هل هناك تناقض بين قول بولس الرسول عن رئيس الكهنة لم اعرفه وبين انه كان مرسل بسلطان من رؤساء الكهنة ؟ اعمال 23: 5 و اعمال 9 و 22 و 26

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

بولس يقول (الفانديك)(أعمال الرسل) (كما يشهد لي أيضا رئيس الكهنة وجميع المشيخة الذين إذ أخذت أيضا منهم رسائل للإخوة إلى دمشق ذهبت لآتي بالذين هناك إلى أورشليم مقيدين لكي يعاقبوا.) 
(الفانديك)(أعمال الرسل)(
Acts-26-12)(ولما كنت ذاهبا في ذلك إلى دمشق بسلطان ووصية من رؤساء الكهنة)
الفانديك)(أعمال الرسل)(
Acts-26-10)(وفعلت ذلك أيضا في أورشليم فحبست في سجون كثيرين من القديسين آخذا السلطان من قبل رؤساء الكهنة.ولما كانوا يقتلون ألقيت قرعة بذلك.)

من خلال ما سبق يٌفهم من كلام بولس أن الذي بعث بولس إلى دمشق والذي يشهد له كشاهد ثاني هو رئيس الكهنة والمشيخه وأعمال الرسل 10/26 تؤكد على مدى العلاقة الوثيقة بين بولس ورئيس الكهنة وهذه كذب قبيح جدا جدا لماذا لان بولس يناقض نفسه ويقول عن رئيس الكهنة وهذه هي المفاجأة ما يلي 


1 فَتَفَرَّسَ بُولُسُ فِي الْمَجْمَعِ وَقَالَ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ إِنِّي بِكُلِّ ضَمِيرٍ صَالِحٍ قَدْ عِشْتُ لِلَّهِ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ.2فَأَمَرَ حَنَانِيَّا رَئِيسُ الْكَهَنَةِ الْوَاقِفِينَ عِنْدَهُ أَنْ يَضْرِبُوهُ عَلَى فَمِهِ.3حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ بُولُسُ سَيَضْرِبُكَ اللهُ أَيُّهَا الْحَائِطُ الْمُبَيَّضُ! أَفَأَنْتَ جَالِسٌ تَحْكُمُ عَلَيَّ حَسَبَ النَّامُوسِ وَأَنْتَ تَأْمُرُ بِضَرْبِي مُخَالِفاً لِلنَّامُوسِ؟ 4فَقَالَ الْوَاقِفُونَ أَتَشْتِمُ رَئِيسَ كَهَنَةِ اللهِ؟ 5فَقَالَ بُولُسُ لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّهُ رَئِيسُ كَهَنَةٍ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: رَئِيسُ شَعْبِكَ لاَ تَقُلْ فِيهِ سُوءاً اعمل الرسل 23 


السؤال هنا كيف يقول بولس أن رئيس الكهنة على علاقة وثيقة و هو الشاهد له ؟ وكيف يقول هو الذي بعثه إلى دمشق وهو لايعرفه أصلا ؟

 

الرد

 

الرد باختصار في البداية هو ان المشكك لا يدرك الفرق الزمني بين الحادثتين الذي يقرب من خمس وعشرين سنة تغير فيها الكثير من رؤساء الكهنة

فالموقف الاول الذي يقول فيه بولس الرسول انه مرسل من قبل رؤساء الكهنة هو قبل ايمان بولس الرسول وهو امن تقريبا سنة 35 م بعد استشهاد القديس استفانوس بقليل ومنذ هذا الوقت انقطعت كل صله له برؤساء الكهنة ومجمع السنهدريم ولم يراي احد منهم بعينه مره ثانية لانه اصبح في رايهم عدو لهم وسكن في العربة ثلاث سنوات من 35 الي 37 م ثم ذهب بعدها الي اورشليم ومنها الي طرسوس ثم الي انطاكية واستمر في انطاكية منذ سنة 37 الي 44 م ثم بعد ذلك بدا رحلاته التبشيرية الثلاثة 

حتي قبض عليه سنة 58 م وارسل الي قيصرية للسجن وتم اجراء المحاكمات امام فيليكس وفستوس واغريباس بعد هذه السنة  

