الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى هل صعد المسيح في نفس اليوم ام بعد اربعين يوما ؟ متي 28 ولوقا 24 : 51 ويوحنا 20 و 21 واعمال 1: 3

مت 28  مر 16  لو 24: 51  يو 20  يو 21  أع 1: 3 

هل صعد المسيح في نفس اليوم ام بعد اربعين يوما ؟ متي 28 ولوقا 24 : 51 ويوحنا 20 و 21 واعمال 1: 3



Holy_bible_1



الشبهة



المُكث منذ القيامة حتى الإصعاد

ـ نفس اليوم:

في لوقا في نفس يوم قيامته (آخر يوم الأحد أو ليلة الاثنين):

لوقا 24: 51 » وَبَيْنَمَا كَانَ يُبَارِكُهُمْ، انْفَصَلَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. [وهذا يجعل كل الروايات الأخرى التي أخّرت صعوده ،روايات مُستحيلة ]. «.

ـ 40 يوماً: لكن في أعمال الرسل فقد ظل معهم 40 يوماً منذ قيامته حتى إصعاده:

أعمال الرسل 1: 3 »وَخِلاَلَ فَتْرَةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً بَعْدَ آلامِهِ، ظَهَرَ لَهُمْ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً،... 9قَالَ هَذَا وَارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ بِمَشْهَدٍ مِنْهُمْ. «.

ـ حتّى بلوغ الجليل

متّى 28: 16 » وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ الأَحَدَ عَشَرَ، فَذَهَبُوا إِلَى مِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ، إِلَى الْجَبَلِ الَّذِي عَيَّنَهُ لَهُمْ يَسُوعُ. 17فَلَمَّا رَأَوْهُ، سَجَدُوا لَهُ. «. [وهذا يناقض الأمر بالمكث بأورشليم حتى حلول الروح]

وهي مسافة بعيدة، حوالي مرحلتين، فلن يتمكنوا من رؤية المسيح بالجليل



الرد



الحقيقه هذه شبهة لا اصل لها لان لوقا البشير لم يقل ان صعود المسيح كان في نفس اليوم ولكن لوقا البشير وضح احداث اول يوم لظهور رب المجد بالكامل في انجيله ثم يختصر الاحداث ما بعد ذلك الي تركيزه علي الصعود وهذا قد شرحته تفصيلا في ملف

ظهورات رب المجد

والامر الثاني هو ان لوقا البشير هو كاتب انجيل لوقا وهو كاتب اعمال الرسل فهو لايناقض نفسه فهو كاتب الاثنين ولكن ما تكلم عنه باختصار في انجيله يتكلم عنه بتفصيل اكثر في سفر الاعمال

اما يوحنا الحبيب لا يشرح بتفصيل احداث اول يوم من قيامة رب المجد ولكن يكمل الاحداث بعد ذلك بطريقه تكميلية رائعه

انجيل لوقا 24

24: 33 فقاما في تلك الساعة و رجعا الى اورشليم و وجدا الاحد عشر مجتمعين هم و الذين معهم

24: 34 و هم يقولون ان الرب قام بالحقيقة و ظهر لسمعان

24: 35 و اما هما فكانا يخبران بما حدث في الطريق و كيف عرفاه عند كسر الخبز

24: 36 و فيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم و قال لهم سلام لكم

24: 37 فجزعوا و خافوا و ظنوا انهم نظروا روحا

24: 38 فقال لهم ما بالكم مضطربين و لماذا تخطر افكار في قلوبكم

24: 39 انظروا يدي و رجلي اني انا هو جسوني و انظروا فان الروح ليس له لحم و عظام كما ترون لي

24: 40 و حين قال هذا اراهم يديه و رجليه

24: 41 و بينما هم غير مصدقين من الفرح و متعجبين قال لهم اعندكم ههنا طعام

24: 42 فناولوه جزءا من سمك مشوي و شيئا من شهد عسل

24: 43 فاخذ و اكل قدامهم

الي هنا لوقا البشير يتكلم عن احداث ظهور رب المجد في اورشليم قبل مغادرتهم الي الجليل

