مقدمة سفر التكوين وكيف نفهم السفر

 

Holy_bible_1

 

سفر التكوين هو سفر البدء بيريشيت وهو بداية كل شيئ فلفهم اي تاريخ او اي احداث او اي نبوات يجب ان نبدأ من التكوين بداية العالم، بداية التاريخ البشري، والأسرة، والحضارة، والخلاص فمثلا لنفهم العبودية والبنوة لله نبدأ نفهمها من التكوين, لنفهم الايمان والاعمال ايضا نبدأ نفهمها من تكوين, لنفهم الزواج والطلاق وعلاقة الله بعروسه نبدأ نفهمها ايضا من سفر التكوين لنفهم ايضا اي طقوس كالصلاه والكهنوت نبدا نفهمها من سفر التكوين. إنه قصة غرض الله وخطته لخليقته. إنه يعلن شخص الله وطبيعته (الخالق، الحافظ، الديان، الفادي)، وقيمة وكرامة البشر (المخلوقين على صورة الله، والمخلصين بالنعمة، والذين يعمل بهم الله في العالم). ثم مأساة الخطية وعواقبها (السقوط، الانفصال عن الله، الدينونة)، ثم الوعد بالخلاص وتأكيده (العهد، الغفران، المسيا الموعود به).

اسم التكوين جاء من السبعينية جينيسز وتعني البدايات التكوينية. 

1. زمن الذي كتب فيه سفر التكوين هو القرن الخامس عشر قبل الميلاد اي انه قبل ثلاث الاف وخمسمائة سنة من زمنا فيجب ان نفهم كم زمن مر وكم مفاهيم بيئية تغيرت وكم ثقافه محلية ظهرت واختفت وعلوم لم تكن ظهرت بعد والفاظ استخدمت واختفت وقد يكون اعيد استخدامها بمعني اخر او مدلول اخر . فلكي نفهمه يجب ان نعود بتفكيرنا اثناء قراءته ليس بمقياس الحرية في القرن الواحد والعشرين ولكن يجب ان نقيسه بمقياسه البدائية والبيئية.

2. عاش إبراهيم وإسحق ويعقوب ثم الأسباط حياة القبائل هذه، وما الأسباط سوي قبائل. وحياة القبائل التي تبحث عن الماء يكون من أهم الفضائل فيها الكرم مع الضيف الذي لايجد ماء ولا طعام. وهذا ما رأيناه في كرم إبراهيم ولوط مع ضيوفهما.

3. القبيلة هي مجموعة عائلات انحدرت من أب واحد تعيش متضامنة تحمي أفرادها، لذلك إذا انفصل أحد عن قبيلته كان يلزم أن يلجأ لقبيلة أخري تحميه، وكانت كل قبيلة تتسمي باسم الأب الأكبر (هذا نراه في الأسباط فيقال مثلا سبط يهوذا ).

4. قد تندمج قبيلة مع آخري وتتسمي باسمها نتيجة للمصاهرة، وهذا ما نراه في إنضمام الكالبيين نسل قناز إلي سبط يهوذا (عدد 12:32 + يش 6:14) وكان القنزيين غرباء عن إسرائيل (تك 19:15) ثم دخل كالب إلي سبط يهوذا (1أي 18:2 + عد 6:13).

5. قد تضعف قبيلة فتضطر أن تدخل ضمن قبيلة آخري وتذوب فيها، وهذا ما حدث مع سبط شمعون الذي ذاب في سبط يهوذا (يش 19: 1-9) وموسي لا يذكر سبط شمعون في بركته للأسباط (تث33) لأن شمعون لضعفه ذاب في سبط يهوذا.

6لكل قبيلة حدود يتم التعارف عليها ولكن تنشأ صراعات دائمة علي مصادر المياة من الآبار كما تنازع رُعاة لوط مع رعاة إبراهيم، وإستيلاء عبيد أبيمالك علي بئر حفرها عبيد إبراهيم. وواجه إسحق نفس المشكلة (تك 7:13+21: 25 +26: 19-22).

