الجزء الثالث من تاريخ فكرة    التطور

 

Holy_bible_1

 

ظهرة فرضية التطور لتشارلز دارون سنة 1859 م وفرح بها جدا الذين يريدون التحرر من الكتاب المقدس ويرفضون وجود خالق فأخيرا قدم إليهم حل لكيفية وجود الكائنات دون خالق خلقها وبدأت حربهم لإثبات ان التطور هو حقيقة علمية باي وسيلة. 

تغيير التاريخ كان في سنة 1870 م عندما أعلن تقبل المجتمع العلمي المسيحي والمجتمع عامة نظرية التطور كحقيقة. 

رد فعل الكنيسة 

الكنيسة الشرقية الارثوزكسية كانت بعيدة عن هذا الصراع الغربي للأسف الي حد ما بسبب القيد الإسلامي الا عندما بدا يغزوها هذا الفكر بطريقة غير ملحوظة وغير مدركين له منذ 1950 م وما بعده عندما بدا التعليم ينقل من الكتب الغربية وبدا بعض المفسرين الشرقيين النقل من كتابات المفسرين الغربيين واخذوا منهم موضوع الحقب الزمنية وجائها هذا الفكر كما لو كان حقيقة علمية وهو فيه اعتراف بقدم عمر الأرض والكائنات والكون رغم انه لا يناسب ما قاله الكتاب المقدس بعهديه قديم وجديد وتفسيرات الإباء الاولين وتفسيرات اليهود القديمة. وبدا ينتشر هذا في النصف الثاني من القرن العشرين وما بعده وتناقله المفسرين عن بعضهم وعن المراجع الغربية اللاهوتية. 

اما الكنائس الغربية (الكاثوليكية والبروتستنتية) التي كانت في وسط هذا الصراع ولها كلمة مسموعة تباين فيها رد الفعل فوقع الانقسام في موقف البروتستانت بين مجموعة تدين نظريات داروين وتكفّرها وتعتبرها الحاداً صريحاً وهم مجموعات المحافظين وعددهم استمر في الانخفاض، وأخرى تعترف بالتطور كحقيقة بيولوجية راسخة وتحاول أن توفق بينها وبين الإيمان الديني والكتاب المقدس باي طريقة وبخاصة المتحررين. فمن جانب أفرز العداء للداروينية موقفاً "أصولياً" يحاول التمسك اللفظي بنصوص الكتاب المقدس في قصة الخلق وفي وجه أي نظريات علمية تصطدم بهذه النصوص وهم الأقل ومن جانب ثان، اتجه رجال دين ولاهوتيون آخرون وهم الأكثر شهرة واغلبية مثل "جورج هاريس" و"ليمان أبوت" وفلاسفة دينيون مثل "جون فسك" ، إلى اعتبار "التطور" نهج الخالق في بناء الحياة وبعضهم نادي ان الله استخدم التطور في الخلق. كما تقبل هؤلاء النظرية التطويرية في فهم التاريخ. 

أما الكنيسة الكاثوليكية وبسبب ما حدث سابقا مع جاليلو وغيره واتهامها ووصمها بانها ضد العلم وهي لا تريد هذه التهمه ان تستمر وتكبر فتجنبت الاصطدام بالنظرية أو تأييدها في البداية، محتفظة بحق الكنيسة في تفسير النصوص وبحقها في تحديد طبيعة الإنسان. ويقول باحث في الأديان أن أحد علماء البيولوجيا الكاثوليك ويدعى "ميفارت"، قد دافع عن نظرية التطور في البيولوجيا في كتابه "تكوين الأجناس" الصادر عام 1871. 

Genesis of species

ولا شك أن مرونة الكنيسة الكاثوليكية إزاء "نظرية التطور" وعدم إسراعها إلى تحريمها مما يلفت النظر سمح للتطور بالانتشار أكثر فالبسطاء لم يسمعوا رفض قوي من الكنيسة الكاثوليكية في البداية لهذه النظرية التي ادعوا انها علم بل رأوا ما يشير الي التقبل.

