الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى هل نقل الدم يعتبر خطية بناء علي امر الامتناع عن الدم

أع 15: 20 تك 49لا 7: 26لا 17: 10تث 14: 21

هل نقل الدم يعتبر خطية بناء علي امر الامتناع عن الدم ؟ اعمال 15: 20 تكوين 9 4 و لاويين 7: 26 و 17: 10-11 و 15 وتثنية 14: 21

 

Holy_bible_1

 

الشبهة

 

جاء في أعمال 15: 20 أن مجمع أورشليم أمر بالامتناع عن نجاسات الأصنام، والزنا، والمخنوق، والدم. فهل هذا يعني أن نقل الدم لإنقاذ المرضى حرام وهل ما يقوله شهود يهوه صحيح ان نقل الدم هو ضد وصايا الله ؟

 

الرد

 

هذا العدد في سفر اعمال الرسل لايتكلم عن عمليات نقل الدم ولكن يتكلم عن شرب الدم كعاده وثنية كانوا يعملونها الامم . فالموقف الذي فيه قيل هذا العدد هو مجمع اورشليم عندما ظهر بعض المتعصبين المسيحيين من اصل يهودي وطالبوا بان المسيحيين من الامم يجب ان يتهودوا فيختتنوا ويتبعوا الناموس اليهودي وهذا امر رفضته الكنيسه الاولي بكل الرسل والمشايخ بارشاد الروح القدس وبناء عليه قرر مجمع اورشليم بقيادة يعقوب وبحضور بطرس الرسول وبولس الرسول والرسل والمشايخ ان يضعوا ما هو فقط المطلوب من المسيحيين من اصل اممي وبخاصه اهل غلاطية ان يمتنعوا عنه وهو ما يتعلق بنجاسات الاصنام  

سفر اعمال الرسل 15

 15: 19 لذلك انا ارى ان لا يثقل على الراجعين الى الله من الامم 

15: 20 بل يرسل اليهم ان يمتنعوا عن نجاسات الاصنام و الزنا و المخنوق و الدم 

وايضا

15: 25 راينا و قد صرنا بنفس واحدة ان نختار رجلين و نرسلهما اليكم مع حبيبينا برنابا و بولس 

15: 26 رجلين قد بذلا انفسهما لاجل اسم ربنا يسوع المسيح 

15: 27 فقد ارسلنا يهوذا و سيلا و هما يخبرانكم بنفس الامور شفاها 

15: 28 لانه قد راى الروح القدس و نحن ان لا نضع عليكم ثقلا اكثر غير هذه الاشياء الواجبة 

15: 29 ان تمتنعوا عما ذبح للاصنام و عن الدم و المخنوق و الزنى التي ان حفظتم انفسكم منها فنعما تفعلون كونوا معافين 

والامور التي واجب ان يمتنعوا عنها هي 

نجاسات الاصنام = ما ذبح للاصنام = اي الذبائح الحيوانية التي ذبحوها علي اسم اله وثني كاسلوب عبادة له وكانوا ياكلونها كبركه من هذا الاله بل ويصلوا الي مرحلة تقديم ابناؤهم ذبائح لهذه الالهة. كان أكل هذه اللحوم يعتبر نوعًا من الشركة في العبادة الوثنية. لهذا كان اليهود يرفضونها تمامًا. هذا لا يعني أن هذه اللحوم في ذاتها نجسة، لكن من أجل نية الوثنيين أنها جزء من العبادة، ومن أجل نظرة اليهود إليها يمتنع المؤمن عن أكلها حتى وإن كان ضميره قويًا، متطلعًا إلى أن كل الخليقة طاهرة. فمن أجل محبته لأخيه صاحب الضمير الضعيف يرفض هذه الأطعمة متى علم أنها كانت مُقدمة للأوثان. وقد عالج الرسول هذه النقطة في شيء من التوسع ( كورنثوس الاولي 8). 