7كانت القبيلة تقوم بحماية ضيفها وهذا شرف كبير وهو شرف الضيافة. ولذلك كاد لوط أن يعطي ابنتيه لأهل سدوم لكي ينقذ ضيفيه. وصارت مدن الملجأ تعبيرًا له معني روحي ورمزي لهذا المفهوم وكانت مدن الملجًا بالنسبة لليهود طريقة للحد من الأخذ بالثار.

8حينما تعيش عشيرة في مكان لفترة قد تتخلي عن الاسم الأصلي للسبط وتسمي نفسها باسم مشتق من المكان الذي عاشت فيه فنسمع عن قبيلة الجلعاديين (قض 17:5) وبعد أن صارت إسرائيل دولة انتشرت هذه الطريقة للتسمية.

9الخيمة وهي أساس السكن عند القبائل، استمرت هي التعبير عن أماكن السكن حتى بعد أن صار لهم بيوتًا ومدنًا يسكنون فيها، واستمر هذا التشبية حتي أنهم صوروا الموت علي أنه فك أوتاد الخيمة للرحيل (أي 21:4 + أش 12:38 + 2كو 5: 1). وتم وصف السلام بالخيمة المشدودة (أش 20:33). وكثرة النسل شبهت بإتساع الخيمة (أش 2:54).

10نلاحظ انه كان منتشرًا في العهد القديم تعدد الزوجات، والذي بدأ ذلك هو "لامك" من نسل قايين. أما أولاد شيث فقد إلتزموا بمبدأ الزوجة الواحدة كما هو واضح من قصة نوح فقد كان لكلا من نوح وأولاده زوجة واحدة. ثم انتشر مذهب تعدد الزوجات ( يعقوب مثلا ). وكان للزوج أن يتخذ سرية فقط للانجاب في البداية ثم تطور واصبح لغير ذلك. والسرية ليس لها نفس مكانة وحقوق الزوجة. وكان للرجل أن يدخل علي جاريته لو كانت زوجته عاقرًا هذا كان تقليد بيئي ولا يوبخ الضمير الانسان علي هذا الامر لانه نشا فيه وتعود عليه لهذا ما فعلته سارة لا يعتبر امر غريب علي عادات المجتمع في هذا الوقت فكل هذا لزيادة النسل. فكان النسل هو أهم شيء عندهم حتى يكون للرجل مكانة وهيبة (مز 127: 3-5). لذلك كان اليهود لا يفهمون معني البتولية، فكانت بركة الرب للإنسان تعني زيادة النسلوالتلمود حدد عدد الزوجات بأربع للرجل العادي وثمانية عشر للملك. وبهذا كان سليمان حالة شاذة. ولكن كان تعدد الزوجات مصدر إضطراب العائلات كما حدث مع إبراهيم ثم يعقوب. 

11كان يمكن نظرًا لتعدد الزوجات أن تكون هناك أخوات غير شقيقات لأخ (أي لهم نفس الأب لكن من أمهات مختلفات). وكان يمكن للأخ أن يتزوج أخته غير الشقيقة كما تزوج إبراهيم بسارة. وكما طلبت ثامار من أمنون أن يطلبها للزواج من أبيهما داود. وهذا ما نفهمه أن في بعض الأحيان كانت صلة القرابة تنسب للأم وليس للأب، ولكن كان هذا في أحوال نادرة. إلا أن الشكل العام هو نسب الشخص لأبيه وليس لأمه. ولكن نلاحظ اهتمام الكتاب المقدس بنسبة كل ملك من ملوك يهوذا لأمه كما لأبيه.

