سؤال عن تفسير ابونا متي المسكين في المقدمة وتعليق عن مزمور 81

 

Holy_bible_1

 

"وكذلك الخواص الليتروجية لمزمور 81 واضحة للغاية اذ كان يستعمل في الاحتفال الشهري بالقمر الجديد كما تقول اية 3 انفخوا في راس الشهر بالبوق عند الهلال ليوم عيدنا. فالقمر الجديد كان يحتفى به داخل الهيكل وذلك بتقديم ذبائح خاصة

 والسؤال ما أهمية رأس الأشهر وهل يشير الي المسيح في الفكر اليهودي؟

 

الرد 

 

في البداية هذا المزمور من ثلاث مزامير تسمى مزامير المعاصر والمعاصر تقابل الأعياد اليهودية الكبرى "الفصح، والخمسين، والمظال". لا توجد معاصر، حيث لا توجد كرمة، وفيض من محصول العنب فالمعاصر تقدم خمرًا يشير إلى الفرح الروحي. هذا وقد دُعيت الكنائس "معاصر"، لأنها تشارك مسيحها صلبه، هذا الذي اجتاز المعصرة وحده. وكأن الكنيسة في حقيقتها شركة صلب مع المسيح، وهي حياة متهللة، وعيد لا ينقطع أما المزامير الثلاثة فهي مز 8، 81 (80)، 84 (83).

ثانيا الاحتفال براس الشهور العبرية هو أحد الاحتفالات اليهودية مثل الاحتفال بالسبت والاحتفال بالسنة والاحتفال بعيد الحصاد والباكورات والمظال وغيرها وكلها أعياد ليتذكر شعب إسرائيل الرب ويقدسوا أنفسهم ويتوبوا عن خطاياهم ويقدموا ذبائح باسم الرب للتوبة والتكفير عن خطيتهم. 

وجاءت وصايا تقديم الذبائح في رؤس الشهور للرب في 

سفر العدد 28

28: 11 و في رؤوس شهوركم تقربون محرقة للرب ثورين ابني بقر و كبشا واحدا و سبعة خراف حولية صحيحة 

28: 12 و ثلاثة اعشار من دقيق ملتوت بزيت تقدمة لكل ثور و عشرين من دقيق ملتوت بزيت تقدمة للكبش الواحد 

28: 13 و عشرا واحدا من دقيق ملتوت بزيت تقدمة لكل خروف محرقة رائحة سرور وقودا للرب 

28: 14 و سكائبهن تكون نصف الهين للثور و ثلث الهين للكبش و ربع الهين للخروف من خمر هذه محرقة كل شهر من اشهر السنة 

28: 15 و تيسا واحدا من المعز ذبيحة خطية للرب فضلا عن المحرقة الدائمة يقرب مع سكيبه 

 

السبت يشير لخلقة الله للعالم والراحة. أما ذبيحة رأس الشهر فهي تنظر للعناية الإلهية. فالقمر يحدد الفصول التي تتوالى. فالقمر في دورته يحدد فصول. ولذلك ونحن نراقب دورة القمر يجب أن لاننسى أعمال الله وعنايته , ونشكره عليها.  هذا هو العيد الشهرى وأيضا تقدم فيه ذبائح. ومن أجل أن السبت رمز للراحة فالله يقول سبوتى, أما هنا فيقول رؤوس شهوركم لأن الشهر يشير إلى الزمن المتغير من شهر إلى شهر, وهذا سينتهي بنهاية العالم حيث لا يعود شيء إلا نهار شمسه لا تغيب، يوم سبت غير منقطع يوم راحة أبدية

والقمر يرمز للكنيسة فالمسيح شمس البر ينعكس نوره من على كنيسته. وهي ممتلئة من نوره فكأن الاحتفال الشهرى بهذا العيد يشير لاحتفال الكنيسة بلبسها الإنسان الجديد وتركها العتيق

وبالطبع في هذا دائما يستخدم البوق كعلامة للتقديس وإعلان انهم عيد 

سفر العدد 10

10: 10 و في يوم فرحكم و في اعيادكم و رؤوس شهوركم تضربون بالابواق على محرقاتكم و ذبائح سلامتكم فتكون لكم تذكارا امام الهكم انا الرب الهكم

وبالفعل شعب إسرائيل كانوا يذهبوا يحتفلوا بكل سبت وكل راس شهر 

سفر الملوك الثاني 4

4: 23 فقال لماذا تذهبين اليه اليوم لا راس شهر و لا سبت فقالت سلام

 

والان العدد المستشهد به بعد ان فهمنا انه احد الأعياد مثل السبت وغيره من الأعياد التي يرجعوا فيها للرب.

