هل تعبير الهي والهكم يفيد بانه واحد من البشر ؟ يوحنا 20: 17 ورؤيا 3: 12



Holy_bible_1



الشبهة



يدل قول المسيح لتلاميذه في يوحنا 20 :17:  »17قَالَ لَهَا يَسُوعُلاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ:إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ».

أنه كان واحداً من البشر لا أكثر ولا أقل.



الرد



الحقيقه هذا العدد اثبات للاهوت المسيح ولكن لكي نفهمه جيدا يجب ان ندرس بعض الحقائق اللاهوتية وايضا يجب ان ندرك من الذي قاله له المسيح هذا التعبير ولماذا في هذا الموقف بالتحديد



اولا المسيح هو الله الظاهر في الجسد

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 3: 16

وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ.



وفي هذا الجسد يحل فيه كل ملئ اللاهوت

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 9

فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا.



رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 9: 5

وَلَهُمُ الآبَاءُ، وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ، الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.



فالمسيح تجسد الله

إنجيل لوقا 1: 35

فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.



رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 3

الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،



وهو والاب اله واحد

إنجيل يوحنا 10: 30

أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».



والجسد والدم هو دم الله

سفر أعمال الرسل 20: 28

اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.



رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 3: 25

الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.





والمسيح كونه اله كامل هو ايضا انسان كامل

إنجيل متى 9: 6

وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا». حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ



ولاهوته متحد بانسانيته ( ناسوته ) بدون انفصال وبدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير بمعني ان اللاهوت لم يفارق الناسوت لحظه او طرفة عين

وايضا اللاهوت لم يختلط بالناسوت ويختفي معالم كل منهما

وايضا لم يمتزجوا بمعني لم يدوب اللاهوت في الناسوت ولم يذوب الناسوت في اللاهوت

ولم يتغير اللاهوت ويصبح فقط ناسوتا ولم يتغير الناسوت ويصبح لاهوت بل بقي اللاهوت لاهوتا وبقي الناسوت ناسوتا

والمسيح كان يتكلم بسلطان لاهوته بوضوح وانه هو الاب والاب واحد

إنجيل يوحنا 14: 9

قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟



وايضا يتكلم بناسوته انه انسان كامل في كل شيئ

إنجيل يوحنا 8: 40

وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.



والذي قدم ذبيحه هو الانسان لان اللاهوت لا يموت

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 9: 14

فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ للهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!



وهو بهذا الناسوت يمثل الطبيعة البشرية

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 45

هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا: «صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا».



فعندما يمثلنا امام العدل الالهي يكلم الاب بلقب الهي

اولا قول الهي هل ينفي لاهوت المسيح ؟

يجاوب السيح المسيح بنفسه في انجيل يوحنا ويوضح ان لقب الهي مساوي للقب ابي فهو لم يقل الهنا ولكن الهي

إنجيل يوحنا 20: 17

قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ:إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ».

فهو رغم انه شاركنا في اللحم والدم ولكنه يختلف عنا لان طبيعته البشريه متحده باللاهوت

عندما شرح ان هناك فرق بين مكانته بانه الله الظاهر في الجسد هذا الجسد يشابهنا في كل شيئ ولكنه يختلف عنا بان يحل فيه كل ملئ اللاهوت فهو يقول الهي تعبيرا عن مكانة هذا الجسد ولا يقول الهنا فهو يتكلم عن صعوده بالجسد ( الذي يتغير الي الطبيعه النورانية الممجده ) ليعد الملكوت

إنجيل يوحنا 14: 3

وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا،



فكل هذا يؤكد تعبير الهي هو تعبير مكانة وانه هو الله الظاهر في الجسد وبالجسد يمثل البشريه لله لان الانسان لايمكن ان يصالح نفسه مع الله قبل دفع الكفارة وكلمة إلهى يشير للصلح الذى حدث بينى وبين الله الآب والذى صنعه المسيح بفدائه فنحن بالمسيح المتجسد وبفدائه رجعنا شعبا خاصا بعد أن كنا مرفوضين والمسيح يقول إلهى هنا لأنه بعد تجسده وإتحاده بجسد البشرية صار يتكلم بلسانها فالكنيسة جسده التي تخاطب الله من خلال جسده. المسيح بلاهوته واحد مع الآب ولكن بناسوته يقول إلهى عن الكنيسة.

