هل تعبير يصنع من كتلة واحدة اناء للكرامة واخر للهوان يدل ان الانسان مسير وما ذنب الانسان الذي خلق للهوان ؟ رومية 9: 20

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

جاء في رومية 9:20 و21 »ألعلَّ الجبلة تقول لجابلها: لماذا صنعتني هكذا؟ أم ليس للخزّاف سلطان على الطين أن يصنع من كتلة واحدة إناءً للكرامة وآخر للهوان؟«. فما هو ذنب الإنسان الذي يصنع منه الفخاري إناءً للهوان؟

 

الرد

 

هذه الشبهة تتضح انها غير دقيقه لو رجعنا الي سياق الكلام وماذا يقصد معلمنا بولس في كلامه مع اليهود وعدم افتخارهم علي الامم ولكن حتي لو اخذناها حرفيا فبالفعل الفخاري له سلطان علي الطين ان يصنع منه اناء للكرامة واناء للهوان ولكن السؤال هل هو ظالم ام عادل ؟ هو كامل في عدله وفي رحمته وفي حكمته فهو الذي يعرف ان هذه الكتله الطينية هل هي جيده ناعمه فيصنع منها اناء للكرامة ام انها خشنه محببة لا تصلح ان يصنع منها اناء للكرامه فيصنعها اناء للهوان فهو لا يظلم الطينة 

وايضا من الحكمة هل الفخاري سيصنع من طينة جيده اناء للهوان هذا سيكون ليس من الحكمة لانه بهذا سيخسر اناء للكرامه جيد فيكون اساء التصرف  

بل هو يحاول مع الطينه الغير جيده ان يفتت حصواتها وينعمها لتصلح ان تكون اناء للكرامه ولكن لو كانة الخشونه من طبعها ولا تنزع عنها هذه الصفه فهي تستحق ان تكون اناء للهوان وهو بهذا لم يظلهما بل اعطاها فرصه للتنعيم ورفضت  

وبتطبيق هذا المثل علي الرب فالرب يعرف طبيعة كل انسان فمن يجده انسان طبيعته رائعه واختار نقاء القلب بارادته فيجعله اناء للكرامه والذي به بعض الشوائب ينقيه منها ويعطي كل انسان فرصه للتوبه ويعطيه تجارب للتنقية فمن يقبل ويتنقي يكون اناء للكرامه في يد الرب ولكن من يصر علي عناده وشره ورفضه للرب فهذا يكون اختار بحريته ان يكون اناء للهوان فهذا لا يظلمه الرب ولكنه الرحمه اعتطه فرصه والعدل اعطاه استحقاقه بان يكون نهايته للهوان  

 

ولكن سياق الكلام 

رسالة بولس الرسول الي اهل رومية 9

في هذه الرساله وهذا الاصحاح ايضا يصحح معلمنا بولس الرسول مفهوم اليهود الذين يشعرون بامتيازٍ خاصٍ بهم دون سائر الأمم من ثلاث جوانب رئيسية: أنهم أبناء إبراهيم صاحب الوعود الإلهية، وأصحاب الناموس الموسوي، وشعب الله المختار. 

بالنسبة لبنوتهم لإبراهيم رفعهم الرسول بولس من البنوّة الجسديّة إلى البنوّة  الروحية إن حملوا إيمانه فيهم، وانتقل بهم إلى بنوّتهم لله نفسه، الأمر الذي يشترك فيه الأمم المتنصرون معهم (ص 4-6). أمّا بالنسبة للناموس (ص 7-8) فأوضح أن الحاجة لا إلى الناموس في ذاته بل إلى غايته: المسيح يسوع، إذ يعجز الناموس عن التبرير من الخطيّة، إنما يقف عند كشفها، أمّا الإيمان فهو سرّ تبرير الكل. والآن في الأصحاحين (9-10) يتحدّث عن امتيازهم كشعب مختار، وهو أمر غاية في الدقّة ويصعب النقاش فيه مع اليهود، والرسول لا ينكر أن الله قد إختارهم كشعب له، إنما أكد أن هذا الأمر لا يقوم علي إمتياز فيهم أو عن إستحقاق خاص لهم، إنما محبة الله "الذي يرحم من يشاء" وخلال هذا الفهم أعلن الله أيضاً حبه للأمم فإختارهم أيضاً. 

