هل سفر استير يتعارض مع تتمة استير في مكافئة مردخاي ؟ استير 6: 3 و 12: 5

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

الرد

 

الحقيقة لايوجد تعارض بين الاثنين فبالفعل الملك عينه في البلاط واعطاه بعض الهدايا ولكن هذا لا يحسب كرامه وعظمه فلهذا هو بالفعل لم يعمل معه شيئ من الكرامه والعظمه  التي يجب ان يفعلها لشخص انقذ الملك من الموت 

وندرس معا الاعداد واحداث القصه لنتاكد من ذلك

نبدأ بالتتمة  

سفر استير 12

4  و كتب الملك ما وقع في سفر اخبار الايام وكذلك مردكاي كتب ذكر الامر 

5  ثم امره الملك ان يقيم ببيت الملك وامر له بهبات لانه اطلعه على ذلك

مكافئة الملك كانت ان يقيم مردخاي في بيت الملك مع ملاحظة ان مردخاي كان بالفعل يقيم في بلاط الملك ( و هو رجل يهودي مقيم بمدينة شوشن رجل عظيم من عظماء بلاط الملك ) فمعني المكافئة هو فقط تثبيته في موقعه وليس اكثر 

هذا بالاضافه الي انه اخذ بعض الهبات ولكن من الواضح انها كانت قليله لسببين الاول انها لاترتقي الي مستوي ما فعل مردخاي من انقاذ الملك وبخاصه انها لم توصف بانها قيمه بل لم توصف علي الاطلاق تعبيرا عن قلة هذه الهبات 

والثاني واضح ان هامان تدخل ليجعل الهبات لمردخاي قليلة جدا تكاد تكون لاشيئ وهذا يفهم من العدد التالي له مباشره 

6  و كان هامان بن همداتا الاجاجي له عند الملك كرامة عظيمة فاراد ان يؤذي مردكاي وشعبه بسبب خصيي الملك المقتولين 

بمعني ان هبات الملك استطاع ان يحولها هامان الي اتعاب وليست هبات وبالفعل بقية السفر يشعرنا بهذا 

 

سفر استير 6

6: 1 في تلك الليلة طار نوم الملك فامر بان يؤتى بسفر تذكار اخبار الايام فقرئت امام الملك 

6: 2 فوجد مكتوبا ما اخبر به مردخاي عن بغثانا و ترش خصيي الملك حارسي الباب اللذين طلبا ان يمدا ايديهما الى الملك احشويروش 

6: 3 فقال الملك اية كرامة و عظمة عملت لمردخاي لاجل هذا فقال غلمان الملك الذين يخدمونه لم يعمل معه شيء

الملك لا يتسائل عن الهبات او تثبيته في القصر ولكن يتسائل عن الكرامه والعظمه ورئينا بالفعل ان مردخاي اخذ قله من الهبات ولكن لم ياخذ اي كرامه ولا اي عظمه بل لم يسمع احد عن ما فعل مردخاي من عامة الشعب. فلهذا لا يوجد اي تناقض بين العددين 

لان الكرامه والعظمه ليست فقط في بضع نقود ومقابلها اتعاب من هامان ولكن ان يكرم هذا الشخص امام اعين كل الشعب من الملك بطريقه واضحه علنية ولكي اوضح ذلك اضرب امثلة لمكافئات في مواقف اخري

قض 1: 12  فقال كالب.الذي يضرب قرية سفر وياخذها اعطيه عكسة ابنتي امرأة.

قض 1: 13  فأخذها عثنيئيل بن قناز اخو كالب الاصغر منه.فاعطاه عكسة ابنته امرأة.

 

1صم 17: 25  فقال رجال اسرائيل.أرأيتم هذا الرجل الصاعد.ليعيّر اسرائيل هو صاعد.فيكون ان الرجل الذي يقتله يغنيه الملك غنى جزيلا ويعطيه بنته ويجعل بيت ابيه حرا في اسرائيل

1صم 17: 26  فكلم داود الرجال الواقفين معه قائلا ماذا يفعل للرجل الذي يقتل ذلك الفلسطيني ويزيل العار عن اسرائيل.لانه من هو هذا الفلسطيني الاغلف حتى يعيّر صفوف الله الحي.

