هل الجحيم مادي وبه دود لايموت ؟ مرقس 9 و متي 18



Holy_bible_1



الشبهة



يتكلم المسيح في مرقس 9: 48 عن ان يوجد في الجحيم دود لايموت ونار لا تطفأ فهل هذا دليل علي ان الحجيم مادي ؟ وكيف يوجد دود في قلب النار ولا يموت الي الابد ؟



الرد



في البداية ارجو مراجعة ملف

هل نزل المسيح الي الجحيم ليخرج الاباء واين كان مكانهم قبله

وتناولت فيه الي حد ما بعض مواصفات ورموز الجحيم في العهد القديم

الكلام هنا ليس بالمعني الحرفي ولكن من الواضح ان الرب كلامه مجازي بتشبيهات ليشرح لهم العقاب الابدي وما به من امور فوق مفهومهم باشياء حسيه يفهموها فقط لتوضيح المعني لهذا لا نعرف مواصفات الجحيم بتفصيل فقط نعرف ان به عذاب شديد ولكن ما يهمنا ان الجحيم لن يكون فيه راحه لان الرب ليس موجود فيه وهو مصدر السلام والراحه ولهذا لانسعي لندخل الملكوت خوفا من الجحيم ولكن حبا في ربنا ولكي نكون معه فاي مكان هو فيه سيكون لنا معه سلام لايوصف

الاعداد

انجيل مرقس 9

9: 43 و ان اعثرتك يدك فاقطعها خير لك ان تدخل الحياة اقطع من ان تكون لك يدان و تمضي الى جهنم الى النار التي لا تطفا

الرب يسوع المسيح وضح سابقا ان ملكوت السموات هو روحي مثل ملائكة الله ( مت 22: 30 ) بمعني انه لا يوجد به اعضاء حسية ووضح ان الجسد المادي لن ندخل به ملكوت السموات ولهذا لانخاف من الذين يقتلون الجسد

إنجيل متى 10: 28


وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ.



ولكن هنا يتكلم بطريقه بسيطه بامثال فيتكلم بان الانسان افضل له ان يكون اقطع في الحياه عن ان يكون له يدان في جهنم

وبالطبع المسيحية ضد ان الانسان يقطع يده ولكن يقصد بها ان يمنع يده عن فعل الشر لكي لا يدخل جهنم وبخاصه ان المسيح تكلم عن المسببات بمعني انه تكلم عن الفكر والنظره قبل ارسال اليد لفعل الشر من سرقه واعتداء وغيره هو فقط يوضح لهم بمثال حسي ليوضح لهم قطع اليد بالارادة وبضبط الفكر لايقل الما عن قطع اليد

مع ملاحظة انه استمرار للحديث عن العثرة مثل عثرة احد الاصاغر فخير له لو طوق عنقه بحجر رحي وطرح في البحر وبالطبع الانسان لن ينتحر ولكن الرب يوضح خطورة العثرة وبنفس المقياس اي استخدام امور ماديه لتوضح المعني الروحي يتكلم عن الدود

9: 44 حيث دودهم لا يموت و النار لا تطفا

فمن هذا نفهم ان الرب لا يتكلم عن دود بالمعني المادي اي الدود الارضي ولكن يوضح ان في الجحيم انواع عذاب اشد من ان ياكل دود جسم انسان وهو حي وهي من ابشع الميتات لان الانسان يري جسده ينتن ويتعفن وياكله الدود وينفر منه جميع اصحابه واقرباؤه

فهو لا يقصد ان يقول ان هناك دود من نوع الارضي ولكن فقط تمثيل لنوع العذاب فيستخدم امور ماديه لشرح ليوضح فقط قساوة الجحيم الذي لا نفهم ابعاده بعد

وقال لايموت بمعني ان العذاب لا ينتهي بل هو ابدي

والنار التي لا تطفأ لانها ليست الام خارجية فقط ولكن نار الندم الداخلي الابدي ايضا وهي اشد من لسع النار بعشرات المرات

اذا فهمنا انه لا يليق ان ناخذ الكلمات في هذا المقطع بمعني حرفي

والسيد المسيح استخدم هذا التعبير لانه يكلم اليهود وهم يفهمونه جيدا من كلام اشعياء النبي

سفر إشعياء 66: 24


وَيَخْرُجُونَ وَيَرَوْنَ جُثَثَ النَّاسِ الَّذِينَ عَصَوْا عَلَيَّ، لأَنَّ دُودَهُمْ لاَ يَمُوتُ وَنَارَهُمْ لاَ تُطْفَأُ، وَيَكُونُونَ رَذَالَةً لِكُلِّ ذِي جَسَدٍ».