12هناك فريضة عبرانية أن يفتدي أحد أفراد الأسرة فردًا آخر من نفس الأسرة ويحميه ويدافع عنه ويثأر له. وهذا معروف عند كل القبائل. إلا أنه عند العبرانيين يأخذ وضعًا خاصًا بهم، فالفادي أو المخلص هو أقرب شخص للفرد المصاب أو الواقع في الأسر، فإذا إضطر الإسرائيلي أن يبيع نفسه عبدًا لسداد دين فمن واجب الفادي أو المخلص أن يسرع لفك أسره وسداد دينه. وهكذا يسدد دينه لو إضطر أن يبيع منزله أو أرضه حتى لا يقع المنزل أو الأرض في أيد أجنبية. وكان بوعز هو المخلص أو الفادي بالنسبة لراعوث ونعمي عندما تخلي الفادي الأقرب عن دوره بالنسبة لهما ولعل هذا هو السبب الذي جعل كاتب السفر في أن يغفل اسم الفادي الأول إذ تخلي عن دوره وكان دور الفادي ان يشتري الحقل وأن يتزوج راعوث. وعمل الفادي هذا منصوص عليه في (لا 49:25) الذي نص علي ان العم ثم ابنه ثم باقي الأقارب عليهم أن يقوموا بالفداء. ولكن كان من حق المخلص أو الفادي أن يرفض، وكان يعلن عن رفضه بأن يخلع نعليه أمام الجماعة (تث 25: 9 + را 8،7:4) ومن واجبات الفادي الثأر. وبالطبع فواضح أن هذا الفادي هو رمز للفادي الحقيقي لنا أي المسيح له المجد الذي هو أقرب لنا من أي قريب.

13. تخصصت عشائر أو قري في حرف معينة أو مهن معينة. ودعي رأس هؤلاء الحرفيين "أب" وربما هذا تفسير قوله حورام أبي (2أي 13:2) فهو أبو الصناع والمهنيين الذين يعملون في الفضة والذهب والنحاس. لذلك فهو يدعوه حيرام فقط في سفر الملوك (1 مل 13:7) وراجع (1 أي14:4 + نح35:11 + 1 أي 21:4، 23).

14 . كان الأخ الأكبر ينتقل له الميراث ويجمع في يده كل شيء ويصير رأسًا للأسرة ولذلك نجد لابان يقوم بالدور الرئيسى في زواج أخته رفقة. وكان للأخ الأكبر نصيب الضعف في الميراث. وكان الاخ الاكبر الذي له نصيب البكورية هو ابن الحرة بمعنى لو تزوج رجل امرأة ولم تنجب فاعطته جاريتها لينجب لها منها ثم عادت وانجبت يبقي نصيب البكورية لابن الحرة. ولو تزوج من امراتين يكون واحب واحدة منهما اكثر يكون نصيب البكورية لابن المحبوبة حتي لو كانت ثاني زوجة وليست الاولي وهذا ما حدث مع يوسف لانه ابن راحيل المحبوبة وهي الزوجة الثانية رغم ان راؤبيين هو البكر من الزوجة الاولي. وهذا ما امر الرب بتغييره فيما بعد (تث17:21). 

15كانت المرأة تعيش في بيت أبيها في طاعة له، ثم تذهب إلي بيت زوجها في طاعة له. وكان الزوج ومازال يسمي بعل. وكلمة بعل عبرانية وتعني سيد (خر3:21) لذلك فهموا ان المرأة هي قنية من قنايا بعلها. علي أن الزوجة كان يدفع الزوج مهرًا لها أي لوالدها وتصبح له العمر كله الا لو طلقها، أما السرية فكان يشتريها بثمن من والدها وله أن يبيعها بعد ذلك. وكان المهر يؤول للزوجة من والدها في حالة وفاته أو طلاقها ولعل هذا ما كانت تعنيه ليئة وراحيل أن أباهما لابان باعهما وأكل ثمنهما أي لم يعطهما حقهما في المهر عندما غادرتا بيته نهائيًا، إذ كانتا لن ترياه ثانية. وكان من عادة الاسر في هذا الزمان ان يسير الرجل في الطريق في المقدمة ثم بعد ذلك الاولاد ثم اخر الصف الزوجة ومثال علي ذلك امراة لوط.

