيب شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء تانوا على الجميع

5: 15 انظروا ان لا يجازي احد احدا عن شر بشر بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض و للجميع

فالمحتاج تشجيع يجب تشجيعه والضعيف نسنده ولكن المتكاسل ويريد ان يعيش عاله علي الاخرين فيقول لهم

3: 12 فمثل هؤلاء نوصيهم و نعظهم بربنا يسوع المسيح ان يشتغلوا بهدوء و ياكلوا خبز انفسهم

اي نعظهم بان يعملوا بهدوء اي يتوقفوا عن الفضول بل يعملون بامانه ويفرحون بالرب اذي اعطاهم الخبز الذي ياكلوه حاجة يومهم

3: 13 اما انتم ايها الاخوة فلا تفشلوا في عمل الخير

هذه للأخوة الذين يعملوا بترتيب وبامانه، هؤلاء عليهم أن لا يمتنعوا عن خدمة المحتاجين فعلاًً، اي يجب ان نميز بين من يحتاج ونسنده بالفعل ومن يتكاسل يجب ان نشجعه علي العمل

وان يجاهدوا في كل عمل صالح مها كانت العوائقولعله قصد بهذا العمل اليومي لكل إنسان فالمسيح عمل بيده قبل بدء خدمته.

ولهذا انا كانسان مسيحي اي انسان محتاج يطلب مني لا ارده فارغا ولكن الشخص الذي اعرف انه كسول يريد ان يعيش عاله علي الاخرين ويريد ان يسرق اموال اخوة الرب فهذا لا اشجعه بان اعطيه لان بهذا اضره هو شخصيا

وايضا اضر المجتمع الكنسي لاني غير امين علي اموال اخوة الرب

فمثل هذا الشخص لا اشعطه بان اعطيه كل ما يسال بل اشجعه علي ان يجد وظيفه كمصدر للدخل



والمجد لله دائما