الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى هل الشيطان يشتكي ام لا يشتكي

رو 8: 33رؤ 12: 10

هل الشيطان يشتكي ام لا يشتكي ؟ رومية 8: 33 و رؤيا 12: 10

 

Holy_bible_1

 

السؤال 

 

هل توقف الشيطان عن الشكاية ؟ سؤال مهم لان يوجد عددين الاول في رومية 8: 33 " مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اَللهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ " اي ان الشيطان لا يشتكي علي مختاري الله 

ولكن في رؤيا 12: 10 " وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلاً فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلاً " وهذا يعني ان الشيطان يشتكي حتي النهاية 

 

الرد

 

الحقيقة الشيطان لن يتوقف عمله كمشتكي الا يوم الدينونة اي مستمر في الشكوي وادعاءات عن المؤمنين ولكنه لا يستطيع ان يشتكي بمعني يثبت تهمة علي مختاري الله 

ولفهم هذا الامر سنحتاج ان ندرسه اولا لغويا ثم من سياق الكلام 

لغويا 

من رومية 8: 33 ومعني من سيشتكي علي مختاري الله

ايجكاليو

G1458

ἐγκαλέω

egkaleō

eng-kal-eh'-o

From G1722 and G2564; to call in (as a debt or demand), that is, bring to account (chargecriminate, etc.): - accuse, call in question, implead, lay to the charge.

اتت من كلمتين ( ان او ايج ) اي علي والثانية كاليو اي ينادي بقوة ويلقب وتعني يستدعي ( كمن عليه دين او طلب ) يحضر حساب ( كعقوبة او جريمة ) يشتكي يستدعي للتحقيق يحاكم, يضع للاتهام

فالكلمة بالفعل تعني شكاية ولكن فيها حق المحاكمة لمن يشتكي مثل دين او جريمة 

ولهذا اتت بمعني يحاكم اكثر من مره في اعمال 19: 40 و 26: 2 و 26: 7  

وايضا يمعني يقيم دعوى في اعمال 19: 38  

ولهذا ترجمات انجليزية كثيرة ترجمتها 

lay anything to the charge

اي يضع اشياء للتهمة 

 

اما عن الكلمة الثانية وهي وظيفة الشيطان بانه يشتكي 

G2723

κατηγορέω

katēgoreō

kat-ay-gor-eh'-o

From G2725; to be a plaintiff, that is, to charge with some offence: - accuse, object.

اتت من كلمة مشتكي اي يقدم شكاية فقط وتعني مدعي , يوجه اتهام بجريمة, مشتكي,  

واتت 22 بمعني يشتكي فقط ولكن لا يملك ما هو اكثر من ذلك  

 

ففهمنا الفرق اللغوي بين الكلمتين فالاولي لايستطيع احد ان يدين مختارين الله لان ليس عليهم دين والثاني الشيطان يشتكي فقط ولا يمسك دين علي اولاد الله 

 

سياق الاعداد 

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 8

8: 32 الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لاجلنا اجمعين كيف لا يهبنا ايضا معه كل شيء

في المسيح نلنا كل شيئ لان الاب وهبنا ابنه والمسيح وهب لنا كل شيئ نحتاجه للخلاص وكأن الأب هو الذي قدّم الكأس للابن، لكن الابن أيضًا بحبّه أراد أن يشرب الكأس، فالبذل مشترك: "الآب بذل ابنه الحبيب الذي هو واحد معه، والابن بذل ذاته"،فهو دفع دمه الكريم عن كل خطايانا ومحي عنا صك العبودية للشيطان فاصبحنا به احرار من تسلط الشيطان  

8: 33 من سيشتكي على مختاري الله الله هو الذي يبرر

وهنا يتسائل معلمنا بولس الرسول بان ان كان مختاري الله قد دفع ثم خطاياهم بالكامل وتحرروا من عبودية الشيطان كيف يستطيع الشيطان ان يحاكمهم او يطالبهم بالدين ؟ لان لا دين عليهم فقد دفع بالكامل بفداء المسيح 