أما عن تفصيل موقف الكاثوليكية من نظرية التطور، فقد فصّله د. واسمان كالآتي: لدى الحديث عن "نظرية التطور" ينبغي علينا أن ننتبه للكلمات المستخدمة في الاصطلاح بين "نظرية التطور" كفرضية علمية وكتأمل فلسفي أو تخمين، وبين نظرية التطور كأمر قائم على مبادئ إلهية أو على أسس مادية إلحادية، وبين نظرية التطور والداروينية، وأخيراً، بين رؤية نظرية التطور إلى نشوء النباتات والحيوانات ونشوء وارتقاء الإنسان.
وجعل الكنيسة الكاثوليكية ، كما يقول جيمس بيرك في كتابه عندما تغير العالم ، تتجه لتبني أفكار التطور الداروينية " لكي لا تتهم بانها ضد العلم كالتاريخ القديم وسمحت للكاثوليك بمناقشة التطور بعد صدور كتاب بيوس الثاني عشر في عام 1951م بعنوان الجنس الإنساني " اعتبر الكثيرين ان هذا قبول لها. شخص مهم كان وراء انتشار قبول التطور في الكنيسة الكاثوليكية

بيير ديشاردن 

Pierre Teilhard de Chardin

Teilhard de Chardin(1).jpg

كاهن كاثوليكي فرنسي ( 1881 الي 1955 م ) هو واحد من الأسباب الاساسية في قبول الكنيسة الكاثوليكية اكثر للتطور حديثا 

هذا الكاهن استبدل ان الله هو النور بان التطور هو النور هو فيلسوف وكاهن يسوعي وجيولوجي فرنسي والذي تخصص بعلم حفريات ما قبل التاريخ والحفريات وساهم باكتشاف إنسان بكين. ومن أعماله تصور فكرة نقطة أوميغا وتطوير مفهوم فلاديمير فردانسكي المعروف بمجال العقل أو مجال نو . وفي أهم كتبه المسمى "ظاهرة الانسان" شرح تطور الكون بطريقة فريدة وابتعد فيها عن تفسيرات سفر التكوين التقليدية لصالح تفسير أقل صرامة مناسب للتطور.

وهذا الكاهن تدور حوله أمور كثيره غريبه ليس مجالها الان

والغريبه ان دارون رغم عداؤه للكتاب المقدس وجهده هو واستاذه وغيره من زملاؤه وتلاميذه لاثبات خطا الكتاب المقدس وانكار وجود إله، ولكيلا يقول المجتمع ان المسيحية ضد العلم فعندما مات في 19 ابريل 1882 م كرم بدفنه بجنازة رسمية ودفن في كنيسة وستمنستر بالقرب من جون هرشل واسحاق نيوتن ووصفوه بانه من أكثر الشخصيات المؤثره في العالم. كل هذا كان يؤثر على الناس بطريقة غير مباشرة علي تقبل التطور أكثر 

وللأسف بعد 150 سنة من فرضية دارون

أعلن بعض المسؤولين في الفاتيكان أن نظرية التطور الخاصة بتشارلز داروين "لم تكن متضاربة" مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية والإنجيل. 

وكان المونسينيور جيان فرانكو رافاسي رئيس المجلس البابوي للثقافة قد أطلق تصريحاته هذه في سياق الإعلان عن عقد مؤتمر مخصص للاحتفال بالذكرى الـ150 لنظرية تشارلز داروين بالعاصمة الإيطالية روما، وذلك في مارس من سنتين، في سياق مبادرة من الفاتيكان للترويج للحوار بين العلماء واللاهوتيين.

وقال رافاسي إن "نظرية التطور لا تتعارض مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية ولا مع رسالة الإنجيل واللاهوت، وهي في الحقيقة لم تكن موضع إدانة يوما".

وأضاف أن اللاهوتيين والفلاسفة والعلماء سيحضرون المؤتمر في السنة المقبلة "ليس للتوصل إلى اتفاق بالضرورة، وإنما للتأكيد على احتمال الحوار وإبداء الرغبة المشتركة في تأويل الحقيقة وإن من وجهات نظر مختلفة".

 وأوضح رافاسي أن الفاتيكان يسير على خطى كنيسة إنجلترا التي اعتذرت سنة 2008 م بطريقة غير مباشرة لداروين في مقالة 

وتابع يقول "لم تدن الكنيسة الكاثوليكية داروين يوما، ويجب أن نكف عن التفكير في التاريخ على أنه محكمة قانونية منعقدة بشكل دائم، والتركيز بدلا من ذلك على إجراء حوار أكثر فعالية بين وجهتي نظر تنظران إلى الحقيقة نفسها، حقيقة الإنسان وعالمه".