 

فالشواهد التي تقول انه علي معرفة برؤساء الكهنة هي كلها عن فترة قبل الايمان

سفر اعمال الرسل 9

9: 1 اما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا و قتلا على تلاميذ الرب فتقدم الى رئيس الكهنة 

9: 2 و طلب منه رسائل الى دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسا من الطريق رجالا او نساء يسوقهم موثقين الى اورشليم 

9: 3 و في ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء 

 

سفر اعمال الرسل 22

22: 3 انا رجل يهودي ولدت في طرسوس كيليكية و لكن ربيت في هذه المدينة مؤدبا عند رجلي غمالائيل على تحقيق الناموس الابوي و كنت غيورا لله كما انتم جميعكم اليوم 

22: 4 و اضطهدت هذا الطريق حتى الموت مقيدا و مسلما الى السجون رجالا و نساء 

22: 5 كما يشهد لي ايضا رئيس الكهنة و جميع المشيخة الذين اذ اخذت ايضا منهم رسائل للاخوة الى دمشق ذهبت لاتي بالذين هناك الى اورشليم مقيدين لكي يعاقبوا 

22: 6 فحدث لي و انا ذاهب و متقرب الى دمشق انه نحو نصف النهار بغتة ابرق حولي من السماء نور عظيم 

 

سفر اعمال الرسل 26

26: 9 فانا ارتايت في نفسي انه ينبغي ان اصنع امورا كثيرة مضادة لاسم يسوع الناصري 

26: 10 و فعلت ذلك ايضا في اورشليم فحبست في سجون كثيرين من القديسين اخذا السلطان من قبل رؤساء الكهنة و لما كانوا يقتلون القيت قرعة بذلك 

26: 11 و في كل المجامع كنت اعاقبهم مرارا كثيرة و اضطرهم الى التجديف و اذ افرط حنقي عليهم كنت اطردهم الى المدن التي في الخارج 

26: 12 و لما كنت ذاهبا في ذلك الى دمشق بسلطان و وصية من رؤساء الكهنة 

26: 13 رايت في نصف النهار في الطريق ايها الملك نورا من السماء افضل من لمعان الشمس قد ابرق حولي و حول الذاهبين معي 

 

فهذا قبل ايمانه قبل سنة 35 م كان يعرف رئيس الكهنة والمشيخة

 

اما عن موقف محاكمته امام رئيس الكهنة الذي تم تقريبا سنة 58 م او بعدها 

الموقف يبدا من الاصحاح السابق فندرسه معا 

سفر أعمال الرسل 22

22: 30 و في الغد اذ كان يريد ان يعلم اليقين لماذا يشتكي اليهود عليه حله من الرباط و امر ان يحضر رؤساء الكهنة و كل مجمعهم فاحدر بولس و اقامه لديهم 

والحقيقه هذا العدد هام جدا ليشرح لنا الموقف فهو يقول رؤساء الكهنة بمعني ان المناقشه سيحضرها عدة رؤساء كهنة من مجامع اليهود المختلفة وبالطبع اعضاء مجمع السنهدريم وليس فقط بعض اليهود مع رئيس كهنة مميز  

 

سفر اعمال الرسل 23

23: 1 فتفرس بولس في المجمع و قال ايها الرجال الاخوة اني بكل ضمير صالح قد عشت لله الى هذا اليوم 

