الرد علي كيف لم يكن هناك قوس قزح قبل انتهاء الطوفان؟ تكوين 9

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يقول التكوين 9: 13 "وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني و بين الأرض" ونعرف ان قوس قزح هو عبارة عن انكسار الضوء في قطرات المياه فهل لم يكن الضوء ينكسر قبل الطوفان؟ وهل هذا مقبول علميا؟

 

الرد

 

العدد يقول 

وضعت قوسي في السحاب فالكلام عن وضع شيء جديد هو ليس عن انكسار الضوء ولكن عن قوس قزح مرتفع في السحاب.

بالفعل قوس قزح هو عبارة عن انكسار الضوء في قطيرات المياه المعلقة في الهواء فينقسم الضوء الي الوان الطيف السبعة الأساسيين المختلفين في اطوالهم الموجية

فهي بالفعل تحتاج الي شعاع ضوء وقطيرات مياه مرتفعة في الهواء (وليس بخار ماء) وبالطبع عين ترى هذا

 http://www.hdwallpapersinn.com/wp-content/uploads/2013/09/rainbow3.jpg

وقد يتسائل البعض لماذا لا نرى قوس قزح في أي رزاز مياه بالقرب من سطح الأرض؟ ولماذا لا نري قوس قزح في الندى المنخفض ؟ ولماذا يكون مرتفع قليلا بعد يوم مطر؟ 

الامر كله يتعلق بزاوية تسمى زاوية قوس قزح

عند رؤية قوس قزح فهذا يعني أن عين المراقب تكون في اتجاه معاكس لاتجاه الشمس كما أن زاوية مخروطية تقع بين خط الأفق وأي نقطة على القوس. تكون هذه الزاوية 42 تقريبا وتسمى زاوية قوس قزح وتكون زاوية الرؤية 42 ايضا.

http://www.eo.ucar.edu/rainbows/rnbw4.gif

https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQP5FYRIzH_ghoBKMhJlz9UQ8aV4FyorCUU_nAI7J130DRcRPIH

 

في البداية ينكسر ضوء الشمس الساقط بشكل مائل عند دخوله في قطرات المطر بسبب اختلاف كثافة الماء عن الهواء ومن ثم ينعكس مرة أخرى في السطح الداخلي من القطرة لان الزاوية هي زاوية انعكاس وينكسر أيضا عند خروجه من القطرة ايضا بسبب اختلاف الكثافة. يظهر التأثير الكلي في الضوء الساقط منعكسا على مدى واسع من الزوايا، مع تركيز شديد له في زاوية 40°–42°. 

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/7/70/Rainbow1.svg/220px-Rainbow1.svg.png

 

يمكن اثبات أن هذه الزاوية مستقلة عن حجم القطرة، ولكنها تعتمد على معامل الانكسار. يمتلك ماء البحر معامل انكسار أعلى من ماء المطر، لذا يكون نصف قطر قوس قزح في الرزاز البحرية أصغر من القوس الحقيقي. يكون هذا مرئيا للعين المجردة على هيئة عدم استقامة بين هذين القوسين

ملف:Rainbow Geometry.png

File:Descartes Rainbow.png

 

لهذا تحتاج الشمس ان تكون في مشرقة ولكن في مستوى مناسب للناظر وأيضا تحتاج أن تكون القطرات مرتفعة لكي يراها الناظر وهذه النقطة الاخيرة يجب ان نضعها في اعتبارنا وهي ارتفاع قطرات المياه وتعلقها في الهواء بعد المطر.

File:Rainbow 02.jpg

فوجود رزاز مياه منخفض رغم حدوث انكسار للضوء وأيضا وجود قطرات مياه لكنه لا يحدث قوس قزح ولكن يجب ان يكون رزاز كثير في نهاية يوم ممطر مرتفع.

