مقارنة بين الله في اليهودية والاسلام من حيث الصفات المادية. تكوين 18

 

Holy_bible_1

 

الشبهة

 

الرد

 

الحقيقة الكتاب المقدس لا يقول ان الله له صفات مادية ولكن له القدرة علي الظهور لان الله قادر علي كل شيئ 

فندرس في البداية قصة ظهور الرب لابراهيم 

سفر التكوين 18

18: 1 و ظهر له الرب عند بلوطات ممرا و هو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار 

اذا فهو ظهور مسياني قد حدث بالفعل وراه ابراهيم 

ونلاحظ ان كلمة ظهر هي نفس الكلمه العبرية رأي

וירא אליו יהוה באלני ממרא והוא ישׁב פתח־האהל כחם היום׃

وهذا يؤكد ان هذا هو مجرد ظهور للرب اي الله الكائن الروحي اخذ شكل مادي وظهر 

فهذه ليست صفاة لله بالحقيقه او بالطبيعة ولكن ظهور مؤقت 

18: 2 فرفع عينيه و نظر و اذا ثلاثة رجال واقفون لديه فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة و سجد الى الارض 

18: 3 و قال يا سيد ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك 

اذا فالسيد المسيح رغم انه ظهر مع ملاكين لكن شكله مميز ان السيد لذلك فابراهيم وجه حواره له فقط رغم انه الثلاثه في هيئة ثلاث رجال 

فالامر كله ظهور وليس هذه صفات ماديه حقيقية 

18: 4 ليؤخذ قليل ماء و اغسلوا ارجلكم و اتكئوا تحت الشجرة 

18: 5 فاخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون لانكم قد مررتم على عبدكم فقالوا هكذا نفعل كما تكلمت 

18: 6 فاسرع ابراهيم الى الخيمة الى سارة و قال اسرعي بثلاث كيلات دقيقا سميذا اعجني و اصنعي خبز ملة 

18: 7 ثم ركض ابراهيم الى البقر و اخذ عجلا رخصا و جيدا و اعطاه للغلام فاسرع ليعمله 

18: 8 ثم اخذ زبدا و لبنا و العجل الذي عمله و وضعها قدامهم و اذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة اكلوا 

وهنا نقف عند عدد مهم وهو الرب اكل وهذا لان الرب قادر علي كل شيئ وله سلطان علي المادة ويقدر ان يحرق الماده فهو له سلطان عليها وليس لها سلطان عليه وهي تشبه سلطان المسيح علي المادة بعد القيامه فيدخل للتلاميذ والابواب مغلقة وينتقل من اليهودية الي الجليل مباشره ويظهر في اورشليم ثم في الطريق الي عمواس ايضا مباشرة وايضا يظهر لم يشاء ويخفي نفسه عن من يشاء ويظهر في اي مكان يريد بدون ان يخضع لاي قوانين فيزيائية 

فلهذا ظهور الله لابراهيم هو ظهور مسياني

18: 9 و قالوا له اين سارة امراتك فقال ها هي في الخيمة 

18: 10 فقال اني ارجع اليك نحو زمان الحياة و يكون لسارة امراتك ابن و كانت سارة سامعة في باب الخيمة و هو وراءه 

فالذي يتكلم مع ابراهيم هو الرب والذي يقول النبوه هو ايضا الرب 

المتكلم هو الرب الذي ظهر لابرام بالفعل ويتكلم معه فهو يقول لابرام ان الرب قرر يظهر وفي ظهوره اشياء كثيره مهمه منها تبليغ النبوه لابراهيم واعطاؤه سلطان والرب فعل ذلك بظهوره لمحبته لابراهيم ومكانت ابراهيم حبيبه ولاهمية كلمات ابراهيم التي سيوصي بها اولاده فهو لن ينسي هذا الظهور ولا اولاده ايضا وهو الذي قال عنه السيد المسيح 

إنجيل يوحنا 8: 56

 

أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ».

 

ولكن ظهوره بهذه الطريقه لا يعني انه اصبح محدود في هذه الصوره فهو بلاهوته لازال يملئ الكون فهو باقنوم الاب والوجود كائن في كل مكان وباقنوم الابن ظهر ظهور مؤقت وبروحه القدوس يقود ابراهيم 

والكتاب المقدس اعل ان الرب ( اقنوم الابن يهوه ) ينزل ويتمشي 

اولا هو كان يتمشي مع ادم 

سفر التكوين 3: 8

 

وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ.

وايضا كما ذكرت في ملف نزول الرب في موقف برج بابل وايضا في هذا الملف 

ويؤكد هذا المعني 

سفر ميخا 1: 3

 

فَإِنَّهُ هُوَذَا الرَّبُّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ وَيَنْزِلُ وَيَمْشِي عَلَى شَوَامِخِ الأَرْضِ،

 

فالامر كما قلت هو ظهور مسياني فالرب ظهر وله سلطان علي المادة وليس بالطبيعة 

اما عن الله بالطبيعة فهو ليس له اي صفه مادية 

إنجيل يوحنا 4: 24

 

اَللهُ رُوحٌوَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».

 

رسالة بولس الرسول الثانية الي أهل كورنثوس 3

17 وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ.

 

وهو لا يري بطبيعته الروحية بدون ظهور 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 1: 17

 

وَمَلِكُ الدُّهُورِ الَّذِي لاَ يَفْنَى وَلاَ يُرَى، الإِلهُ الْحَكِيمُ وَحْدَهُ، لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ.

 

إنجيل يوحنا 1: 18

 

اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1: 20

 

لأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ الْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ، قُدْرَتَهُ السَّرْمَدِيَّةَ وَلاَهُوتَهُ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ.

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 15

 

الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ.

 

رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 12

 

اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ. إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا.

 

وهو غير محدود 

سفر الملوك الأول 8: 27

 

لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللهُ حَقًّا عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ؟

 

سفر أخبار الأيام الثاني 2: 6

 

وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا، لأَنَّ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُهُوَمَنْ أَنَا حَتَّى أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا إِلاَّ لِلإِيقَادِ أَمَامَهُ؟

 

واتي الان الي اله الاسلام 

فالمشكك هو الذي دخل في مقارنة ومشكلة اله الاسلام انه لا يظهر ولا يتجسد ولا يتغير فاي صفة مادية هي ليست ظهور وليست صفه مؤقته ولكن هي صفة دائمة فيه 

ونبدأ معا ندرس الكوارث في صفات اله الاسلام المادية 

إثبات صفة النزول لله عز وجل 

وأنه ينـزل كل ليلة إلى سماء الدنيا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم« ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر »1وهذا لفظ البخاريوقد روى حديث النزول أحمدومالكوالبخاريومسلموأبو عيسى الترمذيوأبو داودوابن خزيمةوالدارقطنيوأئمة المسلمين

نعم. وهذا فيه إثبات صفة النزول لله عز وجل, إثبات صفة النزول لله, وأن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، ينزل نزولا يليق بجلال الله وعظمته.

والنزول من الصفات الفعلية؛ الصفات نوعان: صفات ذاتية، وصفات فعلية، فالصفة الذاتية: هي التي لا تنفق عن الباري ملازمة ما تنفك مثل: العلم, والقدرة, والسمع, والبصر, والعظمة, والكبرياء, والوجه, واليد, والقدم, والرجل, هذه الصفات ذاتية لا تنفق عن الرب سبحانه وتعالى.

والنوع الثاني: صفات فعلية، تتعلق بالمشيئة والاختيار إذا شاء مثل: صفة الرحمة, والرضا, والغضب, والكلام, والاستواء, والنزول, هذه كلها صفات فعلية تتعلق بالمشيئة.

« ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له, من يسألني فأعطيه, من يستغفرني فأغفر له »1وهذا الحديث يسمى حديث النزول، وهو من الأحاديث المتواترة رواه الشيخان البخاري ومسلم وأهل السنن ورواه أحمد وغيره، فهو حديث متواتر ثابت.

وفيه أن الله تعالى « ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا إذا يبقى ثلث الليل الأخير فينادي فيقول: من يدعوني فأستجيب له, من يسألني فأعطيه, من يستغفرني فأغفر له, حتى يطلع الفجر »1ينزل نزولا يليق بجلاله وعظمته، ينزل وهو فوق العرش، نزولا لا ندري كيفية النزول، كما أنه استوى على العرش ولا ندري كيفية الاستواء.

جاء رجل إلى الإمام مالك رحمه الله وهو في حديثه يحدث فسأله فقال: يا مالك ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾2كيف استوى؟ فسكت مالك وأطلق حتى علته الرحضاء -العرق- تصبب عرقا من هذا السؤال، ثم قال: أين السائل؟ فقالوا: موجود، فقال الإمام: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. "الاستواء معلوم" يعني معلوم معناه في اللغة العربية وهو الاستقرار والصعود والعلو والارتفاع. "والكيف مجهول" كيفية استواء الرب هذا مجهول. "والإيمان به واجب" لأن الله أخبر به عن نفسه. "والسؤال عن الكيفية "بدعة".

وروي هذا -أيضا- هذا الجواب روي عن ربيعة شيخ الإمام مالك، وروي عن أم سلمة، وروي عنه أنه قال: "الاستواء غير مجهول, والكيف غير معقول, والإيمان به واجب, والسؤال عنه بدعة".

وهذا القول للإمام مالك تلقاه العلماء من الإمام مالك بالقبول، ويقال في جميع الصفات. « ينزل ربنا إلى السماء الدنيا »1إذا قال: كيف ينزل؟ نقول: النزول معلوم, والكيف مجهول, والإيمان به واجب, والسؤال عنه بدعة. ينزل نزولا يليق بجلاله وعظمته، فعل يفعله وهو فوق العرش لا ندري كيفيته، واضح هذا؟

وهل يخلو العرش من الرب وقت النزول أو لا يخلو؟ 

العلماء اختلفوا قيل: يخلو العرش. وقيل: لا يخلو. وقيل بالتوقف. والأرجح أنه لا يخلو من العرش؛ لأنه سبحانه مستوٍ على العرش استواء يليق بجلاله وعظمته.

وهو ينزل على كيفية الله أعلم بها، وأهل البدع المعتزلة والأشاعرة والجهمية أولوا النزول قال بعضهم: ما يليق النزول بالله، كيف ينزل؟ النزول يقصد الحركة والرب منزه عن الحركة هكذا يقولون، فقال بعضهم: النزول معناه "ينزل ربنا" قال بعضهم: ينزل أمره. قال بعضهم: ينزل رحمته. قال بعضهم: ينزل الملك. وهذا من أبطل الباطل، الملك يقول: من يدعوني فأستجيب له, من يسألني فأعطيه, من يستغفرني فأغفر له؟! هل يمكن أن يقول هذا غير الله؟! لا يمكن، وهذا من أبطل باطل.

الصواب الذي عليه أهل السنة: إثبات النزول لله، وهذا ما يليق بجلال الله وعظمته، لا نكيف ولا نمثل، بل نقول كما قال الإمام مالك: النزول معلوم, والكيف مجهول, والإيمان به واجب, والسؤال عنه بدعة.

وهذا الوقت -وقت تنزل الله- وقت إجابة الدعاء, أي وقت إجابة الدعاء، وهو أفضل يعني الصلاة فيه فاضلة، وجاء في الحديث الآخر « أفضل الصلاة صلاة داود؛ كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه ويقوم سدسه »3يقوم الثلث يعني السدس الرابع والخامس، والسدس السادس يستريح, ينام حتى يتقوى على أعمال النهار؛ لأنه قاضٍ وحاكم، وقوله: « ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الآخر »1هو السدس الخامس والسادس؛ وعلى هذا فيكون النصف الأخير من الليل النصف الثاني كله فاضل السدس الرابع والخامس والسادس كله فاضل؛ إذن السدس الرابع والخامس هو صلاة داود، والسدس الخامس والسادس هذا وقت التنزل الإلهي في ثلث الليل الآخر؛ على هذا يكون نصف الليل الآخر يستأثر الثلاثة: الرابع والخامس والسادس كله فاضل. نعم. 