الزنا = بالطبع الزنا مرفوض تماما الجسدي والروحي ولكن هنا المشار اليه اكثر هو الزنا كطقس عباده وثنية فقد عُرف كثير من الوثنيين بالإباحية الخلقية، كأن تمارس الكاهنات الزنا استرضاء للإله، ولجمع مال لحساب هيكل الوثن. وممارسة الزنا كنوع من العبادة في الأعياد الرسمية للآلهة. كانت هذه الرذيلة شائعة بين الأمم على مستوى العالم، تمارس دون خجل أو حياء، إذ لم يكن يوجد أي قانون بين الوثنيين يمنعها. لذلك كان لابد للمسيحية أن تأخذ موقفًا واضحًا وصريحًا لمقاومتها. 

المخنوق = هو الذي لم يذبح ويصفي دمه ولكن كان يخنق من الطيور والحيوانات وهذا لسببين الاول كعاده وثنية ان يعتقد من ياكل المخنوق هو ياخذ قوته كفكر شيطاني وثني 

والثاني هو عادة صحية خطأ جدا لانه ياكل كائن متعفن يجلب له الامراض  

وحتي لو كان مخنوق حديثا وجثه لم تتعفن بعد فهذا التعبير اليوناني ( بنيكتوس ) يعني الذي مات ليس مذبوح بل بضرب مبرح او بخنق او باي وسيله اخري لايتم فيها نزف دم وهذه طريقه لاادميه في معاملة حيوان لاكله فهو تعذب كثيرا قبل ان يموت فنوع من الرحمه عدم اكله لكي يتجنبوا ان يعذبوا حيوان لانه لو مات سيكون اكله ممنوع فيذبحوه بسرعه وبدون تعذيب

سفر التثنية 14

 14: 21 لا تاكلوا جثة ما تعطيها للغريب الذي في ابوابك فياكلها او يبيعها لاجنبي لانك شعب مقدس للرب الهك لا تطبخ جديا بلبن امه 

سفر اللاويين 17

17: 15 و كل انسان ياكل ميتة او فريسة وطنيا كان او غريبا يغسل ثيابه و يستحم بماء و يبقى نجسا الى المساء ثم يكون طاهرا 

 

واخيرا الدم  

المتكلم عنه هنا هو دم الحيوانات وهذا ما اكده الكتاب  

سفر اللاويين 7

7: 26 و كل دم لا تاكلوا في جميع مساكنكم من الطير و من البهائم 

ووضح العهد القديم ان نفس الحيوان في الدم 

سفر اللاويين 17

17: 10 و كل انسان من بيت اسرائيل و من الغرباء النازلين في وسطكم ياكل دما اجعل وجهي ضد النفس الاكلة الدم و اقطعها من شعبها 

17: 11 لان نفس الجسد هي في الدم فانا اعطيتكم اياه على المذبح للتكفير عن نفوسكم لان الدم يكفر عن النفس 

فكانت الوصيه عن شرب دم الحيوانات كعادة وثنية ويشربونه اثناء تقديم الذبائح وفي اقامة عهود دموية وفي الاحتفالات بطريقه وحشيه ليعبروا عن انهم اقوياء متوحشين يهددون الاعداء بانهم لو اقتربوا سوف يشربون دمهم 

فلان نفس الحيوان في دمه شرب الدم هو يعبر عن اخذ نفس الحيوان وقد وضح ايضا الكتاب المقصود

سفر التكوين 9

9: 4 غير ان لحما بحياته دمه لا تاكلوه 

اي ان لحم الحيوانات الني مخلوط بالدم لا يؤكل بمعني لا يتصرف بطريقه وحشيه كعاداتهم الوثنيه فيمسك حيوان ويضربه ويخنقه وينهش لحمه ويشرب دمه 

فكل المقصود هنا عن الدم هو 

1 المتعلق بالعادات الوثنية والعادات الوحشية  

2 دم حيوانات 

3 دم حيوان ميت ني

4 ياخذ عن طريق الشرب بالفم  

 