فهل قبل الطوفان كان متوفر العاملين؟

بالطبع شعاع الشمس كان متوفر ولكن قطرات المياه المرتفعة في السماء هي غالبا التي لم تكن متوفرة للارتفاع العالي والسبب انه غالبا لم يكن هناك مطر قبل الطوفان

وندرس الاعداد معا ونبدأها من

سفر التكوين 1

1: 6 و قال الله ليكن جلد في وسط المياه و ليكن فاصلا بين مياه و مياه 

والجلد هذا افردت له بضعت ملفات لشرحه ولكن المهم الان ان المياه مجمعه في مكان اعلى منه واخر اسفله

1: 7 فعمل الله الجلد و فصل بين المياه التي تحت الجلد و المياه التي فوق الجلد و كان كذلك 

1: 8 و دعا الله الجلد سماء و كان مساء و كان صباح يوما ثانيا 

1: 9 و قال الله لتجتمع المياه تحت السماء الى مكان واحد و لتظهر اليابسة و كان كذلك

وهنا نرى ان المياه التي تحت الجلد مجمعة في مجتمع المياه او الذي سمى بحارا 

1: 10 و دعا الله اليابسة ارضا و مجتمع المياه دعاه بحارا و راى الله ذلك انه حسن 

1: 11 و قال الله لتنبت الارض عشبا و بقلا يبزر بزرا و شجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الارض و كان كذلك 

1: 12 فاخرجت الارض عشبا و بقلا يبزر بزرا كجنسه و شجرا يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه و راى الله ذلك انه حسن 

1: 13 و كان مساء و كان صباح يوما ثالثا 

 

فالامر كله يفسر في دور الجلد ولكن لن ادخل في تفصيله الان فهو سيأتي بتفصيل فيما بعد.

ولكن الكتاب المقدس يكمل ويشرح بتبسيط كيف كانت دورة المياه الطبيعية التي تختلف قليلا عن الان 

سفر التكوين 2

2: 5 كل شجر البرية لم يكن بعد في الارض و كل عشب البرية لم ينبت بعد لان الرب الاله لم يكن قد امطر على الارض و لا كان انسان ليعمل الارض 

هنا الكتاب المقدس يشرح أن في البداية لم يكن هناك مطر بل اسلوب سقي النباتات هو اسلوب مختلف وهو التالي 

2: 6 ثم كان ضباب يطلع من الارض و يسقي كل وجه الارض 

كلمة ضباب 

H108

אד

'êd

BDB Definition:

1) Mist

Part of Speech: noun masculine

ضباب (ندى)

هنا يتكلم عن اليوم الثالث وبعد أن فصل المياه عن اليابسة يوضح الرب انه خلق النباتات للإنسان ولكنه أيضا يوضح انه بعد فصل اليابسة عن مجمع البحار لم يكن هناك مطر علي اليابسة يسقي كل النباتات التي سيخلقها الله في اليوم الثالث بعد فصل اليابسة ومن هنا يشرح الكتاب ان الرب العالم بكل شيء المهندس الرائع اعد نظام دقيق ليروي النباتات كل يوم وهو ليس المطر الذي لم يكن موجود بسبب الجلد ولكن اسلوب السقي كان هو الضباب 

فالرب بدا يستخدم الضباب الذي أصبح يسقي وجه الأرض كل يوم بداية من اليوم الثالث 

الضباب هذا يشبه الندى الذي نعرفه الان ونراه على سطح كل النباتات والاعشاب والتي فيها يتحول بخار الماء القريب من سطح الارض إلى ماء سائل عن طريق ملامسته لسطح بارد وذلك بإشعاع حرارته، وإحداث التكثف الجوي بمعدل أعلى من معدل تبخره، بالتالي مكوناً قطرات الندى. يُشاهَد الندى غالبا على الاعشاب في الصباح أو على الأزهار أو على الأرض. الفائدة الأساسية للندى هي المحافظة على بيئة رطبة عند النباتات والأزهار في الأماكن الجافة. 

ملف:Dew 004.JPG

مع ملاحظة شيء مهم وهي التي نكتشفها الان في الفقاعات الهوائية توضح اختلاف ضغط وتركيب الهواء وبالفعل غالبا الضغط الجوء الذي كان اعلى في الماضي بسبب الجلد هذا يجعل كمية ترسيب الندى اعلى فيكفي للنباتات الكبيرة الحجم.

