هل كان بطرس من كفر ناحوم ام من بيت صيدا؟ مرقس 1: 21 و يوحنا 1: 44



Holy_bible_1



الشبهة



يتضح من مرقس 1 :21 و29 أن بطرس كان يسكن في كَفْرَنَاحُومَ :

» 21ثُمَّ دَخَلُوا كَفْرَنَاحُومَ، وَلِلْوَقْتِ دَخَلَ الْمَجْمَعَ فِي السَّبْتِ وَصَارَ يُعَلِّمُ. 22فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ. «.

لكن يوحنا 1 :44 يقول إنه كان يسكن في بيت صيدا

» 43فِي الْغَدِ أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْجَلِيلِ، فَوَجَدَ فِيلُبُّسَ فَقَالَ لَهُاتْبَعْنِي». 44وَكَانَ فِيلُبُّسُ مِنْ بَيْتِ صَيْدَا، مِنْ مَدِينَةِ أَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ. «.



الرد



باختصار يوحنا الحبيب وضح مدينة الميلاد وهي كفرناحوم ومدينة المعيشة والعمل وهي مدينة بيت صيدا وهذا لان بطرس واندراوس كانوا صياديين سمك ولهذا فعاشوا في بيت صيدا

بيت صيدا تعني بيت الصيد لان مراكب واسواق السمك كانت هناك

beth-sa'-i-da (Bethsaida, "house of fishing"):

وموقعها

فهي قريبه من كفرناحوم ولكن هي بيت صيد السمك والصيادين يقيمون فيها حتي لو كان لهم اماكن اخري لاسرهم ولهذا بطرس كان يقيم في بيت صيدا لعمله بصيد السمك ومقر اقامة عائلته في كفرناحوم

ومرقس الرسول يشهد بهذا

انجيل مرقس 1

1: 16 و فيما هو يمشي عند بحر الجليل ابصر سمعان و اندراوس اخاه يلقيان شبكة في البحر فانهما كانا صيادين

1: 17 فقال لهما يسوع هلم ورائي فاجعلكما تصيران صيادي الناس

1: 18 فللوقت تركا شباكهما و تبعاه

1: 19 ثم اجتاز من هناك قليلا فراى يعقوب بن زبدي و يوحنا اخاه و هما في السفينة يصلحان الشباك

1: 20 فدعاهما للوقت فتركا اباهما زبدي في السفينة مع الاجرى و ذهبا وراءه

وهذا كان في بيت صيدا وحتي رغم ان مرقس الرسول لم يذكر الاسم الا انه يوضح ان مكان اقامته وعمله يختلف عن مكان اسرته التي تقيم فيه حماته التي شفاها المسيح فيوضح انه قابل بطرس واخيه في مدينه صيد السمك وهي بيت صيدا وشفي حماته في مدينة كفرناحوم

1: 21 ثم دخلوا كفرناحوم و للوقت دخل المجمع في السبت و صار يعلم

1: 22 فبهتوا من تعليمه لانه كان يعلمهم كمن له سلطان و ليس كالكتبة

1: 23 و كان في مجمعهم رجل به روح نجس فصرخ

1: 24 قائلا اه ما لنا و لك يا يسوع الناصري اتيت لتهلكنا انا اعرفك من انت قدوس الله

1: 25 فانتهره يسوع قائلا اخرس و اخرج منه

1: 26 فصرعه الروح النجس و صاح بصوت عظيم و خرج منه

1: 27 فتحيروا كلهم حتى سال بعضهم بعضا قائلين ما هذا ما هو هذا التعليم الجديد لانه بسلطان يامر حتى الارواح النجسة فتطيعه

1: 28 فخرج خبره للوقت في كل الكورة المحيطة بالجليل

1: 29 و لما خرجوا من المجمع جاءوا للوقت الى بيت سمعان و اندراوس مع يعقوب و يوحنا

ووضح لنا مرقس الرسول ان بطرس الرسول واندراوس الرسول وجدهم يسوع يعملون بجانب بحر الجليل وشفي حماته التي تقيم في بيت بطرس الذي في كفر ناحوم

الشاهد الثاني

انجيل يوحنا 1

1: 44 و كان فيلبس من بيت صيدا من مدينة اندراوس و بطرس

وهنا يوحنا الحبيب يذكر مدينتين الاولي هي بيت صيدا والثانية هي مدينة اندراوس وبطرس وهي كفرناحوم

(IGNT+) ηνG2258 [G5713] δεG1161 οG3588 NOW WAS φιλιπποςG5376 PHILIP αποG575 FROM βηθσαιδαG966 BETHSAIDA, εκG1537 OF τηςG3588 THE πολεωςG4172 CITY ανδρεουG406 OF ANDREW καιG2532 AND πετρουG4074 PETER.

وهذا ما شرحه ابونا انطونيوس فكري في تفسيره

في الغد= هذه ثالث مرة يقال فيها في الغد. فهنا يوحنا الإنجيلي يتابع أحداث الأسبوع الأول لخدمة المسيح يوماً بيوم. ومن هذه الآية إنتقل المسيح من خدمة اليهودية إلى خدمة الجليل. وفي خلال هذه المدة للمسيح في اليهودية لم يصنع شيء سوى إختيار تلاميذه والتعرف عليهم.

وفيلبس كان قد سمع من بطرس وأندراوس عن يسوع فهو من مدينتهما فتبع يسوع إذ دعاه. ويسوع دعاه هو أيضاً قبل ذهابه إلى الجليل. وكان فيلبس أول من دعاه يسوع.

 

من بيت صيدا                             من مدينة أندراوس وبطرس.