بالطبع الاب لم يتجسد والاب لم يخلي ذلته فالتجسد واخلاء الذات هذا تمييز وظيفي لاقنوم الابن الذي هو واحد مع الاب

فهو

رسالة بولس الرسول الي اهل فيلبي 2

6 الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ.
7
لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ
.
8
وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ
.
9
لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ

10
لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ،

11
وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ
.

والاب لم يخلي ذاته كما ذكرت ولكن الابن باخلاء ذاته وتجسده صار وقتيا بهذا الجسد اقل من الاب



وايضا اللاهوت ليس له جسد لا ملائكي ولا بشري اما الطبيعه البشريه للمسيح فهو جسد كامل

والطبيعه الملائكيه التي هي من نور افضل من الطبيعه البشريه التي هي اصلها من تراب

والمسيح اخذ الطبيعه البشريه

سفر المزامير 8: 5

وَتَنْقُصَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ.



رسالة بولس الرسول الي العبرانيين 2

7 وَضَعْتَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ. بِمَجْدٍ وَكَرَامَةٍ كَلَّلْتَهُ، وَأَقَمْتَهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ.
8
أَخْضَعْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ
». لأَنَّهُ إِذْ أَخْضَعَ الْكُلَّ لَهُ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا غَيْرَ خَاضِعٍ لَهُ. عَلَى أَنَّنَا الآنَ لَسْنَا نَرَى الْكُلَّ بَعْدُ مُخْضَعًا لَهُ.
9
وَلكِنَّ الَّذِي وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ أَلَمِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ
.



اذا ندرك ان الابن بلاهوته واحد ومساوي للاب اما الابن بتجسده او بطبيعته البشريه اقل من الاب

فالطبيعه البشريه اتخذها في وقت الميلاد فهو بالجسد مولود في ملئ الزمان والطبيعه البشريه الذي شابهنا في كل شيئ ما عدا الخطيه

وهذه الطبيعه البشريه بالطبع اقل من الاب والاب اعظم منها وبخاصه ان الطبيعه البشريه قابله للالام فنعلم ان يسوع المسيح قد ضرب وجلد وغرس في راسه اكليل الشوك وسمر وطعن في جنبه بالحربه وهذه الاشياء بالطبع لا تؤثر علي اللاهوت ولكن تؤثر علي الطبيعه البشريه ليسوع المسيح

وفي هذه الحاله لانستطيع ان نقول انه كان في صورة المجد الالهي ولكنه في صورة الاخلاء كان اقل من مجد الاب اما عن لاهوته لم ينفصل عن الاب ولكن بالجسد ليس في مجد الاب ولهذا قال

إنجيل يوحنا 17: 5

وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ.



فهو منذ الازل واحد مع الاب وممجد بنفس مجد الاب وفي ذات الاب اما بتجسده اصبح مجده البشري المتالم اقل من مجده الاول لان في جسده البشري

سفر اشعياء 53

1 مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا، وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟
2
نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْق مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ
.
3
مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ
.
4
لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا
. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً.
5
وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا
. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا.



هذا بالاضافه اننا سنتحد في طبيعة المسيح البشرية ونكون اعضاء جسده ونخضع له

اذا تاكدنا ان الاب اعظم من يسوع في بشريته وهو واحد مع يسوع المسيح في لاهوته

فيكون من الواضح ان يسوع المسيح عندما قال الهي يتكلم عن مكانة بالجسد ممثل البشرية بالمقارنه بالاب

وليس عن لاهوته وبخاصه ان قبل تجسده ظهوراته في العهد القديم كانت عظيمه بل تصل احيانا بان توصف من عظمتها انها مخيفه مهيبه وبعد بعد قيامته وصعوده عند ظهوره لشاول اصيب بالعمي ولكن في صورة الاخلاء شابهنا



