هل تعبير اجذب الي الجميع هو خطأ ولم يحدث ؟ يوحنا 12: 32



Holy_bible_1



الشبهة



كيف يقول المسيح في يوحنا 12 :32 : » 32وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ». 33قَالَ هذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ.« .

مع أن ملايين البشر يرفضونه أو يقفون منه موقفاً مائعاً، أو لم تصلهم رسالة عنه بعد؟.



الرد



الحقيقه كلام المسيح صحيح فهو لا يتكلم عن اشخاص ولكن يتكلم عن اليهود والامم

وهذا فهمناه من سياق الكلام ونتاكد بمعرفة من يخاطب المسيح بهذا

ولهذا ابدا بدراسة العدد في سياقه

انجيل يوحنا 12

12: 20 و كان اناس يونانيون من الذين صعدوا ليسجدوا في العيد

12: 21 فتقدم هؤلاء الى فيلبس الذي من بيت صيدا الجليل و سالوه قائلين يا سيد نريد ان نرى يسوع

فالموقف هنا يخبرنا فيه يوحنا بموقف حدث وهو طلب اليونانيين ان يروا يسوع لانهم سمعوا عنه ولهذا تقدموا الي احد تلاميذه ليسهل لهم ذلك

وفي هذا الجزء يوضح يوحنا ان الامميين باستمرار كانوا يبحثون ايضا عن المسيح فالمجوس في الميلاد والمراه الكنعانية وقائد المئة وغيرهم وايضا اليونانيين فالكل يسجد له واليونانيين هنا هم أصحاب الجنسية اليونانية وليسوا من يهود الشتات لكنهم تهودوا إذ قيل أتوا ليسجدوا، ولكنهم كانوا يعيشون في الجليل معجبين باليهودية، ولأنهم في نظر اليهود دخلاء فمكانهم في الهيكل في دار الأمم، لذلك جاءوا إلى فيلبس ليدبر لهم مقابلة مع المسيح لأن المسيح كان داخل الهيكل

فهنا نبدا نفهم ان المسيح يتكلم انه يفتح الباب لجميع الامم وليس لامه واحده فقط وهم اليهود

12: 22 فاتى فيلبس و قال لاندراوس ثم قال اندراوس و فيلبس ليسوع

12: 23 و اما يسوع فاجابهما قائلا قد اتت الساعة ليتمجد ابن الانسان

12: 24 الحق الحق اقول لكم ان لم تقع حبة الحنطة في الارض و تمت فهي تبقى وحدها و لكن ان ماتت تاتي بثمر كثير

وهنا المسيح يستخدم الموقف في شرح ان في مجيء اليونانيين باكورة الحصاد الذي سيحصد بواسطة موته. فحبة الحنطة تشير للمسيح الذي سيدفن بعد صلبه ليأتي بالأمم واليهود. والمسيح إنتهز الفرصة ليعلن إقتراب ساعة موته والتي بها سيكون الخلاص لكل العالم يهوداً ويونانيين أي يهوداً ووثنيين. يتمجد= بصليبه وموته ثم بقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب. وبذلك يكون الموت بداية للحياة المجيدة السمائية للأمم كما لليهود وبهذا يتمجد يسوع. وفي هذا تشابه مع البذرة في دفنها. اليونانيون أتوا ليروا مجد يسوع الذي دخل في إستقبال عظيم وطهر الهيكل. لكن نجد يسوع يتكلم عن موته. فالصليب هو مجده. وهذا عكس الملوك الأرضيون الذين يفتخرون بالمظاهر.

ونلاحظ تعبير ياتي بثمر كثير هذا هو المقصود عن العدد وليس بكل الثمر ولكن عن فتح الباب هو يفتح لكل الامم

12: 25 من يحب نفسه يهلكها و من يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها الى حياة ابدية

وهنا المسيح يوضح شروط من يمكنه ان ينال خلاص المسيح

فمن يحب نفسه ويكون اناني ويحب شهوات العالم هذا يهلك

ومن يبغض العالم وشهواته هذا يفوز بالابديه ويجذبه اليه المسيح

فمن يبغض نفسه= يموت عن شهوات العالم. هنا المسيح يرد على سؤال اليونانيين وعلى كل من يريد أن يرى يسوع. فمن يريد أن يرى يسوع فليصنع ما صنعه يسوع ويموت عن العالم. من يحب نفسه= النفس هنا تشير للحياة الطبيعية الحسية. أمّا الحياة الأبدية فهي الحياة الحقيقية، فمن يترك لذاته الحسية الخاطئة الآن يكون كمن يدفن نفسه

12: 26 ان كان احد يخدمني فليتبعني و حيث اكون انا هناك ايضا يكون خادمي و ان كان احد يخدمني يكرمه الاب

والمسيح هنا يقدم مفهوم الخدمة فهي ليست مجرد خدمة للآخرين بل هي أن نسير في طريق المسيح أي الصليب. فليتبعني= كيف نتبعه إن لم نقبل أن نحمل الصليب. ونسير في طريقه بحفظ وصاياه وقبول أي صليب يوضع علينا (مت38:10، 39). فالإيمان الصادق بالمسيح هو أن نسير في طريقه ونتحمل في سبيله كل أنواع الجهاد الروحي فمن يشاركه آلامه سيشاركه أمجاده (رو17:8).