إن الرسول في هذا الإصحاح لا يعالج مشكلة حرية الإرادة عند البشر، بل حق الله في إختيار الأمم، كما كان له الحق في اختيار اليهود، لكن المشكلة أن اليهود أنكروا علي الله حقه في إختيار الأمم. والرسول يريد أن يثبت إن إختيار الأمم من حق الله. لقد رحم الله اليهود دون فضل منهم سوي رحمة الله، وهذه المراحم لها حق العمل في غيرهم أيضاً، ولكن الرسول خلال الرسالة يؤكد علي حرية الإرادة الإنسانية وتقديس الله لها، بل هو واهبها.

يقول بولس الرسول في هذا الإصحاح أن الله كخزاف (صانع آنية الفخار من الطين) حرّ في أن يصنع آنية للكرامة من كتلة من الطين، وأن يصنع آنية هوان من كتلة أخري (آية21). فالله حر أن يخلق موسى آنية كرامة وأن يخلق يهوذا الإسخريوطي آنية هوان، وفهم البعض هذا الرأي بطريقة خاطئة ففهموا أن هذا ضد حرية الإنسان، فالله إختار وحدد مثلاً أن فلان يكون آنية هوان، ومهما فعلت فلابد أن أهلك، فالله إختار هذا.

وهذا مفهوم ساذج. والمهم أن نعرف لماذا كتب بولس الرسول هذا الكلام فاليهود يقولون عن أنفسهم نحن شعب الله المختار وحدنا، وليس من حق الله أن يختار الأمم ليكونوا شعباً له. وبولس يرد قائلاً بل من حق الله أن يُعيِّنْ اليهود كشعب مختار فترة من الزمان والأمم كإناء للهوان فترة من الزمان ثم هو حرّ في أن يقبل الأمم وقتما يشاء. إذاً الموضوع الذي يناقشه بولس هنا ليس هو حرية الإنسان بل حرية الله. فالمهم أن نفهم المناسبة التي قيلت فيها الآية حتى نفهمها.

وما نريد أن نؤكده، فهذا مفهوم الكتاب المقدس كله، أن الله ليس ضد حرية الإنسان، فالله لا يُعيِّنْ إنسان للخلاص وإنسان للهلاك، بل أن الله يريد أن الجميع يخلصون 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 4

 

الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.

 

 وما يعطل إرادة الله هذه هو حريتي أنا وإرادتي أنا.

فهنا يناقش مصد الشعوب 

9: 19 فستقول لي لماذا يلوم بعد لان من يقاوم مشيئته

هنا البعض يكرر نفس السؤال كثيرا ويقول ما ذنبي في ان الله خلقني هكذا والرسول مستمر في أسلوبه في إثبات حرية الله. فالإجابة المنطقية علي تساؤلات الناقدين.. أن الله لم يجعل فرعون قاسياً ولا يهوذا …الخ لكن هم بحريتهم قاوموا الله، والله لم يغير طبيعتهم، وأن الله عادل وليس عنده محاباة هذا هو الرد المنطقي، ولكننا نجد الرسول لا يستخدم هذا الرد، بل يكمل في أسلوبه مثبتاً سلطان الله المطلق من يقاوم مشيئته. وهذا بسبب 

ان الرد كثير جدا علي فكرة ان الله لا يجبر احد ولكن هو ايضا يريد ان يرد علي البعض الذين كان عندهم فكرة وجود الهين او عدة الهة وان ايلوهيم هو اله الخير واخر هو اله الشر والبعض قال اله العهد القديم شرير والمسيح هو اله خير او ايونات بعضها شريره وبعضها خيرة فهو يؤكد انه اله واحد متسلط علي كل شيئ وليس الهين او اكثر 

وايضا هنا يرد علي اليهود الذين يرفضون الامم فان كانت هذه هي مشيئة الله في خلاص الامم مع اليهود فلا يحق لليهود ان يقاوموا مشيئته  

9: 20 بل من انت ايها الانسان الذي تجاوب الله العل الجبلة تقول لجابلها لماذا صنعتني هكذا

فهنا يوضح معلمنا بولس ان لا احد شريك مع الرب في قراراته واي كرامه يعطيها لاحد لايعتبرها حق مكتسب ولكن هو عطية من الله 

والله كخزاف (صانع آنية من طين) يتوق أن يجعل كل الآنية، آنية للكرامة، ولكن الله يكرم حرية إرادتنا، وإذ نرفض نبقي بلا كرامة ونفقد عمل يديه المُقَدِّسَتِينْ للنفس والجسد والروح. فالله يريد أن الجميع يخلصون (1تي4:2). وهو الذي يقول من يقبل إليّ لا أخرجه خارجاً (يو37:6). لكن من يُصِّرْ أن يبقي آنية هوان مثل فرعون فسوف يتمجد الله به أيضاً إذ سيظهر فيه سخطه علي الخطية.