وايضا المسيح واحد, كيان واحد, وهو بلاهوته واحد مع الاب وبناسوته مجربا بالالم اقل من الاب وهذا لا يعني ان المسيح طبيعتين منفصلتين بالطبع لا فهو المسيح الكيان الواحد الذي هو الله الظاهر في الجسد فالتمييز بين ناسوت المسيح ولاهوته هو تمييز ذهني فقط وليس فصل واقعي لانه في الواقع لايمكن الفصل بينهما بعد الاتحاد لانه اتحاد كامل لايقبل الانفصال او الافتراق

واضرب مثال توضيحي لتاكيد ذلك مع فرق التشبيه

الانسان هو واحد بكيانه ولكن مكتوب عن الانسان

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 17

لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ



اذا الانسان كيان واحد ولكن في داخله الروح يشتهي الروحيات والجسد يشتهي الجسديات وطبعا شهوة الروحيات افضل بكثير من شهوت الجسديات فالروح في حالة اشتهاء الروحيات افضل من الجسد في وقت فعل الخطيه رغم ان الروح والجسد كيان واحد ( مع فرق التشبيه بالطبع )



وايضا

رسالة بولس الرسول الي اهل رومية 7

18 فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي، وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ.
19 لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ.

اذا رغم ان الانسان واحد مع ارادته ولكن الانسان له اراده صالحه وله شهوه شريره وبالطبع ارادة الصلاح اعظم من الشهوه الشريره رغم انهم كيان واحد

مع اعتبار فرق التشبيه ايضا



ثانيا هذا الحوار مع من

المسيح يتكلم مع المجدلية التي لازال بعد كل هذا غير مصدقه كلام الملائكه انه قام وتستخدم تعبير رابوني اي معلم وليس الرب اي يهوه علي المسيح فهو في نظرها المعلم الذي مات فقط وهذا امر محزن وخطأ منها



20: 13 فقالا لها يا امراة لماذا تبكين قالت لهما انهم اخذوا سيدي و لست اعلم اين وضعوه

وهي في اسلوب غير مصدق لكلام الملاكين سابقا تقول انهم اخذوه رغم انها اخبرت بطرس من قليل عن موضوع انه غير موجود في القبر

ونلاحظ ان الملاك لم يجيب علي سؤال المجدليه لانه سبق فاخبرها الرد المكلف به وهو انه ليس هو ههنا ولكنه قام فهي بعدم تصديقه في المره الاولي لايحتاج ان يكرر مره اخري

20: 14 و لما قالت هذا التفتت الى الوراء فنظرت يسوع واقفا و لم تعلم انه يسوع

وهذا اول ظهر للسيد المسيح كما اخبرنا مرقس البشير ولكن بسبب عدم تصديقها لقيامته لم تنفتح بصيرتها وتعرف انه هو يسوع . ومن العدد نفهم انه يتكلم من علي بعد كعلامه علي ان قلة الايمان يفصلنا ويبعدنا عن المسيح ولا يجعلنا نتعرف عليه اكثر

20: 15 قال لها يسوع يا امراة لماذا تبكين من تطلبين فظنت تلك انه البستاني فقالت له يا سيد ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته و انا اخذه

وتكرر نفس الكلام التي سالته للملاك رغم انها سمعت من الملاك سابقا انه قام وتصر ان احدهم حمل جسد المسيح رغم ان اخر مثل يوحنا رائي الاكفان فصدق مباشره بانه قام . فكل هذا يؤكد رفضها للتصديق وهذا الذي جعل المسيح يخاطبها بنوع من التوبيخ لاحقا

20: 16 قال لها يسوع يا مريم فالتفتت تلك و قالت له ربوني الذي تفسيره يا معلم

وهذا هو العدد الشهير الذي لقبت فيه السيد المسيح لقب رابوني الذي تفسيره يامعلم وهو عبريا رابوني . ولقب رابوني يدل علي انها لازالت متمسكه بالسيد المسيح علي انه فقط المعلم الصالح وليس الله الظاهر في الجسد فلهذا قال لها المسيح

20: 17 قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي و لكن اذهبي الى اخوتي و قولي لهم اني اصعد الى ابي و ابيكم و الهي و الهكم

معني كلمة لا تلمسيني

من قاموس سترونج

G680

ἅπτομαι

haptomai

hap'-tom-ahee

Reflexive of G681; properly to attach oneself to, that is, to touch (in many implied relations): - touch.



