كيف يقول المسيح لتلاميذه انهم يجلسون علي اثني عشر كرسيا تدينون أسباط اسرائيل رغم ان احدهم مات منتحرا؟ متي 19: 28



Holy_bible_1



الشبهة



جاء في متى 19 :28 »27فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ وَقَالَ لَهُهَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. «.

ولكن يهوذا، أحد الاثني عشر هلك، إذ مضى وخنق نفسه كما جاء في متى 27 :5

» 5فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. «.



الرد



في نظري هذه الشبهة غير حقيقية لان بعد موت يهوذا الاسخريوطي استمر عدد التلاميذ اثني عشر تلميذ بأختيار متياس بدل من يهوذا وهذا كما ذكرت نبوات العهد القديم وتم تنفيذها في اعمال الرسل

مزمور 69

21 وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَمًا، وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاُ.

22 لِتَصِرْ مَائِدَتُهُمْ قُدَّامَهُمْ فَخًّا، وَلِلآمِنِينَ شَرَكًا.
23
لِتُظْلِمْ عُيُونُهُمْ عَنِ الْبَصَرِ، وَقَلْقِلْ مُتُونَهُمْ دَائِمًا.
24
صُبَّ عَلَيْهِمْ سَخَطَكَ، وَلْيُدْرِكْهُمْ حُمُوُّ غَضَبِكَ.
25
لِتَصِرْ دَارُهُمْ خَرَابًا، وَفِي خِيَامِهِمْ لاَ يَكُنْ سَاكِنٌ.



مزمور 41

9 أَيْضًا رَجُلُ سَلاَمَتِي، الَّذِي وَثِقْتُ بِهِ، آكِلُ خُبْزِي، رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ!



مزمور 109

6 فَأَقِمْ أَنْتَ عَلَيْهِ شِرِّيرًا، وَلْيَقِفْ شَيْطَانٌ عَنْ يَمِينِهِ.
7
إِذَا حُوكِمَ فَلْيَخْرُجْ مُذْنِبًا، وَصَلاَتُهُ فَلْتَكُنْ خَطِيَّةً.
8
لِتَكُنْ أَيَّامُهُ قَلِيلَةً، وَوَظِيفَتُهُ لِيَأْخُذْهَا آخَرُ.



فوظيفة التلميذ الاثني عشر وكرسيه باقية ولم تنتهي بموت يهوذا بل اخذها اخر

سفر اعمال الرسل 1

1: 20 لانه مكتوب في سفر المزامير لتصر داره خرابا و لا يكن فيها ساكن و لياخذ وظيفته اخر

1: 21 فينبغي ان الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان الذي فيه دخل الينا الرب يسوع و خرج

1: 22 منذ معمودية يوحنا الى اليوم الذي ارتفع فيه عنا يصير واحد منهم شاهدا معنا بقيامته

1: 23 فاقاموا اثنين يوسف الذي يدعى برسابا الملقب يوستس و متياس

1: 24 و صلوا قائلين ايها الرب العارف قلوب الجميع عين انت من هذين الاثنين ايا اخترته

1: 25 لياخذ قرعة هذه الخدمة و الرسالة التي تعداها يهوذا ليذهب الى مكانه

1: 26 ثم القوا قرعتهم فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الاحد عشر رسولا

فمتياس كان من تلاميذ المسيح ومعني متياس عطية يهوه فالرب اعطاهم متياس بالقرعة بدل من يهوذا وهو حسب وصف اعمال الرسل كان ممن تتبع المسيح من معمودية يوحنا المعمدان وطوال خدمة المسيح الي يوم صعوده وهو كان من السبعين رسول الذين ارسلهم المسيح في بداية الخدمة للتبشير

والمسيح نفسه في نفس الخطبة اكمل وقال

انجيل متي 19

19: 28 فقال له يسوع الحق اقول لكم انكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر

اولا المسيح يتكلم عن يوم القيامة وليس عن وقت صلبه لانه يقول تدينون

ثانيا الدينونة لاسباط اسرائيل فرقم اثني عشر علي الاسباط

ثالثا لقب الاثني عشر للتلاميذ لم يتغير بتغير عددهم بمعني ان في نهاية القرن الاول الميلادي بقي يوحنا فقط ويلقب باحد الثلاميذ الاثني عشر ولم يتغير اللقب للتميذ الاوحد