فاليهود الذين اصبحوا شعب الله المختار ليس بفضل منهم بل هو عطية من الله فلا يحق لهم الافتخار علي بقية خليقة الله ولا يحق لهم ان يعترضوا علي ان الله فتح باب الخلاص للامم

9: 21 ام ليس للخزاف سلطان على الطين ان يصنع من كتلة واحدة اناء للكرامة و اخر للهوان

هنا معلمنا بولس الرسول يستخدم مثال ارميا النبي

سفر ارميا 18

18: 3 فنزلت الى بيت الفخاري و اذا هو يصنع عملا على الدولاب 

18: 4 ففسد الوعاء الذي كان يصنعه من الطين بيد الفخاري فعاد و عمله وعاء اخر كما حسن في عيني الفخاري ان يصنعه 

18: 5 فصار الي كلام الرب قائلا 

18: 6 اما استطيع ان اصنع بكم كهذا الفخاري يا بيت اسرائيل يقول الرب هوذا كالطين بيد الفخاري انتم هكذا بيدي يا بيت اسرائيل 

18: 7 تارة اتكلم على امة و على مملكة بالقلع و الهدم و الاهلاك 

18: 8 فترجع تلك الامة التي تكلمت عليها عن شرها فاندم عن الشر الذي قصدت ان اصنعه بها 

18: 9 و تارة اتكلم على امة و على مملكة بالبناء و الغرس 

18: 10 فتفعل الشر في عيني فلا تسمع لصوتي فاندم عن الخير الذي قلت اني احسن اليها به 

فالرب يشبه نفسه بالفخاري والفخاري في تشكليه لاناء وهدمه وعجنه بقوه وتفتيته لينعم ثم بناؤه مره ثانيه لو فسد الشكل الاول كل هذا ليس لان الفخاري انسان شرير ولكنه يريد الخير بان ينتج اناء صالح ويكون اناء للكرامه 

فالرب يقول لبيت اسرائيل انهم في يده مثل الطين في يد الفخاري فهم مثل اناء فاسد فسيحطمهم ويسحقهم ليشكلهم مره ثانيه اناء افضل من الذي فسد 

الوعاء الذى فسد  لم يفسد بسبب عدم كفاءة الفخارى بل بسبب وجود جزء غير مرن في الطين، حصوة مثلاً، وما هذا سوى الإرادة البشرية المقاومة لإرادة الله "يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة. كم مرة أردت. ولم تريدوا" ولكن الله الفخارى الحكيم قادر أن يعيد تشكيل هذا الإنسان ويعطيه مكاناً آخر لخدمته أو خدمة أخرى تناسب وضعه الجديد. الدولاب الذى يستخدمه الفخارى لتشكيل الأنية هو دولاب دوار ويستخدم الله الزمن والظروف رغم ما يبدو فيها من تكرار، في تشكيلنا فيقول  

اذا في يد الطينه ان تقرر مصيرها باختيارها فتكون جيده فيصنعها للكرامه او تصر علي الفساد فيصنعها للهوانوليس المطروح هنا هو أن الله إن أراد يخلقني آنية للهوان وإن أراد يخلقني آنية للمجد، بل إنني طين في يدي خزاف، هو حُرُُ أن يصنعني كما يشاء، وما عليَّ سوي أن أطيع وأكف عن الجدال. ولكن لا يصح أن نحمل المثل فوق ما يحتمل ولا نأخذ منه سوي الذي قصده الرسول، بأن يظهر سلطان الله المطلق. ولكن الله يحترم حرية إرادتنا، فلو إستجبنا له بحرية إرادتنا يحولنا إلي آنية مجد، لمجد اسمه بطريقة عجيبة (بولس الرسول نفسه مثال لهذا). فمن يطيع يصير آنية مجد. ومن لا يطيع يصير آنية هوان. ولكن لنري محبة الله، فالله حين صنع الإنسان من طين لأول مرة صنعه علي صورته هو (تك27:1). وحين جدد الله خلقتنا بالمسيح يحولنا لصورة المسيح (كو10:3 + غل19:4). وحرية الإنسان في تحديد دوره كآنية مجد أو آنية هوان تتضح في (2تي20:2،21) هنا يظهر الرسول سلطان الله المطلق. ولكن نضيف نحن علي ذلك عدله ومحبته. 