23: 2 فامر حنانيا رئيس الكهنة الواقفين عنده ان يضربوه على فمه

وفكره مختصره عن حنانيا هذا 

رئيس الكهنة فى أورشليم من 47 - 59 م.  و نستخلص من كلام يوسيفوس عنه أنه كان ابن ندابيوس (أو نباديوس)، و قد عينه الملك هيرودس ملك خالكيس فى 48م رئيساً للكهنة اي انه تعين بعد ان امن بولس الرسول بالرب وابتعد عن الكهنة بثلاثة عشر سنة.  و بعد أربع سنوات أرسله "كوادراتوس" والى سوريا إلى روما لاستجوابه عن شكوى السامريين لاضطهاد اليهود العنيف لهم ، و لكن الإمبراطور كلوديوس أطلق سراحه ، و عندما وصل إلى أورشليم استأنف عمله كرئيس للكهنة ، ثم خلع منه قبيل مغادرة فيلكس الولاية ، و لكنه ظل يمارس نفوذاً قوياً بأساليب ملتوية عنيفة .  و كان صدوقياً صميماً ، غنياً متعالياً عديم الضمير .  كما استغل مركزه لتحقيق أهوائه الذاتية و السياسية التى لم تكن تتفق مع صالح مواطنيه بل كان منحازاً لروما .  و مات موتاً شنيعاً إذ اغتاله الغيورون فى بداية الحرب اليهودية الأخيرة سنة 67 م قرب قصر الحشمونيين ، و التي انتهت بخراب أورشليم و تدمير الهيكل .  

فهو شخص عنيف بالفعل ولا يستحق لقب رئيس الكهنة لاروحيا ولا عمليا وهو بالفعل استرده بالقوه وفي زمنه كان هناك عدة رؤساء كهنة فقد أصبحت وظيفة رئيس الكهنة، قبل ميلاد السيد المسيح، آلة في أيدي حكام البلاد ولاسيما هيرودس وخلفاؤه، حتى أن هذا عين خمسة رؤساء كهنة كان من جملتهم سيمون الذي أعطاه ابنته ثمن وظيفته، ولذلك نقرأ في العهد الجديد عن عدة رؤساء كهنة في وقت واحد كحنان وقيافا (لو 3: 2)

وفي تتصرفه مع معلمنا بولس الرسول هو تصرف غير لائق ولا يوجد في الناموس سماح بضرب الانسان الذي لايزال يحاكم ولم يدان بعد 

وسبب امر حنانيا لانه لم يعجبه أن بولس يقول أنه عاش بضمير صالح فأراد أن يعاقبه  

 

23: 3 حينئذ قال له بولس سيضربك الله ايها الحائط المبيض افانت جالس تحكم علي حسب الناموس و انت تامر بضربي مخالفا للناموس

هنا معلمنا بولس الرسول رغم انه قوي الايمان ولكن لم يتحمل هذه المفاجئة ونلاحظ الفرق بين رد بولس حين لُطِم وبين رد المسيح. فمهما وصل الكمال الإنسانى فهو ناقص بجانب كمال المسيح المطلق. ينقصنا صبر المخلص الذي اُقتيد كحملٍ للذبح ولم يفتح فاه، بل قال برحمة لضاربيه: "إن كنت قد تكلمت بالشر فأشهد على الشر، وإن كان حسنًا فلماذا تلطمني؟ " (يو 17: 23). إننا لسنا نحط من قدر الرسول، بل نعلن مجد الله الذي احتمل في الجسد، وغلب الضرر الساقط على الجسد وضعف الجسد.  

ولكن الحقيقه ما قاله معلمنا بولس الرسول فهو نبوة تحققت بالفعل 

فتعبير سيضربك الله هو نبوة من بولس الرسول بما سيحدث لرئيس الكهنة حنانيا هكذا. فكان معروفاً أنه سارق يأكل أموال الكهنة ورواتبهم ولقد إنتهت حياة كثير من الكهنة بسبب الحاجة. ولقد ضربه الله بالفعل بعد ذلك بخمس سنوات، فلقد ثار ضده إبنه وحوصر فى قصره فإضطر للإختباء فى بالوعة قديمة جافة فأخرجوه وذبحوه 

فهو لم يخطئ بل قال ما سيحدث وهو قال يضربك الله اي ان الله يعاقبك وهذا يشبه تعبيرات كثيره استخدمها رجال الله حتي الملائكة في طلب انتقام الرب 

رسالة يهوذا 1: 9

 

وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجًّا عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ!».

 

سفر أخبار الأيام الثاني 24: 22

 

وَلَمْ يَذْكُرْ يُوآشُ الْمَلِكُ الْمَعْرُوفَ الَّذِي عَمِلَهُ يَهُويَادَاعُ أَبُوهُ مَعَهُ، بَلْ قَتَلَ ابْنَهُ. وَعِنْدَ مَوْتِهِ قَالَ: «الرَّبُّ يَنْظُرُ وَيُطَالِبُ».