رابعا فترة موت يهوذا وتبديله بمتياس هو استغرق اقل من خمسين يوم فقط من وقت الصلب حتي قبل حلول الروح القدس اذا المسيح لم يخطئ

ولكن المهم هو سياق الكلام

ومعني التجديد هو قيامة المسيح وتجديد الانسان بمعمودية الروح القدس ويهوذا لم يكن من الذين اتبعوا المسيح في التجديد ولكن كان متياس التلميذ الاثني عشر الذي اختير مكان يهوذا اذا كلام المسيح واضح انه لا يشمل يهوذا ولكن يشمل التلاميذ الاثني عشر وقت حلول الروح القدس وبالفعل متياس تم اختياره ( اعمال 1 ) قبل حلول الروح القدس ( اعمال 2 )

19: 29 و كل من ترك بيوتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امراة او اولادا او حقولا من اجل اسمي ياخذ مئة ضعف و يرث الحياة الابدية

19: 30 و لكن كثيرون اولون يكونون اخرين و اخرون اولين



فيهوذا كان من الاثني عشر المتقدمين ولكنه سيكون اخر واخر ليس من التلاميذ الاثني عشر المتقدمين سيكون متقدم معهم فحتي هذا الامر لم يغفله المسيح

اما عن اسلوب المسيح بانه يكلمهم باسلوب المخاطب فوضحتها في عدد 30 وايضا المسيح قبل ان يسلمه يهوذا يعرف انه به شيطان وانه سيسلمه وينتحر وياخذ وظيفته اخر وهذا في

إنجيل يوحنا 6: 70

أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، الاثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَانٌ

لهذا والمسيح يقول هذا الكلام هو عارف ان احدهم خائن ولكن اخر سياخذ وظيفته



والشيئ الهام هو معني تجلسون علي اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل وهو المقصود منها الدينونة بالقياس فاثنين يكونوا في نفس الموقف احدهم يعمل خير والثاني يعمل شر فيكون الاول ديان للثاني باعماله وليس بمعني انه سيكون قاضي لان الديان هو الرب يسوع المسيح ولكن هذه دينونة بالقياس بمعني ان بسبب اعمال الاول الجيدة ظهرت ان اعمال الثاني شريرة وظهر انه كانت له فرصه ان يعمل خير مثل الاول ولكنه فضل الشر ولهذا التلاميذ سيكونوا في يوم الرب العظيم كديانين للأسباط الإثنى عشر، لأن ما كان ينبغى لهؤلاء أن يفعلوه، أي أن يؤمنوا بالمسيح ويكرزوا به ويكونوا نوراً للأمم قد تخلوا عنهُ ولم يقوموا به، ولكن التلاميذ وهم من شعب اليهود أي لهم نفس ظروف اليهود قد قبلوا المسيح وآمنوا به وكرزوا به وصاروا نوراً للعالم، بل هم تركوا كل شىء لأجله. فماذا سيكون عذر اليهودى الذي رفض المسيح وهو يرى أمامه التلاميذ الذين هم مثله في كل الظروف في مجد عظيم بسبب إيمانهم بالمسيح.

وبطرس مع التلاميذ اختاروا التلميذ الاثني عشر بناء علي كلمات رب المجد وارشاد الروح القدس لان الرب يسوع المسيح سبق فاخبرهم وما يؤكد ذلك ان المسيح كرر ام انهم يجلسون علي اثني عشر كرسي يدينون اسباط اسرائيل مره اخري وقت العشاء الاخير بعد ان اعلن ان احدهم سيهلك لانه سيسلم المسيح وهذا جاء في

انجيل لوقا 22

22: 21 و لكن هوذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة

22: 22 و ابن الانسان ماض كما هو محتوم و لكن ويل لذلك الانسان الذي يسلمه

22: 23 فابتداوا يتساءلون فيما بينهم من ترى منهم هو المزمع ان يفعل هذا

22: 24 و كانت بينهم ايضا مشاجرة من منهم يظن انه يكون اكبر

22: 25 فقال لهم ملوك الامم يسودونهم و المتسلطون عليهم يدعون محسنين

22: 26 و اما انتم فليس هكذا بل الكبير فيكم ليكن كالاصغر و المتقدم كالخادم

22: 27 لان من هو اكبر الذي يتكئ ام الذي يخدم اليس الذي يتكئ و لكني انا بينكم كالذي يخدم