يتعلق نفسه ب يلمس

وهي اتت من مصدر هابتو الذي يعني يرتبط او يلتصق او يتعلق بشيئ

من قاموس ثيور



G681

ἅπτω

haptō

Thayer Definition:

1) to fasten to, adhere to

1a) to fasten fire to a thing, kindle, set of fire

Part of Speech: verb



فالسيد المسيح يعاتبها بالفعل علي تمسكها به كمعلم



وهنا عاتبها السيد المسيح وقال لها لاتلمسيني الذي يعني في اليوناني لاتتمسكي بي اي لاتتمسك به فقط بمستوي المعلم . وهو يوضح انها ارادت ان تقترب منه فرفض عتابا لها وايضا يوضح انه بالفعل كان يكلمها علي مسافه بعيده

فقوله لها لم اصعد بعد الي ابي هو يقصد يقول لها في ذهنك وفي إيمانك يا مريم أنا مجرد إنسان ولست إله مثل أبى، ولذلك لن تستطيعي أن تتلامسي معي، عدم الإيمان هذا هو السبب في أن عينيك قد أمسكت فلم تعرفيني. درس المسيح لمريم هنا هو نفس درس العريس لعروسته في سفر النشيد (6:5) وكما كان درس العريس في سفر النشيد سبباً في رجوع العروس، كان درس المسيح للمجدلية هنا لتثبيت إيمانها.

وتكميله بتعبير إني أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم كلمات في منتهى الروعة يعبر بها المسيح عن عمله الخلاصي وبركات القيامة. لقد تحول البشر إلى إخوة له "فصار بكراً بين إخوة كثيرين" (رو29:8) وبإتحاده بنا صار أبوه (بحسب الطبيعة) أباً لنا (بالتبنى). وصار إلهه (هو يتكلم كإنسان لهُ طبيعتنا يمثلنا، مؤكداً تجسده الكامل وبشريته) إلهاً لنا (بمعنى التصالح بين الله والإنسان في خلال جسده فنحن كبشر بالفداء عدنا شعب الله المحبوب) ونلاحظ أنه لم يقل إلهنا وأبونا، فنحن نختلف عنه. الآب أبوه بالطبيعة وصار لنا أباً بالتبني، والآب متحد معهُ أقنومياً فالمسيح الإبن هو الله. ولكنه بالجسد يقول إلهي كما قال سابقاً وهو في حالة إخلاء نفسه "أبى أعظم منى" وقوله إلهكم فنحن عبيده المخلوقين.

20: 18 فجاءت مريم المجدلية و اخبرت التلاميذ انها رات الرب و انه قال لها هذا

ولايكمل معلمنا يوحنا التفاصيل لان في اثناء رجوعهما هي ومريم ام يعقوب لاقاهما الرب ولمستاه وسجدتا له فمعلمنا يوحنا الذي يركز علي مريم المجدليه وموقفها في حادثة القيامه و المجدليه تعلمت الدرس فتقول رات الرب وليس رابوني فهي امنت انه هو الرب الحقيقي وهو قام فعلا وانها يجب ان لا تلمسه بمعني لاتتمسك به وهو في ايمانها صعد الي مرتبة الالوهية



وفي مكان اخر كرر المسيح نفس تعبير مشابه عندما قال

سفر الرؤيا 3

3: 12 من يغلب فساجعله عمودا في هيكل الهي و لا يعود يخرج الى خارج و اكتب عليه اسم الهي و اسم مدينة الهي اورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند الهي و اسمي الجديد