فهو يشرح لهم بنفس الاسلوب ليشير الي بشاعة الجحيم الابدي .

مع ملاحظة ان الرب يسوع لم يريد ان يتكلم كثيرا عن مواصفات الجحيم الا بامور رمزيه قليله جدا وهذا لانه فقط يحذر ولا يريد ان يخيف فالرب لا يريدنا نعمل صالحات خوفا من العذاب الابدي ولكن حبا له ورغبه في ان نقضي الابديه معه ومحبة لابناؤه

ويكمل الرب بنفس السياق الرمزي

9: 45 و ان اعثرتك رجلك فاقطعها خير لك ان تدخل الحياة اعرج من ان تكون لك رجلان و تطرح في جهنم في النار التي لا تطفا

9: 46 حيث دودهم لا يموت و النار لا تطفا

9: 47 و ان اعثرتك عينك فاقلعها خير لك ان تدخل ملكوت الله اعور من ان تكون لك عينان و تطرح في جهنم النار

9: 48 حيث دودهم لا يموت و النار لا تطفا

9: 49 لان كل واحد يملح بنار و كل ذبيحة تملح بملح

وبالطبع النار لا تملح ولكن الرب يسوع يقصد الاعمال الحسنة وتحمل الضيقات ونار التجارب بفرح لتكون ذبيحتنا القلبية مقبولة امام الله . فكل هذا يؤكد ان الكلام مجازي فقط

9: 50 الملح جيد و لكن اذا صار الملح بلا ملوحة فبماذا تصلحونه ليكن لكم في انفسكم ملح و سالموا بعضكم بعضا

ويقول ابونا انطونيوس فكري

سبق السيد وتكلم عن العثرات الموجودة في العالم، فماذا يصنع الإنسان المسيحى أمام هذه العثرات والشهوات المحاربة في أعضائه ؟ قطعاً المسيح لا يقبل أن نقطع أيادينا وأرجلنا.. الخ. بل أن نحيا كأموات أمام الخطية. فإن كانت أعيننا تعثرنا فلنمنع أعيننا من أن تنظر، فهناك من يسير في طريقه وعيناه للأرض ويمنع عن عينه كل الصور المعثرة.وقطعاً في هذا تغصب، ولكن الملكوت يغصب (مت 12:11). ومن تعثره أماكن معينة فعليه أن لا يذهب فيكون كمن قطع رجله، وهناك من يعثره صديق معين أو جماعة معينة، فعليه أن يمتنع عنهم ويكون كمن قد مات.. وهكذا. وهذا ما يُسمى الجهاد، أن تغصب نفسك أن لا تفعل ما ترغب فيه إن كان فيه خطأ وتحيا كميت أمامه. وتغصب نفسك أن تفعل ما لا ترغب فيه إن كان صحيحاً كالمثابرة في الصلاة والمواظبة على الذهاب مبكراً للكنيسة. والصيام بقدر الإمكان.. الخ. فهناك عثرات من الآخرين وعثرات من أنفسنا عندما ننخدع من شهواتنا وهذه يجب أن نقطعها مهما كانت عزيزة علينا، كما أن اليد والرجل والعين عزيزة علينا، أي نتخلص مما يسبب لنا العثرة [ اليد (نبتعد عن أي عمل ردئ) والرجل (نمتنع عن الذهاب للأماكن المعثرة)..] أقمع جسدى وأستعبده (1كو 27:9) ومن يجاهد ويغصب نفسه تملأه النعمة، فالنعمة لا تُعطى إلاّ لمن يستحقها والنعمة تعطينا أن نكون خليقة جديدة، الشهوات فيها ميتة، خليقة لا تفرح بالخطية ولا تسودها الخطية رو 14:6. ومن يصلب نفسه عن شهواته يقول مع بولس "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىّ غل 20:2



اذا في النهاية تاكدنا ان الكلام ليس عن دود حقيقي بالمعني الحرفي ولكن اسلوب رمزي عن الام لاتنتهي



والمجد لله دائما