 فما يقصده هنا انه سمح لليهود ان يكونوا امة كرامه وسمح للامم ان يكونوا امة هوان ولكن لايحق لليهود ان يفتخروا عليه لانه هو خالقهم ولا علي الامم لانه ايضا خالق الامم وهو يستطيع ان يجعل الامم ايضا اناء للكرامه بسلطانه 

 

والسؤال 

إذا كان الله هو الذي يحدد من يهلك ومن يخلص، فكيف يحاسب الله الناس يوم الدينونة، وكيف تنطبق الآية تتبرر في أقوالك وتغلب إذا حوكمت. ما نود أن يُفهم أن الله مثل المدرس، يعرف من سينجح ومن سيرسب في الإمتحان، ولكنه يبذل مجهوده بأمانة في التدريس لكل واحد في فصله فالله أعطي الكل فرص للخلاص، ولكن استجابة كل واحد لعمل الله يكون بحسب حريته هو، الله يعطي كل واحد وزنات، وسيطلب من كل واحد بحسب ما أعطاه، من أعطاه خمس سيطلب منه خمس ومن أعطاه إثنتين سيطلب منه إثنتين.

الله يريد أن يخلق الكل آنية مجد والدليل أن الله خلق الإنسان علي صورته ولما فسد الإنسان جاء المسيح وأرسل الروح القدس ليعيدنا ثانية إلي صورة الله كو 10:3 + غل 19:4. فالله إذاً لا يريد أن يخلق إنساناً ليكون آنية هوان. ولنأخذ أمثلة.

الشيطان: الله خلق الشيطان في أجمل صورة ليكون آنية مجد، ولكنه هو بنفسه إختار أن يكون آنية هوان، ولاحظ المرثاة التي قالها الله بحزن إذ سقط الملاك الكاروبيم وأصبح شيطاناً بعد أن كان كامل الجمال. ولاحظ الأوصاف التي قالها الله عن الشيطان وكيف كان (أش12:14+ حزقيال11:28-15). فإرادة الله أن يكون كل خليقته آنية مجد وأن كل خليقته تخلص. ولكن إبليس إختار الخطية، والله تركه ليكون آنية للهوان.. ولكن كان له أيضاً دور في خطة الله الأزلية لخلاص أولاده فكان الشيطان أداة تأديب لأولاد الله. فمثلاً كان الشيطان هو الذي دبر خطة الصليب لفداء البشر. وهو الذي سمح له الله بأن يضرب بولس ليمنعه من الكبرياء. ويؤدب أيوب ليتنقي ويبرأ من خطيته.

يهوذا: هل إختار الله يهوذا ليكون آنية هوان؟ أبداً. فالله إختاره من بين التلاميذ الإثني عشر، وأعطاه كما أعطي بقية التلاميذ، نفس المواهب، وتتلمذ علي يد السيد المسيح ثلاث سنوات كالباقين، وسمع تعاليم المسيح، ورأي معجزاته، بل شفي مرضي وأخرج أرواح نجسة، لكن يهوذا هو الذي إختار أن يكون آنية هوان بعد أن خلقه الله وأعده المسيح ليكون آنية مجد. كان الله يعلم أن يهوذا سيعمل هذه الخيانة لكن هل يمكن أن يقال أن المسيح أعده ليكون آنية هوان، ولاحظنا أن يهوذا حصل علي نفس فرص التلاميذ الإثني عشر ولكنه اختار بنفسه الخيانة والهوان بحرية ارادته. ولكن خطأ يهوذا كان جزءاً من خطة الخلاص، فالله قادر أن يخرج من الجافي (خيانة يهوذا) حلاوة (الخلاص).