سفر المزامير 81

81: 0 لامام المغنين على الجتية لاساف 

81: 1 رنموا لله قوتنا اهتفوا لاله يعقوب 

81: 2 ارفعوا نغمة و هاتوا دفا عودا حلوا مع رباب 

81: 3 انفخوا في راس الشهر بالبوق عند الهلال ليوم عيدنا 

81: 4 لان هذا فريضة لاسرائيل حكم لاله يعقوب

فهو احتفالا بالرب فيبوقا ليعلنوا مشاعرهم قبال الرب الذي اعطاهم شهر جديد به خيرات كثيرة وحافظ علي شعبه وانهم يتذكرون احساناته لهم. وكانوا يقولوا ميقديش بالعبري أي مقدس ويضربوا الابواق اعلان عن تقديس اليوم للرب

وراس شهوركم هو غالبا اليوم الأول لشهر ايثانيم وهو تشيري الشهر السابع في السنة العبرية وهو الشهر الأول في السنة المدنية وهو أيضا عيد هام ويلقبوه بيوم هتاف  ثم اصبح اسمه بعيد الابواق لانهم ينفخوا في الابواق 

سفر العدد 29

29: 1 و في الشهر السابع في الاول من الشهر يكون لكم محفل مقدس عملا ما من الشغل لا تعملوا يوم هتاف بوق يكون لكم

 

سفر اللاويين 23

23: 24 كلم بني اسرائيل قائلا في الشهر السابع في اول الشهر يكون لكم عطلة تذكار هتاف البوق محفل مقدس

وهو الشهر الذي في منتصفه يبدا الاحتفال بعيد المظال 

اما عن إشارة هذا للمسيا في الفكر اليهودي ان بداية شهر جديد هو حياة جديدة 

وأيضا يذكرهم ان ينتظروا المسيا لان زكريا النبي اعلن ان المسيح سياتي بصوت البوق 

سفر زكريا 9

9: 14 و يرى الرب فوقهم و سهمه يخرج كالبرق و السيد الرب ينفخ في البوق و يسير في زوابع الجنوب

وبالطبع هذا عن مجيؤه الثاني عندما يحارب عنهم ويخلصهم

وارتبط عيد الابواق او راس السنة بانه احد أعياد التوبة قبل ان يأتي المسيح للدينونة 

فيقول التلمود : يدان العالم في أربعة مواسم في السنة في الفصح لاجل الحبوب ووفي عيد الأسابيع لاجل اثمار الشجر وفي راس السنة كل سكان الأرض يقفون امام الرب مثل قطيع لانه قيل المصور قلوبهم جميعا المنتبه الي كل أعمالهم مزمور 33: 15ثم في عيد المظال يعلن القضاء النهائي. وأيضا يقول الجمار ان ثلاث أعياد ستفتح اسفار المحاكمة السماوية ففي عيد راس السنة ستفتح ثلاث اسفار راس السنة الأول سفر الابرار والثاني سفر الأشرار والثالث سفر للأشخاص العاديين أي لا هم ابرار ولا اشرار والابرار يكتبوا في سفر الحياة والاشرار يكتبوا في سفر الأموات والعاديون يؤجل من راس السنة الي الكفارة من يتوب منهم يكتبوا في سفر الحياة وان لم يتوبوا يكتبوا في سفر الأموات. هؤلاء الذين يصنفون بين بين وهم اغلب البشر هم الذين يعطون فرصة عشرة أيام لكي يتوبوا في الفترة بين راس السنة ويوم الكفارة. فهو يرمز للمسيح مرتين المره الاولي عند الإعلان بالابواق وهو مجيؤه الأول وأعلنت الملائكة واعلن للبشر بالاناجيل عن بشارته وبعد عشرة أيام من يتوب فيها ويقبل المسيح يكتب اسمه في سف الحياة ومن يرفض يكتب اسمه في سفر الموت عند مجيئ المسيح الثاني للدينونة.