والله هو الذي يبرر اي أي يمنح أولاده بره الخاص أي نعمته المجانية. حينما يبرر الناس أنفسهم تبقي الشكوى قائمة، ولكن حين يبرر الله يستر تمامًا، وتبطل كل شكوي، الله يغفر تمامًا كل خطايا الذين بررهم. واصبحنا في المسيح صورة المسيح كما قال في عدد 29 مشابهين صورة ابنه . ولا احد يستطيع ان يدين المسيح فيقول 

8: 34 من هو الذي يدين المسيح هو الذي مات بل بالحري قام ايضا الذي هو ايضا عن يمين الله الذي ايضا يشفع فينا 

من الذي يستطيع ان يدين المسيح لانه لم يوجد في اثم بل المسيح هو الديان وهو الشفيع الكفاري فنري صورة رائعة لمحاكمة المتهم هو أنا. 

الذي يدين (القاضي) وهو المسيح فالآب أعطى الدينونة للابن (يو22:5) 

والذي يشتكي (المدَّعي /النيابة) هو الشيطان (رؤ9:12،10) ولكنه لا يملك اي صك ولا اي دين علينا فقد دفعه المسيح بالكامل فشكاية الشيطان هي قوليه فقد ولا يستطيع ان يحكم علينا ولا ان يطالبنا بالدين. 

الذي يشفع فينا (المحامي) هو أيضًا المسيح الذي مات عنّا وقام، فلو لم يقم لكنا قد بقينا حيث نحن، وهو ممجد عن يمين العظمة الإلهية ويتشفع أمام الله لأجلنا. فحبيبنا الذي يشفع فينا هو نفسه القاضي الذي يديننا. الذي يحكم علينا هو نفسه الذي غسلنا بدمه. 

فما اجمل هذا المشهد.

اذا فهمنا ان الشيطان لا يستطيع ان يحاكمنا ولا يستطيع ان يطالبنا بدين فهو فقط يشتكي 

وهذا ما يقوله سفر الرؤيا 

سفر الرؤيا 12

12: 9 فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو ابليس و الشيطان الذي يضل العالم كله طرح الى الارض و طرحت معه ملائكته 

12: 10 و سمعت صوتا عظيما قائلا في السماء الان صار خلاص الهنا و قدرته و ملكه و سلطان مسيحه لانه قد طرح المشتكي على اخوتنا الذي كان يشتكي عليهم امام الهنا نهارا و ليلا

 صار خلاص الهنا وهو فداء المسيح لنا علي عود الصليب الذي به تسلط علي الشيطان وتملك علي الكنيسة وتمم المسحة المطلوبة . وطرح للارض المشتكي وهو الشيطان , اي ان المسيح بعد الصب سحق راس الحية وفقد الكثير من سلطانه واصبح مقيد في قوته وهو كان يشتكي ليل نهار فهو يضل ويدينهم بالسقوط ثم يشتكي بعد وقوعهم في ضلاله ولكن الان فقد القدره بطلب الدين لان المسيح دفعه كاملا  

12: 11 و هم غلبوه بدم الخروف و بكلمة شهادتهم و لم يحبوا حياتهم حتى الموت

واقوي انتصار للمسيحي علي ابليس ان يتمسك المسيحي بالشهادة للمسيح حتي الموت ونوال اكليل الشهادة لان ابليس سلاحة محبة العالم لهذا في العدد 9 نجد ان ابليس طرح للارض اي للارضيين الذي يحبون العالم لما الذين لا يحبون العالم فلا يتسلط عليهم  

12: 12 من اجل هذا افرحي ايتها السماوات و الساكنون فيها ويل لساكني الارض و البحر لان ابليس نزل اليكم و به غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا

ساكني الارض هم الارضيين وايضا اشارة الي اسرائيل المستمرة في عنادها ورفض المسيح والبحر هو العالم المضطرب 

فالشيطان لم يتوقف عمله ويستمر يشتكي ولكنه ليس مثل الاول فشكايته فقدت قوتها وايضا فقد صك الدين لان المسيح دفعه بالكامل فهو يشتكي قولا ولكن لا يملك سلطان 

 

والمجد لله دائما