بل وصل البعض من الكاثوليك ليس فقط لقبول نظرية التطور وادعاء انها لا تخالف الكتاب المقدس ومحاولة تطبيقها على الكتاب المقدس بل بعضهم الذي درس وعرف الفرق الكبير بين الاثنين وقال ان الكتاب المقدس لأنه ليس علمي فهو غير دقيق في الأمور العلمية ونظرية التطور هي الصحيحة علميا ففي الأمور العلمية مثل الكائنات الحية وغيرها لا نأخذ راي الكتاب المقدس ولكن نظرية التطور

فبعضهم قال ان الكتاب المقدس هو فقط رمز وليس علمي بل وصل لوصف ان الخلق في ستة أيام هو أسطورة ورمزي فقط.

لكن البابا بنديكت السادس عشر انتقد بشدة نظرية داروين عن التطور في خطاب له بألمانيا وهذا يعتبر أكثر موقف وضوح بالرفض رغم انه لم يكن فيه ادانه او اتهام بالإلحاد ولكن فقط رفض، وقال إنه بموجب النظريات المتأتية عن عمل داروين فإن العالم هو "نتيجة عشوائية للتطور، وهو بالتالي شيء غير منطقي" 

يشار إلى أن الكنيسة الكاثوليكية قبلت طيلة 150 سنة أن نظرية داروين هي السبب الرئيس وراء التطور لكنها ركزت دائما على دور الله.

كانت بعض الأفكار الكثيرة من امر التطور والحقب الزمنية المخالف للكتاب المقدس قد انتشرت في كتب لاهوتيين الغرب سواء كاثوليك وبروتستنت ومحاولات تطبيق ستة أيام الخلق علي سفر التكوين من خمسينيات القرن الماضي وللأسف الكنيسة الشرقية عندما بدات نهضتها في النصف الثاني من القرن الماضي بدات تأخذ بعض كتابات لاهوتيين الغرب علي انهم علماء مرجعية فاخذت كثيرا من كتاباتهم النقدية بما فيها امر الحقب الزمنية بدون ان تفصل بين الأفكار الجيدة الرائعة في كتاباتهم والأفكار الحديثة الخطأ التي لا يقبلها تقليد الكنيسة وللأسف بدات تظهر هذه الأفكار في كتابات الكنيسة الشرقية في أواخر القرن الماضي وانتشرت بشده وحتي الان لم يقوم احد بالرد علي هذا تفصيلا في الكنيسة الشرقية.

نعود قليلا للوراء مره اخري

تاثر بفكر دارون الكثيرين بعد سنة 1859 م وأعلنوا ذلك مثل كارل ماركس مؤسس الشيوعية (كتب مقدمة في كتابه اهداء لدارون) وانجلز ايضا الشيوعي وايضا هتلر والكثيرين من الذين بنوا نظريات تعتمد علي فكر دارون لإثبات بالعلم ان الكتاب خطأ وان الاديان هي خطأ والانسان هو نتائج تطور وان اجناس بشرية اكثر تطور من اجناس اخري وابادة الأقل تطور وكل هذه الشرور بدأت تظهر بل بسبب التطور وجد مؤيدي العبودية ورافضي تحرير العبيد حجة لرفض كلام الكتاب المقدس عن المساواة وان الزنوج لانهم مرحلة اقل تطور فالعبودية ليست خطأ.

بل هتلر قال " لو قلت كذبة لفتره طويلة وكررتها كثيرا سيصدقها الناس " 

وقال ايضا " الناس يفضلوا أكثر ان يصدقوا كذبة كبيرة عن اخري صغيرة " 

 

ظل جزء مهم ناقص في تطور الكائنات الحية وهو اول كائن حي من اين اتي؟ 

حاول الرد على هذا بعض من اتباع دارون من مؤيدي التطور مثل ألكسندر اورين الذي قضي سنين كثيرة لهذا الامر وهو الذي افترض ما يسمي بالشربة العضوية التي تكونت في المياه سنة 1930 أي مجموعة مواد عضوية ظهرت لوحدها بسبب ظروف العالم القديم منذ بلايين السنين وهي التي ظهر فيها الكائن الاولي بالصدفة وتناقل من بعده مؤيدي التطور هذا الفكر حتى الان وه الفكر المنتشر في كتابات الملحدين. رغم ان اورين اعترف في كتابه انه فشل في تفسير مصدر اول حياة وهي الخلية الاولي 

واعترف انه بالفعل لو كانت الحياة ظهرت من مواد عضوية فهي معجزة. ورغم هذا سنجد كل الكتب العلمية المؤيدة للتطور تتكلم عن امر الشربة العضوية كما لو كانت حقيقة أثبتها العلم رغم ان صاحب هذه الفرضية نفسه بعد ان قضي عمره كله قال انه لم يحدث.