 

 

1 : البخاري : الجمعة (1145) , ومسلم : صلاة المسافرين وقصرها (758) , والترمذي : الصلاة (446) , وأبو داود : الصلاة (1315) , وابن ماجه : إقامة الصلاة والسنة فيها (1366) , وأحمد (2/504) , ومالك : النداء للصلاة (496) , والدارمي : الصلاة (1478).
2 : سورة طه (سورة رقم: 20)؛ آية رقم:5
3 : البخاري : أحاديث الأنبياء (3420) , وابن ماجه : الصيام (1712) , والدارمي : الصوم (1752).

 

إثبات صفة الضحك لله 

وأنه يضحك إلى عبده المؤمن بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:« يضحك الله إلى رجلين قتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة: يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل. ثم يتوب الله على القاتل، فيقاتل في سبيل الله، فيستشهد »1رواه البخاريوغيره

نعم. هذا فيه إثبات صفة الضحك لله وهي من الصفات الفعلية كما يليق بجلاله وعظمته، وهذه الصفة ثابتة في السنة ليست في القرآن؛ لهذا الحديث « يضحك الله إلى رجلين قتل أحدهما الآخر -وفي لفظ يقتل أحدهما الآخر- كلاهما يدخل الجنة قيل: كيف ذلك؟ قال: يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيقاتل في سبيل الله فيستشهد »2نعم, يعني المؤمن يقاتل في سبيل الله فيقتله الكافر، ثم الكافر يهديه الله للإسلام ويسلم ثم يموت سواء مات شهيدا أو غير شهيد فيجتمعان في الجنة كلاهما في الجنة؛ الأول شهيد قتل شهيدا والذي قتله الكافر، والكفار الذي قتل أسلم ومات على الإسلام أو قتل شهيدا فدخل الجنة فاجتمعا في الجنة، قال: « يضحك الله إلى رجلين كلاهما يدخل الجنة؛ يقتل هذا في سبيل الله فيقتل, ثم يتوب الله على القاتل فيقاتل في سبيل الله فيستشهد »3نعم. 

 

 

1 : البخاري : الجهاد والسير (2826) , ومسلم : الإمارة (1890) , والنسائي : الجهاد (3166) , وابن ماجه : المقدمة (191) , وأحمد (2/318) , ومالك : الجهاد (1000).
2 : البخاري : الجهاد والسير (2826) , ومسلم : الإمارة (1890) , والنسائي : الجهاد (3166) , وابن ماجه : المقدمة (191) , وأحمد (2/318) , ومالك : الجهاد (1000).
3 : البخاري : الجهاد والسير (2826) , ومسلم : الإمارة (1890) , والنسائي : الجهاد (3166) , وابن ماجه : المقدمة (191) , وأحمد (2/318) , ومالك : الجهاد (1000).

 

 

 

 

 

فياتري باي فم يضحك وهل يضحك حتي تبان نواجزه ؟ ام سيقولون لنا انه يضحك بدون ما يتحرك فمه ؟

 

إثبات النفس لله عز وجل 

ونقر بأن لله نفسًا لا كالنفوس بقوله﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾1وقوله ﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾2وروى البخاريبإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه قالقال رسول الله صلى الله عليه وسلم« يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي »3ونقر بأن الله على العرش استوى. 

نعم, وهذا فيه إثبات النفس لله عز وجل, فيه إثبات النفس لله وأن لله نفسا لا كالنفوس لا كنفوس المخلوقين, لا تشبه نفوس المخلوقين، الدليل على أن لله نفسا أدلة من القرآن ومن السنة، من القرآن: ذكره المؤلف قوله تعالى: ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾1إذن فيه إثبات النفس لله، وقول الله تعالى خطابا لموسى: ﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾2فيه إثبات النفس لله.

ومن السنة: الحديث رواه الشيخان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أنا عند ظن عبدي بي, وأنا معه إذا ذكرني, فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي »3وبقية الحديث: « وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه »3إذن فيه إثبات إيش؟ إثبات صفة النفس، الشاهد قوله: « فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي »3.

وفيه إثبات صفة المعية قوله: « وأنا معه إذا ذكرني »3إثبات صفة المعية لله، والمعية نوعان: معية عامة، ومعية خاصة. معية عامة لجميع الخلق مؤمنهم وكافرهم، ومعية خاصة للمؤمنين والأنبياء. والفرق بين النوعين أن المعية العامة عامة للمؤمن والكافر وتأتي في سياق المحاسبة والمجازاة والتخويف في قوله تعالى: ﴿ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾4هذا التهديد ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾5وقوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾6هذه عامة للمؤمن والكافر ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾6ثُمَّ قَالَ ﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾7هذا التهديد.

أما المعية الخاصة فهي خاصة بالمؤمن وتأتي في سياق المدح والثناء مثل قوله: « وأنا معه إذا ذكرني »8هذا في سياق المدح الله تعالى مع الذاكر معية خاصة بالذاكرين، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾9معية خاصة، ومثل: ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾10وهي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، قوله لموسى وهارون: ﴿ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾11معكما، ولما دخل معهما فرعون جاءت المعية العامة ﴿ إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ ﴾12المعية العامة مقتضاها الإحاطة والعلم والاطلاع ونفوذ المشيئة قوله: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾6يعني محيط بكم ويعلم ما أنتم عليه.

وأما المعية الخاصة فمقتضاها الحفظ والتأييد والنصر والتوفيق والتسديد؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾9﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾13﴿ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾11﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾10.

فالمعية صفة من صفات الله وهي نوعان: عامة للمؤمن والكافر وتأتي في سياق المحاسبة والتخويف والجزاء ومقتضاها الإحاطة والعلم والاطلاع ونفوذ القدرة والمشيئة، وخاصة بالمؤمن وتأتي في سياق المدح والثناء, ومقتضاها الحفظ والتأييد والنصر والكلام. نعم. 

 

 

1 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:28
2 : سورة طه (سورة رقم: 20)؛ آية رقم:41
3 : البخاري : التوحيد (7405) , ومسلم : التوبة (2675) , والترمذي : الدعوات (3603) , وابن ماجه : الأدب (3822) , وأحمد (2/251).
4 : سورة المجادلة (سورة رقم: 58)؛ آية رقم:7
5 : سورة الأنفال (سورة رقم: 8)؛ آية رقم:75
6 : سورة الحديد (سورة رقم: 57)؛ آية رقم:4
7 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:265
8 : البخاري : التوحيد (7405) , ومسلم : التوبة (2675) , والترمذي : الدعوات (3603) , وابن ماجه : الأدب (3822) , وأحمد (2/251).
9 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:153
10 : سورة التوبة (سورة رقم: 9)؛ آية رقم:40
11 : سورة طه (سورة رقم: 20)؛ آية رقم:46
12 : سورة الشعراء (سورة رقم: 26)؛ آية رقم:15
13 : سورة النحل (سورة رقم: 16)؛ آية رقم:128

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إثبات صفة الاستواء على العرش 

ونقر بأن الله على العرش استوى كذلك نطق به القرآن في سبع سورفي الأعراف ويونس والرعد وطه والفرقان وتنزيل السجدة والحديد

نعم, هذا فيه إثبات صفة الاستواء على العرش, "ونقر بأن الله استوى على العرش" لأن الله أثبت الاستواء لنفسه قال: "كذلك نطق بالقرآن في سبع سور" جاءت صفة الاستواء في سبع سور: في الأعراف ويونس والرعد وطه والفرقان وتنزيل السجدة والحديد.

في الأعراف قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا ﴾1قوله ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾1﴿ اسْتَوَى ﴾1وفي سورة الرعد: ﴿ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾2؛ ﴿ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾3طه في قوله: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾4الفرقان في قوله: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾5السجدة: ﴿ الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُون اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾6الحديد قوله تعالى: ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾7.

فالاستواء على العرش جاء في سبعة مواضع كما ذكرها المؤلف: في الأعراف ويونس والرعد وطه والفرقان وتنزيل السجدة والحديد، وفيها إثبات العلو لله عز وجل، وجاءت كلمة استوى بعلى تعدت بعلى الدالة على العلو والارتفاع، والله أعلم، وصلى الله على محمد. 

سأحسن الله إليكميقول السائلقول الله تعالى﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾8ما معنى هذه الآية؟ 

ج: معناها على ظاهرها: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾8هذه الآية نزلت في صلح الحديبية لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم معتمرا محرما والصحابة محرمون يريدون العمرة فصدهم المشركون، ومنعوهم من العمرة من دخول مكة، وقد وقفوا في الحديبية على حدود الحرم في مكان يقال له الشويس... على الحدود، فأرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما جاء للقتال وإنما جاء للعمرة، فأرسل إليهم عثمان، فشاع بين الصحابة أن عثمان قد قتل فالنبي صلى الله عليه وسلم بايعهم بايعهم تحت شجرة هناك؛ بايعهم على قتال المشركين, على الموت، والله تعالى أثنى عليهم وسميت هذه البيعة بيعة الرضوان قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾8.

فهذه البيعة تسمى بيعة الرضوان، وكانوا ألفا وأربعمائة، والذين بايعوا النبي تحت الشجرة لهم مزية على غيرهم، فهم من أفضل الصحابة، والله تعالى رضي عنهم كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾9.

ثبت في صحيح مسلم من حديث حفصة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة »10يعني لا يدخل النار؛ ولهذا قال العلماء أفضل الصحابة: العشرة المبشرين بالجنة، ثم أهل بدر، ثم أهل بيعة الرضوان. ومنهم من قال أهل بيعة الرضوان الذين بايعوا النبي تحت الشجرة.

وصلح الحديبية حد فاصل بين السابقين الأولين من الصحابة ومن بعدهم، فمن أسلم قبل بيعة الرضوان فهو من السابقين الأولين، ومن أسلم بعد الحديبية فليس من السابقين الأولين ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ﴾11السابقون الأولون على الصحيح: هم الذين أسلموا قبل صلح الحديبية، والذين أسلموا بعد الحديبية ليسوا من السابقين الأولين فهي حد فاصل؛ والله تعالى أثنى عليهم ووعدهم بالجنة، وفيه معية لهم ﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾8فيه إثبات المعية لهم معية خاصة التأييد والتوفيق والنصر.

وفي: ﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾8إثبات اليد لله عز وجل فيه إثبات اليد لله، وهو فوق أيديهم حقيقة يد الله فوق أيديهم والله تعالى فوق العرش، من فوقك فيده فوق يديك، فيد الله فوق أيديهم حقيقة على ظاهرها، والمقصود معنى الآية التأييد والتوفيق والتسديد ﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾8يؤيدهم وينصرهم وهو معهم بتأييده ونصره، هذا فيه إثبات المعية الخاصة مثل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾12﴿ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾13﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾14﴿ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾15﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾8يعني يؤيدهم وينصرهم ويثبتهم ويوفقهم ويسددهم. نعم.

سأحسن الله إليكم، يقول السائلما هو الدليل الذي أثبت أن لله يدا شمالا؟ 

ج: النصوص دلت على أن لله يدين كما سمعنا ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾16﴿ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾17وهل لله يمين أو شمال؟ جاء في الحديث الآخر « إن الله تعالى يأخذ بيده اليمنى »18بيمينه وبيده الأخرى هكذا، وقالوا في اللفظ الآخر: « وكلتا يدي ربي يمينا مباركة »19وجاء في الحديث الآخر « يأخذ بشماله »18في صحيح مسلم ثبت, في صحيح مسلم إثبات الشمال لله، وفي الحديث الآخر « وكلتا يدي ربي يمينا »20.