16حدد الربيين (معلمو الشريعة) سن الزواج بـ 12 سنة للبنت، 13 سنة للولد، ولصغر السن المسموح به للزواج كان الوالدين يختارون لأبنائهم دون استشارتهم كما أرسل إبراهيم عبده لإختيار زوجة لأسحق. إلا أن القوانين البابلية والتي كانت تحكم عائلة رفقة كانت تحتم أن يستشير الأخ الأكبر (لابان في هذه الحالة) أخته (رفقة في هذه الحالة) إذا كان الأب متوفيًا.

17كان العبد في ذلك الزمان يشبه الاجير وكان له حقوق ومسؤليات وياخذ ايام عطلة كيوم السبت والاعياد وكان يتولي مهام مثل الوكيل والرسول وكان للعبد ان يرث فقط في حالة عدم انجاب السيد ويعتبر ابن البيت كما نري في تكوين 15.

18كانوا يفضلون الزواج من الأقارب (إسحق ورفقة مثلًا) ولا يفضلون الزواج من أسباط اخري ولا بأجنبيات إلا أن هذا كان مسموحًا به ونجد أن نحميا تشدد جدًا في فصل الزواج من أجنبيات.

19كان الزواج من العمة أو الخالة مباحًا. وموسي نفسه ثمرة زواج من هذا النوع. ولكنه حرم بعد هذا (لا 13،12:18+ لا19:20). وكذلك تم تحريم الزواج من أختين كما فعل يعقوب (لا18:18).

20غالبا لم يكن للزواج طقوس دينية، ولكن هناك وثيقة للزواج ووثيقة للطلاق (تث 24: 1-3+ أر 8:3). حقًا لانجد في العهد القديم إشارة لوثيقة الزواج لكن لا يعقل أن يكون هناك كتاب طلاق ولا يوجد وثيقة زواج. وقد عثر في جزيرة فيلة علي عقد زواج يهودي مكتوب فيه (أنا زوجها وهي زوجتي للأبد).

21كانت العروس تستعد بلباس برقع ولا تنزعه سوي في غرفة الزوجية، وهذا يفسر لماذا وضعت رفقة برقعًا علي وجهها عندما رأت إسحق. وبذلك أيضا خدع لابان يعقوب. وكان العريس يلبس تاجًا (نش11:3+ أش 10:61) وراجع (نش 3،1:46: 7) لتري نقاب العروس. وكانت العروس أيضا تحيط بها صديقاتها منذ خروجها من منزلها إلي لحظة وصولها إلي منزل العريس (مز 15:45) وتلبس أفخر الثياب وتلبس جواهرها. وكانت تنشد الأناشيد في مديح العريس والعروس (أر9:16). وتقام ولائم واحتفالات لمدة أسبوع (تك 27:29 + قض 12:14).

22كانت هناك مدرستين في موضوع السماح بالطلاق فقد نص في (تث 1:24) أن الرجل له أن يطلق إمراته إن لم تجد نعمة في عينيه، فإحدي المدارس شددت في هذا وقالت لا يطلق الرجل إمراته إلا إذا وجدها زانية (ليست بكرًا) أو اكتشف انها سيئة التدبير او المعاملة. والمدرسة الثانية تساهلت تمامًا حتى أنها أباحت الطلاق إذا كانت المرأة لا تجيد الطهي، ويكون الطلاق أمام شاهدين، ويعطي الرجل زوجته وثيقة طلاق تستطيع بها ان تتزوج ثانية. 

23لم يكن من حق المرأة ان تطلب الطلاق، لذلك كان لو أرسلت امرأة وثيقة طلاق لزوجها إعتبر هذا عملًا غير مسموح به وضد الشريعة اليهودية ولذلك كان ما قاله الرب يسوع "وإن طلقت امرأة زوجها" جديدًا علي مفاهيم اليهود. (مر12:10).

24كانت الأرملة التي لم تنجب أولادًا ذكورًا، كان من حقها أن تتزوج من شقيق زوجها لتنجب أولادًا. وأول ولد يكون علي اسم الزوج المتوفي (تث5:25-10). راجع قصة أولاد يهوذا مع ثامار وقصة راعوث.

25كان للرجل ان يبيع أي شيء يملكه حتى بناته، لكنه لا يحق له ان يبيع زوجته حتي الأجنبية التي إغتنمها في الحرب (تث 10:21، 14).