وكلام المسيح هنا الي ملاك كنيسة فلاديلفيا اي المحبة الاخوية وهي الكنيسه السادسه والسابقه الي كنيسة الارتداد لاودوكية وهذه الكنيسه فيها بعض التراخي وحب الظهور فهم عندهم قوة يسيرة هذا بالرغم من انهم لم ينكروا الإيمان بالمسيح. وهذه الحالة قد تصيب الإنسان وبالذات الخدام حين يواجهون مشاكل كثيرة. وأمام ضغط المشاكل التى تبدو بلا حل ومن كثرتها يصاب الخادم بشىء من الإحباط وأنه على مشارف اليأس. فالمشاكل كثيرة وأكبر من طاقته. والسيد المسيح يبغض هذا الشعور. فالكنيسة بيت الله هى كنيسته هو وما نحن سوى خدام لديه وألات فى يديه لذلك يجب أن يتغلب على شعور الإحباط هذا بالإتكال على الله من كل القلب عارفين قوته وأن الخدمة هى خدمته. هذه الحالة هى حالة الكنيسة فى فترة ما قبل ضد المسيح حيث يبدأ فك الشيطان فتزداد الخطايا والعثرات وتزداد المشاكل جداً.

وايضا تزداد مشاغل العالم جدا فيضيع مجهود الانسان باشغال نفسه باشياء كثير ولكن الحاجه الي واحد

ونلاحظ ان عمل الكنيسه دي سلبي وليس ايجابي حفظ ولم ينكر لكنه لم يقل عمل تعبك وهذا رجاء ان الانسان الذي ليسه له القدره علي الخدمه ليس عن رفض ولكن بسبب ظروف فوق طاقته فيعزيه الرب علي حفظه اسم المسيح في قلبه

ومن ينجوا في هذه الكنيسه هو من تمسك باسم الرب اي قوته والمسيح بالنسبه له ليس انسان فقط بل الاله الوحيد

ولهذا تكرار كلمة إلهى يشير للصلح الذى حدث بينى وبين الله الآب والذى صنعه المسيح بفدائه فنحن بالمسيح المتجسد وبفدائه رجعنا شعبا خاصا بعد أن كنا مرفوضين والمسيح يقول إلهى هنا لأنه بعد تجسده وإتحاده بجسد البشرية صار يتكلم بلسانها فالكنيسة جسده. المسيح بلاهوته واحد مع الآب ولكن بناسوته يقول إلهى.

واستخدم اسم الهي مع هذه الكنيسة لان ايمان العالم بالمسيح سيقل جدا الي مرتبة انه بشر في نظرهم وانسان كان جيد في القول والفعل فقط وسيحاولوا يتجاهلوا انه الله الذي تجسد فايمانهم في هذا الوقت سيشابه ايمان المجدليه في انها تتمسك بالمسيح المعلم فقط وليس المسيح الذي هو الله الظاهر في الجسد القائم من الاموات

مع ملاحظة انه يقول عمودا في هيكل الهي والهيكل هذا ليس وصف علي اللاهوت بل هيكل الله اي جسده فيكون عمودا في هيكل الله اي جزء في جسد المسيح وهذا الهيكل هو هيكل الله ولكن اللاهوت بالنسبه للجسد هو الهه ولهذا قال عمودا في هيكل الهي

واخيرا المعني الروحي

من تفسير ابونا تادرس واقوال الاباء

لتأكيد قيامته سمح لتلاميذه أن يلمسوا آثار المسامير والجراحات، كما سمح للنسوة أن يمسكن قدميه ويسجدن إليه (مت ٢٨: ٩). أما بالنسبة للمجدلية فربما لأنها ظنت أنه قام كما سبق فأقام لعازر ليعيش معهم على الأرض، لذلك طلب منها ألا تلمسه بيديها بل بقلبها، لتكرز بقيامته وصعوده إلى السماء. إنه لم يقم ليؤسس له مملكة أرضية، بل ليصعد، ويقيم مملكته في القلوب. لقد سبق فهيأ أذهانهم قبل صلبه أنه يصعد إلى السماء، لذا لم يرد أن تتحول بهجة قيامته إلى شوق نحو بقائه معهم على الأرض.