وايضا وصف حائط مبيض وهذا تعبير شائع عن من يظهر مظاهر الطيبه ويخفي شر وهذا وصف ينطبق علي حنانيا بالفعل 

وكما عرفت سابقا في بعض ملفات شبهات الشتيمة 

السب هو خدش شرف شخصي واعتباره عمدا - باي وجه من الوجوه دون ان ينطوي ذلك علي اسناد واقعه معينة اليه ( اي وصفه بما فيه حقيقة ) 

وقد جاء تعريف السب وبين عقوبتة في الماده 306 من قانون العقوبات التي تنص علي " كل سب لا يشمل علي اسناد واقعه بل يتضمن باي وجه من الوجوه خدشا للشرف والاعتبار يعاقب عليه في الاحوال المبينة بالماده 171 بالحبس مده لا تجاوز سنة وبغرامة لا تزيد علي مائتي جنية او باحدي هاتين العقوبتين "

ويعد التشبيه بالحيوانات او الفاظ جنسية سبا وكذا وصف عديم الاخلاق

وهناك فرق بين الوصف والشتيمة فالوصف مقبول طالما ينطبق اما الشتيمة مرفوضة 

لان الشتيمة هو وصف الشخص بما هو ليس فيه من شيئ قبيح او ذكر امر سيئ ليس من حقي الكلام عنه.

وايضا يتضح الفرق بسهوله من الهدف والغايه 

هل اقول لاحد احمق لكي انصحه واريد فائدته او المصلحه العامه ليتوقف عن امر مضر لنفسه او الاخرين فانا اريد المصلحة الظاهرة 

اما اقولها واصفه بما ليس فيه لاذلاله ولكي يفشل ويشعر بالصغر والاهانة فبهذا اتسبب في ضرره وليس مصلحته. 

ولهذا القوانين تنص علي ألا تقذف أو تسب الآخر بألفاظ نابية تجرح حياءه ، والأ تتطاول بالألفاظ النابية على آخر أيا كان 

وتعتبر الشتائم الجنسية على قمة هرم القبح والألفاظ النابية وتقريبا كل القوانين والعوائد ترفضها وتجرمها وتحتقر قائلها .

فوصف معلمنا بولس الرسول له بالحائط المبيض هو وصف حقيقي يعبر عن افعاله المعروفه والتي ادين بها من قبل في روما لما اتهمه كوادرياتوس قبل ان يشتري برائته بالرشاوي والواسطة  

وايضا معلمنا بولس الرسول لدقته قدم سبب وصفه بهذا فهو يحاكم بولس الرسول بادعاء انه مخالف للناموس وحنانيا نفسه يخالف الناموس علنا بالامر بضرب بولس اثناء المحاكمة وهذا امر غير مقبول لان الناموس يعتبر الانسان بريئ حتي تثبت ادانته وادانته تثبت بعد التاكد من الشهود اولا وليس التهمة فقط ولا يحدث اي ضرب الا بعد اصدار الحكم 

سفر التثنية 25

25: 1 اذا كانت خصومة بين اناس و تقدموا الى القضاء ليقضي القضاة بينهم فليبرروا البار و يحكموا على المذنب 

25: 2 فان كان المذنب مستوجب الضرب يطرحه القاضي و يجلدونه امامه على قدر ذنبه بالعدد 

 

فحنانيا في مخالفته للناموس مع ادعاء انه يحافظ علي الناموس يشبه بالفعل الحائط المبيض الذي يخفي ما في داخله

وهذا الوصف وصفه السيد المسيح سابقا 

إنجيل متى 23: 27

 

وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ.