ولكن نلاحظ لغة لوقا البشير بدات تتغير باتجاه الكلام الاجمالي فيقول

24: 44 و قال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به و انا بعد معكم انه لا بد ان يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى و الانبياء و المزامير

24: 45 حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب

فالمسيح لم يشرح لهم الكتب وموسي والانبياء والمزامير كلها في دقائق ولكن هذا استغرق زمن طويل وهو فترة بقية الاربعين يوم

اذا فكلام لوقا البشير رغم انه لايشرح تفصيل الا انه يوضح ان الامر استغرف فتره طويل وان لم يحددها

وعند هذا يوجد فاصل زمني وهو رحلتهم الي الجليل وتعليم المسيح لهم ثم رجوعهم من الجليل وكلامه معهم قبل صعوده

24: 46 و قال لهم هكذا هو مكتوب و هكذا كان ينبغي ان المسيح يتالم و يقوم من الاموات في اليوم الثالث

24: 47 و ان يكرز باسمه بالتوبة و مغفرة الخطايا لجميع الامم مبتدا من اورشليم

24: 48 و انتم شهود لذلك

24: 49 و ها انا ارسل اليكم موعد ابي فاقيموا في مدينة اورشليم الى ان تلبسوا قوة من الاعالي

24: 50 و اخرجهم خارجا الى بيت عنيا و رفع يديه و باركهم

24: 51 و فيما هو يباركهم انفرد عنهم و اصعد الى السماء

24: 52 فسجدوا له و رجعوا الى اورشليم بفرح عظيم

24: 53 و كانوا كل حين في الهيكل يسبحون و يباركون الله امين



فالرحلة التي لم يتكلم عن تفصيلاها لوقا البشير في انجيله ولكن تكلم عنها في الاعمال

سفر اعمال الرسل 1

1: 1 الكلام الاول انشاته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدا يسوع يفعله و يعلم به

1: 2 الى اليوم الذي ارتفع فيه بعدما اوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم

1: 3 الذين اراهم ايضا نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تالم و هو يظهر لهم اربعين يوما و يتكلم عن الامور المختصة بملكوت الله

1: 4 و فيما هو مجتمع معهم اوصاهم ان لا يبرحوا من اورشليم بل ينتظروا موعد الاب الذي سمعتموه مني

وفي نهاية الاربعين يوم بعد ان ذهبوا الي الجليل وعادوا منها اوصاهم ان بعد صعوده لا يبرحوا من اورشليم حتي ياتي الروح القدس

وايضا تكلم عنها متي البشير ويوحنا الحبيب

انجيل متي 28

7 وَاذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا».
8
فَخَرَجَتَا سَرِيعًا مِنَ الْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ، رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ
.
9
وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ
: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ.
10
فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ
: «لاَ تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي».



28: 16 و اما الاحد عشر تلميذا فانطلقوا الى الجليل الى الجبل حيث امرهم يسوع



اولا امرهم بالذهاب للجليل وبعدها يعودوا ويقيموا في اورشليم ويكون مكان اقامتهم المستمره

ويبداؤا خدمتهم من اورشليم بعد قبول الروح القدس

والجليل ليجددهم ويذكرهم باختياره لهم

جاءت الدعوة أن يلتقي الكل به في "الجليل"، التي تعني "العبور". فإن كان السيد قام من بين الأموات إنما ليعبر بنا من الموت إلى الحياة، ومن الألم إلى مجد القيامة، ومن إنساننا القديم إلى الحياة الجديدة التي صارت لنا فيه. ويرى القديس أغسطينوس أن الجليل وهي تعني "العبور"، تعني عبور التلاميذ إلى الأمم للكرازة بينهم بعد أن فتح لهم الطريق، بقوله "ها أنا أسبقكم إلى الجليل".