ولكن انتقل الي امر نقل الدم 

اولا الانسان ليس نفس وجسد فقط وبموت الحيوان وتوقف دوران الدم تموت النفس مع الجسد فالانسان هو روح ونفس وجسد فالانسان كائن مختلف  

وثانيا الانسان الذي يتبرع بدمه لا يموت ولا تموت نفسه ولا تخرج روحه فهو فقط يتبرع بقليل من دمه لانقاذ انسان اخر ويظل هو حي يفرح بانه انقذ حياة انسان اخر فالامر ليس لعادة وحشية بل هو من اقصي درجات الرحمه ان يتبرع انسان ببعض دمه لينقذ حياة انسان اخر  

وايضا عمليات نقل الدم ليست عبادة وثنية ولكنها اسعافات طبية لانقاذ حياة انسان اخر فلا يحدث في اثناء عملية نقل دم لمصاب في حادث علي وشك الموت ان لم ينقل له دم لايقف الطبيب ويقول انه يفعل ذلك علي اسم الاله بعل او عشتاروث مثلا . الامر فقط طبي 

رابعا نقل الدم يكون بحقنه وريديه ولا يتم عن طريق شرب الدم فهذا امر مختلف تماما 

مع ملاحظة ان الدم المنقول يدخل في الاورده ويبدا دورته الطبيعيه ويساعد الانسان في عملية التنفس الداخلي يختلف تماما عن من يشرب دم فهو بعد شربه يذهب الدم الي المعده ويهضم عن طريق العصارات الهاضمة ويتحول الي مكوناته البسيطه مثله مثل بقية الطعام فشرب الدم غذائيا مثل اللحم فشربه ممنوع فقط كعادة وحشيه مقززه وكاسلوب وطقوس وثنية شيطانية لذلك الكتاب لم يمنع نقل الدم بل منع شربه  

وشهود يهوه بمنعهم نقل الدم يتسببون في حلات وفيات كثيره وهم يستخدمون فكرهم الخطأ في تقرير مصير حياة انسان فيحكمون عليه بالموت بحجة ان الدم حرام 

وحتي لو اعتبرنا معهم من باب الجدال والسفسطه ان نقل الدم حرام فايهما اخطر ان اميت انسان برفض نقل الدم ام انقل له دم ويظل نجس الي المساء ويرحض جسده بماء  

واليس برفضهم نقل الدم يكسرون كثير من الوصايا ايضا

سفر هوشع 6: 6

 

«إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ اللهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ.

 

إنجيل متى 9: 13

 

فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».

 

 إنجيل متى 12: 7

 

فَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى الأَبْرِيَاءِ!

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 29

 

فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ.

 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 3: 6

 

الَّذِي جَعَلَنَا كُفَاةً لأَنْ نَكُونَ خُدَّامَ عَهْدٍ جَدِيدٍ. لاَ الْحَرْفِ بَلِ الرُّوحِ. لأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي.

وشهود يهوه ايضا حرموا اشياء ثم رجعوا وغيروا رايهم فحللوها مثلما حرّم شهود يهوه زرع الأعضاء العام 1967 ثم سمحوا به العام 1980. وهم مشهورين بتغيير اشياء كثيره فهم حددوا مواعيد القيامه كثيرا منذ القرن التاسع عشر ولم تحدث ولا مره من المواعيد التي تنبؤا بها فكيف نعتمد عليهم في مصير انسان ان كانوا متقلبين بهذه الطريقه .

 

فملخص ما قدمت 

هذا الكلام موجه لكنيسة الامم في هذا الوقت ردا علي من طلب منهم ان يتهودوا ويختتنوا وينفزوا الناموس الحرفي وغرضه الابتعاد عن العادات التي كانت تعمل للاله الوثنية بطريقه وحشيه لا ادمية فقط وهذا هو الغرض والمقصود . والمنع هو منع شرب دم الحيوانات الميته كعادة وثنية وحشية  

اما نقل الدم فهو لاعلاقه له بهذا الامر لا من قريب ولا من بعيد فهو انسان حي يتبرع ببعض من دمه لينقذ انسان حي اخر باسلوب مليئ بالرحمه ونقل الدم ليس فيه شرب ولا فيه اي شيئ يتعلق بعبادات وثنيه  

 

والمجد لله دائما

 

واضع مقال للبابا شنوده ردا علي شهود يهوه في هذه النقطه 

شهود يهوه يَرفضون نقل الدم لمريض، ولو أدى الأمر إلىَ موته!!