من: هنا تفيد مدينة المعيشة والإقامة من: هنا في اللغة اليونانية تفيد مدينة الميلاد وهي كفرناحوم.

 

 

إذن فيلبس كان من بيت صيدا (في الجليل وتعني بيت الصيد فأغلب سكانها صيادي سمك وهؤلاء تحولوا صيادين للناس). وهي مدينة أندراوس وبطرس وكان أول صيد لأندراوس هو بطرس وأول صيد لفيلبس هو نثنائيل، وهو من مواليد كفرناحوم مثل بطرس وأندراوس فكان صديقاً لهما منذ فترة الطفولة. ويقول التقليد أن فيلبس هو الذي إذ دعاه المسيح إعتذر قائلاً أنه يطلب أن يدفن أباه أولاً فقال له المسيح دع الموتى يدفنون موتاهم وإتبعني (مت22:8).

وكثيرا ما نجد الشخص له مقرين الاول مكان عمله والثاني مكان ميلاده حيث يوجد بيت عائلته وعلي سبيل المثال في مينة دمياط وهي ساحلية ولكن ليست مقر صيد ولكن مقر الصيد هو شطا فالصيادين تقريبا معظمهم الذين يعملون علي مراكب صيد السمك يقيمون في شطا ولكن مقرهم الاصلي ومنزل اسرهم في دمياط

ولهذا لا يوجد تناقض بين كفر ناحوم وبين بيت صيدا



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

"بيت صيدا" أو بيت الصيد، لأن أغلب سكانها كانوا صيادين للسمك. كان هذا الموضع يتسم بالشر (مت ١١: ٢١) لكن وُجد فيه بقية مقدسة للرب، مختارة حسب نعمة الله.

لم يذكر الإنجيلي المدينة اعتباطًا بل تحمل معنى رمزيًا، فبيت صيدا تعني:"بيت الصيادين". بالحق من يقبل دعوة السيد المسيح ليتبعه إنما يصير صيادًا للناس (مت19:4). وقد كانأول صيد لفيلبس هو نثنائيل، الذي جاء به إلى يسوع المسيح.

v    كان الرسول فيلبس من نفس البلدة التي جاء منها أندراوس وبطرس بحسب ما جاء في الإنجيل (يو 44:1). إني أظن أن فيلبس قد مُجد لأنه كان صديقًا للأخوّين أندراوس وبطرس، أول من كرمهما الإنجيل.

فهم أندراوس سرّ المسيح وتبعه بعدما أشار يوحنا المعمدان إليه قائلاً: "هذا هو حمل اللّه الذي يحمل خطية العالم".

تعلم أندراوس حيث كان يسكن وحمل الأخبار المفرحة من النبوات التي صدرت منذ أمد بعيد إلى أخوه سمعان بطرس. ويلزم أن يسبق السمع الإيمان. لأن الشخص الذي يرتبط من كل قلبه بالحمل يصير مقدسًا بتغيير الاسم: فبدلاً من سمعان ناداه السيد المسيح بطرس، وأصبح اسمه بطرس.

ينطبق تغيير الاسم أيضا على إبراهيم وسارة اللذين مرا في مراحل روحية عديدة ثم استقبلا الوعد بالبركات من اللّه، وأصبح إبراهيم وسارة جدان لأمم كثيرة من خلال تغيير الاسم

ويشبه ذلك ما حدث ليعقوب الذي صار اسمه إسرائيل بعد مصارعته الطويلة خلال الليل مع الملاك.

ونمى بطرس العظيم بمثل هذه النعمة، بعد ما عرف إيمان أخوه في حمل اللّه ثم اكتمل من خلال الإيمان وأصبح صخرة. لذلك كان فيلبس مستحقا أن يكون رفيقًا لبطرس وأندراوس بعدما وجده يسوع. كما يقول الإنجيل وجد فيلبس الذي صار تابعًا لكلمة اللّه؛ "اتبعني" (يو 43:1).

وبعد ما امتلأ فيلبس من نور الإيمان، دعا نثنائيل لكي يتقرب من المسيح ويتعرف على سرّ الإيمان ويمتلئ بنوره. فقال له فيلبس: "وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف من الناصرة" (يو 45:1). استقبل نثنائيل رسالة الإنجيل بانتباه ووجد سرّ النبوة عن السيد المسيح صدى في أذنيه. علم أن بيت لحم هي أول مكان لظهور اللّه في الجسد، ولكنه بعد ذلك عاش في الناصرة لذلك سُمى السيد المسيح الناصري.

وقد تبين لنثنائيل من فحص النبوات أن السيد المسيح لابد أن يولد حسب الجسد من نسل داود في بيت لحم، وأن هذا السرّ لابد أن يحدث في مغارة وفيها أقمطة من قماش لكي يلف بها الطفل المولود ومعهم رجل يرعاهم. وكانت الجليل تُعرف حسب الكتاب المقدس بأنها موّطن الأمم (إش 1:9). لذلك ظهر نور المعرفة لنثنائيل الذي قال: "أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟" (يو 46:1) ومن هنا ترك نثنائيل شجرة التين التي أخفى ظلها النور، وتمسك بالواحد الذي لعن شجرة التين الغير مثمرة فجفت أوراقها. وشهد كلمة اللّه أن نثنائيل كان إسرائيليًا حقًا لا غش فيه، فلقد أظهر نفسه نقيًا مثل أبينا إبراهيم (تك 27:25). قال المسيح: "هوذا إسرائيلي حقًا لا غش فيه"[262].

القديس غريغوريوس النيسي



والمجد لله دائما