ثم جاءت بعده تجربة ستانلي ميلر سنة 1953 م 

http://www.futura-sciences.com/uploads/RTEmagicC_SMiller.jpg.jpg

الذي ادعي انه كون احماض امينية بما يشبه الطبيعة وهذه سأفرد لها ملف تفصيلي وسندرك ان هذه التجربة لم تصنع حياة بل اثبتت في المقابل استحالة تكوين حياة بالصدفة. ورغم هذا يستشهد بها مؤيدي التطور من الملحدين حتى الان مثل ريتشارد دوكنز وأصبحت هذه الكذبة مسلم بها انهم تمكنوا من صنع حياة في المعمل وبهذا اعتبروا انه اكتملت نظرية تكون الحياة ومنها كل الكائنات بدون خالق. رغم ان ايضا ميلر نفسه اقر بان مصدر حياه بالصدفة هذا مستحيل.

بل حتى الان يعترف علماء التطور بان ظهور الحياة هو مشكلة لم تحل حتى الان ولكيلا يعترفوا بهذا على الملأ

فمثلا جيفري بادا 

ومثال اخر ذكره عالم رياضيات فريد هويل وهو فرصة تكوين خلية اولي بالصدفة هو يشبه فرصة حدوث إعصار في منطقة قمامة ومخلفات فيكون منها طائرة من طراز 747 العملاقة تعمل بالصدفة البحتة دون تدخل زكي

 

بظهور نظرية التطور وباكتمالها بهذه الطريقة فسرت وجود الكائنات الحية بدون خالق بالتطور وفرح بها من يريد رفض الكتاب المقدس ومن يريد ان يرفض وجود إله يراقبه ولكن بقى شيء اخر وهو الكون فلو وجدت الحياة علي الأرض بدون خالق فماذا عن الكواكب والنجوم؟ كيف وجدت بدون خالق؟ الملحدين في هذا الوقت كانوا ينادوا بان الكون ازلي ثابت ولا يحتاج لخالق يخلقه.

وهنا جاءت نظرية الانفجار الاولي لتعطي ردا على هذا الامر بطريقة اخري رغم ان صاحبها كاهن كاثوليكي حاول يثبت بها حدوث الخلق 

Big Bang

ساذكر تاريخها كما يقولوا (مع تعليقات بين الاقواس)

البج بانج ترى بأن الكون قد نشأ من جزيء صغير جدا يقترب من اللاشيء حار شديد الكثافة يدور بسرعة شديدة حول نفسه، تقريبا قبل حوالي 13.7 مليار سنة انفجر وبدا الكون يتوسع منه. هذه النظرية مرت بعدة مراحل (ولاتزال حتى الان يحدثوا بها تغيرات لتناسب فكرهم المتغير).

نشأت نظرية الانفجار العظيم نتيجة لملاحظات الفريد هيل حول تباعد المجرات عن بعضها، (وهذا كان في البداية رد قوي على من ادعى بثبات الكون ووجوده الازلي واستمراريته وعدم الحاجة الي خالق ففرح بها مؤيدو الخلق فبعد ان انهزموا من التطور لا يزالوا يتمسكوا بان حتى مع قدم عمر الكون فهو مخلوق وليس ازلي فباكتشاف ان الكون يتمدد فهو ليس ثابت إذا خلق من بداية ولكن تدريجيا تحولت لأثبات وجود الكون أيضا من انفجار بدون خالق). 