 

يحرمون ذلك، ولو في عملية جراحية خطيرة.

فى إحدى المرات كانت إبنة صغيرة في حاجة إلى نقل دم وإلا فإنها تموت. فقال والدها"فلتمت، ولتكن مشيئة الله، ولا نكسر الشريعة!

فى الأول كان القضاء الأمريكى ضدهم، حرصاً على أرواح الناس. أما الآن فهناك أحكام كثيرة في صالحهم. حيث يقول القضاة إن الإنسان هو سيد جسده. ويمكنه إن كان سليم العقل أن يمنع بشكل صريح إجراء عملية جراحية له بقصد إنقاذ حياته. والطبيب عندهم لا يرغم المريض على نقل دم له في عملية جراحية، وإلا يقع تحت حكم القضاء. وهناك رأى أعلنته المحكمة العليا في كانساس بأمريكا: بأن القانون لا يسمح للطبيب أن يفرض رأيه بدلاً من رأى المريض بأى شكل من أشكال المكر والخداع. فلا يخدع المريض وينقل له دماً وهو تحت المخدر. بل رأى الطبيب خاضع لرأى المريض.

والعجيب في رفضهم لنقل الدم أنهم يدعون إن هذه هى تعاليم الكتاب المقدس! بينما كل الآيات التي يعتمدون عليها، إنما تمنع أكل الدم (أى شربه)، وليس نقل الدم عن طريق الأوردة (بالحقن مثلاً)

· يعتمدون على قول الرب في (تك 9: 3) بعد رسو الفلك:

"كل دابة حية تكون لكم طعاماً. كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع. غير أن لحماً بحياته دمه، لا تأكلوه".

ومعنى هذا أن الإنسان لا يأكل لحماً نيئاً فيه دمه، وكذلك لا يشرب الدم كما كان يفعل الهيبز والبيتلز. فشرب أو أكل الدم يقود إلى الوحشية.

يأخذون بعد ذلك ما ورد في (لا 17: 10-14) حيث كُتب:

"كُل إنسان.. في وسطكم يأكل دماً، أجعل وجهى ضد النفس الآكلة الدم وأقطعها من شعبها، لأن نفس الجسد هى في الدم. فأنا أعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفسكم.. وكل إنسان يصطاد صيداً، وحشاً أو طائراً يؤكل، يسفك دمه ويغطيه بالتراب.. لا تأكلوا دم جسد ما".

وطبعاً كل هذا عن دم الحيوان أو الطير الذي يُقدم ذبيحة لله، أو الذي يؤكل. يمنع الله أكل الدم. ولكن لم ترد وصية عن نقل الدم طبياً.

كذلك يعتمدون على ما ورد في (لا 3: 17) "لا تأكلوا شيئاً من الشحم ولا من الدم". ولكنهم لا يحرمون أكل الشحم...

ويذكرون ما ورد في (تث 12: 23، 24) "إحترز أن لا تأكل الدم.. لا تأكله. على الأرض تسفكه كالماء".

وأيضاً ما ورد في (1 صم 14: 32، 34)، حينما أكل الشعب من الغنيمة دماً مع اللحم. فأخطأوا إلى الرب بأكلهم على الدم.

أضافوا ما ورد في العهد الجديد في (أع 15: 28، 29) عن الوصايا التي يلتزم بها الداخلون إلى الإيمان من الأمم "أن يمتنعوا عما ذُبح للأصنام، وعن الدم والمخنوق والزنا". وقالوا تعليقاً على ذلك أن أكل الدم تساوى مع ذبائح الأصنام والزنا..

