الرد علي شبهة من الذي جاء وسال المسيح عن الصوم تلاميذ يوحنا ام معهم الفريسيين ؟ متي 9: 14 و مرقس 2: 18 و لوقا 5: 33

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

س : مَن الذي جاء وسأل يسوع عن الصوم ؟

جـ : في متى (9 : 14) : (الذي جاء وسأل تلاميذ يوحنا فقط) :

“حينئذ أتى إليه تلاميذ يوحنا قائلين : لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيراً وأما تلاميذك فلا يصومون” .

ولكن في مرقس (2 : 18) : (الذي جاء وسأل تلاميذ يوحنا والفريسيين) :

“وكان تلاميذ يوحنا والفريسيين يصومون . فجاءوا وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا والفريسيين وأما تلاميذك فلا يصومون” .

 

الرد

 

الحقيقة لا يوجد تناقض في هذا الامر وفي البداية باختصار ذكر ان تلاميذ يوحنا هم الذين سالوه هذا لا يعني ولا يلغي ان يوجد اخرين معهم سالوه هذا السؤال 

 

والحقيقه هذا الموقف جاء في الثلاثة اناجيل متي البشير ومرقس البشير ولوقا البشير والثلاثة كتبوا مناسبته انه حدث بعد تعيين متي العشار والعزومة التي عملها للمسيح وفي هذه العزومة كان يوجد كثيرين من العشارين وايضا الفريسيين وفي هذا الوقت جاء تلاميذ يوحنا فالموقف لم يكن محادثة شخصيه بين المسيح وبين تلاميذ يوحنا ولكن كان في المكان جمع كثير من طوائف مختلفة. 

ولتاكيد ذلك ندرس الاعداد باختصار في الثلاثة اناجيل 

 

انجيل متي 9

9: 10 و بينما هو متكئ في البيت اذا عشارون و خطاة كثيرون قد جاءوا و اتكاوا مع يسوع و تلاميذه 

9: 11 فلما نظر الفريسيون قالوا لتلاميذه لماذا ياكل معلمكم مع العشارين و الخطاة

اذا الفريسيين موجودين من الاول وهم اشتركوا في الحوار بالفعل مع التلاميذ ومع المسيح ايضا وهو بدؤا بسؤال لماذا ياكل المسيح مع العشارين والخطاة 

فنفهم من الموقف ان الفريسيين موجودين ويتسالون بالفعل ويشتركون في الحوار مع المسيح  

9: 12 فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى 

9: 13 فاذهبوا و تعلموا ما هو اني اريد رحمة لا ذبيحة لاني لم ات لادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة 

9: 14 حينئذ اتى اليه تلاميذ يوحنا قائلين لماذا نصوم نحن و الفريسيون كثيرا و اما تلاميذك فلا يصومون

تعبير حينئذ يؤكد انه يتكلم عن نفس الموقف الذي فيه الفريسيين لازالوا يتناقشون مع المسيح ومحيطين به جاء اليه تلاميذ يوحنا المعمدان واشتركوا في الحوار 

والذي يؤكد ذلك انهم لم يسالوا عن انفسهم فقط بل سالوا عن انفسهم والفريسيين بمعني اخر انهم ( اي تلاميذ يوحنا ) سالوا " لماذا نصوم نحن" والفريسيين كرروا ورائهم وايضا لماذا نصوم نحن كثيرا " وبخاصه ان تعبير كثيرا مناسب للفريسيين الذين يشعرون بالبر الذاتي علي عكس تلاميذ يوحنا الذين يستفهمون فقط. فالفريسيين بتكرارهم لسؤال تلاميذ يوحنا يشيروا بطريقة غير مباشرة لأفضليتهم عن تلاميذ المسيح 

فهذا العدد لا يقول ان تلاميذ يوحنا لوحدهم بل هو يؤكد بطريقة واضحه من سياق الكلام ومن ترتيب الاحداث ان تلاميذ يوحنا سالوا وايضا الفريسيين اشتركوا معهم في السؤال وكرروه 

واجابهم المسيح بطريقه عمومية ليس لتلاميذ يوحنا ولا للفريسيين بل الاجابه تصلح للاثنين  

9: 15 فقال لهم يسوع هل يستطيع بنو العرس ان ينوحوا ما دام العريس معهم و لكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون 

 

اما مرقس البشير

انجيل مرقس 2

2: 15 و فيما هو متكئ في بيته كان كثيرون من العشارين و الخطاة يتكئون مع يسوع و تلاميذه لانهم كانوا كثيرين و تبعوه 

2: 16 و اما الكتبة و الفريسيون فلما راوه ياكل مع العشارين و الخطاة قالوا لتلاميذه ما باله ياكل و يشرب مع العشارين و الخطاة

ومرقس البشير يؤكد نفس الامر ان الفريسيين هم الموجودين منذ البداية وهم الذين بدؤا الحوار وسالوا التلاميذ عن اكل المسيح مع العشارين والخطاة والذي اجابهم هو المسيح  

2: 17 فلما سمع يسوع قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعوا ابرارا بل خطاة الى التوبة