بعد النجم وتباعده يمكن تحديده بالنسبة للنجوم هو طيف الضوء الصادر عن النجم عن طريق موجات الضوء الصادرة منه، فكل جسم غير شفاف عند تسخينه يصدر ضوء مميزا يتعلق طيفه فقط بدرجة حرارة هذا الجسمإضافة لذلك نلاحظ ان بعض الألوان الخاصة قد تختفي من نجم لآخر حسب العناصر المكونة لهذا النجمعند دراسة الأطياف الضوئية للمجرات المحيطة بمجرتنا (درب التبانة)، كان هناك اختفاء للألوان المتوقعة في الطيف ولكنها ظهرت منزاحة نحو الطرف الأحمر من الطيف أي تتباعدالأمر الذي يذكرنا بظاهرة دوبلر

في ظاهرة دوبلريختلف التواتر للأمواج الصادرة عن منبع موجي ما باختلاف شدة وسرعة هذا المصدر واتجاهه، 

http://www.cora.nwra.com/~werne/eos/images/doppler.gif

فمثلا السيارة التي تقترب باتجاهك تكون ذات صوت عالي حاد (تواتر مرتفعلكن نفس السيارة تصبح ذات صوت أجش (تواتر منخفضبعد أن تجتازك وتبدأ بالابتعاد عنكفتوترات الأمواج الصوتية تختلف حسب سرعة المصدر وسرعة الصوت في الهواء والاتجاه بينك وبين المصدر، لأنه في حالة اقتراب المصدر منك (الراصديصلك شيئا فشيئا مقدار أكبر من الأمواج المضغوطة فترصد تواترا أعلى لأمواج الصوت لكن حينما يبتعد المصدر عنك تتلقى تواترا منخفضا.

طبقوا نفس الامر على الأمواج الضوئية 

http://www.psychedelicporcupine.co.uk/wp-content/uploads/800px-redshift_blueshift-svg.png

فقالوا ان الجسم الفضائي المنير عندما يكون يتقارب يتحول أضاءته الي درجات الأزرق وعندما يتباعد يتحول الي الأحمر وهذا هو ما يسمي بالتحور الأحمر

Red shift

فإذا كان الكون يتمدد فما من شك أن حجمه في الماضي كان أصغر من حجمه اليوم أي حسب نظريات العلماء كان الكون قبل الانفجار العظيم بحجم يقترب من اللاشيء، وأن حجمه في المستقبل سيكون أكبر منهما. وإذا تمكنا من حساب سرعة التمدد يمكننا التنبؤ بالزمن الذي احتاجه الكون حتى وصل إلى الحجم الراهن، وبالتالي يمكننا تقدير عمر الكون وقدروه نحو 14 مليار سنة تقريباً ثم 20 مليار ثم عدل الي 13.7 مليار سنة وحاليا سنة 2013 عدل الي 13.798 مليار سنة +_ 37 مليون سنة.

كان الكون صغيرا جدا وقبل تكون النجوم والمجرات كان شديد الحرارة جدا وكان يملأه دخان ساخن جدا موزعا توزيعا متساويا في جميع أنحائه، ومكونات هذا الدخان كانت بلازما الهيدروجين، أي بروتونات وإلكترونات حرة من شدة الحرارة وعظم الطاقة التي تحملها. وبدأ الكون يتمدد ويتسع فبدأت بالتالي درجة حرارة البلازما تنخفض، إلى الحد الذي تستطيع فيه البروتونات الاتحاد مع الإلكترونات مكونة ذرات الهيدروجين. وبدأ الكون بعد أن كون الذرات أن يكون شفافا وانتهت فترة تعتمه. وكانت الفوتونات الموجودة تنتشر في جميع الأرجاء إلا أن طاقتها بدأت تضعف حيث يملأ نفس عدد الفوتونات الحجم المتزايد بسرعة للكون. وهذه الفوتونات هي التي تشكل اليوم إشعاع الخلفية الصغرية الكوني. وانخفضت درجة حرارتها عبر نحو13.7 مليار من السنين هي العمر المقدر فلكيا للكون إلى أن وصلت إلى درجة الحرارة الخلفية في الوقت الحالي والتي تصل إلى 2.7 كلفن في جميع أنحاء السماء

ملف:Universe expansion2.png

ثم جاء نموذج ألكسندر فريدمان الروسي سنة 1922م وهو: استنتج فريدمان من فرضيتيه نموذجا واحدا يتحدث عن كون يتوسع (البالون)) بحيث أن جميع البقع على سطح البالون تبتعد عن بعضها البعض. لا يوجد في هذا النموذج أي مركز للكون فلا يوجد أي شيء داخل البالون والكون لا يمثل أكثر من هذا السطح المتوسع. يتحدث نموذج فريدمان أيضا عن كون يتوسع بمعدل بطيء بحيث يصل إلى مرحلة توازن ثم يبدأ التثاقل بتقليص الكون ليعود إلى حالته البدائية المضغوطة (في البداية تتزايد المسافات بين المجرات حتى حد أعلى ثم تبدأ بالتناقص بفعل الجاذبية لتعود المجرات إلى التلاصق من جديد الي نفس نقطة البداية). يتنبأ هذا النموذج أيضا بانزياح طيف المجرات نحو الأحمر بشكل متناسب مع بعد المجرات عنا (وهذا يتلاءم مع نتائج رصد هابل سنة 1929م).