29. ساوت الشريعة في كرامة الأم كما الأب (تث 18:21-21) + "أكرم أباك وأمك".

26كان النسل الكثير أهم عناصر البركة (را11:4-12) + (تك 60:24 + تك 4:26 +تك 5:15 + تك 17:22 + مز 3:127-5) لذلك اعتبر العقم لعنة أو تجربة. لذلك شعرت أم صموئيل بالعار إذ لم تنجب. وكان النساء يتحايلن علي ذلك بتبني الأولاد حتى من جواريهن.

27كان البكر يحصل علي أكبر نصيب. ولكن هذه القاعدة لم تطبق في حالة إسحق الذي كان أصغر من إسماعيل، ولا في حالة يعقوب فقد كان أصغر من عيسو. وكان سليمان أصغر أبناء داود والسبب أن الله أراد أن يشرع أن المختار من الله ليس بالضرورة هو البكر جسديًا فإسرائيل هو الابن البكر الذي حلت الكنيسة مكانه بإتحادها بالمسيح البكر المختار.

28استخدم العبرانيون أسماء دخل فيها اسم الله "إيل" مثل صموئيل أو اسم "يهوه" مثل ناثان ياهو أي يهوه أعطي، وذلك حين بدأت علاقتهم بالله. أما في زمان إنحدار علاقتهم بالله فتسموا بأسماء الهة أخري مثل البعل، فسموا أبنائهم يربعل أو أشبعل (قض 1:7+ 1أي 33:8). وبعد السبى دخلت أسماء أرامية وبعد حكم اليونان والرومان دخلت أسماء يونانية ورومانية، بل تسمي الشخص الواحد باسمين مثل يوحنا مرقس، شاول بولس. وكان تغير الأسماء يشير لسلطة من غير الأسم. ففرعون غير اسم يوسف وفرعون غير اسم الملك إلياقيم وجعله يهوياقم. ونبوخذ نصر غير اسم متنيا إلي صدقيا وغير أسماء دانيال والثلاثة فتية.

29عرف الختان في معظم شعوب الشرق ولكن كان للختان عند اليهود معني ديني هو العهد مع يهوه. والكتاب لم يطلق لفظ أغلف إلا علي الفلسطينين غالبًا لأنهم كانوا لا يختتنون. وغالبًا فقد كان الختان مرتبطًا بالزواج قبل أن يكون طقس ديني، لذلك يسمي العريس بالختن، وكذلك قالت زوجة موسي عنه "عريس دم" (خر 24:4-26). وبهذا المنطق أقنع أولاد يعقوب أهل شكيم أن يختتنوا قبل زواج إبنهم من دينة. وكلمة عريس بالعبرانية وكل مشتقاتها تجئ من الفعل العبراني "ختن". وكون أن الختان سابق للناموس فواضح من أن الله أعطاه لإبراهيم كعلامة عهد وراجع أيضًا قول السيد المسيح (يو22:7) فاليهود قد إعتبروا أن الختان قد شرعه موسي.

30إهتم الآباء بجانب تعليم أولادهم القراءة والكتابة والتقاليد والأناشيد الدينية، أن يعلموهم إحدي الحرف وغالبًا ما تكون هي حرفة الأب. قال أحد الربيين من لا يعلم ابنه حرفة، يربيه لكي يصير لصًا. ولذلك تعلم بولس صناعة الخيام. ولأن الأب كان له دور المعلم أساسًا إعتبر الكاهن المعلم أبًا فدعي يوسف أبًا لفرعون لأنه كان مشيرًا له (تك 8:45 + قص 19:18) الذي منه نري ان الكاهن أسموه أبا لهم.