ويهوذا دخله الشيطان لأنه رفض بحريته كل فرص الخلاص، التي عرضها عليه السيد المسيح، ولاحظ آخر محاولة للمسيح أنه يأخذه في حضنه بل يعطيه اللقمة في فمه معلناً محبته للنهاية، بل كان عتاب المسيح له الذي يكسر القلب "أبقبلة تسلم ابن الإنسان" ربما دفعه هذا العتاب للتوبة، ولو فعل لقبله الله. ولما رفض يهوذا كل فرص الخلاص تخلي عنه المسيح، فصار صيداً سهلاً للشياطين، فالمسيح كان يحفظ تلاميذه من الزلل (يو12:17) "حينما كنت معهم كنت أحفظهم" ولما رفع المسيح حمايته عنه بعد أن ترك هو المسيح بكامل إرادته صار آنية للهوان (ما حدث كان يشبه ما قيل عن شاول الملك أن روح الرب فارقه فدخله روح رديء (1صم14:16).. ولكن حينما دخله الشيطان استخدمه الله أيضاً كجزء من الخطة الأزلية للخلاص، فكل خليقة الله، كل واحد له دوره في خطة الخلاص. فالله خلق الإنسان حراً ولا يجبره علي شيء، ولكنه يعرف مدي استجابته للفرص التي يعطيها له الله،فمن استجاب لهذه الفرص كان له دوره في خطة الخلاص كآنية مجد، ومن رفض يد الله الممدودة له صار له دوره في خطة الخلاص أيضاً ولكن كآنية هوان (أم4:16) وما الذي يمنع الفخاري من عمل كتلة من الطين آنية للمجد؟ أن توجد زلطة أو قطعة حجر في الطين، وهذا يماثل وجود حب الخطية في قلب إنسان، وهذا هو الذي يحوله لآنية هوان.

فالله يعطي لكل واحد فرص متساوية للخلاص، حتى تنطبق الآية "لكي تتبرر في أقوالك وتغلب إذا حوكمت". ولكن كما رأينا لكل واحد دوره في خطة الخلاص حتى لو كان إناء هوان. الله خلق الكل لغرضه والشرير أيضاً ليوم الشر (أم4:16).

فرعون: موسى يطلب منه خروج الشعب فيرفض وتبدأ الضربات. الله لم يجعله يعاند، لكن بعد أن عاند عدة مرات، إستغل الله عناده.

وهذا شرحته تفصيلا في ملف 

اقسي قلب فرعون كيف الله الحنون يقسي القلب

 

أي تركه علي قساوته نتيجة لعناده مع الله بعد ان اعطاه اكثر من فرصه للتوبه ولطاعة الرب . ولكن الله إستغل عناده وقلبه القاسي ليخرج من هذا خير لكلا الشعبين اليهودي والمصري، فاليهود عرفوا من هو يهوه إلههم، وعرفوا إمكانياته الجبارة وأن آلهة المصريين هي لا شئ أمامه، والمصريين عرفوا تفاهة آلهتهم أمام الله. ما يمكن أن نقوله أن الله لم يخلق أو يجعل فرعون معانداً، لكن الله إستغل عناده وغباوة قلبه ليكون آلة وجزءاً من خطة الخلاص، فالله يستغل أخطاء البشر لتنفيذ خطته للخلاص.

شاول الطرسوسي/ بولس الرسول:- شاول الطرسوسي كان إناء هوان وهو يضطهد الكنيسة ويقتل المسيحيين، ولكنه لم يعاند دعوة الله فتحول لآنية كرامة. وهكذا بتوبة أي إنسان واستجابته لنداء الله يتحول من آنية هوان لآنية كرامة. فالله يحاول مع كل إنسان ليتوب ويتحول إلي آنية كرامة "توبني فأتوب لأنك أنت الرب إلهي" (أر18:31) إذاً الله يدعو كل واحد للتوبة، ومن يستجيب يصير آنية كرامة.

قصة الشعب المختار:- الله إختار اليهود لأنهم "أحسن الوحشين" ولأن آبائهم إبراهيم وإسحق ويعقوب كانوا الأفضل في هذا العالم. وذلك ليعد هذا الشعب ليأتي منه المسيح، ولكن اليهود فهموا هذا علي أنهم هم شعب الله المختار والباقين مرفوضين (بل أسموهم كلاب). ولكن حين يأتي المسيح يأتي للكل، فالله هو إله العالم كله. هذا يشبه إختيار قطعة أرض وتنظيفها وإعدادها وزراعة نوع من القمح الممتاز، ومعالجة هذا النوع، حتى الوصول به لأفضل سلالة ممكنة. وبعد ذلك يأتي التوسع في زراعتها في كل الحقول. وما كان للأمم أن يعترضوا لماذا لم يأتي منهم المسيح، فالمسيح لا يمكن أن يأتي من كل شعوب العالم في وقت واحد، ولابد أن يأتي من شعب تم إعداده. وليس لليهود أن يعترضوا علي خلاص الأمم، فالله إله الجميع، إختارهم ليكونوا شعبه في وقت معين ولهدف معين، انتهى بمجيء المسيح. وأولاً وأخيراً ليس لأحد أن يعترض علي الله فحكمته فوق الجميع (رو33:11-36).