وتطور شهود يهوه فقالوا "إن إعطاء الدم في الوريد لم يكن يمارس آنذاك. ولكن مع أن الكتاب لم يناقش مباشرة الأساليب التقنية الطبية العصرية المتعلقة بالدم، فقد توقعها وعالجها في الواقع من حيث المبدأ (!!) إلى أن قالوا إنه لا يوجد ما يميز أخذ الدم عن طريق الفم، وأخذه عن طريق الأوعية الدموية (!!).

وقالوا إن الشخص يمكن إطعامه بواسطة الفم أو الوريد، فيغذونه بالمحاليل مثلاً، ويدخلون إليه الجلوكوز عن طريق الوريد.

وهكذا يرون أن إدخال الدم إلى الجسم -عن طريق الفم أو الأوردة- هو كسر للشريعة الإلهية، حتى لو أدى عدم نقل الدم إلى الموت لهم أو لأولادهم. ولا مانع من أن يموتوا من أجل تنفيذ الوصية. وهنا يشبهون أنفسهم بالشهداء! ويدينون أي طبيب أو مدير مستشفى أو أي شخص آخر ينقل لهم الدم ويحمل مسئوليتهم أمام الله. ويقولون في ذلك: "يجب على الطبيب أن يعالج المريض وفق ما يمليه دين المريض، ولا يفرض إقتناعاته الخاصة على المريض".

ولا مانع عندهم أن يوقعوا على وثائق قانونية تريح الهيئة الطبية المعالجة من أي قلق، ويقبلون مسئوليتهم الشخصية في ما يتعلق بموقفهم من الدم.. ويحمل معظمهم بطاقة موقعة منهم تطلب "لا نقل دم". وهذه الوثيقة تعترف بأن الموقع عليها يدرك ويقبل مضمون رفض الدم. وهكذا إذا كان ليس في وعيه عند نقله إلى المستشفى (فى حادث مثلاً)، فإن هذه البطاقة الموقع عليها توضح موقفه الثابت. وقبول شهود يهوه طوعاً لهذه المسئولية يعفى الأطباء قانونياً أو أدبياً.

ويعتمد شهود يهوه على الحق البشرى في تقرير المصير.

والوثيقة التي يوقعونها بعدم نقل الدم يطلبون فيها عدم نقل دم أو مشتقاته في أثناء الاستشفاء مهما كانت هذه المعالجة تعتبر ضرورية في رأى الطبيب المعالج أو مساعديه لحفظ الحياة أو لتعزيز الشفاء.

ويقولون فيها "أعفى (أو نعفى) الطبيب المعالج أو مساعديه بالمستشفى ومستخدميه من أية نتائج عن رفضى (أو رفضنا) بإستعمال الدم أو مشتقاته".. وهذه الوثيقة يجب تأريخها وتوقيعها من المريض والشهود الحاضرين، والقريب اللصيق كرفيق، كالزوج أو أحد الوالدين..

وكما قال رئيس محكمة أمريكى أنه بهذه الوثيقة تكون "إمكانية التهمة الجنائية بعيدة عن الطبيب".

ويقولون "إنه أمر غير أدبى أن الطبيب يخدع المريض، وينقل إليه دماً بغير رغبته" "حتى لو كان الدافع هو منفعة المريض".

ويقولون: "إن نقل الدم ضد رغبات المريض، يمكن أن يجعل الطبيب مهدداً بتهم الإعتداء مع الإكراه البدنى.. أو بسوء السلوك المهنى" "وإن ذلك مستقبح جداً أخلاقياً: أن يخدع أحداً ولو لمنفعته" "إن الطبيب له علاقة إئتمانية مؤسسة على ثقة المريض به، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وهو مدين بإلتزام مطلق ألا يضلل المريض أبداً، ولا بالكلمات ولا بالصمت فيما يتعلق بطبيعة ونوع الإجراء الطبى الذي يأخذه على عاتقه.