31كانت المرأة عادة لا تذهب للتعليم، وكل ما تتعلمه في البيت هو الطهي والغسيل، وكانت المرأة عادة تضع برقعًا. وكان من العادات الاجتماعية والتقاليد أن المرأة لا تكلم غرباء، وأن يمتنع الرجل عن أن يكلم نساء، لذلك تعجب التلاميذ إذا وجدوا المسيح يتحدث مع السامرية فهي أمرأة وثانيًا هي سامرية. وكان النساء يمنعن من دخول الهيكل فيما بعد رواق النساء المسموح بتواجدهن فيه. وكان النساء غير مسموحًا لهن أن يحضرن الجزء الخاص بشرح الناموس والوصايا التي يقوم بها الكتبة. وكانت المرأة ممنوعة من التعليم.عمومًا كانت المرأة في درجة أقل كثيرًا من الرجل بل كان الرجل يصلي قائلًا مبارك هو الذي لم يخلقني وثنيًا ومبارك هو الذي لم يخلقني امرأة ومبارك هو الذي لم يخلقني عبدًا أو رجلًا جاهلًا. لذلك كان المسيح يبدأ عهدًا جديدًا للمرأة إذ علم النساء وتحاور معهن، وكان منهن تلميذات له (لو1:8-3+ مر 41:15+مت 20:20). ولكن في نفس الوقت علم المسيح تلاميذه أن لا ينظرن نظرة شهوانية للنساء، فالذي ينظر ليشتهي هو يزني في قلبه.

32لم يعرف العهد القديم معني البتولية، فكانت شيئًا غير مفهوم. ولما أراد يفتاح تقديم إبنته ذبيحة قالت " اتركني شهرين فأذهب إلي الجبال وأبكي عذراويتي" فكان عدم الزواج مثل العقم، يعتبر لعنة أو وضعًا وضيعا (ً لو25:1) فالتي لا تتزوج لا يحترمها المجتمع اليهودي. لذلك قد نفهم قول الأنبياء " عذراء إسرائيل" (عا 2:5 + مرا 15:1 + 13:2) أنه تأكيد علي بؤس إسرائيل ونهايته كنهاية العذارى دون أن يتركن أولادًا. وقال الربيون "أن الرجل غير المتزوج ليس رجلًا علي الإطلاق" لذلك كانت حالة إيليا وارميا حالة شاذة وسط الأنبياء اليهود

 

في سفر التكوين اراد الله ان يظهر شيئ مهم وهو ليس معلومات علمية ولا نظريات ولا فلسفات ولا افكار سائدة ولكن اراد ان يظهر اهمية الانسان لله فالانسان ليسمجرد خليقة وسط ملايين الكائنات، لكنه كائن فريد يحمل السمة الأرضية في الجسد والسماوية في الروح. وقد وهبه الله الإرادة الحرة دونًا عن باقي المخلوقات فالكواكب لها قوانين تسير عليها والحيوانات تسلك حسب غريزة طبيعية ولكن الانسان خلقه الله به نفخة حياة من الله.

ولهذا خصص سفر التكوين اصحاح واحد فقط عن كل الخليقة وبقية السفر بل وبقية الكتاب المقدس كله من تكوين 2 الي رؤيا 22 عن الانسان فقط ورحلته مع الله

يلاحظ ان لقد كتبت مجلدات عن الأصحاح الأول من سفر التكوين، وهناك موضوعان لهما أهمية خاصة، أولهما: العلاقة بالنظريات البابلية عن نشأة الكون، وثانيهما العلاقة بالعلوم الحديثة. ولهذا لن يتوقف العالم عن دراسة تكوين 1 الي انتهاء الخليقة. 

وفي الإصحاح الأول منه يُمّيز الله تمامًا عن المادة ويُصرح بوجوده منذ الأزل قبل تأسيس العالم وأن الكون قد صار بأمره ولا فرق بين تولدات العالم حسب الإصحاح الأول من التكوين والاكتشافات الجيولوجية الحديثة لأن كلًا من التكوين والجيولوجية يبتدئ بتكوين الأرض وفصل الماء عن اليابسة وتولد النبات ثم الحيوان إلى أن يُخلق الإنسان آخر الكل.