خلاصة الموضوع انه لا يصح أن يقول أحد مبرراً خطيته أن الله خلقه هكذا كآنية هوان، فكل واحد يعلم في داخله أنه يخطئ بإرادته. 

 

لكن لمن يختار الرب ويحبه فهو يجعل كل شيئ في صالحه

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28

 

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.

 

الله يقصد خير وهو يريد الخير فقط 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 4

 

الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ

 

سفر حزقيال 18: 32

 

لأَنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ مَنْ يَمُوتُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَارْجِعُوا وَاحْيَوْا.

 

 سفر حزقيال 33: 11

 

قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَااِرْجِعُوا، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ! فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟

ولكنه يسمح بالشر عقاب للاشرار حمايه لاولاده وايضا لكي يرجع الخطاه عن خطيتهم ويتنقوا من شرورهم فيكون لهم افضل 

 

وبعد الاجابه علي هذا السؤال يبرز سؤال اخر لماذا لم يخلق الرب انية كرامه فقط ومنع اصلا وجود انية الهوان اي لماذا يخلق انية هوان من الاصل اذا كان يعرف انهم لن يصلحوا لاي كرامه وسيكونوا سبب شر لانية الكرامة ؟

هذا يقودنا الي عدة احتماليات 

1 ان لا يخلق العالم لمنع الشر 

اي لا يخلق اي اانية لا للكرامه ولا للهوان ان كان بعضها سيكون للهوان  

فهل عدم خلق العالم لكي لايكون هناك فيه شر افضل من خلقه ؟ بالطبع لا فالله عندما خلق كل شئ قال عنه انه حسن واجمل شئ فيه هو وجود المخلوق الذي قال عنه الله انه حسن لذلك وجود الشمس حسن لوجود الشمس ووجود النبات حسن واحسن ما فيه هو وجوده وايضا الحيوان والانسان فان لم يخلقهم الله من الاول لما كان وجود لهذا الحسن . فوجود انسان به عيب بسيط افضل من عدم وجوده علي الاطلاق لان عدم وجوده معناه عدم اخذ فرصه لاصلاح العيب بمساعدة الله. وايضا سيكون صفات كثيره معطله في الله مثل المحبه وغيرها وسيكون الله ضعيف لانه اراد شئ ولم يستطع ان يفعله وسيكون الشر انتصر حتي في عدم وجوده لانه منع خير الله عن البشر بمنعه من خلقهم.

 ولهذا فهذا الاختيار مرفوض 

 

2 ان يخلق العالم ويجعل خلائقه بدون حريه فلا يخطئ احد فلا يتعذب احد في العالم او الحياه الاخري وبهذا يجبر كل الانية ان تكون للكرامه فقط 

الله كان يستطيع ان يخلق العالم مقيد بقيود فيتحرك الكل كالات بدون حريه وبهذا لن يخطئ احد وهذا يصلح في حالة واحده لو لم يكن هناك ايمان لان الايمان لا يتفق مع القيد والاجبار والانجيل قال ان روح الرب يعطي حريه 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 3: 17

 

وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ.

فبهذا المسيحية لا تتفق مع القيد والعبودية ولكن في روحها حريه ولهذا تقييد البشر بقيود فلن ينال الانسان فرحة حريته في المسيح وايضا بالقيد لكي لا يخطئ فهو ليس له الاستحقاق في الملكوت لانه قيد عن ان يقبل خلاص المسيح بحريه

والمثال الذي قلته كثير وهو اختيار الحب بين العريس وعروسه فالذي يفرض علي عروسه ان تحبه مجبره هذا ليس تبادل محبه ولكن قهر واغتصاب حقوق اما الذي يحب عروسه بحق يتاكد اولا من محبتها له واختيارها بكامل ارادتها له وهذا هو المحبه في المسيحيه بحريه كامله والهنا كلي المحبه يريدنا ان نختاره بحريتنا الكامله وهذا لا يتفق مع القيد

 ولو كان هذا الفرض هو الحل المختار لكان الله وضعنا من الاول في الملكوت ولكننا في الملكوت لم نعرفه ولم نعرف حبه ولعشنا في الملكوت منفصلين عيشه مره مقيده واصبح هو اله اجبار وفرض وسيطره فقط وهذا ليس الهنا 

 العالم بدون حريه لكي لا يخطئ مكانته اقل بكثير من العالم الذي نحياه ولنا حرية الاختيار مثل الدوله القاسيه التي تفرض قيود صعبه جدا ولا يوجد بها حريه لكي لا يخطئ شعبها وهي اقل بكثير في المكانه من الدوله التي يتمتع شعبها بحريه حتي ولو كان البعض يؤذي من اخطاء البعض ولكن من يخطئ يعاقب 

والانسان المقيد لن يعرف معني وجمال الحريه لانه لم يدركها فبهذا الله اثبت انه لا يستطيع ان يتحكم في الانسان لانه خوفا من الانسان قيده ولكن الهنا قادر علي كل شئ واثبت ذلك بانه يعطي الحريه كامله للعالم ووسط هذا يحافظ علي اولاده ولكن يسمح احيانا ببعض الالم. 