فالله له يمين وله شمال لكن كلاهما يمين في الفضل والشرف والبركة وعدم النقص والضعف، بخلاف المخلوق فإن الغالب المخلوق يده الشمال تكون ضعيفة فيها نقص, فيها بعض النقص, أما الخالق فلا يلحقه نقص، وإن كان له يمين وشمال فله يمين وله شمال، وإن كان كلاهما يمين في الشرف والفضل والبركة.

ومن العلماء من قال: لا تسمى شمالا كلاهما يمين، وطعنوا في الحديث الذي فيه أن له شمالا، وقالوا: وإن كان في صحيح مسلم إلا أن روايته شاذة. لكن هذا خلاف الأول, الصواب أن له يمينا وشمالا سبحانه وتعالى، وأن يده ثابتة الشمال، وهي يمين في الشرف والفضل والبركة، هي شمال يقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « كلتا يدا ربي يمين »21يعني في الشرف والفضل والبركة وعدم النقص وإن كانت يد تسمى يمين ويد تسمى شمال. نعم.

سأحسن الله إليكم، يقولهل النفس من الصفات الفعلية أم من الصفات الذاتية؟ وهل الصانع اسم من أسماء الله كما جاء في قوله﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾22؟ 

ج النفس قال بعض العلماء إنها صفة من الصفات وقال شيخ الإسلام أن النفس هي الذات نفس الله هي ذاته وهي التي توصف بالصفات وهذا هو الأقرب؛ أن النفسَ نفس الله ذات الله وليست صفة من صفاته وإن كان بعض العلماء قال إنها إنها صفة والصواب أن نفس الله هي ذات الله ﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾22

وأما الصانع فليس من أسماء الله الصانع ليس من أسماء الله ولكنه يطلق على الله من باب الخبر شيخ الإسلام وجماعة من الفقهاء يقولون الصانع يقال إن الصانع هذا من باب الخبر والقاعدة أن باب الخبر أوسع من باب الصفات يخبر عن الله بأنه ذات يخبر عن الله بأنه شيء يخبر عن الله بأنه شخص « لا شخص أغير من الله »23لكن ما يقال: إنه من صفات الله, إن الشخص اسم من أسماء الله وصفة من صفاته أو الشيء ﴿ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ﴾24فسمى نفسه شيئا لكن هذا من باب الخبر .

« لا شخص أغير من الله »23أخبر عن نفسه بأنه شخص لكن هل يقال إن من أسماء الله الشخص؟ لأ. هذا من باب الخبر، كذلك يخبر عن الله بأنه صانع لكن ليس من صفات الله الصانع قوله: ﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾22هذا فعل اصْطَنَعْتُكَ يعني الله سبحانه وتعالى صنعه وخلقه ورباه وهيأه وقوله ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾25فلا يشتق من الفعل ويقال من أسماء الله الصانع فالصانع ليس من أسماء الله ولكنه يخبر عنه بأنه صانع كما أن القديم ليس من أسماء الله القديم ليس من أسماء الله لكن من أسمائه الأول وهو أكمل من القديم نعم.

س أحسن الله إليكم يقول السائل ورد في بعض روايات حديث النزول « أنه ينزل حين يمضي ثلث الليل الأول »26وهذه الرواية في مسلم فكيف نوفق بينها وبين رواية « حين يبقى ثلث الليل الآخر »27؟ 

ج: نعم. وردت أكثر الأحاديث على أن « ينزل ربنا كل يوم إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر »28وفي بعضها « حين يمضي نصف الليل »18ونصف الليل وثلث الليل يعني متقارب يعني النصف الأخير، وهو وقت التنزل الإلهي، وفيه صلاة داود « كان ينام نصف الليل ويقوم نصفه »18.

أما ثلث الليل الأول فهذه فيها كلام لأهل العلم: هل هذا قاله النبي أولا؟ أو أنها وهمٌ من بعض الرواة؟ والمعتمد أن نزول الرب إنما هو في النصف الأخير لا في النصف الأول، وأما هذه الرواية فيها كلام. نعم.

سأحسن الله إليكم يقول السائلسمعنا من يقولإن محنة الإمام أحمدرحمه الله وسجنه كان لأسباب سياسية، ولم يكن لمسألة خلق القرآن، فهل هذا صحيح؟ 

ج: هذا غير صحيح هذا قول الجهمية، بعض الجهمية الذين ينكرون أن يكون كلام الله صفة من صفاته تجدهم يؤولون يقولون: لأ. أبدا، هذا الإمام أحمد ما سجن في مسألة سياسية, لا, مسألة خلق القرآن. يطعنون في ذلك حتى يروجوا مذهبهم وهو القول بخلق القرآن؛ ليروجوا مذهبهم يكذبون هذه المسألة قالوا: الإمام أحمد معنا ما يخالفنا, يقول: القرآن كلام الله, لكن سجنه ليس لمسألة سياسية، هذا من أبطل الباطل سجن الإمام أحمد ثابت، ومناظرته للمعتزلة ثابتة، هذا شيء ثابت يكاد يبلغ حد التواتر.

مثله قول بعضهم: إن رسالة الإمام أحمد في الصلاة ليست للإمام أحمد منسوبة إليه. وكذلك أيضا كذلك قصوها بذلك حتى لا تنسب الرسالة إلى الإمام أحمد، وكذلك أيضا يكذبون ويطعنون في أشياء ثابتة في أشياء ثابتة؛ لأن في قلوبهم مرضا. 

ويقولون مثلا بعض الذين يقولون بإنكار البعث يقولون: لعله رجع -ابن سينا- ابن سينا له رسالة (الحاوية) أنكر البعث، ومن قال: ابن سينا تاب. طيب -لعله تاب طيب لو تاب نحن نود هذا- لكن ما فيه شيء يدل على ذلك؛ ولذلك قول ابن سينا منكر؛ لأنه تاب, هات الدليل على أنه تاب، الرسالة (الحاوية) موجودة في إنكار البعث ما فيه , ليس له مؤلف في أنه تاب ولا نقل هذا أحد؛ فالاحتمالات كل شيء محتمل لكن الأصل هو هذا، فتجد بعض الناس عندهم ...... يكذبون بالأشياء الواقعة ويشككون فيها حتى يثبت لهم أقوالهم الفاسدة ومعتقداتهم المنحرفة.

ومن ذلك قول هؤلاء الجهمية والمعتزلة الذين يريدون أن يقولوا أن القرآن كلام مخلوق؛ نقول: لا, الإمام أحمد ما سجن من أجل هذا، سجن لأسباب سياسية، وهذا متواتر يعلمه الخاص والعام ونقله العلماء في كتبهم: أن الإمام أحمد مسجون لأجل إنكاره على المعتزلة القول بخلق القرآن. نعم.

سأحسن الله إليكميقول السائلذكرتم بالأمس أن أبا حنيفةرحمه الله من أهل السنة، ولكني وجدت في كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبلرحمه الله بابا كاملا في ذمه وشتمه وعيبه، ومن الذين ذموه كثير من العلماءمالك بن أنسوسفيان الثوريوابن عونوحماد بن زيدوغيرهم، فنرجو التوضيح لهذاوفقكم الله

ج: لا شك أن الإمام أبا حنيفة من أئمة أهل السنة الأئمة الأربعة: أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد معروف هذا، وإن كان في مسألة الإيمان يرى أن الأعمال غير داخلة في مسمى الإيمان تبعا لشيخه أحمد... بن أبي سليمان، لكنه يوافق أهل السنة في المعنى، وأما ما نقل من روايات في كتاب عبد الله بن الإمام أحمد فهي تحتاج إلى غربلة هذه الروايات؛ بعضها صحيح وبعضها غير صحيح بعضها يثبت ويعضها لا يثبت بعضها يكون في جانب من الجوانب, وبعضها يكون له عذر في هذا -نعم- ولكنه لا شك أنه إمام من أئمة السنة, أحد الأئمة الأربعة من أئمة أهل السنة لا إشكال في هذا. نعم.

سأحسن الله إليكمهذا السائل يقولما الفرق بين الصوت وبين الكلام؟ 

ج: الصوت والكلام، الكلام يكون بحرف وصوت، الكلام بماذا يكون؟ الكلام لفظ ومعنى، حروف وألفاظ، وهو ينادي عليكم بصوت كما إذا كان من بعد، ويكون مناجاة إذا كان بالإسرار إذا كان يسر ما في صوت، يسر إليك بجوارك أو يتكلم في نفسه هذا يسمى مناجاة، ويكون بالصوت إذا كان مناداة، والله تعالى قال: ﴿ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى ﴾29والنداء لا بد له من صوت ﴿ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ﴾30هذا المناجاة الإسرار بدون صوت فالكلام لا بد له من صوت.

وفي الحديث « أن الله تعالى ينادي آدم يوم القيامة فيقول يا آدم يقول لبيك يا ربي وسعديك يقول أخرج بعث النار يقول يا ربي من كم فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة »31وفي الحديث الآخر « إن الله ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب »32في إثبات الكلام لله.

والأشاعرة والطلابية لا يثبتون الصوت لله لا يثبتون الحرف ولا الصوت يقولون: الكلام معنى قائم بنفسه لا يُسمع. جعلوا الرب أبكم لا يتكلم ما فيه حرف ولا لفظ ولا صوت, تعالى عما يقولون علوا كبيرا. 

وشبهتهم في هذا فرارا من القول بحلول الحوادث في ذات الرب, قالوا: الحروف حادثة والألفاظ حادثة والصوت حادث، فلو أثبتناه للزمَ أن تحل الحوادث لله؛ ولذلك قالوا: ما فيه حرف ولا صوت ولا لفظ ما في إلا معنى قائم بالنفس.

وأين المعنى؟! من يسمعه؟! لا يعلم ما في نفس الله إلا الله، قالوا: لا. الله يخطر جبريل فيفهم المعنى، فيعبر. وهذا من أبطل الباطل، نقول: هذه الحروف والألفاظ والحديث هذه حروف الآدميين وألفاظهم. أما الله فكلامه صفة من صفاته، لا يلزم أن تحل الحوادث في ذاته، هو سبحانه لا يحل في شيء من خلقه. نعم. بل هو بائن من خلقه سبحانه وتعالى، فوق العرش بائن من خلقه. نعم.

سأحسن الله إليكميقولأيهما أفضل أن أقولأنا مؤمن إن شاء الله، أو مؤمن أرجو، ولأن أكثر الناس لو سألته قالمؤمن إن شاء الله؟ 

ج: نعم. قال: مؤمن إن شاء الله, أو قال: مؤمن أرجو، والمعنى واحد أرجوه بمعنى إن شاء الله، كل استثناء، هذا إذا أراد الإنسان أن الإيمان شعب متعددة وواجبات متعددة والإنسان لا يزكي نفسه ولا يجزم بأنه أدى ما عليه فيقول: أنا مؤمن إن شاء الله.

أما إذا قصد الشك في أصل إيمانه فهذا ممنوع، لا يقول: إن شاء الله. الشك في أصل الإيمان بالتصديق لا يشك المسلم في هذا. أما إذا أراد شرائع الإسلام وشعائر الإسلام متعددة يقول: إن شاء الله. لأنه لا يجزم بأنه أدى ما عليه؛ الإنسان محل الخطأ والنقص يقول: إن شاء الله أنا مؤمن إن شاء الله، أو أنا مؤمن أرجو. نعم.

سأحسن الله إليكم، يقول السائلهل طائفة المعتزلة والمرجئة والقدرية وغيرهم من فرق الضلال هل لها وجود الآن؟ وأين مكانهم حتى نحذر منهم؟ 

ج: نعم. موجودون يعيشون بينكم المعتزلة والأشاعرة والجهمية والرافضة والقدرية كلهم موجودون الآن, كلهم موجودون الآن في كل مكان، ولكل قوم وارث، بل يدرس مذهب المعتزلة ومذهب الأشاعرة يدرس في البلدان العربية في مصر وفي الشام وفي غيرها من الدول؛ الجوهرة جوهرة التوحيد على مذهب الأشاعرة وتدرس، وهم موجودون الآن كلهم موجودون الآن ويعيشون بينكم في الأقطار العربية وفي غيرها، وفي الباكستان وفي الهند وفي ليبيا وفي الشام وفي مصر وفي العراق وفي كل مكان موجودون, الأشاعرة والمعتزلة والجهمية والرافضة.