وايضا يظهر السفر اعتزاز الله بنا فهو ينسب نفسه للبشر ويدعو نفسه إله إبراهيم وإسحق ويعقوب فهو يود أن يكون إلهًا خاصا بكل ابن لهبل هو أب للإنسان ولم يخلقه أسيرًا ولا في ذل يتحكم فيه كيفما أراد، بل خلقه ليكون ابنًا له، خلق لأجله المسكونة، وهيأ له الأمجاد الأبدية ليرفعه إلي حيث يوجد الله أبوه ليعيش الإنسان شريكًا في المجد، متنعمًا بالأبوة الفائقةإذن هو السفر الذي بدأ بشرح علاقة الله بنا.

أبرز هذا السفر أبوة الله الفائقة للإنسان، فلم يخلقه أسيرًا كما تخيلته بعض الفلسفات المعاصرة، ولا أقامه في مذلة يتحكم فيه كيفما أراد، وإنما أقامه ابنًا محبوبًا لديه، من أجله خلق المسكونة وقد هيأ له الأمجاد الأبدية ليرفعه إلى حيث يوجد الله أبوه ليعيش الإنسان شريكًا في المجد، متنعمًا بالأبوة الفائقة. من أجل هذا خلق الله الإنسان سيدًا علي الأرض، ومتسلطًا علي كل ما عليها وما تحتها، ما في البحار وما في الهواء. حتى علي الفضاء لقد وهبه صورته ومثاله وأقامه كسفير له.

ايضا في هذا السفر يوجد اساس كل اعلان فيعرفنا عن الله وعلاقته، ووصيته الإلهية وعملها في حياتنا. حدثنا عن الأسرة البشرية في الرب كيف انطلق من خلق الإنسان إلى تكوين أسرة مقدسة، فعشيرة ثم شعب لله. فقال البعض ان بقية الكتاب المقدس كله جاء ليكشف ما ورد في هذا السفر عن حديث الله للحية: "وأضع عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها، هو يستحق رأسك وأنت تسحقين عقبه" (3: 15). فالكتاب المقدس إنما يعلن الصراع المرّ بين عدو الخير والإنسان الذي ينتهي بنصرة الإنسان خلال ذبيحة السيد المسيح (نسل المرأة) وإن كان البعض يهلك إذ يصير كعقب ينزل إلى التراب لتسحقه الحية وتبتلعه.

فسفر التكوين كأول سفر في الكتاب المقدس يعتبر المدخل الحيّ لفهم كلمة الله، قدم لنا الخطوط العريضة التي تكشفت وتحققت في الأسفار التالية. في سفر التكوين نتلمس شخصية ربنا يسوع المسيح كمخلص معلنة خلال نبوات صريحة ورموز كثيرة، ويبقي السيد المسيح كعصب الأسفار لنراه "هو هو أمس واليوم وإلى الأبد"، جاء ليخلص الخطاة ويعد بمجيئه الأخير ليضمنا إلى مجده كعروس مقدسة له. بل من بداية من سفر التكوين 3 تبدا كل الخليقة تنتظر الرب الاله ماذا سيفعل لينقذ الانسان الذي خدعته الحية فلا يتوقع احد ان الرب الاله سيتخلي عن صديقه وحبيبه الانسان بعد ان كان يتمشي معه في الجنة

نلاحظ ايضا في سفر التكوين اسماء الله لها مدلولات هامة جدا فاول اسم هو ايلوهيم اي الله الكلي 

وبعد خلق الانسان يبدا يظهر اسم اخر مهم لله في تكوني 2: 4 وهو الرب الاله يهوه ايلوهيم فاسم يهوه هو الله وهو ايضا الوسيط بين الله والانسان. وبعد سقوط الانسان 4: 1 يبدا يستخدم سفر التكوين اسم الرب اي يهوه فقط ومن هذا الوقت ينتظر الانسان ان يقوم الرب يهوه بالمصالحة ليرجع الانسان يتعامل مره ثانية مع الرب الاله ( يوحنا 20: 28 ) 