وهنا يوضح المسيح من هم الذين سياتوا اليه اي يجذبهم اليه وهم هم من يحبون ان يكونوا خدام للمسيح عن محبه وتنفيز وصاياه

يخدمني اي [1] يحفظ وصيتي [2] يخدم رعيتي كيف؟ يحمل الصليب مثلي: [1] يموت عن شهوات العالم [2] قبول أي ألم.

12: 27 الان نفسي قد اضطربت و ماذا اقول ايها الاب نجني من هذه الساعة و لكن لاجل هذا اتيت الى هذه الساعة

وكلام المسيح هنا عن اقتراب الصليب

12: 28 ايها الاب مجد اسمك فجاء صوت من السماء مجدت و امجد ايضا

12: 29 فالجمع الذي كان واقفا و سمع قال قد حدث رعد و اخرون قالوا قد كلمه ملاك

12: 30 اجاب يسوع و قال ليس من اجلي صار هذا الصوت بل من اجلكم

12: 31 الان دينونة هذا العالم الان يطرح رئيس هذا العالم خارجا

وهنا يؤكد ان لحظة الصلب اقتربت ويتكلم عن دينونة رئيس العالم الشيطان فهو قال دينونة ولم يقل الدينونة. فالدينونة مُعَرَّفَةْ بالـ هي في نهاية العالم. دينونة= يسقط بعنف نتيجة ضربة قوية ويخرج خارج دائرة المصارعة إذ إنهزم، هذا معنى الكلمة. والإنتصار ليس أن الله إنتصر على إبليس بل المسيح الإنسان إنتصر لحسابنا عليه ليجذبنا بصليبه للسماء والغلبة هي لمن يؤمن (1يو4:5). ومعروف أن الشيطان رئيس هذا العالم (يو30:14). ولقد تحوَّل الصليب إلى مجد للمسيح وحياة للمؤمنين وقوة يهزمون بها الشيطان، وصار الصليب عار ودينونة وإدانة لمن صلبه ولمن لا يؤمن به. بالصليب سلب الله كل سلطان لإبليس على البشر (مت29:12). وجرده من  كل نفوذ له كان يذلهم به ويجعلهم عبيداً له (كو14:2-15). ومن ثم خلعه من عرشه وطرحه خارج العالم ليصير مجرد مخلوق حقير شرير متمرد على الله ينتظر في سجنه ساعة الدينونة (2بط4:2) مقيداً بسلاسل بعد الصليب (رؤ1:20-3). ينتظر أن يلقى في النار الأبدية في نهاية الأيام (مت41:25+ مر24:1).   ولكن طرحه بدأ بالصليب= الآن يُطرح لم يعد للشيطان سلطان على أولاد الله. هو خارج دائرة من هم للمسيح. هو يحاربهم لكن لا سلطان له عليهم. وقوله دينونة العالم أي كشف وجه العالم الغادر والمقصود بالعالم هو المادية المعادية لروح الله.

12: 32 و انا ان ارتفعت عن الارض اجذب الي الجميع

وهنا قبل هذا العدد وضح المسيح انه سيفتح الباب لكل الامم وايضا وضح شروط من هو الذي سيقبله ويجذبه

وهما المسيح يتكلم عن ارتفاعه علي عود الصليب لانه يقول في العدد التالي مشيرا الي اي ميتة فهو يقصد بان موته يفتح الباب للكل ويعطي الخلاص للكل فكلمة جميع لا يقصد بها انها سيجذب كل الاشخاص كما فهم المشكك ولكن يتكلم عن الجميع اليهود والامم . وكان الصليب هو طريق الصعود لأعلى فهو كان الخطوة الأولى. لذلك صار المؤمنون يشتهون الصليب بسبب الخطوة التالية وهي الإرتفاع للمجد (يو1:14-3) كان كل هذا رداً على طلب اليونانيين أن يروه. فهو سيجذبهم لأعلى وليس فقط سيرونه. بإرتفاع المسيح على الصليب سيجذب المؤمنين إلى الحياة الأبدية.