في عام 1929، أثبت إدوين هابل نظرية لومتر بإعطاء دليل رصدي للنظرية. اكتشف هابل أن المجرات تبتعد وتتراجع نسبة إلى الأرض في جميع الاتجاهات وبسرع تتناسب طرديا مع بعدها عن الأرض، هذا ما عرف لاحقا باسم قانون هابل. حسب المبدأ الكوني فإن الكون لا يملك إتجاها مفضلا ولا مكانا مفضلا لذلك كان استنتاج هابل ان الكون يتوسع بشكل معاكس تماما لتصور أينشتاين عن كون ساكن تماما.

عام 1935 أوجد الأمريكي روبرتسون والبريطاني وولكر نموذجان إضافيان انطلاقا من فرضيتي فريدمان نفسهما، في هذين النموذجين: يبدأ الكون بالتوسع من حالة كثيفة جدا بمعدل توسع عال جدا لدرجة أن التثاقل لا يمكنه إيقاف هذا التوسع فيستمر التوسع إلى ما لا نهاية (استمرار زيادة المسافات بين المجرات)، في الحالة الأخرى يبدأ الكون بالتوسع بمعدل متوسط إلى أن يصل لمرحلة يتوازن بها التوسع مع التقلص الثقالي فيصبح في حالة ثابته لا تتوسع ولا تتقلص (تصل المسافات بين المجرات إلى قيمة ثابتة لا تتغير بعدها).

تطورت نظرية الانفجار العظيم من ملاحظات واعتبارات نظرية. الملاحظات الأولى كانت واضحة منذ زمن وهي ان السدم اللولبية تبتعد عن الأرض، لكن من سجل هذه الملاحظات لم يذهب بعيدا في تحليل هذه النتائج. في عام 1927 قام الكاهن البلجيكي جورج لومتر 

http://madamepickwickartblog.com/wp-content/uploads/2010/10/bruno8.jpg

باشتقاق معادلات فريدمان-لومتر-روبرتسون-ووكر انطلاقا من نظرية آينشتاين العامة واستنتج بناء على تقهقر المجرات الحلزونية أن الكون قد بدأ من انفجار "ذرة بدائية"، والتي تمتاز بالكثافة لا نهائية ودرجة الحرارة العظيمة جدا والتي هي أسخن من مليون مليون مليون درجة حرارة نواة الشمس، في عام 1931 م قدم لومتر فكرة انه تكون الكون من انفجار ذري وهي التي اطلق عليها البج بانج اي الانفجار العظيم وهو قدمها كإثبات ان الخلق صحيح وان الكون ليس ازلي ثابت كرد علي الملحدين الذين ينادوا بثبات الكون وازليته, ولكن هي أصبحت دليل علي تكوين الكون بدون خالق.

تطورت هذه النظرية ما بين 1950 الي 1965 الي ان تصبح هي مصدر ليس المجرات بل ايضا الي انها مصدر العناصر فهي التي كونت الهيدروجين والهيليوم وبعد هذا في السبعينات والثمانينات انتشرت وبشدة واصبحت مؤيدة من ليس المسيحيين فقط كرفض لفكرة ازلية الكون ولكن ايضا من الملحدين كدليل على خطأ الكتاب الذي تكلم عن قصر عمر الكون وخلق الشمس في اليوم الرابع وايضا وان الوقت هو الذي اتاح تكوين كل شيء حتي الكون نفسه بدون خالق. واصبحت هي المقبولة عند معظم علماء الكوزمولوجي 

هذا ملخص فكرهم عن البج بانج 

يوجد امر مهم في البج بانج بالإضافة الي تطورها ايضا كنظرية ايضا يصغروا حجم الذي انفجر 

فالبداية ان الذي انفجر حجمه يوازي عدة سنين ضوئية الي ان الذي انفجر لا شيء متناهي الصغر. حتى وصلوا انهم يقولوا الذي انفجر المتناهي في الصغر هو تقريبا لا شيء لهذا لا يحتاج الي خالق