 

1اخ 11: 6  وقال داود ان الذي يضرب اليبوسيين اولا يكون راسا وقائدا.فصعد اولا يوآب ابن صروية فصار راسا.

 

دا 5: 7  فصرخ الملك بشدة لادخال السحرة والكلدانيين والمنجمين.فاجاب الملك وقال لحكماء بابل اي رجل يقرأ هذه الكتابة ويبيّن لي تفسيرها فانه يلبّس الارجوان وقلادة من ذهب في عنقه ويتسلط ثالثا في المملكة.

دا 5: 16  وانا قد سمعت عنك انك تستطيع ان تفسر تفسيرا وتحل عقدا.فان استطعت الآن ان تقرأ الكتابة وتعرّفني بتفسيرها فتلبّس الارجوان وقلادة من ذهب في عنقك وتتسلط ثالثا في المملكة

دا 5: 29  حينئذ أمر بيلشاصر ان يلبّسوا دانيال الارجوان وقلادة من ذهب في عنقه وينادوا عليه انه يكون متسلطا ثالثا في المملكة.

اذا ما حصل عليه مردخاي في البدايه من هبات قليله لا تذكر ومعها اتعاب فعلا هو لا شيئ.

وبقية الاصحاح يوضح مفهوم هذا جيدا 

6: 4 فقال الملك من في الدار و كان هامان قد دخل دار بيت الملك الخارجية لكي يقول للملك ان يصلب مردخاي على الخشبة التي اعدها له 

6: 5 فقال غلمان الملك له هوذا هامان واقف في الدار فقال الملك ليدخل 

6: 6 و لما دخل هامان قال له الملك ماذا يعمل لرجل يسر الملك بان يكرمه فقال هامان في قلبه من يسر الملك بان يكرمه اكثر مني 

6: 7 فقال هامان للملك ان الرجل الذي يسر الملك بان يكرمه 

6: 8 ياتون باللباس السلطاني الذي يلبسه الملك و بالفرس الذي يركبه الملك و بتاج الملك الذي يوضع على راسه 

6: 9 و يدفع اللباس و الفرس لرجل من رؤساء الملك الاشراف و يلبسون الرجل الذي سر الملك بان يكرمه و يركبونه على الفرس في ساحة المدينة و ينادون قدامه هكذا يصنع بالرجل الذي يسر الملك بان يكرمه 

6: 10 فقال الملك لهامان اسرع و خذ اللباس و الفرس كما تكلمت و افعل هكذا لمردخاي اليهودي الجالس في باب الملك لا يسقط شيء من جميع ما قلته 

6: 11 فاخذ هامان اللباس و الفرس و البس مردخاي و اركبه في ساحة المدينة و نادى قدامه هكذا يصنع للرجل الذي يسر الملك بان يكرمه 

6: 12 و رجع مردخاي الى باب الملك و اما هامان فاسرع الى بيته نائحا و مغطى الراس 

إذ كُرم مردخاى في ساحة المدينة ونال مجدًا لم يكن يتوقعه أحد عاد إلى بيت الملك مرفوع الرأس أما هامان الذي كان يسجد له الكل فخجل ورجع إلى بيته نائحًا ومغطى الرأس وكانت تغطية الرأس بالنسبة للرجل علامة الحزن الشديد والعار (2 صم 30:15) فمن لا يسعى وراء الكرامة ويرفضها تجرى وراءه الكرامة ومن يجرى وراء الكرامة تهرب منهُ الكرامة.

رجع مردخاى إلى باب الملك أي إلى عمله الأصلي كبواب. فهو رجل متواضع لا يريد شيئًا فهو قبل ما أمر به الملك، هو لم يسعى إلى شيء وعاد سريعًا لعمله كبواب دون تذمر ودون طلبات. ولم يعطى لنفسه قدرًا أكبر من حجمه. هو نال إكرامًا لمدة ساعة ثم عاد لباب الملك ولكن بعد ذلك صار عظيمًا عند الملك بينما فقد هامان ثقة الملك.

 

وبهذا تاكدنا انه لا يوجد تناقض بين الاثنين 

 

والمجد لله دائما