هل المؤمنين تصيبهم اذية ام لا يؤذيهم شيئ ؟ 1 بطرس 3: 13 و 1 بطرس 4: 12

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يقول بطرس في رسالته الاولي 3: 13 فمن يؤذيكم ان كنتم متمثلين بالخير

بمعني ان المؤمنين لا يؤذيهم شيئ 

ولكن نجد ما يناقض ذلك في 

رسالة بطرس الاولي 4: 12  ايها الاحباء لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة لاجل امتحانكم كانه اصابكم امر غريب 

 

الرد

 

الحقيقة لا يوجد اي تناقض فاذية المؤمن الحقيقية ان يفصله احد عن الرب لكن اتعاب العالم بكل انواعها حتي لو وصلت الي قتل الجسد هي ليست اذية لانها لا تفصله عن محبة المسيح 

فلهذا لا يوجد تناقض بين العددين 

وندرسهم بشيئ من التفصيل لان سياق الكلام نفسه كافي للرد 

رسالة بطرس الرسول الاولي 3

3: 13 فمن يؤذيكم ان كنتم متمثلين بالخير

بالفعل لا يستطيع احد ان يؤذي ابناء الله لا انسان ولا شيطان ولا حيوان ولا احداث طبيعية ولا غيره الا ما يسمح به الله وهو يسمح به للخير لانه وعد وقال 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28

 

وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.

اي حتي الالام المؤقته والتجارب التي قد تبدوا في الظاهر صعبه هي ليست اذية ولكن هي للخير والتذكية فالظلم او المرض او فقر او اضطهاد او غيره هذه ليست اذية بل تطويب فهي تتحول لما هو افضل فاتعاب ايوب كانت للخير والفقر افاد اليعازر

فالذي يشهد علي ذلك هو تطويبات المسيح 

انجيل متي 5

10 طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.
11 طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ.

12 اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ.
 

فاذا احزنونا او طردونا هم لا ياذونا بل يفعلوا بنا خيرا لاننا نرث ملكوت السموات . واذا عيرونا او قالوا كلمة شريرة فهو لا ياذونا بل يفعلوا بنا خيرا لانهم يجعلوا نصيبنا عظيم في السموات

فلهذا اي تجربة لا نحزن بها ولا نعتبرها اذية بل نفرح بها لانها تعطينا اكليل حياة 

رسالة يعقوب 1

2 اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ،
3 عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا.
4 وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ.

 

12 طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ.

فلهذا الضيقات كما قلت ليست اذي بل للافتخار

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 5

3 وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا،
4 وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً،
5 وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا.

فالالام المؤقته هي عطية صالحة للميراث السماوي 

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 1: 29

 

لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ.

فكما قلت الايزاء الوحيد لابن الله هو ان يفصله احد عن الله وهذا لا يستطيع اي كائن ان يفعله 

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 8

35 مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟
36 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ».
37 وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا.
38 فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً،
39 وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.

 فلهذا اي اتعاب والام هي ليست ايذاء فكما قال رب المجد

إنجيل متى 10: 28

 

وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ.

فطالما نحن في يد المسيح لا نهلك بل اي الام نفرح بها لانها ليست ايذاء بل تذكية ومكافئة 

انجيل يوحنا 10

27 خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي.
28 وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي.
29 أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.

وتاكيدا ان هذا هو المعني بطرس الرسول نفسه لكي يوضح ان الالم ليس ايذاء بل هو تطويب جميل يقول 

3: 14 و لكن و ان تالمتم من اجل البر فطوباكم و اما خوفهم فلا تخافوه و لا تضطربوا

اي ان الالم ليس للضرر بل للمنفعة وللتطويب وهذا الكلام يوجهه الرسول لأناس متألمين مضطهدين ليفهموا أن هناك أكاليل معدة لهم = فطوباكم. وأما خوفهم فلا تخافوه = هذا صدى لتعاليم المسيح " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد (لو4:12) + (مت28:10) ولا تضطرب قلوبكم ولا ترهب (يو27:14). ونحن لن نخاف إنسان إن كان لنا خوفا مقدسا من الله. ونحن نطرد خوفنا من الناس بالخوف من الله. لذلك يكمل في آية 15 بل قدسوا الرب الإله. 