يوجد عدة مشاكل حتى الان لنظرية البج بانج مثل 

مشكلة الافق 

Horizon problem

مشكلة التسطح 

Flatness problem

مشكلة القطب المغناطيسي الواحد

Magnetic monopoles

مشكلة المواد العكسية 

Where Is the Antimatter

مشكلة نجوم الجيل الأول

Missing Population III Stars

 

وهذه سأتعرض اليها في جزء اخر. المهم هو ان علماء التطور فرحوا جدا بهذه النظرية لان بهذا شبه تكتمل مراحل التطور من اول جزء في الكون وتكوين الكون من شبه لا شيء والعناصر والكواكب والنجوم وتكتمل بالتطور العضوي وتطور الكائنات الحية، كل هذا بدون الحاجة الي خالق.

هذا ملخص لتاريخ فكرة التطور وهذا توضيح للاستسلام من البعض لسلاح جديد من اسلحة الشيطان وهو انكار وجود الله كخالق وتخطيئ الكتاب المقدس بطريقه مستترة فيما قاله عن كيفية تكوين وعمر الكون والأرض والكائنات والطوفان والاختباء وراء العلم. 

التطور الاكتشافات العلمية المستمرة تثبت خطاها باستمرار ولكن لان الملحدين ليس لديهم حل بديل لإنكار وجود خالق فهم يكيفوا نظرية التطور باي اسلوب مع اي اكتشاف علمي فرأينا كيف ان البج بانج رغم انها ضدهم فهم كيفوها وحوروها لتصبح مؤيدة للتطور، وايض أقدم امثلة معروفة.

الكثيرين قبل دارون كانوا لا يعرفون البكتيريا وعندما كانوا يتركون الطعام او قطعة لحم من كائن ميت كان تظهر عليه فطريات وهي كائنات حية مرئية بالنسبة لهم ولهذا بالفكر البدائي وعدم معرفة مصدر الفطريات ولا يعرفون اصلا البكتيريا كان الكثيرين يعتقدون ان الحياة تخرج من عدم حياة. بمعني ان هذه الفطريات التي يروها ظهرت من شيئ غير حي. ولهذا الكثيرين للاسف قبلوا فكرة ان الحياه تظهر من عدم حياه التي نادت بها التطور

Life arose spontaneously from non-life via unknown process

فكان الاعتقاد السائد ان الضفادع ممكن ان تتكون من الطمي 

http://imgc.artprintimages.com/images/art-print/jason-edwards-a-water-holding-frog-pokes-its-head-up-through-the-mud_i-G-28-2875-8AFPD00Z.jpg

رغم انها كانت تخرج من البيات الشتوي وليست تتكون من الطمي

وبعض الحشرات ايضا مثل الجعران تتكون من الطمي. ولو تركت قمامة فتره طويلة ممكن تكون فار. وايضا الديدان تتكون على قطعة اللحم الميتة او القمامة من لا شيء رغم ان كل هذا خطأ فنعرف ان الجعران يخرج من بيض في الطمي وان الفار سياتي الي القمامة ولن يتكون فيها وايضا الديدان تأتي من الحشرات التي تضع بيضها الغير مرئي بالعين المجردة وتخرج منها اليرقات التي تكون الديدان.

مع ملاحظة ان دارون كلامه كان بدون دليل علي ان الحياة ظهرت من عدم حياه. 

الله لم يترك نفسه بلا شاهد حتي بالعلم.

في نفس السنة التي دعي دارون الي نظريته عن تطور الانواع ايضا لويس باستور اثبت بالتجربة العلمية (وهذا هو العلم الصحيح القائم على الملاحظة والتجربة والتكرار) ان الحياة تنتج من حياة فقط وبالطبع كانت تجربته بسيطه ولكن دقيقه ومقاسه عمليا وليس مثل فرضية دارون التي لا تقاس معمليا ولا تلاحظ بالعلم. وهو انه احضر طعام وسخنه لدرجه تقتل كل الميكروبات في اناء معزول عن الهواء وتركه في هذا الاناء المعزول وفعل نفس الامر مع اناء اخر ولكن غير معزول فنمت به الفطيرات وهذا اثبت ان يوجد ميكروبات في الهواء لا نراها بالعين المجردة ولكن تري تحت الميكروسكوب هي التي تنموا على الطعام ولكن الطعام المعزول عن الهواء لم تنموا الميكروبات لانه لا يوجد ميكروبات في الهواء ولهذا الحياة تنبع من حياة فقط. 

