متى أعطى يسوع التلاميذ القدرة على إخراج الشياطين؟ متي 9: 32 و مت 10: 1 و لوقا 9

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

حدثت أولاً قصة المجنون الأخرس في ( متى 9عدد 32-34 ) ، ثم أعطاهم القدرة على إخراج الشياطين وإشفاء المرضى في (متى 10عدد 1-10
وعند لوقا أعطاهم أولاً القدرة على إخراج الشياطين وإشفاء المرضى (9عدد 1-6) ، ثم حدثت قصة التجلى (9عدد 28-36).

 

الرد

 

تتكرر هذه الشبهات عن ترتيب احداث الاناجيل ولهذا فالرد سيكون شبه متكرر 

الرد باختصار الإنجيليين ليسوا مؤرخين يكتبون كتبا تاريخية. بل كل منهم له رؤيته والزاوية التي ينظر منها للمسيح فيرتب الأحداث بتسلسل يشرح به هذه الرؤية.

ملحوظة هامة 

تسلسل الأحداث كالآتي
 
حادثة المجنون الأخرس 
 
إعطاء الموهبة وإطلاقهم للخدمة
 
التجلي
فلا يوجد خطأ اصلا في الترتيب 

 وللتاكيد ارجع الي ملف 

هل حادثة التجلي كانت بعد ستة ايام ام بعد ثمانية ايام من كلام المسيح ؟ متي 17: 1 و مرقس 9: 2 ولوقا 9: 28

ولكن علي اي حال 

متي البشير لا يتبع في كثير من الاحوال الترتيب التاريخي للاحداث ولكن هو يجمع اشياء معا مختصه ببعض بمعني انه لان انجيله يسمي تدبيري وليس تاريخي ومعني تدبيري تعني ان متي البشير  عندما كان يريد أن ينقل إلينا فكرة معينة كان يميل إلى تجميع ما يتعلق بهذه الفكرة في مكان واحد.

يبدأ بموضوع ميلاد رب المجد  والمجوس والهروب الي مصر ص 1-2  

ثم انتقل الي بداية خدمة رب المجد والمعمودية ويوحنا المعمدان والتجربه ودعوة التلاميذ وبداية الخدمة في الجليل ص 3-4  

ثم الموعظه علي الجبل بالتفصيل من التطويبات وتكميل الناموس ثم العبادة الحقيقية من صدقه وصلاه وصوم ثم طريق الملكوت ص 5-7  

وبعد هذا انتقل الي تجميع معجزات الرب يسوع المسيح مع بعضها مرة واحدة، وهي تطهير الأبرص (8: 1- 4)، شفاء غلام قائد المئة (8: 5- 13)، شفاء حماة بطرس (8: 14- 17)، دعوة الكنيسة (8: 18- 22)، تهدئة الأمواج ومجنون الجرجسيين (8: 23- 34)، شفاء المفلوج (9: 1- 8)، دعوة متي البشير (9: 9- 13)، مفهوم الصوم (9: 14- 17 )، إقامة صبية من الموت، شفاء أعميين، شفاء أخرس (9: 18- 34)، اختيار التلاميذ كسفراء له (ص10)، لقاء مع تلميذي يوحنا المعمدان (11: 1- 15) ثم شفاء الأعمي والاخرس ص 12. 

ثم صراعاته مع الكتبه والفريسيين ص 12

وبعد ذلك جمع تعاليم المسيح وامثاله المتنوعه وبدا اولا بتجميع تعاليمه اولا عن الملكوت ثم اكمل بتعاليمه المتنوعه ص 13 – 18 وتعاليمه قسمها الي امثال الملكوت ص 13 التعليم باشباع الجموع ص 14 و 15 التعليم بالشف عن ملكوته والتجلي ص 17  

 ثم بدا في احداث الاسبوع الاخير من دخوله كملك الي اورشليم الي ما قبل الصلب 21-25 

ثم الصلب والموت والقيامة وما بعد القيامة 26-28 

 

فتجميعة متي البشير لمعجزات المسيح الهامة هي لا يتبع فيها ترتيب تاريخي ولكن العلاقه في المعني الروحي مؤكدا لليهود ان يسوع هو المسيح ابن الانسان 

ولهذا لان المشككين لا يعرفون تقسيم انجيل متي فياتوا ويتساءلون عن سبب اختلاف الترتيب ويعتبرونه شبهة رغم انه لا يوضح الا عدم دراية المشككين بترتيب الاناجيل  