 ايضا سفر التكوين يعتبر كله اسلوب روائي وليس اسلوب ناموسي او تشريع

الاسلوب الروائي لايعلم عقيده ولكن يوضح تطبيق عقيده 

المشكله هو تحويل الاسلوب الروائي لنصي لان الاسلوب الروائي لايعلم مباشره ولكن يترك الي ضمير الانسان ان يتعلم من الحادثه بعد ان قدم له الوصيه في البدايه التي يستخدمها للحكم 

القصه كامله تعطي التعليم المطلوب وليس جزء منها 

فيعلم بطريقه غير مباشره

التعليم النصي لايدل علي معرفه ولكن الروائي يدل علي علم الراوي بالنتيجه قبل ان تحدث 

ويحتوي علي ثلاث مستويات 

شخصيه للتوضيح تقود للمكانية وخاصه شعب بني اسرائيل تقود للمخلص والفداء ( فتشوا الكتب وهي تشهد لي )

شخصيه واحتياج الشخص لله 

لشعب اسرائيل واحتياجه للمخلص 

والعالم كله واحتياجه للفداء 

Narrative type biography

والهدف شرح عمل الله واعطاء تدريج للفهم برموز وامثال 

سفر التكوين به نوع خاص من اللاهوت وهو ما يسمي لاهوت الخلق

Ktisiology

وهو لا ينفصل عن عمل الله الخلاصي وهو يعتبر عند اليهود ثانويًا معتمدًا علي علم اللاهوت الخاص بالخلاص

 Soteriology 

 

محتوياته 

* أولا: التاريخ البدائي ص 1- 11

قدم لنا التاريخ منذ الخليقة حتى بدء ظهور إبراهيم كأب الآباء، بطريقة مبسطة تعلن رعاية الله للإنسان، واهتمامه بخلاصه .

الخلق ص 1 و2.

دخول الخطية إلى العالم ص 1:3 - 4: 6 1

الطوفان ص 6 - 9.

بدء ظهور إبراهيم ص 11

* ثانيا : تاريخ الآباء البطاركة ص 12- 50

قصة إبراهيم ص 1224

قصة أسحق ص 25- 26.

قصص يعقوب وعيسو ص 27- 37.

قصة يوسف ص 37-50.

تعتبر هذه الحقبة الزمنية هي خطوة تمهيدية لاختيار الله لشعبه، ليصير خميرة مقدسة من اجل خلاص العالم.

1 - إبراهيم ص 12- 24

. دعوة إبراهيم ص12

. موقعة كدرلعومر ص 14

. الوعد الإلهي له ص15

. عهد الختان ص17

. استضافة الله ص18

. حرق سدوم وعمورة ص 19

. ميلاد اسحق ص21

. ذبح اسحق ص22

. زواج اسحق ص24

2- اسحق ص 25- 26

- إن كان إبراهيم يمثل الأب الذي قدم ابنه ذبيحة حب، فان اسحق يرمز للابن الذي اسلم ذاته بالحب للموت في طاعة لأبيه.

- تحقق زواج اسحق برفقه عند البئر، ويتم زواج الكنيسة لعريسها خلال مياه المعمودية.

3 - يعقوب ص 25- 36

"أحببت يعقوب وأبغضت عيسو" رو9

. اغتصابه البكورية ص25

. اغتصابه البركة ص27

. سلم يعقوب ص28

. زواجه ليئة وراحيل ص29

. معاهدة مع لابان ص31

. لقاؤه مع عيسو ص33

. دينة وشكيم ص34

. في بيت آيل ص35

4 - يوسف ص 37-50

. طفولته وصبوته ص37

. يهوذا وثامار ص38

. في بيت فوطيفار ص39

. في السجن ص40

. في القصر ص41

. مع أخوته ص 42

. يعقوب في مصر ص46

. يعقوب يبارك ابني يوسف ص48

. يعقوب يبارك بنيه ص49

 

اخيرا المسيح في سفر التكوين 

 شيلوه ( الذي له كل شيئ ) 

سفر التكوين 49

49: 10 لا يزول قضيب من يهوذا و مشترع من بين رجليه حتى ياتي شيلون و له يكون خضوع شعوب

 

والمجد لله دائما