ويوجد ايضا معني مهم وهو المصالحة بين السمائيين والارضيين فهو يصالح الجميع ومن يقبل يقبل ومن يرفض يرفض ولكنه سيتمم المصالحه

12: 33 قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يموت

كلمة صليب كانت لعنة وصارت إرتفاع للمجد. لقد صارت كلمة إرتفاع تشير للصليب وتشير للصعود أيضاً، بل صارت قوة جبارة تجذب البشر للسماء وعكس قوى الشر. هو يجذب لكن ليس كل واحد يستجيب،

وما يقوله المشكك ان ملايين يرفضونه هذا لا يناقض العدد فالمسيح لم يجبر احد ولكن هو فتح باب الخلاص الي كل الامم وهو المقصود بكلمة الجميع كجنسيات وليس اشخاص كعدد

وايضا لو اصر ان ياخذها بمعني افراد فالمسيح يجذب اليه الجميع وهو فدي العالم اجمعه ولكن لايجبر احد علي القبول فمن يقبل يخلص ومن لا يقبل جذب المسيح اليه ويعاند وينفر عن المسيح فهذا لا ينال خلاص المسيح



وايضا امام كرسي المسيح الكل سوف يسجد امامه

رسالة بولس الرسول الي اهل رومية 14

10 وَأَمَّا أَنْتَ، فَلِمَاذَا تَدِينُ أَخَاكَ؟ أَوْ أَنْتَ أَيْضًا، لِمَاذَا تَزْدَرِي بِأَخِيكَ؟ لأَنَّنَا جَمِيعًا سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ،
11
لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ
: «أَنَا حَيٌّ، يَقُولُ الرَّبُّ، إِنَّهُ لِي سَتَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ، وَكُلُّ لِسَانٍ سَيَحْمَدُ اللهَ».
12
فَإِذًا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَابًا للهِ
.



رسالة بولس الرسول الي اهل فيلبي 2

8 وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ.
9
لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ

10
لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ،

11
وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ
.



واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء

يُطرح إبليس خارجًا، إلى الجحيم حيث يفقد مملكته التي أقامها بين البشر على الأرض، بينما يرتفع السيد المسيح عن الأرض. بالصليب ينحدر العدو، وبه يرتفع السيد ليرفع معه مؤمنيه إلى السماء.

سبق وقرأنا أن الإنجيلي يوحنا يتطلع إلى الصليب كرفعٍ (٣: ١٤؛ ٨: ٢٨)، بكونه مجدًا له.

هنا ينسب إلى نفسه العمل "جذب النفس إليه"، وفي موضع آخر ينسبه إلى الآب (يو ٦: ٤٤). إنه يجتذب النفس ليس إلزامًا ولا بالعنف، وإنما بالحب الجذَّاب. وكما يقول في هوشع: "كنت أجذبهم بحبال البشر، بربط المحبة، وكنت لهم كمن يرفع النير عن أعناقهم، ومددت إليه مطعمًا إياه" (هو ١١: ٤).

النفس التي كانت بعيدة عنه لا تحتمل اللقاء معه بسبب ظلمتها الآن تتمتع بنوره وتنجذب إليه. إنه سيصعد إلى السماء ويسحب معه قلوب محبيه لتتمتع بالسماويات.

بقوله "الجميع" ليؤكد فاعلية الصليب في جذب السمائيين والأرضيين ليصيروا واحدًا. يُصالح به الكل لنفسه، عاملاً الصلح بدم صليبه، بواسطته سواء كان ما على الأرض أم ما في السماوات" (كو ١: ٢٠) ليجمع كل شيء في المسيح، ما في السماوات وما على الأرض، في ذلك" (أف ١: ١٠). كما يؤكد جاذبيته لكل البشرية سواء كانوا من اليهود أو الأمم، لكنه لن يجتذب أحد قهرًا بغير إرادته.

v    معني ذلك أنه يجتذب حتى الذين يؤمنون من الأمم... يقول: "أجذبهم"، كمن هم محتجزين بواسطة طاغية، وغير قادرين بأنفسهم أن يقتربوا إلى (السيد المسيح)، ويهربوا من يدي الطاغية الذي يمسك بهم، في موضع آخر يدعوهم مسبيين، "كيف يستطيع أحد أن يدخل بيت القوي، وينهب أمتعته إن لم يربط القوي أولاً؟" (مت ١٢: ٢٩). قال هذا ليؤكد السيد قوته، ومن يدعوهم مسبيين يدعوهم هنا منجذبين إليه.

القديس يوحنا الذهبي الفم

v    إن كان المسيح صار لعنة من أجلنا لكي يخلصنا من لعنة الناموس، فهل تتعجب أنه من أجلنا يخضع للآب ليجعلنا نحن أيضًا خاضعين له، كما جاء في الإنجيل: "لا يأتي أحد إلى الآب إلا بي" (يو 6:14)، "وأنا إن ارتفعت أجذب إليّ الجميع". فالمسيح إذن يخضع للآب في المؤمنين، إذ كل المؤمنين بل كل الجنس البشري يُحسب أعضاء جسمه. لكنه في غير المؤمنين، يُقال أنه لم يخضع، لأن هذه الأعضاء لجسده لا تخضع للإيمان[1292].

القديس جيروم



والمجد لله دائما