والنقاش لايزال مستمر بين المسيح والفريسيين  

2: 18 و كان تلاميذ يوحنا و الفريسيين يصومون فجاءوا و قالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا و الفريسيين و اما تلاميذك فلا يصومون

وتعبير فجاءوا هو ايضا عن تلاميذ يوحنا لان الاعداد السابقة توضح ان الفريسيين هم ملتفين حول المسيح ولازالوا يتناقشوا معه وقت وصول تلاميذ يوحنا المعمدان 

فعندما جاء تلاميذ يوحنا وسالوا كان الفريسيين لايزالوا موجودين 

امر اخر العدد لم يقول جاء تلاميذ يوحنا وجاء معهم الفريسيين ولكن يقول ان تلاميذ يوحنا والفريسيين كانوا يصومون فجاءوا اي تلاميذ يوحنا لان الفريسيين موجودين بالفعل  

2: 19 فقال لهم يسوع هل يستطيع بنو العرس ان يصوموا و العريس معهم ما دام العريس معهم لا يستطيعون ان يصوموا 

2: 20 و لكن ستاتي ايام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الايام 

 

ولوقا البشير كتب بطريقة عامة 

انجيل لوقا 5

 5: 29 و صنع له لاوي ضيافة كبيرة في بيته و الذين كانوا متكئين معهم كانوا جمعا كثيرا من عشارين و اخرين 

5: 30 فتذمر كتبتهم و الفريسيون على تلاميذه قائلين لماذا تاكلون و تشربون مع عشارين و خطاة 

5: 31 فاجاب يسوع و قال لهم لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى 

5: 32 لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة 

5: 33 و قالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيرا و يقدمون طلبات و كذلك تلاميذ الفريسيين ايضا و اما تلاميذك فياكلون و يشربون

فهو يتكلم عن ان الفريسيين ايضا موجودين ويتحاورون ولكن لم يوضح ان تلاميذ يوحنا جاءوا ولكن يكتفي بان الحوار اشترك في الفريسيين وتلاميذ يوحنا وان السؤال وجه له عن صوم تلاميذ يوحنا وعن صوم الفريسيين  

 

فاكرر مرة ثانية لايوجد اي تناقض لمن لا يقتطع الاعداد ولكن السياق يؤكد ان الفريسيين موجودين ويتناقشون مع المسيح وقت مجئي تلاميذ يوحنا الذين سالوا هذا السؤال الذي اشترك معهم الفريسيين فيه 

 

واخيرا المسيح في هذا السؤال يوضح ان الصوم ليس فقط فرض ولكن علاقه فهو ليس غاية في ذاته ولكن وسيلة من أجل الدخول إلى العريس والتمتّع بالعرس خلال التوبة. فإن كان العريس نفسه حاضرًا في وسطهم فما الحاجة إلى الصوم؟ إنه سيرتفع عنهم جسديًا فتمارس، الكنيسة صومها لتتهيّأ لمجيئه الأخير فتلتقي معه في العرس الأبدي. مادام العريس مرفوعًا لا نراه حسب الجسد، وجهًا لوجه، فيلزمنا أن نصوم لا عن الطعام فحسب، وإنما عن كل لذّة وترف من أجل طعام أفضل سماوي ولذّة روحيّة أبديّة وأمجاد علويّة هي في جوهرها تمتّع بالعريس نفسه. 

فالعروس سوف تفهم أنه طالما أن عريسها في السماء فهي غريبة على الأرض، ستفهم النفس أن عريسها ذهب ليعد لها مكانًا وسيأتي ليأخذها إليه، وستذكر أنها لم تتكلف شيئًا للحصول على هذا المكان السماوي، بل أن عريسها دفع كل الثمن، الروح القدس سيفتح عيون العروس على عمل المسيح ومحبته. فتقف النفس لتقول مع عروس النشيد أنها مجروحة حبًا. وتكتشف بُطْلْ هذا العالم وأنها مع كل حب عريسها لها فهي ما زالت محبة للعالم ولشهواته فتخجل من نفسها قائلة ماذا أقدم لمن أحبنى كل هذا الحب ؟ سأقدم له إثبات إيمانى بهذا النصيب السماوي، سأبيع الأرض وكل ما فيها، ولن أطلب أي ملذات فيها ودون طلب أي أجر في مقابل هذا، ولن أطلب أن يلتفت الناس إلى ما أفعل فأنا لا أهتم سوى بعريس نفسى. النفس التي تذوقت حب عريسها لن تكتفى بالصوم بهذا المفهوم، بل ستترك عن طيب قلب كل ملذات العالم، بل وهي المجروحة حبًا ستبكى وتنوح على خطاياها التي سببت الألم لعريسها لذلك نسمع في متى قول السيد هل يستطيع بنو العرس أن ينوحوا ويكرر مرقس ولوقا القول مستبدلين كلمة ينوحوا بكلمة يصوموا.فالأصل أن النفس المجروحة حبًا تنوح إذ تحزن قلب عريسها. لقد تحول الصوم إلى عمل خاص بالعروس فيه تنوح وتتذلل في حب لعريسها علامة توبة وندم، فتتمتع هنا بحبه كعريس لها، وتتهيأ لتلتقى معهُ في العرس الأبدي. 

 

والمجد لله دائما