وهذا في كتابه مصدر الحياة ص 4-5

وهذا هو قانون النشوء الحيوي 

Law of biogenesis 

Life only comes from life and like begets like.

الحياة تنبع من حياه. والكائن ينجب كائن مثله

هذا هو العلم الصحيح لأنه مختبر وملاحظ ومتكرر وهذا نجده لأنه علم صحيح فهو يتفق مع الكتاب المقدس

أيضا عالم مسيحي اخر اثبت خطأ ان ادعاء دارون بالتطور من خلال الانتخاب الطبيعي كقوة تخليقيه تدريجية بتغيرات بسيطة ظاهرية تجعل الذي به الصفات المكتسبة تورث وهو الذي يبقي ويتطور والباقي يفنوا

هذا العالم هو

جريجور مندل 1822 الي 1884 م

Gregor Mendel.png

 بالوراثة اثبت ان كلام لمارك ودارون خطأ وان الصفات المكتسبة لا تورث وهذا في سنة 1860 م وهذا بعد دارون بسنة وهذا يحطم التطور الذي يعتمد علي الانتخاب الطبيعي وان الصفات المكتسبة بسبب تغير ظروف البيئة من جيل الي جيل تورث وتحدث التطور ولكن للأسف مؤيدي دارون ادركوا ان هذه الأبحاث هي ضد التطور فتم رفضها والتعتيم عليها والكنيسة لم تهتم بها بشدة حتي بدأت من سنة 1910 م الي سنة 1930 م تقريبا عندما بدأوا يعترفوا بفضل ابحاثه وبدأوا يوفقوها مع نظرية دارون كعادتهم وادعاء ان التطور يحدث بالطفرات الجينية وليس بالصفات المكتسبة ثم في شريط الدي ان ايه وهذا شيء لم يعرفه أصلا دارون علي الاطلاق (بل اكتشف شريط الدي ان ايه بعد دارون تقريبا 110 سنة) وبدأت بعض الخدع لإقناع البسطاء ان أبحاث مندل مؤيدة للتطور رغم انها في الحقيقة تثبت فشل فرضية التطور تماما.

 

بعض تعبيرات فكرة التطور 

Life arose spontaneously from non-life via unknown (supernatural) process = abiogenesis

واضفت كلمة فوق الطبيعه لان الطبيعه لا تفسره 

الطبيعه علميا تؤكد الحياه تنتج من حياه والاجناس تستمر بالعلم ومقاييسه الاربعه

Testable, observable, repeatable and predictable

 تختبر وتلاحظ ويتكرر ويتوقع ويحدث التوقع 

فاستمرار الاجناس ينطبق عليه مبادئ العلم 

Continuation is testable, observable, repeatable and predictable. 

تختبر تلاحظ تتكرر تتوقع 

بمعني إنك تستطيع ان تختبر ان الدجاج ينتج دجاج وتلاحظ ان الدجاج ينتج دجاج ويتكرر هذا الامر باستمرار وايضا هذا يتوقع ان الانتاج القادم سيكون دجاج 

ولكن فرضية التطور أن الديناصور أنتج دجاج والدجاج سيتطور الي كائن اخر هذه لا تستطيع ان تطبق عليها مقاييس العلم

Evolution is not testable, observable, repeatable or predictable

 فهو ينادي حاليا بالتغيرات الجينية وطفرات مع الانتخاب الطبيعي هو الذي حول الكائنات البسيطة الي الاجناس المعقده التي نراها هذه الايام 

Genetic drift and mutations combined with natural selection turned a few simple organisms into the diverse complex life we see today

الذي يؤمن بالكتاب المقدس ووجود خالق هو ثايست 

Theist

اما الذي يؤمن بالتطور هو اثيست

Atheist

اما الذي يؤمن بالاثنين رغم تعارضهما الشديد ويحاول يجمع بينهما وينادي بالحقب وقدم عمر الأرض هو يسمي

Progressive creationist or theistic evolutionist  

وللأسف الذي يتكلم عن تفسير تكوين 1 بالحقب الزمنية هو بدون ان يدرك هو يؤمن بالتطور بأنواعه الذي ضد الكتاب المقدس وضد الله الخالق حتي لو قال ان الله هو الخالق.

 

والمجد لله دائما