22: 28 انتم الذين ثبتوا معي في تجاربي

22: 29 و انا اجعل لكم كما جعل لي ابي ملكوتا

22: 30 لتاكلوا و تشربوا على مائدتي في ملكوتي و تجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر

فبهذا هم يعلم جيدا انه يتكلم عن الاثني عشر رغم ان احدهم سيهلك ولكن هو يعرف انهم سيختارون اخر لياخذ وظيفته



واخيرا المعني الروحي



من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

سيقف التلاميذ في يوم الرب العظيم كديّانين للأسباط الإثني عشر، لأن ما كان ينبغي لهؤلاء أن يفعلوه، أي الكرازة بالمسيّا الملك قد تخلّوا عنه ليقوم التلاميذ البسطاء به، تاركين كل شيء من أجل الملكوت.

هذه المكافأة الأبديّة يرافقها مكافأة في هذا العالم "مائة ضعف". يُعلّق الآب ثيوناس على ذلك، قائلاً: [بالأحرى إن جزاء المكافأة التي وعد بها الرب هو مائة ضعف في العالم لمن كان زهدهم كاملاً.... ويتحقّق هذا بحقٍ وصدقٍ. لا يضطرب إيماننا، لأن كثيرين استغلّوا هذا النص كفرصة لبلبلة الأفهام، قائلين بأن هذه الأمور (مائة ضعف) تتحقّق جسديًا في الألف سنة... لكن الأمر المعقول جدًا، والواضح وضوحًا تامًا أن من يتبع المسيح تخِِفْ عنه الآلام العالميّة والملذّات الأرضيّة، متقبِّلاً اخوة وشركاء له في الحياة، يرتبط بهم رباطًا روحيًا، فيقتني حتى في هذه الحياة حبًا أفضل، في هذه الحياة مئة مرّة عن (الحب المتأسِّس على الرباط الدموي[724])...]

لتوضيح ذلك تقول بأن الله يهب المؤمن في هذه الحياة مائة ضعف مقابل ما تركه من أجل المسيح، بجانب الحياة الأبديّة. فالراهب الذي يرفض الزواج يُحرَم من وجود زوجة وأولاد له، فإذا به في حياته الرهبانيّة يتقبّل سلامًا فائقًا، ولذّة روحيّة خلال اتّحاده مع عريس نفسه تفوق كل راحة يقتنيها زوج خلال علاقته الأسريّة.

الراهب الذي يترك بيته بقلبٍ محبٍ بحق يجد البرّيّة كلها بيته، وكما نعلم عن راهب معاصر جاء من أثيوبيا بعد أن باع كل شيء من أجل المسيح، فردّ له الله عطاياه مضاعفة، إذ صارت تستأنِس له الوحوش المفترسة والضارة، فيعيش في البرّيّة في طمأنينة أكثر أمانًا ممن يعيشون في القصور. إنه يملك في قلبه مئات الأضعاف ممّا يملكه الأغنياء وعلى مستوى أعظم!

يقول القدّيس كيرلّس الكبير: [هل يصير الإنسان زوجًا لزوجات كثيرات أو يجد على الأرض آباء كثيرين عِوض الآب الواحد، وهكذا بالنسبة للقرابات الأرضيّة؟! لسنا نقول هذا، إنّما بالأحرى إذ نترك الجسديّات والزمنيّات نتقبّل ما هو أعظم، أقول نتقبّل أضعافًا مضاعفة لأمور كنّا نهملها... إن ترك بيتًا يتقبّل المواضع التي هي فوق، وإن ترك أبًا يقتني الآب السماوي. إن ترك اخوته يجد المسيح يضمُّه إليه في أخوة له. إن ترك زوجة يجد له بيت الحكمة النازل من فوق من عند الله، إذ كتب: "قل للحكمة أنتِ أختي واِدع الفهم ذا قرابة" (أم 7: 4). فبالحكمة تجلب ثمارًا روحيّة جميلة، بها تكون شريكًا في رجاء القدّيسين، وتُضَمْ إلى صحبة الملائكة. وإذ تترك أُمّك تجد أمًّا لا تقارن، أكثر سمُوًّا "أورشليم العُليا التي هي أمّنا (جميعًا) فهي حُرَّة" (غل 4: 26)... فإن من يُحسب مستحقًا لنوال هذه الأمور يُحسب وهو في العالم سامٍ وموضع إعجاب، إذ يكون مزيَّنًا بمجد من قبل الله والناموس[725].]



والمجد لله دائما