ويقولون أيضاً: إن رفض المريض قبول نقل الدم، يجب أن لا يستخدم كعذر للتخلى من قبل أصحاب المهن الطبية.

فإن كان الطبيب يرى أن نقل الدم ضروري جداً لإجراء العملية الجراحية، بينما يرفض المريض ذلك. فلا يجوز في هذه الحالة أن يتخلى الطبيب عنه، بل يبذل كل جهده في علاجه. ويستخدم كل الطرق البديلة.. وهم يقترحون بعض نقاط بديلة عن نقل الدم.. ومع أن البعض يتهمونهم بمحاولة الانتحار، حينما يكون نقل الدم لازماً جداً لعلاجهم بينما يرفضون هم ذلك.

إلا أنهم ينفون عن أنفسهم تهمة الانتحار، قائلين أنهم لا يريدون الموت بدليل قبولهم أية بدائل لنقل الدم.. بينما الأطباء لا يجدون بدائل أخرى تغنى عن نقل الدم. ويبقى ذلك مجالاً لدراسة طبية في ما هى تلك البدائل ومدى نفعها للعلاج..

هم يقولون أيضاً أن الإنسان هو سيد جسده، وله الحرية أن يقبل العلاج بنقل الدم أو لا يقبل.

ولكننا نرد على ذلك بأن الإنسان ليس كامل الحرية في التصرف بجسده، فلا يتلفه بالمخدرات أو التدخين أو الكحوليات، ولا يجوز له أيضاً أن يضر جسده بمخالفة القواعد الصحية أو عدم الوقاية من الأمراض بشتى الوسائل المتاحة. كما أن أجسادنا هى وزنة أو وديعة المفروض بنا أن نمجد بها الله كما قال الرسول "مجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هى لله" (1كو6: 20).

كذلك بالنسبة إلى الأبناء، أجسادهم أمانة في أيدى والديهم.

فمنع نقل الدم إلى إبن مريض -وقد يؤدى ذلك إلى وفاته- لا يستطيع الأب أن يقول: أنا سيد جسد إبنى، وأنا حرّ أن أتصرف فيه! أو لي بالنسبة إليه "حرية تقرير المصير"!!

شهود يهوه أيضاً في كراستهم عن الدم، يذكرون المخاطر الصحية التي تنتج عن نقل دم ربما يكون ناقلاً للعدوى.

ويذكرون مثلاً عدوى مرض الإلتهاب الكبدى عن طريق فيروس C، أو نقل مرض الإيدز بطريق نقل الدم. 

والمفروض طبعاً أن يجرى تحليل دقيق للدم قبل نقله إلى جسد إنسان مريض، وإلا تكون هذه مسئولية الطبيب ومسئولية المستشفى. وهل يمكن بمنطق شهود يهوه أن يمتنع الناس عن معالجة أسنانهم، على إعتبار أن أمراضاً تنتقل بنقل الدم أثناء علاج الأسنان، إن كانت الأجهزة المستخدمة ملوثة لقدمها أو عدم تعقيمها تعقيماً سليماً..!

أما عن الآيات الكتابية التي إعتمد عليها شهود يهوه، فهى ليست عن نقل الدم وإستبقاء الحياة. ولا يجوز أن نأخذ وصية الله بطريقة حرفية، بل ندخل إلى روح الوصية.

وعلى الرغم من أن الحرف لا يسند معتقدهم إطلاقاً، إلا أن الكتاب يقول "لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل، ولكن الروح يحيى" (2 كو 3: 6). والكتاب يقول "أريد رحمة لا ذبيحة" (مت 9: 13). وليس من الرحمة أن نعرض إنسان للموت وأن نشكك الناس في علاجهم الطبى ونبلبل أفكارهم من أجل عبارة "لا تأكلوا الدم" بينما هم لا يفعلون ذلك في علاجهم. ولكنه تفسير شهود يهوه الذي يخرج حتى عن الحرف والنص.