يرىLeon Morris أن الفعل "تلمسيني" في اليونانية يحمل معنى "لا تستمري في لمسي" وليس "لا تبتدئي باللمس". أراد السيد المسيح منها أن تتوقف عن اللمس، وكأنه سمح لها باللمس ولكن إلي حين. أراد أن يؤكد لها أنه قد قام بحياة جديدة، ليس كالحياة القديمة التي تركها، ليهب البشرية المؤمنة هذا التغيير في يوم الرب العظيم (1 كو 15: 51-53).

مرة أخرى إذ تلامست مع قيامته يؤكد لها أنه لم يصعد بعد إلى السماء، وقد حان الوقت للكرازة بالقيامة وتهيئة الأذهان للصعود. إنه لا يوجد وقت للارتباط الزمني وحضوره جسديًا وسطهم. ليس من وقت للحديث معه، بل يلزم تحقيق رسالته، إنه وقت للكرازة بالأخبار المفرحة.

مع قيامته والإعلان عن صعوده لم يخجل من أن يدعو تلاميذه "اخوتي".

بعث السيد المسيح برسالة مع المجدلية إلى تلاميذه الذين تركوه عند القبض عليه ولم يرافقوه حتى الصليب. لم يشر إلى كلمة عتاب واحدة، وكأنه قد أرسل إليهم يقول: "إني أغفر وأنسى ولا أعاتب!"

أرسل إليهم المجدلية التي سبق فأخرج منها سبعة شياطين لكي تكرز للتلاميذ بالأخبار المفرحة للقيامة.

في رسالته إليهم أعلن شوقه للوحدة، اتحادهم معه، لينالوا البنوة لله، فيصير الله الآب أباهم، ويصير المسيح نفسه معهم، يحسب الآب إلهه كابن البشر الممثل لهم. لكنه يميز بين مركزه كابن أزلي حقيقي وبينهم كأبناء بالتبني، إذ لم يقل: "أبينا وإلهنا". أخيرًا إن كان بطرس ويوحنا تركاها في البستان تبحث عنه باكية، فإنها إذ وجدته عادت تبشر الكل بما رأته وسمعته ووجدته. لقد وجدت المسيا مخلص العالم الذي يعدهم ليرتفعوا معه بقلوبهم إلى حضن الآب.

أجاب القديس جيروم على تساؤل مارسيلاMarcella كيف يتفق ما جاء في يو 17:20 "لا تلمسيني" مع ما ورد في مت 9:28: "فتقدمتا وأمسكتا بقدميه". يقول أنه في الحالة الأولى فشلت مريم المجدلية في التعرف على لاهوت ربنا يسوع، أما في الحالة الثانية تعرفتا عليه، ولهذا نالا الامتياز الذي حُرمت منه مريم المجدلية أولاً[1899].

v     بمعنى إنكِ لستِ أهلاً أن تلمسي القائم ذاك الذي تظنين أنه لا يزال في القبر[1900].

القديس جيروم

v     أعطى يسوع المرأة درسًا في الإيمان التي عرفته أنه السيد، ودعته هكذا في إجابتها له. كان هذا البستاني يغرس في قلبها، كما في حديقته حبة الخردل. ماذا إذن يقصد بقوله: "لا تلمسيني"؟ وكما لو كان علة المنع يجب بحثها أضاف: "لأني لم أصعد بعد إلى أبي". ماذا يعني هذا؟ إن كان لا يُلمس بواسطة البشر وهو واقف على الأرض، فكيف يُمكن أن يُلمس بواسطة البشر وهو جالس في السماء؟ بالتأكيد قدم نفسه قبل صعوده لكي يلمسه تلاميذه (لو ٢٤: ٢٩)... هذه المرأة ترمز لكنيسة الأمم التي لم تؤمن بالمسيح إلا بعد صعوده فعلاً إلى الآب، وبهذا فهو يريد أن يؤمنوا به، أي يلمسوه روحيًا إذ هو والآب واحد...

v     كان يليق بمريم التي كانت لا تزال تظن عدم مساواته للآب أن تُمنع من لمسه بالكلمات: "لا تلمسيني". بمعنى لا تؤمني هكذا حسب مفاهيمك الحالية. لا تدعي أفكارك تنبسط خارجيًا إلى ما صرتِ عليه من أجلك دون العبور إلى ما بعد ما أنتِ عليه... إنك تلمسيني حينما تؤمنين إني أنا الله ولست بأية طريقة غير مساوٍ للآب[1901].