فهو تعبير وصفي وليس شتيمة ولهذا فكلام معلمنا بولس غير مسيئ فالحائط المبيض هو وصف الرياء أو التظاهر في مظهر الكهنوت، 

 

23: 4 فقال الواقفون اتشتم رئيس كهنة الله

والواقفون هم بقية اليهود وهم في صف حنانيا ضد بولس الرسول وهم الذين قيموا هذا الكلام كشتيمة ولكن حتي في محاكمته من الرومان لم يعتبروا هذه شتيمه منه 

وهو يصفوه برئيس كهنة الله وهذا غير صحيح فالمسيح هو رئيس الكهنة الاعظم وليس بعده رؤساء كهنة  

23: 5 فقال بولس لم اكن اعرف ايها الاخوة انه رئيس كهنة لانه مكتوب رئيس شعبك لا تقل فيه سوءا 

واضح أن معلمنا بولس قال ما قاله بروح النبوة ولكن كان فيه روح غضب 

وتعبير لا تقل فيه سوء مقتبس من 

سفر الخروج 22: 28

 

«لاَ تَسُبَّ اللهَ، وَلاَ تَلْعَنْ رَئِيسًا فِي شَعْبِكَ.

فهو لم يسب الله ولم يلعن حنانيا ولكن هو لا يعتبر ان حنانيا رئيسا  

فاميل للرائي ان معلمنا بولس الرسول لا يقدم اعتذار بل تكلم بالحق لان حنانيا انسان شرير بالفعل كما يخبرنا التاريخ فهو يقول انه لا يعرف انه استولي مره ثانيه علي رئاسة الكهنوت  

بالاضافة الي أن هذه الجلسة لم تكن رسمية، ولم يكن رئيس الكهنة يرتدي ثيابه الرسمية، لهذا لم يتعرف عليه وبخاصة ان معلمنا بولس الرسول وهو معروف عنه بانه ضعيف النظر ولهذا كان يكتب بحروف كبيرة فلم يري رئيس الكهنة بل رائ فقط منظر احد في ثياب بيضاء 

فالقديس بولس لم يقدم اعتذارًا عما قاله لكنه يقدم تبريرًا، وكأنه يقول: "حقا لا يجوز أن نقول سوء في رئيس الكهنة وانا لا اعرفه ولا اعرف متي تولي، لكنني لست أحتسب حنانيا رئيس كهنة، بل هو مغتصب للمركز، جاء إلى هذا الموضع بالرشوة خلال الفساد، هذا وقد أوصى الكتاب المقدس ألا ننطق بسوءٍ عن الرئيس الديني أو المدني. جاء في سفر أيوب: "أيُقال للملك يا لئيم، وللندباء يا أشرار؟! (أي 34:18) وفي الجامعة: "لا تسب الملك ولا في فكرك" (جا 10: 20).

فكما قلت اعتقد انه يقول لا اعرف انه رئيس كهنه وهذا حقيقي 

لان حنانيا مغتصب الرئاسه وهو لا يستحقها 

ولان بولس الرسول كان بعيد عن اورشليم فتره طويله في رحلاته التبشيريه والاخبار لا تنتشر بسرعه فاخر ما يعرفه هو غالبا محاكمة حنانيا الذي تولي بعد معلمنا بولس بفتره طويلة وهذا بالاضافه الي ان القادات الرومانيه غيرت كثيرا من رؤساء الكهنه في فتره قصيره  

ولان الرومان اخبروه ( كما قراءنا في اخر الاصحاح السابق ) ان رؤساء المجامع ولم يخبروه ان حنانيا سياتي وهو رئيس الكهنه بمعني ان كان سيحاكم امام رئيس الكهنه لا حاجة لذكر بقية الاعضاء ولكن ذكر بقية الاعضاء بدون الاخبار عن حضور رئيس الكهنه هذا يعني له ان لا يوجد رئيس كهنة بعد في رائي الرومان ورائي بولس الرسول ايضا  

لان بالنسبه لبولس الرسول رئيس الكهنه هو المسيح الذي يحاكم لاجله الان وهو يقول لهم رئيس كهنتك لا تقل فيه سوء وهم ليس فقط اساؤا للمسيح قولا بل فعلا بالضرب والجلد وادعاء حتي يصلب وهو رئيس كهنتهم الحقيقي وهذا الذي اعتقد قصده بولس الرسول  

فتعبير لم يعرف هو بالفعل لم يعرف وتعبير رئيس كهنتك لا تقل فيه سوء ليس عن حنانيا ولكن رافضا لحنانيا للاسباب التي قلتها سابقا 

 

والمجد لله دائما