 

3 الخلق والسماح بوجود الشر 

ولكن يعرف انه سيجعل البعض للكرامه البعض للهوان باختياره  

وهذا الحل رغم ان به بعض الالام والامراض والمعاناه لبعض اولاده ولكنه الكل له فرصة تذوق حلاوة الحريه في المسيح . ولم يخدع الله احد ويضله ولم يجبر الله احد علي قبوله الخلاص ولكن من يريد يرشده الله كاب ليتعلم من اخطاؤه وخطاياه وعليه ان يتقبل التاديب ولم يجبر احد علي حبه فمن يختاره يختار ان يكون انية للكرامه ومن يرفضه يكون اختار انه يكون انية للهوان  

ومن هذا نري ان العالم الذي نعيش فيه هو افضل عالم . هو افضل من عالم بلا الام لانه بلا حريه وهو افضل من عالم لم يخلق من الاصل فلم يعرف شئ من الاصل .

واستطيع ان اقول عالمنا ليس افضل تخيل لعالم معاش ولكنه بكل تاكيد افضل وسيله علي الاطلاق للوصول الي العالم الافضل في ملكوت السموات فنحن ذقنا حلاوة الحريه في المسيح مع بعض اللالم ومن اختاره اختاره بارادته كامله وعاش معاه حياة توبه وقداسه لينال مجد افضل مما يمكن ان نتخيله في الملكوت 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 18

 

فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا.


 
رسالة بطرس الرسول الأولى 5: 1

 

أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ الْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ،

 

واجمل ما فيه بعد معرفة ربنا بالحقيقه هو انه باختيارنا وليس اجبار 

ومن استغل الحريه واخطا فهذا يرفض من امام الله ولو كان دخل الملكوت عن طريق الاجبار لكان اشقي نفسه والاخرين الي الابد اكثر مما يفعل في العالم 

ومن هذا نفهم لماذا البعض يصابوا بتجارب او الام في حياتهم فهي قد تكون بسبب بعدهم عن الله او بسبب تجربه من الشيطان لو تمسك اثناءها الانسان بالله لن يشعر بالتجربه لانه يعلم ان بعدها مجد عتيد سيتعلن 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 18

 

فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا.

 

واوضح هدف خلقة الانسان وتسلسل عمل الله معه 

الله قبل ان يخلق الانسان كان بالفعل يحبه ولهذا لاتوجد صفه في الله معطله حتي قبل الخلق. ويعلم ان الانسان يجب ان تكون حر لكي يختار ان يبادل الله محبه التي بداها الله اولا

رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 19

 

نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً.

فلهذا يجب ان يخلقه حرا ليختار المحبه بارادته ولكن الله يعلم ايضا ان بترك الحريه للانسان يكون هناك مشكله وهي ان هذه الحريه قد تقود الانسان الي الخطيه والخطيه لو نبعت من داخل لن يكون له خلاص من الخارج ولشرح ذلك افضل هو ان اعود لمثال العجين والخميره فلو فسد العجين بدون ما ان تضاف اليه الخميره الفاسده من الخارج فهو ليس له ان يضاف اليه مضاد حيوي وخميره نقيه لانه فسد من الداخل وليس بخميره خارجيه. فلهذا سمح الله للانسان بان تكون له فرصة الخطيه من الخارج ومن هنا كان دور الشيطان والشر الذي سمح به الله 

وقبل ان اعرض هذه النقطه يجب ان اشرح موضوع اخر في عجاله وهو 

الله كامل في كل شئ وقدرته علي الخلق كامله ولكنه عندما يخلق يخلق كائنات غير كامله لانه لو خلق كائنات كامله ستكون الهه معه وهذا ضد وحدانية الله فهو يريد ان يكون مع الانسان في شركه وليس شرك ولهذا فهو خلق اولا الملائكه كائنات غير كامله وهم معروفه وظيفتهم كخدام لهيب 

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 7

 

وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ».