وفيها أيضا اتحادية أعظم من هذه الاتحادية الذين يقولون بوحدة الوجود يقولون: الوجود واحد, الرب هو العبد والعبد هو الرب. ويسمون أنفسهم العارفين ويسمون أنفسهم المحققين، ولهم مؤلفات تتحقق كتبهم وتطبع بأوراق ثقيلة ويعتذر عنهم ويدافع عنهم، ويقال: إنهم العارفون وأهل التحقيق، موجودون الآن تطبع مؤلفاتهم وتتحقق ويدافع عنهم، فقالوا: أهل المعرفة وأهل التحقيق وهم أهل وحدة الوجود. أكثر الناس، بعض الناس يكفرون يقولون: الرب هو العبد والعبد هو الرب، إذن ما في تكاليف ولا شيء, أنت الرب وأنت العبد، وأنت الخالق وأنت المخلوق ما في رب ولا عبد، كما قال رأسهم بن العربي:

الـرب عبـد والعبد رب 

 

ياليت شعرى من المكلف

إن قلت عبـد فذاك ميت

 

وإن قلـت رب أنى مكلف

وعلى هذا يقولون: إن فرعون مصيب حينما قال: ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾33؛ يقولون لأنه يتجلى الرب في صورة معبود كما تجلى في صورة فرعون ويتجلى في صورة هادٍ كما يتجلى في صورة الرسول ويقولون إن فرعون مصيب حينما قال ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾33لأنه تجلى الرب يتجلى في صورة معبود نعوذ بالله.

بل إنهم يقولون أعظم من هذا يقولون إن فرعون حينما قال ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾33حين خصص يعني خصص نفسه أُغرِق أغرق لماذا؟ أغرق تطهيرا له ليزول الحسبان والوهم يعني توهم فرعون أنه هو الرب والناس كلهم أرباب يقولون ما هو أنت وبس الناس كلهم أرباب فلما توهم هذا الوهم أغرق فتطهر فزال الحسبان والوهم هذا قول الاتحادية والعياذ بالله من الكفر ونسأل الله السلامة والعافية ونعوذ بالله من زواغ القلوب نعم

ومؤلفاتهم موجودة نعم وفيه ابن العربي اللي هو رئيس وحدة الوجود له معارضات للقرآن له كتاب يسمى الفتوحات المكية وله كتاب يعارض القرآن يؤول القرآن وسماه الفصوص فص مثلا قصة نوح اسمها فص قصة هود فص ويعارضها وقال مثل هذا الكلام قال إن فرعون يعني إنما أغرق ليزول الحسبان والوهم فتطهر وقال إنه لما أتى على قصة موسى وأن موسى لما جاء إلى قومه ووجدهم يعبدون العجل وعنده أخوه هارون جره بلحيته كما قال الله: ﴿ قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾34موسى غضب شدة الغضب لما جاء وهم يعبدون العجل ألقى الألواح وفيها كلام الله حتى تكسرت من شدة الغضب ولم يؤاخذه الله وجر موسى أخاه هارون وهو نبي كريم مثله أخوه نبي جره بلحيته من شدة الغضب قال كيف تتركهم يعبدون العجل؟

ماذا قال ابن العربي لما جاء يفسر هذا -قبحه الله-؟ قال إن موسى جر هارون يقول له لماذا تنكر عليهم عبادة العجل؟ هم على حق هم على حق ليش تنكر عليهم عبادة العجل؟ نسأل الله العافية ونعوذ بالله من زواغ القلوب نسأل الله السلامة والعافية

والمقصود أن قول السائل أهم موجودون؟ موجود الاتحادية الاتحادية أعظم موجودون الآن الصوفية الذين يقولون بوحدة الوجود موجودين أكثر من المعتزلة والأشاعرة هؤلاء مبتدعة لكن هؤلاء كفار وهم موجودون الآن لهم وجود الآن في كل مكان في مصر الآن موجودون الاتحادية وموجودون في الشام الصوفية الآن في كل بلد إذا خرجت من المملكة كل بلد فيه طرق صوفية توصل إلى النار؛ القادرية والشاذلية والنقشبندية والسهروردية وكلها طرق توصل إلى النار كلها كفر وضلال والعياذ بالله ولكل شيخ طريقة ويصلون إلى القول بوحدة الوجود هذا في شخص كان يسمى أظنه ابن العربي قديم منذ سنين قتل في السودان قتله النميري لما كان رئيسا ينفض جبته ويقول إنه هو الرب هو الإله يعني نفسه صوفي وصل إلى القول بوحدة الوجود قتل وهو موجود له أمثال كثيرون وهم موجودون الآن مثل الصوفية الآن كل بلد فيه صوفية الآن مصر فيه صوفية والشام فيه صوفية السودان فيه صوفية ليبيا فيه صوفية والباكستان فيه صوفية بكل مكان كل بلد الآن فيه صوفية ولهم طرق وكل طريقة لها أتباع ولهم أذكار يسمون العامة والخاصة وخاصة الخاصة كما سبق العامة أذكارهم لا إله إلا الله سبحان الله والحمد لله هذه أذكار الأنبياء والمرسلين الخاصة يقولون أنهم ما يحتاجون لا إله إلا الله يأخذ فصل الجمع به الله الله الله الله يقول واحد ذهب إلى إفريقيا وجد جماعة يقولون الله الله الله الله من بعد العصر للمغرب الله الله الله الله حتى يدوخ ويسقط

الله الله ما هو ذكر ما فيها فائدة ذكر لا بد أن تكون في جملة حتى تفيد تقول الله أكبر سبحان الله والحمد لله لكن إذا قلت الله الله ما تفيد ولا لك أجر ولا ثواب ولا فيه فائدة ولا يسمى ذكر حتى تطلب لها جملة تكون جملة مفيدة الله أكبر سبحان الله والحمد لله لكن هؤلاء يقولون هذا ذكر للخاصة الله الله الله الله الله الله الله الله

وخاصة الخاصة القائل بوحدة الوجود يقول الله طويلة عليه ما يحتاج الله أن يأخذ الهاء هو هو هو هو هو كالكلاب هذا موجود حتى نجد ابن العربي ألف كتاب سماه كتاب الهو هذا أذكار خاصة الخاصة أذكارهم كتاب الهو والعجيب أنه يستدل بالقرآن ويقول عندي دليل من القرآن على الذكر هو أين هو؟ قال قوله تعالى: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ﴾35فقيل له لو كان كما قلت لفصلت الهاء وما يعلم تأويل هو كما أن الخاصة يستدلون على ذكرهم الله يستدلون بقوله تعالى ﴿ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ﴾36الله قال هذا دليل وهم يستدلون به على باطلهم لكن هم عند النزاع و عند المناظرة يقولون -لما قيل لهم إن القرآن يخالف ما أنت عليه فقالوا القرآن كله شرك من أوله إلى آخره والحق ما نقوله

ويقولون إن الذاكر الآن حينما يذكر الله وحينما يسبح هذا معناه يذكر ربه ويذكر نفسه وهذا شرك يقول لا بد تتناسب لا تذكر إلا نفسك؛ ولهذا بعضهم إذا سمع المؤذن يؤذن شتم المؤذن وإذا سمع نهيق الحمار ونباح الكلب مدحه وأثنى عليه؛ قال لأن المؤذن يذكرك بالله وتكونان اثنين وهذا كفر عندهم شرك أنت وربك لكن الحمار والكلب يوسيك فتبقى أنت وحدك فلهذا يمدحه ويثني عليه

قبحهم الله نسأل الله السلام والعافية ونعوذ بالله من زيغ القلوب لكن لتعلموا أن هذا الكفر موجود صريح الآن قول السائل هل فيه معتزلة وجهمية وأشاعرة؛ فيه صوفية فيه اتحادية أعظم الناس كفرا موجودون الآن ويدافع عنهم وتؤلف لهم مؤلفات وتحقق كتبهم وتطبع بطباعة صليقة عندي رسالة سماها صاحبها إيمان فرعون ودعوته تستدل على أن فرعون مؤمن هو استدل بقوله تعالى: ﴿ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾37قال: آل فرعون يدخلون لكن هو ما يدخل هو خرج هو آمن، وشرح يشرح واحد ويحققه، ويقول: أنت انظر الآن إن أحببت تأخذ بهذا وأن لا تأخذ بهذا لك الخيار، نسأل الله السلامة والعافية, نعوذ بالله من زيغ القلوب، ونسأله سبحانه أن يهدي قلوبنا وأن يثبتنا على دينه القويم وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا, فنسأله الثبات على دينه والاستقامة عليه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسولنا نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين. 

 

 

1 : سورة الأعراف (سورة رقم: 7)؛ آية رقم:54
2 : سورة الرعد (سورة رقم: 13)؛ آية رقم:1 - 2 
3 : سورة الرعد (سورة رقم: 13)؛ آية رقم:2 
4 : سورة طه (سورة رقم: 20)؛ آية رقم:5
5 : سورة الفرقان (سورة رقم: 25)؛ آية رقم:59
6 : سورة السجدة (سورة رقم: 32)؛ آية رقم:1 - 4 
7 : سورة الحديد (سورة رقم: 57)؛ آية رقم:3 - 4 
8 : سورة الفتح (سورة رقم: 48)؛ آية رقم:10
9 : سورة الفتح (سورة رقم: 48)؛ آية رقم:18
10 : الترمذي : المناقب (3860).
11 : سورة التوبة (سورة رقم: 9)؛ آية رقم:100
12 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:153
13 : سورة البقرة (سورة رقم:2)؛ آية رقم: 194
14 : سورة التوبة (سورة رقم: 9)؛ آية رقم:40
15 : سورة طه (سورة رقم: 20)؛ آية رقم:46
16 : سورة المائدة (سورة رقم: 5)؛ آية رقم:64
17 : سورة ص (سورة رقم: 38)؛ آية رقم:75
18 : 
19 : مسلم : الإمارة (1827) , والنسائي : آداب القضاة (5379) , وأحمد (2/160).
20 : مسلم : الإمارة (1827) , والنسائي : آداب القضاة (5379) , وأحمد (2/160).
21 : مسلم : الإمارة (1827) , والنسائي : آداب القضاة (5379) , وأحمد (2/160).
22 : سورة طه (سورة رقم: 20)؛ آية رقم:41
23 : مسلم : اللعان (1499) , والدارمي : النكاح (2227).
24 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:19
25 : سورة النمل (سورة رقم: 27)؛ آية رقم:88
26 : مسلم : صلاة المسافرين وقصرها (758) , والترمذي : الصلاة (446) , وأحمد (2/509) , والدارمي : الصلاة (1484).
27 : البخاري : الجمعة (1145) , ومسلم : صلاة المسافرين وقصرها (758) , والترمذي : الدعوات (3498) , وأبو داود : الصلاة (1315) , وابن ماجه : إقامة الصلاة والسنة فيها (1366) , ومالك : النداء للصلاة (496).
28 : البخاري : الجمعة (1145) , ومسلم : صلاة المسافرين وقصرها (758) , والترمذي : الدعوات (3498) , وأبو داود : الصلاة (1315) , وابن ماجه : إقامة الصلاة والسنة فيها (1366) , ومالك : النداء للصلاة (496).
29 : سورة الشعراء (سورة رقم: 26)؛ آية رقم:10
30 : سورة مريم (سورة رقم: 19)؛ آية رقم:52
31 : البخاري : أحاديث الأنبياء (3348) , ومسلم : الإيمان (222) , وأحمد (3/32).
32 : أحمد (3/495).
33 : سورة النازعات (سورة رقم: 79)؛ آية رقم:24
34 : سورة طه (سورة رقم: 20)؛ آية رقم:94
35 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:7
36 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:91
37 : سورة غافر (سورة رقم: 40)؛ آية رقم:46

 

الإقرار بأن الرحمن خلق آدم على صورته 

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المؤلف رحمه الله تعالى:: ونقر "بأن الرحمن خلق آدم على صورته " رواه أحمد بن حنبل وابن خزيمة وغيرهما وروي: "على صورة الرحمن ". رواه الدارقطني وأبو بكر النجاد وأبو عبد الله بن بطة وغيرهم. 