ولكن متي البشير لا يتكلم عن صعود رب المجد هو توقف عند مقابلتهم له في الجليل

ومن ذهابهم الي الجليل ورجوعهم هذا ما شرحه لوقا البشير نفسه في الاعمال وايضا يوحنا الحبيب في انجيله

انجيل يوحنا

21: 1 بعد هذا اظهر ايضا يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية ظهر هكذا



21: 14 هذه مرة ثالثة ظهر يسوع لتلاميذه بعدما قام من الاموات



21: 24 هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا و كتب هذا و نعلم ان شهادته حق

21: 25 و اشياء اخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة امين



فبهذا تاكدنا ان المبشرين يكملون بعضهم وما تكلم عنه باختصار مبشر تكلم عنه بشيئ من التفصيل المبشر الثاني وادعاء ان هناك تناقض بين الصعود في نفس اليوم في انجيل لوقا ام بعد اربعين يوم في الاعمال هذا خطأ لان لوقا كاتب الاثنين ولوقا البشير يتكلم باختصار في انجيله وبتفصيل اكثر في الاعمال



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس واقوال الاباء

يقدم لنا لوقا البشير خدمة السيد المسيح لتلاميذه بظهوره لهم دفعات كثيرة خلال الأربعين يومًا، مؤكدًا لهم أنه حي ببراهين كثيرة، ومحدثًا إياهم عن ملكوت الله. خدمته في هذه الفترة مختلفة تمامًا عن خدمته خلال الثلاث سنوات السابقة. لم يعد يقدم أشفية وإقامة موتى، ولا عظات للجماهير، ولا حوار معه، إنما أعلن بكل وسيلة عن حقيقة شخصه أنه غالب العالم الشرير والموت والشيطان، من يقتنيه يقتني الغلبة والنصرة، ويتمتع بالحياة الجديدة المُقامة، بكونها عبورًا إلى عربون السماء، وتمتعًا بالمجد السماوي الداخلي.

التعبير اليوناني للكلمتين "ببراهين كثيرة tekmhrion" يعنى "علامات مُلزمة"، أو "علامات لا تُقاوم" أو "معصومة من الخطأ"infallible proofs. فإن كانت القيامة هو عصب الإيمان والخلاص، بدونها يُفقد الصليب دوره، لهذا قدم السيد المسيح براهين كثيرة لتأكيدها، أما هذه البراهين أو العلامات التي لا تُقاوم فهي:

1.       كانت ظهوراته لأشخاصٍ مختلفين وفي أوقات متباينة (1 كو 15) خلال فترة دامت أربعين يومًا، هي إعلانات لا يمكن أن تحمل أي نوعٍ من الخداع، بل كانت تجتذب من يلتقون به. ربط السيد ظهوراته بآلامه وصلبه، إذ كشفت عن مجد الصليب بتأكيد قيامته، فصار التلاميذ يعتزون بالقول: "بعدما تألم"، فما كان يمكنهم التمتع بمجد هذه الظهورات الإلهية وإدراك حقيقة شخص السيد المسيح ورسالته لو لم يجتز الألم. هي طريق مجده، أي طريق تحقيق رسالته كمخلصٍ لنا، به ومعه نجتاز الألم لنعبر إلى الأمجاد. "إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه" (رو 8: 17). "باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم (الأنبياء)، إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها" (1 بط 1: 11). هكذا صار الألم طريق المجد الحقيقي، إذ يقول الرسول: "كما اشتركتم في آلام المسيح، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضا مبتهجين" (1 بط 4: 13)[6]. هنا ندرك سرّ اعتزاز الكنيسة بالتعبير "آلامك المحيية"، وتكراره يوميًا في صلوات السواعي وفي الليتورجيات الكنسية كسرّ خلاصنا ومجدنا الأبدي.