واكرر الاناجيل ليست كتب تاريخيه

اما انجيل لوقا البشير فيجمع بين الترتيب التاريخي مع ترتيب المعاني وايضا احيانا الترتيب المكاني بعض الاحيان فهو يتبع الترتيب التاريخي مع مراعاة أن كل حدث مرتبط بما قبله وبما بعده في ترابط لتوضيح المعني، فهو قد يبدا بمشهد ويكمله حتي نهايته ليكون متكامل واضح من هذه الزاوية ثم يبدا بمشهد اخر قد يكون بدايته حدثت قبل نهاية المشهد السابق ولكنه لا يريد ان يقفز من مشهد لاخر لكي لا يشتت عقل القارئ الذي يريد ان يتامل في القصه الواحده كامله  

فمثلاً في إنجيل القديس لوقا إصحاح 3: نجده يتكلم عن يوحنا المعمدان ويحكى قصته في تسلسل (بدأ بـ"صار كلام الله ليوحنا بن زكريا" – قصته – توبيخه لهيرودس) ثم أنهى قصة يوحنا المعمدان بالآية التالية التي تفيد قيام هيرودس بحبسه: "زَادَ هذَا أَيْضًا عَلَى الْجَمِيعِ أَنَّهُ حَبَسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ"( إنجيل لوقا 3: 20). ثم نجده بعد ذلك مباشرة يبدأ قصة جديدة هي قصة عماد السيد المسيح من يوحنا المعمدان بالآية التالية: "وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُ" (إنجيل لوقا 3: 21).

الذي لا يعرف أسلوب لوقا القصصي يتساءل: كيف اعتمد يسوع من يوحنا بعد أن وضع يوحنا في السجن؟! ولكن الواقع أنه بدأ قصة يوحنا المعمدان وأنهاها كما حدثت، حيث انتهت بوضع يوحنا المعمدان في السجن. ثم أراد أن يتكلم بعد ذلك عن موضوع عماد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدانفلوقا رجل قصصي يكتب قصة، فينهيها حتى لا يشتت القارئ الذي يريد ان يتامل في قصة يوحنا ويستخرج المعني الروحي وليس الترتيب التاريخي.

 ليقدم الإنجيلي فكرة معينة عن المسيح الذبيح لانه يكتب لليونان. 

وبوجه عام هو رتب انجيله 

1- ميلاد يوحنا المعمدان وميلاد السيد المسيح لو ص1- ص3. 

+ مقدمة (1: 1 -4) 

+ الوعد بالمعمدان (1: 5- 25)

+ بشارة العذراء (1: 26 -38)

+ لقاء العذراء باليصابات (1: 39 - 56)

+ ميلاد يوحنا (1: 57 - 80)

+ ميلاد السيد (2: 1 - 7)

+ لقاء الرعاة به (2: 8 - 20)

+ ختان السيد (2: 21)

+ دخوله الهيكل (2: 22-39)

+ يحاجج المعلمين (2: 41 - 52) 

+ عماده (3: 1- 22)

+ نسب السيد (3: 23 - 38)

 

2 - تعاليم السيدالمسيح ومعجزاته إلى ذهابه إلى اورشليم في عيد الفصح لو4- 9.

التجربه في البرية (4: 1-13 )

رحلات ومعجزات وتبشير مثل

دعوة العشار ص 5

عمل الخير يوم السبت ص 6 

 اقامة ابن ارملة نايين ( 7: 11-16 ) 

مجنون كورة الجدريين ( 8: 26-37 ) 

ارسال التلاميذ ( 9: 1-10 ) 

ومعجزة اشباع الجموع ( 9: 11- 17)

حادثة التجلي ( 9: 28- 36)

طلب الذين ارادوا ان يتبعوه ( 9: 57-62 )

 

3 - تعاليم المسيح ومعجزاته إلى ان سلمه يهوذا لو10- 21.

تعاليم السلام ورفض الرياء ص 11 

محبة الخطاة لا الخطية ص 15 

الحكمة ص 16 

العثرات ص 17

الذهاب الي اورشليم ص 19 

دينونة الكتبه والفريسيين ص 20 

الهيكل ص 21

 

4 - الآم وموت المسيح وقيامته وصعوده (22 - 24).

الفصح 22

الصلب 23 

القيامة ص 24 

 

فكما ذكرت ان كل منهم يتكلم بترتيب لعرض فكرته ولهذا كل منهم يرتب هذا الاصحاح بما يناسب فكر الكاتب فمتي يوضح انه المخلص لليهود ولكن يستغل هذه القصه كبدايه للرب بين جزء تجميع معجزات الرب يسوع وبين جزء تجميع مناقشات المسيح 

فهو تجميع وليس ترتيب ولكن يربط الاجزاء معا

وهو رتبه كالاتي 

1. مفهوم السبت الجديد  1-13.