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: 

فإن المؤلف رحمه الله قد بين في هذه الرسالة التي سماها كتاب الاعتقاد اعتقاد أهل السنة والجماعة، وهو الإيمان بالصفات التي وصف الله بها نفسه، أو وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم كصفة الكلام والقرآن كلام الله، وصفة الحياة وصفة العلم وصفة القدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة والأمر واليدين والوجه كما سبق والنزول والنفس. 

ثم قال المؤلف رحمه الله: "ونقر بأن الرحمن خلق آدم على صورته" رواه أحمد بن حنبل وابن خزيمة وغيرهما. أي نقر بأن الرحمن خلق آدم على صورته، والضمير يعود إلى الله, معنى "صورته" على صورة الله ففيه إثبات الصورة لله عز وجل, وأنها صفة من صفاته، قد رواه أحمد بن حنبل وابن خزيمة وغيرهما ورواه أيضا البخاري في صحيحه في كتاب الاستئذان قال: « خلق الله آدم على صورته -ثم قال- طوله في السماء ستون ذراعا »1 "طوله" ربما يعود إلى آدم « خلق الله آدم على صورته »1 والحديث صحيح ثابت رواه البخاري في صحيحه في كتاب الاستئذان ورواه الإمام أحمد ورواه ابن خزيمة وغيرهما، وهو روي على صورة الرحمن في رواية « خلق الله آدم على صورة الرحمن »2 .

هذه الرواية قال المؤلف: رواها الدارقطني وأبو بكر النجاد وأبو عبد الله بن بطة وغيرهم رووا هذه الرواية وهي « خلق الله آدم على صورة الرحمن »2 فهذه ثابتة على صورة الرحمن، وذكر المحقق أنه روى هذه الرواية « خلق الله آدم على صورة الرحمن »2 رواها ابن أبي عاصم في السنة، ورواه البيهقي في (الأسماء والصفات) وابن خزيمة في كتاب (التوحيد) والآجري في (الشريعة)، وقال الحافظ ابن حجر في (الفتح): وقد أنكر المازري ومن تبعه صحة هذه الزيادة « خلق الله آدم على صورة الرحمن »2 إذ المحفوظ في معظم طرقه « أن الله خلق آدم على صورته »1 ثم قال: وعلى تقدير صحتها فيحمل على ما يليق بالبارئ سبحانه وتعالى، قال المحقق: قلت: الزيادة ثابتة؛ الزيادة أخرجها ابن أبي عاصم في السنة بزيادة « خلق الله آدم على صورة الرحمن »2 أخرجها ابن أبي عاصم في السنة والطبراني من حديث ابن عمر بإسناد رجاله الثقات، وأخرجه ابن أبي عاصم أيضا من طريق أبي يونس عن أبي هريرة بلفظ يرد التأويل الأول، وقال: « من قاتل فليجتنب الوجه فإن صورة وجه الإنسان على صورة الرحمن »3 .

قال حرب الكرماني في كتاب: سمعت إسحاق بن راهوية يقول: "صح أن الله خلق آدم على صورة الرحمن" وأيضا هذه الرواية صححها الحافظ في كتاب الاستئذان في الجزء الحادي عشر في فتح الباري « خلق الله آدم على صورة الرحمن »2 .

وقال إسحاق الكوسج: سمعت أحمد يقول: هو حديث صحيح « خلق الله آدم على صورة الرحمن »2 وقال الطبراني في كتاب السنة: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: قال رجل لأبي إن رجلا قال خلق الله آدم على صورته أي صورة الرجل؛ فقال: كذب, هو قول الجهمية. 

فإذا هذه الرواية « خلق الله آدم على صورة الرحمن »2 ثابتة رواها الدارقطني كما ذكر المؤلف ورواها أبو بكر النجاد ورواها أيضا ابن أبي عاصم في السنة والبيهقي في الأسماء والصفات وأيضا الحافظ قال: صح وقال إسنادها لا بأس بها في كتاب الاستئذان في الجزء الحادي عشر. 

والدارقطني إمام محدث فقيه وهو شيخ العراق، وأبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن بن سعيد البغدادي الحنبلي النجاد ولد سنة ثلاثة وخمسين ومائتين وتوفي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وكذلك أبو عبد الله بن بطة المعروف من الحنابلة وإمام قدوه وعابد وفقيه ومحدث وهو شيخ العراق أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري الحنبلي ابن بطة. 

فإذن هذه الرواية ثابتة، وأما « خلق الله آدم على صورته »1 فهذه رواها البخاري في الصحيح « خلق الله آدم على صورته طوله في السماء ستون ذراعا »1 ورواه الإمام أحمد أيضا كما ذكر المؤلف ورواه ابن خزيمة. 

وهذا الحديث فيه إثبات الصورة لله عز وجل كسائر الصفات، فالله تعالى له صورة لا تشبه صورة الآدميين، فالتشبيه منفيٌ والتمثيل منفيٌ في قول الله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾4 فالله تعالى له صورة وله سمع وله بصر وله يد وله رجل وله وجه وله علم وله صفات، لا يماثل صفات المخلوقين سبحانه وتعالى أسماؤه وصفاته تليق به سبحانه وتعالى، كما أن المخلوق أسماؤه وصفاته تليق به، فكما أن لله وجها لا يماثل وجوه المخلوقين, وله علم لا يماثل علم المخلوقين, وله سمع لا يماثل سمع المخلوقين؛ فله صورة لا تماثل صورة المخلوقين. 

وقد اختلف الناس في مرجع الضمير في روية « خلق الله آدم على صورته »1 الحديث صحيح لا إشكال فيه, صحيح رواه البخاري في أصح الكتب بعد كتاب الله هو صحيح البخاري روى هذا الحديث « خلق الله آدم على صورته »1 لكن اختلف الناس في مرجع الضمير على ثلاثة أقوال قد ذكرها الرازي في كتاب "تأسيس التقديس" الرازي هو عبد الله الرازي له كتاب سماه (تأسيس التقديس) ذكر فيه أحاديث وذكر فيه حديث الصورة هذا وغيره من الأحاديث يؤولها على طريقة الأشاعرة، رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية ونقض هذا الكتاب بكتاب سماه (نقض التأسيس) أو (بيان تلبيس الجهمية في بدعهم الكلامية) في كتاب عظيم من علوم كتب شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الكتاب اسمه (بيان تلبيس الجهمية في بدعهم الكلامية) وبعضهم يسميه (نقض التأسيس) هو كتاب عظيم فيه بحوث لا توجد في غيره منها بحث الصورة، ومنها إثبات الحق لله عز وجل وغيره من الصفات, وهو كتاب عظيم ثلاث مجلدات، قسم الكتاب على ثمان رسائل دكتوراه، وكلها نوقشت وهو الآن يطبع -إن شاء الله- في مجمع الملك فهد في المدينة, تبنته وزارة الشئون الإسلامية، ومن ذلك هذا الحديث « خلق الله آدم على صورته »1 مبحث الصورة جاء في رسالة كاملة رسالة دكتوراه كاملة مبحث الصورة « خلق الله آدم على صورته »1 .

جمع المؤلف شيخ الإسلام ابن تيمية الأحاديث التي جاءت في الصورة، وكذلك أحاديث الرؤية في رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وجمع الأحاديث في هذا وقال: إن الأدلة دلت على أن المؤمنين يرون ربهم في موقف القيامة أربع مرات، الأحاديث صحيحة ثابتة: المرة الأولى يرونه ثم يرونه في المرة الثانية فيتجلى لهم في غير الصورة التي رأوه فيها أول مرة فيقولون: نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاءنا ربنا عرفناه، فيتجلى لهم في الصورة التي يعرفون في المرة الثالثة يرونه فيسجدون له ومعهم المنافقون، والمنافقون لا يستطيعون السجود, المؤمن يسجد والمنافق يجعل الله ظهره طبقا واحدا طبق واحد ما فيه فقرات ...... البقر فلا يستطيعون السجود ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾5 وهذا العلامة بينهم وبين الله عز وجل كشف الساق، فإذا رفعوا رءوسهم رأوه في الصورة التي رأوه فيها أول مرة هذه المرة الرابعة أربع مرات. 

وكذلك حديث الصورة « خلق الله آدم على صورته »1 بيّن شيخ الإسلام رحمه الخلاف في هذا الخلاف للناس، وأن الناس لهم ثلاثة أقوال ذكرها الرازي في تأسيس التقديس القول الأول: أن الضمير في « خلق الله آدم على صورته »1 يعود إلى آدم، يقول: المعنى خلق الله آدم على صورة آدم, وهذا يفسد المعنى، كيف خلق الله آدم على صورة آدم؟! وهذا أنكره الإمام أحمد رحمه الله لما سأله ابنه قال: « خلق الله آدم على صورته »1 على صورة آدم؟ فقال الإمام أحمد: هذا قول الجهمية، أي صورة لآدم قبل أن يخلقه الله؟ خلق الله آدم على صورة آدم! كيف؟ هل له صورة آدم هل له صورة قبل أن يخلق؟ ما له صورة قبل أن يخلق، هذا يفسد المعنى، قال الإمام أحمد هذا قول الجهمية: خلق الله آدم على صورة آدم. 

القول الثاني: أن الضمير يعود إلى المضروب، لما تقاتل رجلان ضرب أحدهما الآخر قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته »6 على صورة المضروب، وهذا التشبيه مقلوب هذا تشبيه مقلوب، الأصل أن يشبه المضروب بآدم ولّا يشبه آدم بالمضروب؟ الأصل أن يشبه آدم بالمضروب؛ لأن المضروب من أبنائه من ولده، فقال: « لا تضربوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته »7 على صورة المضروب فيقول: هذا تشبيه مقلوب؛ شبه آدم بإيش؟ بالمضروب، والأصل أن يشبه المضروب بآدم. القول الثاني أنه يعود إلى المضروب، وهذا باطل أيضا هذا باطل؛ لأنه ليس لآدم صورة قبل أن يخلقه الله والمضروب أحد أولاده. 

القول الثالث الذي هو الصواب: أن الضمير يعود إلى الله « خلق الله آدم على صورته »1 يعود إلى الله، ويؤيده هذه الرواية « خلق الله آدم على صورة الرحمن »2 هذه الرواية اللي ذكرها المؤلف رحمه الله « خلق الله آدم على صورة الرحمن »2 رواها الدارقطني وأبو بكر النجاد وأبو عبد الله بن بطة وهي صحيحة ثابتة، وكذلك أيضا الحافظ ابن حجر في الجزء الحادي عشر من فتح الباري في كتاب الاستئذان قال: إنها رواية ثابتة وهي تؤيد أن الضمير يعود إلى الله, في الصحيح في صحيح البخاري « خلق الله آدم على صورته »1 وفي الرواية رواية الدارقطني « خلق الله آدم على صورة الرحمن »2 فهذه الرواية تدل على أن الضمير يعود إلى من؟ إلى الله « خلق الله آدم على صورته »1 .

ويؤخذ من الحديث إثبات الصورة لله عز وجل، وأن لله صورة لا تشبه الصورة، كما أن لله سمع وبصر وعلم وقدرة. 