فهذه الظاهرة ليست بالصدفة ولكنه نظام خلقه الله للنباتات ولكن نفهم من الكتاب المقدس أنه غالبا قبل الطوفان كان أكثر من بعد الطوفان وما نراه الان وهذا أيضا بسبب غالبا الجلد فهو وقتها كان يكفي ان يسقي كل المملكة النباتية من اعشاب الي أشجار ضخمة 

إذا في حالة عدم وجود مطر اي لن يكون هناك قطيرات مياه معلقة عالية بعد المطر بكثافة فلن يكون هناك قوس قزح الذي يظهر في نهاية يوم ممطر. فبالطبع كان هناك انكسار لشعاع الضوء في قطرات المياه ولكنها لم تكن تظهر على شكل قوس قزح في السماء

أول مرة يتكلم سفر التكوين عن المطر هو وقت الطوفان 

سفر التكوين 7

7: 4 لاني بعد سبعة ايام ايضا امطر على الارض اربعين يوما و اربعين ليلة و امحو عن وجه الارض كل قائم عملته 

7: 5 ففعل نوح حسب كل ما امره به الرب 

7: 6 و لما كان نوح ابن ست مئة سنة صار طوفان الماء على الارض 

7: 7 فدخل نوح و بنوه و امراته و نساء بنيه معه الى الفلك من وجه مياه الطوفان 

7: 8 و من البهائم الطاهرة و البهائم التي ليست بطاهرة و من الطيور و كل ما يدب على الارض 

7: 9 دخل اثنان اثنان الى نوح الى الفلك ذكرا و انثى كما امر الله نوحا 

7: 10 و حدث بعد السبعة الايام ان مياه الطوفان صارت على الارض 

7: 11 في سنة ست مئة من حياة نوح في الشهر الثاني في اليوم السابع عشر من الشهر في ذلك اليوم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم و انفتحت طاقات السماء 

7: 12 و كان المطر على الارض اربعين يوما و اربعين ليلة 

وهنا يصف الكتاب أول مرة يحدث فيها المطر من السماء الذي كان غزير جدا أنه مرتبط بشيء يسميه الكتاب انفتحت طاقات السماء 

الجلد وهو افردت له ملف بالتفصيل لشرحه 

ولكن باختصار 

وكلمة انفتحت وهي باتاخ وتعني انفتحت وانفكت او اصبحت غير متماسكة او شيئ كان متماسك وانفك واصبح متسيب 

H6605

 

ָפַּתח

pāṯaḥ: A verb meaning to open, to loosen. It is used to indicate the opening of many things: figuratively, the windows of heaven (Gen_7:11Gen_8:6); storehouses opened to distribute grain (Gen_41:56); a grave (Eze_37:12-13); a cistern (Exo_21:33); a mouth of a cave (Jos_10:22); a letter (Neh_6:5); one's hand (Psa_104:28). Used of a river, it means to cause it to run, to flow with water (Isa_41:18); it means to move, to sell commodities (Amo_8:5). In Eze_21:28 [33], it refers to drawing out one's sword. It has a general sense in many contexts of loosing something: saddles (Gen_24:32); armor (1Ki_20:11). Of flowers, the petals bloom, open up (Son_7:12 [13]); of plowing, it means to open, loosen the ground (Isa_28:24). It indicates unopened wine, wine still under pressure (Job_32:19).

فالكثيرين يقولوا انها كلمة رمزية ولكن في رائ ضعفي اعتقد انها كلمة دقيقة وليست رمزية فقط فهو يشير الي ان هذا التكوين (الجلد) انفتح وبدا يقل تماسكه 

http://img485.imageshack.us/img485/513/rupturepaintingbz1.jpg

 فانهارت المياه من السماء هكذا

ولهذا سماها طاقات ( اروبات عبريا ) وتعني نوافز

 

أخير اركز على نقطة مهمة وهي تعبير في السماء

سفر التكوين 9

9: 8 و كلم الله نوحا و بنيه معه قائلا 

9: 9 و ها انا مقيم ميثاقي معكم و مع نسلكم من بعدكم 

9: 10 و مع كل ذوات الانفس الحية التي معكم الطيور و البهائم و كل وحوش الارض التي معكم من جميع الخارجين من الفلك حتى كل حيوان الارض 

9: 11 اقيم ميثاقي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد ايضا بمياه الطوفان و لا يكون ايضا طوفان ليخرب الارض 

9: 12 و قال الله هذه علامة الميثاق الذي انا واضعه بيني و بينكم و بين كل ذوات الانفس الحية التي معكم الى اجيال الدهر 

9: 13 وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني و بين الارض 

9: 14 فيكون متى انشر سحابا على الارض و تظهر القوس في السحاب 

9: 15 اني اذكر ميثاقي الذي بيني و بينكم و بين كل نفس حية في كل جسد فلا تكون ايضا المياه طوفانا لتهلك كل ذي جسد 

9: 16 فمتى كانت القوس في السحاب ابصرها لاذكر ميثاقا ابديا بين الله و بين كل نفس حية في كل جسد على الارض 

9: 17 و قال الله لنوح هذه علامة الميثاق الذي انا اقمته بيني و بين كل ذي جسد على الارض 

فالكتاب لا يتكلم عن ظاهرة انكسار الضوء ولكن ظاهرة القوس مرتفع في السحاب بعد المطر وهذا الذي لم يكن له وجود قبل الطوفان.