انجيل متي 24

24: 29 و للوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس و القمر لا يعطي ضوءه و النجوم تسقط من السماء و قوات السماوات تتزعزع 

24: 30 و حينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء و حينئذ تنوح جميع قبائل الارض و يبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة و مجد كثير 

24: 31 فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها 

فعيد الابواق هو رمز لمجيئ المسيح الثاني 

رسالة بولس الرسول الي أهل تسالونيكي 4

4: 16 لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة و بوق الله سوف ينزل من السماء و الاموات في المسيح سيقومون اولا 

4: 17 ثم نحن الاحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء و هكذا نكون كل حين مع الرب 

المسيح في عيد الابواق 

يستخدم بوق الكبش لان هذا يذكر بالذبيحة واتقدمة إسحاق كرمز للمسيح والفداء 

وأيضا في هذا العيد يقراء تكوين 21 و 22 عن تقديم إسحاق لانه رمز للمسيح 

وأيضا يقدم فيه كبش ذبيحة تذكرة لنفس الامر 

ولهذا يقول الإباء

رأس الشهر" هو القمر الجديد، والقمر الجديد هو الحياة الجديدة. 

ما هو القمر الجديد؟ إن كان أحد في المسيح، فهو خليقة جديدة" (2 كو 5: 17). ما هو النفخ بالبوق في بدء الشهر؟ اكرزوا بكل ثقةٍ بالحياة الجديدة، ولا تخافوا من إزعاج الحياة العتيقة 

القديس أغسطينوس

*   قال القديس أثناسيوس: أمر الله إسرائيل القديم أن يبوقوا بأبواق حسية، شهادة لعتقهم من عبودية مصر، وهكذا أمر إسرائيل الجديد (المسيحيين) أن ينذروا بالبوق الروحي الذي هو الإنجيل المقدس في رؤوس الشهور، أي عند تجديد عقولهم بالمسيح الإله.

الأب أنسيمُس الأورشليمي

*     قديمًا دعا الرب بواسطة موسى.. إلى حفظ أعياد اللاويين في المواسم المقررة قائلًا: "ثلاث مرات تعيد لي في السنة" (خر 14:23). الثلاثة أعياد هي: عيد الفصح أو الفطير، عيد الخمسين أو الأسابيع أو الحصاد، عيد المظال أو الجمع. وكانت أبواق الكهنة تهتف حاثة على حفظ العيد، كأمر المرتل الطوباوي القائل: "انفخوا في رأس الشهر بالبوق عند الهلال ليوم عيدنا" (مز 3:81).

وكما كتب، كانت الأبواق تدعوهم أحيانًا إلى الأعياد، وتارة إلى الصوم، وثالثة إلى الحرب، ولم يكن ذلك من قبيل المصادفة أو جزافًا، إنما كان الهتاف يتم لكي يتسنى لكل واحدٍ أن يحضر إلى الأمر المُعلن عنه.

هذه الأمور التي أتحدث عنها ليست من عندي، بل جاءت في الكتب المقدسة الإلهية، إذ كما جاء في سفر العدد، عندما ظهر الله لموسى كلمه، قائلًا: "اصنع لك بوقين من فضة، مسحولين تعملهما، فيكونان لك لمناداة الجماعة" (عد 1:10-2). وهذا يطابق دعوة الرب الآن للذين يحبونه ههنا..

إنهم لم يكونوا يهتفون بالأبواق في وقت الحروب فحسب (عد 9:10)، لكن كانت هناك أبواق يهتفون بها في الأعياد أيضًا كما جاء في الناموس.. إذ يقول: "في يوم فرحكم وفي أعيادكم ورؤوس شهوركم تضربون بالأبواق" (عد 10:10).

ومتى سمع أحدكم الناموس يوصي باحترام الأبواق، لا يظن أنه أمر تافه أو قليل الأهمية، إنما هو أمر عجيب ومخيف!

فالأبواق تبعث في الإنسان اليقظة والرهبة أكثر من أي صوت آخر أو آلة أخرى. وكانت هذه الطريقة مُستخدمة لتعليمهم إذ كانوا لازالوا أطفالًا..

ولئلا تؤخذ هذه الإعلانات على أنها مجرد إعلانات بشرية، فقد كانت أصواتها تشبه تلك الني حدثت على الجبل (خر 16:19) حينما ارتعدوا هناك، ومن ثم أعطيت لهم الشريعة ليحفظوها.

البابا الأنبا أثناسيوس الرسولي

 

والمجد لله دائما