القديس أغسطينوس

v     على حسب ظني أن هذه المرأة أرادت أن تأتلف به أيضًا كائتلافها به من قبل، ومن فرحها به لم تدرك فيه أمرًا عظيمًا، إذ كان أفضل حالاً في ذات جسده بمقدارٍ كثيرٍ، فإذ حجزها عن هذه المهمة رفع أفكارها حتى تنظر إليه بأوفر خشوعٍ وأجزله، فمعنى قوله: "لا تلمسيني" هو لا تقتربي مني كالحال السابق.

v     بينما رأيناه على الصليب وحيدًا، لا نراه هكذا بعد، بل يظهر وسط اخوته. في يوم قيامته قدم الرسالة المفرحة: "اذهبي إلى اخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" (يو 17:20). نسمعه يخاطب تلاميذه كاخوته وذلك في يوم قيامته المجيدة بعدما اجتاز آلامه. فإننا إذ نتقدس بعمله الخلاصي (آلام الصليب)، ليس فقط لا يخجل بل يُسر جدًا أن يدعوهم هكذا "اخوته" (عب 12:2).

v     يقول العريس: إن كنت ترغب أن تُفتح الباب وأن ترتفع أبواب نفسك ليدخل ملك المجد، يلزمك أن تقبل اشتياقاتي في نفسك. كما يقول الإنجيلي: "من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي" (مت 50:12). يليق بك أن تقترب إلى الحق، وتصير شريكه حتى لا تنفصل عنه.

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

v     "اذهبي إلى اخوتي، وقولي لهم: "إني أصعد إلى أبي وأبيكم، وإلهي وإلهكم". مع أنه لم يكن قد اقترب صعوده ليتحقق فورًا، إنما يتم ذلك بعد أربعين يومًا، فلماذا قال هذا؟ رغبة في أن يرفع أذهانهم، ويحثهم بأنه سيرحل إلى السماوات[1902].

القديس يوحنا الذهبي الفم

v     عندما يذهب (إلى أبيه) حاملاً الغلبة والنصرات بجسده القائم من الأموات... عندئذ تقول بعض القوات: "من ذا الآتي من أدوم بثيابٍ حمرٍ من بصرة، هذا البهي بملابسه؟" (إش ٦٣: ١). والمرافقون لهيقولون للمقيمين عند أبواب السماء: "ارتفعي أيتها الأبواب ليدخل ملك المجد" (مز ٢٤: ٧). وإذ يستفسرون بالأكثر، أقول، إذ يروا يمينه بآثار دمه، وكل جسمه وقد امتلأ بالجراحات يقولون: "ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة؟" يجيب: "لقد حطمتهم ومزقتهم قطعاً" (راجع إش ٦٣: ٢–٣)[1903].

العلامة أوريجينوس

v     سألها ألا تلمسه لأنه لم يصعد بعد (يو 21: 17)، حتى تلمسه بعد صعوده، إذ يُعد لها أمجادًا عظيمة، فتلمس ما لا يمكن لمسه بالأيدي، وترى ما لم تستطع رؤيته هنا.ولعله يخبرها ألا تلمسه بمعنى لا تعودي تحسبينني بشريًا مجردًا، بل أنا القدوس. ارفعي قلبك وفكرك إلى السماويات، واطلبيني هناك، لأني صاعد إلى أبي الذي لم أتركه قط ولا انفصل عنه. أنا أقيمك واصعد بك إلى عرشي!

السبب أنه لا يُلمس كما في هذه الكلمات: "لأني لم أصعد بعد إلى أبي"... فالقلب الذي لا يؤمن بمساواته للآب، يبقى الرب بالنسبة له غير صاعد بعد إلى أبيه. فمن يؤمن أنه شريك مع الآب في السرمدية هو وحده يلمسه... لأني صرت إنسانًا فهو إلهي، ولأنكم قد تحررتم من الخطأ فهو إلهكم. أنه أبي وإلهي بطريقة متمايزة عنكم، إذ ولدني بكوني الله قبل الدهور، ولكنه خلقني كإنسانٍ في ملء الزمان[1904].