كما ذكر ابن قتيبة يقول: إن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعينين كما أن الله له عينين وله أصابع وله عينين فكذلك له صورة، لكن لما كانت هذه النصوص مألوفة ألفت أثبتوها وأنكروا الصورة؛ لأنهم لم يألفوها، وإلا فالصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعينين، وإنما وقع الإلف في الأصابع والعينين لمجيئها في القرآن وهذه لم تأت بالقرآن فلذلك أنكروها. 

وقد غلط في هذا أيضا حتى بعض علماء السنة، بل بعض الأئمة وهو ابن خزيمة رحمه الله ابن خزيمة إمام من أئمة أهل السنة يسمى ابن خزيمة هو يسمى إمام الأئمة، ومع ذلك غلط في كتابه كتاب "التوحيد" وظن أن الضمير لا يعود إلى الله، وأن فيه تشبيه، أنه يظن أنه تشبيه فقال: أيها الناس لا تغلطوا ولا تغالطوا فلا تقولوا إن الضمير يعود إلى الله. 

قد رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وبين هذا المعدود في غلطاته, ليس بمعصوم قال الصواب: إن الضمير يعود إلى الله، وهذه الرواية رواية الدارقطني وابن خزيمة وأبو بكر النجاد « خلق الله آدم على صورة الرحمن »2 وعلى هذا فيكون في الحديث فيه إثبات الصورة. 

وقد غلط من قال « إن الله خلق آدم على صورته »1 فسر الصورة بالصفة فقال: « خلق الله آدم على صورته »1 أي على صفته على صفاته فسر الصورة بالصفة. 

وكذلك قول بعضهم: « خلق الله آدم على صورته »1 خلقه متصفا بالصفات من السمع والبصر والكلام، قال: « خلق الله آدم على صورته »1 يعني متصفا بالصفات، وهذا ليس بصحيح، كونه متصفا بالصفات هذا لا إشكال فيه « خلق الله آدم على صورته »1 يعني كونه متصفا بالصفات من السمع والبصر والكلام, لو كان المراد هذا كان لما خص الصورة؛ "خلق الله آدم على" لقيل: متصف بالصفات، أو قيل: خلق الله آدم على كذا؛ فدل على أنه ليس المراد بالصورة الصفة، وليس المراد بها أنه متصف بالصفات، وإن المراد إثبات الصورة، ولكن لا يلزم من ذلك التشبيه لا يلزم من ذلك التشبيه والتمثيل؛ لأن التشبيه والتمثيل منفيٌ بالأدلة العقلية وبالأدلة الشرعية. 

بالأدلة الشرعية: قال الله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾4 ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾8 ﴿ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ﴾9 .

وكذلك الأدلة العقلية: دل العقل على أن الله لا يماثله أحد من خلقه، ولكن هذه الإضافة في قوله: « خلق الله آدم على صورته »1 تقتضي نوعا من المشابهة، وهي المشابهة في مطلق الصورة، لا في الجنس والمقدار لا في الجنس ولا في المقدار؛ المشابهة في الجنس والمقدار منفي، منفي بالكتاب منفي بالأدلة الشرعية والأدلة العقلية، فآدم لا يماثل الله في الجنس ولا في المقدار، وإنما المماثلة تقتضي نوعا من المشابهة وهي المشابهة في مطلق الصورة, مشابهة في مطلق الصورة لا في الجنس ولا في المقدار. 

ومثال ذلك -وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى-: من رأى صورة القمر في الماء, فهذه صورة القمر في الماء الصورة التي في الماء تشابه القمر في أي شيء؟ في الصورة، لكن هل تشابهها في الجنس؟ لأ. جنس القمر ما هو؟ من زجاج أو من صخور؟ الله أعلم، لكن هل الصورة اللي في الماء جنسها جنس الصورة اللي في السماء؟ لأ. هل تشابهها في المقدار؟ مقدار القمر هذا مساحته طويلة. أما الصورة اللي في الماء بمقدار يمكن شبر باليد أو أقل؛ فلا تشابه فليست المشابهة في الجنس ولا في المقدار وإنما المشابهة في نوع من المشابهة يقصد نوعا من المشابهة، وهي زائدة على المشابهة التي تكون في الذهن بين الأشياء عند القطع عن الإضافة والاختصاص إذا قيل: علم سمع بصر قدرة، يدخل فيها علم الخالق وعلم المخلوق. علم قطعتها عن الإضافة والاختصاص. علم قدرة سمع بصر يدخل فيها علم الخالق وعلم المخلوق, قدرة الخالق وقدرة المخلوق، في مشابهة ولّا ما في مشابهة؟ مشابهة لكن في الذهن، لكن إذا أضفت وقلت: علم الخالق زالت المشابهة، قدرة الخالق زالت المشابهة، علم المخلوق زالت المشابهة، قدرة المخلوق زالت المشابهة، لكن اقطع الإضافة والاختصاص "علم قدرة سمع بصر علم كلام" فيه مشابهة ولّا ما فيه مشابهة؟ يشمل علم الخالق وعلم المخلوق؟ ولّا ما يشمل إذا قلت: علم؟ يشمل علم الخالق وعلم المخلوق، لكن هذا الشمول أين هو؟ في الذهن، إذا قطعت عن الإضافة والاختصاص جاءت المشابهة لكن في الذهن، وإذا أضفت انسحب يكون في الذهن لا في الخارج وزالت المشابهة. علم قدرة سمع بصر هذا يشمل علم الخالق وعلم المخلوق لكن في الذهن، لكن هات الإضافة علم الخالق، هات الصفة علم إلهي قدرة إلهية، خلاص زالت المشابهة وانتقل من كونه في الذهن إلى كونه في الخارج. 

هذه المشابهة التي في الذهن لا بد من إثباتها من لم يثبت المشابهة بين صفات الخالق وصفات المخلوق في الذهن فإنه يلزمه أن ينكر وجود الله؛ ولهذا لما قالت الجهمية الجهمية قالوا: إن الله لا يشابه المخلوقين بوجه من وجوه الشبه. لما قالوا هذا قال الإمام أحمد: كفرتم في كتابه "الرد على الزنادقة" للإمام أحمد له رسالة كتاب "الرد على الزنادقة" شرحناه سبق أن شرحناه هنا في الدورة في بعض السنوات الماضية، لما قالت الجهمية: إن الله لا يشابه المخلوقين بوجه من وجوه الشبه؛ قال الإمام أحمد: كفرتم. لماذا؟ لأنهم أنكروا المشابهة في مطلق الصفات عند القطع عن الإضافة والاختصاص، ومن أنكر ذلك ينكر وجود الله؛ ولا بد أن تثبت نوعا من المشابهة، وهي المشابهة في مطلق الصفة عند القطع عن الإضافة والاختصاص، من قال: إن الله لا يشبه المخلوق في مسمى العلم مسمى القدرة ومسمى السمع معناه أنكر علم الله وأنكر القدرة وأنكر السمع وأنكر سائر والصفات، فلزمه أن ينكر وجود الله؛ إذًا لا بد أن تثبت نوعا من المشابهة, نوعا من المشابهة لا بد أن تثبته بين الخالق والمخلوق، ما هو؟ المشابهة في مطلق الوصف عند القطع عن الإضافة والاختصاص، وهذه المشابهة تكون في الذهن لا في الخارج، وهي مجرد علم مجرد قدرة, اسم علم اسم قدرة اسم سمع اسم بصر وهكذا. 

والجهمية قالوا: إن الله لا يشبه المخلوق بوجه من وجوه الشبه؛ يعني ولا في مسمى العلم ولا في مسمى القدرة؛ فقال الإمام أحمد: يلزمكم أن تنكروا وجود الله؛ فكفرتم؛ لأنكم أنكرتم وجود الله، فالذي لا يثبت المشابهة في مجرد العلم في مطلق العلم مطلق القدرة مطلق السمع مطلق الوجود، كلمة وجود تشمل وجود الخالق ووجود المخلوق, في مشابهة بين الوجود. الوجود ما هو؟ ضد العدم، الحياة ضد الممات؛ فالذي يقول: إن الله لا يماثل المخلوقين في مطلق الوجود ولا في مطلق الحياة معناه أنكر وجود الله فيكون كافرا، كما كفره الإمام أحمد في الرد على الزنادقة. واضح هذا. 

المشابهة في مطلق الصورة هذه زائدة عن المشابهة في الذهن وهي المشابهة في مطلق الصورة, يقصد نوعا من المشابهة في مطلق الصورة لا في الجنس والمقدار؛ فيكون في الحديث إثبات الصورة لله عز وجل، إثبات الصورة وهي تقتضي نوعا من المشابهة في صورة آدم، وهي المشابهة في مطلق الصورة لا في الجنس والمقدار، وهذا هو الصواب من الأقوال الثلاثة: أن الضمير يعود إلى الله، وأن فيه إثبات الصورة لله، وأنها كسائر الصفات؛ ولهذا نقل المحقق كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: إن هذا الحديث « خلق الله آدم على صورته »1 رواه أحمد في مسنده عن أبي هريرة، ورواه البخاري في كتاب الاستئذان، وقال عبد الله بن الإمام أحمد وكان في كتاب أبي « وطوله ستون ذراعا »10 « خلق الله آدم على صورته ثم قال: طوله في السماء ستون ذراعا »1 طول آدم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: هذا الحديث -يعني « خلق الله آدم على صورته »1 - لم يكن بين السلف في القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد إلى الله؛ إذًا القرون الثلاثة: قرن النبي صلى الله عليه وسلم و قرن الصحابة، والتابعين والتابعين. 

فالقرون الثلاثة: القرن الأول: القرن الذي بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم. والقرن الثاني قرن التابعين. والقرن الثالث قرن تابعي التابعين. القرون الثلاثة المفضلة ليس -يقول شيخ الإسلام- بينهم نزاع في أن الضمير يعود إلى الله؛ إذن هم خير القرون ما في إشكال عندهم إلى أن الضمير يعود إلى الله، قال: فإنه مستفيض من طرق متعددة من عدة من الصحابة أن الضمير يعود إلى الله؛ إذًا متى الخلاف جاء؟ بعد قرون المفضلة، وإذا كان القرون المفضلة الثلاثة ليس بينهم خلاف فالمعول عليهم, هم أهل السنة والجماعة, الصحابة والتابعون هم أهل الحق من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي هي الفرقة الناجية .

قال: "هذا الحديث « خلق الله آدم على صورته »1 لم يكن بين السلف في القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد إلى الله فإنه مستفيض من طرق متعددة من عدة من الصحابة، وسياق الأحاديث كلها يدل على ذلك، قال وأهل السنة يثبتون صفة الصورة لله، وأهل البدع ينكرونها". 

أهل البدع الأشاعرة والمعتزلة والجهمية ينكرون كما أنهم ينكرون السمع والبصر والعلم والقدرة، إلا الأشاعرة يثبتون الصفات السبع فقط؛ يثبتون الصفات السبع فقط: الحياة والكلام والبصر والسمع والعلم والقدرة والإرادة، وينكرون سائرها يؤولونها، والمعتزلة ينكرون سائر الصفات، قال: " وأهل السنة يثبتون صفة الصورة لله ويؤمنون بها ويقولون بإمرارها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تلفيق". 

قال الآجري في كتابه (الشريعة) بعد روايته لأحاديث الصورة: "هذه من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان بها ولا يقال: كيف ولما" لا يقال: كيفية الصورة على كذا وكذا ما يقال كيف، لا تكيّف صفات الله، لا تسأل عن كيفية الصورة ولا كيفية العلم ولا كيفية القدرة ولا كيفية إيش الاستواء، كما قال الإمام مالك لما سئل عن الاستواء قال: الاستواء المعلوم والكيف مجهول. لا يقال: كيف ولا لما، لا تقل: كيف صفة الله، ولا تقل لما؛ لما فعل الله كذا لما قال كذا, بل تستقبل بالتسليم والتصديق وترك النظر كما قال من تقدم من أئمة المسلمين، وقد نص الإمام أحمد على ذلك فقال في حديث الصورة: لا نفسره كما جاء. لا نفسره كما جاء الحديث يعني لا نفسره تفسير الجهمية؛ ولذا أنكر الإمام أحمد على من أول حديث الصورة وأعاد الضمير على غير الله فقد قال في رواية أبي طالب: من قال إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي، وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلق؟! وهذا تنبيه من الإمام أحمد على أن كل من أعاد الضمير على غير الله فقد سلك طريق الجهمية. 