ولان وظيفتهم محدده فمن يخالف يكون متعدي وهم مخلوقين ليس للتناسل والله يعلم من البدء ان احدهم سيسقط ولهذا فان هذا الكاروب الساقط 

سفر حزقيال 28: 14

 

أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ، وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ.

واعطاه كثيرا 

سفر حزقيال 28: 12

 

«يَا ابْنَ آدَمَ، ارْفَعْ مَرْثَاةً عَلَى مَلِكِ صُورَ وَقُلْ لَهُ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّأَنْتَ خَاتِمُ الْكَمَالِ، مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ الْجَمَالِ


ولكنه سقط بتكبره من ذاته باختباره متعديا علي حدود وظيفته 

سفر إشعياء 14:
12 كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟

13 وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ.

14 أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ.

ولهذا بسقوطه من ذاته فليس له فرصه للتوبه ولكن له دور مهم فهو يسيتخدم كاداة قد تبدوا من الخارج الم ولكن في جوهرها محبه للانسان 

فبعد ذلك خلق الله الانسان ووضعه في جنة عدن وسمح للشيطان ان يسقطه وبالفعل الشيطان الشرير اغوي الانسان فسقط الانسان بغواية الحيه وظن الشيطان انه انتصر ولكن لم يعرف وقتها انه بذلك حمي الانسان من ان يسقط من الداخل وبسبب سقوطه من الخارج له فرصة التوبه من الخارج 

ثانيا طرد الرب الانسان من الجنه قبل ان ياكل من شجرة الحياه لكي لا يحيا بالجسد الي الابد في انفصال عن الله فبهذا سمح للانسان ذو الطبيعه الفاسده لانه يتالم ويموت بالجسد وينال الخلاص فيحيا بالجسد الروحي مع الله الي الابد 

ومن ينظر الي هذا يتخلي انها سلسلة الام واحزان للانسان من اول ادم واولاده ولكنه منتهي المحبه وحب ابدي 

سفر إرميا 31: 3

 

تَرَاءَى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: «وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ

ويستمر الانسان بكامل ارادته وياتي ملئ الزمان ويقدم الرب للانسان الفداء والخلاص كعطيه مجانيه رغم انها لا تقدر بثمن فمن يقبلها ينال الحياه الابديه ومن يرفضها يكون بكامل ارادته يختار ان يعيش في الظلمه الخارجيه لانه احب الظلمه 

إنجيل يوحنا 3: 19

 

وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً.

 

رغم ان الله اظهر محبته لانه قدم جسده فداء عنهم 

إنجيل يوحنا 15: 13

 

لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ.

وهذه اعلي درجه من درجات المحبه وهو بدا اولا وما علينا الا ان نبادله هذه المحبه 

وبهذا في الملكوت الانسان يكون اختار الله بارادته وعرف عمق محبته ويحيا بارادته في محبه ابديه مع الله 

وتطبيقا هذا علينا 

لو تعرض انسان فينا لالام فلا يتسائل لماذا سمح الله بالالام ولكن هذا الالام قد يكون بسبب خطيه فالهدف منه للخير لكي يتوب الانسان عن الخطيه او قد يكون السبب فيه تزكيه

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 5:

مُقِيمُونَ، وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ.
3 وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا،

4 وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً،

5 وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا.

6 لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ.

7 فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ.

8 وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا.

9 فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ!

10 لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ!

 فهو يسمح بتجربه لشيئ اعظم وهو تعلم الرجاء والايمان وحياة الصلاه كمثال الاب الذي يتركه ابنه ليجرب لياخذ خبره ولكن النهاية اكيد للخير 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28

 

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ

فحتي لو لم نعرف هدف تجربة المرض او المشاكل الاسريه او العمل او حادث او اعاقه او وفاه احد الاحباء كل ما علينا ان نتاكد انها للخير وندخل في حياة الصلاه 

 

فاخيرا اقدر ان اقول ان الله يعرف في البداية من سيكون اناء كرامه ومن سيكون اناء للهوان ولكنه لا يفرض علي احد ومن يختار برادته الهوان يصبح اناء للهوان ومن يختار الكرامه ويقبل التاديب ويتحمل التجارب بشكر وفرح يصبح اناء للكرامة ومن ينال الكرامه يكون له فرح لا يوصف لان الله اعطاه حق الاختيار وانه نال هذه الكرامه التي لا يستحقها

 

والمجد لله دائما