البابا غريغوريوس (الكبير)

v     لئلا يظن أحد في بساطة أو عن سرعة خاطر مع عناد أن في قول المسيح:"أصعد إلى أبي وأبيكم" أنه مساوٍفي الكرامة مع الأبرار، لهذا يجدر بنا أن نصنع تمييزًا. وهو أن اسم"الآب" هوواحد"أيآب لابن واحد"،أما عملهفمتعدد"أي يعطى البنوة بالتبني لكثيرين". وإذ يعلم المسيح نفسه هذا قال في عصمة عن الخطأ:"أصعد إلى أبي وأبيكم"، ولميقل:"أبينا"، بل ميز بينهما.

قال أولاً بما يليق به: "إلى أبي"الذي هو بالطبيعة، وبعد ذلك أضاف:"وأبيكم" الذي هوبالبنوة. لأنه مهما بلغ سمو الامتياز الذي تقبلناه بقولنا في صلواتنا:"أبانا الذي في السماوات"، إلا أن العطية هيمن قبيل محبة اللٌه المترفقة. فنحن ندعوه أبًا، ليس لأننا وُلدنا بالطبيعة من أبينا السماوي، بل انتقلنا من حالة العبوديةإلى البنوة بنعمة الآب خلال الابن والروح القدس. لقدسمح لنا أن ننطق بهذا من قبيل محبة اللٌه المترفقة غير المنطوق بها[1905]

v     لئلا يُظنأنه من جانب ماهوآب للابن وللخليقة معًا صنع المسيح تمييزًا كما يلي.إنه لم يقل:"اصعد إلىأبينا" لئلا تصير الخليقة شريكة للابن الوحيد(على مستواه الطبيعي) بل قال:"أبي وأبيكم" أي هو أبي بالطبيعة وأبوكم بالتبني[1906].

القديس كيرلس الأورشليمي

v     إن كنت تطلبه بين الكائنات الأرضية كما طلبَته مريم المجدلية، احذر لئلا يقول لك ما قاله لها: "لا تلمسيني، لأني لم أصعد بعد إلى أبي وأبيكم" [17]. فإن أبوابك ضيقة، لا يمكن أن ترتفع فلا تقدر الدخول فيها. اذهب في طريقك إلى اخوتي، أي إلى الأبواب الدهرية هذه إذ ترى يسوع ترتفع... أبدية هي أبواب الكنيسة، هذه التي يشتهي النبي أن يعلن فيها تسابيح المسيح، قائلاً: "لكي أخبر بكل تسابيحك في أبواب ابنة صهيون" (مز 14:9)[1907].

v     يكشف ابن اللَّه الفارق بين الولادة والنعمة عندما يقول: "لم أصعد إلى أبي وأبيكم، وإلهي وإلهكم". إذ لم يقل: "لم أصعد إلى أبينا وإلهنا"... التمييز علامة الفارق، إذ ذاك الذي هو أب المسيح هو خالقنا[1908].

v     غاية المسيح في التجسد أن يهيئ لنا الطريق إلى السماء[1909].

v     حقًا قال لمريم المجدلية: "لا تلمسيني" [17]، لكن هذا الطاهر لم يقل: "لأني طاهر"، فهل تتجاسر يا نوفيتانNovatian وتقول إنك طاهر، بينما حتى إن كنت طاهرًا بأعمالك فبقولك هذا تُحسب غير طاهرٍ؟[1910]

القديس أمبروسيوس

v     إنه قد أوشك أن يجلس على عرش أبيه، أما هم فيقفون. مع كونه في كيانه حسب الجسد صار أخانا، لكن في كرامته يختلف عنا جدًا بما لا يمكن أن نخبر عن قدره[1911].

القديس يوحنا الذهبي الفم



والمجد لله دائما