ويقول ابن قتيبة رحمه الله: "والذي عندي -والله تعالى أعلم- أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذه؛ لأنها لم تأت بالقرآن, ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول في شيء منها بكيفية ولا حد". 

وكما سبق أن الصورة صفة من صفات الله والضمير يعود إلى الله « خلق الله آدم على صورته »1 يعود إلى الله، وهي تقتضي المشابهة في مطلق الصورة فيها نوع من المشابهة، والمشابهة في مطلق الصورة لا في الجنس والمقدار، كما أحق هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, وكما أقر هذا الأئمة الإمام أحمد وشيخ الإمام وابن القيم وغيرهم من أهل العلم. 

أطلنا في هذا؛ لأن المسألة فيها إيش فيها أخطاء وفيها أغلاط لبعض العلماء، وكما سبق حتى الإمام ابن خزيمة إمام من أهل السنة غلط رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية، وكما من التنبيه أن الشيخ محمد نصر الدين الألباني غلط في هذا في مسألة الصورة غلط قال أظن في "السلسلة الصحيحة" وفي غيرها أولها بكلام سمعت له أيضا شرط في تأويلها, تأويل باطل على طريقة أهل البدع غلط رحمه الله، وهو ليس بمعصوم, غلط من هو أكبر منه الإمام ابن خزيمة أكبر منه فليس بمعصوم، ولا يؤخذ بقوله في هذا، أظنه في شريط له أظنه في "السلسلة الصحيحة" تكلم على الصورة ونفى أن يكون الضمير يعود إلى الله؛ هذا الذي أداه اجتهاده وغلط كما غلط غيره، لكن الأئمة الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وعدد من الأئمة كلهم أثبتوا الصورة لله عز وجل وبينوا أن المراد بالضمير الضمير يعود إلى الله، وهذا هو الحق الذي عليه المحققون والأئمة، ومن غلط نترحم عليه ونقول نستغفر له ونقول رحمه الله، ولا نتبعه في الغلط. نعم. 

 

 

1 : البخاري : الاستئذان (6227) , ومسلم : الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2841) , وأحمد (2/315).
2 : البخاري : الاستئذان (6227) , ومسلم : الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2841) , وأحمد (2/315).
3 : 
4 : سورة الشورى (سورة رقم: 42)؛ آية رقم:11
5 : سورة القلم (سورة رقم: 68)؛ آية رقم:42
6 : البخاري : العتق (2560) , ومسلم : البر والصلة والآداب (2612) , وأحمد (2/434).
7 : مسلم : البر والصلة والآداب (2612) , وأحمد (2/434).
8 : سورة مريم (سورة رقم: 19)؛ آية رقم:65
9 : سورة النحل (سورة رقم: 16)؛ آية رقم:74
10 : البخاري : الاستئذان (6227) , ومسلم : الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2841) , وأحمد (2/315).

 

إثبات صفة الأصابع لله عز وجل 

ونقرّ بأن لله إصبعًا روى عبد الله رحمه الله قال« جاء حبر من أحبار اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: إذا كان يوم القيامة جعل الله السموات على إصبع والأرضين على إصبع، والجبال والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع ثم يهزهن، ثم يقول: أنا الملك. أنا الملك. قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه تعجبًا مما قال، وتصديقًا له، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ »1 أخرجه هبة الله الطبري والبخاري ومسلم وأبو عيسى الترمذي، ولفظهأخبرني المبارك بن عبد الجبار الصيرفي في حلقة والدي رحمه الله بجامع المنصور بإسناده عن عبد الله قال« جاء يهودي إلى النبي صلى الله وسلم فقال: يا محمد إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يقول: أنا الملك. قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه حتى بدت نواجذه وقال: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ »3 قال أبو عيسىهذا حديث حسن صحيحوفي لفظ آخر قال« فضحك النبي صلى الله عليه تعجبا وتصديقًا »5 .. 

هذا المقطع فيه إثبات صفة الأصابع لله عز وجل فيه إثبات صفة الأصابع لله؛ ولهذا قال المؤلف: "ونقر بأن لله إصبع" وذكر الحديث رواه عبد الله يعني عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو صحابي جليل الإمام الحبر، وعبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري, حديث بني ظهرة كان من السابقين الأولين رواه عبد الله بن مسعود قال: "جاء حبر من أحبار اليهود" حبر يقال: حِبر وحَبر وهو العالم اسمه حِبر بكسر الحاء وبفتحها حَبر « جاء حبر من أحبار اليهود -يعني عالم من علماء اليهود- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: إذا كان يوم القيامة جعل الله السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع »1 كم إصبع؟ أربعة أصابع، قال: « إذا كان يوم القيامة جعل الله السماوات على إصبع، والأراضين على إصبع، والجبال والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع »1 وفي اللفظ الآخر خمسة أصابع « إذا كان يوم القيامة جعل الله السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر خلقه على إصبع ثم يهزهن بيده »6 خمسة أصابع فيه إثبات خمسة أصابع لله عز وجل. 

وهذا ثابت في الحديث الصحيح، والرواية التي فيها خمسة أصابع رواها الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في "كتاب التوحيد" في آخر باب من كتاب التوحيد وهو باب "قوله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾2 " وذكر الحديث أنها خمسة أصابع قال: « إذا كان يوم القيامة جعل الله السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال على إصبع، والماء والثرى على إصبع، والشجر وسائر الخلق على إصبع، ثم يهزهن بيده ثم يقول: أنا الملك أنا الملك »7 وفي اللفظ الآخر « أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون، فلقد رأيت رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه تعجبا مما قال وتصديقا له »8 .

ووجه الدلالة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر العالم اليهودي أقره على إثبات الأصابع لله، ليست الحجة في كلام اليهودي الحجة في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم؛ ما أنكر عليه، لو لم يكن له أصابع لأنكر عليه، النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يقره على باطل بل النبي صلى الله عليه وسلم ضحك وتعجب وصدّق الحبر صدّقه « ضحك حتى بدت نواجذه تعجبا وتصديقا »9 فإقرار النبي صلى الله عليه وسلم للحبر على إثبات الأصابع دليل على أن الأصابع صفة لله، وأن لله خمسة أصابع، والدليل ما هو؟ هل الدليل قول اليهودي أو الدليل إقرار النبي صلى الله عليه وسلم؟ إقرار، إقرار النبي وعدم إنكاره عليه. 

وفيه: دليل على قبول الحق ممن جاء به، أن الحق يقبل ولو من كافر، هذا اليهودي كافر؛ لأنه ما آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لما جاء بالحق يقبل الحق، دليل على أن الحق يقبل ممن جاء به ولو كان كافرا، إذا جاء شخص بالحق كافر أو فاسق، نقبله أم نرده؟ نقبله، حتى الشيطان، الشيطان إذا جاء بالحق يقبل؛ في صحيح البخاري " أن النبي صلى الله عليه وسلم وكل أبا هريرة بحفظ زكاة الفطر الطعام، فجاء رجل في صورة إنسان فجعل يحثو من الطعام، فجاء إليه أبو هريرة وقال: كيف تسرق؟ هذا صدقة؟ فقال: أنا مسكين وصاحب عيال ارتكني فرحمه وخلى سبيله، فلما كان في الصبح سأله النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما فعل أسيرك البارحة؟ قال: يا رسول الله شكى حاجة وعيالا فرحمته وخليت سبيله، فقال: أما إنه كذبك فسيعود. قال أبو هريرة: فرصدته عرفت أنه سيعود؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك، فجاء في اليوم الثاني جعل يحثو الطعام، فأخذه أبو هريرة فقال: كيف تسرق من الطعام هذا زكاة صدقة؟ فقال: دعني فإني صاحب عيال وحاجة ولا أعود، فرحمه وخلى سبيله، فلما كان في الصباح سأله النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما فعل أسيرك البارحة؟ قال: يا رسول الله شكى حاجة وعيالا وزعم أنه لا يعود، قال: أما إنه كذبك فسيعود، فرصده في اليوم الثالث، فجعل يحثو من الطعام، فأخذه، فقال: دعني لحالي إني صاحب حاجة وعيال ولا أعود إليك هذه المرة، فقال: لا أدعك هذه المرة، هذه ثالث مرة تدعي أنك لا تعود ثم تعود ما يمكن أن أتركك، فقال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، فقال: ما هي؟ قال: إذا آويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾10 فإنه لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك الشيطان حتى تصبح؛ فخلى سبيله لما علمه، فلما كان الصباح قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك البارحة؟ قال: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها وذكر له، فقال: لقد صدقك وهو كذوب " 

"صدقك وهو كذوب" يعني صدق في هذه المرة علشان يتخلص منك صدق وهو كذوب، هو من طبيعته الكذب لكن صدق في هذه المرة؛ ولهذا يقال في المثل "قد يصدق الكذوب" قد للتقليل, الشيطان كذوب لكن صدق في هذه المرة، والشاهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ذلك منه قبل وصدقه. 

ويؤخذ من الحديث مشروعية قراءة آية الكرسي عند النوم، وأن من قرأها في ليلة لن يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى تصبح، هل هذا إلي أخذناه من قول الشيطان، أو من إقرار النبي صلى الله عليه وسلم له؟ من إقرار النبي صلى الله عليه وسلم، الدليل إقرار النبي صلى الله عليه وسلم للشيطان على هذا القول وعدم إنكاره عليه " فصدقك هذه المرة وهو كذوب". 

فدل على أن الحق يقبل ممن جاء به، إذا جاء بالحق شيطان قبلناه، إذا جاء بالحق كافر قبلناه, إذا جاء بالحق فاسق قبلناه، وإذا جاء بالباطل شخص حتى ولو كان مسلم جاء بالباطل نرد الباطل؛ الباطل مردود حتى ولو كان شخص مستقيم غلط وجاء بالطل نقول: أنت أخونا ومستقيم لكن هذا الباطل نرده عليك، ومن جاء بالحق قبلناه منه ولو كان من اليهود ولو كان من الفساق ولو كان من الشياطين نقبله. 

الحديث فيه إثبات الأصابع لله عز وجل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الحَبر أو الحِبر، وذكر أيضا رواية البخاري قال: إن هذا الحديث أخرجه هبة الله الطبري والبخاري ومسلم وأبو عيسى الترمذي ولفظ أبي عيسى الترمذي قال: أخبرني المبارك ابن عبد الجبار الصيرفي في حلقة والدي رحمه الله بجامع المنصور بإسناده عن عبد الله - عبد الله بن مسعود- قال: « جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يقول: أنا الملك، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال: مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ »11 قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح، وفي لفظ آخر « فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تعجبا وتصديقا »13 وهذا رواه البخاري في كتاب التوحيد، ورواه الإمام مسلم أيضا والترمذي. 