3: 15 بل قدسوا الرب الاله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسالكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة و خوف 

3: 16 و لكم ضمير صالح لكي يكون الذين يشتمون سيرتكم الصالحة في المسيح يخزون في ما يفترون عليكم كفاعلي شر

 فى ما يفترون عليكم كفاعلى شر = كانت المسيحية توصم بأنها ضد الإمبراطورية ولها سلوك مقاوم للسلام. وبقدر ما ازداد اضطهاد المسيحيين كانوا يجتذبون المضطهدين أنفسهم خلال احتمالهم الاضطهاد بفرح وشكر وتسبيح فكان الوثنيون يؤمنون. يخزون = يفتضح كذبهم حينما يرى الناس قداستكم ومحبتكم.

 

3: 17 لان تالمكم ان شاءت مشيئة الله و انتم صانعون خيرا افضل منه و انتم صانعون شرا

هى دعوة لكي تكون سيرتهم طاهرة، حتى إذا جاءت آلام الاضطهاد لا تكون بسبب ذنوب إرتكبوها، ولكن لأجل اسم المسيح، وبهذا يتبعوا طريق المسيح المتألم، وهذا ما يعطى عزاء وصبرا وفرحا، أي شركة الصليب مع المسيح. أما الألم لأجل خطية إرتكبناها فلا يكون شركة صليب، فالمسيح لم يكن له خطية، شركة صليب المسيح هي لمن يحتمل ألم الاضطهاد وهو لم يرتكب ذنبا كما حدث مع المسيح. أما من يتألم لذنب جناه فليكن مثل اللص اليمين أي ليعترف بخطيته ويعلم أنه يعاقب لذنبه، ويحتمل تأديب الله ويطلب رحمة الله بلا إعتراض على ما يحدث له، والله يستجيب له.

 

اذا فهمنا ان هذا الشاهد هو يوضح ان الالم والتجارب والضيقات والاتعاب والاضطهادات هي ليست اذية بل للتطويب 

وبناء عليه نتاكد ان هذا الشاهد لا يناقض الشاهد الاخر 

رسالة بطرس الرسول الاولي 4

4: 12 ايها الاحباء لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة لاجل امتحانكم كانه اصابكم امر غريب

لا تستغربوا = والرب سبق وأعلمنا بأن العالم سيبغضنا وسيكون لنا ضيق في العالم وراجع في ذلك (يو 15، 16 ) فكما فعلوا برب المجد سيفعلون بكم. فلا داعى لنستغرب. 

البلوى المحرقة = فى أصلها اللغوى التعرض للنار بغرض الانتحار ولكنهم كانوا فعلا يحرقون الشهداء. وهذا القول يكشف عن شدة الاضطهاد الذي تعرض له المسيحين. 

ولكن الله يستغل هذه الآلام للتنقية كما ينقون الذهب والفضة في بوتقة بالنار لينفصل الزغل عن المعدن الثمين ويزداد المعدن بريقا. وقوله لا تستغربوا يحمل معنى أن الشيطان في حرب مستمرة ضد الكنيسة وضد أولاد الله، ولكن شكرا لله الذي يجعل كل الأمور تعمل معا للخير لنا نحن الذين نحبه، فتكون هذه الضيقات التي يثيرها عدو الخير، لخلاصنا. 

 

4: 13 بل كما اشتركتم في الام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده ايضا مبتهجين 

4: 14 ان عيرتم باسم المسيح فطوبى لكم لان روح المجد و الله يحل عليكم اما من جهتهم فيجدف عليه و اما من جهتكم فيمجد 

إن عيرتم باسم المسيح = أى عيرتم لأجل إيمانكم بالمسيح، وليس لأجل ذنب إرتكبتموه. فطوبى لكم. وسر التطويب أن الروح القدس = روح المجد يحل على المتألم من أجل الرب ليسنده في أتعابه ويهبه مجدا من جهتهم فيجدف عليه = على المسيح. وأما من جهتكم فيمجد = باحتمالنا الألم في صبر، وبالاحتمال من أجل المسيح يتمجد المسيح. قد يستغرب الخطاة أننا نترك طريق الخطية الذي يشربون منه مياها ملوثة تزيدهم عطشا، لأنهم لا يعلمون أننا نشرب مياها مروية من الروح القدس الذي هو الله = روح المجد والله = فهو الروح الذي يعطى مجدا وهو الله في نفس الوقت.

 

اذا اتضح الامر وانه لا يوجد تعارض بل هو نفس المعني وتاكيد لنفس المعني ان التجارب لابناء الله ليست للايذاء بل للتذكية 

 

والمجد لله دائما