2. الوداعة الغالية 14-21.

3. الغلبة على الشيطان  22-37.

4. مفهوم الآية   38-45.

5. اتّحادنا معه   46-50.

 

فكل هذا مناسب كتجميع لاظهار بانه هو المسيا المخلص 

 

اما لوقا البشير ففي الاصحاح الحادي عشر يهتم بان يتكلم عن المسيح المعلم الحقيقي الذي يفرق بين الايمان الحقيقي والصلاه بلجاجه وبين النفاق ولهذا ركز في هذه المعجزه علي اتهام اليهود له بانه ببعلزبول يخرج الشياطين ولم يهتم بوصف تفاصيل شفاء الاخرس بعد ان تكلم عن الصلاه ثم اكمله بالكلام عن البساطه والتطهير الداخلي لكي يدين اليهود الذين بدل من ان يطهروا انفسهم اتهموه بانه تابع لبعلزبول 

ولهذا قسم اصحاحه كالاتي 

1. الصلاة الربانيَّة1-4.

2. الصلاة بلجاجة5-13.

3. وحدة الروح (اتِّهامه ببعلزبول)14-26.

4. الصداقة وكلمة الله27-28.

5. الصداقة وآية يونان النبي29-32.

6. العين البسيطة33-36.

7. التطهير الداخلي والعبادة بالروح37-54.

 

والقصه كما ذكرها متي البشير

اولا حادثة المجنون 

انجيل متي 9

9: 32 و فيما هما خارجان اذا انسان اخرس مجنون قدموه اليه 

9: 33 فلما اخرج الشيطان تكلم الاخرس فتعجب الجموع قائلين لم يظهر قط مثل هذا في اسرائيل 

9: 34 اما الفريسيون فقالوا برئيس الشياطين يخرج الشياطين

ثم يذكر متي فاصل زمني حدث فيه احداث كثيرة اختصرها متي البشير  

9: 35 و كان يسوع يطوف المدن كلها و القرى يعلم في مجامعها و يكرز ببشارة الملكوت و يشفي كل مرض و كل ضعف في الشعب 

9: 36 و لما راى الجموع تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين و منطرحين كغنم لا راعي لها 

9: 37 حينئذ قال لتلاميذه الحصاد كثير و لكن الفعلة قليلون 

9: 38 فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده 

ثم ارسال التلاميذ 

10: 1 ثم دعا تلاميذه الاثني عشر و اعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها و يشفوا كل مرض و كل ضعف 

10: 2 و اما اسماء الاثني عشر رسولا فهي هذه الاول سمعان الذي يقال له بطرس و اندراوس اخوه يعقوب بن زبدي و يوحنا اخوه 

ولوقا يتكلم عن ارسال التلاميذ 

انجيل لوقا 9

9: 1 و دعا تلاميذه الاثني عشر و اعطاهم قوة و سلطانا على جميع الشياطين و شفاء امراض 

9: 2 و ارسلهم ليكرزوا بملكوت الله و يشفوا المرضى 

ثم يذكر احداث مختلفة بعدها 

وحادثة التجلي 

9: 28 و بعد هذا الكلام بنحو ثمانية ايام اخذ بطرس و يوحنا و يعقوب و صعد الى جبل ليصلي 

9: 29 و فيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة و لباسه مبيضا لامعا 

9: 30 و اذا رجلان يتكلمان معه و هما موسى و ايليا 

9: 31 اللذان ظهرا بمجد و تكلما عن خروجه الذي كان عتيدا ان يكمله في اورشليم 

وهذا ما ذكره 

انجيل متي 17

17: 1 و بعد ستة ايام اخذ يسوع بطرس و يعقوب و يوحنا اخاه و صعد بهم الى جبل عال منفردين 

17: 2 و تغيرت هيئته قدامهم و اضاء وجهه كالشمس و صارت ثيابه بيضاء كالنور 

17: 3 و اذا موسى و ايليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه 

17: 4 فجعل بطرس يقول ليسوع يا رب جيد ان نكون ههنا فان شئت نصنع هنا ثلاث مظال لك واحدة و لموسى واحدة و لايليا واحدة 

17: 5 و فيما هو يتكلم اذا سحابة نيرة ظللتهم و صوت من السحابة قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا 

فلا يوجد تناقض في الترتيب 

ولكن اكرر الاناجيل ليست كتب تاريخية 

 

والمجد لله دائما