2.       عدم توقعهم لقيامته (يو 20: 25؛ لو 24: 19-24) أكد أن ظهوراته لم تكن عن أوهامٍ أو خيالاتٍ أو تصوراتٍ كانت مسبقة في أذهانهم.

v     قضى أربعين يومًا بعد القيامة بدخل ويخرج، يأكل ويشرب، دون أن يجوع أو يعطش، وإنما كشهادة لتأكيد حقيقة جسده الذي لم يعد في عوز، إنما يأكل ويشرب وهو حامل سلطان... لم يعد بعد معهم في شركة الضعف البشري[7].

القديس أغسطينوس

3.       ظهر لهم كصديقٍ ورفيقٍ لهم، ولكن على مستوى جديدٍ وفائقٍ. لقد أكل وشرب معهم، ولكن ليس كحياةٍ يوميةٍ عاديةٍ، كما كان قبل قيامته.

4.       لقاؤه مع تلاميذه في الجليل كما عيَّن لهم. لقد رأوا ذاك الذي عاشوا معه قرابة ثلاث سنوات عن قربٍ شديدٍ، يعرفونه حق المعرفة.

5.       خضوع جسده للمس، ليصرخ كلٍ منهم في أعماقه مع توما الرسول قائلاً: "ربي وإلهي".

6.       لم تكن ظهورات مجردة، بل قدم لهم أحاديثه عن ملكوت الله الذي بدأوا يدركونه بمفهومٍ جديدٍ بعد تمتعهم بالقائم من الأموات والحوار معهم.

ملكوت الله: ما قدمه السيد المسيح لتلاميذه خلال هذه الفترة كرصيدٍ حيٍ لكرازتهم هو الكشف عن سرّ صليبه والتمتع بقوة قيامته. يقدم ذاته لهم بكونه المصلوب القائم من الأموات. بهذا صار ملكوت الله منظورًا ومسموعًا وملموسًا بالمسيح القائم من الأموات. وبهذا يترنم التلاميذ: "الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة" (1 يو 1:1). فالشهادة العملية لقيامته من الأموات هي الجانب العملي لخبرة ملكوت الله فينا. أو بمعنى آخر ملكوت الله في جوهره هو اتحاد مع المسيح المصلوب القائم من الأموات والصاعد إلى السماوات.

قبل قيامته لم يكن التلاميذ قادرين على إدراك أسرار السيد المسيح، لذا قال لهم: "إن لي أمورًا كثيرة أيضًا لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن" (يو 16: 12). أما وقد صارت القيامة واقعًا يمكنهم أن يتلمسوه، لم يعد يقول لهم: "أحتى الآن لا تفهمون... كيف لا تفهمون؟" (مت 16: 9، 11)، إنما "فتح ذهنهم ليفهموا الكتب" (لو 24: 45).

v     لم يكن دائمًا معهم في هذه الفترة كما كان قبل القيامة. إذ لم يقل الكاتب: "أربعون يومًا" وإنما "خلال الأربعين يومًا". كان يأتي ويختفي ليقودهم إلى مفاهيم علوية، ولم يسمح لهم أن يتطلعوا إليه بنفس الطريقة السابقة، بل يقدم لهم مقاييس تؤكد أمرين: الإيمان بحقيقة قيامته، وإدراكه بأنه أعظم من أن يكون إنسانُا. في نفس الوقت، هذان الأمران متعارضان، فلكي نؤمن بقيامته إنما يتحقق ذلك بكون شخصيته بشرية، والأمر الثاني علي خلاف ذلك. ومع هذا فإن النتيجتين لهما فاعليتهما، كل منهما في الوقت المناسب لها[8].

القديس يوحنا الذهبي الفم

يرى القديس أغسطينوس أن حياتنا على الأرض يمثلها الرقم 40، حيث نلتزم بتنفيذ الوصايا العشرة فنبلغ كمال التطويبات، وأن نمارسها في كل أركان المسكونة أو جهاتها الأربع (الشرق والغرب والشمال والجنوب) أي أينما وجدنا (10 × 4 =40)

v     يشير هذا الرقم (40) إلى الحياة التي تعملون فيها في هذا العالم[9].

القديس أغسطينوس



والمجد لله دائما