والإصبع فيه عشر لغات: الهمزة مثلثة والباء مثلثة، ثلاثة في ثلاثة بتسعة، يقال مثلا: ضم الهمزة وضم الباء، ضم الهمزة وافتح الباء، ضم الهمزة واكسر الباء هذه ثلاثة. بعدين: افتح الهمزة وضم الباء، افتح الهمزة وافتح الباء، افتح الهمزة واكسر الباء، هذه كم ست. هات الكسر: اكسر الهمزة وضم الباء، اكسر الهمزة وافتح الباء، اكسر الهمزة واكسر الباء، هذه كم؟ تسع. تقول: ( أُصبُع أُصبَع أَُصبِع أَصبُع أَصبَع أَصبِع إصبُع إصبَع إصبِع ) هذه كم؟ تسع لغات والعاشرة (أُصبُوع) تكون عشر لغات -أصبوع- عشر لغات في الإصبع هذه من باب الفائدة اللغوية هذه فائدة لغوية. نعم. 

 

 

1 : البخاري : التوحيد (7513) , ومسلم : صفة القيامة والجنة والنار (2786) , والترمذي : تفسير القرآن (3238) , وأحمد (1/457).
2 : سورة الزمر (سورة رقم: 39)؛ آية رقم:67
3 : البخاري : التوحيد (7414) , ومسلم : صفة القيامة والجنة والنار (2786) , والترمذي : تفسير القرآن (3238) , وأحمد (1/457).
4 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:91
5 : البخاري : التوحيد (7414) , ومسلم : صفة القيامة والجنة والنار (2786) , والترمذي : تفسير القرآن (3238) , وأحمد (1/457).
6 : مسلم : صفة القيامة والجنة والنار (2786) , وأحمد (1/457).
7 : مسلم : صفة القيامة والجنة والنار (2786) , وأحمد (1/457).
8 :مسلم : صفة القيامة والجنة والنار (2788) , وأبو داود : السنة (4732) , وابن ماجه : المقدمة (198). 
9 : البخاري : تفسير القرآن (4811) , ومسلم : صفة القيامة والجنة والنار (2786) , والترمذي : تفسير القرآن (3238) , وأحمد (1/457).
10 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:255
11 : البخاري : التوحيد (7414) , ومسلم : صفة القيامة والجنة والنار (2786) , والترمذي : تفسير القرآن (3238) , وأحمد (1/457).
12 : سورة الحج (سورة رقم: 22)؛ آية رقم:74
13 : مسلم : صفة القيامة والجنة والنار (2786).

 

إثبات صفة الساق لله عز وجل 

وروى البخاريفي صحيحه بإسناده في تفسير سورة (نعن أبي سعيدرضي الله عنه قالسمعت النبي صلى الله عليه يقول« يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا »1. .

هذا الحديث فيه إثبات صفة الساق لله عز وجل فيه إثبات صفة الساق وهو قوله: « يكشف ربنا عن ساقه »1الضمير يعود إلى من؟ إلى الله فيه إثبات صفة الساق.

والحديث رواه البخاري كما قال المؤلف في صحيحه بإسناده في تفسير سورة (ن) سورة ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾2قال به سعيد وهو أبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان له ولأبيه، وأبو سعيد سعد بن مالك بن سنان له ولأبيه صحبة. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا »1هذا رواه البخاري في الصحيح في كتاب التفسير، ورواه الإمام مسلم في كتاب الإيمان.

وهذا في موقف القيامة، في موقف القيامة كما سبق إن المؤمنين يرون ربهم كم مرة؟ أربع مرات في موقف القيامة: المرة الأولى، ثم تتغير الصورة التي رأوها فينكرون، ثم يقال لهم: هل بينكم وبينه علامة؟ قالوا: نعم بيننا وبينه علامة الساق -كشف الساق- فيكشف الله عن ساقه؛ فإذا رأوه عرفوه فسجدوا سجدوا لله.

من الذي بقي؟ البقية الكفار, أين هم؟ الكفار جاءوا في الحديث الطويل « أنه ينادي مناد لتتبع كل أمة ما تعبد »3فمن كان يعبد الشمس يتبع الشمس ويسقطون في النار مع الشمس، ومن كان يعبد القمر يساقون إلى النار؛ لأن الشمس والقمر تلقيان في النار يوم القيامة مع من عبدهما زيادة في تعذيبهم، والنصارى يعبدون المسيح كذلك يقال: لهم من تعبدون؟ قالوا المسيح، يقال: كذبتم ﴿ مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴾4ثم يساقون إلى النار سوقا، واليهود يساقون إلى النار سوقا، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، يبقى المؤمنون فقط، فيقال لهم: إلى أين؟ قالوا: « ننتظر ربنا نحن فارقنا الناس في الدنيا فنحن لا نعبد إلا الله »5ننتظر ربنا.

والمنافقون يبقون معهم، لماذا بقوا معهم؟ ما رحل المنافقون معهم، النصارى ذهبوا فتساقطوا في النار, واليهود ألقوا في النار, وأهل الأوثان والمشركون كلهم تساقطوا في النار مع من عبدوهم، وتبقى هذه الأمة يبقى المؤمنون فيها والمنافقون، لماذا المنافقون تبقى؟ لأن المنافقين يظهرون الإسلام في الدنيا ويبطنون الكفر، وهم مع في المؤمنين في الدنيا يصلون ويصومون ويجاهدون ويحجون، لكن ما عندهم إيمان في الباطن، فبقوا معهم بقوا معهم ثم يمكر بهم في النهاية، بقوا معهم قالوا: نحن الآن معكم نحن نصلي معكم ونصوم معكم نحن مؤمنون، يظنون أنه سينفعهم هذا، فإذا رأى المؤمنون العلامة التي بينهم وبين الله وهي كشف الساق إذا كشف رب العزة عن ساقه سجد المؤمنون, خروا لله سجدا.

ثم المنافقون يريدون أن يسجدوا مثل المؤمنين فلا يستطيعون، لماذا؟ يعود ظهر كل واحد طبقا واحدا، ومعنى طبقا واحدا يعني أن ظهره يصبح كأنه طبقة واحدة ليس فيه فقرات ما فيه فقرات، فيصبح كالجزء الصلب لا ينثني بعضه، ولا تعود فيه تلك المرونة التي كانت تتيح له السجود ومرونة الحركة؛ يعني في الدنيا فيه عمود فقري يثنيه، لكن في يوم القيامة الفقرات تذهب الفقرات ما فيه فقرات، يصير صلب عظم واحد فلا يستطيع يثنيه، وهذا هو معنى قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾6ما يستطيعون.

ثم بعد ذلك إذا رفعوا رءوسهم ذهبوا معهم النور، معهم النور ومعهم المنافقون يمشون، ثم ينطفئ نور المنافقين، ويبقى المؤمنون معهم النور، والمنافقون يبقون في الظلمة، فينادي المنافقون ويقولون: ﴿ انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ ﴾7-كما في الآية- انتظروا ما عندنا نور قيل لهم: ﴿ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴾7خلاص انفصل المؤمنين عن المنافقين، فيُذهب بالمنافقين ويساقون إلى جهنم -نعوذ بالله- في الدرك الأسفل.

قال الله تعالى في الآية: ﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ يُنَادُونَهُمْ ﴾8﴿ يُنَادُونَهُمْ ﴾9فيه نداء فيه ظلمة الآن يصوتون للمؤمنين يصوتون ينادون ﴿ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ﴾10نحن نصلي معكم ونصوم معكم ونحج معكم ونجاهد معكم، ما الذي أصابنا ما عندنا نور ماذا يقول لهم المؤمنون؟ ﴿ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾11.

حصل انفصال كامل تبينت الحقائق يعني لا يزال المنافقون في موقف يوم القيامة يظنون أنهم سينجون عندهم خداع، الخداع لا زال والبهرج! في يوم القيامة تنكشف السرائر ما فيه، الخداع ما ينفع أمام الله والبهرج ما ينفع، ظهرت الحقائق انطفأ النور وضرب بينهم بسور له باب وسيق الكفرة إلى النار والعياذ بالله نسأل الله السلامة والعافية.

إذا هذا الحديث فيه إثبات الساق لله عز وجل، هذا الحديث في صحيح البخاري كما رأيتم رواه البخاري في صحيحه، ورواه الإمام مسلم، رواه الشيخان متفق عليه فيه « يكشف ربنا عن ساقه »1.

أما الآية، فهل الآية فيها إثبات صفة الساق لله؟ وهي آية إيش؟ آية (القلم) ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾6هذه الآية اختلف العلماء هل هي من آيات الصفات أو ليست من آيات الصفات؟ وذلك أنه ليس فيها الضمير، ليس فيها ضمير إلى الله ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ﴾6قال بعض العلماء: إنها من آيات الصفات، والذين قالوا: إنها من آيات الصفات إثبات الساق لله ضموا إليها الحديث قالوا: والدليل الحديث. يضمون إليها الحديث، فلو ضممت إليها الحديث صارت من آيات الصفات، وإذا فصلت عن الحديث ليس فيها دليل على إثبات الساق لله؛ لأنه ما فيها إثبات الضمير ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ﴾6؛ ولهذا قال بعضهم: المراد بكشف الساق الشدة، تقول العرب: "كشفت الحرب عن ساقها" إذا اشتدت الحرب، والمراد شدة الهول يوم القيامة.

والذين قالوا: إنها ليست من آيات الصفات والمراد شدة الهول قالوا: الدليل أنها ليس فيها إضافة إلى الله ما أضيف الساق إلى الله. والذين أثبتوا قالوا: إنها من آيات الصفات ضموا إليها الحديث قالوا: الحديث يفسرها فهي من آيات الصفات بدليل الحديث « يوم يكشف عن ساقه »12أما الحديث فهو صريح في إثبات الساق لله، وأهل السنة والجماعة أثبتوا الساق لله عز وجل من الحديث، والآية إذا بضمامة الحديث، ومن لم يضم الآية إلى الحديث لم يثبت الصفة.

وعلى كل حال فصفة الساق ثابتة لله، وهي من الصفات في هذا الحديث، والحديث صريح في هذا رواه الشيخان وغيرهما، والآية إذا ضم إليها الحديث دلت على إثبات الصفة. نعم. 

 

 

1 : البخاري : تفسير القرآن (4919) , والدارمي : الرقاق (2803).
2 : سورة القلم (سورة رقم: 68)؛ آية رقم:1
3 : مسلم : الإيمان (183).
4 : سورة الجن (سورة رقم: 72)؛ آية رقم:3
5 : البخاري : تفسير القرآن (4581).
6 : سورة القلم (سورة رقم: 68)؛ آية رقم:42
7 : سورة الحديد (سورة رقم: 57)؛ آية رقم:13
8 : سورة الحديد (سورة رقم: 57)؛ آية رقم:13 - 14 
9 : سورة الحديد (سورة رقم: 57)؛ آية رقم:14
10 : سورة النساء (سورة رقم: 4)؛ آية رقم:141
11 : سورة الحديد (سورة رقم: 57)؛ آية رقم:14 - 15 
12 : البخاري : تفسير القرآن (4919) , والدارمي : الرقاق (2803).

وبالطبع وزنه ثقيل فهو اله الاسلام 

المزمل 18 القرطبي

السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ

أَيْ مُتَشَقِّقَة لِشِدَّتِهِ . وَمَعْنَى " بِهِ " أَيْ فِيهِ ; أَيْ فِي ذَلِكَ الْيَوْم لِهَوْلِهِ . هَذَا أَحْسَن مَا قِيلَ فِيهِ . وَيُقَال : مُثْقَلَة بِهِ إِثْقَالًا يُؤَدِّي إِلَى اِنْفِطَارهَا لِعَظَمَتِهِ عَلَيْهَا وَخَشْيَتهَا مِنْ وُقُوعه , كَقَوْلِهِ تَعَالَى : " ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض " [ الْأَعْرَاف : 187 ]. 

 

وساكتفي بهذا القدر لكي لا اسيئ الي القارئ بالكلام عن يد اله الاسلام الحجرية ولا ما يقطر منه من سوائل بيلوجيه ( اعتزر ) او نظره علي الذين في شغل فاكهون وغيرها وايضا لن اطيل بالكلام عن ملائكة اله الاسلام الماديه التي تفقع عينهم ويفعلون الشر  

 

والمجد لله دائما