فالإجابة كما وضحت ببساطة لم يكن هناك قطيرات مطر معلق بعد يوم مطر كثيف ليكسر الضوء ولهذا تعبير وضعت قوسي في السماء دقيق انه بعد الطوفان

 

ولكن هناك تفسير اخر لا اعترض عليه رغم اقتناعي بالاول أكثر وهو أن قوس قزح كان موجود بالفعل وهو غالبًا كان يظهر قبل الطوفان ولكن الله استخدمه كعلامة حب بعد هذا.

 

واخيرا المعنى الروحي 

قوس قزح ذكر في الكتاب المقدس ذكر بعد الطوفان وهو اهلاك الأشجار ووعد بحياة للأبرار. وذكر مرة ثانية في 

سفر الرؤيا 4

 4: 3 و كان الجالس في المنظر شبه حجر اليشب و العقيق و قوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد

وهو علامة أن الله يريد لنا الحياة ويريد أن يعلن من السماء أنه عند وعده ولم ينسى أنه يعد لنا حياة أبدية. فحتى لو نسينا وعودنا فهو لا ينسى وعده 

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 13

 

إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ.

فالله لم ينسى قوس القزح الذي وعد به. فقوس قزح من اجمل الاشياء في الدنيا وهي علامة حياة

ولاحظ أول آية في الكتاب المقدس "في البدء خلق. إعطاء حياة" ونهاية الكتاب في سفر الرؤيا "أمين تعال أيها الرب يسوع.. هي رجاء في هذه الحياة الموعودة. 

كما أن قوس قزح لابد وأن يظهر بعد كل مطر طالما الشمس والمطر موجودان هكذا فإن وعد الله بعدم حدوث طوفان عام مرة اخري لن يكسر. 

 الله لا يكرر الطوفان. والطوفان رمز المعمودية لذلك المعمودية لا تتكرر.

هذا القوس (قوس قزح) يذكرنا بالأتي:

الخطية عقوبتها الموت. (إعلانا عن عدل الله وقداسته).

غني مراحم الله الذي يطيل أناته علينا. ويريد لنا الحياة.

المثال الصالح لنوح الذي كان بركة للعالم. فهو صدق بالعقاب وأيضا صدق في إمكانية النجاة بالتمسك بوعود الرب والعمل على ذلك.

إذن من يتشبه بنوح يستفيد من مراحم الله وينجو من غضبه وعدله الذي يستوجب الموت للخاطئ.

القوس هو ختم العهد (الميثاق بين الله ونوح).

الشمس تسقط نورها علي قطرات المطر فتظهر هذه الألوان المتعددة. والمسيح شمس البر يرسل نوره علينا فينعكس نوره باعمال جميله (الروح القدس الذي يعلن مجد المسيح يو 14،13:16) والألوان متعددة لتعلن عن إحسانات الله وعطاياه المتعددة. ويفهم أيضًا أن الروح القدس يعطي ويوزع مواهبه علي الكنيسة لتتكامل فيظهر المسيح شمس البر في هذه الكنيسة (اللون الأبيض للنور ) أما ألوان القوس فتعلن عن تعدد المواهب داخل الكنيسة ، لتتكامل الكنيسة. وتعلن مجد المسيح ووساطته فهو علامة حب قدمها الله حين أقام ميثاقًا مع نوح بعد الطوفان، ويبقي الله كمحب للبشرية يقدم لنا كل حب خلال ميثاقه معنا. والله في حبه يعتز بالميثاق فيقول "ميثاقي.. قوسي":

القوس علامة ميثاق بين السماء والأرض ولاحظ أنه يمتد من السماء حتى الأرض مثلما علق شمس البر الرب يسوع المسيح بين السماء والارض علي الصليب فاعطانا ميثاق حياة ابدية.

 

والمجد لله دائما